غیث النفع فی القراءات السبع

اشارة

غیث النفع فی القراءات السبع
ghith alnfa' fi alkra'aat alsba'
تألیف: علی النوری السفاقسی تاریخ النشر: 23/06/2004
ترجمة، تحقیق: أحمد محمود الشافعی الحفیان
الناشر: دار الكتب العلمیة
النوع: ورقی غلاف فنی، حجم: 24×17،
عدد الصفحات: 688 صفحة
الطبعة: 1 مجلدات: 1
موضوع
قرآن - قرائت
شماره ردیف29850
مابقی فیلدها۵۳۴۳۰۰۳{a} = ۱-۱{b}
شماره مدركق۱۷۰۴ = عنوان
سرشناسه فارسینوری صفاقسی، علی بن محمد = ۱۰۴۰ - ق۱۱۱۸
غیرهتحقیق احمد محمودعبدالسمیع الشافعی الحفیان
محل انتشاربیروت، لبنان = دارالكتب العلمیه = ق۱۴۲۵.= ۱۳۸۳
صفحه۶۸۸ ص
شناسه هاقرآن - اعراب = حفیان، احمدمحمود، مصحح
رده بندی كنگره
BP۷۵/۳/ ن۹غ۹۱۳۸۳

إهداء

- إلی كل من سلك طریقا یلتمس فیه علما لیسهّل اللّه علیه طریقا إلی الجنة.
- إلی من استغفر له كل شی‌ء حتی الحیتان فی الماء.
- إلی كل من أراد أن یكون- بإذن اللّه- من ورثة الأنبیاء.
- إلی من حاول التشبه بالرجال الذین صدقوا ما عاهدوا اللّه علیه.
- إلی كل قارئ و مقری و محقق و باحث یرجو اللّه و الیوم الآخر.
- إلی هؤلاء جمیعا أهدی تحقیق هذا الكتاب «غیث النفع فی القراءات السبع» للإمام «الصفاقسی»- رحمه اللّه-.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 6

مقدمة المحقق‌

بسم الله الرحمن الرحیم الحمد للّه الذی علم القرآن خلق الإنسان علمه البیان الحمد للّه الذی كان بعباده خبیرا بصیرا و تبارك الذی جعل فی السماء بروجا و جعل فیها سراجا و قمرا منیرا، و هو الذی جعل اللیل و النهار خلفة لمن أراد أن یذكر أو أراد شكورا.
و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شریك له شهادة أثقّل بها المیزان، و أحقّق الإیمان، و أفك الرهان اللهم لا تحرمنا برها و بركتها، و اجعلها من خیر و آخر أعمالنا، سبحانه من إله عظیم أورث كتابه من اصطفی من عباده قال تعالی: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا [فاطر: 32].
و أشهد أن محمدا عبد اللّه و رسوله و صفیه من خلقه و حبیبه، أنزل علی قلبه كتابه، فكان بلیغا فی نطقه، ملك البیان و المعانی بقدرته، فأصبح بدیعا یكلم كل قبیلة بلغتها، فله الحمد كله علی أن شرفنا و أكرمنا و كرمنا بأن أنزله قرآنا عربیا قال تعالی: إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِیًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [یوسف: 2]، و أنزله بلسان عربی مبین، علی نبی عربی عظیم فأحب العربیة قال- صلی اللّه علیه و سلّم-: «أحب العربیة لثلاثة: لأنی عربی، و القرآن عربی، و لسان أهل الجنة عربی».
و لما كان القرآن هو أفضل ما فی الوجود فقد صرفت إلیه الهمم و أحیط بالرعایة و الاهتمام منذ أن نزل و اكتمل من جمیع الجوانب تفسیرا و إعرابا و غیرها، و كان من أهم و أبرز هذه الجوانب هو القراءات المتواترة التی نزل بها الوحی فهی أعظم الجوانب و أشرفها علی الإطلاق لتعلقها مباشرة بكلمات القرآن.
و بین أیدینا كتاب عظیم النفع هو «غیث النفع فی القراءات السبع»
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 7
لمؤلفه الإمام الصفاقسی- رحمه اللّه تعالی-، فیه من الجوانب المضیئة الكثیر، و لن أتكلم عنها لأنها موضحة فی مقدمة المؤلف منعا للتكرار، و لكن ما أرید أن أنبه علیه و أشیر إلیه هو أن المؤلف رحمه اللّه اختصر الأصول اختصارا كبیرا و ذلك لشهرتها و تكرارها فی غالب كتب القراءات، و قد قرأته من أوله إلی آخره و أمعنت النظر فیه مرات و مرات عدیدة فهو كما قال الشاعر:
قد سألت الغیث لمّا انهال‌من سقف السّحاب
أیّ نبع منه تأتی‌فی سخاء و انسیاب
قال: بحر الأرض نبعی‌و إلیه فی إیابی
رحلتی كانت بخاراو ركاما من رباب
ثمّ ماء جاریا عذبابخصب أو یباب
لست أفنی رغم أنّی‌فی البراری أتبدّد
إن عرتنی شائبات‌عیرتنی أتجدّد
سوف أبقی سائغا حتّی‌و إن طبعی تجمّد
كلّ حیّ بوفائی‌غامرا یحیا و یسعد فاللّه أسأل أن یجعل عملی فی تحقیق هذا الغیث غیثا نافعا یهب لی به یقینا یملأ الصدر و یرد النفس عن غیها، و أن یجعلنی ممن أورثهم كتابه سبحانه، و أن ینفع به جمعا غفیرا من الموحدین السالكین إلیه الدرب متبعین غیر مبتدعین، إنه ربی علی ما یشاء قدیر، فهو نعم المولی و نعم النصیر. آمین.
أحمد محمود عبد السمیع الشافعی الحفیان المنیا- أبو قرقاص- بنی موسی 2 رجب 1421 ه الموافق 30 سبتمبر/ 2000 م
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 8

رموز خاصة بالكتاب‌

1- المكی: هو ابن كثیر.
2- البصری: هو أبو عمرو.
3- الأخوان: حمزة، و الكسائی.
4- الحرمیان: نافع و ابن كثیر حال اتفاقهما.
5- الكوفیون: هم عاصم، و حمزة، و الكسائی.
6- علیّ: هو الكسائی.
7- النحویان: هما أبو بكر و الكسائی.
8- الشامی: ابن عامر.
9- الابنان: هما ابن كثیر و ابن عامر.
10- المحقق: هو إمام الحفاظ و حجة القراء محمد بن محمد بن محمد ابن علی بن یوسف المعروف بابن الجزری (571- 833 ه).
11- لهم: إذا اتفق ورش و حمزة و الكسائی.
12- لهما: إذا اتفق ورش، و أبو عمرو البصری.
13- بین بین: أی بین الفتح و الإمالة الكبری.
14- فاصلة: آخر كلمة فی آخر آیة من آخر الربع و هناك رموز أخری موضحة فی مقدمة المؤلف رحمه اللّه و هی غیر هذه الرموز، و لكن هذه أشهرها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 9

مقدمة المؤلف‌

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحیم قال الشیخ الفقیه الإمام العالم العلامة المحقق الولی الصالح سیدی علی النوری الصفاقسی- رضی اللّه عنه- و نفعنا به و بعلومه آمین: الحمد للّه الذی أنزل القرآن و شرفنا بحفظه و تلاوته و تعبدنا بتجویده و تحریره و جعل ذلك من أعظم عبادته، فطوبی لمن أعرض عن كل شاغل یشغله عن تدبره و دراسته مع رعایة آدابه الظاهرة، و الباطنة، و القیام بحرمته و جلالته فهو المنهج القویم و الصراط المستقیم و شفاء الصدور و الهدی و النور و المعتصم الأوقی و العروة الوثقی بحر المعانی و المعارف و العلوم و معدن الأسرار و الحكم و الفهوم، كتاب كریم عزیز مجید لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَكِیمٍ حَمِیدٍ.
و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شریك له شهادة الموحدین المستغفرین الحاضرین مع اللّه فی كل حال، و أشهد أن سیدنا محمدا عبده و رسوله صاحب المعجزة الدائمة و المفاخر التامة و الشرف و الكمال- صلی اللّه علیه و علی آله و أصحابه- الذین ملأ اللّه قلوبهم بمعرفته و محبته فنهضوا لخدمته بالإرشاد و الإفادة صلاة و سلاما تبلغنا بهما درجات المحسنین و ننتظم معهم فی سلك لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیادَةٌ.
و بعد فاعلم جعلنی اللّه و إیاك من العصابة الناجیة و منحنی و إیاك فی جمیع الأحوال اللطف و العافیة أن صرف العنایة إلی خدمة كتاب اللّه من أعظم القرب و السعی الناجح و أحسن ما یدخره المرء لیوم یتبین فیه الخاسر و الرابح، و قد روینا فی فضائل القرآن و فضل أهله أحادیث كثیرة و لو لم یكن فی ذلك إلا ما جاء فی الصحیح عن عثمان- رضی اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم-: «خیركم من تعلم القرآن و علمه» لكان كافیا، و كان سفیان الثوری یقدم تعلم القرآن علی الغزو لهذا الحدیث
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 10
و لقوله- صلی اللّه علیه و سلّم-: «أفضل العبادة قراءة القرآن» و قیل لعبد اللّه بن مسعود- رضی اللّه عنه- إنك تقلّ الصوم فقال: «إنی إذا صمت ضعفت عن تلاوة القرآن و تلاوة القرآن أحب إلیّ» فحملة القرآن القائمون بحقوقه نطقا و علما و عملا أهل اللّه و خاصته و أشرف هذه الأمة و خیارهم مهدوا لأنفسهم و تزوّدوا من دار الفناء قبل ارتحالهم و اضمحلالهم، فأكرم بعلم یتصل سنده برب العالمین بواسطة روح القدس و سیدنا محمد صفوة الخلق أجمعین، فیا لها من نعمة ما أعظمها و منقبة شریفة ما أجلها و أجملها و قد ابتلی كثیر من الناس بالتصدر للإقراء قبل إتقان العلوم المحتاج إلیها فیه درایة و روایة و تمییز الصحیح من السقیم و المتواتر من الشاذ و ما لا تحل القراءة به بل و ما تحل، بعضهم یعتقد أن جمیع ما یجده فی كتب القراءات صحیح یقرأ به و لیس كذلك بل فیها ما لا تحل القراءة به و صدر منهم رحمهم اللّه علی وجه السهو أو الغلط و القصور و عدم الضبط و یعرف فساد ذلك الأئمة المحققون و الحفاظ الضابطون تحقیقا لوعده الصادق إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ و قد وقع بعض ذلك فی الكتب التی انكب أهل العصر علیها كشراح الشاطبیة «و إنشاد الشرید» للعلامة أبی عبد اللّه محمد بن غازی «و المكرر» «و البدور الزاهرة» كلاهما للشیخ أبی حفص عمر بن قاسم الأنصاری شیخ العلامة القسطلانی و قد أخذ اللّه العهد علی العلماء أن لا یكتموا ما علمهم و یبینوه غایة جهدهم فقال عزّ و جلّ: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ و قال رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلم-: «من كتم علما عن أهله ألجم بلجام من نار» و عن علی- رضی اللّه عنه-: ما أخذ علی أهل الجهل أن یتعلموا حتی أخذ علی أهل العلم أن یعلّموا، فاستخرت اللّه تعالی فی تألیف كتاب أبین فیه القراءات السبع التی ذكرها الأستاذ أبو محمد القاسم الشاطبی غایة البیان و إن كان المتواتر و الصحیح أكثر من ذلك لأن الغالب علی أهل هذا الزمان اقتصارهم علی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 11
ذلك ماشیا فی جمیع ذلك علی طریقة المحققین كالشیخ العلامة أبی الخیر محمد ابن محمد بن محمد بن الجزری الحافظ رحمه اللّه من تحریر الطرق و عدم القراءة بما شذ و بما لا یوجد كما یفعله كثیر من المتساهلین القارئین بما یقتضیه الضرب الحسابی فإن ذلك غیر مخلص عند اللّه عزّ و جلّ و كان شیخنا رحمه اللّه یحذرنی من ذلك كثیرا و یقول ما معناه: إیاك أن تمیل إلی الراحة و البطالة و تقرأ كتاب اللّه بما یقتضیه الضرب الحسابی كما یفعله أهل الكسل و أظنه أنه أخذ علیّ عهدا بذلك حرصا منه رحمه اللّه علی إتقان كتاب اللّه و هذا هو الحق الذی لا ینبغی للمؤمن أن یحید عنه و سمیته «غیث النفع فی القراءات السبع» و اللّه أسأل أن یبلغ به المنافع، و یجعل الناظر فیه ممن یسابق إلی الخیرات و یسارع، و أن یرینا بركته وقت حولنا فی رمسنا و انتقالنا إلیه و سوقنا إلی المحشر و وقوفنا بین یدیه. و لنذكر قبل الشروع فی المقصود فوائد تشتد الحاجة إلی معرفتها:
الأولی: تواتر عن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- أنه قال: «إن هذا القرآن أنزل علی سبعة أحرف فاقرءوا ما تیسر منه» قاله لعمر لما جاءه بهشام بن حكیم و قد لببه بردائه أی جعله فی عنقه و جره منه لما سمعه یقرأ سورة الفرقان علی غیر ما أقرأها له رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- و كان أوّلا أتاه جبریل فقال له: «إن اللّه یأمرك أن تقرئ أمتك القرآن علی حرف واحد فقال أسأل اللّه معافاته و معونته و إن أمتی لا تطیق ذلك ثم أتاه الثانیة علی حرفین فقال له مثل ذلك ثم أتاه الثالثة بثلاثة فقال له مثل ذلك ثم أتاه الرابعة فقال له إن اللّه یأمرك أن تقرئ أمتك القرآن علی سبعة أحرف فأیما حرف قرءوا علیه فقد أصابوا» و اختلفوا فی المراد بهذه الأحرف السبعة علی نحو من أربعین قولا و اضطربوا فی ذلك اضطرابا كثیرا حتی أفرده العلامة أبو شامة بالتألیف مع إجماعهم إلا خلافا لا یعتد به علی أنه لیس المراد أن كل كلمة تقرأ علی سبعة أوجه إذ لا یوجد ذلك إلا فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 12
كلمات یسیرة نحو أرجه وهیت و جبریل و أفّ و علی أنه لیس المراد هؤلاء القراء السبعة المشهورین، فذهب معظمهم و صححه البیهقی و اختاره الأبهری، و غیره و اقتصر علیه فی القاموس إلی أنها لغات.
و اختلفوا فی تعیینها، فقال أبو عبید قریش و هذیل، و ثقیف و هوازن و كنانة و تمیم و الیمن، و قال غیره خمس لغات فی أكناف هوازن سعد و ثقیف و كنانة و هذیل و قریش و لغتان علی جمیع ألسنة العرب و قیل المراد معانی الأحكام كالحلال و الحرام و المحكم و المتشابه و الأمثال و الإنشاء و الإخبار، و قیل الناسخ و المنسوخ و الخاص و العام و المجمل و المبین و المفسر، و قیل غیر ذلك.
و قال المحقق ابن الجزری: و لا زلت أستشكل هذا الحدیث و أفكر فیه و أمعن النظر من نیف و ثلاثین سنة حتی فتح اللّه علیّ بما یمكن أن یكون صوابا إن شاء اللّه، و ذلك أننی تتبعت القراءات صحیحها و شاذها و ضعیفها و منكرها فإذا هو یرجع اختلافها إلی سبعة أوجه من الاختلاف لا یخرج عنها و ذلك إما فی الحركات بلا تغیر فی المعنی و الصورة نحو البخل بأربعة و یحسب بوجهین، أو بتغیر فی المعنی فقط نحو: فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ و إما فی الحروف بتغیر فی المعنی لا فی الصورة نحو تبلو و تتلو أو عكس ذلك نحو بصطة و بسطة، أو بتغییرهما نحو أَشَدَّ مِنْكُمْ و منهم و إما فی التقدیم و التأخیر نحو فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ أو فی الزیادة و النقصان نحو و أوصی و وصی فهذه سبعة أوجه لا یخرج الاختلاف عنها، ثم رأیت أبا الفضل الرازی حاول ما ذكرته و كذا ابن قتیبة حاول ما حاولنا بنحو آخر انتهی.
و أبین الأقوال أولاها بالصواب الأول و یشهد له المعنی و النظر أما المعنی فقد قال الدانی: الأحرف الأوجه أی أن القرآن علی سبعة أوجه من اللغات لأن الأحرف جمع فی القلیل كفلس و أفلس و الحرف قد یراد به الوجه بدلیل قوله تعالی: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللَّهَ عَلی حَرْفٍ الآیة فالمراد بالحرف الوجه أی علی النعمة و الخیر و إجابة السؤال و العافیة فإذا استقامت
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 13
له هذه الأحوال اطمأن و عبد اللّه، و إذا تغیرت و امتحنه اللّه بالشدة و الضر ترك العبادة و كفر فهذا عبد اللّه علی وجه واحد فلهذا سمی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- هذه الأوجه المختلفة من القراءات و المتغایرة من اللغات أحرفا علی معنی أن كل شی‌ء منها وجه انتهی، و أما النظر فإن حكمة إتیانه علی سبعة أحرف التخفیف و التیسیر علی هذه الأمة فی التكلم بكتابهم كما خفف علیهم فی شریعتهم، و هو كالمصرح به فی الأحادیث الصحیحة كقوله أسأل اللّه معافاته و معونته و كقوله: «إن ربی أرسل إلیّ أن أقرأ القرآن علی حرف واحد فرددت إلیه أن هوّن علی أمتی و لم یزل یردد حتی بلغ سبعة أحرف» لأنه- صلی اللّه علیه و سلّم- أرسل للخلق كافة و ألسنتهم مختلفة غایة التخالف كما هو مشاهد فینا و من كان قبلنا مثلنا و كلهم مخاطب بقراءة القرآن قال اللّه تعالی: فَاقْرَؤُا ما تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ فلو كلفوا كلهم النطق بلغة واحدة لشق ذلك علیهم و تعسر إذ لا قدرة لهم علی ترك ما اعتادوه و ألفوه من الكلام إلا بتعب شدید و جهد جهید، و ربما لا یستطیعه بعضهم و لو مع الریاضة الطویلة و تذلیل اللسان كالشیخ و المرأة فاقتضی یسر الدین أن یكون علی لغات، و فیه حكمة أخری، و هی أنه- صلی اللّه علیه و سلّم- تحدی بالقرآن جمیع الخلق قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلی أَنْ یَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا یَأْتُونَ بِمِثْلِهِ الآیة، فلو أتی بلغة دون لغة لقال الذین لم یأت بلغتهم لو أتی بلغتنا لأتینا بمثله و تطرق الكذب إلی قوله تعالی عن ذلك علوا كبیرا. فإن قلت یعكر علی هذا أن عمر بن الخطاب و هشام بن حكیم اختلفا فی قراءة سورة الفرقان و هما قرشیان لغتهما واحدة أن تكون لغتهما واحدة فقد یكون قرشیا مثلا و یتربی فی غیر قومه فیتعلم لغتهم بها و هو كثیر فیهم و فی الحدیث: «أنا أعربكم أنا من قریش و لسانی لسان سعد بن بكر» و فیه أیضا: «أنا أعرب العرب ولدت من قریش و نشأت فی بنی سعد فأنی یأتینی اللحن» و قال تعالی: وَ هذا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 14
لِسانٌ عَرَبِیٌّ مُبِینٌ فعم العرب و لم یخص قبیلة، و هذه الأحرف السبعة داخلة فی القراءات العشرة التی بلغتنا بالتواتر و غیرها مما اندرس و كان متواترا راجع إلیها لأن القرآن محفوظ من الضیاع و لو تطاولت علیه السنون إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ و اللّه أعلم.
الثانیة: مذهب الأصولیین، و فقهاء المذاهب الأربعة و المحدثین القراء أن التواتر شرط فی صحة القراءة و لا تثبت بالسند الصحیح غیر المتواتر و لو وافقت رسم المصاحف العثمانیة و العربیة و قال الشیخ أبو محمد مكی: القراءة الصحیحة ما صح سندها إلی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم-، و ساغ وجهها فی العربیة و وافقت خط المصحف و تبعه علی ذلك بعض المتأخرین و مشی علیه ابن الجزری فی نشره و طیبته قال فیها:
فكلّ ما وافق وجه نحوو كان للرسم احتمالا یحوی
و صحّ إسنادا هو القرآن‌فهذه الثّلاثة الأركان
و حیثما یختلّ ركن أثبت‌شذوذه لو أنّه فی السّبعة و هذا قول محدث لا یعول علیه و یؤدی إلی تسویة غیر القرآن بالقرآن، و لا یقدح فی ثبوت التواتر اختلاف القراءة فقد تتواتر القراءة عند قوم دون قوم فكل من القراء إنما لم یقرأ بقراءة غیره لأنها لم تبلغه علی وجه التواتر و لذا لم یعب أحد منهم علی غیره قراءته لثبوت شرط صحتها عنده و إن كان هو لم یقرأ بها لفقد الشرط عنده فالشاذ ما لیس بمتواتر، و كل ما زاد الآن علی القراءات العشرة فهو غیر متواتر، قال ابن الجزری: و قول من قال إن القراءات المتواترة لا حد لها إن أراد فی زماننا فغیر صحیح لأنه لم یوجد الیوم قراءة متواترة وراء العشرة و إن أراد فی الصدر الأول فمحتمل، و قال ابن السبكی: و لا تجوز القراءة بالشاذ و الصحیح أنها ما وراء العشرة و قال فی منع الموانع: و القول بأن القراءات الثلاثة غیر متواترة فی غایة السقوط و لا یصح القول به عمن یعتبر قوله فی الدین.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 15

تكمیل:

و أما حكم القراءة بالشاذ فقال الشیخ أبو القاسم العقیلی المعروف بالنویری المالكی فی شرح طیبة النشر: اعلم أن الذی استقرت علیه المذاهب و آراء العلماء أنه إن قرأ بالشواذ غیر معتقد أنه قرآن و لا موهم أحدا ذلك بل لما فیها من الأحكام الشرعیة عند من یجنح بها أو الأدبیة فلا كلام فی جواز قراءتها و علی هذا یحمل حال كل من قرأ بها من المتقدمین و كذلك أیضا یجوز تدوینها فی الكتب و التكلم علی ما فیها و إن قرأها باعتقاد قرآنیتها أو بإیهام قرآنیتها حرم ذلك، و نقل ابن عبد البر فی تمهیده إجماع المسلمین علی ذلك انتهی.
و أما حكم الصلاة بالشاذ فقال فی المدونة: و من صلی خلف من یقرأ بما یذكر من قراءة ابن مسعود- رضی اللّه عنه- فلیخرج و لیتركه فإن صلی خلفه أعاد أبدا، و قال ابن شاس، و من قرأ بالقراءات الشاذة لم تجزه و من ائتم به أعاد أبدا، و قال ابن الحاجب: و لا تجزئ بالشاذ و یعید أبدا.
الثالثة: شرط المقرئ أن یكون مسلما عاقلا بالغا ثقة مأمونا ضابطا خالیا من الفسق و مسقطات المروءة و لا یجوز له أن یقرئ إلا بما سمعه ممن توفرت فیه هذه الشروط أو قرأه علیه و هو مصغ له أو سمعه بقراءة غیره علیه فإن قرأ نفس الحروف المختلف فیها خاصّة أو سمعها و ترك ما اتفق علیه جاز إقراؤه القرآن بذلك و اختلف فی إقرائه بما أجیز فیه فقیل بالجواز و قیل بالمنع، و إذا قلنا بالجواز فلا بد من اشتراط أهلیة المجاز.
الرابعة: یجب علی كل من قرأ أو أقرأ أن یخلص النیة للّه و لا یطلب بذلك غرضا من أغراض الدنیا كمعلوم یأخذه علی ذلك و ثناء یلحقه من الناس أو منزلة تحصل له عندهم ففی الخبر: «إن اللّه عزّ و جلّ لما خلق جنة عدن خلق فیها ما لا عین رأت و لا أذن سمعت و لا خطر علی قلب بشر، ثم قال لها: تكلمی، فقالت: قد أفلح المؤمنون ثلاثا، ثم قالت: أنا حرام
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 16
علی كل بخیل و مراء» و فیه أیضا: «من عمل من هذه الأعمال شیئا یرید به عرضا من الدنیا لم یشمّ عرف الجنة و عرفها یوجد علی مسیرة خمسمائة عام» فإن كان له شی‌ء یأخذه علی ذلك فلا یأخذ بنیة الإجارة و یستبدل الذی هو أدنی بالذی هو خیر بل بنیة الإعانة علی ما هو بصدده و یقول مع المعرفة أنا عبد اللّه أخدمه و آكل و أشرب و ألبس من رزقه و خدمتی له حق علیّ و رزقه لی محض فضل منه و إذا كانت هذه نیته فلا یتضجر و لا یترك القراءة لقطع المعلوم فإن تركها لقطعه فهو دلیل علی فساد نیته و هذا یجری فی كل من یأخذ شیئا علی وظیفة شرعیة كالإمام و المدرس و حارس الثغور و لا یجوز لأحد أن یتصدر للإقراء حتی یتقن عقائده و یتعلمها علی أكمل وجه و یتعلم من الفقه ما یصلح به أمر دینه و ما یحتاج إلیه من معاملاته و أهم شی‌ء علیه بعد ذلك أن یتعلم من النحو و الصرف جملة كافیة یستعین بها علی توجیه القراءات و یتعلم من التفسیر و الغریب ما یستعین به علی فهم القرآن و لا تكون همته دنیئة فیقتصر علی سماع لفظ القرآن دون فهم معانیه و هذا أعنی علم العربیة أحد العلوم السبعة التی هی وسائل لعلم القراءات، الثانی التجوید هو معرفة مخارج الحروف و صفاتها، و الثالث الرسم، الرابع الوقف و الابتداء، الخامس الفواصل، و هو فن عدد الآیات، السادس علم الأسانید و هو الطرق الموصلة إلی القرآن و هو من أعظم ما یحتاج إلیه لأن القرآن سنة متبعة و نقل محض فلا بد من إثباتها و تواترها و لا طریق إلی ذلك إلا بهذا الفن، السابع علم الابتداء و الختم و هو الاستعاذة و التكبیر و متعلقاتهما و ما من علم من هذه العلوم إلا و ألفت فیه دواوین و قد ذكر جمیعها إلا الأول الإمام العلامة أحمد القسطلانی فی كتابه لطائف الإشارات فی القراءات الأربعة عشر رحمه اللّه و أثابه رضاه آمین، فمن أرادها فلینظر مادتها فإنّ ذكرها یخرجنا عن قصد الاختصار إلا ما لا بد منه فنذكره فی موضعه إن شاء اللّه تعالی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 17
الخامسة: ینبغی له تحسین هیئته و لیحذر من الملابس المنهیّ عنها و مما لا یلیق بأمثاله و یجلس غیر متكئ مستقبل القبلة متطهرا و یزیل نتن إبطیه أو ما له رائحة كریهة بما أمكن له و یمس من الطیب ما یقدر علیه و لا یعبث بلحیته و لا بغیرها و لیحفظ بصره عن الالتفات إلا من حاجة و لیكن خاشعا متدبرا فی معانی القرآن ساكن الأطراف إلا إذا احتاج إلی إشارة للقارئ فیضرب بیده الأرض ضربا خفیفا أو یشیر بیده أو برأسه لیفطن القارئ لما فاته و یصبر حتی یتفكر فإن تذكر و إلا أخبره بما ترك أو غیر قاصدا بجمیع ذلك إجلال القرآن و تعظیمه و یوسع مجلسه لیتمكن جمیع أصحابه من الجلوس فیه، و فی الحدیث «خیر المجالس أوسعها» و لیحذر من دسائس نفسه فی هذا و أمثاله و یقدم الأسبق فالأسبق فإن أسقط الأسبق حقه قدم من قدمه فإن جاءوا دفعة أو اجتمعوا للصلاة فلیقدم الأفضل فالأفضل أو المسافرین و ذوی الحاجة من غیر میل و لا متابعة هوی فإن رأی فی بعض أصحابه شیئا نهاه مع إظهار الشفقة علیه و الرفق به فهو أقرب للقبول و أعظم أجرا عند اللّه و فیه التخلق بأخلاق اللّه فإنا نراه لا یعاجل بالعقوبة من هو منهك فی المعاصی و الآثام بل فی الكفر و عبادة الأصنام بل یمدهم بالنعم المتكاثرة و أظهر لهم الآیات البینات الواضحة الظاهرة و أرسل لهم رسله و أیدهم بالدلالات الباهرة كل ذلك لیعرفهم به و یدعوهم إلی ما عنده من الكرامات التی لا تحصی و هو القادر علی أن یهلك جمیع العوالم فی أقل من فتح عین حارس، و أیّ حلم وجود أعظم من هذا و شرف العبد و فضله و عزه و فخره التخلق بأخلاق اللّه تعالی و لا یصاحب إلا من یعینه علی الخیر و مكارم الأخلاق و إلا فالوحدة أولی به قال أبو ذر- رضی اللّه عنه-: الوحدة خیر من جلیس السوء، و الجلیس الصالح خیر من الوحدة، و لیتخلق فی نفسه و یأمر جمیع من حضره بالأخلاق النبویة و لیتمسك بالكتاب و السنة فی جمیع تصرفاته الظاهرة و الباطنة فهذا أصل كل خیر و منبع كل فضیلة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 18
و عن عبد اللّه بن مسعود- رضی اللّه عنه-: «ینبغی لحامل القرآن أن یعرف بلیله إذا الناس نائمون، و بنهاره إذا الناس مفرطون و بحزنه إذا الناس یفرحون و ببكائه إذا الناس یضحكون، و بصمته إذا الناس یخوضون، و بخشوعه إذا الناس یختالون». و الآداب كثیرة كالسواك و الطهارة الصغری و أما الكبری فهی واجبة و تفصیله فی الفقه، و البكاء فإن لم یبك فلیتباك فإن لم یبك بعینه فلیبك بقلبه فقد ورد: «اقرءوا القرآن و ابكوا» فإن لم تبكوا فتباكوا فإن لم تبكوا بعیونكم فابكوا بقلوبكم، و الموضع الطاهر و استحب بعضهم المساجد للطهارة و شرف البقعة و اجتناب الضحك و الحدیث فی خلال القراءة إلا ما یضطر إلیه و النظر إلی ما یلهی و یحیر الفكرة و صرف القلب إلی شی‌ء سوی القرآن و إظهار الحزن و الخشوع و القلب فارغ من ذلك و فیما ذكرناه تنبیه علی ما لم نذكره. و اللّه یهدی من یشاء إلی صراط مستقیم.
السادسة: لم یكن فی الصدر الأول هذا الجمع المتعارف فی زماننا بل كانوا لاهتمامهم بالخیر و عكوفهم علیه یقرءون علی الشیخ الواحد العدة من الروایات و الكثیر من القراءات كل ختمة بروایة لا یجمعون روایة إلی روایة و استمر العمل علی ذلك إلی أثناء المائة الخامسة عصر الدانی و ابن شریح و ابن شیطا و مكی و الأهوازی و غیرهم فمن ذلك الوقت ظهر جمیع القراءات فی الختمة الواحدة و استمر علیه العمل إلی هذا الزمان و كان بعض الأئمة ینكره من حیث إنه لم یكن عادة السلف. قلت: و هو الصواب إذ من المعلوم أن الحق و الصواب فی كل شی‌ء مع الصدر الأول قال اللّه تعالی: قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی و قال- صلی اللّه علیه و سلّم-: «و إنه من یعش منكم فسیری اختلافا كثیرا فعلیكم بسنتی و سنة الخلفاء الراشدین المهدیین عضوا علیها بالنواجذ و إیاكم و محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» و قال ابن مسعود- رضی اللّه عنه-: «من كان منكم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 19
متأسیا فلیتأس بأصحاب محمد- صلی اللّه علیه و سلّم- فإنهم كانوا أبر هذه الأئمة قلوبا و أعلمها علما و أقلها تكلفا و أقومها هدیا و أحسنها حالا اختارهم اللّه لصحبة نبیه- صلی اللّه علیه و سلّم- و إقامة دینه فاعرفوا لهم فضلهم و اتبعوهم فی آثارهم فإنهم كانوا علی الهدی المستقیم» انتهی.
و انظر إلی توقف أفضل هذه الأمة بعد نبینا محمد- صلی اللّه علیه و سلّم- أبی بكر و عمر و غیرهما من الصحابة- رضی اللّه تعالی عنهم- أجمعین فی جمع القرآن و كتبه فی المصاحف و أشفقوا من ذلك مع أنه یظهر ببادئ الرأی أنه حق و صواب إذ لو لا جمعه و حفظه لذهب هذا الدین نعوذ باللّه من ذلك و توقف كثیر من أئمة التابعین و تابعیهم فی نقطه و شكله و كتب أعشاره و فواتح سوره، و بعضهم أنكر ذلك و أمر بمحوه مع أن فیه مصلحة عظیمة للصغار، و من لم یقرأ من الكبار فی زمانهم و فی زماننا لكل الناس فإذا كان أعلم الناس و أفضلهم توقفوا فی مثل هذا و خافوا أن یكون ذلك حدثا أحدثوه بعد نبیهم- صلی اللّه علیه و سلّم- فما بالك بأمر لا یترتب علیه كبیر نفع و ربما یترتب علیه الفساد و الغلط و التخلیط و الداعی إلیه النفس لتحصیل حظوظها من الراحة و تقصیر زمن العبادة جنح إلی هذا الكسالی و المقصرون و وافقهم علی ذلك شفقة علیهم و خوفا من انسلاخهم من الخیر بالكلیة الأئمة المجتهدون المشمرون و المتنزل لا یستدل بفعله فیما تنزل فیه.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 20

تكمیل:

و إذا قلنا بهذا الجمع علی ما فیه فقال فی النشر: و لم یكن أحد من الشیوخ یسمح به إلا لمن أفرد القراءات و أتقن معرفة الطرق و الروایات، و قرأ لكل قارئ ختمة علی حدة و لم یسمح أحد بقراءة قارئ من الأئمة السبعة أو العشرة فی ختمة واحدة فیما أحسب إلا فی هذه الأعصار المتأخرة حتی إن الكمال الضریر صهر الشاطبی لما أراد القراءة علیه قرأ لكل واحد من السبعة ثلاث ختمات ختمة لكل راو ثم یجمع بینهما فقرأ علیه تسع عشرة ختمة و أراد أن یقرأ بروایة أبی الحارث فأمره بالجمع مكاشفة منه بقرب الأجل و كان من أهل الكشف فلما انتهی إلی سورة الأحقاف توفی الشاطبی رحمه اللّه و هذا الذی استقر علیه عمل شیوخنا الذین أدركناهم فلم أعلم أحدا قرأ علی التقی الصانع بالجمع إلا بعد أن یفرد للسبعة فی إحدی و عشرین ختمة و للعشرة كذلك و كان الذین یتساهلون فی الأخذ یسمحون أن یجمع كل قارئ فی ختمة سوی نافع و حمزة فإنهم كانوا یفردون كل راو بختمة و لا یسمح أحد بالجمع إلا بعد ذلك نعم كانوا إذا رأوا شخصا قد أفرد و جمع علی شیخ معتبر و أجیز و تأهل فأراد أن یجمع القراءات فی ختمة علی أحدهم لا یكلفونه بعد ذلك إلی الإفراد لعلمهم بأنه قد وصل إلی حد المعرفة و الإتقان انتهی باختصار مع بعض زیادة تكمیلا للفائدة. فإذا فهمت هذا تبین لك أن ما علیه أهل زماننا و هو أن یأتیهم من لا یحسن قراءة الكتب و یرید أن یقرأ علیهم فیقرأ لقالون أحزابا من أول القرآن ثم لورش كذلك ثم یجمع لنافع كذلك ثم المكی ثم البصری ثم یجمع بین الثلاثة كذلك ثم لكل قارئ من الأربعة الباقین كذلك ثم یجمع للسبعة و هو لم یصل إلی إتقان القراءة مفردة فضلا عن إتقانها مع الجمع مخالف لإجماع المتقدمین و المتأخرین.
السابعة: للشیوخ فی كیفیة هذا الجمع ثلاثة مذاهب الأول: الجمع بالحرف و هو أنه إذا ابتدأ القارئ القراءة و مر بكلمة فیها خلاف أصلی أو
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 21
فرش أعاد تلك الكلمة حتی یستوعب جمیع أحكامها فإذا ساغ الوقف و أراده وقف علی آخر وجه و استأنف ما بعدها و إلا وصلها بما بعدها مع آخر وجه و لا یزال كذلك حتی یقف و إن كان الحكم مما یتعلق بكلمتین كمد المنفصل وقف علی الثانیة و استوعب الخلاف و یجری علی ما تقدم و هذا مذهب المصریین و المغاربة.
الثانی: الجمع بالوقف، و هو أن یبتدئ القاری بقراءة من یقدمه من الرواة و یمضی علی تلك الروایة حتی یقف حیث یرید و یسوغ ثم یعود من حیث ابتدأ و یأتی بقراءة الراوی الذی یثنی به و لا یزال كذلك یأتی براو بعد راو حتی یأتی علی جمیعهم إلا من دخلت قراءته مع من قبله فلا یعیدها و فی كل ذلك یقف حیث وقف أولا و هذا مذهب الشامیین.
الثالث: المذهب المركب من المذهبین و هذا ما یأتی بروایة الراوی الأول و جری العمل بتقدیم قالون لأن الشاطبی قدمه و عادة كثیر من المقرئین تقدیم من قدمه صاحب الكتاب الذی یقرءون بمضمنه و هو غیر لازم إلا أنه أقرب للضبط و كان شیخنا رحمه اللّه إذا نسی القارئ قراءة و روایة لا یأمره بإعادة الآیة بل بإتیان تلك القراءة أو الروایة فقط یتمادی إلی أن یقف علی موضع یسوغ الوقف علیه فمن اندرج معه فلا یعیده، و من تخلف فیعیده و یقدم أقربهم خلفا إلی ما وقف علیه فإن تزاحموا علیه فیقدم الأسبق فالأسبق و ینتهی إلی الوقف السائغ مع كل راو و بهذا قرأت علی جمیع شیوخی و به أقرئ غالبا و هو قریب مما اختاره ابن الجزری حیث قال: و لكنی ركبت من المذهبین مذهبا فجاء فی محاسن الجمع طرازا مذهبا فأبتدئ بالقارئ و أنظر إلی ما یكون من القراء أكثر موافقة فإذا وصلت إلی كلمة بین القارئین فیها خلاف وقفت و أخرجته معه ثم وصلت حتی أنتهی إلی الوقف السائغ جوازه و هكذا إلی أن ینتهی الخلاف انتهی، و المذهب الأول ما أیسره و أحسنه و أضبطه و أخصره لو لا ما فیه من الإخلال
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 22
برونق التلاوة و لو أمكن لأحدهم الجمع علی غیر هذه المذاهب الثلاثة التی ذكرناها مع مراعاة شروط الجمع الأربعة و هی رعایة الوقف و الابتداء و حسن الأداء و عدم التركیب لما منع.
الثامنة: لا بد لكل من أراد أن یقرأ بمضمن كتاب أن یحفظه علی ظهر قلبه لیستحضر به اختلاف القراء أصلا و فرشا و یمیز قراءة كل قارئ بانفراده و إلا فیقع له من التخلیط و الفساد كثیر فإن أراد القراءة بمضمن كتاب آخر فلا بد من حفظه أیضا نعم إن كان لا یزید علی الكتاب الذی یحفظه إلا بشی‌ء قلیل یوقن من نفسه بحفظه و استحضاره فلا بأس بالقراءة بمضمنه من غیر حفظ و كان أهل الصدر لا یزیدون القارئ علی عشر آیات قال الخاقانی:
و حكمك بالتّحقیق إن كنت آخذاعلی أحد أن لا تزید علی عشر و كان من بعدهم لا یتقید بذلك بل یعتبر حال القارئ من القوة و الضعف و اختاره السخاوی و استدل له بأن ابن مسعود- رضی اللّه عنه- قرأ علی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- فی مجلس واحد من أول سورة النساء إلی قوله: وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً و ارتضاه ابن الجزری قال و فعله كثیر من سلفنا و اعتمد علیه كثیر ممن أدركناه من أئمتنا قال الإمام یعقوب الحضرمی: قرأت القرآن فی سنة و نصف علی سلام، و قرأت علی شهاب الدین بن شریفة فی خمسة أیام و قرأ شهاب علی مسلمة بن محارب فی تسعة أیام، و لما رحل ابن مؤمن إلی الصائغ قرأ علیه القراءات جمعا بعدة كتب فی سبعة عشر یوما، و لما رحلت أولا إلی الدیار المصریة و أدركنی السفر كنت وصلت فی ختمة بالجمع إلی سورة الحجر علی شیخنا ابن الصائغ فابتدأت علیه من أول الحجر یوم السبت و ختمت لیلة الخمیس فی تلك الجمعة و آخر ما بقی لی من أول الواقعة فقرأته علیه فی مجلس واحد انتهی. و أخبرنی شیخنا رحمه اللّه أنه قرأ علی شیخه بالمغرب الأستاذ عبد الرحمن ابن القاضی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 23
للسبعة بمضمن ما فی الشاطبیة سبعة أحزاب فی مجلس واحد و استقر عمل كثیر من الشیوخ علی الإقراء بنصف حزب فی الإفراد و بربع حزب فی الجمع.
التاسعة: لا بد لكل من أراد القراءة أن یعرف الخلاف الواجب من الخلاف الجائز فمن لم یفرق بینهما تعذرت علیه القراءة و لا بد أیضا أن یعرف الفرق بین القراءات و الروایات و الطرق و الفرق بینها أن كل ما ینسب لإمام من الأئمة فهو قراءة، و ما ینسب للآخذین عنه و لو بواسطة فهی روایة و ما ینسب لمن أخذ عن الرواة و إن سفل فهو طریق فتقول مثلا إثبات البسملة قراءة المكی و روایة قالون عن نافع و طریق الأصبهانی عن ورش، و هذا أعنی القراءات و الروایات و الطرق هو الخلاف الواجب فلا بد أن یأتی القارئ بجمیع ذلك و لو أخلّ بشی‌ء منه كان نقصا فی روایته. و أما الخلاف الجائز فهو خلاف الأوجه التی علی سبیل التخییر و الإباحة فبأی وجه أتی القارئ أجزأ لا یكون ذلك نقصا فی روایته كأوجه البسملة و الوقف بالسكون و الروم و الإشمام و بالطویل و التوسط و القصر فی نحو:
متاب، و العالمین، و نستعین، و المیت، و الموت.
و اختلف آراء الناس فی ذلك فكان بعض المحققین یأخذ بالأقوی عنده و یجعل الباقی مأذونا فیه و بعضهم لا یلزم شیئا من ذلك بل یترك القارئ لخبرته فبأیها قرأ أقرّه إذ كل ذلك جائز و بعضهم یقرأ ببعضها فی موضع و بآخر فی غیره لیجمع الجمیع بالروایة و المشافهة و بعضهم یقرأ بها فی أول موضع وردت أو موضع ما من المواضع علی وجه الإعلام و التعلیم و شمول الروایات، و من یأتی بها إذا أراد الختم و ابتدأ من الكوثر فهو جائز إلا أنه لا بد من إخلاص النیة و عدم قصد الإغراب علی السامعین، و أما الآخذ بها فی كل موضع فهو إما جاهل بالفرق بین الخلاف الواجب و الجائز أو متكلف لشی‌ء لا یجب علیه و أوجه وقف حمزة من هذا الباب و إنما یأتی الناس بها فی كل موضع لتدریب المبتدئ علیها لعسرها علما و نطقا و لذا لا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 24
یكلف المنتهی العارف بها بجمعها فی كل موضع بل علی حسب ما تقدم.
العاشر: أهمل الشاطبی رحمه اللّه ذكر طرق كتابه اتكالا علی أصله التیسیر، و نحن نذكرها تتمیما للفائدة إذ لا بد لكل من قرأ بمضمن كتاب أن یعرف طرقه لیسلم من التركیب فروایة قالون من طریق أبی نسیط محمد ابن هارون، و ورش من طریق أبی یعقوب یوسف الأزرق، و البزی من طریق أبی ربیعة محمد بن إسحاق، و قنبل من طریق أبی بكر أحمد بن مجاهد، و الدوری من طریق أبی الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، و السوسی من طریق أبی عمران موسی بن جریر، و هشام من طریق أبی الحسن أحمد ابن یزید الحلوانی، و ابن ذكوان من طریق أبی عبد اللّه هارون بن موسی الأخفش، و شعبة من طریق أبی زكریا یحیی بن آدم الصلحی، و حفص من طریق أبی محمد عبید بن الصباح النهشلی، و خلف من طریق أبی الحسن أحمد بن عثمان بن بویان عن أبی الحسن إدریس بن عبد الكریم الحداد عنه، و خلاد من طریق أبی بكر محمد بن شاذان الجوهری، و اللیث من طریق أبی عبد اللّه محمد بن یحیی البغدادی المعروف بالكسائی الصغیر، و الدوری من طریق أبی الفضل جعفر بن محمد النصیبی، و قد نظم شیخنا فی مقصورته فقال:
دونكها عیس له أبو نشیطأزرق لورشهم قد انتمی
لأحمد البزّی أبو ربیعةلقنبل ابن مجاهد قفا
روی أبو الزّعراء عن دوریهم‌عن صالح بن جریر یجتلی
فعن هشام قد روی حلوانهم‌و أخفش لنجل ذكوان روی
یحیی بن آدم طریق شعبةحفصهم عبید صباح لقی
عن خلف إدریس قل خلادهم‌عنه ابن شاذان إمام العلماء
محمد عن لیثهم و جعفر أعنی‌النصیبی لدوری قد مضا و من خرج عن طرق كتابه فهو علی جهة الحكایة و تتم الفائدة و اللّه أعلم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 25

مصطلح الكتاب‌

اعلم أیها الواقف علی كتابی هذا شرح اللّه صدری و صدرك و رفع فی الدارین قدری و قدرك أنی قد رتبته علی حسب السور و الآیات و لا أترك من أحكام الفرش شیئا إلا ما تكرر كثیرا و صار من البدیهیات كالنبی و هو و هی، و أما الأصول فالمهم و ما یحتاج إلی تحقیق فلا أترك منه شیئا، و أما المتكرر المعلوم كالمد و میم الجمع و ترقیق الراء و تفخیم اللام لورش فلا أطول غالبا به و أكتب لفظ القرآن العظیم بالأحمر و غیره بالأسود لیتمیز المتبوع من التابع، و أذكر حكم كل ربع بانفراده لأنه أعون للناظر و أقرب للسلامة من الوقوع فی الخطأ و أشیر إلی انتهائه بذكر آخر كلمة منه مع ذكر حكم الوقف علیها و بیان هل هی من الفواصل أم لا و الفاصلة آخر كلمة، و قد وقع للناس فی تعیین أوائل الأحزاب خلاف و لا أمشی إلا علی المتفق علیه أو المشهور مع ذكر غیره تتمیما للفائدة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 26

و اعلم:

أن باب وقف حمزة و هشام علی الهمز من أصعب الأبواب و قلّ من العلماء من یتقنه و یقوم فیه بالواجب بل وقع لهم فیه أوهام كثیرة كما بین ذلك المحقق ابن الجزری و لذا لا أترك مما یجوز الوقف علیه شیئا إلا إذا تكرر و صار معلوما فأتركه طلبا للاختصار و ما أذكره فیه و فی غیره هو الحق فشدّ یدك علیه ودع ما خالفه تهد إن شاء اللّه تعالی إلی سواء السبیل و إذا فرغت مما یحتاج إلیه فی الربع أصلا و فرشا أقول الممال و أذكر ما فی الربع من الألفاظ الممالة و أضمم كل نظیر إلی نظیره و هذا فی غیر السور الإحدی عشرة الممال رءوس آیها و أما هی فلنا فیها مصطلح آخر سیأتی عند أولاها و هی طه إن شاء اللّه تعالی. و باب الإمالة باب مهم یقع فیه لكثیر من القراء الخطأ من حیث لا یشعرون و لذلك أفرده كثیر من علمائنا كالدانی و الكركی بالتألیف و هذا الطریق الغریب و الأسلوب العجیب الذی ألهمنی اللّه إلیه مع فرط اختصاره هو أكثر مما ألفوه جمعا و أقرب نفعا و یقع معه إن شاء اللّه الأمن من الخطأ و لو لمن له أدنی ملكة إذ ما من لفظ فی القرآن ممال إلا و هو مذكور فی موضعه مع نظائره فی الربع معزوّا لقارئه مع ما انضاف إلی ذلك من الدقائق و التنبیهات التی لا یسلم القارئ من الخطأ إلا بعد الاطلاع علیها و من لم نذكر له الإمالة فله الفتح و إذا اتفق ورش و حمزة و الكسائی أقول لهم بلفظ ضمیر جمع المذكر الغائب، و إذا اتفق ورش و أبو عمرو البصری أقول لهما بلفظ ضمیر المثنی فإن شاركهم غیرهم فی الإمالة أعطفه باسمه، ثم اعلم أنهم و إن اتفقوا فی مطلق الإمالة حتی صح جمعهم فی العزو إلیها فلا بد من إجراء كل واحد علی أصله. فورش له فیما رسم بالیاء و لم یكن آخره راء وجهان الفتح و الإمالة و لیس له فیما آخره راء إلا الإمالة و إمالته حیثما أطلقت بین بین أی بین لفظی الفتح و الإمالة الكبری و حمزة و الكسائی إمالتهما كبری و كذلك أبو عمرو فی ذوات الراء، و أما ذوات الیاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 27
فإمالته بین بین، و من خرج منهم عن هذا الأصل أبینه فی موضعه إن شاء اللّه تعالی، و أذكر للكسائی ما یصح الوقف علیه من هاء التأنیث إلا ما هو ظاهر فاحذفه و إنما اقتصر علی ما یصح الوقف علیه فی هذا الباب و باب وقف حمزة و هشام لأن بمعرفته یعرف حكم غیره و فیه استدعاء لتعلم ما أهمل تعلمه و هو معرفة ما یوقف علیه و ما یبتدأ به و هو أمر واجب و یؤدی تركه إلی الإخلال بالفهم و فساد المعنی و أی فساد أعظم من هذا، و لهذا حض العلماء قدیما و حدیثا علیه و ألفوا فیه التآلیف المطولة و المختصرة، و حكوا فیها عن الصحابة و من بعدهم آثارا كثیرة منها قول ابن مسعود- رضی اللّه عنه-: «الوقف منازل القرآن»، و قول علی- رضی اللّه عنه-: «الترتیل معرفة الوقف و تجوید الحروف»، و قول ابن عمر- رضی اللّه عنهما-: «لقد غشینا برهة من دهرنا و إن أحدنا لیؤتی الإیمان قبل القرآن و تنزل السورة علی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- فیتعلم حلالها و حرامها و أمرها و زجرها و ما ینبغی أن یوقف عنده منها» قال فی النشر بعد نقله ما ذكرناه عن علی و ابن عمر- رضی اللّه عنهم-: ففی كلام علی- رضی اللّه عنه- دلیل علی وجوب تعلمه و معرفته، و فی كلام ابن عمر برهان علی أن تعلمه إجماع من الصحابة- رضی اللّه عنهم- و صح بل تواتر عندنا تعلمه، و الاعتناء به من السلف الصالح كأبی جعفر یزید بن القعقاع و نافع بن أبی رویم و أبی عمرو بن العلاء و یعقوب الحضرمی و عاصم و یعقوب بن أبی النجود و غیرهم و كلامهم فیه معروف من ثم اشترط كثیر من أئمة الخلف علی المجیز أن لا یجیز أحدا إلا بعد معرفته الوقف و الابتداء و كان شیوخنا یوقفوننا عند كل حرف و یشیرون إلینا بالأصابع سنة أخذوها كذلك عن شیوخهم انتهی مختصرا، و لا بد فیه من معرفة مذاهب القراء لیجری كل علی مذهبه فنافع كان یراعی محاسن الوقف و الابتداء بحسب المعنی، و المكی روی عنه أبو الفضل الرازی أنه كان یراعی الوقف علی رءوس الآی و لا یعتمد وقفا فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 28
أوساط الآی إلا فی ثلاثة مواضع: وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ بآل عمران، وَ ما یُشْعِرُكُمْ بالأنعام، إِنَّما یُعَلِّمُهُ بَشَرٌ بالنحل، و البصری اختلف عنه فروی عنه أنه كان یعتمد الوقف علی رءوس الآی و یقول هو أحب إلی و ذكر عنه الخزاعی أنه كان یطلب حسن الابتداء و ذكر عنه الرازی أنه كان یطلب حسن الوقف و الشامی كنافع یراعی حسن الحالتین وقفا و ابتداء، و عاصم اختلف عنه فذكر الخزاعی أنه كان یطلب حسن الوقف و الرازی أنه كان یطلب حسن الابتداء، و حمزة اتفقت الرواة عنه أنه كان یقف عند انقطاع النفس فقیل لأن قراءته بالتحقیق: و المد الطویل فلا یبلغ الراوی إلی وقف التام و لا الكافی، قال المحقق و عندی أن ذلك من أجل أن القرآن عنده كالسورة الواحدة فلم یكن یعتمد وقفا معینا و لذا آثر وصل السورة بالسورة فلو كان من أجل التحقیق لآثر القطع علی آخر السورة انتهی و علیّ كعاصم و هذا إذا قرأ الكل بانفراده و أما مع جمعهم فالذی علیه شیوخنا مراعاة حسن الوقف و الابتداء كنافع لأنه المبدوء به و هو مذهب جمهور القراء و هو ظاهر صنیع من ألف فی الوقف و الابتداء لأنهم لم یخصوا قارئا دون قارئ و اللّه أعلم. و إذا فرغت من الإمالة أقول المدغم و أذكر الإدغام الصغیر أوّلا ثم أرسم (ك) إشارة إلی الإدغام الكبیر و اذكره بعد ذلك، و الصغیر ما كان أول الحرفین ساكنا و الكبیر ما كان متحركا، و إنما سمی بذلك لكثرة وقوعه لأن الحركة أكثر من السكون أو لكثرة عمله، أو لما فیه من الصعوبة أو لشموله المثلین و المتجانسین أو المتقاربین، و إذا ذكرت فتح الیاء فی باب یاءات الإضافة نحو نفسی و فطرنی و إنی ولی لأحد فإنما هو فی الوصل دون الوقف، و أما یاءات الزوائد فقواعد القراء فیها مختلفة و ربما خرج بعضهم عن قاعدته فأذكر حكم كل زائدة فی موضعها فإنه أیسر للناظرین و أقرب للإتقان و إذا فرغت من السورة أذكر ما فیها من یاءات الإضافة و الزوائد و عدد ما فیها من المدغم الكبیر ثم الصغیر و أعنی به الجائز المختلف فیه بین القراء و هو ستة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 29
فصول: إذ، و قد، و تاء التأنیث، و هل، و بل، و حروف قربت مخارجها، و أما الواجب المتفق علیه فإن كان غیر مرسوم نحو جنّة و إیاك و دابة و نكفر و كلا فلا أتعرض له بذكر و لا عدد لكثرته، و وضوحه، و أما ما كان مرسوما نحو یدرككم و قد تبین، و قد دخلوا، و إذ ذهب، و إذ ظلموا، و طلعت تزاور، و أثقلت دعوا اللّه، و قالت طائفة، و قل ربی، و هل لك فربما أذكره مع عزوه للجمیع خوفا من إظهاره اغترارا برسمه، و لا أتعرض لعدده خوف اللبس بغیره، و إذا قلت فی العدد مكی أعنی بذلك علماء مكة كابن كثیر و مجاهد، و مدنی علماء المدینة كیزید و نافع و شیبة و إسماعیل فإن وافق یزید أصحابه فمدنی أول، و إن انفردوا عنه فمدنی آخر و بصری كعاصم الجحدری و شامی كابن عامر و الذماری و شریح و كوفی كعبد اللّه بن حبیب السلمی و عاصم و حمزة و الكسائی، فإذا اتفق المكی و المدنی أقول حرمی و البصری و الكوفی أقول عراقی، و إذا خالف شریح صاحبیه أقول دمشقی، و إذا انفرد عنهما أقول حمصی، و أعنی بالحرمیین إمامی طیبة و مكة أبو رویم نافعا و أبا معبد عبید اللّه بن كثیر، و بالابنین ابن كثیر و عبد اللّه بن عامر الشامی، و بالأخوین أبا عمارة حمزة بن حبیب و أبا الحسن علی بن حمزة الكسائی، و إذا انفرد أقول علیّ و هو البصری النحویان، و الأخوان، و عاصم، الكوفیون و إذا أطلقت الدوری فأعنی به من روایته عن أبی عمرو، و إن كان من روایته عن الكسائی أقیده بقولی دوری علیّ، إلا إذا كان معطوفا علی البصری فلا أقیده إذ لا لبس، و إذا ذكرت ضمیر المفرد الغائب بارزا كان كقوله و كلامه و هو أول مستترا كذكر و قال فأرید به الشیخ الصالح العلامة أبا القاسم أو أبا محمد القاسم بن فیرة بكسر الفاء و سكون الیاء الممدودة و تشدید الراء المضمومة بلغة أعاجم الأندلس و معناه بالعربی الحدید بالحاء المهملة ابن خلف بن أحمد الرعینی الشاطبی، و ربما أصرح به عند خوف اللبس.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 30

لطیفة:

قال الشیخ أحمد بن خلكان فی تاریخه: أخبرنی كثیر من أصحاب الشاطبی أنه كان كثیرا ما ینشد هذه الأبیات:
أ تعرف شیئا فی السّماء یطیرإذا سار صاح النّاس حیث یسیر
فتلقاه مركوبا و تلقاه راكباو كلّ أمیر یعتلیه أسیر
یحضّ علی التّقوی و یكره قربه‌و تنفر منه النّفس و هو نذیر
و لم یستزر عن رغبة فی زیارةو لكن علی رغم المزور یزور فقلت له هل هی له فقال لا أعلم ثم إنی وجدتها فی دیوان یحیی الحصكفی الخطیب و هو لغز فی نعش الموتی انتهی مختصرا، و إذا قلت شیخنا فالمراد به العلامة المحقق و المدقق الصالح الناصح سیدی محمد بن محمد الأقرانی المغربی السوسی نزیل مصر و المتوفی بها رحمه اللّه تعالی شهیدا بالطاعون أواخر ذی القعدة الحرام سنة إحدی و ثمانین و ألف، و إذا قلت المحقق فأعنی به الإمام العلامة محقق هذا العلم بلا نزاع بین العلماء أبا الخیر محمد بن الجزری الحافظ رحمه اللّه، و ربما أعتمد فی العزو إلیه لأننی تتبعته فی كثیر من المواضع فوجدته فی غایة من الصدق و الضبط و الإتقان فما لم یوجد فی الأصول التی نقلنا منها لا فی كلامه فالدرك علیّ ما هو فی كلامه دون أصوله فالدرك علیه لا علیّ و لا أظن ذلك یوجد أبدا و بقیت أمور لا تخفی علی ذی قریحة صحیحة كرسم حرف القرآن علی قراءة نافع و علی ما یقتضیه الرسم المتفق علیه أو المشهور و إذا قلت اتفقت السبعة ففیه إشعار أن من فوقهم خالفهم، و إذا قلت القراءة أو اتفقوا أو أجمعوا فالسبعة و غیرهم و إنما ذكرت ما ذكرت و إن كان أیضا لا یخفی علی أولی الألباب لأنی بإبرازه أحری و خازن الملوك بما فی خزائنهم أدری و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلی العظیم.
انتهت إلی هنا مقدمة المؤلف، و یلیها- بإذن اللّه تعالی- موضوعات الكتاب و تبدأ، الموضوعات ب (باب الاستعاذة)
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 31

باب الاستعاذة

أما حكمها فلا خلاف بین العلماء أن القارئ مطلوب منه فی أول قراءته أن یتعوذ، و هل هو علی الندوب و هو المشهور و قول الجمهور، أو علی الوجوب، و به قال عطاء، و الثوری، و داود و أصحابه، و إلیه جنح الفخر الرازی قولان، و قال ابن سیرین: إن تعوذ مرة فی عمره كفی فی إسقاط الواجب.
و أما صیغها فالمختار عند جمیع القراء: «1» أعوذ باللّه من الشیطان الرجیم، و كلهم یجیز غیر هذه الصیغة من الصیغ الواردة نحو: أعوذ باللّه السمیع العلیم من الشیطان الرجیم، و أعوذ باللّه العظیم من الشیطان الرجیم، و أعوذ باللّه من الشیطان الرجیم إنه هو السمیع العلیم، و أعوذ باللّه العظیم السمیع العلیم من الشیطان الرجیم.
و أما الجهر بها فقال الدانی: «لا أعلم خلافا بین أهل الأداء فی الجهر بها عند افتتاح القرآن، و عند الابتداء برءوس الآی أو غیرها فی مذهب الجماعة اتباعا للنص و اقتداء بالسنة»، و كذلك ذكره غیره و كلهم أطلق، و قیده الإمام أبو شامة، و تبعه جماعة من شراح القصید و غیرهم كالمحقق بما إذا كان بحضرة من یسمع قراءته قال: لأن السامع ینصت للقراءة من أولها فلا یفوته شی‌ء منها لأن التعوذ شعار القراءة، و إذا أخفی التعوذ لم یعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن یفوته منها شی‌ء انتهی.
______________________________
(1) و لعل سبب إجماع القراء كلهم دون مخالفة من أحد القراء أو الرواة أو أصحاب الطرق و إن سفل- یرجع إلی آیة سورة النحل و هی قول اللّه تعالی: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطانِ الرَّجِیمِ أی إذا أردت قراءة القرآن فاسأله عز جاره أن یعیذك من وساوس الشیطان كی لا یوسوسك فی القراءة، كما ورد فی إشارة النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- لابن مسعود عند قراءته بما خالف النص القرآنی فی الاستعاذة، و كلها صحیح دون ریب و النص كما أشرنا فی سورة النحل آیة (98).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 32
و یؤخذ منه أنه إذا قرأ سرّا فإنه یسر و به صرح المحقق قال: و كذلك إذا قرأ فی الدور، و لم یكن فی قراءته مبتدأ فإنه یسر التعوذ لتتصل القراءة و لا یتخللها أجنبی فإن المعنی الذی من أجله استحب الجهر و هو الإنصات فقط فی هذه المواضع و یعنی بالمواضع ما ذكره أبو شامة و مسألة من قرأ سرّا، و هذه و هذا قید حسن لا بد منه، و یدل علی أمور منها: أن اللّه أمر بالاستعاذة و لم یعین سرّا و لا جهرا، و لا خلاف أعلمه أن من تعوذ سرّا فقد امتثل أمره بالذكر، و منها أن المطلوب من الاستعاذة الالتجاء و الاعتصام و الاستجارة باللّه جل و علا من ضرر الشیطان فی دین أو دنیا فإنه لا یكفه عن ذلك إلا اللّه القادر علیه لا غیره لأنه شریر بالطبع لا یقبل جعلا و لا یؤثر فیه جمیل و لا یمكن علاجه بنوع من أنواع الحیل التی تعالج بها بنو آدم و طلب هذا من اللّه یحصل بالسر كما یحصل بالجهر، لأن اللّه تعالی یعلم السر و أخفی، و منها أن الإجماع منعقد علی أنها لیست من القرآن و إنما هی دعاء، الدعاء من آدابه و مستحباته الإخفاء، قال اللّه تعالی: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً «1»، و قال: إِذْ نادی رَبَّهُ نِداءً خَفِیًّا «2»، و المراد بالإخفاء الإسرار لا الكتمان، و قال بعضهم هو الكتمان فكفی عنده الذكر فی النفس من غیر تلفظ، و الأول أولی و هو مذهب الجمهور.
و أما الوقف علیها فإن كانت مع البسملة جاز فیها لكل القراء أربعة أوجه:
الأول: الوقف علیهما و هو أحسنها.
الثانی: الوقف علی التعوّذ و وصل البسملة بأول القراءة.
الثالث: وصلها و الوقف علی البسملة و لا تسكن میم الرجیم، و لا
______________________________
(1) الآیة فی سورة الأعراف رقم (55).
(2) الآیة فی سورة مریم رقم (3).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 33
تخفی لأجل باء بسم، لأن قبلها ساكنا، و قد أجمعوا علی ترك ذلك إذا سكن ما قبل المیم نحو: إِبْراهِیمُ بَنِیهِ إلا ما رواه القصبانی و غیره من الإخفاء و لیس ذلك من طرق القصید بل و لا من طرق النشر.
الرابع: وصلها و وصل البسملة بأول القراءة سواء كانت القراءة أول سورة أم لا إلا أنه إذا كانت أول سورة فلا خلاف فی البسملة لجمیع القراء، و إن لم تكن أول سورة فیجوز ترك البسملة و علیه فیجوز الوقف علی التعوذ و وصله بالقراءة إلا أن یكون فی أول قراءته اسم الجلالة فالأولی أن لا یصل لما فی ذلك من البشاعة فإن عرض للقارئ ما قطع قراءته فإن كان أمرا ضروریّا كالسعال أو كلام یتعلق بالقراءة فلا یعید التعوذ و إن كان أجنبیّا قال المحقق و غیره: و لو رد السلام أعاده، و كذلك لو قطع القراءة ثم بدا له فعاد إلیها. «1»
______________________________
(1) و خلاصة ما سبق أن للاستعاذة مع البسملة و أول السورة أربع حالات كلها جائزة:
وصل الجمیع- قطع الجمیع- وصل الاستعاذة البسملة- وصل البسملة بأول السورة و عند القطع یلزم القارئ تسكین میم الرجیم، و میم الرحیم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 34

باب: البسملة «1»

اشارة

لا خلاف بینهم فی أن القارئ إذا افتتح قراءته بأول سورة غیر براءة أنه یبسمل، و سواء كان ابتداؤه عن قطع أو وقف، و ربما یظن بعضهم أن الابتداء لا یكون إلا بعد قطع، و لیس كذلك، و المراد بالقطع عند المحققین ترك القراءة رأسا بأن تكون نیة القارئ ترك القراءة و الانتقال منها لأمر آخر و بالوقف قطع الصوت عن الكلمة زمانا یتنفس فیه عادة بنیة استئناف القراءة، و كثیر من المتقدمین یطلقون القطع علی الوقف و یأتی مثله فی كلامنا فی باب التكبیر إن شاء اللّه تعالی، و كذلك الفاتحة، و لو وصلت بغیرها من السور؛ لأنها و إن وصلت لفظا فهی مبتدأ بها حكما و اختلفوا فی إثباتها بین السورتین سواء كانتا مرتبتین أو غیر مرتبتین فأثبتها قالون و المكی و عاصم و علی و حذفها حمزة و وصل السورتین، و اختلف عن ورش و البصری و الشامی فقطع لهم بعض أهل الأداء بتركها و بعضهم بإثباتها و هو المأخوذ به عندی تبعا لأبی شامة و القسطلانی من قوله:
و فیها خلاف جیده واضح الطلا «2» و معنی البیت و لا نص لهم أی لذوی كاف كل و جیم جلایاه، و حاء حصلا الشامی و ورش و البصری فی التخییر بین السكت و الوصل المدلول علیه بالواو التی بمعنی أو فی البیت قبله و ارتدع و انزجر أن تنسب للعلماء شیئا لم ینقل عنهم و یحتمل أن تكون كلا هنا حرف جواب بمنزلة نعم فیكون تصدیقا للمنفی بلا الجنسیة المحذوف خبرها، و قد جوز فیها هذا
______________________________
(1) صیغة البسملة كما هو وارد فی القرآن الكریم هو بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ*، و هی آیة من السبع المثانی (الفاتحة) و هی الآیة الأولی، و هی جزء من آیة من سورة النمل، قال تعالی: إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الآیة رقم (30)، و للبسملة بین السورتین حالات ثلاث جائزة، و هی الوصل و القطع، و الوصل بأول السورة، و یمتنع وصل البسملة بآخر السورة و قطعها عن أول السورة الثانیة.
(2) قال الشاطبی:
و وصلك بین السورتین فصاحةوصل و اسكتن كل جلایاه حصلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 35
المعنی النضر بن شمیل، و الفراء، و غیرها، و یرون أن معنی الردع و الزجر لیس مستمرا فیها بل هو وجه أی سبیل مقصود و هو أحد معانی الوجه لغة أحبته العلماء، اختاروه لهم.
ثم استأنف فقال: و فیها أی فی البسملة لمن لهم التخییر خلاف فی إثباتها و حذفها مشهور كشهرة ذی العنق الطویل بین أصحاب الأعناق القصیرة و هو كذلك فی كتب أئمة القراءة و علیه فلا رمز لأحد فی البیت و اللّه أعلم.
و إنما اختلفوا فی الوصل و لم یختلفوا فی الابتداء لأنها مرسومة فی جمیع المصاحف فمن تركها فی الوصل لو لم یأت بها فی الابتداء لخالف المصاحف و خرق الإجماع و لا خلاف بینهم فی حذفها من أول براءة لأنها لم ترسم فیه فی جمیع المصاحف و إن وصلتها بسورة أخری كالأنفال أو غیرها فیجوز لجمیع القراء الوصل و السكت و الوقف و كل من بسمل بین السورتین فله ثلاثة أوجه:
الأول: الوقف علی آخر السورة و علی البسملة قال الجعبری: و هو أحسنها.
الثانی: الوقف علی آخر السورة و وصل البسملة بأول السورة.
الثالث: وصلها بآخر السورة و بأول الثانیة.
و یمكن وجه رابع و هو:
وصلها بآخر السورة و الوقف علیها و هو لا یجوز، لأن البسملة لأوائل السور لا لأواخرها و هذه الأوجه علی سبیل التخییر لا علی وجه ذكر الخلاف فبأی وجه منها قرأ جاز و لا احتیاج إلی الجمع بینها فی موضع واحد إلا إذا قصد القارئ أخذها علی المقرئ لتصح له الروایة لجمیعها فیقرأ بها، و یقرأ بعد ذلك بأیها شاء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 36

مسألة:

لو وصل القارئ آخر السورة بأولها كأصحاب الأوراد فی تكریر سورة الإخلاص أو غیرها فهل حكم ذلك حكم السورتین أم لا؟ قال المحقق فی نشره: «1» لم أجد فیها نصّا و الذی یظهر البسملة قطعا فإن السورة و الحالة هذه مبتدأة انتهی. و یأتی علی ترك البسملة لورش و بصر و شام وجهان:
الأول: السكت و جری عمل الشیوخ بتقدیمه علی الوصل، و لیس ذلك الواجب و المختار فیه أنه سكت یسیر من دون تنفس قدر سكت حمزة لأجل الهمز، قال المحقق: إنی أخرجت وجه حمزة مع وجه ورش بین سورتی:
و الضحی، و أ لم نشرح علی جمیع من قرأت علیه من شیوخی و هو الصواب انتهی.
الثانی: الوصل و هو أن تصل آخر السورة بأوله الثانیة كآیتین وصلت إحداهما بالأخری و لا خلاف بینهم فی جواز البسملة فی الابتداء أو وسط السور و إنما اختلفوا فی المختار فاختارها جمهور العراقیین و اختار تركها جمهور المغاربة و فصل بعضهم فیأتی بها لمن له البسملة بین السورتین كقالون و یتركها لمن لم یبسمل كحمزة و المراد بالأوساط هنا ما كان بعد أول السورة و لو بكلمة.
اختلف المتأخرون فی أجزاء براءة هل هی كأجزاء سائر السور أم لا؟
فقال السخاوی هی كهی و جوز البسملة فیها و جنح الجعبری إلی المنع، و قال المحقق: الصواب أن یقال إن من ذهب إلی ترك البسملة فی أواسط السور غیر براءة لا إشكال فی تركها عنده فی وسط براءة، و كذلك لا إشكال فی تركها فیها عند من ذهب إلی التفصیل إذ البسملة عندهم فی
______________________________
(1) و المحقق هو: الحافظ أبی الخیر محمد بن محمد الدمشقی الشهیر بابن الجزری المتوفی سنة (833 ه).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 37
وسط السورة تبع لأولها و لا تجوز البسملة أولها فكذلك وسطها.
و أما من ذهب إلی البسملة فی الأجزاء مطلقا فإن اعتبر بقاء أثر العلة التی من أجلها حذفت البسملة من أولها و هی نزولها بالسیف كالشاطبی «1» و من سلك مسلكه لم یبسمل و من لم یعتبر بقاء أثرها و لم یرها علة بسمل بلا نظر انتهی.
و هو كلام نفیس بین ظاهر و حكم الأربع الزهر «2» یأتی عند أولها، و اللّه أعلم.
______________________________
(1) قال الإمام القاسم بن فیرة بن خلف بن أحمد الشاطبی الرعینی الأندلسی المتوفی سنة (590 ه) فی منظومته المباركة:
و بسمل بین السّورتین بسنّةرجال نموها دریة و تحمّلا
و وصلك بین السّورتین فصاحةوصل و اسكتا كلّ جلایاه مصلا و قال:
و مهما تصلها أو بدأت براءةلتنزیلها بالسیف لست مبسملا
(2) و الأربع الزهر هی السور الآتیة: «القیامة، المطففین، البلد، الهمزة»، و الزهر جمع الزهراء تأنیث الأزهر و هو المنیر المشرق، و ذلك لشهرة و وضوح تلك السور.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 38

سورة الفاتحة

اشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحیم مكیة فی قول ابن عباس و قتادة، و مدنیة فی قول أبی هریرة و مجاهد و عطاء، و قیل: نزلت مرتین: مرة بمكة و مرة بالمدینة، و لذلك سمیت مثانی و الصحیح الأول، و فائدة معرفة المكی و المدنی معرفة الناسخ و المنسوخ؛ لأن المدنی ینسخ المكی، و آیها سبع بالإجماع لكن من لم یعد البسملة آیة فصراط إلی علیهم آیة و غیر إلی الضالین آیة أخری، و من عدها آیة فكلمة عنده آیة واحدة جلالتها أی ما فیها من اسم اللّه واحدة، هذا إن قلنا إن البسملة لیست بآیة و لا بعض آیة من أول الفاتحة و لا من أول غیرها، و إنما كتبت فی المصاحف للتیمن و التبرك أو أنها فی أول الفاتحة لابتداء الكتاب علی عادة اللّه جل و عز فی ابتداء كتبه و فی غیر الفاتحة للفصل بین السور قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما-: كان رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- لا یعرف فصل السورة حتی ینزل علیه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* «1» و هو مذهب مالك و أبی حنیفة و الثوری و حكی عن أحمد و غیره و انتصر له مكی فی كشفه، و قال إنه الذی أجمع علیه الصحابة و التابعون و القول بغیره محدث بعد إجماعهم و شنع القاضی أبو بكر بن الطیب بن الباقلانی المالكی البصری نزیل بغداد علی من خالفه أو كان عرف الناس بالمناظرة، و أدقهم فیها نظرا حتی قیل: من سمع مناظرة القاضی أبی بكر لم یستلذ بعدها بسماع كلام أحد من المتكلمین و الفقهاء و الخطباء.
و أما إن قلنا إنها آیة من أول الفاتحة و من أول كل سورة و هو الأصح من مذهب الشافعی، أو أنها آیة من الفاتحة فقط، أو أنها آیة من الفاتحة بعض آیة من غیرها فلا بد من عد جلالتها و بقی قول خامس و هو أنها آیة
______________________________
(1) و الثابت- كما أشرنا من قبل- أن البسملة آیة من الفاتحة و جزء من آیة من غیرها كما ورد فی سورة النمل الآیة (30).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 39
مستقلة فی أول كل سورة لا بد منها، و هو المشهور عن أحمد، و قول داود و أصحابه و حكاه أبو بكر الرازی عن أبی الحسن الكرخی و هو من كبار أصحاب أبی حنیفة و علیه فلا تعهد جلالة «1» البسملة مع السور، و إنما تعد فی جملة ما فی القرآن، و إنما اقتصرنا فی عد ما فی الفاتحة و غیرها من الجلالات علی القول الأول لأنه مذهبنا و أیضا فإن المحققین من الشافعیة و عزاه الموردی للجمهور علی أنها آیة حكما لا قطعا، قال النووی: و الصحیح أنها قرآن علی سبیل الحكم، و لو كانت قرآنا علی سبیل القطع لكفرنا فیها و هو خلاف الإجماع، و قال المحلی: عند قول منهاج فقههم و البسملة منها، أی من الفاتحة عملا لأنه- صلی اللّه علیه و سلّم- عدها آیة منها صححه ابن خزیمة و الحاكم و یكفی فی ثبوتها من حیث العمل الظن انتهی.
و معنی الحكم و العمل أنه لا تصح صلاة من لم یأت بها فی أول الفاتحة، و هو نظیر كون الحجر من البیت أی فی الحكم باعتبار الطواف و الصلاة فیه لا له باعتبار أنه من البیت إذ لم یثبت ذلك بقاطع، و إذا قلنا إنها قطعا لا حكما كما هو ظاهر عبارة كثیر فیكون من باب اختلاف القراءة فی إسقاط بعض الكلمات و إثباتها و كل قرأ بما تواتر عنده و الفقهاء تبع للقراء فی هذا و كل علم یسأل عنه أهله و المسألة طویلة الذیل، و ما ذكرناه لب كلامهم و تحقیقه.
و اعلم أنی حیث لم أتعرض لعدهم فی سورة فاعلم أنها لم تذكر فیها إلا فی بسملتها، و اللّه الموفق.
1- الْعالَمِینَ* إذا وقف علیه جاز فیه لكل القراء ثلاثة أوجه:
الأول: الإشباع؛ لاجتماع الساكنین اعتداد بالعارض.
الثانی: التوسط؛ لمراعاة اجتماع الساكنین و ملاحظة كونها عارضا.
______________________________
(1) و من الملاحظ فی كتاب الغیث أنه قام بحصر شامل للفظ الجلالة، و ما له من العدد فی كل القرآن، ثم أوضح العدد الوارد فی كل سورة من سور القرآن من أوله إلی آخره.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 40
الثالث: القصر؛ لأن السكون عارض فلا یعتد به، و أجر علی هذا جمیع ما ماثله.
2- الرَّحِیمِ* إذا وقف علیه و كذا ماثله ففیه ثلاثة العالمین، و الروم و هو النطق ببعض الحركة، و قال بعضهم: هو تضعیف الصوت بالحركة حتی یذهب معظمها، و كلا القولین «1» واحد، و لا یكون إلا مع القصر.
3- مالِكِ* قرأ عاصم و علی بإثبات ألف بعد المیم، و الباقون بحذفها.
4- نَسْتَعِینُ إذا وقف علیه أو علی ما ماثله فیجوز فیه سبعة أوجه:
أربعة الرحیم، و المد، و التوسط، و القصر مع الإشمام: و هو الإشارة إلی الحركة من غیر تصویت، و قال بعضهم: أن تجعل شفتیك علی صورتهما إذا نطقت بالضمة، و مؤدی القولین واحد.
و حاصل ما یجوز فیه الروم و الإشمام أو الروم فقط، و ما لا یجوز أن الموقوف علیه ثلاثة أقسام:
قسم لا یوقف علیه إلا بالسكون فقط، و هو خمسة أنواع:
الأول: الساكن فی الوصل نحو: فَلا تَقْهَرْ، وَ لَمْ یُولَدْ، وَ مَنْ یَعْتَصِمْ.
______________________________
(1) و قیل أیضا أن الروم: هو تضعیفك الصوت بالحركة حتی یذهب بذلك معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفیا یدركه القریب دون البعید، و الإشمام: هو ضمك شفتیك بعید سكون الحرف بدون صوت فلا یدرك إلا بالبصر و یكون فی الحرف الموقوف علیه، و لا یكون إلا فی المرفوع أو المضموم، و هناك نوعان آخران من الإشمام و هما:
الأول: خلط حرف بحرف كما فی لفظ الصِّراطَ* و صِراطَ* حیث نمزج الصاد بصورة الزای، و الثانی خلط حركة بحركة و هو نوعان: الأول كما فی قیل و بابه.
و الثانی ضم الشفتین مصاحبا لإسكان الحرف بدون صوت لذلك الضم و هو فی لفظ تَأْمَنَّا بیوسف و ما یجوز فیه الإشمام فی باب الإدغام الكبیر، و أصل تَأْمَنَّا هو (تأمننا)، و اعلم أن الإشمام خاص بالحرف المضموم، و المرفوع، و المجرور، و المكسور، و اللّه أعلم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 41
الثانی: ما كان متحركا بالفتح أو النصب غیر منون نحو: لا رَیْبَ* و آمَنَ*، فَإِنَّ اللَّهَ*.
الثالث: الهاء التی تلحق الأسماء فی الوقف بدلا من تاء التأنیث نحو:
الْجَنَّةَ* و وَ الْمَلائِكَةِ*.
الرابع: میم الجمع نحو: عَلَیْهِمْ* و وَ قُلُوبُهُمْ* و أَبْصارِهِمْ*، و سواء فی ذلك من ضم أو سكن.
الخامس: المتحرك فی الوصل بحركة عارضة إما للنقل نحو: فَقَدْ أُوتِیَ و ذَواتَیْ أُكُلٍ، أو لالتقاء الساكنین نحو: وَ أَنْذِرِ النَّاسَ.
و القسم الثانی ما یجوز فیه الوقف بالسكون و الروم، و لا یجوز فیه الإشمام، و هو ما كان متحركا فی الوصل بالخفض أو الكسر نحو: وَ مِنَ النَّاسِ*، و وَ هَؤُلاءِ، الثالث ما یجوز فیه السكون و الروم و الإشمام و هو ما كان متحركا فی الوصل بالرفع أو الضم نحو: قَدِیرٌ*، و یَخْلُقُ*، و مِنْ قَبْلُ*، و مِنْ بَعْدِ*، و یا صالِحُ* و سواء كانت الحركة فیها أصلیة كما مثل أم منقولة من حرف حذف من نفس الكلمة نحو بَیْنَ الْمَرْءِ* و مِنْ شَیْ‌ءٍ* المخفوضتین و دِفْ‌ءٌ و الْمَرْءِ* المرفوعتین كما فی وقف حمزة و هشام، و أما المنقولة من حرف فی كلمة أخری أو لالتقاء الساكنین فقد تقدم فیما یجب تسكینه و له تتمیمات تأتی فی مواضع تناسبها إن شاء اللّه تعالی.
5- الصِّراطَ* و صِراطَ* قرأهما قنبل حیث وقعا بالسین، و خلف بإشمام الصاد الزای، و خلاد مثله فی الأول خاصة و فی هذه السورة فقط، و الباقون بالصاد، و لا خلاف فی تفخیم رائه؛ لوقوع حرف الاستعلاء بعدها.
6- أَنْعَمْتَ*: العین من حروف الحلق الستة و هی: الهمزة و الهاء، و العین و الحاء، و الغین و الخاء «1».
______________________________
(1) و نوع الإظهار هنا هو الإظهار الحلقی، و حروف الحلق تجمع من أوائل حروف-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 42
و لا خلاف بین القراء فی إظهار النون الساكنة و التنوین عند الهمزة و الهاء و العین و الحاء المهملتین، و لا خلاف بین السبعة أیضا فی إظهارهما عند الخاء و الغین المعجمتین.
7- عَلَیْهِمْ*: ضم حمزة هاءه وصلا و وقفا، و الباقون بالكسر، و ضم المكی و قالون بخلف عنه و صلا كل میم جمع، و وصلاها بواو لفظا و علیه فلقالون فیما بعده همزة قطع المد و القصر فهو من باب المنفصل نحو:
قالُوا آمَنَّا* و سواء اتصلت بها كعلیهم و أنذرتهم أو كاف نحو: إِنَّكُمْ* و عَلَیْكُمْ*، أو تاء نحو: (أنتم و كنتم)، و وافق ورش علی الصلة إذا وقع بعد میم الجمع همزة قطع نحو: لَهُمْ آمِنُوا* و مد ورش له طویلا؛ لأنه من باب المنفصل لا یخفی، و الباقون بالسكون فإن اتصلت بضمیر نحو:
أَ نُلْزِمُكُمُوها و دَخَلْتُمُوهُ وجبت الصلة لفظا و خطّا اتفاقا.
8- الضَّالِّینَ*: مده لازم لأن سببه ساكن مدغم لازم، و مذهب الجمهور بل نقل بعضهم الإجماع علیه أن القراء كلهم یمدون للساكن اللازم مدّا مشبعا من غیر إفراط لا تفاوت بینهم فیه و مدغمها واحد، و لیس فیها من یاءات الإضافة، و لا من الزوائد، و لا من المدغم الصغیر الجائز المختلف فیه بین القراء شی‌ء.

تفریع:

إذا وصلت سورة البقرة بالفاتحة من قوله تعالی: غیر المغضوب علیهم و الوقف علی ما قبله جائز و لیس بحسن علی ما قاله العمانی؛ لتعلقه بما قبله، و حسن علی ما قاله الدانی لما روی أنه- صلی اللّه علیه و سلّم- كان یقف عند أواخر الآیات، و هذه آخر آیة عند المدنی و البصری و الشامی إلی المتقین یأتی علی ما یقتضیه الضرب أربعمائة وجه و ثلاثة و ثمانون وجها بیانها:
______________________________
- كلمات العبارة: إن غاب عنی حبیبی همنی خبره.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 43
لقالون: ستة و تسعون بیانها أنك تضرب خمسة الرحیم و هی الطویل، و التوسط، و القصر خمسة عشر ثم تضرب الخمسة عشر فی ثلاثة المتقین خمسة و أربعون تضیف إلیها ثلاثة المتقین مع وصل الجمیع ثمانیة و أربعون هذا علی تسكین المیم، و یأتی مثله علی ضمها فبلغ العدد ما ذكر.
و لورش: ثمانیة و أربعون علی البسملة كقالون، و اثنا عشر علی تركها، و بیانها أنك تضرب ثلاثة الضالین إذا سكت علیه فی ثلاثة المتقین تسعة و علی الوصل تسعة، و علی الوصل ثلاثة المتقین فالمجموع اثنا عشر.
و للمكی: ثمانیة و أربعون كقالون إذا ضم المیم.
و للدوری: ستون كورش.
و للسوسی: كذلك، و إنما لم یعد معه لمخالفته له فی إدغام فیه هدی.
و للشامی: ستون كورش و عاصم كالمكی و علی كذلك.
و لحمزة: ثلاثة أوجه كوصل ورش، فبلغ العدد ما ذكر و لا أعنی بقولی من كذا إلی كذا كذا كذا وجها أن كل وجه یخالف الآخر فی كل أمر بل تكفی المخالفة و لو «1» فی وجه واحد، و هذا الضرب اعتنی به من تساهل من المتأخرین، و قرءوا به و ذكروه فی كتبهم، و بعضهم أفردوه بالتألیف، و هو خلاف الصواب، و لم یسمح لی شیخنا- رحمه اللّه تعالی- بالقراءة به؛ لأن فیه تركیب الطرق و تخلیطها، و قال الجعبری هو ممتنع فی كلمة، و كذا فی
______________________________
(1) لقد كتب فی موضوع الأوجه المضروبة بین السور كثیر من الأعلام الأئمة، و من الملاحظ فی هذا الأمر أن عدد من الأعلام أفرد لذلك مؤلفا خاصا بذلك وضح فیه الأوجه المضروبة بین كل سورتین من سور القرآن الكریم من أوله إلی آخره موضحا ما لكل من القراء من عدد، و منهم الحافظ زین الدین عبد الرحیم بن الحسین العراقی، و الأستاذ أبی حفص بن قاسم الأنصاری شیخ العلامة القسطلانی، و الأستاذ أمین الدین بن موسی، و الأستاذ أبی بكر المعروف بابن الجندی، و الأستاذ علی بن محمد الضباع فی قوله المعتبر فی الأوجه التی بین السور.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 44
كلمتین إن تعلق إحداهما بالأخری و إلا كره و قال الشیخ النویری فی شرح الدرة، و القراءة بخلط الطرق و تركیبها حرام، أو مكروه، أو معیب، و قال المحقق بعد أن ثقل كلام غیره فی تركیب القراءات بعضها ببعض، و الصواب عندنا فی ذلك التفصیل و هو إن كانت إحدی القراءتین مترتبة علی الأخری فالمنع من ذلك منع تحریم كمن یقرأ فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ بالرفع فیها أو بالنصب أخذ رفع آدم من قراءة غیر المكی، و رفع كلمات من قراءته و أما من لم یكن كذلك فإنا نفرق فیه بین مقام الروایة و غیرها فإن قرأ بذلك علی سبیل الروایة فإنه لا یجوز أیضا من حیث إنه كذب فی الروایة و تخلیط علی أهل الدرایة و إن لم یكن علی سبیل النقل الروایة بل علی سبیل التلاوة فإنه جائز، و إن كنا نعیبه علی أئمة القراءات العراقیین باختلاف الروایات من وجه تساوی العلماء بالعوام لا عن وجه أن ذلك مكروه أو حرام انتهی مختصرا و جزم فی موضع آخر بالكراهة من غیر تفصیل و التفصیل هو التحقیق و قال شیخنا- رحمه اللّه- فی نظمه فی الآن:
فالطّول للتّركیب لا یجوزتاركه بأجره یفوز و قال القسطلانی: و أما كثرة الوجوه التی یقرأ بها بین السورتین بحیث بلغت الألوف، فإنما ذلك عند المتأخرین دون المتقدمین؛ لأنهم كانوا یقرءون القراءات طریقا طریقا فلا یقع لهم إلا القلیل من الأوجه، و أما المتأخرون فقرءوها روایة روایة بل قراءة قراءة بل أكثر حتی صاروا یقرءون الختمة الواحدة للسبعة أو الشعرة فتشعبت معهم الطرق و كثرت الأوجه، و حینئذ یجب علی القارئ الاحتراز من التركیب فی الطرق و یمیز بعضها من بعض و إلا وقع فیما لا یجوز، و قراءة ما لم ینزل، وقع وقع فی هذا كثیر من المتأخرین انتهی، فإذا فهمت هذا فتعلم أن الصحیح من هذه الأوجه مائة و سبعة عشر: لقالون أربعة و عشرون بیانها أنك تأتی بالطویل فی الضالین و الرحیم و المتقین، ثم بروم الرحیم و وصله مع الطویل فی المتقین فیهما فهذه
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 45
ثلاثة أوجه و مثلها مع التوسط فی الضالین، و مثلها مع القصر تسعة، ثم تصل الجمیع مع ثلاثة للمتقین تصیر اثنی عشر، فهذه علی تسكین المیم یندرج معه فیها كل من بسمل و سكن المیم، و لذا تعطف السوسی بالإدغام فی فیه هدی فی جمیع الأوجه، و یأتی مثلها علی ضمها، و لورش ثمانیة عشر وجها إذا بسمل كقالون إذا سكن، و إذا سكن فثلاثة: تطویل الضالین و المتقین و توسطهما و قصرهما، و إذا وصل فثلاثة المتقین و للمكی اثنا عشر وجها كقالون إذا ضم، و یندرج معه إلا أنك تعطفه بالصلة فی فیه هدی فی جمیع الوجوه، و البصری و الشامی كورش، و یندرجان معه مع ترك البسملة إلا أنك تعطف السوسی بالإدغام و عاصم و علی كقالون إذا سكن و حمزة كورش إذا وصل، و لا یندرج معه؛ لأنه یضم هاء علیهم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 46

سورة البقرة

اشارة

مدنیة إجماعا قیل إلا قوله تعالی: وَ اتَّقُوا یَوْماً تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَی اللَّهِ «1» الآیة فإنها نزلت یوم النحر بمنی، و هذا بناء علی غیر الصحیح، و هو أن ما نزل بمكة بعد الهجرة یسمی مكیّا و الصحیح أن ما نزل قبل الهجرة بمكة مكی سواء نزل بمكة أو غیرها، و ما نزل بعدها مدنی سواء نزل بالمدینة أو مكة أو غیرهما من الأسفار.
و آیها مائتان و ثمانون و سبع بصری، و ست كوفی، و فی قول مكی، و خمس فی الباقی و مكی فی القول الآخر.
جلالتها اثنان و ثمانون و مائتان.
1- الم* مده لازم و الوقف علیه تام علی الأرجح و فاصلة عند الكوفی.
فِیهِ* قرأ المكی بوصل الهاء بیاء لفظیة علی الأصل، و الباقون بكسر الهاء من غیر صلة تخفیفا و هكذا كل ما شابهه هذا إذا كان الساكن قبل الهاء یاء فإن كان غیر یاء نحو: مِنْهُ* و اجْتَباهُ* و خُذُوهُ* فالمكی یضمها و یصلها بواو و الباقون یضمونها من غیر صلة هذا هو الأصل المطرد لكلهم و من خرج عنه نبینه فی موضوعه إن شاء اللّه تعالی:
3- هُدیً لِلْمُتَّقِینَ إذا التقت النون الساكنة أو التنوین مع اللام أو الراء نحو فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا*، مِنْ رَبِّهِمْ* ثَمَرَةٍ رِزْقاً فإن النون و التنوین
______________________________
(1) الآیة رقم (281) من سورة البقرة و قد قیل إن هذه الآیة هی آخر ما نزل من القرآن الكریم، و لعل أصحاب هذا القول قالوا هذه الآیة هی آخر ما نزل من الذكر الحكیم لأن الرسول- صلی اللّه علیه و سلّم- توفی بعدها بتسع لیالی، و فی هذه الآیة إشارة إلی الاستعداد لیوم المعاد، و الرجوع إلی اللّه تعالی و هو عاقبة الأمور، و هناك آراء أخری تقول إن آخر ما نزل من القرآن غیرها، و قد اختلف العلماء حول ذلك اختلافا كبیرا، و ذلك لأنه لیس هناك ما هو مرفوع إلی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- و لیس هذا محل ذكر الخلاف فی ذلك، و اللّه أعلم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 47
یدغمان فی اللام و الراء إدغاما محضا من غیر غنة، هذا الذی علیه علماء جمیع الأمصار فی هذه الأعصار و لم یذكر المغاربة قاطبة و كثیر من غیرهم سواء، و به قرأنا و به نأخذ، و سواء كان السكون أصلیّا كما مثلنا أو عارضا للإدغام نحو نؤمن لك و تأذن ربك فی روایة السوسی و الإدغام مع بقاء الغنة و إن كان صحیحا ثابتا نصّا و أداء عند كثیر من أهل الأداء فهو من طرق النشر لا من طرق كتابنا، و ینبغی تقییده فی الكلام كما قاله الدانی و غیره بما إذا كانت النون موجودة رسما نحو: أَنْ لا أَقُولَ بالأعراف و (و أن لا یدخلنها) بنون، و أَنْ لَمْ یَكُنْ رَبُّكَ فَإِنْ لَمْ یَسْتَجِیبُوا بالقصص، و أما ما لم ترسم فیه النون نحو: فَإِلَّمْ یَسْتَجِیبُوا لَكُمْ بهود و أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ بالكهف فإنه إدغام بلا غنة للجمیع لما یلزم علیه من مخالفة الرسم إذ فیه إثبات نون لیست فی المصحف.
4- یُؤْمِنُونَ* یبدل ورش همزه واوا؛ لأنها فاء الفعل و قاعدته أن یبدل كل همزة وقعت فاء من الكلمة نحو: یَأْلَمُونَ و یَأْخُذُ* و مُؤْمِنٌ* و (و لقاءنا ائت) و الْمُؤْتَفِكاتِ*، و للسوسی مطلقا و حمزة إن وقف.
5- الصَّلاةَ* فخم ورش كل لا مفتوحة مخففة أو مشددة متوسطة أو متفرقة إذا باشرت مع تأخرها الصاد أو الطاء المهملتین، أو الظاء المعجمة فی كلمة فتحت الحروف الثلاثة أو سكنت، و رقق الباقون علی الأصل.
6- یُنْفِقُونَ* الفاء من الخمسة عشر التی تخفی عندها النون الساكنة و التنوین «1» جمعتها أوائل كلمات هذا البیت:
______________________________
(1) و النون الساكنة هی حرف النون الذی خلا من الحركات الثلاث: الفتحة، و الضمة، و الكسرة، أما التنوین فهو نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظا، و تفارقه كتابة و وقفا مثل (رسول- رسولا- رسول)، و للنون الساكنة و التنوین أربعة أحكام هی:
الإظهار الحلقی، و الإدغام، و الإقلاب، و الإخفاء و تقسم الحروف الهجائیة بعد النون الساكنة و التنوین بناء علی هذه الأحكام، فالإظهار یأخذ ستة أحرف و هی: (ء،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 48 تلائم جاد و ذكا زاد سل شذا صفاضاع طل ظل فتی قام كمّلا و الإخفاء حال بین الإظهار و الإدغام، قال الدانی: و ذلك أن النون و التنوین لم یقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فیجب إدغامهما فیهن من أجل القرب، و لم یبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار، فیجب إظهارهما عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام و البعد الموجب للإظهار خفیّا عندهن فصارا لا مدغمین و لا مظهرین إلا أن إخفاءهما علی قدر قربهما منهن، و بعدهما عنهن فیما قربا منه كانا عنده أخفی مما بعدا عنه و الفرق عند القراء و النحویین بین المخفی و المدغم أن المخفی مخفف و المدغم مثقل، و مخرجهما معهن من الخیشوم فقط، و لا حظ لهما معهن فی الفم؛ لأنه لا عمل للسان فیهما حینئذ.
7- بِما أُنْزِلَ* مده منفصل؛ لأن شرطه فی كلمة و سببه فی كلمة أخری، قصره قالون و الدوری بخلاف عنهما و المكی و السوسی من غیر خلاف و مده الباقون، و هم فی مده متفاوتون علی حسب مذاهبهم تحقیقا و ترتیلا و حدرا «1»، فأطولهم ورش و حمزة و قدر بثلاث ألفات، ثم عاصم بألفین و نصف ثم الشامی و علیّ بألفین، ثم قالون و الدوری بألف و نصف،
______________________________
- ه، ع، ح، غ، خ)، و الإدغام یأخذ حروف (یرملون)، و الإقلاب یأخذ حرف الباء، و یبقی للإخفاء خمسة عشر حرفا و هی:
(ص- ذ- ث- ك- ج- ش- ق- س- د- ط- ز- ف- ت- ض- ظ) كما هو موضح فی أوائل كلم البیت السابق (تلائم جاد) مطلعه.
(1) و مراتب القراءة و أسالیبها أربع مراتب جائزة و هی:
التحقیق: و هو القراءة ببطء و تمهل و یقصد به التعلیم. الترتیل: و هو القراءة بتؤدة و اطمئنان، و إعطاء الحروف حقها من المخارج و الصفات. الحدر: و هو سرعة القراءة مع ملاحظة الأحكام، و تبقی مرتبة التدویر: و هو التوسط بین الترتیل و الحدر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 49
و المكی و السوسی فی المد المتصل كذلك تقریبا فی الكل و المحقق الزیادة، و لا یحكم ذلك و لا یتبین إلا بالمشافهة هذا الذی ذكره الدانی فی تیسیره، و مكی فی تبصرته، و ابن شریح فی كافیه، و ابن سفیان فی هادیه، و المهدی فی هدایته، و أكثر المغاربة، و بعض المشارقة و بعضهم لم یذكر سوی مرتبتین طولی لورش و حمزة، و وسطی للباقین، و یجری ذلك فی المتصل و المنفصل و هو الذی كان الشاطبی رحمه اللّه تعالی یأخذ به، و لذا لم یذكر فی قصیدته بین الضربین تفاوتا و لا نبه علیه و هو الذی ینبغی أن «1» یؤخذ به للأمن و عدم الضبط و هو الذی اقرأ و أقرئ به غالبا، و لا یخفی علی سواه، و لا یعكر علینا قول الجعبری بعد أن نقل عن السخاوی أن الشاطبی كان یری ما قدمنا عنه و یعلل عدوله عن المراتب الأربع بأنها لا تتحقق و لا یمكن الإتیان بها كل مرة علی قدر السابقة. قلت: فإن حمل هذا علی أنه كان یقرأ به فهو خلاف التیسیر و سائر النقلة و لعلة استأثر بنقله، و قوله إن المراتب لا تتحقق فمرتبتاه أیضا كذلك.
أما قوله فهو خلاف التیسیر فمسلم لكن لا یلزم من مخالفة التیسیر لما هو أقوی منه محذور، و قوله و سائر النقلة الخ عجیب منه فقد عزاه المحقق لجماعة و نصه و هو الذی استقر علیه رأی المحققین من أئمتنا قدیما و حدیثا و هو الذی اعتمد علیه الإمام أبو بكر بن مجاهد، و أبو القاسم الطرسوسی و صاحبه أبو الطاهر بن خلف، و به كان یأخذ الأستاذ أبو الجود غیاث بن فارس و هو اختیار الأستاذ المحقق أبی عبد اللّه بن القصاع الدمشقی، و قال هو الذی ینبغی أن یأخذ به، و لا یكاد یتحقق غیره. قلت: و هو الذی أمیل إلیه و آخذ به غالبا، و أعول علیه.
و قال قبله بورقات: فأما ابن مجاهد و الطرسوسی، و أبو الطاهر بن خلف و كثیر من العراقیین كأبی طاهر بن سوار، و أبی الحسن بن فارس، و ابن خیرون و غیرهم فلم یذكروا فیه من سوی القصر غیر مرتبتین طولی
______________________________
(1) أن: ساكنة النون سقطت من الأصل، و السیاق یحتاج إلیها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 50
و وسطی.
فكیف یسوغ بعد هذه النقول للجعبری أن یقول: إنه خالف سائر النقلة الخ، و قوله: فمرتبتاه كذلك غیر مسلم بل الذی نقول به إن الفرق بین المرتبتین محقق ظاهر یدركه الجاهل و العالم و الغبی و العاقل بخلاف المراتب الأربع فلیس بینها كبیر فرق فربما تنبهم علی القارئ فضلا عن السامع یشهد لهذا ما قاله المحقق: و الإشباع و التوسط یستوی فی معرفة ذلك أكثر الناس، و یشترك فی ضبطه غالبهم و تحكم المشافهة حقیقته و یبین الأداء كیفیته و لا تكاد تخفی معرفته علی أحد انتهی.
و الكلام فی مراتب المد، و فی أقسامه طویل لا یلیق بنا ذكره هنا، و قد ذكرنا زبدته فی كتابنا المسمی «تنبیه الغافلین و إرشاد الجاهلین عما یقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب اللّه المبین» فانظره «1».
8- وَ بِالْآخِرَةِ قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلی الساكن قبلها و هی لغة لبعض العرب و اختص به ورش، و سواء كان الساكن صحیحا نحو مَنْ آمَنَ* أو تنوینا نحو بِعادٍ إِرَمَ أو لام تعریف كهذا بشرط أن یكون آخر كلمة و أن یكون غیر حرف مد و أن یكون الهمز أول الكلمة الثانیة فإن كان الساكن حرف مد نحو وَ فِی أَنْفُسِكُمْ فلا نقل فیه بل فیه المد نحو بِما أُنْزِلَ* و قرأ أیضا بالقصر و التوسط و الطویل و لا یضرنا تغیر الهمز بالنقل كما فی الإیمان و الأولی و من آمن و ابنی آدم و ألفوا آباءهم و قل إی و ربی، و قد أوتیت و شبه ذلك؛ لأنه عارض و المعتبر الأصل و جری عملنا علی تقدیم القصر لأن أقواها و به قرأنا علی شیخنا- رحمه اللّه- و غیره، و قرأنا علی شیخنا الشبراملسی بتقدیم الطویل «2» و قوله: و ما بعد همز ثابت
______________________________
(1) و علی تعدد مراتب المد و اختلاف أقسامه، فإنه لا یزید فی الطویل عن ست حركات، و یبدأ فی الطبیعی بحركة واحدة.
(2) و المقصود بالطویل فی المد أی: إشباع المد (6 حركات) و هو فی اللازم، و عند ورش-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 51
أو مغیّر فقصر، و قد یروی لورش مطولا و وسطه قوم موف بالأمرین أما كون تغیر الهمز لا یضر فظاهر و أمان تقدیم القصر فمن تقدیمه و تقدیم الشی‌ء یفید الاهتمام به، و قرأ أیضا بترقیق الراء، لأن قبله كسرة فله فیها ثلاثة أحكام و سكت علی لام التعریف حمزة بخلاف عن خلاد و أحكام وقفه تأتی فی موضع یصح الوقف علیه و كذا وقف علی.
9- أُولئِكَ* مده متصل و لا خلاف بینهم فیه و إنما الخلاف فی قدره، و قد تقدم.
10- هُدیً مِنْ* المیم من الحروف الأربعة و هی حروف ینمو «1» و تدغم فیها النون الساكنة و التنوین بغنة إلا أن خلفا یدغمها فی الواو و الیاء إدغاما محضا من غیر غنة، و أجمعوا علی إظهار النون الساكنة عند الواو و الیاء إذا اجتمعا فی كلمة واحدة نحو: صِنْوانٌ* و دنیا*، و هل الغنة الظاهرة حال إدغام النون الساكنة و التنوین فی المیم غنة النون المدغمة أو غنة المیم؟ ذهب الجمهور إلی الثانی و هو الصواب لانقلابها حال الإدغام فی المیم إلی لفظها فلا فرق فی اللفظ بین ممن منع و مثلا ما وهم من كل و ذهب إلی الأول ابن مجاهد و غیره.
11- عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ «2» أَمْ* الهمزة الأولی للاستفهام الصوری، و الثانیة فاء الكلمة فكلهم یحقق الأولی و قالون و البصری یسهلان الثانیة
______________________________
- فی كل المد دون الطبیعی.
(1) و للإدغام أنواع شتی منها بغنة، و بغیر غنة و هو خاص بالنون الساكنة و التنوین، و إدغام المثلین، و غیرها مسطر فی «إدغام القراء» للسیرافی.
(2) و قد قرأ قالون فی أَ أَنْذَرْتَهُمْ* و معه قرأ أبو عمرو، بتسهیل الهمزة الثانیة مع إدخال ألف بین الهمزتین فی أَ أَنْذَرْتَهُمْ*، و قرأ ابن كثیر بتسهیل الهمزة الثانیة مع عدم الإدخال، و الباقون بالتحقیق مع عدم الإدخال، و لورش وجهان، و لهشام وجهان أیضا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 52
و یدخلان بینهما ألفا، و ورش و المكی یسهلان و لا یدخلان ألفا، و لورش أیضا إبدالها ألفا فیلتقی مع سكون النون فمده لازم.
و اختلف عن هشام فیها فله التحقیق و التسهیل مع إدخال الألف، و الباقون بالتحقیق من غیر إدخال، و سكت خلف بخلف عنه علی الساكن إذا كان آخر كلمة، و أتت الهمزة بعده فیسكت علی میم علیهم و أنذرتهم استعانة علی النطق بالهمز بعده لصعوبته و ضم هاء علیهم لحمزة جلی.

تنبیه:

ذهب جماعة من القراء كأبی عبد اللّه بن شریح الإشبیلی، و أبی عبد اللّه عبد الواحد بن أبی السداد المالقی صاحب الدر النثیر، و شارح التیسیر إلی من له الإدخال بین الهمزتین كتالون له المد بینهما من قبیل المتصل كخائفین، و حجتهم اجتماع شرط المد و هو الألف و سببه و هو الهمز بكلمة و الألف و إن كانت عارضه فقد اعتد بها من أبدل و مد لسببیة السكون فعلی هذا من له التحقیق كأحد وجهی هشام فله المد فقط، و من له التسهیل فله المد و القصر عملا بعموم قوله:
و إن حرف مدّ قبل همز مغیریجز قصره و المدّ ما زال أعدلا و ذهب الجمهور إلی عدم الاعتداد بهذه الألف لعروضها و لضعف سببیة الهمز عن السكون. قال المحقق: و هو مذهب العراقیین كافة و جمهور المصریین و الشامیین و المغاربة و عامة أهل الأداء، و حكی بعضهم الإجماع علی ذلك.
قال ابن مهران: أما قوله تعالی: أَ أَنْذَرْتَهُمْ* و أَ أُنَبِّئُكُمْ* و أَ إِذا* و أشباه ذلك فتدخل بینهما مدة تكون حاجزة بینهما و مبعدة لإحداهما عن الأخری، و مقداره ألف تامة بالإجماع انتهی مختصرا و بعضه بالمعنی، و بعدم المد قرأت علی جمیع شیوخی، و هو الذی یقتضیه القیاس و النظر، و لا أظن أحدا یقرأ الآن بالمد إلا المقلدین لابن غازی و غیره و اللّه أعلم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 53

تتمیم‌

طعن الزمخشری فی روایة الإبدال من جهة أنه یؤدی إلی الجمع بین الساكنین علی غیر حده، و لا شاهد له و هو مطعون فی نحره بالأدلة: منها أن هذه قراءة صحیحة متواترة فهی أقوی شاهد فلا تحتاج إلی شاهد و لا لتسلسل، سلمنا ذلك فقد أجاز الكوفیون الجمع بین الساكنین علی غیر الحد الذی اختاره البصریون و استدلوا علیه و یكفی مذهبهم فی ذلك، و بقی غیر هذا فلا نطیل به.
و الحاصل أن الرجل لسوء سریرته و فساد طریقته كثیر الطعن فی القراءات المتواترات، و له جراءة عظیمة علی خواص خلق اللّه تعالی رزقنا اللّه تعالی الأدب معهم كما یعلم ذلك من وقف علی الكشاف الكاشف لحاله و رافضیته و اعتزاله و الحواشی المؤلفة للانتقاد علیه، و رحم اللّه الإمام أبا حیان القائل فیه ما هذا بعضه:
و لكنّه فیه مجال لناقدو قولات سوء قد أخذن المخانقا
فیثبت موضوع الأحادیث جاهلاو یعزو إلی المعصوم ما لیس لائقا
و یشتم أعلام الأئمّة ضلّةو لا سیّما إن أولجوه المضایقا
یقول فیه اللّه ما لیس قائلاو كان محبّا فی الضّلالة واثقا
و یسهب فی المعنی الوجیز دلالةبتكثیر ألفاظ تسمّی الشّقاشقا
و یخطئ فی تركیبه لكلامه‌فلیس لما قد ركّبوه موافقا
و ینسب إبداء المعانی لنفسه‌و یوهم غمارا و إن كان سارقا و یخطئ فی فهم القرآن لأنّه یجوّز إعرابا أبی أن یطابقا
و كم بین من یؤتی البیان سلیقةو آخر عاناه فما هو لاحقا
و یحتال للألفاظ حتّی یردّهالمذهب سوء فیه أصبح مارقا
إذا لم تداركه من اللّه رحمةفسوف یری للكافرین موافقا انتهی ولیته زاد هذه الأبیات:
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 54 و رحمة ربّی خصّها فی كتابه‌بتابع حقّ لا لعبد تشاققا
فصار رئیسا فی الضّلالة داعیاإلیها بأنواع الدعاء موافقا
لإبلیس فی الدعوی و زاد علیه إذتجرّأ فلم یخضع و لم یخش خالقا
فشبّه حزب اللّه بالحمر موكفه‌لإثباتهم أمرا یقینا محقّقا
لعقل و نقل و هو رؤیة ربّنابدار الرّضا طوبی لمن كان سابقا
فیا ویله یوم القیامة عند مایدور به من كان بالحق ناطقا
و نال من اللّه الكرامة و الهدی‌بتوفیقه للاعتقاد مطابقا
و هم أولیاء اللّه فی كل أمّةو من أثبت الرؤیا و إن كان فاسقا
یقولون یا جبّار خذ منه حقّنافقد كان یؤذینا و قد كان سالقا 12- تُنْذِرْهُمْ* راؤه مرققة للجمیع، و كذا حیث جاءت ساكنة بعد كسرة نحو أُحْصِرْتُمْ و اسْتَأْجِرْهُ إلا أن یأتی بعدها حرف استعلاء فتفخم من أجله نحو قِرْطاسٍ، و یأتی التنبیه علیه فی مواضعه إن شاء اللّه تعالی.
13- أَبْصارِهِمْ* راؤه مرققة للجمیع و كذلك كل راء مكسورة، و سواء كانت أوّلا نحو رِزْقِ* و رِضْوانٌ*، أو وسطا نحو فارِضٌ و الطَّارِقِ* و الْقارِعَةُ*، أو آخرا نحو إِلَی النُّورِ* و بِالنُّذُرِ*، فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ* «1» و كذلك حركة النقل عند من قرأ به نحو وَ انْظُرْ إِلی*.
14- غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ و مَنْ یَقُولُ* أدغم خلف التنوین و النون الساكنة فی الواو و الیاء من غیر غنة، و أدغمها الباقون بغنة.
15- آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ آمنا و الآخرة من باب واحد فتقرأ فی الثانی بما قرأت به فی الأول فالقصر مع القصر و التوسط مع التوسط
______________________________
(1) و الراء ترقق دائما باتفاق إذا كانت مكسورة، أو ممالة، ساكنة، و لم یرد لحفص فی القرآن فی الممالة إلا موضع واحد و هو: بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها بهود فقط.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 55
و الطویل مع الطویل و هكذا كل ما ماثله.
16- هُمْ بِمُؤْمِنِینَ و إذا التقت المیم الساكنة مع الباء ففیها لكل القراء وجهان صحیحان مأخوذ بهما:
الاول: الإخفاء مع الغنة، و هو مذهب المحققین كابن مجاهد.
الثانی: الإظهار التام، و علیه أهل الأداء بالعراق و حكی بعضهم إجماع القراء علیه، و بمؤمنین أبدل همزه مطلقا ورش و السوسی و حمزة فی الوقف.
17- وَ ما یَخْدَعُونَ قرأ الحرمیان و البصری بضم الیاء و ألف بعد الخاء و كسر الدال علی وزن یجادلون، و الباقون بفتح الیاء و إسكان الخاء و فتح الدال علی وزن یفرحون. «1»

تنبیه:

علم أنه الثانی من تقییده بوما، و أما الأول و الذی بالنساء فاتفقوا علی قراءته كقراءة الأول.
18- عَذابٌ أَلِیمٌ* إن وصلته بما بعده فالسكت فیه لخلف وحده، و له كباقیهم عدم السكت، و إن وقف علیه فلخلف ثلاثة أوجه: النقل، و السكت، و تركهما، و لخلاد وجهان: النقل، و تركه بلا سكت، فتحصل أن السكت لخلف و الوجهان مشتركان، و نقل ورش لا یخفی.
19- یَكْذِبُونَ* قرأ الكوفیون بفتح الیاء و سكون الكاف و تخفیف الذال، و الباقون بضم الیاء و فتح الكاف و تشدید الذال.
20- قِیلَ* معا قرأ هشام و علیّ بإشمام كسرة القاف الضم و كیفیة ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتین ضمة و كسرة و جزء الضمة مقدم و یلیه جزء الكسرة، و من یقول غیر هذا فإما أن یكون ارتكب المجاز،
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و ما یخدعون الفتح من قبل ساكن‌و بعد ذكا و الغیر كالحرف الاولا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 56
أو قال بما لا تحل القراءة به، و بالباقون بكسرة خالصة. «1»
21- السُّفَهاءُ أَلا اجتمع هنا همزتان الأولی مضمومة و الثانیة مفتوحة فالحرمیان و البصری یبدلون الثانیة واوا خالصة و یحققون الأولی، و الباقون بتحقیقهما، و إذا وقفت علی السفهاء «2» و هو كاف فكلهم إلا حمزة و هشاما یحقق الهمزة، و هم فی المد علی ما تقدم إلا أن من له التوسط و هم الجماعة إن لم یعتد بالعارض فهو علی أصله و إن اعتد به زاد الإشباع و هكذا كل ما شابهه نحو یَشاءُ* و السَّوْءِ* و (تفئ) إن وقفت بالسكون أو الإشمام حیث یصح و لا یجوز لمن له الإشباع كورش التوسط، و لا یجوز القصر لأحد؛ لأن فی ذلك إلغاء السبب الأصلی و هو الهمز، و اعتبار السبب العارض و هو السكون و هما یبدلان الهمز ألفا فیجتمع حینئذ ألفان فیجوز بقاؤهما، لأن الوقف یحتمل اجتماع الساكنین فتمد مدّا طویلا و یجوز أن یكون متوسطا كما تقدم فی سكون الوقف و حذف إحداهما فإن قدرتها الأولی وجب القصر لفقد الشرط لأن الألف تصیر مبدلة من همزة ساكنة كألف یأمر و یأتی و ما كان كذلك لا مد فیه و إن قدرتها الثانیة جاز المد و القصر؛ لأنه حرف مد قبل همز مغیر بالبدل، و یجوز أن تروم حركة الهمزة و تسهلها بین بین مع المد و القصر عملا بما روی سلیم عن حمزة أنه كان یجعل الهمز فی هذا و أمثاله بین بین و لا یتأتی ذلك إلا مع روم الحركة، لأن الحركة الكاملة لا یوقف علیها و لأن الهمزة الساكنة لا یتأتی تسهیلها بین بین فجملة الأوجه خمسة: المد، و التوسط، و القصر مع البدل و المد و القصر مع التسهیل إلا أن أوجه البدل متفق علیها، و وجها التسهیل مختلف فیهما
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و قیل و غیض ثمّ جی‌ء یشمّهالدی كسرها ضمّا رجال لتكملا
(2) و یوقف علی السُّفَهاءُ* لحمزة و هشام، بإبدال الهمزة ألفا مع القصر، و التوسط، و المد، و بتسهیلها بالروم مع المد و القصر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 57
فأجازهما الدانی و أبو القاسم عبد الرحمن بن عتیق الصقلی المعروف بابن الفحام شیخ الإسكندریة صاحب التجرید، و الحافظ أبو العلاء، و سبط الخیاط «1» و الشاطبی و غیرهم، و أنكر ذلك الجمهور، و لم یجیزوا سوی الإبدال قال المحقق: و الصواب صحة وجهی التسهیل، و یندرج حمزة مع هشام فی هذه الأوجه إلا فی التسهیل مع المد، لأن حمزة أطول منه مدا.
22- خَلَوْا إِلی ما فیه من نقل ورش و سكت خلف بخلف عنه لا یخفی و لا یكون السكت إلا إذا وصلت الساكن بما فیه الهمزة، أما إذا وقف علی الساكن فیما یجوز الوقف علیه فلا سكت.
23- مُسْتَهْزِؤُنَ إذا وقف علیه ففیه لحمزة ستة أوجه: الصحیح منها ثلاثة:
أحدها: تسهیل الهمزة بینها و بین الواو علی مذهب سیبویه عملا بقوله: و فی غیر هذا بین بین.
الثانی: إبدال الهمزة یاء محضة عملا بقوله:
و الأخفش بعد الكسر ذا الضّمّ أبدلا بیاء الثالث: حذف الهمزة مع ضم الزای عملا بقوله:
و مستهزءون الحذف فیه و نحو و ضم.
فإن قلت هذا القول محمل أی مطرح علی ما فهم السخاوی و غیره من كلامه حیث جعلوا ألف أحملا للتثنیة قلت: ما فهموه هو عند المحققین، وهم بین و غلط ظاهر و لو أراده لقال قیلا و أخملا و الصواب أن ألف أخملا للإطلاق، و تم الكلام عند قوله و ضم، و أن هذا الوجه من أصح الوجوه، روی عن حمزة بالنص الصریح من غیر إشارة و لا تلویح.
روی محمد بن سعید البزاز عن خلاد عن سلیم عن حمزة أنه كان یقف علی مستهزءون بغیر همز و بضم الزای، و ممن نص علی صحته الدانی،
______________________________
(1) هو أبو محمد بن علی البغدادی مؤلف المبهج.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 58
و إنما الحامل حذف الهمزة مع بقاء كسرة الزای علی مراد الهمز و هو لا یصح روایة و لا قیاسا فهو الذی أشار إلیه بالإجمال، و یأتی مع كل واحد من الثلاثة المد و التوسط و القصر لأجل سكون الوقف و أما ورش فإن وصل فله فیها الثلاثة و إن وقف فمن روی عنه المد وصلا وقف كذلك سواء اعتد بالعارض أم لا لأن سبب المد لم یتغیر حالة الوقف بل ازداد قوة بسبب سكون الوقف و من روی التوسط وصلا وقف به إن لم یعتد بالعارض و بالتوسط و الإشباع إن اعتد به فافهم هذا و أجره علی كل ما ماثلة نحو:
النَّبِیِّینَ* و الْمَآبِ و لا نحو جنی إلی التكرار، نجانی اللّه و إیاك من عذاب النار.

تنبیه:

و هذا ما لم تصل مستهزءون بآمنا قبلها فإن قرأتهما معا فلك علی القصر فی آمنا الثلاثة و علی التوسط التوسط و الطویل، و علی الطویل الطویل «1» فقط، لأن الثانی أقوی فلا یكون أحط رتبة من الأول.
24- الضَّلالَةَ* هو ضاد ساقط فلا تفخیم لورش فی اللام بعده.
25- لا یُبْصِرُونَ* قرأ ورش بترقیق الراء و هكذا كل راء توسطت أو تطرفت بعد كسرة أو یاء ساكنة إن لم تقع قبل حرف استعلاء أو تكررت نحو فِراراً* و سَواءٌ* كانت مضمومة نحو یَغْفِرَ* و سِیرُوا* و غیره أو مفتوحة (كفراشا) و قِرَدَةً* و شاكِراً* و خَبِیراً* و الطَّیْرِ* و سیأتی بیان ذلك كله فی مواضعه إن شاء اللّه تعالی.
26- صُمٌّ بُكْمٌ* هذا مما اجتمع فیه التنوین و الیاء و مهما التقی التنوین و النون الساكنة مع الباء نحو أَنْبِئْهُمْ و مِنْ بَعْدِ* و جُدَدٌ بِیضٌ فإنهما یقلبان میما خالصة من غیر إدغام و لا بد من إظهار الغنة مع ذلك
______________________________
(1) قد أشرت من قبل أن الطویل هو إشباع المد و هو ما دون القصر و التوسط، و القصر مقدار حركتان، و التوسط أربع و الطویل ست.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 59
فیصیر فی الحقیقة إخفاء للمیم المقلوبة عند الباء فلا فرق حینئذ فی اللفظ بین أن بورك و من یعتصم باللّه.
27- شَیْ‌ءٍ* قرأ ورش بالمد و التوسط، و الباقون بالقصر و سیأتی ما لحمزة فیه فی الوقف فی موضع یصح الوقف علیه.
28- فِراشاً رقق ورش راءه.
29- بِناءً* همزه متوسط بألف التنوین و لا یضرنا عدم رسمه، لهذا لم یغیره هشام فی وقفه، و أما حمزة فیسهله عملا بقوله:
سوی أنّه من بعد ما ألف جری یسهله مهما توسط مع المد و القصر عملا بقوله:
و إن حرف مدّ قبل همز مغیریجز قصره و المدّ ما زال أعدلا و ما قیل فیه غیر هذا ضعیف لا یقرأ به و لیس لورش فیها مد البدل و كذا كل ما شابهه مما یوجد فیه بعد الهمزة الألف المبدلة من التنوین لأجل الوقف نحو دُعاءً وَ نِداءً و هُزُواً* و مَلْجَأً*، لأنها ألف عراضة فلا یعتد بها و هذا أصل مطرد، و لا خلاف فیه.
30- فَأْتُوا* كبمؤمنین.
31- الْأَنْهارُ* ما فیه من النقل لورش و السكت لحمزة وصلا لا یخفی، و أما لو وقف علیه حمزة و هو كاف ففیه ثلاثة أوجه الصحیح منها اثنان: النقل و التحقیق مع السكت، و أما الوجه الثالث و هو التحقیق من غیر سكت فقال المحقق: لا أعلم هذا الوجه فی كتاب من الكتب، و لا فی طریق من الطرق عن حمزة لأن أصحاب عدم السكت علی لام التعریف علی حمزة أو عن أحد من رواته حالة الوصل مجمعون علی النقل وقفا لا أعلم بین المتقدمین فی هذا خلافا منصوصا یعتمد علیه، و قد رأیت لبعض المتأخرین یأخذ به لخلاد اعتمادا علی بعض شروح الشاطبیة، و لا یصح ذلك فی طریق من طرقها، و قد نظم هذا شیخنا فی مقصورته فقال:
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 60 فی وقف نحو الأرض بالنّقل‌و بالسّكت تلا خلّادهم عمّن بلا
فعدم السّكت امنعن إذ من قرابه یوصل نقله فی الوقف جا و قوله بلا بفتح الباء أی عقل و عدم بالنصب مفعول مقدم لامنعن و تلقیت ذلك منه وقت قراءتی لها علیه- رحمه اللّه- و هو ظاهر إلا أنی أردت بذكر هذا إبقاء سندها.
32- خالِدُونَ* تام فی أعلی درجاته و فاصلة و منتهی الربع بإجماع.

الممال‌

هُدیً* معا لدی الوقف، و بِالْهُدی* لهم «1» أَبْصارِهِمْ* «2» معا و بالكافرین، و للكافرین و لهما، و دوری غشاوة، و مطهرة لعلی إن وقف إلا أن الأول لا خلاف فیه.
الثانی فیه وجهان: الفتح و الإمالة.
الناس المجرورة لدوری، فزادهم، و شاء لحمزة و ابن ذكوان، طغیانهم و آذانهم لدوری علی.

فوائد:

الأولی: اقتصرنا علی الإمالة فی هدی و نحوه إذا وقف علیه و هو الصواب، و ما ذكره فی قوله:
و قد فخّموا التّنوین وقفا و رقّقوا الخ منكر لا یوجد فی كتاب من كتب القراءات بل هو كما قال المحقق مذهب نحوی لا أدائی دعا إلیه القیاس لا الروایة. انتهی.
فإن قلت. قولك لا یوجد ... الخ ممنوع بل هو فی شراحه لأنهم قد حكوا ثلاثة مذاهب: الفتح مطلقا، و الإمالة مطلقا، الثالث الإمالة فی المرفوع
______________________________
(1) هُدیً* لدی الوقف و بِالْهُدی* بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
(2) أَبْصارِهِمْ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 61
و المجرور و فتح المنصوب، قلت: شراحه و من بعدهم مقلدون له، و لشارحه الأول: أبی الحسن السخاوی فهم، و إن تعددوا حكمهم حكم رجل واحد، و لم أر أحدا منهم صرح أنه قرأ به بل صرحوا أنهم قرءوا بالإمالة مطلقا و هو الحق الذی لا شك فیه، و لم یذكر الدانی- رحمه اللّه تعالی- فی كتاب الإمالة و لا غیره سواء، و حكی غیر واحد من أئمتنا الإجماع علیه. فإن قلت ذكره مكی فی الكشف.
قلت: جعله لازما لمن یقول إن الألف الموقوف علیها عوض من التنوین لا الألف الأصلیة، و قال بعده: و الذی قرأنا به هو الإمالة فی الوقف فی ذلك كله علی حكم الوقف علی الألف الأصلیة، و حذف ألف التنوین.
الثانیة: إن قلت ذكرت أن غشاوة لا خلاف فیه، و مطهرة فیه خلاف فما ضابط ما لا خلاف فیه و ما فیه الخلاف. قلت حاصل باب إمالة هاء التأنیث، و ما قبلها لعلی أن حروف الهجاء تنقسم إلی ثلاثة أقسام: قسم ممال بلا خلاف و هو خمسة عشر حرفا یجمعها قولك:
«فجئت زینب لذود شمس» و كذلك حروف «أكهر» إن كان قبلها یاء ساكنة نحو فئة و الملائكة، فإن فصل بین الكسرة و الحرف ساكن نحو عبرة فلا یضر إلا إذا كان حرف استعلاء، و إطباق نحو فِطْرَتَ* بالروم ففیه خلاف سیأتی إن شاء اللّه تعالی عزوه و هو و إن كان مرسوما بالتاء فمعلوم أن علیّا أصله أن یقف بالهاء علی ما رسم بالتاء، و قسم لا خلاف فی فتحه و هو الألف نحو الصَّلاةَ*.
و قسم اختلف فیه و هو تسعة أخری یجمعها قولك: «خص ضغط قظ حع» و حروف «أكهر» إذا لم یكن قبلها یاء و لا كسرة، فذهب الجمهور إلی الفتح و هو اختیار جماعة كابن مجاهد و مكی و المهدوی، و ابن غلبون و المحقق، و ذهب بعضهم إلی الإمالة هو مذهب أبی بكر بن الأنباری، و ابن شنبوذ و ابن مقسم و أبی الحسن الخرسانی، و الخاقانی، و كان من أضبط الناس
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 62
لحرف علی و قال الدانی: بعد أن ذكر هذه الحروف فابن مجاهد و أصحابه كانوا لا یرون إمالة الهاء و ما قبلها فی ذلك و النص علی الكسائی فی استثناء ذلك معدوم و بإطلاق القیاس فی ذلك قرأت علی أبی الفتح عن قراءته، و كذلك حدثنا محمد بن علی قال حدثنا ابن الأنباری قال حدثنا إدریس عن خلف عن الكسائی و من المعلوم أنه لم یأخذ قراءة علی من الروایتین إلا عن أبی الفتح، و لهذا فهم ابن مالك أنه المختار عنده فقال فی دالیته:
و بعض یقول ما سوی ألف أمل‌و من ألف التّیسیر ذا القول أیّدا و قال الفارسی و به قال جماعة من أهل الأداء و التحقیق، و قال الجعبری: و التعمیم أثبت لقول خلف لم یستثن الكسائی شیئا.
و هذا القسم كان كثیر من شیوخنا یقرؤه بالفتح فقط، و بعضهم یقرؤه بالوجهین و هو الأولی عندی، و استقر علیه أمرنا فی الإقراء؛ لأن وجه الإمالة صحیح ثابت كما رأیت فالأخذ بالفتح دون تحكم لا سیما مع قول الحافظ أبی عمرو: و النص علی الكسائی ... الخ.
الثالثة: اختلف فی الممال فی هذا الباب، فذهب الجمهور إلی أن الممال هو ما قبل هاء التأنیث فقط، و ذهب جماعة كالدانی و المهدوی و ابن سوار إلی أنها ممالة مع ما قبلها و جمع المحقق بین القولین بما هو ظاهر بین فقال و لا یمكن أن یكون بین القولین خلاف، فباعتبار حد الإمالة و أنه تقریب الفتحة من الكسرة و الألف من الیاء فإن هذه الهاء لا یمكن أن یدعی تقریبها من الیاء و لا فتحة فیها فتقرب من الكسرة و هذا مما لا یخالف فیه الدانی و من قال بقوله و باعتبار أن الهاء إذا أمیلت فلا بد أن یصحبها فی صورتها حال من الضعف خفی یخالف حالها إذا لم یكن قبلها ممال و إن لم یكن الحال من جنس التقریب إلی الیاء فسمّی ذلك المقدار إمالة و هذا مما لا یخالف فیه الجمهور فعاد النزاع فی ذلك لفظیا إذ لم یمكن أن یفرق بین القولین بلفظ.
الرابعة: ما ذكرناه من أن إمالة الناس المجرورة للدوری فقط هو الذی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 63
اقتصر علیه المحقق فی نشره و تقریبه و طیبته و تحبیره و لا یعكر علینا قوله:
و خلفهم فی النّاس فی الجرّ حصّلا لأنه تبع فی العزو أصله، و الخلاف عندی فی هذا مرتب لا مفرع فتقول فی تقریر كلامه یعنی أنه اختلف عن أبی عمرو فروی عنه الدوری الإمالة، و روی عنه السوسی الفتح، لأن هذا هو الذی كان یقرأ به كما نقله عنه السخاوی فیقرر به كلامه.

تنبیه:

إمالة الناس المجرور للدوری كبری كما صرح به الدانی فی جامعه، و الجعبری فی كنزه، و نصه: و لم یمل أبو عمرو كبری مع غیر الراء إلا الناس المجرور، وَ مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی و الیاء و الهاء من فاتحتی مریم و طه، و لم یمل صغری مع الراء إلا بشرای.
و قد نظم شیخ شیوخنا عبد الرحمن بن القاضی- رحمه اللّه- الفائدة الأولی فقال:
أمال كبری مع غیر الرّاءالنّاس بالجرّ و فی الإسراء
و فی هذه أعمی و ها یا مریماو ها طه ابن العلاء فاعلما و قد ذیلته بذكر الفائدة الثانیة فقلت:
و لم یمل صغری مع الرّاء سوی‌بشرای فی وجه كما بعض روی و تنوین بعض للتقلیل؛ لأن رواة الفتح أكثر و قولهم أشهر إلا أن من روی الإمالة جری علی القیاس و التقلیل هو القلیل كما یأتی بیانه إن شاء اللّه تعالی.

المدغم‌

رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ للجمیع، (الرحیم ملك)، فِیهِ هُدیً*، قِیلَ لَهُمْ* معا لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ «1» خَلَقَكُمْ*، جَعَلَ لَكُمُ*.
______________________________
(1) من الملاحظ أن الإدغام فی فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ لجمیع القراء و یسمی بالإدغام-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 64

فوائد:

الأولی: الإدغام الكبیر حیث ذكرناه إنما هو للسوسی فقط، و هو المأخوذ به من طریق القصید، و أصله فی جمیع الأمصار و تبعوه فی ذلك عملا بقول تلمیذه السخاوی، و كان أبو القاسم یقرأ بالإدغام الكبیر من طریق السوسی، لأنه كذا قرأ، و إلا فالإدغام ثابت عن الدوری أیضا كما ذكر الدانی فی جامعه، و الطبری و الصفراوی و غیرهم.
الثانیة: إذا كان قبل الحرف المدغم حرف علة ألف أو واو أو یاء ففیه ثلاثة أوجه: المد، و التوسط، و القصر إذ المسكن للإدغام كالمسكن للوقف.
الثالثة: ورد النص عن البصری أنه كان إذا أدغم أشار إلی حركة الحرف المدغم و سواء سكن الحرف المدغم، و سواء سكن ما قبل الحرف الأول، أو تحرك أدغم فی مثله أو مقاربة و حمله الجمهور و استقر به المحقق علی الروم و الإشمام جمیعا قال الدانی و الإشارة عندنا تكون روما و إشماما و الروم آكد عندنا فی البیان عن كیفیة الحركة، لأنه یقرع السمع غیر أن الإدغام الصحیح و التشدید التام یمتنعان معه و یصحان مع الإشمام، لأن إعمال العضو و تهیئه من غیر صوت خارج «1» إلی اللفظ فلا یقرع السمع و یمتنع فی المخفوض لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض، فإن كان الحرف الأول منصوبا لم یشر إلی حركته لخفته، فتحصل من هذا أن الحرف المدغم إذا كان مرفوعا فیجوز الإدغام مع السكون المحض من غیر روم و لا إشمام، و هذا هو الأصل المأخوذ به عند عامة أهل الأداء، و یجوز الإشمام، و یجوز الروم إلا أنه كما قال الدانی لا یصح معه الإدغام المحض و التشدید التام، و إن كان
______________________________
- الصغیر، و فی فِیهِ هُدیً*، و قِیلَ لَهُمْ*، و لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ، و خَلَقَكُمْ*، و وَ جَعَلَ لَكُمْ* للسوسی و یسمی بالإدغام الكبیر و ذلك لتحریك المثلین.
(1) و من هنا نعلم أن الإشمام یری و لا یسمع، و لكن الروم یسمع و لا یری.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 65
مخفوضا ففیه الإدغام المحض و فیه الروم، و إن كان منصوبا ففیه الإدغام المحض، و لیس فیه روم و لا إشمام، و كل من قال بالإشارة استثنی المیم عند المیم نحو یَعْلَمُ ما* و المیم عند الباء نحو أَعْلَمُ بِما* و الباء عند الباء نحو نُصِیبُ بِرَحْمَتِنا و الباء عند المیم نحو یُعَذِّبُ مَنْ* و زاد غیر واحد كابن سوار و القلانسی و ابن الفحام الفاء عند الفاء نحو تَعْرِفُ فِی*.
33- أَنَّهُ الْحَقُّ* إذا تقدمت هاء الضمیر علی الساكن فإن تقدمها كسرة أو یاء فتكسر من غیر صلة نحو: بِهِ اللَّهُ* و عَلَیْهُ اللَّهَ و إن تقدمها ضم أو فتح أو ساكن غیر الیاء فتضم من غیر صلة نحو نَصَرَهُ اللَّهُ* قَوْلُهُ الْحَقُ یَعْلَمْهُ اللَّهُ* تَذْرُوهُ الرِّیاحُ هذا هو الأصل المطرد لكلهم، و ما خرج عنه نبینه فی مواضعه إن شاء اللّه تعالی.
34- بِهِ كَثِیراً* لا خلاف بین القراء أن هاء الضمیر إذا تقدمها متحرك أنها توصل لكن إن كان قبلها فتح، أو ضم نحو (له) و صاحِبَةٌ* توصل بواو، و إن كان كسر نحو فِی رَبِّهِ فتوصل بیاء، و كثیرا لا خلاف فی ترقیق رائه من طریق القصید لورش.
35- بِهِ إِلَّا* هو من باب المنفصل و لا یضرنا عدم ثبوت حرف المد رسما و ثبوته لفظا كاف.
36- یُوصَلَ* لا خلاف فی تفخیم لامه لورش حالة الوصل، و فیه فی حالة الوقف وجهان: الترقیق و التفخیم، و هو أرجح؛ لأن السكون عارض و فیه دلالة علی حكم الوصل.
37- وَ هُوَ* قرأ قالون و البصری و علی بسكون الهاء، و الباقون بالضم. «1»
38- إِنِّی جاعِلٌ هو مما أجمعوا علی إسكانه و جملة ما فی القرآن
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و ها هو بعد الواو و الفا و لامهاو ها هی أسكن راضی بررا حلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 66
منه ما ذكروا و خمسمائة و ست و ستون یاء.
39- إِنِّی أَعْلَمُ* معا «1» قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالسكون، و حیث سكنت الیاء جرت مع همزة القطع مجری المنفصل، فكلهم یجری فیه علی أصله، و هذه أول یاء ذكرت فی القرآن من یاءات الإضافة المختلف فیها، و جملتها مائتان و اثنتا عشرة یاء، زاد الدانی اثنتین و هما (آتان اللّه) بالنمل، و فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ بالزمر، و زاد غیره اثنتین أیضا و هما أَلَّا تَتَّبِعَنِ بطه، و یُرِدْنِ الرَّحْمنُ بیس، و جعل هذه من الزوائد أیضا لحذفها فی الرسم كجملة یاءات الزوائد، و یاءات الإضافة ثابتة، و یفرق به بینهما و بفرق آخر و هو أن یاءات الإضافة زائدة علی الكلمة فلا تكون لاما أبدا فهی كهاء الضمیر و كافه و یاءات الزوائد تكون أصلیة، و زائدة فتجی‌ء لاما من الكلمة نحو یَسِّرْ* و یَوْمَ یَأْتِ و الدَّاعِ* و الْمُنادِ و (فرق) آخر یاءات الإضافة الخلف الجار فیها بین الفتح و الإسكان، و یاءات الزوائد الخلاف جار فیها بین الحذف و الإثبات.
40- وَ عَلَّمَ آدَمَ، صادِقِینَ* لورش فی آدم و أنبئونی الثلاثة علی قاعدته و حكم المدنی فی الأسماء و الملائكة و بأسماء هؤلاء واضح، و كذا حكم میم عرضهم و كنتم، و وقف صادقین و أما همزتا هؤلاء و إن، فقرأ قالون و البزی بتسهیل الأولی بین الهمزة و الیاء مع المد و القصر، و تحقیق الثانیة، و ورش و قنبل بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة، و لهما أیضا إبدالها یاء ساكنة، و اختص ورش بزیادة وجه ثالث و هو: إبدالها یاء مكسورة خالصة، و البصری بإسقاط الأولی مع القصر و المد، و الباقون بتحقیقهما.
______________________________
(1) إذا قال معا یقصد ورود هذا اللفظ فی موضعین، و القراءة فی الموضعین واحدة، كقول اللّه تعالی: إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ الآیة (30)، و إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ الآیة (33) من البقرة، فالقراءة فی الموضعین واحدة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 67

تنبیه:

و كل ما یذكر من تخفیف إحدی الهمزتین المجتمعتین من كلمتین إنما هو حالة الوصل، و أما إن وقفت علی الأولی و ابتدأت الثانیة فلا تخفیف لجمیع القراء بل تحقیق التی وقعت علیها و التی ابتدأت بها.
فإذا علمت هذا و أردت قراءة هذه الآیة من و علم آدم إلی صادقین، و بعض الناس یقف علی الملائكة، و لیس بموضع وقف إلا فی ضرورة فیأتی فیها واحد و ثمانون وجها و كلها صحیحة، و لا تركیب فیها، و أما لو عددنا الضعیف و تركیب الأوجه لكان أكثر من هذا.
بیانها، أن لقالون: ثمانیة عشر وجها بیانها: أن له فی هاء التنبیه القصر مع مد أولاء و قصره استصحابا للأصل و اعتدادا بعارض التسهیل، و المد مع مد أولاء فقط و قصرها مع مدها التنبیه ضعیف، لأن سبب المتصل و لو تغیر أقوی من المنفصل، و لذا أجمعوا علیه دونه فهذه ثلاثة تضرب فی وجهی الصلة و عدمها بستة، تضرب فی ثلاثة صادقین بثمانیة عشر، و لورش: سبعة و عشرون وجها بیانها: أنك تضرب ثلاثة باب آمنوا فی ثلاثة همزة إن تسعة تضربها فی ثلاثة صادقین سبعة و عشرون، و للبزی: ستة: بیانها أن له القصر فی ها مع المد و القصر فی أولاء اثنان تضرب بهما فی ثلاثة صادقین ستة، و لقنبل: ستة بیانها: أن له قصرها و مد أولاء مع تسهیل همزة إن و إبدالها یاء ساكنة اثنان تضربهما فی ثلاثة صادقین ستة، و للبصری: تسعة بیانها: أن له فی ها القصر مع قصر أولا اعتدادا بالعارض و مده عملا بالأصل و المد مع مد أولاء ثلاثة تضربها فی ثلاثة صادقین تسعة، و لا یجوز قصر أولاء مع مدها التنبیه؛ لأنه لا یخلو من أن یقدر متصلا أو منفصلا فإن قدر منفصلا فهو و ها من باب واحد یمدان معا و یقصران معا، و إن قدر متصلا و هو مذهب سیبویه، و الدانی، فلا یجوز فیه القصر و لو قصرت ها فكیف مع مده فحینئذ لا وجه لمدها المتفق علی انفصاله و قصر أولاء المختلف فی اتصاله
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 68
و للشامی: ثلاثة صادقین فقط؛ لأن قراءته فی الآیة لم تختلف، و عاصم مثله، و علیّ كذلك، و لحمزة: ثلاثة صادقین علی السكت و عدمه، و صفة قراءتها أن تبدأ بقالون فتسكن له المیم و تقصر المنفصل و هو ها و تمد أولاء مع تسهیل همزه مع الطویل فی وقف صادقین ثم تعید هؤلاء إن كما قرأته أولا أو هو و ما قبله مع التوسط و القصر فی صادقین ثم تعید هؤلاء إن كما قرأته أولا أو هو و ما قبله مع التوسط و القصر فی صادقین، و إن شئت فاختصر و اقتصر علی إعادة صادقین، ثم تأتی بقصرها مع قصر أولاء مع أوجه صادقین، ثم تمدها مع أوجه صادقین، فهذه تسعة و لا یدخل معه أحد لتخلف ورش و حمزة فی الأسماء، و المكی فی عرضهم، و الباقون فی هؤلاء ثم تعطف البصری بقصرها و أولا و إسقاط همزته مع أوجه صادقین ثم بقصرها و مد أولاء مع أوجه صادقین، ثم بمدهما مع أوجه صادقین، و إنما قدمنا لقالون المد، و للبصری القصر؛ لأن فی قراءة قالون أثر السبب موجود بخلاف قراءة الإسقاط فتنبه لهذه فقل من رأیته یتفطن لها، ثم تعطف الشامی مع مدها و أولاء و تحقیق همزته مع أوجه صادقین، و یندرج معه عاصم و علیّ، لاتحاد قراءتهم و مدهم علی المرتبتین و تفریعنا علیه لا یخفی علیك التفریع علی الأربع مراتب فلا نطیل به، ثم تأتی لقالون بضم میم الجمع و یتفرع علیه ما یتفرع علی إسكانها، و یندرج معه ثم تعطف قنبلا بقصرها و مد أولاء و تسهیل همزة إن مع أوجه صادقین، ثم مع إبدال همزة إن یاء ساكنة مع أوجه صادقین، ثم تأتی بورش بنقل الأسماء و مده طویلا و قصر أنبئونی و مد هؤلاء، و إبدال همزة إن یاء ساكنة فلاقت سكون النون فدخلت فی باب المد اللازم غیر المدغم كفواتح السور مع ثلاثة صادقین، ثم تعطفه بتسهیل همزة إن مع ثلاثة صادقین، ثم بإبدالها یاء مكسورة خالصة مع الثلاثة، ثم تأتی بخلف بالسكت علی لام التعریف فی الأسماء مع مده طویلا كورش مع تحقیق الهمزتین و ثلاثة صادقین، و اندرج معه خلاد فی وجه السكت، ثم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 69
تعطفه بعدم السكت مع الثلاثة، ثم بورش مع توسط آدم و أنبئونی مع ثلاثة إن و مع كل واحد ثلاثة صادقین ثم بالطویل مع ثلاثة همزة إن و صادقین مع تقدیم البدل كما تقدم فإن قلت: لم تقدم البدل علی التسهیل مع أنه غیر مذكور فی التیسیر؟ و عبر عنه بقیل حیث قال:
و قد قیل محض المدّ عنها تبدّلا و جری عمل الناس علی تقدیم التسهیل علیه قلت: مع كونه لم یذكر فی التیسیر و عبر عنه بقیل هو راویة جمهور المصریین عن الأزرق بل نسبه بعضهم لعامتهم و هو مذهب جمهور المغاربة الآخذین عنهم، و قطع به غیر واحد منهم: كابن سفیان، و المهدوی، و صاحب التجرید.
و قال مكی، و ابن شریح: إنه الأحسن و التسهیل مذهب القلیل عن الأزرق فتبین بهذا قوته علی التسهیل، فلهذا قدمته، و الدانی و إن لم یذكره فی التیسیر فقد ذكره فی جامع البیان و غیره و قال إنه الذی رواه المصریون عن الأزرق أداه، و لعل الشاطبی إنما عبر عنه بقیل لیشیر إلی أنه من زیاداته علی التیسیر، و أنه غیر قیاس كما ذكره الدانی فی جامعه، و أما عمل الناس فإنهم مقلدون للشاطبی، و قد علم ما فیه، و اللّه أعلم.
و أما الخمسة و العشرون وجها التی فی الوقف علی هؤلاء لحمزة و ما هو الصحیح منها و الضعیف فستأتی إن شاء اللّه فی موضع یصح الوقف فیه علیه.
41- أَنْبِئْهُمْ اتفقوا علی تحقیق همزه لأن ورشا لم تدخل فی قاعدته، و السوسی من المستثنیات عنده، و أبدلها حمزة فی الوقف یاء، ثم اختلف عنه فی ضم الهاء و كسرها و كلاهما صحیح و الضم أقیس بمذهبه.
42- بِأَسْمائِهِمْ* إن وقف علیه فذكروا لحمزة فیه ثمانیة أوجه، و الصحیح منها أربعة: الأول و الثانی: تحقیق الهمزة الأولی؛ لأنه متوسط بزائد، و تسهیل الثانیة مع المد و القصر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 70
الثالث و الرابع: إبدال الأولی یاء مع تسهیل الثانیة مع المد و القصر، و الوقف علی الأول كاف.
43- وَ الْأَرْضِ* وصله لا یخفی، و وقفه كالأنهار.
44- شِئْتُما*: یبدل همزه السوسی مطلقا و حمزة لدی الوقف.
45- فَأَزَلَّهُمَا قرأ حمزة بتخفیف اللام و زیادة ألف قبله، و الباقون بالتشدید و الحذف. «1»
46- عَدُوٌّ* إن وقف علیه، و الوقف علیه كاف فیجوز فیه ثلاثة الإسكان مع الإشمام و السكون فقط، و الروم و كلها مع التشدید التام، و أما المجرور نحو بِغَیْرِ الْحَقِّ* ففیه السكون و الروم و كلاهما مع التشدید و كذا كل ما ماثلهما، و بعض من لا علم عنده لا یقف علی المشدد بالسكون فرارا من الجمع بین الساكنین، و الجمع بینهما جائز فی الوقف و بعضهم یقف بالسكون من غیر تشدید و هو خطأ، و سیأتی ذكر المفتوح فی موضعه إن شاء اللّه تعالی.
47- فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ قرأ المكی بنصب آدم و رفع كلمات، و الباقون برفع آدم و نصب كلمات بالكسر؛ لأنه علامة للنصب فی جمع المؤنث، و یأتی فیها علی ما یقتضیه الضرب علی روایة ورش ستة أوجه: فتح و تقلیل فتلقی مضروبان فی ثلاثة آدم و ذكره غیر واحد من شراح الحرز: كالجعبری، و ابن القاصح ذكره عند قوله: و راء تراءی فاز ... الخ، و كان شیخنا العلامة علی الشبراملسی یخبر أن مشایخه یقرءون بها و قرءوا بها علی مشایخهم و أمعن هو- رحمه اللّه- النظر فأسقط منها واحدا و هو القصر علی التقلیل فكان یقرأ بخمسة، و الصحیح أنه لا یصح منها من طریق الشاطبیة إلا أربعة و هو القصر و الطویل علی الفتح و التوسط و الطویل علی
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و فی فأزلّ اللام خفّف لحمزةو زد ألف ا من قبله فتكمّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 71
التقلیل، و لم أقرأ علی شیخنا من طریق الشاطبیة إلا بها، و قرأ هو بذلك علی شیخنا سلطان بن أحمد، و الوجه الخامس إنما هو من طریق الطیبة كما ذكره الشیخ سلطان فی جواب الأسئلة، و لا فرق فی الأربعة أوجه بین أن یتقدم ما فیه التقلیل علی مد البدل كهذه الآیة أو یتأخر كقوله: اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ أَبی* فیأتی علی القصر فی آدم الفتح فی أبی، و علی التوسط التقلیل، و علی الطویل الفتح و التقلیل، و قس علی هذا نظائره و اللّه أعلم.
و قد نظمت الأوجه الأربعة فقلت:
و إن نحو موسی جاء مع باب آمنوافوجها كموسی مع طویل به تحری
و یأتی علی التقلیل فیه توسطو مع فتحه قصر كذا قال من یدری 48- إِسْرائِیلَ* لا تمد فیه الیاء لورش كإیمان لطول الكلمة و كثرة دورها و ثقلها بالعجمة. و لم یختلف فی تفخیم رائه و كذا كل كلمة أعجمیة و الذی فی القرآن من ذلك هذا و إبراهیم و عمران.
49- نِعْمَتِیَ الَّتِی* مما اتفق السبعة علی فتحه لسكون لام التعریف بعده كحسبی اللّه، و هو إحدی عشرة كلمة فی ثمانیة عشر موضعا. «1»
50- بِعَهْدِی أُوفِ: اتفقوا علی إسكان الیاء فیه و ثلاث أوف لورش لا تخفی.
51- فَارْهَبُونِ ...* فَاتَّقُونِ* مما اتفق السبعة علی حذف الیاء منه اجتراء بكسر ما قبلها.
52- كافِرٍ* لم یمله أحد و لا عبرة بمن انفرد بإمالته لدوری علیّ، و یكفی عدم عدّنا له الممال إلا أن غرضنا زیادة الإیضاح.
53- الرَّاكِعِینَ* تام و قیل كاف فاصلة إجماعا و منتهی النصف علی المشهور.
______________________________
(1) قرأ جمیع القراء بفتح الیاء وصلا فی نعمتی التی، و بإسكانها وقفا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 72

الممال‌

فأحیاكم لورش و علی هدای لورش، و دوری علیّ، و هو مما اتفق علی فتح یائه استوی، و فسواهن و أبی و فتلقی و هدای إن وقفت علیه لهم خلیفة إن وقفت علیه لعلی، الكافرین و النار لهما و دوری.

تكمیل:

كل ما یمال فی الوصل فهو فی الوقف كذلك، و لا خلاف فی ذلك بین أهل الأداء إلا ما أمیل من أجل كسرة متطرفة نحو: النَّارَ* و الْحِمارِ و هارٍ* و الْأَبْرارِ* و النَّاسِ* و الْمِحْرابَ* فذهب الجمهور إلی أن الوقف كالوصل و اعتبروا الأصل و لم یعتبروا عارض السكون، و لأنه فیه إعلام بالأصل كالإعلام بالروم و الإشمام علی حركة الموقوف علیه، و ذهب الجمهور كالشذائی، و ابن المنادی، و ابن حبش، و ابن اشته إلی الوقف بالفتح المحض إذ الموجب للإمالة حال الوصل هو الكسر، و قد ذهب حال الوقف و خلفه السكون و سواء عندهم كان السكون للوقف أم للإدغام نحو الْأَبْرارِ رَبَّنا الفجار لفی و الأول مذهب المحققین و اقتصر علیه غیر واحد منهم و علیه العمل، و به قرأنا و به و نأخذ.
فإن قلت: یلزم علی هذا أن تبقی الإمالة فی نحو موسی الكتاب و النصاری و المسیح حال الوصل؛ لأن حذف الألف عارض و لا یعتد بالعارض و لم یقرأ به أحد فما الفرق؟
قلت: قال فی الكشف بینهما فرق قوی، و ذلك أن المحذوف فی الوقف علی النار هی الكسرة التی أوجبت الإمالة و الحرف الممال لم یحذف و المحذوف فی موسی الكتاب هو الحرف الممال فلم یشتبها.
فإن قلت: هذا الحكم فی الوقف بالسكون فما الحكم إذا وقف بالروم؟ قلت: أما علی مذهب الجمهور فظاهر لأنهم إذا وقفوا بالإمالة مع السكون فمع الروم أحری لأنه حركة، و علی الثانی، فقال مكی: فإن وقفت
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 73
بالروم ضعفت الإمالة قلیلا لضعف الكسرة التی أوجبت الإمالة و اللّه أعلم.

المدغم‌

قالَ رَبُّكَ*، قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا، وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ، حَیْثُ شِئْتُما*، آدَمُ مِنْ*، إِنَّهُ هُوَ*. «1»

تنبیهات:

الأول: لم یدغم باء یضرب فی میم مثلا لتخصیصة فی قوله: «و فیمن یشاء باء یعذب». الثانی: یجوز فی المدغم إذا جاء بعد اللین نحو: حَیْثُ شِئْتُمْ*، و (القول لعلكم) ما یجوز فیه إذا جاء بعد حرف المد نحو (الرحیم ملك)، و قول الجعبری: لم أقف علی نص فی اللین و المفهوم من القصید القصر قصور. قال المحقق: و العارض المشدد نحو اللَّیْلَ لِباساً*، كَیْفَ فَعَلَ*، اللَّیْلُ رَأی، بِالْخَیْرِ لَقُضِیَ عند أبی عمرو فی الإدغام الكبیر هذه الثلاثة الأوجه سائغة فیه كما تقدم آنفا فی العارض، و الجمهور علی القصر و ممن نقل فیه المد و التوسط الأستاذ أبو عبد اللّه بن القصاع.
و قوله تقدم هو قوله: و أما الساكن العارض غیر المشدد فنحو اللَّیْلِ* و الْمَیْلِ و الْمَیِّتِ* و الْحُسْنَیَیْنِ و الْخَوْفِ* و الْمَوْتِ* و الطَّوْلِ* حالة الوقف بالسكون، او الإشمام فیما یسوغ فیه فقد حكی فیه الشاطبی و غیره من أئمة الأداء ثلاثة مذاهب: الإشباع و التوسط و القصر، و قوله: و المفهوم من القصید القصر غیر مسلم بل نقول المفهوم منه الثلاثة من قوله:
و عند سكون الوقف للكلّ اعملاو عنهم سقوط المدّ فیه
______________________________
(1) تنبیه: الإدغام هنا للسوسی فقط، و إذا وقع قبل الحرف المدغم ساكن صحیح نحو و نحن نسبح جاز فیه وجهان، الأول: الإدغام المحض، الثانی: الاختلاس، قال الشاطبی:
و إدغام حرف قبله صحّ ساكن‌عسیر و بالإخفاء طبق مفصلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 74
البیت فتحصل من كلامه أن حرف اللین إذا جاء قبل الساكن العارض للوقف، و لم یكن ذلك الساكن همزا ففیه لكل القراء ثلاثة أوجه، و إن كان همزا فهو كذلك عند الكل إلا ورشا فله فیه وجهان: المد، و التوسط، لأن مده فیه لأجل الهمز لا للسكون، و لا فرق بین سكون الوقف و الإدغام عند الشاطبی و غیره. فإن قلت: ما فائدة التخصص فی قوله: و عند سكون الوقف، و لعله أراد الاحتراز عن سكون الإدغام. قلت: احترز عن الوقف بالروم فإنه لا مد فیه لانعدام سبب المد، و قد صرح الجعبری بذلك فی شرحه حیث قال: و احترز بسكون الوقف عن رومه إذ لا اجتماع فیه.
الثالث: عددنا من المدغم أنه هو لأنه المعروف المقروء به، و كذا جمیع ما ماثله و هو خمسة و تسعون موضعا نحو جاوَزَهُ هُوَ، لِعِبادَتِهِ هَلْ لالتقاء المثلین خطا و لأن الصلة عبارة عن إشباع حركة الهاء تقویة لها فلم یكن لها استقلال، و لهذا تحذف للساكن فلم یعتد بها، و قد صح إدغامه نصّا عن الیزیدی عن أبی عمرو فی قوله: إِلهَهُ هَواهُ* و إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ*.
و قال القیس:
و قد أدغموا هاء الضمیر بمثله‌و ما زید للتكثیر قیل كلا فصل و قد ذكر الدانی عن ابن مجاهد أنه كان یختار عدم الإدغام فی هذا الضرب و ذكر حجته ثم بین فسادها.
54- لَكَبِیرَةٌ إِلَّا* لا یخفی ما فیه من ترقیق و نقل و سكت.
55- شَیْئاً* إذا وقف علیه لحمزة فیه وجهان: نقل حركة الهمزة إلی الیاء فتصیر یاء مفتوحة بعدها ألف، و الثانی: تشدید الیاء، و سكت حمزة إن وصل، و مد ورش و توسطه مسلما مما لا یخفی.
56- یُقْبَلُ* قرأ المكی و البصری هنا بالتأنیث لتأنیث شفاعة، و الباقون بالتذكیر؛ لأنه غیر حقیقی التأنیث، و خرج بقید هنا الثانیة «1» و هی
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر، و أبو عمرو بتاء التأنیث هكذا (و لا تقبل منها شفاعة) و قرأ الباقون-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 75
(و لا یقبل منها عدل) فإنه متفق علی قراءته بالتذكیر لإسناده إلی عدل.
57- نِساءَكُمْ* إذا وقف علیه فیه لحمزة وجهان تسهیل همزه مع المد و القصر، و ما ذكر فیه غیر هذا ضعیف لا یقرأ به.
58- واعَدْنا* قرأ البصری بحذف الألف بعد الواو، و الباقون بإثباته.
59- بارِئِكُمْ* معا قرأ البصری بإسكان كسرة همزه طلبا للتخفیف عند اجتماع ثلاث حركات، و أحری إن تماثلت كیأمرهم و هی لغة بنی أسد و تمیم، و إذا جاز إسكان حرف الإعراب و إذهابه فی الإدغام فإسكانه و إبقاؤه أولی، و زاد عنه الدوری اختلاسها؛ و هو الإتیان بأكثر الحركة، و جری العمل بتقدیمه، و الباقون بالكسرة التامة، و لا یبدله السوسی.
و قوله فی باب الهمز المفرد: «و قال ابن غلبون بیاء تبدلا» یشیر به لقول أبی الحسن طاهر بن غلبون فی تذكرته، و كذا أیضا السوسی بترك همز بارئكم فی الموضعین لا یقرأ به لأنه ضعیف و قد انفرد به ابن غلبون، و نقله المحقق، و قال: إنه غیر مرضی لأن إسكان هذه الهمزة عارض تخفیفا فلا یعتد به، و إذا كان الساكن اللازم حالة الجزم و البناء لا یعتد به فهذا أولی، و أیضا فلو اعتد بسكونها و أجریت مجری اللازم كان إبدالها مخالفا لأصل أبی عمرو، و ذلك أنه یشتبه بأن یكون من البری و هو التراب، و هو قد همز مؤصدة و لم یخفها من أجل ذلك ما أصالة السكون فیها فكان الهمز فی هذا أولی و هو الصواب، و یرشحه أنا لو وقفنا علی ما آخره همزة متحركة نحو أنشأ و یستهزئ و امرؤ و سكنت للوقف فهی محققة فی مذهب من یبدل الهمزة الساكنة لعروض السكون، و هذا مما لا خلاف فیه. و من قال فیه بالإبدال خطئوه فإن وقف علیه لحمزة و لا وقف علیهما.
______________________________
- بیاء التذكیر هكذا وَ لا یُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ كحفص، قال الشاطبی:
و یقبل الأولی أنثو دون حاجز
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 76
و قیل علی الثانی كاف ففیه وجه واحد و هو تسهیل همزة بین بین و إبداله یاء محضة ضعیف لا یقرأ به. «1»
60- وَ ظَلَّلْنا* غلظ ورش لامه الأولی لأن ما قبله ظاء لا ضاد و ظلمونا مثله.
61- یغفر* قرأ نافع بضم الیاء و فتح الفاء و الشامی مثله إلا أنه یجعل موضع التحتیة تاء فوقیة، و الباقون بنون مفتوحة مع كسر الفاء و لا خلاف بینهم هنا أن خطایاكم علی وزن قضایاكم.
62- قِیلَ* تقدم قریبا.
63- اثْنَتا* لا إمالة فیه.
64- مُفْسِدِینَ* تام و قیل كاف فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع عند الأكثرین.

الممال‌

(موسی كلمه) و مُوسَی الْكِتابَ* إن وقف علیه، السَّلْوی* لهم و بصری بارِئِكُمْ* معا لدوری علیّ، نَرَی اللَّهَ إن وقف علی نری لهم و بصری، و إن وصل فأمال السوسی الراء بخلف عنه، و یتفرع الإمالة فی اسم الجلالة تغلیظ اللام و ترقیقها لعدم وجود الكسر الخالص و الفتح الخالص فله ثلاثة أوجه: فتح الراء مع التفخیم و إمالة الراء معه و مع الترقیق، و هذا بخلاف ما إذا رققت الراء لورش قبل اسم الجلالة نحو أَ فَغَیْرَ اللَّهِ أَبْتَغِی وَ لَذِكْرُ اللَّهِ و یُبَشِّرُ اللَّهُ فلا یجوز فی اسم الجلالة إلا التفخیم لوقوعها بعد ضمة أو فتحة خالصة، و لا عبرة بترقیق الراء، و قد جزم به المحقق و نقله عن غیر واحد و هو ظاهر و به قرأنا علی جمیع شیوخنا و به نأخذ.
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و إسكان بارئكم و یأمركم له‌و یأمرهم أیضا و تأمرهم تلا
و ینصركم أیضا و یشعركم و كم‌جلیل عن الدّوری مختلسا جلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 77

تنبیه:

أجمعوا علی الفتح إذا حذفت الألف أصالة نحو أَ وَ لَمْ یَرَ الَّذِینَ، أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسانُ خَطایاكُمْ* لورش و علی اسْتَسْقی لهم.

المدغم‌

اتَّخَذْتُمُ* أظهر داله علی الأصل المكی و حفص و أدغمه الباقون فی التاء للتقارب فی المخرج و الاشتراك فی بعض الصفات، نَغْفِرْ لَكُمْ*، لبصری بخلف عن الدوری، «1» وَ یَسْتَحْیُونَ نِساءَكُمْ*، مِنْ بَعْدِ ذلِكَ* إِنَّهُ هُوَ*، نُؤْمِنَ لَكَ*، حَیْثُ شِئْتُمْ*، قِیلَ لَهُمْ*.
65- مِصْراً لا خلاف «2» فی تفخیم رائه لحرف الاستعلاء.
66- سَأَلْتُمْ إن وقف علیه لحمزة فیه وجه واحد و هو التسهیل، و غیرها هذا ضعیف.
67- عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ* قرأ البصری بكسر الهاء و المیم، و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم. «3»
68- وَ باؤُ* اجتمع فیه لورش مد التمكین و مد البدل، فإذا قرأت فی الثانی بالطویل فسوّ بین المدّین، و إذا قرأت بالتوسط فراع التفاوت الذی بینهما و لا تكن من الغافلین.
69- النَّبِیِّینَ* قرأ نافع بالهمز، و الباقون یبدلون الهمزة یاء و یدغمون الیاء الساكنة قبلها فیها فیصیر اللفظ بیاء مشددة، و ما لورش فیه
______________________________
(1) نَغْفِرْ لَكُمْ* هو من الصغیر و قد أدغم الراء فی اللام أبو عمرو بخلف عن الدوری.
(2) و لا خلاف هنا فی مِصْراً أی أن كل القراء یقرءون بتفخیم الراء، لأن الفاصل بین الكسر و الراء حرف استعلاء.
(3) قرأ أبو عمرو وحده بكسر الهاء و المیم وصلا، و قرأ الباقون بكسر الهاء و ضم المیم وصلا، و كلهم یقفون بكسر الهاء و إسكان المیم سوی حمزة فإنه یقف بضم الهاء، و إسكان المیم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 78
لا یخفی.
70- عَصَوْا وَ كانُوا* لا خلاف بینهم فی إدغام أول المثلین الساكن فی الثانی و لا یضرنا عدم اتصالهما خطّا.
71- وَ الصَّابِئِینَ* قرأ نافع بلا همز علی وزن داعین، و الباقون بزیادة همزة مكسورة بعد الباء.
72- قِرَدَةً* رقق ورش راءه.
73- خاسِئِینَ* فیه إن وقف علیه لحمزة وجهان: تسهیل همزة بین بین، و حذفها و هو المختار عن الآخذین باتباع الرسم، و حكی فیها وجه ثالث و هو إبدال الهمزة یاء و هو ضعیف و لا یخفی ما فیه لورش وقفا و وصلا.
74- یَأْمُرُكُمْ* قرأ البصری بإسكان ضمة الراء، و زاد عنه الدوری اختلاسها، و الباقون بالحركة الكاملة، و أبدل الهمزة ألفا ورش و السوسی.
75- هُزُواً* قرأ حفص بالواو و موضع الهمزة و الباقون بالهمزة و حمزة بإسكان الزای و هی لغة تمیم و أسد و قیس، و الباقون بالضم، فإن وقفت علیه ففیه لحمزة وجهان: أحدهما و هو المقدم فی الأداء النقل علی القیاس المطرد من نقل حركة الهمزة إلی الساكن قبلها و إسقاطها.
الثانی: إبدال الهمزة واوا مع إسكان الزای علی اتباع الرسم، و أما تسهیل همزه بین بین و كذا تشدید الزای و كذا ضم الزای مع إبدال الهمزة واوا فكله ضعیف.
76- تُؤْمَرُونَ* أبدل همزه واوا وصلا و وقفا ورش و سوسی، و وقفا حمزة. «1»
______________________________
(1) أی قرأ ورش و السوسی فی الحالین الوصل و الوقف هكذا تُؤْمَرُونَ*، و قرأ مثلهم حمزة فی حالة الوقف فقط.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 79
77- لا شِیَةَ هو بالیاء و قراءته بالهمز لحن.
78- قالُوا* إذا كان قبل لام التعریف المنقول إلیها حركة الهمزة حرف من حروف المد نحو و إذا الأرض، و أولی الأمر، و أنكحوا الأیامی فلا خلاف بین أئمة القراء فی حذف حرف المد لفظا، و لا یقال إن حرف المد إنما حذف للسكون و هو قد زال فی قراءة من قرأ بالنقل لأنا نقول التحریك فی ذلك عارض فلا یعتد به و بعض من لا علم عنده یثبت حرف المد فی مثل هذا حال النقل و هو خطأ فی القراءة و إن كان یجوز فی العربیة، و كذلك إذا كان قبل لام التعریف ساكن نحو فمن یستمع الآن بل الإنسان لم یجز رد الساكن حال النقل لعروض الحركة.
79- جِئْتَ* و فَادَّارَأْتُمْ اختص بإبدالهما السوسی.
80- فَهِیَ* قرأ قالون و بصری و علی بإسكان الهاء، و الباقون بالكسر.
81- الْماءُ* فیه لحمزة و هشام لدی الوقف خمسة أوجه: البدل مع المد و التوسط و القصر، و روم الحركة و تسهیل الهمزة مع المد و القصر.
82- تَعْمَلُونَ «1»* أَ فَتَطْمَعُونَ قرأ المكی یعملون بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب و علیه فهو تام و علی الأول فهو كاف و هو فاصلة منتهی الحزب الأول اتفاقا.

الممال‌

یا مُوسی* و مُوسی* وَ النَّصاری* وَ الْمَوْتی لهم و بصری أَدْنی* لهم شاء لحمزة و ابن ذكوان قَسْوَةً لعلی إن وقف.

المدغم‌

مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِیَ، و لا یدغم قاف میثاقكم فی كافه عملا بقوله: و میثاقكم أظهر
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر یَعْمَلُونَ*، أی بیاء الغیب، و قرأ الباقون تَعْمَلُونَ*، أی بتاء الخطاب قال الشاطبی: و بالغیب عمّا تعملون هنا دنا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 80
83- عَقَلُوهُ حكم المكی فیه ظاهر.
84- خلا واوی لا یمال.
85- بَلی* قال الدانی فی كتاب الوقف و الابتداء له: الوقف علی بلی كاف فی جمیع القرآن لأنه رد للنفی الذی تقدمه هذا ما لم یتصل به قسم كقوله: قالُوا بَلی وَ رَبِّنا* و قُلْ بَلی وَ رَبِّی* فإنه لا یوقف علیه دونه.
و قد جاءت فی القرآن فی اثنتین و عشرین موضعا فی ثمانی عشرة سورة، و قد أطال العلماء الكلام فیها حتی أفردوها مع كلا بالتألیف، و لیس هذا محل استقصاء القول فیها إذ غرضنا فی هذا الكتاب الإیجاز و الاختصار دون الإطناب و الإكثار لكی تخف إن شاء اللّه مناولته، و تقرب إن شاء فائدته و تعم إن شاء اللّه منفعته و اللّه الموفق.
86- خَطِیئَتُهُ قرأ نافع بزیادة ألف بعد الهمزة جمع سلامة بمعنی الكبائر الموبقة، و الباقون بالتوحید بمعنی الكفر و هو واحد، «1»، و لورش فیه الثلاثة و تحریرها مع بلی جلی.
87- لا تَعْبُدُونَ قرأ الأخوان و مكی بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب.
88- حُسْناً* قرأ الأخوان بفتح الحاء و السین و الباقون بضم الحاء و سكون السین.
89- تَظاهَرُونَ* قرأ الكوفیون بتخفیف الظاء علی حذف إحدی التاءین مبالغة فی التخفیف، و الباقون بتشدیدها.
90- أسری* قرأ حمزة بفتح همزة و سكون السین و حذف الألف
______________________________
(1) قرأ نافع هكذا (خطیآته) بالجمع، و قرأ الباقون خَطِیئَتُهُ بالإفراد، قال الشاطبی:
خطیئته التوحید عن غیر نافع.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 81
بعدها علی وزن «قتلی»، و الباقون بضم الهمزة و فتح السین و ألف بعدها «كسكاری». «1»
91- تُفادُوهُمْ «2» قرأ نافع و عاصم و علی بضم التاء و فتح الفاء و ألف بعدها، و الباقون بفتح التاء و سكون الفاء و حذف الألف، و كیفیة قراءة هذه الآیة من قوله تعالی: وَ إِنْ یَأْتُوكُمْ إلی قوله إِخْراجُهُمْ و الوقف علیه كاف أن تبدأ بقالون بإدغام نون و إن فی یاء یأتوكم بغنة، و إثبات همزة یأتوكم و إسكان المیم و أساری كفعالی مع فتح رائه و ضم تاء تفادوهم مع الألف و إسكان هاء و هو و تفخیم راء إخراجهم و لا یندرج معه أحد لتخلف خلف فی نون و إن، و ورش و سوسی و مكی فی یأتوكم، و الأخوین و دوری فی أساری و شامی فی تفادوهم، و عاصم فی و هو، ثم تعطف عاصما بضم هاء و هو ثم الشامی بفتح تاء تفادوهم و إسكان فائه و ضم هاء هو ثم الدوری و علیّا بإمالة راء أساری و یتخلف علی فی تفادوهم فتعطفه بعده ثم خلادا بقراءة أسری كقتلی و إمالة رائه و تفدوهم بفتح فسكون و ضم هاء و هو ثم تكمل ما بقی لقالون و هو ضم المیم مع عدم المد و یندرج معه المكی إلا أنه یتخلف فی تفدوهم فتعطفه بفتح فسكون و ضم هاء و هو ثم مع المد ثم تأتی بورش بإبدال همزة یأتوكم و ضم المیم و المد و أساری كفعالی مع تقلیل رائه و تفادوهم بضم ففتح و ضم هاء و هو، و ترقیق راء إخراجهم و لا یمنع من ذلك الخاء و إن كان من حروف الاستعلاء لضعفها بالهمس ثم السوسی بالبدل و سكون المیم، و أساری كفعالی مع إمالة رائه، و تفدوهم بفتح فسكون و إسكان الهاء ثم خلفا بإدغام نون و إن یأتوكم من غیر غنة مع عدم السكت علی میم یأتوكم و علیكم ثم مع السكت مع
______________________________
(1) قرأ حمزة هكذا أَسْری*، و قرأ الباقون هكذا أُساری، قال الشاطبی:
و حمزة أسری فی أساری
(2) قال الشاطبی: و ضمّهم تفادوهم و المدّ إذ راق نفلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 82
ما تقدم لخلاد فی أسری و تفدوهم و هو و إنما ذكرت هذه الآیة حكما و إضاعة لعسرها علی كثیر من الناس و اللّه أعلم.
92- یعملون أولئك- قرأ الحرمیان و شعبة بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب. «1»
93- الْقُدُسِ* قرأ المكی بإسكان الدال، و الباقون بالضم لغتان «2».
94- بِئْسَمَا* هذه متصلة و أبدل الهمزة یاء ورش و السوسی، و الباقون بالهمز و لم یبدل ورش همزة وقعت عینا إلا فی بئس و البئر و الذئب و حقق ما سوی ذلك.
95- یُنَزِّلَ* قرأ المكی و البصری بتخفیف الزای و إسكان النون، و الباقون بالتشدید، و فتح النون «3».
96- قِیلَ* قرأ هشام و علی بالإشمام، و الباقون بالكسر.
97- وَ هُوَ* لا یخفی.
98- فَلِمَ* إن وقف علیه و لیس بمحل وقف فالبزی بخلف عنه یزید هاء سكت بعد المیم، و الباقون یقفون علی المیم اتباعا للرسم.
99- أَنْبِیاءَ* قرأ نافع بالهمز قبل الألف، و الباقون بالیاء بدلا من الهمزة، و لا إدغام فیه إذ لیس قبله یاء ساكنة، و هذا بخلاف المفرد و هو النبی منكرا و معروفا و جمع السلامة نحو النبیین فلا بد من الإدغام بعد الإبدال كما تقدم و هم علی أصولهم فی المد.
______________________________
(1) قرأ الباقون هكذا تَعْمَلُونَ أُولئِكَ قال الشاطبی: و غیبك فی الثّانی إلی صفوه دلا
(2) قال الشاطبی:
و حیث أتاك القدس إسكان داله‌دواء و للباقین بالضّمّ أرسلا
(3) قال الشاطبی:
و ینزل خفّفه و تنزیل مثله‌و ننزل حقّ و هو فی الحجر ثقلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 83
100- مُؤْمِنِینَ* إبداله لا یخفی تام، و قیل كاف فاصلة و منتهی الربع بلا خلاف.

الممال‌

مَعْدُودَةً* لعلی إن وقف (بلی و الیتامی و تهوی) لهم (النار و دیاركم و دیارهم و الكافرین) لهما و دوری (القربی و أسری و الدنیا) معا و مُوسَی الْكِتابَ* و عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ* لدی الوقف علی موسی و عیسی لهم بصری للناس للدوری جاء الثلاثة لابن ذكوان و حمزة.

تنبیه:

قُرْبی* و دنیا* و مُوسی* فعلی بضم الفاء و قد تقدم أن البصری یمیل فعلی مثلث الفاء، و یعرف وزنه بأصالة الحرف الأول و قد جمع القیسی ما جاء فی القرآن من لفظ «فعلی» بضم الفاء فقال:
یا سائلا عن لفظ فعلی فهاكه‌فأوّلها الدّنیا ابتلاء إلی البشر إلی آخر الأربعة عشر بیتا، و قد نظمت ذلك فی أخصر من ذلك بكثیر مع التصریح بأن فعلی بالضم، و زیادة موسی فقلت:
فعلی بضمّ أخری و زلفی قربی‌وسطی و حسنی ثمّ وثقی طوبی
أولی و أنثی ثمّ قصوی مثلی‌موسی و كبری ثمّ عسری سفلی
رؤیا و علیا ثمّ عقبی یسری‌سوأی و رجعی ثمّ دنیا شوری و أما عیسی فإنه فعلی بكسر الفاء، و جمیع ما جاء منه فی القرآن أشار إلیه القیسی بقوله:
فهاك بفتح الفاء هاك بكسرهافمن تلك إحدی عوا نظامی و اسمعوا
و من ذلك الشّعری و ذكری جمعتهاو تلك لمن یخشی المهیمن تنفع
و سیمی و ضیزی ثمّ عیس بعیدةو فی نحونا البصری ذا القول یمنع
یقولون عیس فیعل ثمّ مفعل‌بموسی و للقرّاء فعلی له ارجعوا
و قول عن الكوفی فی كقول ذوی الأداءو قول كما البصری فی العلم فارتعوا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 84
انتهی، و قد نظمت ما جاء من لفظ فعلی بكسر الفاء فقلت:
فعلی بكسر إحدی سیمی شعری‌ضیزی و عیس عند بعض ذكری

المدغم‌

اتَّخَذْتُمُ* لنافع و بصری و شامی و شعبة و الأخوین یَفْعَلُ ذلِكَ* لا خلاف بینهم فی إظهار اللام، لأن شرط المدغم أن یكون مجزوما و هذا مرفوع.
یَعْلَمُ ما* الْكِتابَ بِأَیْدِیهِمْ إِسْرائِیلَ لا الزَّكاةَ ثُمَ علی أحد الوجهین فیه عملا بقوله:
و فی أحرف وجهان عنه تهلّلافمع حمّلوا التوراة ثمّ الزّكاة قل و الوجه الآخر الإظهار، و علیه فلا یعدّ، قیل لهم، و لا إدغام فی میثاقكم لعدم الشرط.
101- فِی قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ قرأ البصری بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم «1».
102- بئس ما* تقدم إلا أن هذا مفصول رسما علی أحد الوجهین «2».
103- یَأْمُرُكُمْ* قرأ ورش و السوسی بالبدل، و الباقون بالهمز و البصری بإسكان الراء، و زاد الدوری عنه اختلاسها، و الباقون بالضم.
104- مُؤْمِنِینَ* لا یخفی.
105- لِجِبْرِیلَ و جِبْرِیلَ* «3» قرأ نافع و البصری و الشامی
______________________________
(1) و أما عند الوقف فكلهم یكسرون الهاء و یسكنون المیم.
(2) بِئْسَمَا* قرأ ورش، و السوسی بإبدال الهمزة وصلا و وقفا، و كذا حمزة عند الوقف.
(3) قال الشاطبی:
و جبریل فتح الجیم و الراء و بعدهاو عی همزة مكسورة صحبة و لا
بحیث أتی و الیاء یحذف شعبةو مكیهم فی الجیم بالفتح و كلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 85
و حفص بكسر الجیم و الراء بلا همز كقندیل، و هی لغة أهل الحجاز و المكی مثلهم إلا أنه بفتح الجیم، و شعبة بفتح الجیم و الراء و همزة مكسورة و الأخوان مثله إلا أنهما یزیدان یاء تحتیة بعد الهمز.
106- (و میكائیل) قرأ نافع بهمزة مكسورة بعد الألف من غیر یاء، و حفص و البصری من غیر همز و لا یاء كمیزان، و الباقون بالهمز و الیاء.
107- وَ لكِنَّ الشَّیاطِینَ قرأ الشامی و الأخوان و لكن بتخفیف النون و إسكانها و كسرها وصلا للساكنین، و الشیاطین بالرفع مبتدأ، و الباقون بتشدید لكن و فتحها، و نصب الشیاطین بها.
108- أَنْ یُنَزَّلَ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای «1».
109- یَشاءُ* یوقف علیه لحمزة و هشام بإبدال الهمزة ألفا مع المد و التوسط و القصر و تسهیلها بین بین بروم حركتها مع المد و القصر.
110- الْعَظِیمِ* تام و فاصلة و منتهی النصف اتفاقا.

الممال‌

جاءَ* معا لابن ذكوان و حمزة (موسی و بشری و اشتراه) لهم، و بصری النَّاسِ* معا لدوری، وَ هُدیً* لدی الوقف لهم، لِلْكافِرِینَ* معا لهما و دوری «2».

المدغم‌

وَ لَقَدْ جاءَكُمْ* لبصری و هشام و الأخوین اتَّخَذْتُمُ* أدغمه غیر
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و ینزل خفّفه و تنزل مثله‌و ننزل حق و هو فی الحجر ثقلا
(2) بُشْری* و اشْتَراهُ* بالإمالة لأبی عمرو و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو. لِلْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 86
المكی و حفص بِالْبَیِّناتِ ثُمَّ*، الْعَظِیمِ* «1» 111- ما نَنْسَخْ قرأ الشامی بضم النون الأولی و كسر السین، و الباقون بفتحهما «2» 112- نُنْسِها قرأ المكی و بصری بفتح النون و السین و همزة ساكنة بین السین و الهاء و لا یبدلها السوسی إذ قد اجتمع من روی البدل عن السوسی علی استثناء خمس عشرة كلمة فی خمسة و ثلاثین موضعا أولها أنبئهم، و هذه الثانیة، و یأتی بقیتها فی مواضعها إن شاء اللّه تعالی، و الباقون بضم النون و كسر السین من غیر همز. «3»
113- أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ‌ءٍ قَدِیرٌ لخلف فی مثل أ لم تعلم أن وجهان: السكت و عدمه، و فی شی‌ء و نحو الأرض السكت فقط، و لخلاد فی الأول عدم السكت فقط، و فی الثانی وجهان: فمحل الاتفاق عند كل واحد منهما محل الخلاف عند الآخر، و قد نظم ذلك بعضهم فقال:
و شی‌ء وال بالسّكت عن خلف بلاخلاف و فی المفصول خلف تقبّلا
و خلّادهم بالخلف فی أل و شیئه‌و لا سكت فی المفصول عنه فحصّلا و حكم ورش جلی وراء قدیر مرقق وقفا للجمیع.
114- وَ الْأَرْضِ* فیه لحمزة فی الوقف وجهان التحقیق مع السكت، و الثانی النقل، و تقدم أن التحقیق من غیر سكت ضعیف.
115- بِأَمْرِهِ* «4» فی همزه لحمزة لدی الوقف التحقیق و إبداله یاء،
______________________________
(1) وَ لَقَدْ جاءَكُمْ* من باب الإدغام الصغیر لأبی عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی، و كذلك اتَّخَذْتُمُ* أدغمه غیر ابن كثیر و حفص.
أما بِالْبَیِّناتِ ثُمَّ* فهی من باب الإدغام الكبیر و هو للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع 86 المدغم ..... ص : 85
(2) قال الشاطبی: و ننسخ به ضمّ و كسر كفی
(3) قال الشاطبی: و ننسها مثله من غیر همز ذكت إلی
(4) بِأَمْرِهِ* من الملاحظ هنا أن لحمزة عند الوقف وجهان، الأول: التحقیق.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 87
و لا خلاف فی الوقف علیه بالسكون، لأنه الأصل، و أما الروم فیجری علی الخلاف فی جواز الإشارة فی الضمیر، و حاصله أنهم اختلفوا فی جواز الإشارة بالروم فی الضمیر المكسور كهذا، و بالروم و الإشمام فی المضموم نحو سفه نفسه، فذهب كثیر كصاحب الإرشاد إلی الجواز مطلقا و اختاره ابن مجاهد، و ذهب آخرون إلی المنع مطلقا قال الحافظ أبو عمرو:
و الوجهان جیدان، و ذهب جماعة من المحققین إلی التفصیل فمنعوا الإشارة فی الضمیر إذا كان قبله ضم نحو أمره، أو واو ساكنة نحو خُذُوهُ*، كسرة نحو به و بربه، أو یاء ساكنة نحو (فیه) و علیه، و أجازوا الإشارة فیه إذا لم یكن قبله ذلك نحو منه، و اجتباه، و أرجئه علی قراءة من سكن الهمزة، و لن یخلفه، و بهذا قطع مكی، و ابن شریح و الهمدانی و الحصری و غیرهم قال المحقق: و هو أعدل المذاهب عندی.

تنبیه:

و لا بد من حذف الصلة مع الروم كما تحذف مع السكون، و كذلك الیاء الزائدة فی نحو یسری* و الدَّاعِیَ عند من یثبتها فی الوصل فقط فإنها تحذف مع الروم كما تحذف مع السكون، و اللّه أعلم.
116- فَلَهُ أَجْرُهُ هو من باب المنفصل و حرف المد و إن لم یوجد خطّا فهو موجود لفظا.
117- شَیْ‌ءٍ* الأول جوز بعضهم الوقف علیه و الوقف علی الكتاب أكفی و أحسن و فیه حینئذ لحمزة و هشام أربعة أوجه:
الأول: نقل حركة الهمزة إلی الیاء ثم تسكن للوقف فیكون السكون الموجود فی الوصل، و الفرق بینهما أن الذی كان فی الوصل هو الذی بنیت الكلمة علیه، و الذی كان فی الوقف هو الذی عدل من الحركة إلیه، و لذلك
______________________________
- و الثانی: إبدال الهمز یاء فیصیر هكذا (بیمره) و الأصل فی الوقف علیه بالسكون.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 88
یجوز أن یشم أو یرام فیما یصح فیه ذلك.
الثانی: روم تلك الكسرة المنقول إلی الیاء؛ لأن الحركة المنقول من حرف حذف من نفس الكلمة كحركة الإعراب و البناء التی فی آخر الكلمة فیجوز فیها من الروم و الإشمام ما یجوز فیها بخلاف الحركة المنقولة من كلمة أخری نحو قُلْ أُوحِیَ، و حركة التقاء الساكنین نحو وَ قالَتِ اخْرُجْ وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ* و عَلَیْهِمُ الْقِتالُ*، فلا یجوز فیه وقفا سوی السكون عملا بالأصل.

فائدة:

لا بد من حذف التنوین من المنون حال الروم كحال السكون، و هی فائدة مهمة قل من تعرض لها من أئمتنا فعلیك بها، و یجوز إبدال الهمزة یاء إجراء للأصلی مجری الزائد ثم تدغم الیاء فی الیاء مع السكون و هو الوجه الثالث، أو مع الروم و هو الوجه الرابع فإن كان لفظ شی‌ء مرفوعا جاز مع كل مع النقل و الإدغام و الإشمام، و ذلك أنك تكرر الوجه مرتین لكن المرة الثانیة مصحوبة بإطباق الشفتین بعد الإسكان ففیه ستة أوجه و المنصوب فیه وجهان كما تقدم، و قد نظم جمیع ذلك العلامة ابن أم قاسم المعروف بالمرادی فی شرح باب وقف حمزة و هشام علی الهمز من الحرز فقال:
فی شی‌ء المرفوع ستّة أوجه‌نقل و إدغام بغیر منازع
و كلاهما معه ثلاثة أوجه‌و الحذف مندرج فلیس بسابع
و یجوز فی مجروره هذا سوی‌إشمامه فامنع لأمر مانع و قوله و الحذف مندرج أی إن وجه سكون الیاء علی تقدیرین إما أن تقول ثقلت الحركة إلی الیاء ثم سكنت للوقف أو حذفت الهمزة علی التخفیف الرسمی فبقیت الیاء ساكنة فاللفظ متحد، و أن السكون فیه علی القیاسی غیره علی الرسمی إذ هو علی القیاسی عارض للوقف، و علی الرسمی أصلی، و لذلك لا یتأتی فیه روم و لا إشمام، و وجه الإدغام مع السكون فیه صعوبة علی اللسان لاجتماع ساكنین فی الوقف غیر منفصلین كأنه حرف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 89
واحد فلا بد من إظهار التشدید فی اللفظ و تمكین ذلك حتی یظهر فی السمع التشدید نحو الوقف علی ولی و خفی، و ما لورش فیه من المد و التوسط مطلقا و ما لغیره من القصر وصلا و الثلاثة وقفا لا یخفی.
118- خائِفِینَ فیه لحمزة لدی الوقف تسهیل الهمزة مع المد و القصر إلغاء للعارض و اعتدادا به. «1»
119- لَهُمْ فِی الدُّنْیا خِزْیٌ وَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ* راجع ما تقدم فی آدم.
120- فَأَیْنَما تُوَلُّوا هذا مما كتب موصولا و فائدة معرفته للقارئ تظهر فی الوقف، فالمفصول یجوز الوقف علی الكلمة الأولی و الثانیة، و الموصول، لا یجوز إلا علی الثانیة.
و لما كان هذا و ما ماثله لا یصح الوقف علیه إلا لضرورة و الأصل عدمها لم نتعرض له كله، و أما قولهم یجوز الوقف علی مثل هذا اختبارا فعندی فی هذا نظر إذ یقال كیف یتعمد الوقف علی ما لا یجوز الوقف علیه لأجل الاختبار و هو ممكن من غیر وقف، بأن یقال للمختبر بفتح الیاء كیف تقف علی كذا؟ فإن وافق و إلا علم.
121- عَلِیمٌ وَ قالُوا قرأ الشامی بحذف الواو قبل القاف علی الاستئناف، و الباقون بإثباتها علی العطف، و هی محذوفة فی مصحف أهل الشام موجودة فیما عداه من المصاحف.
122- كُنْ فَیَكُونُ وَ قالَ قرأ الشامی بنصب نون فیكون، و الباقون بالرفع و ما أحسن ما قاله بعضهم ینبغی علی قراءة الرفع فی هذا و شبهه أن یوقف بالروم لیظهر اختلاف القراءتین فی اللفظ وصلا و وقفا «2».
______________________________
(1) سهل حمزة وحده عند الوقف همزة خائِفِینَ مع الالتزام بالمد و القصر، أی أن التسهیل فی حالتی المد و القصر عند الوقف.
(2) قال الشاطبی:
علیهم و قالوا الاولی سقوطهاو كن فیكون النّصب فی الرفع كفّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 90
123- وَ لا تُسْئَلُ قرأ نافع بفتح التاء، و إسكان اللام، و الباقون بضم التاء و اللام. «1»
124- یُنْصَرُونَ* تام و قیل كاف فاصلة و منتهی الربع بإجماع.

الممال‌

(موسی و نصاری و النصاری) «2» الثلاثة الدُّنْیا* لهم و بصری بلی، و سعی و قضی و ترضی و هدی اللّه لدی الوقف علی هدی و الهدی لهم جاءك بین.

المدغم‌

فَقَدْ ضَلَّ* لورش، و بصری و شامی و الأخوین.
تَبَیَّنَ لَهُمُ* كَذلِكَ قالَ* معا یَحْكُمُ بَیْنَهُمْ* أَظْلَمُ مِمَّنْ* یَقُولُ لَهُ* هُدَی اللَّهِ هُوَ* مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ* «3»

تنبیهات‌

الأول: جری فی كلامنا عدّ یحكم بینهم فی المدغم تبعا لهم و لیس هو إدغاما حقیقة إنما هو إخفاء مع غنة كما ذكره المحقق و نصه و المیم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفیفا لتوالی الحركات فتخفی إذ ذاك بغنة.
الثانی: تركنا عد واسع علیم لوجود المانع و هو التنوین. فإن قلت: لم
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و تسأل ضمّوا التّاء و اللّام حركوابرفع خلودا و هو من بعد نفی لا
(2) (نصاری و النصاری) بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
و لفظ مُوسی* و الدُّنْیا* بالتقلیل لأبی عمرو.
(3) من الملاحظ أن الإدغام فی فَقَدْ ضَلَّ* هو من باب الإدغام الصغیر لورش، و أبو عمرو، و ابن عامر، و حمزة، و الكسائی. و الإدغام فی تَبَیَّنَ لَهُمُ*، و كَذلِكَ قالَ*، یَحْكُمُ بَیْنَهُمْ*، أَظْلَمُ مِمَّنْ*، و یَقُولُ لَهُ*، الْعِلْمِ ما لَكَ* هو من باب الإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 91
اعتبروا الفصل بالتنوین، و لم یعتبروا الفصل بالصلة فی نحو إِنَّهُ هُوَ* فالجواب أن التنوین حاجز قوی جری مجری الأصول فی النقل و غیره فلم یجتمع معه المثلان، و فیه دلالة علی أمكنیة الكلمة فحذفه مخل بها بخلاف الصلة.
الثالث: لو وصلت البسملة بما ننسخ أدغمت میم الرحیم فی ما لمن مذهبه الإدغام كما یجب حذف همزة الوصل فی نحو (الرحیم اعلموا الرحیم القارعة).
125- إِبْراهِیمَ* قرأ هشام جمیع ما فی هذه السورة بألف بعد الهاء، و اختلف عن ابن ذكوان فقرأ بالألف كهشام، و قرأ بالیاء و هی قراءة الباقین. «1»
126- فَأَتَمَّهُنَ ما فیه التحقیق و التسهیل لحمزة إذا وقف لا یخفی.
127- عَهْدِی الظَّالِمِینَ قرأ حفص و حمزة بإسكان الیاء و تحذف لفظا لالتقاء الساكنین، و فتحها الباقون.
128- وَ اتَّخِذُوا* قرأ نافع و الشامی بفتح الخاء فعلا ماضیا، و الباقون بكسر الخاء علی الأمر. «2»
129- طَهِّرا ورش فیه علی أصله من ترقیق الراء لأجل الكسر و بعض أهل الأداء یفخمه من أجل ألف التثنیة و به قرأ الدانی علی أبی الحسن ابن غلبون، و المأخوذ به عند من قرأ بما فی التیسیر و نظمه الأول و مثله ساحران و تنتصران.
130- بَیْتِیَ* قرأ نافع و هشام و حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و فیها و فی نص النّساء ثلاثةأواخر إبراهام لاح و جملا
(2) قال الشاطبی: و و اتّخذوا بالفتح عمّ و أو إلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 92
131- السُّجُودِ* تام و قیل كاف و تجوز فیه الثلاثة مع السكون و الروم مع القصر و الدال من حروف القلقلة، «1» و هی علی مذهب الجمهور خمسة أحرف یجمعها قولك: «قطب جد» قال مكی: و إنما سمیت بذلك لظهور صوت یشبه النبرة عند الوقف و قال أبو عبد اللّه الفاسی: و إنما و صفت بذلك لأنها إذا وقف علیها تقلقل اللسان بها حتی یسمع له نبرة قویة.
و قال المحقق: و إنما سمیت بذلك لأنها إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغیرها فیحتاج إلی ظهور صوت یشبه النبرة حال سكونها فی الوقف و غیره، و قال شیخ شیخنا فی الأجوبة: و سمیت حروف القلقلة بذلك لأن صوتها یكاد یتبین به سكونها ما لم یخرج إلی شبه التحریك لشدة أمرها من قولهم قلقلة إذا حركه و إنما حصل لها ذلك لاتفاق كونها شدیدة مجهورة، و الجهر یمنع النفس أن یخرج معها و الشدة تمنع أن یجری معها صوتها، فلما اجتمع هذان الوصفان امتناع النفس معها و امتناع جری صوتها احتاجت إلی التكلف فی بیانها، و لذلك یحصل ما یحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتی یكاد یخرج إلی شبه تحریكها لقصد بیانها إذ لو لا ذلك لم تتبین؛ لأنه إذا امتنع النفس و الصوت تعذر بیانها ما لم تتكلف بإظهار أمرها علی الوجه المذكور انتهی.
فإذا هی صوت حادث عند خروج حروفها ساكنة لشدة لزومها لمواضعها و ضغطها فیها و لا یستطاع إظهارها بدون ذلك الصوت، و القاف أبینها صوتا و القلقلة فی المسكن فی الوقف أقوی من الساكن فی الوسط نحو خلقنا و أطوارا و أبوابا، و النجدین، و مددناها، و یقع الخطأ فیها كثیرا إما بتحركها أو الإتیان بها فی غیر حروفها، أو علی غیر وجهها و ما ذكرناه لك
______________________________
(1) و القلقلة لغة: الاضطراب، و اصطلاحا: اضطراب اللسان عند النطق بالحرف حتی یسمع له نبرة قویة، و حروفها «قطب جد»، و لها مراتب ثلاث، و لا یتسع المجال هنا لذكرها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 93
هو الحق، و هو الذی قرأنا به علی شیوخنا المحققین، و هم علی شیوخهم و هلم جرّا فأمسك یدك علیه و انبذ ما سواه من الأقوال الفاسدة التی هی محض تفقه و لا مستند لها كما رأینا ذلك من بعض الواردین علینا و اللّه یتولی حفظنا بفضله آمین.
132- الْآخِرَةِ* أما لحمزة فیه إذا وقف فقد تقدم، و أما لورش فما له فیه حالة وصله بما قبله فظاهر، و أما حالة الابتداء به فسیأتی فی موضع یصح الابتداء به، و أما هذا فیجری فیه ما فی آمنا قبله لأنها من باب واحد.
133- فَأُمَتِّعُهُ قرأ الشامی بإسكان المیم و تخفیف التاء، و الباقون بفتح المیم، و تشدید التاء.
134- وَ أَرِنا قرأ المكی و السوسی بإسكان الراء، و الدوری بإخفائه: أی اختلاس كسرته و الباقون بكسرة كاملة علی الأصل.
135- وَ وَصَّی «1» قرأ نافع و الشامی بهمزة مفتوحة صورتها ألف بین الواوین مع تخفیف الصاد، و كذلك هو فی مصحف المدینة و الشام، و الباقون بتشدید الصاد من غیر همزتین بین الواوین، و كذلك هو فی مصاحفهم.
136- شُهَداءَ إِذْ* قرأ الحرمیان و بصری بتحقیق الهمزة الأولی و تسهیل الثانیة بینها و بین الیاء، و الباقون بتحقیقهما.
137- وَ ما أُوتِیَ مُوسی وَ عِیسی وَ ما أُوتِیَ النَّبِیُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ حكم النبیون جلی، و كیفیة قراءتها لورش أن تأتی بالقصر فی أوتی معا و النبیئون مع الفتح فی موسی و عیسی، ثم بالتوسط مع التقلیل ثم بالطویل مع الفتح ثم مع التقلیل.
138- وَ هُوَ* معا مما لا یخفی.
______________________________
(1) قال الشاطبی: أوصی بوصیّ كما اعتلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 94
139- أم یقولون* قرأ الشامی و حفص و الأخوان بالتاء الفوقیة علی الخطاب، و الباقون بالیاء التحتیة علی الغیب. «1»
140- قُلْ أَ أَنْتُمْ قرأ قالون و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة و إدخال ألف بینهما، و ورش و مكی بالتسهیل من غیر إدخال، و لورش أیضا إبدالها ألفا فیجتمع مع سكون النون فیمد طویلا و هشام بالتحقیق و التسهیل كلاهما مع الإدخال، و الباقون بالتحقیق من غیر ألف، فلو وقف علیه و لیس بموضع وقف بل الوقف علی أم اللّه جاز فیه لحمزة خمسة أوجه:
الأول: عدم السكت علی اللام مع تسهیل الهمزة الثانیة.
و الثانی: كذلك مع تحقیقها.
و الثالث: السكت مع تسهیل الهمزة.
و الرابع: كذلك مع التحقیق.
و الخامس: النقل مع التسهیل و لا یجوز مع التحقیق؛ لأن من خفف الأولی فالثانیة أحری لأنها متوسطة صورة، و قد نظم ذلك شیخنا و تلقیته منه حال قراءتی علیه لكتاب النشر فقال:
أ فی قل أأنتم إن وقفت لحمزةخمس محرّرة تنصّ لنشرهم
فالنّقل بالتّحقیق لیس موافقاو تنافیا فالمنع منه بنصّهم و الحاصل أن فیها ستة أوجه حاصلة من ضرب ثلاثة النقل و السكت و عدمهما فی وجهی التحقیق و التسهیل؛ لأنه من باب المتوسط بزائد لدخول همزة الاستفهام علی همزة أنتم یمنع منها وجه واحد، و الخمسة جائزة فنبه الشیخ علی الممنوع خوفا من الوقوع فی الخطأ، و لم یذكر الجائز لظهوره، و فهم من قوله محررة أن ثم غیرها و هو كذلك إذ قیل فیها بإبدال الثانیة أیضا مع الثلاثة و حذف إحدی الهمزتین علی صورة اتباع الرسم مع الثلاثة أیضا
______________________________
(1) قرأ نافع و ابن كثیر و أبو عمرو و شعبة بیاء الغیبة، و قرأ الباقون بتاء الخطاب هكذا أَمْ تَقُولُونَ*، قال الشاطبی: و فی أم یقولون الخطاب كما علا شفا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 95
و لا یصح سوی الخمسة. «1»
141- كانُوا یَعْمَلُونَ* تام و فاصلة و منتهی الحزب الثانی بلا خلاف.

الممال‌

(ابتلی و مصلی) لدی الوقف و (وصی و اصطفی) لهم النَّاسِ* معا لدوری النار لهما و دوری الدُّنْیا* و نَصاری* معا و مُوسی* و عِیسَی* لهم و بصری. «2»

تنبیهات‌

الأول: إن قلت ذكرت فی الممال ابتلی و أصل فعله واوی، لأنك تقول إذا أسندت الفعل إلی المتكلم، أو المخاطب بلوت أی امتحنت و اختبرت، و ما كان كذلك لا إمالة فیه.
قلت: الواوی إذا زاد علی ثلاثة أحرف فإنه یصیر بتلك الزیادة یائیّا.
و ذلك كالزیادة فی الفعل بحروف المضارعة، و آلة التعدیة و غیره نحو یتلی و یدعی و تزكی و یرضی و تجلی و تدعی و زكاها و نجانا فأنجاه و اعتدی فتعالی اللّه و استعلی و من ذلك أفعل فی الأسماء نحو أدنی و أزكی و أعلی؛ لأن لفظ الماضی من ذلك كله تظهر فیه الیاء إذا ردیت الفعل إلی نفسك نحو:
زكیت، و أنجبت و ابتلیت.
الثانی: لا یتأتی التقلیل لورش فی مصلی إلا مع ترقیق اللام، و أما مع تفخیمه فلا یصح إذ الإمالة و التغلیظ ضدان لا یجتمعان، و هذا مما لا خلاف
______________________________
(1) و من الملاحظ فی أَ أَنْتُمْ* أنها مثل أَ أَنْذَرْتَهُمْ*، و أن لهشام وجهین فقط و هما:
الإدخال مع التسهیل و التحقیق.
(2) یلاحظ أن (ابتلی و مصلی) لدی الوقف، و (و صلی، و اصطفی)، و (موسی، و عیسی)، و الدُّنْیا* كله بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل أیضا لأبی عمرو و فی لفظ (موسی، و عیسی و الدنیا و الناس) بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
وَ النَّارُ بالإمالة لأبی عمرو، و دوری، و بالتقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 96
فیه، و التفخیم مقدّم فی الأداء.

المدغم‌

وَ إِذْ جَعَلْنَا لبصری و هشام كقال لإبراهیم مصلی إسماعیل ربنا قال له قالَ لِبَنِیهِ وَ نَحْنُ لَهُ* الأربعة «1» أَظْلَمُ مِمَّنْ*.

تنبیه:

لا إخفاء فی میم إبراهیم عند باء بنیه لعدم الشرط، و هو تحریك ما قبلها عملا بقوله:
و تسكن عنه المیم من قبل بائهاعلی إثر تحریك فتخفی تنزّلا و لا إدغام فی أ تحاجوننا إذ لم یدغم من المثلین فی كلمة إلا مناسككم و سلككم.
142- قِبْلَتِهِمُ الَّتِی قراءاتها الثلاث لا تخفی.
143- یَشاءُ إِلی* قرأ الحرمیان و البصری بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة بینها و بین الیاء، و عنهم إبدالها واوا محضة مكسورة، و الباقون بتحقیقهما.
144- صِراطٍ* قرأ قنبل بالسین و خلف بإشمام الصاد الزای، و الباقون بالصلة الخالصة.
145- لَرَؤُفٌ* قرأ الأخوان و البصری و شعبة بحذف الواو بعد الهمزة، و الباقون بإثباتها، و ثلاثة ورش فیه لا تخفی. «2»
146- عَمَّا یَعْمَلُونَ وَ لَئِنْ قرأ الأخوان و الشامی بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیبة و اتفقوا علی الخطاب فی عَمَّا تَعْمَلُونَ تِلْكَ أُمَّةٌ.
______________________________
(1) ورد اللفظ وَ نَحْنُ لَهُ* مركبا بهذه الكیفیة فی أربعة مواضع فی ربع و إذ ابتلی بالبقرة بالترتیب الآتی: وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* (133)، وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* (136)، وَ نَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (138)، وَ نَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139).
(2) قال الشاطبی: و رءوف قسر صحبته حلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 97
147- أَبْناءَهُمْ* تسهیل همزه مع المد و القصر لحمزة إن وقف لا یخفی.
148- مُوَلِّیها قرأ الشامی بفتح اللام و ألف بعدها، و الباقون بكسر اللام و یاء ساكنة بعدها.
149- عَمَّا تَعْمَلُونَ وَ مِنْ حَیْثُ خَرَجْتَ قرأ البصری بالیاء علی الغیبة، و الباقون بالتاء الفوقیة علی الخطاب. «1»
150- لئلا قرأ ورش بیاء خالصة مفتوحة بعد اللام الأولی، و الباقون بهمزة مفتوحة بعدها.
151- وَ اخْشَوْنِی یاؤه ثابتة وصلا و وقفا للجمیع.
152- فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ قرأ المكی بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان. «2»
153- لی مما اتفق علی إسكانه.
154- وَ لا تَكْفُرُونِ مما اتفق السبعة علی حذف یائه وصلا و وقفا.
155- الْمُهْتَدُونَ تام فی أنهی درجاته فاصلة اتفاقا و منتهی الربع لأكثرهم.

الممال‌

النَّاسِ* معا و بِالنَّاسِ* و لِلنَّاسِ* لدوری و لا هم و هُدَی اللَّهِ* إن وقفت علی هُدیً* و ترضاها لهم نَرَی* لهم و بصری جاءَ* لحمزة و ابن ذكوان حُجَّةٌ* و رَحْمَةٌ* لعلی إن وقف. «3»
______________________________
(1) عَمَّا تَعْمَلُونَ* مِنْ حَیْثُ خَرَجْتَ* قرأ أبو عمرو بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب قال الشاطبی: و فی یعملون الغیب حلّ
(2) قرأ المكی و هو ابن كثیر بفتح الیاء، و الیاء المقصودة هنا من فَاذْكُرُونِی هی یاء الإضافة فی حالة الوصل، و لكن الباقین قرءوا بإسكانها.
(3) الناس، و بالناس، و للناس بالإمالة لدوری أبی عمرو.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 98

المدغم‌

لِنَعْلَمَ مَنْ* فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبْلَةً الْكِتابَ بِكُلِ. «1»
156- وَ مَنْ تَطَوَّعَ قرأ الأخوان بالیاء التحتیة و تشدید الطاء و جزم العین بمن الشرطیة، و الباقون بالتاء و تخفیف الطاء و فتح العین فعل ماض.
157- الرِّیاحِ* قرأ الأخوان بحذف الألف بعد الیاء علی الإفراد، و الباقون بالألف علی الجمع.
158- و لو تری* قرأ نافع و الشامی بالتاء الفوقیة علی الخطاب، و الباقون بالیاء.
159- إِذْ یَرَوْنَ قرأ الشامی بضم الیاء، و الباقون بفتحها علی البناء للمفعول و الفاعل.
160- بِهِمُ الْأَسْبابُ و یُرِیهِمُ اللَّهُ جلی.
161- تَبَرَّؤُا* ما فیه لورش من القصر و التوسط و المد كذلك.
162- خُطُواتِ* قرأ نافع و البزی و بصری و شعبة و حمزة بإسكان الطاء، و الباقون بضمها لغتان: الأولی تمیمیة، و الثانیة حجازیة.
163- یَأْمُرُكُمْ* لا یخفی.
164- قبل* كذلك.
165- آباءَنا* و نداء تسهیل همزهما مع المد و القصر لحمزة إن وقف كذلك.
______________________________
- و نَرَی* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
و حُجَّةٌ* و رَحْمَةٌ* بالإمالة للكسائی وقفا قولا واحدا.
و جاءَ* أمالها ابن ذكوان و حمزة.
(1) یلاحظ هنا أن لِنَعْلَمَ مَنْ*، و فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبْلَةً، و الْكِتابَ بِكُلِ كله بالإدغام و هو من باب الإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 99
166- آباؤُهُمْ لا یَعْقِلُونَ شَیْئاً هذا مما اجتمع فیه باب آمنوا مع باب شی‌ء، و المتساهلون یقرءونه بستة أوجه من ضرب ثلاثة فی اثنین أو عكسه و الصحیح منها أربعة، فعلی القصر فی آباؤهم التوسط فی شیئا و علی التوسط فیه التوسط فی شیئا، و علی الطویل فیه التوسط و الطویل فی شیئا و هكذا كل ما ماثله، و كذا عكسه و هو إذا تقدم ذو اللین علی باب آمنوا نحو لَنْ یَضُرُّوا اللَّهَ شَیْئاً* یُرِیدُ اللَّهُ أَلَّا یَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِی الْآخِرَةِ فالتوسط فی حرف اللین علی الثلاثة فی باب آمنوا، و الطویل علیه الطویل فقط، و قد نظمت ذلك فقلت:
إذا جاءنی شی‌ء مع كان فأربع‌توسّط شی‌ء مع ثلاث به أجز
و تطویل شی‌ء مع طویل به فقطكذا عكسه فاعمل بتحریره تفز 167- الْمَیْتَةَ* اتفق السبعة علی قراءته هنا بإسكان الیاء.
168- فَمَنِ اضْطُرَّ* قرأ عاصم و البصری و حمزة بكسر النون علی أصل التقاء الساكنین، و الباقون بضمها طلبا للخفة، لأن الانتقال من كسر إلی ضم ثقیل، و الحائل بینهما غیر معتد به لضعفه بالسكون، و هذا حكم فی الوصل فإن ابتدئ فلا خلاف بینهم فی ضم همزة الوصل قال الدانی و غیره. «1»
169- الضَّلالَةَ* لامه مرقق للجمیع؛ لأن قبله ضادا.
170- بَعِیدٍ* تام و قیل كاف فاصلة و منتهی الربع إجماعا.

الممال‌

(الهدی و بالهدی) لهم (للناس و الناس) معا لدوری (فأحیا) لورش و علی یَرَی الَّذِینَ* لدی الوقف علی یری لهم و بصری و مع وصلها
______________________________
(1) و خلاصته أن أبا عمرو و عاصم و حمزة قرءوا بكسر النون و ضم الطاء، و الباقون بضم النون و الطاء، قال الشاطبی:
و ضمّك أولی السّاكنین لثالث‌یضمّ لزومها كسره فی ندحلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 100
بالذین ففیها عن السوسی طریقان الفتح كالجماعة و الإمالة و النهار و النار معا لهما، و دوری و الصفا واوی لأنك تقول فی تثنیته صفوان فلا إمالة فیه لأحد.

المدغم‌

إِذْ تَبَرَّأَ لبصری و هشام و الأخوین بَلْ نَتَّبِعُ* لعلی.
قِیلَ لَهُمْ* و الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ الْكِتابَ بِالْحَقِّ* «1» و لا إدغام فی جُناحَ عَلَیْهِ لخروجه بقوله:
فزحزح عن النّار الذی حاؤه مدغم 171- لَیْسَ الْبِرَّ* قرأ حمزة و حفص بنصب الراء، و الباقون بالرفع. «2»
172- وَ لكِنَّ الْبِرَّ* قرأ نافع و الشامی بتخفیف النون و كسرها و رفع البر، و الباقون بفتح النون مشددة و نصب راء البر. «3»
173- النَّبِیِّینَ* قرأ نافع بالهمزة، و الباقون بالیاء المشددة.
174- وَ آتَی الْمالَ الآیة لا تغفل عن تحریر طرق ورش و راجع ما تقدم فی أشباهه.
175- (البأساء و البأس) قرأ السوسی بالإبدال مطلقا و حمزة إن وقف، و لیس الأول موضع وقف، و الباقون بالهمز.
176- بِإِحْسانٍ* وقفة لحمزة لا یخفی.
177- مُوصٍ قرأ شعبة و الأخوان بفتح الواو و تشدید الصاد،
______________________________
(1) (إذا تبرأ) هی من باب الإدغام الصغیر و كذا بل نتبع للسوسی.
أما قِیلَ لَهُمْ* و الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ و الْكِتابَ بِالْحَقِّ* هو من باب الإدغام الكبیر لالتقاء المثلین مع تحریكهما، أی فی اللام و مثلها، و الباء و مثلها.
(2) قال الشاطبی: و رفعك لیس البرّ ینصب فی علا
(3) قال الشاطبی: و لكن خفیف و ارتفع البرّ عمّ فیهما
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 101
و الباقون بالتخفیف و سكون الواو. «1»
178- أَیَّامٍ أُخَرَ* حكمه وصلا و وقفا لو انفرد لا یخفی و حیث جاء قبله مثله و هو مریضا أو من أیام أخر، فلا بد من مراعاته فإذا قرأته بعدم السكت مع السكت، فالثانی كذلك و النقل و إذا قرأته بالسكت فالثانی كذلك و النقل، فالسكت، و عدمه مع عدمه، و النقل علیهما، لأنهما من بابین.
179- فدیة طعام مساكین «2» قرأ نافع و ابن ذكوان بحذف تنوین فدیة و جر طعام و جمع مساكین جمع تكسیر و فتح نونه بغیر تنوین، لأنه غیر منصرف و الباقون بتنوین فدیة و رفع طعام و إفراد مساكین و كسر نونه منونة، و خالفهم هشام فقرأ بجمع مسكین، و كیفیة قراءتها أن تبدأ أولا بنافع بالإضافة و الجمع و یندرج معه ابن ذكوان ثم تأتی بالمكی بالتنوین و الرفع و التوحید، و یندرج معه البصری و هشام و الكوفیون إلا أن السوسی یتخلف فی الإدغام و هشام فی مسكین فتعطف هشاما أولا لقربه ثم السوسی.
180- فَمَنْ تَطَوَّعَ قرأ الأخوان بالتحتیة و تشدید الطاء و إسكان العین، و الباقون بالفوقیة و تخفیف الطاء مع تشدید الواو و فتح العین.
181- فَهُوَ خَیْرٌ* حكمها ظاهر.
182- الْقُرْآنُ* قرأ المكی بنقل حركة الهمزة إلی الراء و حذف الهمزة وصلا و وقفا و حمزة وقفا لا وصلا، و الباقون بإثبات الهمزة و سكون
______________________________
(1) قرأ شعبة، و حمزة و الكسائی هكذا مُوصٍ أی بفتح الواو مع تشدید الصاد، و الباقون هكذا مُوصٍ بإسكان الواو و تخفیف الصاد، قال الشاطبی: و موص ثقّله صحّ شلشلا
(2) قال الشاطبی:
و فدیة نون و ارفع الخفض بعد فی‌طعام لدی غصن دنا و تذلّلا
مساكین مجموعا و لیس منوناو یفتح منه النّون عمّ و أبجلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 102
الراء، و لیس لورش فیه إلا القصر، لأن قبل الهمزة ساكنا صحیحا و هكذا كل ما جاء من لفظه.
183- وَ لِتُكْمِلُوا قرأ شعبة بفتح الكاف و تشدید المیم، و الباقون بإسكان الكاف و تخفیف المیم.
184- الدَّاعِ إِذا دَعانِ قرأ ورش و البصری بإثبات الیاء فی الداع و دعان فی الوصل دون الوقف، و اختلف عن قالون فی إثباتها فی الوصل فقطع له بالحذف جمهور المغاربة و بعض العراقیین و هو الذی فی التیسیر، و الكافی، و الهادی، و الهدایة، و التبصرة، و غیرها، و قطع له بالإثبات الإمامان الكبیران: أبو محمد عبد اللّه بن علی سبط الخیاط فی منهجه، و أبو العلاء الهمدانی فی غایته و غیرهما. قال المحقق. و الوجهان صحیحان إلا أن الحذف أكثر و أشهر.
فإن قلت: هل یؤخذ من كلامه الوجهان أو الحذف فقط؟ قلت:
الذی یظهر تبعا للجعبری و غیره أن الوجهین یؤخذان من كلامه، لأنه لو لم یرد ذكر الخلاف لسكت عنه كغیره من مواضع الخلاف فقوله و لیسا لقالون عن الغرّ فیه إشارة إلی أن الإثبات ورد عن قوم غیر مشهورین كشهرة من روی الحذف، و لهذا قید النفی بالغرّ و لم یطلقه و قرأ الباقون بالحذف مطلقا.
185- لی اتفقوا علی إسكان یائه.
186- وَ لْیُؤْمِنُوا بِی فتح یاء ورش و أسكنها الباقون.
187- وَ عَفا واوی لا إمالة فیه.
188- تَعْلَمُونَ* تام و فاصلة و منتهی الربع اتفاقا.

الممال‌

وَ آتَی* معا إن وقف علیه و الْیَتامی* و اعْتَدی* و هُدیً* لدی الوقف و الْهُدَی* و هَداكُمْ* لهم الْقُرْبی* «1» و الْقَتْلی لدی
______________________________
(1) یلاحظ أن الْیَتامی*، و اعْتَدی*، و الْهُدَی* و هَداكُمْ* و الْقُرْبی*-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 103
الوقف وَ الْأُنْثی بِالْأُنْثی لهم و بصری رَحْمَةٌ* لعلی إن وقف خاف لحمزة للناس معا و الناس لدوری.

المدغم‌

طَعامُ مِسْكِینٍ شَهْرُ رَمَضانَ یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الْمَساجِدِ تِلْكَ.

تنبیهات:

الأول: لا إدغام فی بعد ذلك لقوله:
و لم تدغم مفتوحة بعد ساكن‌بحرف بغیر التّاء و لا فی سَمِیعٌ عَلِیمٌ* «1» و فِدْیَةٌ طَعامُ لقوله:
إذا لم ینوّن الثانی: شَهْرُ رَمَضانَ من باب ما قبله ساكن صحیح و قد اضطرب فیه العلماء اضطرابا كثیرا فلنصدع بالحق و نترك التطویل بجلب الأقاویل فنقول: الذی قرأ به الإدغام المحض و هو الحق الذی لا مریة فیه و الصحیح الذی قامت الأدلة علیه، و قال المحقق: إنه الصحیح الثابت عند قدماء الأئمة من أهل الأداء، و النصوص مجمعة علیه.
و قال ابن الحاجب: أطبق علیه القراء، و قال فی النزهة:
و إن صحّ قبل السّاكن إدغام اغتفرلعارضه كالوقف أو أن تقدّرا
و من قال إخفاء فغیر محقّق‌إذ الحرف مقلوب و تشدیده یری و قد انتصر له جماعة من العلماء و علیه جری عمل المحققین من شیوخنا و شیوخهم مشرقا و مغربا، و المانعون له اختلفوا: فمنهم من قرأه بالإخفاء
______________________________
- وَ الْأُنْثی بِالْأُنْثی كله بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل أیضا لأبی عمرو فی الْقُرْبی* وَ الْأُنْثی بِالْأُنْثی.
(1) امتنع الإدغام فی دال بَعْدِ ذلِكَ* لوقوع الدال مفتوحة بعد ساكن، و لا فی عین سَمِیعٌ عَلِیمٌ* لوجود التنوین.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 104
و هو مذهب جماعة كثیرة من المتأخرین، و أبعد قوم فقالوا فیه بالإظهار، و هم إن ثبت لهم بغیر الإدغام المحض روایة فمسلم، و إن تركوه فرارا من الوقوع فی الجمع بین الساكنین علی غیر حده؛ لأن ذلك لا یجوز فی العربیة و هو المأخوذ من كلامهم لتعلیلهم به فغیر صحیح لأن هذا الأصل مختلف فیه فالمشهور عندهم أن حد اجتماع الساكنین أن یكون الأول حرف مد و لین، و الثانی مدغم فیه نحو فِیهِ هُدیً*، وَ لا تَیَمَّمُوا علی روایة البزی، لأن حرف المد و اللین، و إن كان ساكنا فإنه فی حكم المتحرك لأن ما فیه من المد قائم مقام الحركة و منهم من جعله كون الثانی مدغما فیه نحو شهر رمضان و هل تربصون، و منهم من قال أن یكون الأول حرف مد و لین نحو محیای فی قراءة الإسكان و لو سلّم أن النحویین اتفقوا علی الأول لم یمنعنا ذلك من القراءة بالإدغام المحض، لأن القراءة لا تتبع العربیة بل العربیة تتبع القراءة لأنها مسموعة من أفصح العرب بإجماع و هو نبینا- صلی اللّه علیه و سلّم- و من أصحابه و من بعدهم إلی أن فسدت الألسن بكثرة المولدین، و هم أیضا من أفصح العرب، و قد قال ابن الحاجب ما معناه: إذا اختلف النحویون و القراء كأن المصیر إلی القراء أولی لأنهم ناقلون عمن ثبتت عصمته من الغلط، و لأن القراءة ثبتت تواترا و ما نقله النحویون فآحاد، ثم لو سلّم أن ذلك لیس بمتواتر فالقراء أعدل و أكثر فالرجوع إلیهم أولی و أیضا فلا ینعقد إجماع النحویین بدونهم لأنهم شاركوهم فی نقل اللغة، و كثیر منهم من النحویین.
و قال الإمام الفخر ما معناه: أنا شدید العجب من النحویین إذا وجد أحدهم بیتا من الشعر، و لو كان قائله مجهولا یجعله دلیلا علی صحة القراءة، و فرح به، و لو جعل ورود القراءة دلیلا علی صحته كان أولی.
و قال صاحب الانتصاف: «لیس القصد تصحیح القراءة بالعربیة بل تصحیح العربیة بالقراءة».
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 105
و قال العلامة السیوطی رحمه اللّه فی كتابه الاقتراح فی أصول النحو:
«فكل ما ورد أنه قرئ به جاز الاحتجاج به فی العربیة سواء كان متواترا، أم آحادا، أم شاذا»، ثم قال: «و كان قوم من النحاة المتقدمین یعیبون علی عاصم و حمزة و ابن عامر قراءات بعیدة فی العربیة و ینسبونهم إلی اللحن و هم مخطئون فی ذلك فإن قراءتهم ثابتة بالأسانید المتواترة لا طعن فیها و ثبوت ذلك دلیل علی جوازه فی العربیة»، و قد ردّ المتأخرون منهم ابن مالك «1» علی من عاب علیهم بأبلغ رد، و اختار ما وردت به قراءتهم فی العربیة، و إن منعه الأكثرون.
فالحاصل أن الحق الذی لا شك فیه، و التحقیق الذی لا تعویل إلا علیه أن الجمع بین الساكنین جائز، لورود الأدلة القاطعة به، فما من قارئ من السبعة و غیرهم إلا و قرأ به فی بعض المواضع، و ورد عن العرب، و حكاه الثقات عنهم، و اختاره جماعة من أئمة اللغة منهم أبو عبیدة، و ناهیك به، و قال: هو لغة النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- فیما یروی عنه نعما بإسكان العین و تشدید المیم.
الصالح للرجل الصالح، و حكی النحویون الكوفیون سماعا من العرب شهر رمضان مدغما، و حكی سیبویه ذلك فی الشعر، و إنما أطلت فی هذه المسألة الكلام لأنه اللائق بالمقام.
189- وَ لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ و اتفقوا علی قراءة البر هنا بالرفع، لأن بأن تأتوا یتعین أن یكون خبرا لدخول الباء علیه، و قرأ ورش و البصری و حفص بضم باء البیوت، و الباقون بالكسر.
190- وَ لكِنَّ الْبِرَّ* «2» قرأ نافع و الشامی بكسر نون لكن علی
______________________________
(1) هو الإمام الحجة الثبت: أبی عبد اللّه محمد جمال الدین بن مالك، المولود فی سنة (600)، و المتوفی سنة (672) من الهجرة.
(2) قال الشاطبی: و لكن خفیف و ارفع البر عمّ فیهما
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 106
أصل التقاء الساكنین مخففة و رفع البر، و الباقون بفتح النون مشددة و نصب البر.
191- وَ أْتُوا الْبُیُوتَ إبدال ورش و السوسی همزة و أتوا ألفا لا یخفی و البیوت تقدم. «1»
192- تقتلوهم و یقتلوكم و قتلوكم قرأ الأخوان بفتح تاء الأول و یاء الثانی و إسكان قافیهما و ضم التاء بعدهما و حذف الألف من الكلمات الثلاث، و الباقون بإثبات الألف فیها مع ضم تاء الأول، و یاء الثانی و فتح قافیهما و كسر تاءیهما.
193- فَاقْتُلُوهُمْ لا خلاف بینهم أنه بغیر ألف «2».
194- فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ همزته همزة قطع و لا یخفی ما فیه لورش و حمزة.
195- رُؤُسَكُمْ* ثلاثة ورش فیه لا یخفی.
196- رَأْسِهِ* قرأ السوسی بإبدال همزه ألفا، و الباقون بالهمز.
197- فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ قرأ المكی و البصری برفع الثاء و القاف مع التنوین، و الباقون بفتحهما من غیر تنوین.
198- وَ اتَّقُونِ قرأ البصری بزیادة یاء بعد النون فی الوصل دون الوقف، و الباقون بحذفها وصلا و وقفا.
199- ذِكْراً* و نحوه فیه لورش وجهان التفخیم و هو المقدم فی الأداء لقوته، و الترقیق، و سواء وصلته أو وقفت علیه فإن وصلته بآبائكم فتأتی ستة أوجه ثلاثة مد البدل مضروبة فی وجهی ذكرا و كلها جائزة إلا
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و كسر بیوت و البیوت یضم عن‌حمی جلّة وجها علی الأصل أقبلا
(2) قال الشاطبی:
و لا تقتلوهم بعد یقتلوكم‌فإن قتلوكم قصرها شاع و انجلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 107
الترقیق علی التوسط و أجر علی هذا ما ماثله. و فیه قلت:
إذا جا كآت مع كذكری فخمسةتجوز و توسیطا و ترقیقا احظلا 200- الْحِسابِ* تام و قیل كاف فاصلة و منتهی الحزب الثالث باتفاق.

الممال‌

(الأهلة و التهلكة و كاملة) لعلی إن وقف و الأهلة مختلف فی الوقف علیه و التهلكة بخلف عنه للناس و الناس لدوری اتَّقی* و اعْتَدی* معا و أَذیً* لدی الوقف و هَداكُمْ* لهم الْكافِرِینَ* و النَّارَ* لهما، و دوری الدُّنْیا* و التَّقْوی* معا لهم و بصری. «1»

المدغم‌

حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ* مَناسِكَكُمْ یَقُولُ رَبَّنا* «2» معا و لا إخفاء فی میم الحرام لأجل باء بالشهر عملا بقوله:
علی إثر تحریك و لا إدغام فی أشد ذكرا لتثقل الأول.
201- وَ هُوَ* قرأ قالون و البصری و علی بإسكان الهاء، و الباقون بالضم.
202- قِیلَ* قرأ هشام و علی بالإشمام، و الباقون بالكسر.
203- رَؤُفٌ* قرأ نافع و المكی و الشامی و حفص بإثبات واو بعد الهمزة، و الباقون بحذفها فی اللفظ فتجعل الهمزة فوقها فی الخط، و ثلاثة ورش
______________________________
(1) یلاحظ هنا أن الْأَهِلَّةِ و كامِلَةٌ* تقرأ بالإمالة للكسائی وقفا قولا واحدا.
و التَّهْلُكَةِ بالإمالة للكسائی وقفا بالخلاف و الفتح أشهر.
و الْكافِرِینَ* و النَّارَ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(2) حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ* هنا الإدغام الكبیر؛ لالتقاء حرف الثاء بمثله و لتحریكهما، فالأول محرك بالضم و الثانی محرك بالفتح و الإدغام هنا للسوسی.
و كذلك مَناسِكَكُمْ، و یَقُولُ رَبَّنا*.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 108
فیه لا تخفی.
204- فِی السِّلْمِ قرأ الحرمیان و علی بفتح السین بمعنی الصلح، و الباقون بكسرها بمعنی الإسلام.
205- خُطُواتِ* قرأ قنبل و الشامی و حفص و علی بضم الطاء، و الباقون بإسكانها لغتان حجازیة و تمیمیة.
206- وَ الْمَلائِكَةُ* فیه لحمزة إن وقف تسهیل الهمزة مع المد و القصر، و الوقف علیه كاف عند الأكثرین، و علی الأمور أكفی.
207- تُرْجَعُ الْأُمُورُ* قرأ الحرمیان و البصری و عاصم بضم التاء و فتح الجیم، و الباقون بفتح التاء و كسر الجیم، و وقف الأمور لا یخفی. «1»
208- النبیئین قرأ نافع بالهمزة، و الباقون بالیاء المشددة و حذفه.
209- بِإِذْنِهِ* فیه لحمزة إن وقف التحقیق و التسهیل.
210- یَشاءُ إِلی صِراطٍ* قرأ الحرمیان و بصری بتحقیق همزة یشاء و تسهیل همزة إلی و لهم أیضا إبدالها واوا خالصة، و الباقون بتحقیقهما، و قرأ قنبل صراط بالسین الخالصة، و خلف بإشمامها الزای، و الباقون بالصاد الخالصة، و لا یرقق ورش راءه لمجی‌ء حرف الاستعلاء بعده.
211- الْبَأْساءُ* یبدله السوسی وحده.
212- حَتَّی یَقُولَ قرأ نافع برفع لام یقول و الباقون بالنصب «2».
213- وَ عَسی أَنْ تَكْرَهُوا شَیْئاً یأتی علی الفتح فی عسی التوسط و الطویل فی شی‌ء و یأتیان أیضا علی التقلیل، و قس علی هذا جمیع ما ماثله فهو فی القرآن كثیر.
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و فی التّاء فاضمم و افتح الجیم ترجع‌الأمور سما نصا و حیث تنزّلا
(2) قرأ نافع یَقُولُ* برفع اللام و هذه الروایة تفرد بها نافع، و قرأ الباقون بنصبها، قال الشاطبی: و حتّی یقول الرفع فی اللّام أوّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 109
214- وَ إِخْراجُ یرقق ورش راءه و إن كانت الخاء من حروف الاستعلاء لقوله: سوی الخاء 215- وَ الْآخِرَةِ* ما فیه وصلا و وقفا لا یخفی، و أما الابتداء به و بنحوه من كل ما دخل علیه حرف من حروف المعانی و هو علی حرف واحد كباء الجر و لامه و واو العطف و فائه فلا یجوز الابتداء إلا بذلك الحرف و لا یجوز فصله عن الكلمة، و لورش فیه الثلاثة بلا نزاع، و أما ما لم یتقدمه حرف من كل ما نقلت حركته إلی لام التعریف كالإیمان و الأولی و الآخرة فمن لم یعتد بالعارض و هو تحریك اللام و ابتدأ بهمزة أل فقال الآخرة الإیمان الأولی، فورش عنده علی أصله فی مد البدل و من اعتدّ بالعارض و ابتدأ باللام فقال لآخرة لإیمان لأولی فلیس له إلا القصر لقوة الاعتداد فی ذلك لأنه لما اعتد بحركة اللام و ابتدأ بها فكأنها أصلیة، و لا همز فلا مد، و لیس المراد بالابتداء أن تكون الكلمة فی أول الآیة بل و كذلك إذا كانت الكلمة فی وسطها أو آخرها و أردت عطف الطویل و التوسط لورش منها فلا یأتیان إلا علی الأول فقط و هذان الوجهان أعنی الابتداء بهمز الوصل و بعدها اللام المتحركة بحركة همزة القطع فتقول: (الأرض، الآخرة، الإیمان، الأبرار)، و حذفها، و الابتداء باللام فتقول (لارض، لآخرة، لایمان، لابرار)، و الوجهان جیدان صحیحان نص علیهما حافظ المغرب و المشرق أبو عمرو الدانی، و أبو العلاء الهمدانی و غیرهما، قال المحقق: و بهما قرأنا لورش و غیره علی وجه التخییر، و بهما نأخذ، و قال:
و تبدأ بهمز الوصل فی النّقل كلّه‌و إن كنت معتدّا بعارضه فلا 216- رَحْمَتَ اللَّهِ* «1» مما رسم بالتاء و هو سبع مواضع الأول: هذا
______________________________
(1) و هذه المواضع السبعة فی سورها مرتبة بأرقام الآیات كالآتی: یرجون رحمة اللّه (268) البقرة، إن رحمة اللّه قریب من المحسنین (56) الأعراف، رحمة اللّه و بركاته (73) هود، ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ (2) مریم، آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ (50)-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 110
و الثانی فی الأعراف: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ.
الثالث: بهود: رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ.
الرابع: بمریم: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ.
الخامس: بالروم: آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ.
السادس: بالزخرف: أَ هُمْ یَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ، و السابع بها أیضا: وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ.
و ذكر الخلاف لأبی داود فی فبما رحمت من اللّه بآل عمران، و المشهور أنها بالهاء فلو وقف علیها فالمكی و النحویان یقفون بالهاء، و الباقون بالتاء، و لیست بمحل وقف، و لذا لم نذكرها مفصلة فی مواضعها.
217- رَحِیمٌ* تام و فاصلة اتفاقا و منتهی الربع عند الأكثرین و قیل لا تعلمون.

الممال‌

اتقی و تولی و سعی و فهدی اللّه «1» إن وقف علیه و متی و الْیَتامی* و عسی معا لهم النَّاسِ* الثلاثة لدوری الدُّنْیا* الثلاثة لهم و بصری مرضات لعلی (كآفة)، و الْمَلائِكَةِ* و بَیِّنَةٍ* و الْقِیامَةِ*، و واحِدَةً*، لدی الوقف له جاءَتْكُمُ*، و جاءَتْهُ* و جاءَتْهُمُ* لابن ذكوان و حمزة النَّارَ* لهما و دوری.

فائدتان:

الأولی: ذكر الدانی و غیره أن جمیع ما یمیله الأخوان، أو انفرد به علی
______________________________
- الروم، أَ هُمْ یَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ (32) الزخرف، وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ (32) الزخرف أیضا.
(1) (اتقی، تولی، سعی، و الیتامی، و عسی، و الدنیا، و متی) كله بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و لأبی عمرو التقلیل فی لفظ الدُّنْیا*.
النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 111
یمیله ورش إلا ثلاث كلمات: مَرْضاتِ* و مشكاة، و كلاهما قلت:
و یزاد رابعة هی الربا فإن الصحیح و المعول علیه و لم تقرأ بسواه أن لورش فیه الفتح فقط، وقعت هذه الكلمات فی مواضع عدیدة من القرآن، و قد نظمت ذلك كله فقلت:
ممال علیّ وحده أو و حمزةأمله لورش لا تراع مزللا
سوی أربع و هی الرّبا و كلاهماو مرضاة مشكاة و ذا حیث أنزلا الثانیة: لو وقفت علی مرضاة فعلی بالهاء، و الباقون بالتاء.

المدغم‌

یُعْجِبُكَ قَوْلُهُ، وَ إِذا قِیلَ لَهُ، زُیِّنَ لِلَّذِینَ*، الْكِتابَ بِالْحَقِّ*، لِیَحْكُمَ بَیْنَ النَّاسِ، وَ مَا اخْتَلَفَ فِیهِ، و لا إدغام فی غفور رحیم لتنوینه.
218- إِثْمٌ كَبِیرٌ قرأ الأخوان بالثاء المثلثة، و الباقون بالباء الموحدة. «1»
219- قُلِ الْعَفْوَ قرأ البصری بروم الواو، و الباقون بالنصب.
220- وَ الْآخِرَةِ* لا یخفی ما فیه وصلا و وقفا.
221- فَإِخْوانُكُمْ* وقفه كذلك.
222- لَأَعْنَتَكُمْ قرأ البزی بخلف عنه بتسهیل همزة وصلا و وقفا، و الباقون بالتحقیق، و هو الطریق الثانی للبزی، و التسهیل مقدم فی الأداء؛ لأنه مذهب الجمهور عنه و حمزة فی الوقف كالبزی.
223- یُؤْمِنَّ* و یُؤْمِنُوا* وصلا و وقفا لا یخفی.
224- یَطْهُرْنَ قرأ الأخوان و شعبة بفتح الطاء و الهاء مع التشدید، و الباقون بسكون الطاء، و ضم الهاء مخففة. «2»
______________________________
(1) قرأ الأخوان (حمزة و الكسائی) بالثاء المثلثة هكذا (إثم كثیر)، و الباقون إِثْمٌ كَبِیرٌ. قال الشاطبی:
و إثم كبیر شاع بالثا مثلثاو غیرهما بالباء نقطة اسفلا
(2) قال الشاطبی:
و یطهرن فی الطّاء السكون و هاؤه‌یضم و خفا إذ سما كیف عوّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 112
225- شِئْتُمْ* قرأ السوسی بإبدال الهمزة وصلا و وقفا، و حمزة وقفا فقط، و الباقون بالهمز وصلا و وقفا.
226- لا یُؤاخِذُكُمُ* و یُؤاخِذُكُمُ* قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا وصلا و وقفا، و حمزة وقفا لا وصلا، و الباقون بإثباته فیهما و لا خلاف عن ورش فی قصره و كل من یمد حرف المد بعد الهمزة استثناه، و قوله رحمه اللّه:
و بعضهم یؤاخذكم عطفا علی المستثنی یفهم منه أن البعض الآخر لم یستثنه، و قرأ فیه بالمد، و فهمه علی هذا كثیر من شراحه و اغتر به خلق كثیر فقرءوه بالثلاثة، و لیس كذلك بل لا یجوز فیه إلا القصر خاصة. قال المحقق: لا خلاف فی استثناء یؤاخذ، و رواة المد مجمعون علی استثنائه.
قال الدانی فی إیجازه: أجمع أهل الأداء علی ترك زیادة التمكین للألف فی لا یؤاخذكم و لا تؤاخذنا و لو یؤاخذ حیث وقع، قال و كان ذلك عندهم من و أخذت غیر مهموز، و قال فی المفردات و كلهم لم یزد فی تمكین الألف فی قوله تعالی: لا یُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ* و بابه، و كذلك استثناها فی جامع البیان و لم یحك فیها خلافا، و قال الأستاذ أبو عبد اللّه بن القصاع. و أجمعوا علی ترك الزیادة للألف فی یؤاخذ حیث وقع نص علی ذلك الدانی و مكی و ابن سفیان و ابن شریح.
فإن قلت: لم لم یستثنه الدانی فی التیسیر فیما استثناه فهو داخل فی جملة الممدود لورش، و هذا معتمد الشاطبی.
قلت: عدم استثنائه فی التیسیر إما لكونه یری أن ورشا لما قرأه بالواو فهو عنده من لغة من یقول و أخذ، و قد صرح بذلك فی الإیجاز كما تقدم فلا دخل له فی باب المهموز فلم یحتج إلی استثنائه أو لأنه ملازم للبدل كلزوم النقل فی یری فلا حاجة إلی استثنائه أیضا أو لأنه اتكل علی نصوصه فی غیر التیسیر فإنها صریحة فی استثنائه، و اللّه أعلم.
227- یُؤْلُونَ* إبداله لورش و سوسی جلی و كذا حمزة إن وقف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 113
228- الطَّلاقَ* معا و الْمُطَلَّقاتُ و إِصْلاحاً* و طَلَّقَها* و طَلَّقْتُمُ* معا و أَظْلَمَ* تفخیم اللام فیها لورش جلی.
229- قُرُوءٍ فیه لحمزة و هشام إن وقفا علیه وجهان:
الأول: إدغام الواو المبدلة من الهمزة مع السكون و إظهار التشدید.
الثانی: الروم، و هو الإتیان ببعض الحركة مع الإدغام أیضا و لا یجوز فیه و لا فیما ماثله المد لتغیر حرف المد بنقل حركة الهمزة و لا یقال إنه حرف مد قبل همز مغیر بالبدل كما توهمه بعضهم لأن الهمز لما زال حرك حرف المد ثم سكن للوقف.
230- الْآخِرِ* لا یخفی ما فیه وصلا و وقفا و ابتداء.
231- بِإِحْسانٍ* وقفه كذلك.
232- آتَیْتُمُوهُنَّ شَیْئاً هذا مما اجتمع فیه مد البدل مع المد لحرف اللین، و قد تقدم أن المتساهلین یجعلون فیه ستة أوجه الصحیح منها أربعة.
233- یَخافا قرأ حمزة بضم الیاء، و الباقون بفتحها. «1»
234- لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ* تام و فاصلة اتفاقا و منتهی النصف عند الأكثرین، و عند المغاربة لا تَعْلَمُونَ*.

الممال‌

لِلنَّاسِ* معا، و النَّاسِ* لدوری، الدُّنْیا* لهم و بصری الْیَتامی* و أَذیً* لدی الوقف لهم شاءَ* لحمزة و ابن ذكوان النَّارَ* لهما و دوری أَتَی* لهم و دوری «2».
______________________________
(1) قرأ حمزة بضم الیاء فی یَخافا، و قرأ الباقون بفتحها، قال الشاطبی:
و ضم یخافا فاز
(2) للناس و الناس بالإمالة لدوری أبی عمرو.
الدنیا و الیتامی، و أزكی بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ الدنیا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 114

المدغم‌

الْمُتَطَهِّرِینَ نِساؤُكُمْ، و لا إدغام فی غَفُورٌ رَحِیمٌ* و لا سَمِیعٌ عَلِیمٌ* للتنوین و لا فی یَحِلُّ لَهُنَ، و لا یَحِلُّ لَكُمْ* و فَلا تَحِلُّ لَهُ التشدید. «1»
235- ضِراراً* لم یرققه ورش للتكرار.
236- هُزُواً* قرأ حمزة بإسكان الزای، و الباقون بالضم، و یبدل همزة واوا حفص مطلقا و حمزة إن وقف، و له أیضا نقل حركة الهمزة إلی الزای و حذفها و الباقون بإثباتها مطلقا.
237- نِعْمَتَ اللَّهِ* هذا مما رسم بالتاء فی جمیع المصاحف و هو أحد عشر موضعا: «2» الأول: هذا.
الثانی: بآل عمران وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً.
الثالث: بالمائدة اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ هَمَ.
الرابع: بإبراهیم بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ.
الخامس: فیها أیضا تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ.
السادس و السابع و الثامن بالنحل وَ بِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ یَكْفُرُونَ و یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ.
التاسع: بلقمان فِی الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ.
______________________________
- و شاءَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
النَّارَ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(1) یمتنع الإدغام فی وجود التنوین نحو: غَفُورٌ رَحِیمٌ*، و لا فی وجود التشدید نحو:
یَحِلُّ لَكُمْ* و تَحِلُّ لَهُ.
(2) هذه المواضع كتبت بالتاء و یوقف علیها بالتاء أیضا فی هذه المواضع التی ذكرت فی سور متفرقة، و هی أحد عشر موضعا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 115
العاشر: بفاطر اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ.
الحادی عشر: بالطور (فما أنت بنعمت ربك بكاهن و لا مجنون).
و ذكر ابن نجاح الخلاف فی الذی فی الصافات و هو و لو لا نعمة ربی.
و المشهور أنه بالهاء فلو وقف علیه فالمكی و النحویان یقفون بالهاء، و الباقون بالتاء.
238- الْآخِرِ* لا یخفی.
239- لا تُضَارَّ قرأ المكی و البصری برفع الراء، و الباقون بالفتح، و لا خلاف عنهم فی مد الألف لالتقاء الساكنین.
240- فِصالًا اختلف عن ورش فی تفخیم اللام و ترقیقها و الوجهان صحیحان، و التفخیم مقدم.
241- ما آتَیْتُمْ* قرأ المكی بقصر الهمزة فالألف عنده صورتها، و الباقون بالمد أی بإثبات الألف بعد الهمزة.
242- النِّساءِ أَوْ قرأ الحرمیان و بصری بتحقیق الأولی و إبدال الثانیة یاء خالصة، و الباقون بتحقیقهما.
243- سِرًّا* و نحوه راؤه مرقق لورش و لا یدخله الخلاف الذی فی نحو سترا و ذكرا لأن الحرفین فی الإدغام كحرف واحد إذ اللسان یرتفع بهما ارتفاعة واحدة من غیر مهلة فكأن الكسرة و لیت الراء.
244- تَمَسُّوهُنَّ* معا قرأ الأخوان بضم التاء و إثبات ألف بعد المیم فیمد لها مدا طویلا، و الباقون بفتح التاء من غیر ألف.
245- قَدَرُهُ* معا قرأ ابن ذكوان و حفص و حمزة و الكسائی بفتح الدال، و الباقون بسكونها.
246- وَصِیَّةً* قرأ الحرمیان و شعبة و علی بالرفع مبتدأ خبره لأزواجهم، و الباقون بالنصب بفعل مضمر، أی كتب اللّه علیكم وصیة.
247- لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* تام و فاصلة اتفاقا و منتهی الربع عند
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 116
بعضهم و هو الأقرب، و عند الجمهور بصیر قبله.

الممال‌

أَزْكی لَهُمْ الرَّضاعَةَ* و فَرِیضَةً* لعلی إن وقف بخلف عنه و الفتح مقدم لِلتَّقْوی* و الْوُسْطی «1» لهم و بصری.

المدغم‌

یَفْعَلُ ذلِكَ* لأبی الحرث، فَقَدْ ظَلَمَ* لورش و بصری و شامی و الأخوین. وَ لا تَتَّخِذُوا آیاتِ اللَّهِ هُزُواً، النِّكاحِ حَتَّی یَعْلَمُ ما*، «2» و لا تدغم حاء جناح فی عین علیهما، و لا فی عین علیكم لقوله:
فزحزح عن النّار الذی حاه مدغم 248- فَیُضاعِفَهُ لَهُ* قرأ نافع و البصری و الأخوان بتخفیف العین و ألف قبلها و ضم الفاء و المكی بتشدید العین و حذف الألف و ضم الفاء و الشامی بالتشدید و النصب و عاصم بالتخفیف و النصب، و حیث هذبت لك هذا التهذیب، و رتبت لك هذا الترتیب لا یخفی علیك وجه الأداء فیها، و اللّه خالق كل شی‌ء.
249- و یبسط قرأ نافع و البزی و شعبة و علی بالصاد و قنبل و البصری و هشام و حفص و خلف بالسین و ابن ذكوان و خلاد بهما جمعا بین اللغتین.
250- لنبی و نبیهم قرأ نافع بالهمز، و الباقون بالیاء المشددة.
251- عسیتم قرأ نافع بكسر السین، و الباقون بالفتح لغتان. «3»
______________________________
(1) للتقوی و و الوسطی بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
(2) یلاحظ أن النِّكاحِ حَتَّی و یَعْلَمُ ما فِی أَنْفُسِكُمْ من باب الإدغام الكبیر و هو للسوسی.
(3) قال الشاطبی: عسیتم بكسر السّین حیث أتی انجلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 117
252- وَ أَبْنائِنا وجوهه الأربعة لحمزة إن وقف لا تخفی.
253- الْمَلائِكَةُ* تسهیل همزه معا لمد و القصر له كذلك.
254- بَسْطَةً* لا خلاف أنها بالسین لاتفاق المصاحف علی ذلك. «1»
255- یَشاءُ* معا أوجهه الخمسة لحمزة و هشام لدی الوقف لا تخفی.
256- فَصَلَ* حكمه وصلا و وقفا لا یخفی.
257- مِنِّی وَ مَنْ* مما اتفق علی إسكانه.
258- مِنِّی إِلَّا فتحها نافع و البصری و سكنها الباقون.
259- غُرْفَةً* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الغین، و الباقون بضمها.
260- دفاع اللّه قرأ نافع بكسر الدال و ألف بعد الفاء، و الباقون بفتح الدال و إسكان الفاء من غیر ألف.
261- الْمُرْسَلِینَ* تام و فاصلة و منتهی الحزب الرابع من غیر خلاف.

الممال‌

دِیارِهِمْ* و دِیارِنا و الْكافِرِینَ* لهما و دوری أَحْیاهُمْ لورش و علی النَّاسِ* معا لدوری مُوسی* معا لهم و بصری أَنَّی لَهُمُ*، و دوری اصْطَفاهُ و آتاهُ* لهم و زاده لابن ذكوان بخلف عنه و حمزة. «2»

المدغم‌

فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ، وَ قالَ لَهُمْ نَبِیُّهُمْ* معا، جاوَزَهُ هُوَ وَ الَّذِینَ داوُدُ جالُوتَ، و لا إدغام فی سَمِیعٌ عَلِیمٌ* لتنوینه و لا فی یُؤْتَ*
______________________________
(1) لا خلاف بین القراء السبعة من طریق التیسیر أنها بالسین.
(2) دیارهم و دیارنا و الكافرین بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش. أَحْیاهُمْ بالإمالة للكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو. مُوسی* بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش و بالتقلیل لأبی عمرو.
اصْطَفاهُ و آتاه بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 118
سَعَةً* للجزم و الفتح. «1»
262- الْقُدُسِ* قرأ المكی بإسكان الدال، و الباقون بالضم.
263- لا بَیْعٌ فِیهِ وَ لا خُلَّةٌ وَ لا شَفاعَةٌ قرأ المكی و البصری بفتح عین بیع و تاء خلة و شفاعة، و الباقون بالرفع و التنوین فی الثلاثة. «2»
264- الأرض و بإذنه وقفها لا یخفی.
265- شاءَ* لحمزة و هشام لدی الوقف البدل و یجوز معه المد و التوسط و القصر.
قال المحقق: و حكی أیضا فیه بین بین فیجی‌ء معه المد و القصر، و فیه نظر فتصیر خمسة.
266- یَؤُدُهُ* فیه لورش الثلاثة.
267- وَ هُوَ* لا یخفی.
268- إِبْراهِیمَ* الأربعة قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها و اختلف عن ابن ذكوان فروی عنه كهشام، و روی عنه كسر الهاء و یاء بعدها كالباقین.
269- رَبِّیَ الَّذِی قرأ حمزة بإسكان الیاء و تسقط فی الوصل، و الباقون بفتحها فی الوصل.
270- أنا أحی قرأ نافع بإثبات الألف بعد النون وصلا و وقفا
______________________________
(1) فَقالَ لَهُمُ* وَ قالَ لَهُمْ نَبِیُّهُمْ* و جاوَزَهُ هُوَ، و هُوَ وَ الَّذِینَ و داوُدُ جالُوتَ كله بالإدغام الكبیر للسوسی.
تنبیه:
لا إدغام فی عین سَمِیعٌ عَلِیمٌ* للتنوین، و لا فی میم لا طاقَةَ لَنَا الْیَوْمَ بِجالُوتَ، و ذلك لوقوع المیم بعد ساكن.
(2) یقول الشاطبی:
و لا بیع نوّنه و لا خلّة و لاشفاعة و ارفعهن ذا أسوة تلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 119
اتباعا للرسم، و أثبتها الباقون وقفا لا وصلا، و لا یخفی ما یتفرع علی إثباتها من المد.
271- وَ هِیَ* كهو لا یخفی.
272- یَتَسَنَّهْ قرأ الأخوان بحذف الهاء وصلا و إثباته وقفا، و الباقون بإثباتها وصلا و وقفا.
273- نُنْشِزُها قرأ الشامی و الكوفیون بالزای المعجمة، و الباقون بالراء المهملة و ترقیقها لورش لا یخفی.
274- قالَ أَعْلَمُ قرأ الأخوان بوصل همزة أعلم مع سكون المیم، و إذ ابتدءا كسرا همزة الوصل، و الباقون بهمزة قطع مفتوحة مع رفع المیم.
275- أَرِنِی* قرأ المكی و السوسی بإسكان الراء و الدوری باختلاس كسرة الراء، و الباقون بالكسرة الكاملة.
276- فَصُرْهُنَ قرأ حمزة بكسر الصاد، و الباقون بالضم.
277- جزاء* قرأ شعبة بضم الزای، و الباقون بإسكانها.
278- یَشاءُ* أوجهه الخمسة لدی الوقف علیه لهشام و حمزة لا تخفی.
279- یُضاعِفُ* قرأ المكی و الشامی بتشدید العین و حذف الألف، و الباقون بإثبات ألف بعد الضاد و التخفیف. «1»
280- یَحْزَنُونَ* تام و فاصله باتفاق و منتهی الربع عند بعضهم، و علیه جری عملنا، و عند جماعة قدیر قبله، و قال بعضهم حكیم.

الممال‌

عِیسَی* ابن لدی الوقف علی عیسی و الْوُثْقی* و الْمَوْتی* لهم
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر، و ابن عامر بتشدید العین و حذف الألف هكذا یُضاعِفُ*، و قرأ الباقون بتخفیف العین، و إثبات الألف هكذا یُضاعِفُ*، قال الشاطبی:
و العین فی الكلّ ثقلا كما دار
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 120
و بصری شاءَ* الثلاثة و جاءتهم لابن ذكوان و حمزة النار لهما و دوری آتاه و بلی و أذی لدی الوقف لهم أنی لهم و دوری حمارك لهما و دوری و ابن ذكوان بخلف عنه للناس لدوری حبة لعلی لدی وقفه و لو وقفت علی یتسنه لا إمالة له فیه و من زعم إمالته عنه فقد أخطأ لأنه هاء سكت، و هاء السكت لا إمالة له فیها لأنها إنما جی‌ء بها لبیان الفتحة قبلها و من ضرورة الإمالة كسر ما قبلها فتنتفی الحكمة التی من أجلها اجتلبت هاء السكت. و لما بلغ ابن مجاهد أن الخاقانی یمیله و یجریه مجری هاء التأنیث أنكر ذلك أشد الإنكار، و النص عن علی و السماع من العرب إنما جاء فی هاء التأنیث خاصة.

المدغم‌

لَبِثْتَ* كله لبصری و شامی و الأخوین أَنْبَتَتْ سَبْعَ لبصری و الأخوین. «1»
یَأْتِیَ یَوْمٌ* یَشْفَعُ عِنْدَهُ یَعْلَمُ ما* قالَ لَبِثْتُ تَبَیَّنَ لَهُ* و لا إدغام فی سَمِیعٌ عَلِیمٌ* لتنوینه.
281- بِرَبْوَةٍ قرأ الشامی و عاصم بفتح الراء، و الباقون بالضم، و لا یرقق ورش الراء، و إن كان قبلها كسرة؛ لأن كسرة باء الجر و لامه لا تعتبر لأنها و إن اتصلت خطّا فهی فی حكم المنفصل فشابهت الكسرة التی فی كلمة أخری نحو بأمر ربك.
282- أُكُلَها* قرأ الحرمیان و البصری بإسكان الكاف، و الباقون بالضم.
______________________________
(1) یلاحظ أن لَبِثْتَ* بالإدغام لأبی عمرو، و ابن عامر، و حمزة، و الكسائی، و أنبتت سبع بالإدغام لأبی عمرو، و حمزة و الكسائی و هو من باب الإدغام الصغیر. و یَأْتِیَ یَوْمٌ*، و یَشْفَعُ عِنْدَهُ، و یَعْلَمُ ما* و قالَ لَبِثْتُ، و تَبَیَّنَ لَهُ* هو من باب الإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 121
283- فَطَلٌ رقق ورش لامه لأن شرط تفخیم اللام أن یكون مفتوحا، و هذا مرفوع فلا یفخم لا وصلا و لا وقفا و جری تفخیمه علی بعض الألسنة و هو لحن.
284- وَ لا تَیَمَّمُوا قرأ البزی فی الوصل بتشدید التاء الفوقیة و یمد طویلا، لالتقاء الساكنین، و الباقون بالتخفیف و إنما ثبت حرف المد فی هذا و ما شابهه من المدغمات و لم یحذف علی الأصل كما حذف فی نحو وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ و تَبَوَّؤُا الدَّارَ و لا الذین لأن الإدغام طارئ علی حرف المد فلم یحذف لأجله.
و أما إدغام اللام فی الذین و الدار و نحوهما فاصل لازم و لیس بطارئ علی حرف المد فحذف حرف المد لأجله.
285- وَ یَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ قرأ البصری بإسكان ضمة الراء، و زاد الدوری عنه اختلاسها، و الباقون بالضم.
286- فَنِعِمَّا قرأ الشامی و الأخوان بفتح النون، و الباقون بالكسر، و قرأ قالون و البصری و شعبة بإسكان العین و اختار كثیر لهم إخفاء كسرة العین یزیدون الاختلاس فرارا من الجمع بین الساكنین و الباقون بكسر العین، و اتفقوا علی تشدید المیم.
فإن قلت ذكرت لقالون و من عطف علیه الإسكان المحض، و لم یذكر الشاطبی لهم الإخفاء بقوله:
و إخفاء كسر العین صیغ به حلا قلت: نعم لكن كان حقه رحمه اللّه أن یذكره لأنه فی أصله و نصه و یجوز الإسكان بذلك ورد النص عنهم، و الأول أقیس.
و هو مذهب أكثر أهل الأداء كذا فی اللطائف، بل كثیر منهم كالبغوی لم یعرف سواه.
و قال المحقق: هو روایة العراقیین و المشرقیین قاطبة، و لم یعرف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 122
الاختلاس إلا من طریق المغاربة و من تبعهم.
و عزاه الجعبری لجماعة كالأهوازی و أبی العلاء و الصقلی قال و به قرأت فلا وجه لإسقاط الناظم ذكره إلا لحیل المتحیلین أو حمل كلام التیسیر علی حكایة مذهب الغیر.
و قد اعتذر له فی الفتح الدانی بهذا، و هذه حجة لا دلیل علیها و قد صرح المحقق فی نشره أن الدانی روی الوجهین جمیعا ثم قال: و الإسكان آثر و الإخفاء أقیس.
و هو قراءة أبی جعفر و الحسن و غایة ما فیه الجمع بین الساكنین، و لیس أولهما حرف مد و لین و هو جائز قراءة و لغة و لا عبرة بمن أنكره و لو كان إمام البصرة، و المنكر له هنا یقرأ به لحمزة فی قوله تعالی: فَمَا اسْتَطاعُوا* بالكهف إذ فیه الجمع بین الساكنین وصلا بلا شك إذ السین ساكن و الطاء مشددة و هذا مثله، و اللّه أعلم.
287- و نكفر قرأ نافع و الأخوان بالنون و جزم الراء، و المكی و البصری و شعبة بالنون و الرفع، و الشامی و حفص بالیاء و الرفع.
288- الأذی و الآخرة و الأنهار و الأرض و بالفحشاء و یشاء و الألباب وقوفها لا تخفی.
289- سَیِّئاتِكُمْ* یبدل حمزة همزه یاء إذا وقف.
290- خَبِیرٌ* تام، و قیل كاف فاصلة و منتهی النصف باتفاق.

الممال‌

أَذیً* لدی الوقف، و الْأَذی لهم النَّاسِ* لدوری الْكافِرِینَ* و أَنْصارٍ* لهما و دوری مَرْضاتِ* لعلی. «1»
______________________________
(1) یلاحظ أن أَذیً* لدی الوقف و الْأَذی بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 123

المدغم‌

الْأَنْهارُ* له و ترك إدغام النون و تَكُونَ* له لا یخفی.
291- یَحْسَبُهُمُ قرأ الحرمیان و بصری و علی بكسر السین، و الباقون بالفتح. «1»
292- فآذنوا قرأ حمزة و شعبة بفتح الهمزة و ألف بعدها و كسر الذال، و الباقون بإسكان الهمزة و فتح الذال و أبدل ورش و السوسی الهمزة علی أصلهما.
293- مَیْسَرَةٍ قرأ نافع بضم السین، و الباقون بالفتح. «2»
294- تَصَدَّقُوا قرأ عاصم بتخفیف الصاد و الباقون بالتشدید.
295- وَ اتَّقُوا یَوْماً تُرْجَعُونَ قرأ البصری بفتح التاء و كسر الجیم و الباقون بضم التاء و فتح الجیم، و فی تفسیر البغوی و غیره قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما-: هذه آخر آیة نزلت علی رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- فقال جبریل ضعها علی رأس مائتین و ثمانین آیة من البقرة.
و عاش رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- بعدها أحدا و عشرین یوما.
و قال ابن جریر: تسع لیال.
و قال سعید بن جبیر: سبع لیال، و فی البخاری عن الشعبی عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما-: آخر آیة نزلت علی رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- آیة الربا.
296- شَیْئاً* فیه لحمزة لدی الوقف وجهان: نقل حركة الهمزة
______________________________
- و الْكافِرِینَ و أنصار بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
و مَرْضاتِ* بالإمالة للكسائی وحده.
(1) قال الشاطبی: و یحسب كسر السین مستقبلا سما رضاه
(2) قال الشاطبی: و میسرة بالضّمّ فی السّین أصّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 124
إلی الیاء مع التخفیف و التشدید.
297- أَنْ یُمِلَّ هُوَ لا خلاف بین السبعة من طرق كتابنا فی ضم هاء هو، و ما روی عن قالون من إسكانه فهو من طریق النشر.
298- الشُّهَداءِ أَنْ قرأ الحرمیان و بصری بإبدال همزة أن یاء خالصة، و الباقون بالتحقیق و حمزة بكسر همزة أن، و الباقون بفتحها. «1»
299- فَتُذَكِّرَ قرأ المكی و بصری بإسكان الذال و تخفیف الكاف، و الباقون بفتح الذال و تشدید الكاف، و حمزة برفع الراء، و الباقون بالنصب. «2»
300- الشُّهَداءُ إِذا قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل همزة إذا كالیاء، و لهم أیضا إبدالها واوا خالصة مكسورة، و الباقون بالتحقیق.
301- تِجارَةً حاضِرَةً قرأ عاصم بنصبهما الأول خبر تكون، و الثانی نعته، و الباقون برفعهما علی أن تكون تامة.
302- یَشاءُ* و فَلِأَنْفُسِكُمْ و الْأَرْضِ* إذا وقف علیها علی قول و علی الآخر الوقف علی.
303- أَغْنِیاءَ* و الشُّهَداءِ* الأول یوقف علیه لحمزة؛ لأنه كسر همزة أن كما تقدم فهو شرط و جوابه فتذكر، و من فتح الهمزة لم یقف علی الشهداء لتعلق أن المفتوحة بما قبلها.
304- الْأُخْری* وقوفها لا تخفی.
305- عَلِیمٌ* تام و فاصلة و منتهی ربع الحزب بإجماع، و هی أطول آیة نزلت، و أولها یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا*، و مع طولها لم تشتمل علی حرف المعجم، لأنها نقصت الثاء المثلثة و الزای و الظاء، و فی القرآن آیتان أقصر منها و قد اشتملتا علی حروف المعجم: الأولی فی آل عمران هی
______________________________
(1) قال الشاطبی: و فی أن تضلّ الكسر فاز
(2) قال الشاطبی: و خفّفوا فتذكّر حقّا و ارفع الرّا فتعدلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 125
قوله تعالی: ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَیْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً إلی الصدر، و الثانیة فی الفتح، و هی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ «1» إلی آخر السورة، و لهما بركات ظاهرة و منافع مجربة، لیس هذا محل ذكرها.

الممال‌

هَداكُمْ* و فَانْتَهی و تُوَفَّی* و مُسَمًّی* لدی الوقف، و أَدْنی* لهم بِسِیماهُمْ* و إِحْداهُما* معا و الْأُخْری* لهم و بصری و النَّهارِ* و النَّارَ* و كُفَّارٌ* لهما و دوری و الرِّبا* كله للأخوین جاءَهُ* لابن ذكوان و حمزة و مَیْسَرَةٍ، و الشَّهادَةَ* لعلی إن وقف إلا أن الأول فیه خلاف الفتح عملا بقوله:
و اكهر بعد الیاء یسكن میلا أو الكسر و الإمالة عملا بقوله:
و بعضهم سوی ألف عند الكسائی میّلا و هو صحیح مقروء به إلا أن الفتح مقدم علیه حال الأداء لشهرته بین أهل الأداء و هذا الربع لا مدغم فیه و اللّه أعلم.
306- فرهن قرأ المكی و البصری بضم الراء و الهاء من غیر ألف، و الباقون بكسر الراء و فتح الهاء و ألف بعدها.
307- فَلْیُؤَدِّ قرأ ورش بإبدال همزه واوا، و الباقون بالهمز.
308- الَّذِی اؤْتُمِنَ أبدل همزه حال الوصل ورش و السوسی یاء خالصة، لأن همزة الوصل تذهب فی الدرج فیصیر قبلها كسرة و لا یجانسها
______________________________
(1) آیة الدین فی سورة البقرة رقم (282) هی أطول آیة فی القرآن الكریم، و لم تشتمل علی حروف المعجم، و فی القرآن الكریم آیتان أقصر منها، و قد اشتملتا علی حروف المعجم و لم تنقص منه شیئا و هما قول اللّه تعالی: ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَیْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِ و هی رقم (154) بآل عمران، و الأخری آخر آیة فی سورة الفتح مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ و هی رقم (29).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 126
إلا الیاء، و بعض من لا علم عنده یبدلها واوا، و هذا لم یقل به قارئ و لا نحوی، و الباقون بالهمزة، فلو وقفت علی الذی و ابتدأت بائتمن وجب الابتداء للكل بهمزة مضمومة بعدها و ساكنة لأن أصله اؤْتُمِنَ بهمزة مضمومة للوصل و بعدها همزة ساكنة فاء الكلمة فوجب قلبها بمجانس حركة الأولی و هو الواو، و لا مد فیه لورش كسائر نظائره نحو ائت و ائذن لی؛ لأنه من المستثنیات لأن همزة الوصل عارضة و الابتداء بها عارض فلم یعتد بالعارض، و هذا هو الأصح، و علیه الدانی فی جمیع كتبه، و به قرأت، و بعضهم یبتدئ بهمزة مكسورة و هو خطأ لا شك فیه.
309- یغفر و یعذب قرأ الشامی و عاصم برفع الراء و الباء من الفعلین، و الباقون بجزمهما، و إذا اعتبرت هذا مع ما یأتی لهم من الإظهار و الإدغام فیصیر قالون و الدوری و الأخوان یجزمون الفعلین و إظهار الراء و إدغام الباء، و للدوری أیضا إدغام الراء، و ورش و المكی بجزمهما و إظهارهما و الإدغام للمكی، و إن كان هو المشهور عنه، و قطع له به غیر واحد، و لم یحك فیه خلافا كمكی و ابن شریخ و أبی الطاهر إسماعیل بن خلف الأنصاری و ابن بلیمة الهواری و أبی الحسن طاهر بن غلبون، و بعضهم كابن سفیان قطع به للبزی قولا واحدا، و بعضهم كأبی الطیب عبد المنعم ابن غلبون قطع به لقنبل قولا واحدا، فلیس من طریقنا، و لذلك لم نذكره، و قول الشاطبی: یعذّب دنا بالخلف تبعا لقول أصله و اختلف عن قنبل، و عن البزی أیضا خروج منهما رحمهما اللّه تعالی عن طریقهما كما یأتی بیانه إن شاء اللّه تعالی، و السوسی بالجزم مع الإدغام فیهما، و الشامی و عاصم بضمهما مع الإظهار.
310- وَ كُتُبِهِ* قرأ الأخوان بالتوحید، و الباقون بالجمع. «1»
______________________________
(1) قرأ حمزة و الكسائی بالتوحید هكذا (و كتابه) و قرأ الباقون بالجمع هكذا وَ كُتُبِهِ*، و من قرأ بالتوحید كسر الكاف و فتح التاء و ألف بعدها، و من قرأ بالجمع
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 127
311- لا تُؤاخِذْنا یبدل ورش همزه و لا یمده قولا واحدا راجع ما تقدم.
312- أَخْطَأْنا أبدله السوسی و كذا حمزة إن وقف.
313- إِصْراً* لا خلاف فی تفخیمه.

یاءات الإضافة فی سورة البقرة

و یاءات الإضافة فیها ثمان إِنِّی أَعْلَمُ* معا، و عَهْدِی الظَّالِمِینَ، بَیْتِیَ لِلطَّائِفِینَ* فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ، وَ لْیُؤْمِنُوا بِی، مِنِّی إِلَّا، و رَبِّیَ الَّذِی. «1»
______________________________
- ضم الكاف و التاء و لا ألف بعدها، قال الشاطبی:
و التّوحید فی و كتابه شریف
(1) یاء الإضافة هی یاء المتكلم، و هی ضمیر یتصل بالاسم و الفعل و الحرف.
و قد أطلق أئمة القراء هذه التسمیة تجوزا مع مجیئها منصوبة المحل غیر مضاف إلیها.
و الفرق بینها و بین الیاءات الزوائد أن هذه الیاءات تكون ثابتة فی المصحف، و تلك محذوفة، و الخلاف فی یاءات الإضافة جار بین إرسالها و فتحها.
و من أراد التوسع فی معرفة الفروق بین یاءات الزوائد و یاءات الإضافة فعلیه بالنشر فی القراءات العشر لابن الجزری رحمه اللّه (2/ 179) و ما بعدها.
فی سورة البقرة من یاءات الإضافة ثمان هی: إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (30)، و إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ (33)، لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (124)، و أَنْ طَهِّرا بَیْتِیَ لِلطَّائِفِینَ (125)، و فَاذْكُرُونِی أَذْكُرْكُمْ (153) و وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ (186)، و فَإِنَّهُ مِنِّی إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ (249)، و رَبِّیَ الَّذِی یُحْیِی (258)، قال الشاطبی:
و بیتی و عهدی فاذكرونی مضافهاو ربّی و بی و إنّی معا حلی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 128

یاءات الزوائد فی البقرة

و من الزوائد ثلاث: الدَّاعِ* و دَعانِ، وَ اتَّقُونِ. «1»
و مدغمها من الكبیر أربع و ثمانون، و قال الجعبری و قلده غیره ثمانون و الصواب ما ذكرناه.
و من الصغیر تسعة عشر، و اللّه أعلم.
______________________________
(1) تسمی الیاءات الواردة هنا فی عرف القراء بیاءات الزوائد، و خلاف القراء حولها بین الإثبات و الحذف، أما یاءات الإضافة فخلاف القراء حولها بین الفتح و الإسكان، و لقد وضح ابن الجزری فی نشره ما فی كل سورة من یاءات الإضافة و الزوائد، و وضح رحمه اللّه خلاف القراء حول كل منها من إثبات و حذف، و فتح و إمالة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 129

سورة آل عمران‌

اشارة

مدنیة إجماعا و آیها مائتان اتفاقا و بعضهم أنقصها آیة فی عدد الشامی و غلطوه: جلالتها عشر و مائتان.
1- الم* مده لازم، و الوقف علیه تام، و قیل كاف فإن وصلت به لفظ الجلالة جاز فی میم لكل القراء القصر و المد للاعتداد بالعارض و عدمه.
2- هُوَ* كاف.
3- الْقَیُّومُ* كذلك و فاصلة و إذا وصلت آل عمران بآخر البقرة من قوله تعالی: و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا إلی القیوم فیأتی علی ما یقتضیه الضرب ثلاثة آلاف وجه و خمسمائة و ثمانیة و تسعون وجها، بیانها: لقالون:
أربعمائة و ثمانیة و أربعون، بیانها أنك تضرب فی ثلاثة الكافرین، و هی الطول، و التوسط و القصر خمسة الرحیم و هی ما فی الكافرین و الروم و الوصل خمسة عشر تضرب فیها سبعة القیوم، و هی ما فی الكافرین و الإشمام معها ستة و الروم مائة و خمسة تضربها فی وجهی الم اللّه و عشرة تضربها فی وجهی المنفصل المد و القصر أربعمائة و عشرون، و مع وصل الجمیع ثمانیة و عشرون وجها، بیانها تضرب سبعة القیوم فی وجهی الم اللّه أربعة عشر تضربها فی وجهی المنفصل ثمانیة و عشرون تضیفها إلی ما تقدم بلغ العدد ما ذكر، و لورش خمسمائة وجه و ستون وجها أربعمائة و ثمانیة و أربعون علی البسملة فهو كقالون فیها، و وجهها الفتح و التقلیل له فی مولانا كوجهی المنفصل لقالون و مائة و اثنا عشر وجها علی تركها، بیانها تضرب فی ثلاثة الكافرین مع السكت، لأن حكمه كالوقف سبعة القیوم واحد و عشرون تضربها فی وجهی الم اللّه اثنان و أربعون تضربها فی وجهی الفتح و التقلیل أربعة و ثمانون و مع الوصل ثمانیة و عشرون، بلغ العدد ما ذكر و للمكی:
مائتان و أربعة و عشرون وجها كقالون إذا قصر.
و للدوری: ألف وجه و مائة و عشرون بیانها، تضرب ما لورش فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 130
وجهی الإظهار و الإدغام فی و اغفر لنا.
و للسوسی: مائتان و ثمانون وجها كورش إذا فتح، و الشامی مثله.
و لعاصم: مائتان و أربعة و عشرون وجها كقالون إذا مد، و أبو الحرث مثله، و الدوری كذلك و إنما لم یعدا معا لاختلافهما فی إمالة الكافرین، و لحمزة: أربعة عشر وجها معه القیوم، مضروبة فی وجهی الم اللّه فبلغ العدد ما ذكر، و الصحیح من هذه الوجوه الذی لا تركیب فیه و اتفقت علیه كلمة العلماء ألف وجه، و مائتان و اثنان و عشرون، بیانها:
لقالون: مائة و ستة و ثلاثون وجها، إیضاحها أنك تضرب فی ثلاثة الكافرین ثلاثة الرحیم ما قرأت به فی الكافرین من طویل أو توسط أو قصر و الروم و الوصل، و لا تركیب بین بابین تسعة تضرب فیها ثلاثة القیوم ما قرأت به فی الكافرین و الإشمام معه و الروم سبعة و عشرون تضربها فی وجهی الم اللّه أربعة و خمسون تضربها فی وجهی المنفصل مائة و ثمانیة، هذا مع الفصل، و مع الوصل ثمانیة و عشرون وجها تضرب سبعة القیوم فی وجهی الم اللّه أربعة عشر تضربها فی وجه المنفصل ثمانیة و عشرون تجمعها مع ما تقدم المجموع ما ذكر.
و لورش: مائتان إذا بسمل كقالون، و إذا ترك فمع السكت ستة و ثلاثون، بیانها تضرب فی ثلاثة الكافرین ثلاثة القیوم تسعة تضربها فی وجهی الم اللّه ثمانیة عشر تضربها فی وجهی الفتح و التقلیل ستة و ثلاثون و مع الوصل ثمانیة و عشرون تضرب سبعة القیوم فی وجهی الم اللّه أربعة عشر تضربها فی وجهی الفتح و التقلیل ثمانیة و عشرون. و للمكی: ثمانیة و ستون كقالون إذا قصر. و للدوری: أربعمائة تضرب ما لورش فی وجهی الإظهار و الإدغام.
و للسوسی: مائة وجه، ثمانیة و ستون مع البسملة، و ثمانیة عشر مع السكت و مع الوصل أربعة عشر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 131
و للشامی: مائة وجه كالسوسی. و لعاصم: ثمانیة و ستون وجها كقالون إذا مد، و أبو الحرث مثله، و الدوری كذلك.
و لحمزة: أربعة عشر وجها سبعة القیوم مضروبة فی وجهی الم اللّه.
هذا ما ظهر لی فی تحریر هذه الوجوه و اللّه یحفظنا من الخطأ و الزلل، و یوفقنا فی الاعتقاد و القول و العمل، آمین.
و زیدها إیضاحا ببیان كیفیة قراءتها فأقول: تبدأ أولا بقالون بإظهار و اغفر لنا و قصر المنفصل و فتح مولانا و الكافرین مع الطویل فیه، و فی الرحیم و القیوم مع زیادة الإشمام و الروم فیه، و لا یكون إلا مع القصر ثلاثة أوجه مع قصر الم اللَّهُ، ثم الثلاثة فی القیوم مع مده، و إنما قدمنا القصر لأن ابن غلبون فی التذكرة رجحه، و لم یقرأ بسواه من أجل أن الساكن ذهب بالحركة ثم تأتی بروم الرحیم مع قصر الم اللّه مع ثلاثة القیوم، ثم یمده معها، ثم وصل البسملة بأول السورة مع وجهی الم اللّه مع ثلاثة القیوم علیهما، ثم تأتی بالتوسط فی الكافرین، ثم بالقصر، و یأتی علیهما ما أتی علی الطویل، ثم تصل آخر السورة بالبسملة و هی أول السورة مع قصر الم اللّه، و مده و سبعة القیوم علیهما، و یندرج معه المكی فی جمیعها، و اندرج معه الدوری علی الإظهار و قصر المنفصل، أو تخلف فی إمالة الكافرین فتعطفه علیه بالإمالة مع عدم البسملة فتبدأ بالسكت علی الكافرین مع الطویل فیه و قصر الم اللّه، و ثلاثة القیوم، ثم مع مده كذلك ثم بالتوسط فی الكافرین، ثم القصر فیه مع ثلاثة القیوم معهما ثم وصل السورة بالسورة مع وجهی الم اللّه مع سبعة القیوم معهما ثم مع البسملة كقالون ثم تأتی بمد المنفصل لقالون، و یأتی علیه ما أتی القصر، و یندرج معه الشامی علی البسملة، و عاصم إن كنت تقرأ بمرتبتین و هو المعول علیه عندنا كما تقدم، و یندرج معه الدوری أیضا إلا أنه تخلف فی إمالة الكافرین فتأتی به منه بترك البسملة مع السكت، و الوصل، ثم مع البسملة كما تقدم، ثم تأتی بالشامی بفتح الكافرین مع ترك
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 132
البسملة كما تقدم للدوری، و لا یخفی علیك ترتیبهم إذا قرأت بأربع مراتب فلا نطیل به، ثم تأتی بأبی الحرث مع إمالة مولانا، و فتح الكافرین مع البسملة كما تقدم لقالون و الدوری أخوه مثله إلا أنه یمیل الكافرین فتأتی به بعده مع البسملة كما تقدم، ثم تأتی بورش مع مد المنفصل و فتح مولانا و تقلیل الكافرین مع السكت و الوصل و البسملة كما تقدم ثم تأتی له بتقلیل مولانا، و الكافرین مع ترك البسملة، و مع البسملة كذلك ثم تأتی لحمزة بإمالة مولانا و فتح الكافرین مع ترك البسملة و الوصل فقط مع وجهی الم اللّه مع سبعة القیوم علیهما ثم تأتی بالدوری بإدغام راء و اغفر فی لام لنا مع القصر، و إمالة الكافرین مع السكت و الوصل و البسملة كما تقدم، و یندرج معه السوسی، ثم یمد المنفصل، و یأتی له ما أتی علی القصر و اللّه أعلم.
و لا تلمنی علی كثرة الإیضاح فإنه حال رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- فی كلامه الشریف، و أیضا فغرضی إیصال هذا العلم الشریف لكل طالب و باللّه التوفیق.
4- كَدَأْبِ* و رَأْیَ* أبدلهما السوسی فقط.
5- سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ قرأ الأخوان بالتحتیة فیهما، و الباقون بالخطاب.
6- ترونهم قرأ نافع بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیبة. «1»
7- یُؤَیِّدُ قرأ ورش بإبدال همزه واوا، و الباقون بالهمز.
8- یَشاءُ إِنَّ* تسهیل الثانیة، و إبدالها واوا للحرمیین و بصری، و تحقیقها للباقین لا یخفی.
9- لَعِبْرَةً* ترقیق رائه لورش جلی.
10- الْأَرْضِ* و یَشاءُ* الأربعة و الْمُؤْمِنُونَ* وَ أَطَعْنا* و أَخْطَأْنا و السَّماءِ* و تَأْوِیلِهِ* و الْأَلْبابِ* و شَیْئاً* غیث النفع فی القراءات السبع 132 سورة آل عمران
____________________________________________________________
(1) قرأ نافع وحده بتاء الخطاب هكذا تَرَوْنَهُمْ، و قرأ الباقون هكذا یَرَوْنَهُمْ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 133
و الْأَبْصارِ* وقوفها لا تخفی و كذلك الْمَآبِ «1» و هو تام و فاصلة و منتهی الحزب الخامس باتفاق، و أما وقف ورش علیها فراجع ما تقدم.

الممال‌

الشَّهادَةَ* و رَحْمَةٌ* و كافِرَةٌ لعلی إذا وقف مَوْلانا* و لا یخفی لهم الكافرین و النَّارَ* و الأبصار مَوْلانا* و لا یخفی لهم الكافرین و النَّارَ* و الأبصار لهما و دوری التَّوْراةَ* «2» لنافع و حمزة بخلف عن قالون، و هِیَ* لهم تقلیل و للبصری و ابن ذكوان و علی، و هی لهم كبری لِلنَّاسِ* معا، و النَّاسِ* لدوری و أُخْری* و الدُّنْیا* لهم و بصری.

تنبیه‌

مولی مفعل فلا یمیله البصری، و بعض الناس یظنه من باب فعلی فیمیله، و لیس كذلك، و قد جمع القیسی ما كان من باب فعلی، و نبه علی أن مولی لیس منه فقال:
أیا طالبا تعداد فعلی فهاكه‌فأوّلها التّقوی إلی تلك أسرع
و من بعدها المرضی و مرضی جمیعهاو من بعدها الموتی و من تلك تجزع
و من بعدها شتّی عن الأهل و الثری‌و من بعدها القتلی الحیاة بها فعوا
و من بعدها النّجوی أحلّت و حرّمت‌و من بعدها السلوی فملوا و فزّعوا
و من بعدها صرعی و من تلك فاستعذو منها بطغواها إلی الحقّ قد دعوا
فی الأنفال أسری ثمّ أسری بعبده‌و تتری بلا نون فنعم التّتبّع
______________________________
(1) قرأ ورش الْمَآبِ بتثلیث مد البدل، و الباقون بالقصر، و فیه لحمزة وقفا التسهیل بین بین.
(2) التَّوْراةَ* بالإمالة لأبی عمرو، و ابن ذكوان، و الكسائی، و بالتقلیل لورش، و حمزة، و بالفتح و التقلیل لقالون.
وَ أُخْری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
الدُّنْیا* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لأبی عمرو، و بالفتح و التقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 134 و دعوی من القوم الّذین بیونس‌عبیدك فاجعله من الأمر یرجع
و یأتوكموا أسری عن الحبر حمزةو فی الحجّ سكری للذی عنه یرفع
و مولاه و المولی و مثنی و شبههافجنب و بعض القوم فی تلك یركع
و یحیی من الأسماء فی الباب عندهم‌و ما قاله القرّاء ذو النّحو یمنع
و أتی فی الاستفهام لابن مجاهدعلی وزن فعلی اختار ما اختار مقنع
و أفعل عنهم كلّهم قد رووا لناو ذا اختار نص الباذش النّص یتبع و قد نظمت ذلك مختصرا فقلت:
فعلی بفتح تقوی مرضی نجوی‌موتی و شتّی ثمّ قتل سلوی
صرعی و طغوی ثمّ دعوی أسری‌یحیی كذا إن لم تنون تبری

المدغم‌

فَیَغْفِرُ لِمَنْ، و اغْفِرْ لَنا* لبصری بخلف عن الدوری یُعَذِّبُ مَنْ*، قرأ المكی و ورش بإظهار الباء، و الباقون أی من الجازمین بإدغامها فی المیم، و تقییدی بالجازمین لا بد منه، و به یقید مفهوم كلام الشاطبی و كلام غیره، و ذكره الإدغام للمكی، و إن كان هو مذهب الجمهور عنه خروج منه عن طریقه، لأن الدانی نص علی الإظهار فی جامع البیان للمكی من روایة النقاش عن أبی ربیعة عن البزی، و من روایة ابن مجاهد عن قنبل، و هاتان الطریقتان هما اللتان فی التیسیر و نظمه، و لذا لم نذكره له و قال شیخنا رحمه اللّه:
لابن كثیر أظهرا قبیل من‌و هو یعذّب الّذی فی البكر جاء الْمَصِیرُ لا یُكَلِّفُ، الْكِتابَ بِالْحَقِّ* زُیِّنَ لِلنَّاسِ وَ الْحَرْثِ ذلِكَ، «1» و لیس فی القرآن غیره.
11- قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة، و حققها الباقون، و أدخل بین الهمزتین ألفا قالون و البصری و هشام بخلف
______________________________
(1) الْكِتابَ بِالْحَقِّ*، زُیِّنَ لِلنَّاسِ، و وَ الْحَرْثِ ذلِكَ كله بالإدغام لسوسی، و له الاختلاس فی وَ الْحَرْثِ ذلِكَ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 135
عنهما، و الباقون بالقصر، فلو وقف علیه حمزة، و لیس بموضع وقف بل الوقف علی ذلك علی خلاف فیه، ففیه علی ما قاله الجعبری و غیره سبعة و عشرون وجها، و ذلك لأن فیها ثلاث همزات: الأولی مفتوحة بعد ساكن صحیح منفصل رسما ففیها النقل و التحقیق و معه السكت و عدمه.
الثانیة: مضمومة بعد فتحة ففیها التحقیق لتوسطها بزائد، و التسهیل كالواو و الإبدال واوا فی الرسم.
الثالثة: مضمومة بعد كسرة ففیها التسهیل كالواو و كالیاء، و إبدالها یاء، فتضرب فی ثلاثة الأولی ثلاثة الثانیة بتسعة تضربها فی ثلاثة الثالثة بسبع و عشرین.
و قد نظمها العلامة علی بن أم قاسم المعروف بالمرادی فقال:
سبع و عشرون وجها قل لحمزة فی‌قل أؤنبئكم یا صاح إن وقفا
فالنّقل و السّكت فی الأولی و تركهماو أعط ثانیة حكما لها ألفا
واوا و كالواو أو حقّق و ثالثةكالواو أو یا و كالیاء لیس فیه خفّفا
و اضرب یبن لك ما قد قلت متّضحاو بالإشارة استغنی و قد عرّفا و الصحیح منها كما ذكره المحقق و تابعوه عشرة:
الأول: السكت مع تحقیق الثانیة المضمومة مع تسهیل الثالثة بین بین.
الثانی: مثله مع إبدال الثالثة یاء مضمومة.
الثالث: عدم السكت علی اللام مع تحقیق الهمزة الأولی و الثانیة، و تسهیل الثالثة بین بین.
الرابع: مثله مع إبدال الثالثة یاء.
الخامس: السكت علی اللام مع تسهیل الثانیة و الثالثة بین بین.
السادس: مثله مع إبدال الثالثة یاء.
السابع: عدم السكت علی اللام مع تسهیل الثانیة و الثالثة بین بین.
الثامن: مثله مع إبدال الثالثة یاء ساكنة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 136
التاسع: النقل مع تسهیل الثانیة و الثالثة.
العاشر: مثله مع إبدال الثالثة یاء، و باقی الأوجه لا تصح فإن التسعة التی مع تسهیل الأخیرة كالیاء هو الوجه المفضل، و إبدال الثانیة واوا محضة علی الرسم فی ستة لا یجوز، و الثقل فی الأولی مع تحقیق الثانیة بالوجهین لا یوافق إذ من خفف الأولی یلزمه أن یخفف الثانیة بطریق الأولی، لأنها متوسطة صورة فهی أحری بذلك من المبتدأة.
12- وَ رِضْوانٌ* قرأ شعبة بضم الراء، و الباقون بالكسر. «1»
13- إِنَّ الدِّینَ* قرأ علی بفتح همزة أن علی البدل من أنه لا إله إلا هو، و الباقون بالكسر علی الاستئناف.
14- وَجْهِیَ لِلَّهِ قرآن نافع و شامی و حفص بفتح یاء وجهی، و سكنها الباقون.
15- وَ مَنِ اتَّبَعَنِ قرأ نافع و البصری بإثبات یاء بعد النون فی الوصل خاصة، و الباقون بالحذف وصلا و وقفا.
16- أَ أَسْلَمْتُمْ قرأ هشام بخلف عنه و الحرمیان و البصری بتحقیق الأولی، و تسهیل الثانیة، و روی عن ورش أیضا إبدالها ألفا، و الباقون بتحقیقهما و هو الطریق الثانی لهشام، و أدخل بینهما ألفا قالون و بصری و هشام، و الباقون بعدم الإدخال فإن قرأته مع أوتوا قبله ففیه لورش البدل و التسهیل علی كل من القصر و التوسط و الطویل فی أوتوا و هكذا جمیع ما ماثله، فإن وقف فلحمزة فیه وجهان: تسهیل الثانیة و تحقیقها لأنه متوسط بزائد، و زاد بعضهم إبدال الثانیة ألفا و هو ضعیف و كذا حذف إحدی الهمزتین علی صورة اتباع الرسم.
17- النبیئین قرأ نافع بالهمز، و الباقون بالیاء المشددة.
______________________________
(1) قال الشاطبی: و رضوان اضمم غیر ثانی العقود كسره صحّ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 137
18- وَ یَقْتُلُونَ الَّذِینَ یَأْمُرُونَ قرأ حمزة بضم الیاء و ألف بعد القاف و كسر التاء من القتال، و الباقون بفتح الیاء و إسكان القاف و حذف الألف، و ضم التاء من القتل.
19- تُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِ قرأ نافع و الأخوان و حفص المیت معا بتشدید الیاء مكسورة، و الباقون بیاء مخففة ساكنة. «1»
20- سُوءٍ* فیه إذا وقف علیه لحمزة و هشام أربعة أوجه كشی‌ء المجرور حرفا بحرف و لا یصح الوقف علیه إلا عند من جعل الواو من و ما للعطف علی ما الأولی و ما الموصولة بمعنی الذی، و من جعلها للشرط، أو مبتدأ فالوقف عنده علی بعیدا.
21- رَؤُفٌ* قرأ البصری و شعبة و الأخوان بالقصر، و الباقون بإثبات واو بعد الهمزة و ورش علی أصله فی المد و التوسط و القصر «2».
22- الْكافِرِینَ* تام و فاصلة و منتهی ربع الحزب بإجماع.

الممال‌

النار و بالأسحار و النهار و الكافرین معا لهما، و دوری جاءهم لحمزة و ابن ذكوان الناس لدوری الدنیا لهم و بصری یتولی و تقاة لهم.

المدغم‌

فَاغْفِرْ لَنا* و یَغْفِرْ لَكُمْ* لبصری بخلف عن الدوری یَفْعَلُ ذلِكَ* لأبی الحرث هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ، لِیَحْكُمَ بَیْنَهُمْ*، وَ یَعْلَمُ ما*،
______________________________
(1) قال الشاطبی: و فی بلد میت مع المیت خفّفوا صافا نفرا
(2) رَؤُفٌ* قرأ أبو عمرو، و شعبة، و حمزة، الكسائی هكذا رَؤُفٌ* بحذف الواو بعد الهمزة علی وزن" فعل".
قرأ الباقون رَؤُفٌ* بإثبات الواو، علی وزن" فعول".
قال الشاطبی: و رءوف قصر صحبته حلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 138
و ترك إدغام یَقُولُونَ رَبَّنا* «1» و غَفُورٌ رَحِیمٌ*، و إخفاء الْعِلْمُ بَغْیاً* لا یخفی.
24- عِمْرانَ* لا خلاف عن ورش فی تفخیم رائه؛ لأنه أعجمی. «2»
25- امْرَأَتُ عِمْرانَ «3» رسمت بالتاء، و كل ما فی كتاب اللّه جل ذكره من لفظ امراة فبالهاء، إلا سبع مواضع، هذا الأول، و الثانی، و الثالث بیوسف امْرَأَتُ الْعَزِیزِ تُراوِدُ، (امرأت العزیز الآن)، و الرابع بالقصص امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ* الخامس و السادس و السابع بالتحریم امْرَأَتَ نُوحٍ و امْرَأَتَ لُوطٍ، و امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ*، فلو وقف علیها فالمكی و النحویان یقفون بالهاء و الباقون بالتاء.
26- مِنِّی إِنَّكَ قرأ نافع و بصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، و من سكن صار عنده من باب المنفصل و هم فیه علی ما تقدم.
27- وَضَعَتْ قرأ الشامی و شعبة بإسكان العین و ضم التاء، و الباقون بفتح العین و سكون التاء.
28- مَرْیَمَ* الذی علیه جمهور المحققین و علیه العمل فی سائر الأقطار، و هو القیاس الصحیح و غلط الدانی من قال بخلاف بتفخیم الراء، و ذهب مكی و المهدوی و ابن شریح و الأهوازی و غیرهم إلی الترقیق، و ذهب ابن بلیمة و غیرهم إلی التفصیل فیأخذون بالترقیق من طریق الأزرق، و بالتفخیم لغیره، و هذه إحدی الكلمات الثلاث التی وقع فیها الخلاف
______________________________
(1) تنبیه: لا إدغام فی نون یَقُولُونَ رَبَّنا* لسكون ما قبل النون، و لا فی راء غَفُورٌ رَحِیمٌ* لوجود التنوین، و لا فی میم قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ و ذلك لوجود التشدید.
(2) و یقصد بلا خلاف؛ أی هذا مما أجمع علیه القراء، أی علی تفخیم رائه، لكونه اسما أعجمیا.
(3) رسمت امْرَأَتُ* بالتاء، و وقف علیها بالهاء، ابن كثیر، و أبو عمرو، و الكسائی، و وقف الباقون بالتاء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 139
و الثانیة قربة، و الثالثة المرء، و المعول علیه فی جمیعها التفخیم و اللّه أعلم.
29- وَ إِنِّی أُعِیذُها قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون و بالإسكان.
30- وَ كَفَّلَها قرأ الكوفیون بتثقیل الفاء، و الباقون بالتخفیف.
31- زَكَرِیَّا* «1» كله قرأ حفص و الأخوان بالقصر من غیر همز، و الباقون بالمد و الهمز إلا أن شعبة نصب الأول علی أنه مفعول ثان لكفلها، و الباقون بالرفع، و لا خلاف بینهم فی تشدید یائه و تخفیفها لحن هذا حكم كل كلمة بانفرادها و أما حكم كفلها مع زكریا فالحرمیان و البصری، و الشامی بالتخفیف و الهمز و الرفع و شعبة بالتثقیل و الهمز و النصب، و حفص و الأخوان بالتثقیل، و ترك الهمزة.

تنبیه:

إذا وقف علی زكریا یجوز لهشام المد و القصر و التوسط، لأن أصله عنده الهمز و خففه للوقف، و لا یجوز لحمزة إلا القصر، لأنه یقرأ بلغة من لا یهمز.
32- الْمِحْرابَ* رقق ورش راءه علی أصله.
33- فَنادَتْهُ قرأ الأخوان بألف بعد الدال، الباقون بتاء التأنیث الساكنة، فتحذف الألف و الفعل المسند لجمع التكسیر یذكر و یؤنث باعتبار تأویله بالجمع و الجماعة.
34- فِی الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ قرأ الشامی و حمزة بكسر همزة إن، و الباقون بالفتح.
35- یُبَشِّرُكَ* معا قرأ الأخوان بفتح الیاء و إسكان الموحدة و تخفیف الشین و ضمها، و الباقون بضم الیاء و فتح الباء و تشدید الشین مكسورة. «2»
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و قل زكریا دون همز جمیعه‌صحاب و رفع غیر شعبة الا و لا
(2) قال الشاطبی:
مع الكهف و الإسراء یبشركم سمانعم ضمّ حرك و اكسر الضّمّ أثقلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 140
36- و نبیئا لا یخفی.
37- اجْعَلْ لِی آیَةً* قرأ نافع و البصری بفتح یاء لی، و الباقون بالإسكان.
38- لَدَیْهِمْ* معا قرأ حمزة بضم الهاء، و الباقون بالكسر.
39- یَشاءُ إِذا تسهیل همزة إذا و إبدالها واوا خالصة للحرمیین و بصری، و تحقیقها للباقین لا یخفی.
40- فَیَكُونُ* قرأ الشامی بنصب النون، و الباقون بالرفع.
41- وَ یُعَلِّمُهُ قرأ نافع و عاصم بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون.
42- أَنِّی أَخْلُقُ قرأ نافع بكسر همزة إن، و الباقون بالفتح، و قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، فإن قرأت من قوله تعالی و یعلمه، و الوقف علی ما قبله تام عند من قرأ و نعلمه بالنون، و علی قراءة و یعلمه كاف لاحتمال عطفه علی یبشرك إلی قوله بإذن اللّه، أو الثانی، و الوقف علیهما كاف، و یجوز الوقف عن من ربكم علی قراءة من كسر إن و لم یجز علی قراءة الفتح فیجتمع فیه لقالون التوراة و المنفصل و میم الجمع، و لا یخفی أن لقالون فی كل واحد منها وجهین فیجتمع له ثمانیة أوجه، الأول: فتح التوراة، و قصر المنفصل و إسكان میم الجمع.
الثانی: فتح التوراة و قصر المنفصل و ضم میم الجمع.
الثالث: فتح التوراة و مد المنفصل و إسكان میم الجمع.
الرابع: فتح التوراة و مد المنفصل و ضم میم الجمع، فهذه أربعة أوجه علی فتح التوراة، و یأتی مثلها علی تقلیله و اللّه أعلم.
43- كَهَیْئَةِ* فیه لورش المد و التوسط كشی‌ء.
44- طائرا قرأ نافع بألف بعد الطاء و همزة مكسورة بعده، و الباقون بیاء ساكنة بین الطاء و الراء. «1»
______________________________
(1) قرأ نافع هكذا طائرا بالف بعد الطاء و همزة مكسورة بعدها، مكان الباء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 141
45- بُیُوتِكُمْ* قرأ ورش و بصری و حفص بضم الباء، الباقون بالكسر.
46- جِئْتُكُمْ* إبداله للسوسی جلی.
47- صِراطٌ* قرأ قنبل بالسین و خلف بإشمام الصاد الزای، و الباقون بالصاد الخالصة.
48- مُسْتَقِیمٌ* تام فی أنهی درجاته فاصلة و منتهی النصف بإجماع.

الممال‌

اصطفی و اصطفاك معا و قضی «1» لهم عمران معا لابن ذكوان بخلف عنه أنثی، و كالأنثی، و یحیی و عیسی لدی الوقف، و الدنیا و الموتی لهم و بصری المحراب معا لابن ذكوان إلا أن الأول بخلف عنه فله فیه الفتح و الإمالة. و الثانی یمیله بلا خلاف لأنه مجرورا.
إِنِّی* «2» الثلاثة لهم و دوری طیبة و آیة لعلی إن وقف فناداه للأخوان لأنهما یثبتان ألفا بعد الدال، و ورش لم یثبته فلا إمالة له فیه و الإبكار لهما و دوری التوراة معا لنافع و حمزة بخلف عن قالون و تقلیلا للبصری و ابن ذكوان و علی إضجاعا.

المدغم‌

قَدْ جِئْتُكُمْ* لبصری و هشام و الأخوان.
أَعْلَمُ بِما* قالَ رَبِّ* الثلاثة، رَبَّكَ كَثِیراً یَقُولُ لَهُ*،
______________________________
- قرأ الباقون هكذا طَیْراً* من غیر ألف و بیاء ساكنة بعد الطاء، قال الشاطبی:
و فی طائرا طیرا و عقودها خصوصا
(1) اصْطَفی*، اصْطَفاكِ*، و قضی بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
(2) إِنِّی* فی ثلاثة مواضع لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لدوری أبی عمرو.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 142
فَاعْبُدُوهُ هذا*. «1» و ما فیه مما لا یدغم لا یخفی.
49- أَنْصارِی إِلَی* قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
50- فَیُوَفِّیهِمْ* قرأ حفص بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون. «2»
51- كُنْ فَیَكُونُ الْحَقُ لا خلاف فی رفع نون فیكون هنا، و منه احترز بقوله: و فی آل عمران فی الأولی.
52- لَعْنَتَ* رسمت بالتاء، خلاف وقفها جلی «3».
53- لَهُوَ* قرأ قالون و البصری و علی بإسكان الهاء و الباقون بالضم.
54- ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ* قرأ قالون و البصری بألف بعد الهاء و تسهیل الهمزة مع المد و القصر، و ورش بتسهیل الهمزة من غیر ألف و له أیضا إبدالها ألفا محضة فتجتمع مع النون و هی ساكنة فیمد طویلا.
و البزی و الشامی و الكوفیون بألف بعد الهاء، و همزة محققة بعد الألف، و هم فی المد علی أصولهم، و قنبل بغیر ألف، و همزة محققة مثل سألتم كالوجه الأول عن ورش إلا أنه لا یسهل.
ثم إن العلماء خاضوا فی توجیه هذه القراءات فمنهم من یقول یحتمل لجمیعهم أن الهاء هاء تنبیه كهاء هذا و هؤلاء دخلت علی أنتم و یحتمل أنها مبدلة عن همزة الاستفهام الداخلة علی أنتم، لأن العرب كثیرا ما یبدلون
______________________________
(1) یلاحظ أن قَدْ جِئْتُكُمْ* بالإدغام الصغیر لأبی عمرو البصری، و هشام، و الأخوان حمزة و الكسائی.
أَعْلَمُ بِما* و قالَ رَبِّ* و رَبَّكَ كَثِیراً و یَقُولُ لَهُ* و فَاعْبُدُوهُ هذا* بالإدغام الكبیر للسوسی.
(2) قرأ حفص بیاء الغیبة هكذا (فیوفیوهم)، و قرأ الباقون بالنون هكذا (فنوفیهم)، قال الشاطبی: و یا فی نوفیهم علا
(3) رسمت بالتاء و وقف علیه ابن كثیر، و أبو عمرو، و الكسائی بالهاء، و وقف الباقون بالتاء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 143
من الهمزة هاء نحو هردت فی أدرت، و هیاك فی إیاك، و هرقت فی أرقت، و منهم من یقول هی عند البزی و ابن ذكوان و الكوفیین للتنبیه، و عند قنبل و ورش مبدلة و عند قالون و هشام و البصری تحتمل الوجهین و جری عمل المتأخرین علی اقتران توجیهها بقراءتها و لهذا تعسرت الآیة و تخلطت قراءتها علی كثیر من الطلبة، و هذا التوجیه قال المحقق: تمحل و تعسف لا طائل تحته، و لا فائدة فیه لا سیما علی الطریق الأولی، فإن تعسفها و مصادمتها للأصول لا یخفی.
و العجب لهم كیف قرنوا توجیه هذا الآیة بقراءتها، و ما الفرق بینها و بین سائر الآیات فإن ادعوا عسرها دون غیرها قلنا ممنوع بل مماثلها كثیر بل ثمت ما هو أعسر منها و العمدة علی ثبوت القراءة لا علی توجیهها، و لا شك أن قراءة هذه الآیة ثابتة بالتواتر فیجب علینا قبولها عرفنا توجیهها أم لا فمن فتح اللّه له باب توجیه معرفتها فهو زیادة علم، و من لم یفتح له فلم یمنعه ذلك من قراءتها، و نحن نذكر كیفیة قراءتها علی وجه سهل یسیر مع بیان توجیهها تبعا لهم لكن علی الطریقة الثانیة، لأنها أقرب للصواب إلا ما ذكروه لهشام من أنها مبدلة فهو مشكل فنقول و باللّه التوفیق: الوقف فی هذه الآیة علی علم الأول كاف، و علی الثانی أكفی و علی تعلمون تام، و لا تختلف قراءاتها باختلاف الوقف علیها فنبدأ بقالون بإثبات الألف بعد الهاء و تسهیل الهمزة، و إسكان میم الجمع مع قصر هاء هؤلاء و مده فالأول علی أنها مبدلة و هو الأحسن، و الألف فاصلة أو أنها للتنبیه، و قصرت للفصل حكما أو لتغیر الهمزة علی قاعدة:
و إن حرف مد قبل همز مغیر الخ.
و الثانی علی أنها مبدلة فهما بابان فلا تركیب أو أن ها للتنبیه و قصر لتغیر الهمزة و هذا وجهان.
الثالث: مدهما علی أن هاء للتنبیه، و لم یعتبر الفصل و لا التغییر، و لا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 144
یجوز قصر هؤلاء مع مدها أنتم لما یلزم علیه من اعتبار المغیر، و عدم اعتبار المحقق، و یندرج معه فی الثلاثة البصری السوسی فی الأول، و الدوری فی الجمیع، و یأتی علی كل من الاحتمالین سؤال، فیقال علی الأول: أصل قالون و البصری فی اجتماع الهمزتین تغییر الثانیة نحو أ أنذرتهم فلم غیرا هنا الهمزتین؟ قلنا مبالغة فی التخفیف.
و علی الثانی أصلهما إذا دخل ها التنبیه علی الهمزة تحقیقها نحو هؤلاء قلنا سهلاها فی ها أنتم دون غیره كهؤلاء تنبیها علی جواز تسهیل المتوسط و أنه قوی كثیر و جمعا بین اللغتین، و هذا كله مع ثبوت الروایة ثم تعطفه بصلة المیم مع الأوجه الثلاثة ثم تأتی لورش بالتسهیل بلا إدخال و بإبدالها ألفا مع المد الطویل، و هی عنده مبدلة من الهمزة و جری علی أصله فی الهمزتین نحو أ أنذرتهم إلا أنه زاد تغییر الأولی مبالغة فی التخفیف.
ثم البزی بالتحقیق و الإدخال و هی عنده هاء التنبیه و جری علی أصله من عدم اعتبار المنفصل، ثم قنبل بالتحقیق بلا إدخال و هی عنده مبدلة، و خرج عن أصله من تحقیق ثانی الهمزتین استغناء بتخفیف الأولی، ثم هشام بالمد و التحقیق علی أن ها للتنبیه، و لهذا حقق الهمزة بعدها كهمزة هؤلاء، و یندرج معه ابن ذكوان و عاصم و علی، ثم حمزة و هی عنده ها تنبیه و جروا علی أصولهم فیه، و من المعلوم أن مد هؤلاء منفصلا و متصلا تابع فی المد ها أنتم إلا مد المتصل منه لمن قصرها أنتم هذا الذی یقتضیه كلام المحقق و من تبعه، و الذی یؤخذ من الشاطبیة و شراحها، و قرأت به علی شیخنا رحمه اللّه، و ذكر شیخه فی مسائله أن لهشام و من دخل معه، و حمزة وجها آخر و هو التحقیق مع إثبات ألف علی أنها مبدلة، و جری فیها هشام علی أحد وجهیه فی الهمزتین اكتفاء بتخفیف الأولی، و الباقون جروا علی أصولهم من تحقیق الثانیة و فصلوا بألف جمعا بین اللغتین و علیه فكلهم یندرج مع هشام فی قصرها أنتم و یتخلف حمزة فی مد هؤلاء فتعطفه بعده ثم تأتی به فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 145
هاء أنتم و ما بعده، و الصواب و اللّه أعلم.
هو الأول و هو الذی ثبت علیه أمرنا فی الإقراء، و العجب من شیخنا و شیخه رحمهما اللّه عمدتهما نقلا و فهما كلام المحقق، و خالفاه فی هذه المسألة، و أعجب من ذلك تقدیمهما ما أنكره المحقق حال الأداء كما قرأته كذلك علی شیخنا و ذكره كذلك شیخه فی مسائله مع نقله إنكار المحقق له.
55- إِبْراهِیمَ* كل ما فی هذه السورة من لفظ إبراهیم وافق هشام فیه غیره.
56- النَّبِیُّ* لا یخفی.
57- أَنْ یُؤْتی* قرأ المكی بزیادة همزة قبل همزة أن علی الاستفهام، و لا یخفی إجراؤه علی أصله من تسهیل الثانیة من غیر إدخال و الباقون بهمزة واحدة علی الخبر. «1»
58- یَشاءُ* معا و الآخرة وقفه لا یخفی.
59- الْعَظِیمِ* تام و قیل كاف فاصلة و منتهی الربع بإجماع.

الممال‌

عِیسَی* معا، و یا عِیسی* و الدُّنْیا* «2» لهم و بصری أَنْصارِی* لدوری علی الْقِیامَةِ* و الْآخِرَةَ* لعلی لدی الوقف، جاءَكَ* لحمزة و ابن ذكوان، التَّوْراةَ* لحمزة و نافع بخلف عن قالون تقلیلا، و للبصری و ابن ذكوان و علی إضجاعا النَّاسِ* لدوری أولی
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر أَنْ یُؤْتی* بهمزتین ثانیتهما مسهلة من غیر إدخال، علی الاستفهام التوبیخی. و قرأ الباقون بهمزة واحدة مفتوحة، علی الإخبار قال الشاطبی:
و فی آل عمران عن ابن كثیرهم‌یشفع أن یؤتی إلی ما تسهلا
(2) عیسی، الدنیا بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو. و أَنْصارِی* بالإمالة لدوری الكسائی فقط، و لا تقلیل فیه لورش؛ لأن الراء لیست متطرفة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 146
و هدی لدی الوقف و الهدی و یؤتی لهم النار لهما و دوری.

المدغم‌

وَدَّتْ طائِفَةٌ، وَ قالَتْ طائِفَةٌ «1» لا خلاف بینهم فی إدغام تاء التأنیث فی ثلاثة أحرف الطاء و التاء و الدال.
الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ*، الْقِیامَةِ ثُمَّ* فَأَحْكُمُ بَیْنَكُمْ، قالَ لَهُ* 60- یُؤَدِّهِ* معا قرأ البصری و شعبة و حمزة بسكون الهاء، و قالون و هشام بخلف عنه بكسره من غیر صلة و هو مرادهم باختلاس هنا، و الباقون بكسرة مع الصلة و هو الطریق الثانی لهشام، و قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا، و الباقون بالهمزة و كیفیة قراءة هذه الآیة من قوله تعالی و من أهل الكتاب إلی إلیك الأول و الوقف علیه كاف: أن تبدأ بقالون و ماله فیما قبل یؤده لا یخفی، و له فیه الاختلاس، و یدخل معه هشام فی أحد وجهیه فتعطفه بالوجه الثانی و هو الصلة فیصله من باب المنفصل فتمد له و یندرج معه ابن ذكوان و حفص و أبو الحارث، ثم تعطف شعبة بإسكان یؤده و یدخل معه خلاد فتعطفه بالنقل، و هذا و إن لم ینقله ورش فیقتضیه أصله، ثم تعطف الدوری بإمالة قنطار، و تسكین یؤده، و دخل فیه روایته عن علیّ إلا أنها تتخلف فی یؤده فتعطفه بالصلة مع مد المنفصل، ثم تعطف خلفا علی عدم السكت بإدغام تنوین قنطار فی یاء یؤدی بلا غنة مع النقل، و عدم السكت فی یؤده إلیك ثم المكی بصلة تأمنه و یؤده، ثم السوسی بإبدال تأمنه و إمالة قنطار و تسكین یؤده، ثم ورشا بنقل و من أهل و من أن، و بإبدال تأمنه و یؤده وصلته و مده و تقلیل قنطار، ثم خلفا بالسكت فی و من أهل و من أن، و النقل
______________________________
(1) یلاحظ أن وَدَّتْ طائِفَةٌ بالإدغام لجمیع القراء.
و الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ*، الْقِیامَةِ ثُمَّ*، فَأَحْكُمُ بَیْنَكُمْ، قالَ لَهُ* بالإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 147
و السكت فی یؤده إلیك و لا یأتی له عدم السكت لأن عدم السكت لا یأتی علی السكت فتنبه و احذر مما وقع فیه كثیر من القاصرین و اشكر اللّه الذی قیض لك من صوّر لك الحقائق، و نبهك علی الدقائق، و اللّه خلقكم و ما تعملون.
61- إِلَیْهِمْ* قرأ حمزة بضم الهاء، و الباقون بالكسر.
62- لِتَحْسَبُوهُ قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین، و الباقون بالكسر. «1»
63- كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ* قرأ من تقدم و علی بضم التاء و فتح العین و كسر اللام مشددة، و الباقون بفتح التاء و إسكان العین و فتح اللام مخففة.
64- النبوة و النبیین معا و النبیون لا تخفی «2».
65- وَ لا یَأْمُرَكُمْ قرأ الحرمیان و علی برفع الراء و البصری بإسكانها، و للدوری عنه الاختلاس أیضا و لا یعارض هذا قوله:
و رفع و لا یأمركم روحه سما لأنه مقید بما تقدم فی البقرة، و الباقون بالنصب.
66- أَ یَأْمُرُكُمْ* قرأ البصری بإسكان الراء و للدوری الاختلاس ایضا، و الباقون بالرفع.
67- لَما آتَیْتُكُمْ قرأ حمزة بكسر لام لما، و الباقون بالفتح، و قرأ نافع آتیناكم بالنون و الألف علی التعظیم، و الباقون بتاء مضمومة موضع النون من غیر ألف. «3»
______________________________
(1) قال الشاطبی: و یحسب كسر السین مستقبلا سما رضاه
(2) قرأ نافع وحده بالهمز فی الثلاث، و الباقون بالإبدال.
(3) قرأ حمزة لما* بكسر اللام، و الباقون بفتحها. و قرأ نافع آتَیْناكُمْ* بنون العظمة و ألف بعدها. و الباقون آتَیْتُكُمْ بتاء مضمومة من غیر ألف.
قال الشاطبی: و بالتاء آتینا مع الضمّ خوّلا و كسر لما فیه
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 148
68- أَ أَقْرَرْتُمْ قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الثانیة، و روی عن ورش إبدالها ألفا فتلتقی مع سكون القاف فمده لازم، و اختلف عن هشام بالتحقیق و التسهیل، و الباقون بالتحقیق و أدخل بین الهمزتین ألفا قالون و البصری و هشام، و الباقون بلا إدخال.
69- ذلِكُمْ إِصْرِی لو وقف علیه فلیس فیه لحمزة إلا السكت، و عدمه و لا یجوز النقل، لأن میم الجمع أصلها الضم فلو حركت بالنقل لتغیرت عن حركتها الأصلیة فی نحو عَلَیْكُمْ أَنْفُسَكُمْ، و زادَتْهُمْ إِیماناً* و تحریك البصری لها بالكسر فی نحو علیهم القتال و بهم الأسباب، لأنه الأصل فی التقاء الساكنین و لأجل كسر الهاء قبلها فتبع الكسر الكسر.
و ما ذكره ابن مهران و تبعه الجعبری من جواز النقل فهو خلاف الصحیح و المقروء به كما ذكره غیر واحد، قال المحقق: أجاز النحاة النقل بعد الساكن الصحیح مطلقا، و لم یفرقوا بین میم الجمع و غیرها، و لم یوافقهم القراء علی ذلك فأجازوه فی غیر میم الجمع، و هذا هو الصحیح الذی قرأنا به و علیه العمل. انتهی مختصرا.
70- وَ أَنَا مَعَكُمْ لا خلاف بینهم فی حذف ألفه وصلا. «1»
71- یَبْغُونَ* قرأ البصری و حفص بیاء الغیبة و الباقون بتاء الخطاب. «2»
72- یُرْجَعُونَ* قرأ حفص بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب. «3»
73- ناصِرِینَ*، تام، و فاصلة، و منتهی الحزب السادس باتفاق.
______________________________
(1) أجمع القراء علی حذف الألف وصلا و إثباتها وقفا.
(2) قرأ أبو عمرو و حفص بیاء الغیبة هكذا یَبْغُونَ*، و الباقون بتاء الخطاب هكذا تبغون، قال الشاطبی: و بالغیب ترجعون عاد و فی تبغون حاكیه عوّلا
(3) قال الشاطبی: و بالغیب ترجعون عاد
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 149

الممال‌

بِقِنْطارٍ و بِدِینارٍ «1» لهما و دوری بَلی* و أَوْفی* وَ اتَّقی* و تَوَلَّی* و افْتَدی لهم لِلنَّاسِ*، و النَّاسِ* لدوری جاءَكُمْ* و جاءَهُمْ* لحمزة و ابن ذكوان مُوسی* و عِیسَی* لهم و بصری.

المدغم‌

وَ أَخَذْتُمْ لنافع و بصری و شامی و شعبة و الأخوان. «2»
وَ النُّبُوَّةَ ثُمَ یَقُولَ لِلنَّاسِ، وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ وَ نَحْنُ لَهُ* یَبْتَغِ غَیْرَ علی أحد وجهیه، و لیس فی القرآن إدغام غین فی غین إلا هذا، مِنْ بَعْدِ ذلِكَ*.

تنبیهات‌

الأول: جری عمل شیوخ المغرب فی یبتغ غیر بالإدغام فقط، و حكی فی التیسیر الوجهین و تبعه الشاطبی، و الوجهان صحیحان قال بكل منهما جماعة من الأئمة، و بهما قرأت.
الثانی: لا إدغام فی بعد ذلك عملا بقوله:
______________________________
(1) بِقِنْطارٍ و بِدِینارٍ بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
بَلی* و أَوْفی* و تَوَلَّی* بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
لِلنَّاسِ* و وَ النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو.
جاءَكُمْ* و جاءَهُمْ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
مُوسی*، و عِیسَی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش و بالتقلیل لأبی عمرو.
(2) وَ أَخَذْتُمْ من باب الإدغام الصغیر، و قد أظهره ابن كثیر، و أدغمه الباقون. أما یقول الناس، وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ وَ نَحْنُ لَهُ*، وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ بالإدغام الكبیر للسوسی، و له الاختلاس فیما إذا كان قبل المدغم ساكن صحیح. و لا إدغام فی دال بَعْدِ ذلِكَ* لكونها مفتوحة بعد ساكن، و لیس بعدها التاء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 150
و لم تدغمن مفتوحة بعد ساكن بحرف بغیر التّاء 74- أَنْ تُنَزَّلَ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
75- حِجُّ* قرأ حفص و الأخوان بكسر الحاء، و الباقون بالفتح.
76- وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ إذا جاورت الباء المیم الساكنة و سواء كان السكون عارضا كهذا، ثم لازما نحو أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ، أم تخفیفا نحو إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ ففی المیم لكل القراء وجهان: الإخفاء، و هو اختیار الدانی و غیره، و الإظهار، هو اختیار مكی و غیره.
77- صِراطٍ* قرأ قنبل بالسین و خلف بإشمام الصاد الزای، و الباقون بالصاد.
78- وَ لا تَفَرَّقُوا قرأ البزی فی الوصل بتشدید التاء مع المد المشبع، و الباقون بالتخفیف، و اتفقوا علی التخفیف فی كالذین تفرقوا بعده.
79- شَفا* لم یمله أحد، لأنه واوی.
80- تُرْجَعُ الْأُمُورُ* قرأ الأخوان و الشامی بفتح التاء، و كسر الجیم، و الباقون بضم التاء و فتح الجیم.
81- عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ* و عَلَیْهِمُ الْمَسْكَنَةُ قرأ البصری بكسر الهاء و المیم، و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
82- الْأَنْبِیاءَ* قرأ نافع بهمزة بعد الباء، و الباقون بیاء خفیفة موضعها.
83- الْأَرْضِ* و الْأُمُورُ* و الْأَدْبارَ* وقفها لحمزة لا یخفی.
84- یَعْتَدُونَ* كاف، و قیل لا یوقف علیه لتعلق ما بعده بما قبله بناء علی أن ضمیر الجماعة و هو الواو المتصل بلیس ضمیر من تقدم ذكره فی قوله: مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ، و هذا مذهب الجمهور و هو اختیار غیر واحد كأبی حاتم، و الزجاج و العمانی، و قال قوم و نسب إلی أبی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 151
عبیدة الواو ضمیر الفریقین اللذین یقتضما سواء و حذف ذكر أحد الفریقین لدلالة الأخر علیه، و تقدیر الكلام و اللّه أعلم أمة قائمة و أمة غیر قائمة فحذف الاستثناء بالمذكور، و علیه فالوقف علی یعتدون تام، و لا یوقف علی یعتدون تام، و لا یوقف علی سواء، و الأول أظهر لأن فی الثانی الإضمار قبل الذكر، و لیس بالشائع لكن یجوز الوقف علی یعتدون لكونه رأس آیة باتفاق و هو منتهی الربع عند بعض، و علیه جری عملنا و عند الجمهور ینصرون قبله، و عند بعض سواء بعده.

الممال‌

التَّوْراةَ* و بِالتَّوْراةِ لورش و حمزة، و قالون بخلف عنه تقلیلا، و لابن ذكوان و البصری و علی إضجاعا، افْتَری* «1» لهم و بصری للناس معا و الناس معا لدوری و هدی و أذی لدی الوقف، و تتلی لهم كافرین و النار لهما، و دوری، تقاته لورش و علیّ جاءهم لحمزة و ابن ذكوان المسكنة لدی الوقف لعلی.

المدغم‌

مِنْ بَعْدِ ذلِكَ* «2» الْعَذابَ بِما* (رحمة اللّه هم) یُرِیدُ ظُلْماً*، الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ، و لا إدغام فی الْكَذِبَ مِنْ عملا بقوله:
و فی من یشأ با یعذّب و لا فی وجوههم إذ لا یدغم من المثلین فی كلمة واحدة: إلا مَناسِكَكُمْ و ما سَلَكَكُمْ.
85- یفعلوه و یكفروه قرأ الأخوان و حفص بیاء الغیب فیهما، و الباقون بالتاء الفوقیة علی الخطاب فیهما، و لا یخفی أصل المكی فی
______________________________
(1) افْتَری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(2) مِنْ بَعْدِ ذلِكَ* هو من باب الإدغام الكبیر للسوسی، و لا إدغام فی باء الْكَذِبَ مِنْ؛ لأن الباء لا تدغم فی المیم إلا فی كلمة یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ* فقط.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 152
یكفروه.
86- صِرٌّ* رقیقة لورش لا یخفی.
87- ها أَنْتُمْ أُولاءِ تقدم قریبا نظیره إلا أن هذا فیه زیادة وجه و هو من المیم مع الصلة لملاقاة همزة أولا، فلقالون فیه خمسة أوجه قصر و مد ها أنتم مضروبان فی ثلاثة المیم ستة أوجه منها واحد ممنوع و هو قصر المیم مع الضم و مد ها أَنْتُمْ* و تقدم تقلیله.
88- عَضُّوا ضاده ساقطة بخلاف الغیظ و بغیظكم.
89- تَسُؤْهُمْ* لا خلاف بین السبعة فی همزه إثبات إلا حمزة إذا وقف.
90- لا یَضُرُّكُمْ* قرأ الحرمیان و البصری بكسر الضاد و جزم الراء، و الباقون بضم الضاد، و رفع الراء و تشدیدها. «1»
91- تَفْشَلا لا إمالة فیه لأنه ألف المثنی، و هو لا یمال نحو تظاهرا و تصالحا و تتوبا و كذلك الضمیر متصلا كان أو منفصلا.
92- مُنْزَلِینَ* قرأ الشامی بفتح النون و تشدید الزای، و الباقون بتخفیفها مع سكون النون.
93- مُسَوِّمِینَ قرأ المكی و بصری و عاصم بكسر الواو علی إسناد الفعل إلیهم مجازا، و الباقون بفتحها اسم مفعول، و الفاعل هو اللّه عز و جل. «2»
94- مضعفة قرأ الشامی و مكی بتشدید العین و حذف الألف، و الباقون بإثبات الألف، و لتخفیف العین. «3»
______________________________
(1) قال الشاطبی:
یضركم بكسر الضّاد مع جزم رائه‌سما و یضمّ الغیر و الرّاء ثقلا
(2) قال الشاطبی: و حقّ نصیر كسر واو مسوّمین
(3) قرأ ابن كثیر، و ابن عامر هكذا مضعفة بحذف الألف و تشدید العین. و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 153
95- سواء* و غیره مما وقف علیه حمزة لا یخفی.
96- تُرْحَمُونَ* كاف، و لحاذف الواو تام، و فاصلة، و منتهی النصف بلا خلاف.

الممال‌

وَ یُسارِعُونَ لدوری علی النَّارَ* و الْكافِرِینَ* لهما، و دوری الدُّنْیا* و بُشْری* لهم و بصری بَلی* لهم الرِّبا* للأخوین. «1»

المدغم‌

لَهَمَّتْ طائِفَةٌ «2» لا خلاف فی إدغامه إذ تقول لبصری و هشام و الأخوین كَمَثَلِ رِیحٍ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِینَ، فَیَغْفِرُ لِمَنْ* وَ یُعَذِّبُ مَنْ* وَ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ.
97- سارِعُوا قرأ نافع و الشامی بلا واو قبل السین علی الاستئناف، و هو كذلك فی مصحفهما، و الباقون بإثبات الواو عطفا علی
______________________________
- هكذا مُضاعَفَةً بإثبات الألف و تخفیف العین، قال الشاطبی:
و العین فی الكلّ ثقّلا كما دار
(1) وَ یُسارِعُونَ بالإمالة لدوری الكسائی وحده، و لا تقلیل فیها لورش لأن الراء لیست متطرفة. و النار و الكافرین بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش. (الدنیا) بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، بالتقلیل لأبی عمرو.
بُشْری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
الرِّبا* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و لا تقلیل فیه لورش لأنه من الكلمات التی یفتحها قولا واحدا.
(2) لَهَمَّتْ طائِفَةٌ أدغمها جمیع القراء.
كَمَثَلِ رِیحٍ، تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِینَ، فَیَغْفِرُ لِمَنْ*، یُعَذِّبُ مَنْ*، وَ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ بالإدغام للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 154
و أطیعوا، و هو كذلك فی مصاحفهم.
98- قَرْحٌ* معا قرأ الأخوان و شعبة بضم القاف، و الباقون بفتحها لغتان.
99- كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ قرأ البزی بخلاف عنه بتشدید تاء تمنون وصلا، و الباقون بالتخفیف، و هو فی المیم علی أصله من صلتها بواو فی اللفظ فیلتقی مع الساكن اللازم المدغم فیمد طویلا و التخفیف عنه أشهر و أظهر، و لم یعلم التشدید إلا من طریق الدانی، و قال المحقق: و لم نعلم أحدا ذكر كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ و فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ سوی الدانی من طریق أبی الفرج محمد بن عبد اللّه النجاد المقرئ، و هو لم یقرأ بذلك، و یدل علیه قوله فی التیسیر بعد أن قال البزی یشدد التاء فی أحد و ثلاثین موضعا وعدها، و زاد أبو الفرج النجاد المقرئ من قراءته عن أبی الفتح بن برهان عن أبی بكر الزینبی عن أبی ربیعة عن البزی عن أصحابه عن ابن كثیر أنه شدد التاء فی كنتم تمنون و فظلتم تفكهون و قال فی مفرداته و زادنی أبو الفرج، و هذا صریح فی المشافهة، و لكنی أقول كما قال المحقق رحمه اللّه فی نشره، و لو لا إثباتهما فی التیسیر و الشاطبیة و التزامنا بذكر ما فیهما من الصحیح و دخولهما فی ضابط نص البزی و هو كل تاء تكون فی أول فعل مستقبل یحسن معها تاء أخری، و لم ترسم خطّا لما ذكرناهما لأن طریق الزینبی لم تكن فی كتابنا و ذكر الدانی لهما فی تیسیره اختیار، و الشاطبی تبع له إذ لم یكونا من طرق كتابیهما، و هذا موضع یتعین التنبیه علیه و لا یهتدی إلیه إلا حذاق الأئمة الجامعین بین الروایة و الدرایة، و الكشف و الإتقان.
100- مُؤَجَّلًا قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا وصلا و وقفا، و مثله حمزة إن وقف، و الباقون بالهمز مطلقا.
101- نُؤْتِهِ* «1» معا قرأ البصری و شعبة و حمزة بإسكان الهاء،
______________________________
(1) قرأ أبو عمرو، و شعبة، و حمزة فی الموضعین هكذا نُؤْتِهِ* بإسكان الهاء، و قالون-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 155
و هشام بخلف عنهم، و قالون بكسره من غیر صلة، و الباقون بكسره مع الصلة، و هو الطریق الثانی لهشام، و إبدال همزه لورش و سوسی لا یخفی.
102- وَ كَأَیِّنْ* قرأ المكی بالألف و بعده همزة مكسورة، و الباقون بهمزة مفتوحة و یاء مكسورة مشددة فإن وقف علیه فالبصری یقف علی الیاء تنبیها علی الأصل لأنها مركبة من كاف التشبیه، و أی المنونة فلزم التنوین لأجل التركیب، و ثبت رسما و یحذف للوقف و حدث فیها بالتركیب معنی كم الخبریة، و الباقون یقفون بالنون اتباعا لصورة الرسم.
103- نبی قتل قرأ نافع بهمزة بعد الیاء و هو علی أصله فی المد، و الباقون بیاء مشددة من غیر همز و لا مد، و قرأ الحرمیان و البصری قتل بضم القاف و كسر التاء، و الباقون بفتح القاف و التاء و ألف بینهما.
104- فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْیا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ مد فآتاهم و الآخرة من باب واحد و إمالة فآتاهم و الدنیا كذلك فیأتی فی الثانی ما أتی فی الأول، فتأتی بالقصر مع الفتح فیهما و بالتوسط مع التقلیل، و بالطویل مع الفتح و التقلیل، و هذا كله لورش كما لا یخفی.
105- الرُّعْبَ* قرأ الشامی و علی بضم العین، و الباقون بالإسكان.
106- ما لَمْ یُنَزِّلْ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون، و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
107- وَ مَأْواهُمُ* إبداله للسوسی فقط و لم یبدله ورش، و إن كان فاء لأن كل ما جاء من باب الإیواء نحو تؤوی إلیك و تؤویه، و المأوی و فأووا لا یبدله.
108- عَفا* لا یمال لأنه واوی.
______________________________
- بالقصر، و لهشام القصر و الصلة، و الباقون بالصلة قولا واحدا، و ورش و السوسی بإبدال الهمزة فی الحالین، و كذا حمزة عند الوقف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 156
109- الْمُؤْمِنِینَ* تام و قیل كاف فاصلة و منتهی الربع بإجماع.

الممال‌

وَ سارِعُوا لدوری علی النَّاسِ* معا و لِلنَّاسِ* لدوری و هُدیً* و مَثْوَی* لدی الوقف فَآتاهُمُ و مَوْلاكُمْ* و مَأْواهُمُ* «1» لهم، و هذه الثلاثة أعنی (مثوی و مولی و مأوی) مما یقع الغلط فیمیله بعض الناس للبصری و یظنه من باب فعلی، و لیس كذلك بل هو من باب مفعل الْكافِرِینَ* معا لهما، و دوری الدُّنْیا* الثلاثة و أَراكُمْ* لهم و بصری.

المدغم‌

یُرِدْ ثَوابَ* معا لبصری و شامی و الأخوین اغْفِرْ لَنا* لبصری بخلف عن الدوری.
وَ لَقَدْ صَدَقَكُمُ لبصری و هشام و الأخوین إذ تحسونهم كذلك.
الرُّعْبَ بِما لَقَدْ صَدَقَكُمُ الْآخِرَةَ ثُمَ «2».
110- یَغْشی طائِفَةً قرأ الأخوان بالتاء الفوقیة، و الباقون بالیاء التحتیة.
111- شَیْ‌ءٍ* أوجهه الأربعة لا تخفی.
112- كُلَّهُ لِلَّهِ* قرأ البصری برفع لام كله مبتدأ و للّه خبره،
______________________________
(1) فآتاهم، و مولاكم، و مأواهم، و هدی؛ و مثوی لدی الوقف، و الدنیا بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ الدنیا.
و لا إمالة و لا تقلیل لأحد القراء فی لفظ عَفا* لأنه واوی.
(2) یُرِدْ ثَوابَ* بالإدغام الصغیر لأبی عمرو، و ابن عامر، و حمزة و الكسائی.
و اغْفِرْ لَنا* بالإدغام لأبی عمرو بخلف عن الدوری. وَ لَقَدْ صَدَقَكُمُ، إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بالإدغام لأبی عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی. و الرعب بما، صدقكم بالإدغام الكبیر للسوسی، و له الاختلاس فی الرعب بما.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 157
و الجملة خبر إن، و الباقون بنصبه تأكیدا لاسم إن.
113- بُیُوتِكُمْ* قرأ ورش و البصری و حفص بضم الباء، و الباقون بالكسر.
114- عَلَیْهِمُ الْقَتْلُ قرأ البصری بكسر الهاء و المیم، و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
115- تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ* قرأ الأخوان و المكی بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء الفوقیة.
116- مُتُّمْ* معا قرأ نافع و الأخوان بكسر المیم و الباقون بضمها.
117- تجمعون قرأ حفص بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب. «1»
118- لَانْفَضُّوا ضاده ساقطة بخلاف فظّا و غلیظا.
119- الَّذِی یَنْصُرُكُمْ قرأ البصری بإسكان الراء و زاد الدوری عنه الاختلاس بضم الراء، و هذا بخلاف إِنْ یَنْصُرْكُمُ «2» قبله فلا خلاف بینهم فی الإسكان.
120- النبی* جلی.
121- أَنْ یَغُلَ قرأ نافع و الأخوان و الشامی بضم الیاء و فتح الغین، و الباقون بفتح الیاء و ضم الغین.
122- رِضْوانَ* قرأ شعبة بضم الراء، و الباقون بالكسر.
123- وَ مَأْواهُ* إبداله للسوسی لا یخفی.
124- وَ قِیلَ لَهُمْ* قرأ هشام و علی بإشمام كسرة القاف الضم، و الباقون بالكسر.
______________________________
(1) قرأ حفص بیاء الغیب هكذا یَجْمَعُونَ*، و قرأ الباقون بتاء الخطاب هكذا تجمعون قال الشاطبی:
و حفص هنا اجتلاو بالغیب عنه تجمعون
(2) إِنْ یَنْصُرْكُمُ أجمع القراء علی جزم رائه.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 158
125- لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قرأ هشام بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف، و إنما قیدناه بأطاعونا احترازا من: لو كان عندنا ما ماتوا و ما قتلوا فلا خلاف بینهم فی تخفیفه.
126- فَادْرَؤُا ثلاثة ورش فیه لا تخفی.
127- تَحْسَبَنَّ* قرأ هشام بخلف عنه بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب، و هو الطریق الثانی لهشام، و قرأ الحرمیان و بصری و علی بكسر السین، و الباقون بفتحها. «1»
128- الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ* قرأ الشامی بالتشدید، و الباقون بالتخفیف.
129- یَحْزَنُونَ* كاف، و قیل تام، فاصلة و منتهی الحزب السابع باتفاق.

الممال‌

أُخْراكُمْ لهم و بصری یَغْشی* و الْتَقَی* و غُزًّی لدی الوقف، و تُوَفَّی* و مَأْواهُ* و آتاهُمُ* لهم الْقِیامَةِ* لعلی لدی الوقف أَنَّی لَهُمُ* و دوری. «2»

المدغم‌

إِذْ تُصْعِدُونَ لبصری و هشام و الأخوین وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ* لبصری
______________________________
(1) وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا قرأ هشام بخلف عنه هكذا وَ لا یَحْسَبَنَّ* بیاء الغیب و الباقون هكذا وَ لا تَحْسَبَنَّ* بتاء الخطاب و هو الوجه الثانی لهشام.
قال الشاطبی: و بالخلف غیبا یحسبن له و لا و قرأ ابن عامر و عاصم، و حمزة، بفتح السین، و الباقون بكسرها.
قال الشاطبی: و یحسب كسر السّین مستقبلا سما رضاه
(2) أُخْراكُمْ بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(یغشی، اتقی، و غزی) لدی الوقف، و مَأْواهُ*، و آتاهُمُ* بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 159
بخلف عن الدوری. الْقِیامَةِ ثُمَّ* مِنْ قَبْلُ لَفِی*، الَّذِینَ نافَقُوا* وَ قِیلَ لَهُمْ*، أَعْلَمُ بِما*. «1»
130- وَ أَنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ قرأ علی بكسر همزة إن، و الباقون بفتحها.
131- الْقَرْحُ قرأ شعبة و الأخوان بضم القاف، و الباقون بالفتح.
132- سُوءٌ* فیه لهشام و حمزة لدی الوقف علیه ستة أوجه كشی‌ء المرفوع و غیرها ضعیف لا یقرأ به.
133- رِضْوانَ* لا یخفی.
134- أَوْلِیاءَهُ* فیه لحمزة إن وقف علیه وجهان تسهیل الهمزة مع المد و القصر إلغاء العارض، و اعتدادا به، و ذكر فیه إسقاط الهمزة فیصیر كأنه اسم مقصور علی صورة رسمه مع إجراء وجهی المدی و القصر، و لا یصح فیه سوی التسهیل.
135- وَ خافُونِ أثبت البصری الیاء فیه وصلا و الباقون بحذفها وصلا و وقفا.
136- وَ لا یَحْزُنْكَ* قرأ نافع بضم الیاء و كسر الزای، و الباقون بفتح الیاء، و ضم الزای. «2»
137- وَ لا یَحْسَبَنَّ* معا أی (الذین كفروا) و الَّذِینَ یَبْخَلُونَ* قرأ حمزة بتاء الخطاب فیهما و الباقون بیاء الغیب، و فتح السین الشامی، و حمزة و عاصم، و الباقون بالكسر.
______________________________
(1) إِذْ تُصْعِدُونَ بالإدغام لأبی عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی.
وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ* بالإدغام لأبی عمرو بخلف عن الدوری.
من باب الإدغام الكبیر للسوسی الْقِیامَةِ ثُمَّ*، مِنْ قَبْلُ لَفِی*، الَّذِینَ نافَقُوا*، أَعْلَمُ بِما*، و للسوسی أیضا الاختلاس فی مِنْ قَبْلُ لَفِی*.
(2) قال الشاطبی: و یحزن غیر الآن بیاء بضمّ و اكسر الضّم أحفلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 160
138- لِأَنْفُسِهِمْ* إبدال همزه یاء و تحقیقه لحمزة إن وقف جلی.
139- یَمِیزَ* قرأ الأخوان بضم الیاء الثانیة «1» مشددة، و الباقون بفتح الیاء و كسر المیم بعدها یاء ساكنة.
140- وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ* قرأ المكی و البصری بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب.
141- سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَ قَتْلَهُمُ الْأَنْبِیاءَ بِغَیْرِ حَقٍّ وَ نَقُولُ قرأ حمزة سیكتب بیاء مضمومة موضع النون، و فتح التاء مبنیا لما لم یسم فاعله، و رفع لام قتلهم و یقول بیاء الغیب، و الباقون بنون مفتوحة للمتكلم المعظم نفسه، و ضم التاء و نصب لام قتلهم و نقول بالنون و الأنبیاء لا یخفی.
142- بِظَلَّامٍ* كذلك.
143- وَ الزُّبُرِ وَ الْكِتابِ قرأ هشام بزیادة باء موحدة قبل حرف التعریف فیهما و ابن ذكوان بزیادة یاء فی الأول فقط، و الباقون بحذفها فیهما.
144- الْغُرُورِ* تام و فاصلة، و منتهی الربع بلا خلاف، إلا ما جری علیه عملنا من أنه قدیر.

الممال‌

فَزادَهُمُ* و جاءَكُمْ* لحمزة و ابن ذكوان بخلف عنه فی الأول یُسارِعُونَ* لدوری علی، آتاهُمُ* لهم النَّارَ* «2» لهما، و دوری الدُّنْیا* لهم و بصری.
______________________________
(1) قال الشاطبی:
یمیز مع الأنفال فاكسر سكونه‌و شدّده بعد الفتح و الضّم شلشلا
(2) فَزادَهُمُ* بالإمالة لحمزة، و ابن ذكوان بخلف عنه، جاءَكُمْ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة یُسارِعُونَ* بالإمالة لدوری الكسائی. النَّارَ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 161

تنبیه:

لا إمالة فی وَ خافُونِ، لأنه لا إمالة إلا فی ماض، و لا فی فازَ*؛ لأن الأفعال الممالة عشرة، و هذا لیس منها.

المدغم‌

قَدْ جَمَعُوا و وَ قَدْ جاءَكُمْ، و لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ لبصری و هشام و الأخوان.
فَقالَ لَهُمُ* یَجْعَلَ لَهُمْ* مِنْ فَضْلِهِ هُوَ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ، زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ، الْغُرُورِ لَتُبْلَوُنَ و خرج سَنَكْتُبُ ما* بقوله:
و فی من یشاء باء یعذّب 145- لیبیننه للناس و لا یكتمونه قرأ مكی و بصری و شعبة بیاء الغیب فیهما، و الباقون بالخطاب.
146- لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ یَفْرَحُونَ قرأ الكوفیون بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب.
147- فلا یحسبنهم قرأ المكی و البصری بیاء الغیب و ضم الباء، و الباقون بالخطاب و فتح الباء، فصار المكی و البصری بالغیب فیهما و الكوفیون بالخطاب فیهما و نافع و الشامی بالغیب فی الأول و الخطاب فی الثانی و كل علی أصله فی السین كما تقدم قریبا.
148- و قتلوا و قاتلوا قرأ الأخوان بتقدیم قتلوا المبنی للمجهول علی قاتلوا المبنی للفاعل، إما لأن الواو لا تقتضی ترتیبا فلذلك قدم ما هو متأخر فی الوقوع، أو أن المخبر عنه جماعة و اختلف أحوالهم، فمنهم من قتل، و منهم من قاتل، و الباقون بتقدیم المبنی للفاعل و هی واضحة، لأن القتال قبل القتل، و المكی، و الشامی بتشدید تاء قتلوا، و الباقون بالتخفیف. «1»
______________________________
(1) و خلاصته أن حمزة و الكسائی قرآ ببناء الفعل الأول للمجهول، و الثانی للفاعل، و الباقون ببناء الفعل الأول للفاعل و الثانی للمفعول.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 162
150- تُفْلِحُونَ* تام و فاصلة، و منتهی ثمن القرآن بلا خلاف، و نصب الحزب عند جمیع المشارقة، و عند جمیع المغاربة معروفا بسورة النساء، و هو بعید لطوله جدّا اللهم إلا أن یجعل كما جری علیه عملنا منتهی الربع قبله قدیر و اللّه أعلم.

الممال‌

أَذیً* لدی الوقف، وَ مَأْواهُمُ* لهم لِلنَّاسِ* لدوری (النهار و النار) و (و أنصار) و دِیارِهِمْ* لهما و دوری الْأَبْرارِ* و لِلْأَبْرارِ «1» لورش و حمزة تقلیلا، و للبصری و علی إضجاعا أُنْثی* لهم و بصری.

المدغم‌

فَاغْفِرْ لَنا* لبصری بخلف عن الدوری وَ النَّهارِ لَآیاتٍ النَّارِ رَبَّنا الْأَبْرارِ رَبَّنا لا أُضِیعُ عَمَلَ «2» و لا إدغام فی أنصار ربنا لتنوینه، و ما بین السورتین من الوجوه علی ما یقتضیه الضرب و التحریر لا یخفی علی ذی قریحة فهم ما تقدم. و اللّه الموفق.

یاءات الإضافة فی آل عمران‌

و فیها من یاءات الإضافة ست: وَجْهِیَ لِلَّهِ مِنِّی إِنَّكَ و
______________________________
- قال الشاطبی: هنا قاتلوا أخّر شفاء
(1) أَذیً* لدی الوقف، مَأْواهُمُ* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش. لِلنَّاسِ* بالإمالة للدوری عن أبی عمرو.
(النهار و النار و أنصار و دیارهم) كله بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی و بالتقلیل لورش.
الْأَبْرارِ* و لِلْأَبْرارِ بالإمالة لأبی عمرو، و الكسائی، و بالتقلیل لورش و حمزة.
(2) فَاغْفِرْ لَنا* بالإدغام لأبی عمرو بخلف عن الدوری، و هو من باب الصغیر، وَ النَّهارِ لَآیاتٍ و لا أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ من باب الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 163
لِی آیَةً* وَ إِنِّی أُعِیذُها و أَنْصارِی إِلَی* أَنِّی أَخْلُقُ «1»

یاءات الزوائد فی آل عمران‌

و من الزوائد اثنتان: وَ مَنِ اتَّبَعَنِ وَ خافُونِ «2» و مدغمها واحد و خمسون.
و قال الجعبری و من قلده خمسون و من الصغیر سبعة عشر.
______________________________
(1) و فی سورة آل عمران من یاءات الإضافة ست هی:
أَسْلَمْتُ وَجْهِیَ لِلَّهِ (20)، فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّكَ (35)، رَبِّ اجْعَلْ لِی آیَةً* (41)، إِنِّی أُعِیذُها (36)، مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللَّهِ* (52)، أَنِّی أَخْلُقُ (49)، و من الملاحظ هنا أن نافعا قرأ بفتح هذه الیاءات، و فتح ابن كثیر أَنِّی أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّینِ فقط، و فتح أبو عمرو فَتَقَبَّلْ مِنِّی و رَبِّ اجْعَلْ لِی آیَةً* و أَنِّی أَخْلُقُ لَكُمْ، و فتح ابن عامر و عاصم فی روایة حفص أسلمت وجهی للّه، و لم یفتح الباقون منها شیئا، قال الشاطبی:
و یاءاتها وجهی و إنّی كلاهماو منّی و اجعل لی و أنصاری الملا
(2) و فی آل عمران من یاءات الزوائد الآتی: وَ مَنِ اتَّبَعَنِ (20) و قد أثبتها نافع و أبو عمرو، و حذفها الباقون، و فَلا تَخافُوهُمْ وَ خافُونِ (175) و قد أثبتها نافع و أبو عمرو، و قرأ الباقون بحذفها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 164

سورة النساء

اشارة

مدنیة اتفاقا و آیها مائة و سبعون و خمس حجازی و بصری، و ست كوفی، و سبع شامی، جلالاتها مائتان و تسع عشرون.
1- تَسائَلُونَ* قرأ الكوفیون بتخفیف السین و الباقون بتشدیدها. «1»
2- وَ الْأَرْحامَ قرأ حمزة بخفض المیم، و الباقون بنصبها. «2»
3- فَواحِدَةً أَوْ ما لا خلاف بین السبعة فی نصبه.
4- مَرِیئاً یوقف علیه لحمزة بیاء مشددة عملا بقوله:
و یدغم فیه الواو مبدلا إذا زیدتا 5- السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ قرأ قالون و البصری، و البزی بإسقاط الهمزة الأولی، و تحقیق الثانیة مع القصر و المد، و القصر مقدم فی الأداء، لأن الهمز ذهب بالكلیة و لم یبق له أثر فالقصر فیه أرجح، و به یقید إطلاق قوله:
و المد ما زال أعدلا و مما یؤید هذا أن من قرأ بإسقاط الهمز فی نحو شركائی فلیس له فیه إلا القصر. و الحاصل أن الوجهین صحیحان قویان ثابتان نصّا و أداء لكن إن بقی أثر الهمز كالمسهل فالمد مقدم، و إن لم یبق له أثر فالقصر مقدم، و ورش و قنبل بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة، و عنهما أیضا إبدالها ألفا فیلتقی مع سكون المیم فیمد لازما، و قرأ الباقون بتحقیقهما.
6- قیما* قرأ نافع و الشامی بغیر ألف بعد الیاء، و الباقون بالألف.
7- وَ سَیَصْلَوْنَ قرأ الشامی و شعبة بضم الیاء و الباقون بفتحها، و تفخیم لامه لورش معلوم.
8- واحِدَةً فَلَهَا قرأ نافع برفع تاء واحدة علی أن كان تامة، و الباقون بالنصب علی أنها ناقصة.
______________________________
(1) قال الشاطبی: و كوفیهم تساءلون مخففا
(2) قال الشاطبی: و حمزة و الأرحام بالخفض جملا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 165
9- فَلِأُمِّهِ* معا قرأ الأخوان بكسر الهمزة، و الباقون بالضم.
10- یُوصِی بِها أَوْ دَیْنٍ آباؤُكُمْ قرأ المكی، و الشامی، و شعبة بفتح صاد یوصی، و یلزم منه وجود ألف بعده، و الباقون بكسر الصاد، و یلزم منه وجود الیاء.
11- حَكِیماً* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع اتفاقا كما فی المسعف و غیره، و عند أهل المغرب حلیم بعده.

الممال‌

الْیَتامی* الخمسة «1» و مَثْنی*، و أَدْنی*، و كَفی* لهم و لا یمیل البصری مَثْنی*، لأنه مفعل، طابَ* و خافُوا* لحمزة الْقُرْبی* لهم و بصری ضِعافاً* لحمزة لخلف عن خلاد.

المدغم‌

خَلَقَكُمْ* فَكُلُوهُ هَنِیئاً بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا.
12- یُوصی بِها أَوْ دَیْنٍ غَیْرَ مُضَارٍّ «2» قرأ المكی، و الشامی، و عاصم بفتح الصاد، و الباقون بالكسر، و مضار راؤه ساقط، و مده للجمیع سواء للزومه.
13- ندخله جنات و ندخله نارا قرأ نافع و الشامی بالنون، و الباقون بالیاء فیهما.
______________________________
(1) ورد لفظ الْیَتامی* فی سورة النساء فی خمسة مواضع تصدرت السورة المباركة فی الآیات الآتیة: وَ آتُوا الْیَتامی أَمْوالَهُمْ (2)، و إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِی الْیَتامی (3)، وَ ابْتَلُوا الْیَتامی حَتَّی (6)، وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبی وَ الْیَتامی (8)، إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی (10)، و قد قرأ حمزة و الكسائی فی الخمسة المواضع بالإمالة، و قرأ ورش فیها بالفتح و التقلیل.
(2) قال الشاطبی:
و یوصی بفتح الصاد صح كما دناو وافق حفص فی الأخیر محملا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 166
14- الْبُیُوتِ* قرأ ورش و البصری و حفص بضم الباء، و الباقون بالكسر.
15- و اللذان قرأ المكی بتشدید النون فهی عنده من باب الساكن اللازم نحو دآبة فیمد الألف طویلا، لالتقاء الساكنین، و الباقون بالتخفیف و القصر.
16- فَآذُوهُما ما فیه لحمزة إن وقف علیه من تسهیل الهمز و تحقیقها، و كذا ما لورش لا یخفی.
17- ألن* ورش فیه علی أصله من النقل و المد و التوسط و القصر، و كذا حمزة علی أصله من السكت و عدمه، و لا یعكر علینا رسمها لاما مجرورة.
18- كَرْهاً* قرأ الأخوان بضم الكاف، و الباقون بفتحها.
19- مُبَیِّنَةٍ* قرأ المكی و شعبة بفتح الیاء، و الباقون بكسرها.
20- وَ إِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ إلی شَیْئاً* الوقف علیه كاف، ففیها لورش من طریق الأزرق و هو طریقنا علی ما یقتضیه الضرب اثنا عشر وجها شیئا مضروبان فی وجهی إحداهن أربعة مضروبة فی ثلاثة آتیتم اثنی عشر، و به یقرأ المتساهلون، و المحرر منها من طریقنا ستة، و یزاد من طریق النشر و طیبته سابع، و باقیها لا یصح:
الأول: قصر آتیتم و فتح إحداهن، و توسیط شیئا.
الثانی: توسیط آتیتم، و تقلیل إحداهن، و توسیط شیئا.
الثالث و الرابع و الخامس و السادس: تطویل آتیتم، و فتح إحداهن و تقلیله، و كل منهما مع توسیط شیئا و تطویله، فتحصل من ذلك أن الأربعة الآتیة علی قصر آتیتم یجوز منها واحد و الأربعة الآتیة علی التوسط یجوز منها واحد كذلك، و الأربعة الآتیة علی الطویل كلها جائزة.
و إن ابتدأت من قوله تعالی: فإن كرهتموهن و الوقف علی بالمعروف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 167
قبله كاف ففیها علی ما یقتضیه الضرب ثمانیة و أربعون وجها الاثنا عشر التی فی الآیة الأولی مضروبة فی وجهی شیئا أربعة و عشرون مضروبة فی وجهی فعسی.
و المحرر منها من طریقنا ستة، و یزاد من طرق النشر و طیبته سابع، و باقیها ممنوع:
الأول: فتح عسی و إحداهن و توسیط شیئا معا و قصر آتیتم.
الثانی: ما ذكر و تطویل آتیتم بدل قصره.
الثالث: فتح فعسی و إحداهن و تطویل شیئا معا و آتیتم.
الرابع: تقلیل فعسی و إحداهن، و توسیط شیئا معا و آتیتم.
الخامس: ما ذكر و تطویل آتیتم.
السادس: تقلیل فعسی و إحداهن، و تطویل شیئا معا و آتیتم.

تكمیل:

الوجه المزاد فی الآیة الثانیة من طرق النشر توسیط آتیتم و فتح إحداهن و توسیط شیئا معا، و المزاد فی الأولی فتح فعسی و إحداهن و توسیط شیئا معا و آتیتم.
21- وَ أَخَذْنَ لا ألف بعد النون للجمیع و قراءته بالألف لحن.
22- النِّساءِ إِلَّا* قرأ قالون و البزی بتسهیل الأولی مع المد و القصر، و تحقیق الثانیة، و ورش و قنبل بتحقیق الأولی، و تسهیل، و إبدالها أیضا حرف مد و البصری بإسقاط الأولی مع القصر و المد، و تحقیق الثانیة، و لا تغفل عما تقدم من تقدیم البدل لورش، و القصر للبصری و الباقون بتحقیقهما.
23- بِهِنَّ* الوقف علی الأول كاف، و احذر فی الوقف علیه و علی ما ماثله من كل مشدد مفتوح من الوقف بالحركة و بعض القاصرین یفعله و هو خطأ لا یجوز، و الصواب الوقف بالسكون مع التشدید، و لا یجوز
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 168
فیه غیر هذا لأنه مفتوح فلا روم فیه، و لا إشمام، و لا خلاف بین الجمیع أن الجمع بین الساكنین یجوز فی الوقف.
24- رَحِیماً* تام، و قیل كاف، فاصلة و منتهی الحزب الثامن بإجماع.

الممال‌

یَتَوَفَّاهُنَ، و فَعَسی*، و أَفْضی لهم إِحْداهُنَ لهم و بصری، مُبَیِّنَةٍ* «1» و الرَّضاعَةَ* لعلی لدی الوقف إلا أن الأول لا خلاف فیه، و الثانی فیه وجهان: الفتح و الإمالة و الفتح مقدم.

المدغم‌

ما قَدْ سَلَفَ* معا لبصری و هشام و الأخوین بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ، و لا إدغام فی یَحِلُّ لَكُمْ* لتضعیفه.
25- وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا لا خلاف بینهم فی فتح صاده؛ لأن المراد بهن الزوجات ذوات الأزواج فأزواجهن أحصنوهن فهن مفعولات و النساء لا تقدم قریبا.
26- وَ أُحِلَّ لَكُمْ قرأ فی جمیع حفص و الأخوان بضم الهمزة و كسر الحاء، و الباقون بفتحهما.
27- مُحْصِنِینَ* أجمعوا علی كسر صاده.
28- الْمُحْصَناتُ* معا و محصنات قرأ علی بكسر الصاد، و الباقون بالفتح. «2»
______________________________
(1) یَتَوَفَّاهُنَ، إِحْداهُنَ و أَفْضی بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ إِحْداهُنَ، و مُبَیِّنَةٍ* بالإمالة للكسائی وقفا قولا واحدا.
و من الملاحظ أن ما قَدْ سَلَفَ* بالإدغام الصغیر لأبی عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی.
(2) قرأ علی الكسائی بكسر الصاد، و الباقون بفتحهما، قال الشاطبی:
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 169
29- أُحْصِنَ قرأ الأخوان و شعبة بفتح الهمزة و الصاد، و الباقون بضم الهمزة و كسر الصاد.
30- تِجارَةً* قرأ الكوفیون بالنصب، و الباقون بالرفع.
31- نُصْلِیهِ صلة هائه بیاء فی الوصل للمكی، و ترك ذلك للباقین لا یخفی.
32- مُدْخَلًا* قرأ نافع بفتح المیم، و الباقون بالضم.
33- وَ سْئَلُوا اللَّهَ قرأ المكی و علی بنقل فتحة الهمزة إلی السین، و حذفها الباقون بإسكان السین و بعدها همزة مفتوحة.
34- عَقَدَتْ قرأ الكوفیون بحذف الألف، و الباقون بإثباتها. «1»
35- خَبِیراً* تام و فاصلة و منتهی ربع الحزب بإجماع.

الممال‌

فَرِیضَةً* و الْفَرِیضَةِ لعلی لدی الوقف علی أحد الوجهین و الفتح مقدم.

المدغم‌

یَفْعَلُ ذلِكَ* لأبی الحرث.
أَعْلَمُ بِإِیمانِكُمْ لِیُبَیِّنَ لَكُمْ لِلْغَیْبِ بِما تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ «2» و لا إدغام فی أُحِلَّ لَكُمْ*؛ لأنه مشدد.
36- شیئا* وقف حمزة علیه لا یخفی.
______________________________ - و فی محصنات فاكسر الصّاد راویاو فی المحصنات اكسر له غیر الأولا
(1) قرأ الكوفیون و هم: عاصم و حمزة و الكسائی حال اتفاقهم بحذف الألف، و قرأ الباقون بإثباتها هكذا عاقدت.
(2) من الملاحظ أن الكسائی وقف علی فریضة بالإمالة بخلف عنه، و الفتح أرجح و أن وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ* لأبی الحارث فیه الإدغام الصغیر، و أن أَعْلَمُ بِإِیمانِكُمْ و لِیُبَیِّنَ لَكُمْ و تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ بالإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 170
37- وَ بِالْوالِدَیْنِ* إلی أَیْمانُكُمْ* كیفیة قراءتها لورش أن تأتی بالفتح فی القربی و الیتامی مع الإمالة فی الجار، ثم تعطف فتح و الجار، ثم تأتی بالتقلیل فی القربی و الیتامی مع الإمالة فی الجار، ثم تعطف فتحه فإن وصلت هذا ب شَیْئاً* قبله فتأتی ثمانیة أوجه، أربعة علی التوسط فی شیئان و أربعة علی الطویل فیه، و إنما قدمت الإمالة فی الجار علی الفتح و إن كان صنیع الناس عكسه؛ لأن التقلیل أشهر كما قال الدانی فی التیسیر، و به قرأت، و به نأخذ، و قطع به فی المفردات، و لم یذكر سواه، و هو الجاری علی أصل الأزرق.
38- بِالْبُخْلِ* قرأ الأخوان بفتح الباء و الخاء، و الباقون بضم الباء، و سكون الخاء.
39- حَسَنَةً یُضاعِفْها قرأ الحرمیان برفع حسنة علی أن كان تامة، أی و إن تقع حسنة، و الباقون بالنصب علی أنها ناقصة، و اسمها ضمیر الذّرة، و قرأ المكی و الشامی یضعفها بحذف الألف بعد الضاد، و تشدید العین، و الباقون بالألف، بعد الضاد، و تشدید العین، و الباقون بالألف، و تخفیف العین، فصار نافع برفع حسنة و تخفیف یضاعفها، و شامی و البصری و الكوفی بنصب حسنة و تخفیف یضاعفها و مكی بالرفع فی حسنة و تشدید عین یضعفها، و شامی بالنصب و التشدید.
40- جِئْنا* معا إبداله للسوسی لا یخفی.
41- تُسَوَّی «1» قرأ الأخوان بفتح التاء و تخفیف السین، و نافع و شامی بفتح التاء و تشدید السین، و الباقون بضم التاء و تخفیف السین و الواو مشددة للجمیع.
42- جاءَ أَحَدٌ* قرأ قالون و البزی و البصری بإسقاط الهمزة الأولی مع القصر و المد، و ورش و قنبل بتسهیل الثانیة، و لهما أیضا إبدالها حرف مد
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و ضمّهم تسوّی‌نما حق و عم مثقلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 171
المبدل إذ لا ساكن بعده و لا یقال إنه یمده كآمنوا، لأن حرف المد عارض، و السبب ضعیف «1» لتقدمه علی الشرط، و الباقون بتحقیقهما.
43- لمستم قرأ الأخوان بغیر ألف بین اللام و المیم، و الباقون بالألف.
44- فَتِیلًا انْظُرْ قرأ البصری، و ابن ذكوان و عاصم و حمزة بكسر التنوین فی الوصل، و الباقون بالضم، فلو وقف علی فتیلا فالجمیع یبتدئون بهمزة مضمومة.
45- هؤُلاءِ أَهْدی قرأ الحرمیان و البصری بإبدال همزة أهدی یاء محضة، و الباقون بتحقیقها.
46- فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ هذا هو الأول المتفق علیه، و منه احترز بقوله: و فیها و فی نصّ النّساء ثلاثة أواخر 47- ظَلِیلًا تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی النصف عند بعض، و علیه جری عملنا، و عند آخرین نصیرا قبله.

الممال‌

الْقُرْبی* معا و سُكاری* و مَرْضی* و افْتَری* «2» لهم و بصری و وَ الْیَتامی* و وَ آتاهُمْ معا و تسوّی وَ كَفی* الأربعة و (أهدی لهم) وَ الْجارِ* معا لدوری و علی، و لورش فیهما وجهان:
التقلیل و الفتح، و لا إمالة فیهما للبصری فهو مستثنی من القاعدة
______________________________
(1) تنبیه: فی هذه الآیة مد منفصل و هو یا أَیُّهَا* فإذا قرأت لقالون أو لمن له الإسقاط بقصر المنفصل جاز فی جاء القصر و المد، و إذا قرأت لقالون، أو أبی عمرو بمد المنفصل تعین المد فی جاءَ أَحَدٌ* لأننا إذا قلنا إن الهمزة الساقطة هی الأولی یكون المد حینئذ من قبیل المنفصل فتجب التسویة بینهما، و إذا قلنا الساقطة هی الثانیة یكون المد من قبیل المتصل، و حینئذ یتعین مده أیضا.
(2) سُكاری* و افْتَری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 172
المذكورة من قوله:
و فی ألفات قبل را طرف أتت‌بكسر أمل تدعی حمیدا لِلْكافِرِینَ* و أَدْبارِها لهما و دوری النَّاسِ* لدوری جاءَ* لحمزة و ابن ذكوان مُطَهَّرَةٌ* لعلی لدی الوقف علی أحد الوجهین.

المدغم‌

نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ لبصری و الأخوان وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ لا یَظْلِمُ مِثْقالَ، الرَّسُولَ لَوْ، أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ، الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ*، «1» لا إدغام فی یَقُولُونَ لِلَّذِینَ عملا بقوله:
ثمّ النّون تدغم فیهما علی إثر تحریك 48- یَأْمُرُكُمْ* قرأ البصری بإسكان الراء، و للدوری أیضا اختلاسها، و الباقون بضمها و ورش و سوسی علی أصلهما من الإبدال.
49- تُؤَدُّوا إبداله لورش لا یخفی.
50- نِعِمَّا* قرأ الأخوان و شامی بفتح النون، و الباقون بكسرها، و قالون و بصری و شعبة باختلاس كسرة العین و إسكانها، و الباقون بالكسر المحض.
51- قِیلَ* لا یخفی.
52- ان اقتلوا أو اخرجوا قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر نون أن فی الوصل، و الباقون بالضم، و قرأ عاصم و حمزة بكسر واو أو، و الباقون بالضم.
53- إلا قلیلا* قرأ الشامی بالنصب، و الباقون بالرفع.
54- صِراطاً* و (النبیئین) و و حذركم كله جلی.
______________________________
(1) نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بالإدغام الصغیر لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی.
وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ، و لا یَظْلِمُ مِثْقالَ، و الرَّسُولَ لَوْ، و أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ، و الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ*، هو من باب الإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 173
55- لَیُبَطِّئَنَ إبدال همزه یاء لحمزة لدی الوقف كذلك.
56- كَأَنْ لَمْ تَكُنْ قرأ المكی و حفص بالتاء علی التأنیث، و الباقون بالیاء علی التذكیر. «1»
57- عَظِیماً* كاف، و قیل تام، و فاصلة، و منتهی الربع عند قوم، و عند البعض علیما قبله، و قیل جمیعا.

الممال‌

النَّاسِ* لدوری جاؤُكَ* معا لحمزة و ابن ذكوان دِیارِكُمْ* لهما و دوری وَ كَفی* «2» لهم.

المدغم‌

إِذْ ظَلَمُوا للجمیع قِیلَ لَهُمْ* الرَّسُولِ رَأَیْتَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا «3».
58- قِیلَ* لا یخفی.
59- عَلَیْهِمُ الْقِتالُ* قرأ البصری بكسر الهاء و المیم، و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
60- لم خلاف البزی فی إثبات هاء السكت إن وقف علیه لا یخفی.
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر و حفص بالتاء الفوقیة هكذا كأن لم تكن، و قرأ الباقون بالیاء هكذا (كأن لم یكن)، و من قرأ بالیاء علی التذكیر، و من قرأ بالتاء قرأ علی التأنیث، قال الشاطبی: و أنّث یكن عن دارم
(2) النَّاسِ* بالإمالة للدوری عن أبی عمرو.
جاؤُكَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
دِیارِكُمْ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(3) إِذْ ظَلَمُوا بالإدغام لجمیع القراء.
و قِیلَ لَهُمْ* وَ إِلَی الرَّسُولِ رَأَیْتَ و اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا كله بالإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 174
61- لا یظلمون فتیلا أینما «1» قرأ المكی و الأخوان بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب و هذا هو الذی أراد بقوله:
تظلمون غیب شهودنا و إنما لم یقیده لذكره بعد قلیل فاكتفی بذلك عن التقیید، و أما الأول و هو و لا یظلمون فتیلا انظر فلیس فیه خلاف من طریق من الطرق، و لا روایة من الروایات.
62- فما ل- الوقف فیها علی ما دون اللام للبصری، و اختلف عن علیّ فقیل كذلك و قیل علی اللام، و الباقون یقفون علی اللام قال المحقق:
«و الأصح جواز الوقف علی ما للجمیع؛ لأنها كلمة برأسها، و لأن كثیرا من الأئمة و المؤلفین لم ینصوا فیها عن أحد بشی‌ء كسائر الكلمات المفصولات.
و أما الوقف علی اللام فیحتمل لانفصالها خطّا، و لم یصح فی ذلك عندنا نص عن الأئمة»، و لا ینبغی الوقف علیه إلا من ضرورة، لأن فیه كما قال السفاقسی فی إعرابه قطع المبتدأ عن الخبر، و الجار عن المجرور. «2»
62- الْقُرْآنَ* نقل حركة الهمزة إلی الراء و حذفها للمكی، و إثباتها مع إسكان الراء للباقین لا یخفی.
63- بَأْسَ* و بأساء* إبدالهما للسوسی لا یخفی.
64- حَسِیباً* تام و فاصلة، و منتهی الحزب التاسع بلا خلاف.
______________________________
(1) قرأ المكی، و حمزة و الكسائی بیاء الغیب هكذا یَظْلِمُونَ*، و قرأ الباقون بتاء الخطاب هكذا تُظْلَمُونَ*.
(2) و خلاصته أن أبا عمرو و البصری وقف علی (فما) دون اللام، و اختلف فیه الكسائی فروی عنه الوقف علی (ما) دون اللام كأبی عمرو، و روی عنه الوقف علی اللام كباقی القراء.
قال ابن الجزری: و الصواب جواز الوقف علی (ما) أو علی اللام لجمیع القراء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 175

الممال‌

الدُّنْیا* معا لهم و بصری اتَّقی* و كَفی* معا و تَوَلَّی* و عَسَی اللَّهُ* لدی الوقف علی عسی لهم النَّاسِ* لدوری جاءَهُمْ* لحمزة و ابن ذكوان. «1»

المدغم‌

أَوْ یَغْلِبْ فَسَوْفَ للبصری و خلاد و علیّ یُدْرِكْكُمُ للجمیع عملا بقوله:
و ما أول المثلین فیه مسكن فلا بد من إدغامه قِیلَ لَهُمْ* الْقِتالَ لَوْ لا، عِنْدِكَ قُلْ، بَیَّتَ طائِفَةٌ.

تنبیه:

لیس إدغام بَیَّتَ طائِفَةٌ مختصا بالسوسی بل جمیع أصحاب البصری الدوری و غیره مجمعون، علی إدغامه، و وافقه حمزة علی الإدغام، فإدغامه للبصری و حمزة، و لا إدغام فی یكتب ما لتخصیص ذلك بیاء یعذب، و میم من یشاء.
65- أَصْدَقُ* قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزای للمجانسة و قصد الخفة، و الباقون بالصاد الخالصة علی الأصل.
66- فِئَتَیْنِ* إبدال همزه یاء إن وقف علیه لا یخفی.
67- سَواءً* تسهیل همزه مع المد و القصر له أیضا إن وقف كذلك.
68- فَإِنْ تَوَلَّوْا* وافق البزی الجماعة علی تخفیف التاء؛ لأنه ماض و ما فی القرآن غیر هذا من لفظ تولوا فی آل عمران فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْكافِرِینَ، و فی المائدة فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ فكله بالتخفیف إلا ما نعینه فی مواضعه إن شاء اللّه تعالی.
______________________________
(1) (الدنیا، و اتقی، و تولی)، بالإمالة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی اللفظ الدُّنْیا*.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 176
69- حَصِرَتْ ورش فیه علی أصله من ترقیق الراء، و من قال فیه بالتفخیم وصلا و اعتل بوقوع الراء بین صادین فلیس بشی‌ء لانفصال الصاد الثانیة عنها بالتاء، و قد أجمعوا علی ترقیق الراء من الذِّكْرَ صَفْحاً و لِتُنْذِرَ قَوْماً* معا و الْمُدَّثِّرُ قُمْ، و لم یوجد فیه إلا الانفصال الخطی فهذا أولی.
70- خَطَأً* تسهیل همزه لحمزة لدی الوقف لا یخفی.
71- فتثبتوا معا قرأ الأخوان بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها مثناة فوقیة من التثبیت للاحتیاط من زلل السرعة، و الباقون بباء موحدة و یاء مثناة تحتیة و نون من التبین. «1»
72- السلم لست قرأ نافع و الشامی و حمزة بحذف الألف بعد اللام، و الباقون بإثباته و قیدنا بلست احترازا مما قبله و هو ألقوا إلیكم السلم و یلقون إلیكم السلم و من الذی فی النحل و ألقوا إلی اللّه یومئذ السلم فلا خلاف أنها بحذف الألف.
73- غَیْرُ أُولِی الضَّرَرِ قرأ نافع و شامی و علی بنصب الراء حال من القاعدون، و الباقون بالرفع بدل منه.
74- تَوَفَّاهُمُ* قرأ البزی فی الوصل بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف. «2»
75- فِیمَ* و مَأْواهُمُ* وقف البزی فی الأول، و إبدال السوسی للثانی، و كونه مفعولا لا یخفی.
76- غَفُوراً* كاف و فاصلة، بلا خلاف، و منتهی ربع الحزب عند قوم، و الأرجح عند آخرین رحیما قبله.
______________________________
(1) قرأ حمزة و الكسائی هكذا (فتثبتوا)، و قرأ الباقون فَتَبَیَّنُوا*، قال الشاطبی:
و فیها و تحت الفتح قل فتثبتوامن التثبت و الغیر البیان تبدّلا
(2) و عند الابتداء یلاحظ أن جمیع القراء یبتدءون بتاء واحدة مخففة هكذا تَوَفَّاهُمُ* فیقول القاری إِنَّ الَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 177

الممال‌

جاءَكُمْ* و شاءَ* لابن ذكوان، و حمزة أَلْقی* و تَوَفَّاهُمُ* و مَأْواهُمُ* و عَسَی اللَّهُ* لدی الوقف علی عسی لهم الدُّنْیا* و الْحُسْنی* لهم «1» و بصری.

المدغم‌

غیث النفع فی القراءات السبع 177 المدغم ..... ص : 177
حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ لبصری و شامی و الأخوین. حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ* فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ* معا و تَحْرِیرُ رَقَبَةٍ* كَذلِكَ كُنْتُمْ الْمَلائِكَةُ ظالِمِی*. «2»
77- (حذرهم و حذركم) ترقیق رائهما لورش هو المأخوذ به لمن قرأ بما فی التیسیر و نظمه.
78- اطْمَأْنَنْتُمْ إبداله للسوسی لا یخفی.
79- وَ هُوَ* كذلك.
80- هأنتم هؤلاء «3» تقدم قریبا.
______________________________
(1) جاءكم، و شاء بالإمالة لابن ذكوان و حمزة.
أَلْقی*، و تَوَفَّاهُمُ*، و مَأْواهُمُ*، و الدُّنْیا*، و الْحُسْنی*، بالإمالة لحمزة.
(2) و من باب الإدغام الكبیر للسوسی الآتی: حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ*، فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ*، كَذلِكَ كُنْتُمْ، تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ*، ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ*.
(3) ها أَنْتُمْ* القراء فیها علی أربع مراتب.
الأولی: لقالون، و أبی عمرو، بإثبات ألف بعد الهاء و همزة مسهلة بین بین.
الثانیة: لورش بهمزة مسهلة مع حذف الألف، و له وجه آخر و هو إبدال الهمزة ألفا محضة مع المد المشبع للساكنین.
الثالثة: لقنبل بتحقیق الهمزة مع حذف الألف.
الرابعة: للباقین بتحقیق الهمزة مع إثبات الألف.
قال الشاطبی:
و لا ألف فی ها هأنتم زكا جناو سهّل أخا حمد و كم مبدل جلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 178
81- عَظِیماً* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی نصف الحزب للأكثر، و عند بعضهم بین الناس بعده.

الممال‌

الْكافِرِینَ* و لِلْكافِرِینَ* لهما، و روی أخری و مرضی و أراك و الدنیا لهم و بصری أذی لدی الوقف و یرضی لهم الناس معا لدوری.

المدغم‌

لَهَمَّتْ طائِفَةٌ للجمیع وَ لْتَأْتِ طائِفَةٌ الْكِتابَ بِالْحَقِّ* لِتَحْكُمَ بَیْنَ النَّاسِ‌

تنبیه:

إدغام و لتأت طائفة هو أحد الوجهین، و الوجه الثانی الإظهار.
قال فی التیسیر فأما قوله تعالی: وَ لْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْری فقرأته بالوجهین، و ابن مجاهد یری الإظهار؛ لأنه معتل، و غیره یری الإدغام.
و جری عمل شیوخنا المغاربة علی الإدغام، و بالوجهین قرأت، و هو مذهب أكثر أهل الأداء.
82- یؤتیه* قرأ البصری و حمزة بالیاء التحتیة، و الباقون بنون العظمة و صلة هائه لمكی جلی.
83- نُوَلِّهِ و نُصْلِهِ قرأ قالون و هشام بخلف عنه بكسر الهاء من غیر صلة فیهما، و البصری و شعبة و حمزة بإسكانه، و الباقون بالكسرة مع الصلة، و هو الطریق الثانی لهشام.
84- مَأْواهُمْ* إبداله للسوسی و عدم إمالة البصری له لا یخفی.
85- أَصْدَقُ* كذلك.
86- یبخلون* قرأ المكی و البصری و شعبة بضم الیاء و فتح الخاء مبیّنا للمفعول، و الباقون بفتح الیاء و ضم الخاء.
87- إِبْراهِیمَ* معا قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها فیهما،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 179
و الباقون بكسر الهاء و الیاء بعدها.
88- إِعْراضاً راؤه مفخم للجمیع.
89- یُصْلِحا قرأ الكوفیون بضم الیاء و إسكان الصاد و كسر اللام من غیر ألف، و الباقون بفتح الیاء و الصاد و اللام و تشدید و الصاد و ألف بعدها، و لورش تفخیم اللام و ترقیقها للفصل بالألف، و لا یضرنا ما فی كلام الشاطبی رحمه اللّه من إبهام قصر الحكم علی طال و فصالا، فإنه لیس كذلك بل كل كلمة حالت الألف فیها بین الطاء و اللام، أو بین الصاد و اللام نحو أ فطال علیكم أن یصالحا ففیه بین أهل الأداء خلاف، ذهب بعضهم إلی التفخیم، و بعضهم إلی الترقیق مع ثبوت الروایة بهما، قال العلامة أبو شامة و لو قال:
و فی طال خلف مع فصالا و نحوه‌و ساكن وقف و المفخّم فضّلا لزال الإیهام.
90- رَحِیماً* كاف و قیل تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند بعض، و علیه عملنا، و قیل خلیلا قبله، و قیل حمیدا بعده، و قیل بصیرا.

الممال‌

نَجْواهُمْ* و أُنْثی* لهم و بصری النَّاسِ* لدوری مَرْضاتِ* «1» لعلی الْهُدَی* و تَوَلَّی* و مَأْواهُمُ* و یُتْلی* و یَتامَی النِّساءِ لدی الوقف علی یتامی و للیتامی لهم خافَتْ* لحمزة كالمعلقة لعلی لدی الوقف علی أحد الوجهین.

المدغم‌

یَفْعَلُ ذلِكَ* لأبی الحرث فَقَدْ ضَلَّ* لورش و بصری و شامی
______________________________
(1) من الملاحظ أن مَرْضاتِ* بالإمالة للكسائی وحده متفرد بذلك، و لا تقلیل فیها لورش لأنها من الكلمات التی لیس فیها سوی الفتح.
النَّاسِ* بالإمالة للدوری عن أبی عمرو. خافَتْ* بالإمالة لحمزة وحده.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 180
و الأخوین.
تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدی الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ وَ قالَ لَأَتَّخِذَنَ الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ* وَ لا یُظْلَمُونَ نَقِیراً، و لا إدغام فی فَلا جُناحَ عَلَیْهِما* «1» عملا بقوله: فزحزح عن النّار الذی حاؤه مدغم 91- إِنْ یَشَأْ* لا إبدال فیه وصلا للسبعة و یبدله حمزة و هشام إن وقفا.
92- تلوا* قرأ الشامی و حمزة تلوا بضم اللام و واو ساكنة بعدها، و الباقون بإسكان اللام و بعدها واوان أولاهما مضمومة و الأخری ساكنة.
93- نزل و أنزل قرأ البصری و المكی و ابن عامر بضم نون نزل و همزة أنزل و كسر الزای فیهما، و الباقون بفتح النون و الهمزة و الزای فیهما. «2»
94- وَ قَدْ نَزَّلَ قرأ عاصم بفتح النون و الزای، و الباقون بضم النون و كسر الزای و كلهم یشدد الزای.
95- هؤُلاءِ* الثانی الوقف علیه كاف فإن وقف علیه ففیه لحمزة علی ما ذكروا خمسة و عشرون وجها بیانها أن له فی الهمزة الأولی خمسة أوجه التحقیق مع المد فقط، و التسهیل مع المد و القصر، و إبدالها واوا مضمومة اتباعا للرسم معهما، و یجوز فی الثانیة خمسة أوجه إبدالها ألفا مع المد و القصر، و تسهیلها مرامة مع المد و القصر، فتضرب فی خمسة الأولی خمسة الثانیة خمسة و عشرون، و قد نظمها العلامة ابن أم قاسم فقال:
فی هؤلاء إن وقفت لحمزةعشرون وجها ثمّ خمس فاعرف
______________________________
(1) أدغم السوسی تَبَیَّنَ لَهُ*، الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ، وَ قالَ لَأَتَّخِذَنَ، و الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ* وَ لا یُظْلَمُونَ نَقِیراً، یُرِدْ ثَوابَ الدُّنْیا إدغاما كبیرا، و لا إدغام فی حاء جُناحَ عَلَیْهِما*، و ذلك لتخصیص الإدغام بحاء زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ.
(2) قال الشاطبی:
و نزل فتح الضمّ و الكسر حصنه‌و أنزل عنهم عاصم بعد نزّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 181 أولاهما سهّل و أبدل معهمامدّ و قصر أو فحقّق و اقتف
و ترام بالوجهین ثانیة و إن‌تبدل فتلك ثلاثة لا تختفی
و بضرب خمس قد حوت أولاهمافی خمسة الأخری تتم لمنصف و الصحیح منها ثلاثة عشر و اثنا عشر ممتنعة العشرة الآتیة علی البدل، و وجهان من العشرة الآتیة علی التسهیل و هما مد الأول و قصر الثانی و عكسه لتصادم المذهبین، و لیس لهشام فیها إلا خمسة الثانیة، و لیس له فی الأولی إلا التحقیق، و لا یندرجان لتخالفهما فی المد و اللّه أعلم.
96- الدَّرْكِ قرأ الكوفیون بإسكان الراء، و الباقون بفتحها.
97- عَلِیماً* تام و فاصلة، و منتهی الحزب العاشر و سدس القرآن باتفاق.

الممال‌

وَ كَفی* و أُولِی* الْهُدَی* و كُسالی* لهم الدُّنْیا* معا لهم و بصری الْكافِرِینَ* الثلاثة و لِلْكافِرِینَ* معا و النار لهما و دوری. «1»

المدغم‌

فَقَدْ ضَلَّ* لهما و شامی و الأخوین.
ذلِكَ قَدِیراً یُرِیدُ ثَوابَ لِیَغْفِرَ لَهُمْ* لِلْكافِرِینَ نَصِیبٌ یَحْكُمُ بَیْنَكُمْ*.
98- سَوْفَ یُؤْتِیهِمْ قرأ حفص بالیاء مناسبة لقوله و الذین آمنوا باللّه، و الباقون بنون العظمة التفاتا من غیبة لتكلم.
99- تُنَزِّلَ* قرأ المكی و بصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
______________________________
(1) وَ كَفی*، و الْهُدَی*، و كُسالی*، و الدُّنْیا* كله بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ الدنیا.
الْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری علی الكسائی، و بالتقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 182
100- أَرِنَا* قرأ الدوری باختلاس كسرة الراء و المكی و السوسی بإسكانها، و الباقون بالكسرة الكاملة.
101- لا تَعْدُوا قرأ قالون باختلاس فتح العین و له أیضا إسكانها، و ورش بالفتحة الكاملة فقط مع تشدید الدال لهما، و الباقون بإسكان العین و تخفیف الدال.
فإن قلت: ذكرت لقالون إسكان العین و لم یذكر الشاطبی. قلت:
كان حقه أن یذكره لأنه فی أصله حیث قال بعد أن ذكر له الاختلاس، و النص له بالإسكان.
و به قطع ابن مجاهد و الأهوازی و أبو العلاء و غیرهم و هو روایة العراقیین قاطبة، و به قرأ شیخ شیخنا أبو جعفر.
فإن قلت: ذكر الدانی له فی الأصل حكایة لا روایة قلنا هذه دعوی لا دلیل علیها و یبعده ذكر الوجهین له فی غیره، و قال: إن الإخفاء أقیس و الإسكان آثر، و لعل الشاطبی إنما تركه لتضعیف بعض النحویین له، لأن فیه الجمع بین الساكنین علی غیر حدة، و تقدم الجواب عنه و اللّه أعلم.
102- وَ قَتْلِهِمُ الْأَنْبِیاءَ* وَ أَخْذِهِمُ الرِّبَوا قرأ البصری بكسر الهاء و المیم، و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم، و قرأ نافع الأنبیاء بهمزة قبل الألف و الباقون بالیاء.
103- سیؤتیهم قرأ حمزة بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون. «1»
104- عَظِیماً* تام و قیل كاف، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند بعض و اقتصر علیه فی اللطائف، و المشهور بل نقل صاحب المسعف الاتفاق علیه، و قیل حكیما بعده.
______________________________
(1) قرأ حمزة وحده بالیاء التحتیة هكذا، سیؤتیهم، و قرأ الباقون بالنون هكذا سَنُؤْتِیهِمْ، قال الشاطبی: و حمزة سیؤتیهم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 183

الممال‌

الْكافِرِینَ* معا لهما و دوری مُوسی* معا و عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ* لدی الوقف علی عیسی لهم و بصری جاءَتْهُمُ* لحمزة و ابن ذكوان، الرِّبَوا* للأخوین النَّاسِ* لدوری. «1»

المدغم‌

فَقَدْ سَأَلُوا البصری و هشام و للأخوین بَلْ طَبَعَ لهشام و علی و خلاد بخلف عنه.
بَلْ رَفَعَهُ للجمیع.
وَ یَقُولُونَ نُؤْمِنُ مَرْیَمَ بُهْتاناً الْعِلْمِ مِنْهُمْ و لا إدغام فی الْمَسِیحُ عِیسَی* «2» لقوله: فزحزح عن النّار الذی حاؤه مدغم 105- النَّبِیِّینَ* و إِبْراهِیمَ* مما لا یخفی.
106- زَبُوراً* قرأ حمزة بضم الزای، و الباقون بفتحها.
107- لئلا* قرأ ورش بإبدال الهمزة یاء، و الباقون بالهمز.
108- صِراطاً* قرأ قنبل بالسین و خلف بإشمام الصاد كالزای،
______________________________
(1) الْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش.
مُوسی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش و بالتقلیل لأبی عمرو.
جاءَتْهُمُ* بالإمالة لابن ذكوان و حمزة.
الرِّبا* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و لا تقلیل فیها لورش؛ لأنها من الكلمات التی لیس له فیها سوی الفتح.
النَّاسِ* بالإمالة للدوری عن أبی عمرو.
(2) بَلْ رَفَعَهُ بالإدغام لجمیع القراء و لكن بَلْ طَبَعَ بالإدغام لهشام و الكسائی، و خلاد بخلاف عنه فقط.
و من الإدغام الكبیر للسوسی: وَ یَقُولُونَ نُؤْمِنُ وَ قَوْلِهِمْ عَلی مَرْیَمَ بُهْتاناً، لا إدغام فی حاء الْمَسِیحُ عِیسَی* لاختصاصه بحاء زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 184
و الباقون بالصاد.
109- وَ هُوَ* قرأ قالون و النحویان بإسكان الهاء، و الباقون بالضم، و ما فیه من وقف حمزة نحو الأرض لا یخفی.
110- عَلِیمٌ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی نصف الحزب علی ما ذكره فی اللطائف، و علیه عملنا، و المشهور بل حكی فی المسعف الإجماع علیه، و قیل العقاب بسورة المائدة و آیة یستفتونك إلی آخر السورة هی آخر آیة نزلت علی قول البراء بن عازب رضی اللّه عنه.

الممال‌

عِیسَی* معا إن وقف علی الثانی و مُوسی* لهم و بصری لِلنَّاسِ* لدوری وَ كَفی* معا و أَلْقاها* لهم جاءَكُمْ* معا و ابن ذكوان الْكَلالَةِ لعلی إن وقف. «1»

المدغم‌

قَدْ ضَلُّوا* لورش و بصری و الشامی و الأخوین لَقَدْ جاءَكُمْ* معا لبصری و هشام و الأخوین.
إِلَیْكَ كَما لِیَغْفِرَ لَهُمْ* یَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ. و لا إدغام فی داوُدَ زَبُوراً* «2» لقوله: و لم تدغم مفتوحة بعد ساكن بحرف بغیر التّاء.
______________________________
(1) عِیسَی*، و مُوسی*، و كَفی*، و أَلْقاها* كله بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظی عِیسَی* و مُوسی*.
لِلنَّاسِ* بالإمالة للدوری عن أبی عمرو.
جاءَكُمْ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
الْكَلالَةِ بالإمالة وقفا للكسائی.
(2) قَدْ ضَلُّوا* بالإدغام لورش، و أبی عمرو البصری، و ابن عامر الشامی، و الأخوین حمزة و الكسائی.
و من باب الإدغام الكبیر للسوسی: إِلَیْكَ كَما، لِیَغْفِرَ لَهُمْ*، یَسْتَفْتُونَكَ قُلِ-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 185
و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا الزوائد شی‌ء، و مدغمها ست و أربعون، و قال الجعبری: خمس و أربعون، و لم یعد بیت طائفة، و كأنه لم یجعلها من الكبیر، و قال عند قوله: إدغام بیت فی حلا إن أبا العلاء ذكرها من الكبیر، و ردّ علی من قال إنها من الصغیر.
و الحق أن لكل من القولین مدركا صحیحا قویا؛ لأن أصلها بیتت بتاء مفتوحة بعدها تاء ساكنة للتأنیث، لأنه مسند إلی مؤنث إلا أنه غیر حقیقی، ثم حذفت الثانیة لذلك و للتخفیف فهل تبقی الأول علی فتحها أو تسكن لضرب من النیابة و مبالغة فی التخفیف فمن قال بالأول عدّها من الكبیر، و من قال بالثانی عدها من الصغیر، و لهذا أدغمها حمزة، و من قال بالإظهار عن البصری، و تبع فی علم النصرة الجعبری فی العد، و عد بیت طائفة و به یصیر ستّا و أربعین كما ذكرنا.
و من الصغیر أربعة عشر.
______________________________
اللَّهُ یُفْتِیكُمْ*. و لا إدغام فی دال داوُدَ زَبُوراً*؛ و ذلك لوقوع الدال مفتوحة بعد ساكن، و لیس بعدها التاء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 186

سورة المائدة

اشارة

مدنیة اتفاقا، و فیها عرفی و هو الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ إلی رَحِیمٌ* إن اعتبرنا موضع النزول، و قد تقدم أن الصحیح خلافه، و آیها مائة و عشرون كوفی، و اثنان حرمی، و ثلاث بصری، و جلالاتها مائة و ثمان و أربعون.
و بینها و بین آخر سورة النساء من قوله تعالی: وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ‌ءٍ عَلِیمٌ* إلی قوله تعالی: بِالْعُقُودِ علی ما یقتضیه الضرب ألف وجه و ثلاثمائة و ستة عشر وجها، بیانها لقالون: مائتان و ثمانون، و بیانها تضرب فی سبعة علیم خمسة الرحیم خمسة و ثلاثون تضرب فیها أربعة بالعقود مائة و أربعون، و علی وصل الجمیع أربعة بالعقود تضیفها لها لمجموع مائة و أربعة و أربعون تضربها فی وجهی المنفصل بلغ العدد ما ذكر، و لورش ألف وجه و ستة و خمسون، بیانها تضرب ما لقالون فی ثلاثة آمنوا ثمانمائة و أربعة و ستون وجها شی‌ء كوجهی المنفصل لقالون، هذا علی البسملة، و یأتی علی تركها مائة و اثنان و تسعون و مائة و ثمانیة و ستون علی السكت و أربعة و عشرون علی الوصل، و اجمع العدد بعضه إلی بعض تجد ما ذكر. و للمكی: مائة و أربعة و أربعون وجها كقالون إذا قصر.
و للبصری: ثلاثمائة وجه و اثنان و خمسون إذا بسمل كقالون، و له إذا ترك أربعة و ستون ثمانیة علی الوصل و باقیها علی السكت.
و للشامی: مائة و ستة و سبعون كالبصری إذا مد المنفصل.
و لعاصم: مائة وجه و أربعة و أربعون كقالون إذا مد، و علی كذلك.
و لخلف: أربعة بالعقود.
و لخلاد: ثمانیة تضرب أربعة خلف فی سكت شی‌ء و عدمه، و الصحیح منها ثمانمائة وجه، لقالون مائة و ثمانیة إیضاحها تضرب فی ستة علیم، و هی السكت مع الثلاثة و الإشمام معها فی ثلاثة الرحیم و هی ما قرأت به فی علیم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 187
من طویل أو توسط، أو قصر و الروم، و الوصل ثمانیة عشر تضرب فیها وجهی العقود ما قرأت به فی علیم و الروم ستة و ثلاثون تضیف إلیها أربعة عشر تأتی علی روم علیم و هی الطویل و الروم فی بالعقود علی الطویل فی الرحیم و التوسط و الروم فی بالعقود علی التوسط فی الرحیم و القصر و الروم فی بالعقود علی القصر فی الرحیم و الطویل و التوسط و القصر و الروم فی بالعقود علی كل من الروم و الوصل فی الرحیم، و هذا الروم هو سابع ستة علیم خمسون تضیف إلیها أربعة بالعقود مع وصل الجمیع أربعة و خمسون تضربها فی وجهی المنفصل، مائة.
و لورش: مائتا وجه و ستة و تسعون یأتی علی ترك البسملة ثمانون علی السكت و توسط شی‌ء ثمانیة و أربعون بیانها تضرب فی ستة علیم وجهی بالعقود، و هما ما قرأت فی علیم و الروم اثنا عشر و أربعة بالعقود علی الروم فی علیم ستة عشر تضربها فی ثلاثة آمنوا لأن التوسط فی حرف اللین تأتی علیه الثلاثة فی مد البدل ثمانیة و أربعون، و مع الطویل فی شی‌ء ستة عشر فقط؛ لأن الطویل فی حرف اللین لا یأتی علیه فی مد البدل إلا الطویل فقط، و مع الوصل و توسط شی‌ء اثنا عشر وجها تضرب أربعة بالعقود فی ثلاثة آمنوا و علی الطویل فی شی‌ء أربعة بالعقود و یأتی علی البسملة مائتان و ستة عشر وجها بیانها تضرب أربعة و خمسین ما لقالون فی أربعة ثلاثة آمنوا علی توسط شی‌ء و طویله علی طویله فیجتمع الخارج إلی الثمانین المتقدمة علی ترك البسملة بلغ العدد ما ذكره، للمكی أربعة و خمسون كقالون إذا قصر، و للبصری مائة و ثمانیة و أربعون إذا بسمل كقالون، و إذا ترك فله أربعون، و للشامی أربعة و سبعون كالبصری إذا مد المنفصل، و لعاصم أربعة و خمسون كقالون إذا مد، و علی مثله، و لخلف أربعة أوجه و هی أربعة بالعقود، و لخلاد ثمانیة أوجه تضرب فی وجهی سكت شی‌ء و عدمه أربعة بالعقود.
و كیفیة قراءتها علی المذهب المركب من المذهبین المذكور طالعة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 188
الكتاب أن تبدأ لقالون بقصر شی‌ء و البسملة و تطویل علیم و الرحیم مع الإسكان و قصر المنفصل و مد بالعقود كما فعلت فی علیم و الرحیم، ثم تعطف روم بالعقود، ثم تأتی بمد المنفصل مع وجهی بالعقود، ثم بروم الرحیم مع جمیع الأوجه الآتیة علی مده، ثم بوصله مع جمیع الأوجه ثم یتوسط علیم مع جمیع الوجوه، ثم بقصره كذلك، ثم الثلاثة فیه مع الإشمام مع كل واحد جمیع ما أتی علی الطویل مع الإسكان، ثم بروم علیم مع الثمانیة و العشرین وجها، ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون مع أربعة بالعقود مع القصر، ثم مع المد و یندرج مع المكی و البصری و الشامی و عاصم و علی ثم تعطف البصری بترك البسملة مع السكت و الوصل، و یندرج معه الشامی و خلاد فی الوصل علی عدم السكت فی شی‌ء إلا أنه لا یندرج معه فی المد فتعطفه منه ثم تأتی بورش بتوسط شی‌ء و ترك البسملة مع السكت و الوصل، ثم تأتی له بالبسملة مع جمیع الوجوه، ثم تأتی بالطویل فی شی‌ء كذلك إلا أنه كما تقدم لا یأتی علیه فی آمنوا إلا الطویل ثم تعطف خلفا بالسكت فی شی‌ء و ترك البسملة مع الوصل و إدغام تنوین عَلِیمٌ* فی یاء یا أَیُّهَا* من غیر غنة.
و مد المنفصل مدّا طویلا مع أربعة بالعقود و خلاد مثله فی وجه السكت علی شی‌ء إلا أنه یدغم التنوین بغنة فلا یندرج معه فتعطفه بعده كهو. و اللّه أعلم.
هذا ما ظهر لی فی هذا المحل، و اللّه یحفظنا من الخطأ و الزلل بفضله و طوله.
1- آمِّینَ لیس لورش فیه سوی الإشباع تغلیبا لأقوی السببین و هو السكون المدغم بعد حرف المد و إلغاء الأضعف و هو تقدم الهمز علیه.
قال المحقق: «و متی اجتمع سببان العمل بأقواهما و ألغی الأضعف إجماعا».
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 189

فائدة:

أقوی الأسباب السكون، و كان أقوی لأن المد فیه یقوم مقام الحركة، فلا یتمكن من النطق بالساكن بحقه إلا بالمد، و یلیه المتصل نحو السماء و الماء، و یلیه الساكن العارض نحو علیهم حال الوقف و السكت علیه، و یلیه المنفصل نحو یا إبراهیم، و یلیه ما تقدم الهمز فیه علی حرف المد نحو آدم. «1»
و قد نظمها شیخنا- رحمه اللّه- و تلقیته من حال قراءتی علیه لكتاب النشر فقال:
أقواه ساكن یلیه المتصل‌فعارض السّكون ثمّ المنفصل
ثم كآمنوا و ذا أضعفهاقاعدة یفز بها متقنها 2- وَ رِضْواناً* قرأ شعبة بضم الراء، و الباقون بالكسر. «2»
3- شَنَآنُ* معا قرأ الشامی و شعبة بإسكان النون، و الباقون بفتحها، و ورش علی أصله من القصر و التوسط و المد، و حمزة إذا وقف سهل الهمزة.
4- أَنْ صَدُّوكُمْ قرأ المكی و البصری بكسرة الهمزة، و الباقون بفتحها.
5- وَ لا تَعاوَنُوا قرأ البزی فی الوصل بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف.
6- وَ اخْشَوْنِ الْیَوْمَ لا خلاف بین السبعة فی حذف یائه وصلا و وقفا.
7- فَمَنِ اضْطُرَّ* قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون فی الوصل، و الباقون بالضم، فإن وقف علی فمن فكلهم یبتدئ بهمزة مضمومة.
8- وَ الْمُحْصَناتُ* معا قرأ علی بكسر الصاد فیهما و الباقون بالفتح.
9- وَ أَرْجُلَكُمْ* قرأ نافع و الشامی و علی و حفص بنصب اللام عطفا
______________________________
(1) و یسمی هذا النوع من المد بمد البدل، و هو- لا ریب- من أقوی المدود، و سمی بدلا لتقدم الهمز علی حرف المد عكس المتصل و المنفصل تماما.
(2) قال الشاطبی: و رضوان اضمم غیر ثانی العقود كسره صح
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 190
علی وجوهكم، و الباقون بالخفض عطفا علی برءوسكم، و المراد بالمسح فیها الغسل و العرب تقول: تمسحت للصلاة، أی توضأت لها، و قد قال أبو زید:
إن المسح خفیف الغسل.
و الحكمة و اللّه أعلم فی عطف الأرجل علی الممسوح التنبیه علی الاقتصاد فی صب الماء علیها لأن غسل الأرجل مظنة الإسراف و هو منهی عنه مذموم فاعله، و فی الآیة كلام طویل هذا أقربه عندی و اللّه أعلم.
10- جاءَ أَحَدٌ* لا یخفی إلا ما تقدم أنك إذا أبدلت الثانیة من المتفقتین حرف مد و وقع بعده ساكن نحو هؤلاء إن و جاء أمرنا مددت مدّا طویلا لالتقاء الساكنین فإن لم یكن بعده ساكن نحو فِی السَّماءِ إِلهٌ و جاءَ أَحَدَهُمُ و أَوْلِیاءُ أُولئِكَ لم یزد علی مقدار حرف المد، و لا یقال إنها صارت من باب آمنوا كما تقدم، فإن قرأته مع مرضی أو لمن له فیه الإسقاط، و له قصر المنفصل و مده، و هو قالون و البصری فلهما علی قصر المنفصل فی جاء أحد المد و القصر، و لیس لهما علی مد المنفصل إلا المد فی جاء أحد، لأنه لا یخلو إما أن یقدر متصلا إن قلنا بحذف الثانیة فلا یجوز قصره، أو منفصلا إن قلنا بحذف الأولی و هو مذهب الجمهور فلا یمد أحد المنفصلین و یقصر الآخر و اللّه أعلم.
11- لمستم قرأ الأخوان بحذف الألف، و الباقون بالألف. «1»
12- الْجَحِیمِ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند جماعة و المؤمنون بعده عند آخرین.

الممال‌

تُتْلی* لهم و لِلتَّقْوی* و مَرْضی* لهم و بصری جاءَ* لحمزة و ابن ذكوان. «2»
______________________________
(1) قرأ حمزة و الكسائی هكذا (لمستم) أی بحذف الألف التی بین اللام و المیم، و الباقون بإثباتها هكذا أَوْ لامَسْتُمُ* قال الشاطبی: و لامستم اقصر تحتها و بها شفا
(2) التَّقْوی*، و مَرْضی*، و لِلتَّقْوی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 191

المدغم‌

یَحْكُمُ ما واثقكم لا إدغام فی ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ لقوله:
فزحزح عن النّار الذی جاء مدغم و غیره نحو أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ* لا یخفی.
13- قاسِیَةً* قرأ الأخوان بتشدید الیاء من غیر ألف بین القاف و السین، و الباقون بالألف و تخفیف الیاء.
14- الْبَغْضاءَ إِلی* قرأ الحرمیان و بصری بتحقیق الأولی و تسهل الثانیة، و الباقون بتحقیقهما، و مراتبهم فی المد لا تخفی.
15- رِضْوانَهُ سُبُلَ اتفق القراء السبعة علی كسر رائه فشعبة فیه كغیره.
16- صِراطٍ* لا یخفی، فَلِمَ* كذلك.
17- وَ أَحِبَّاؤُهُ فیه لحمزة إن وقف علیه علی ما قالوا ستة و ثلاثون وجها بیانها أنك تضرب الثلاثة التی فی الهمزة الأولی و هی التحقیق و التسهیل و البدل فی الأربعة التی فی الثانیة و هی التسهیل مع المد و القصر و إبدالها واوا اتباعا للرسم معهما تصیر اثنی عشر تضرب فیها ثلاثة الوقف:
السكون، و الروم، و الإشمام صارت ستة و ثلاثین، و قد نظم المرادی أربعة و عشرین منها، و اعتذر عن ترك التفریع علی إبدال الأولی ألفا بأنه لم یرد منقولا فیه بل أجازوا الإبدال فی أمثاله نحو كأنهم و سأصرف فقال:
لحمزة فاعلم أوجه إن تقف‌علی أحبّاؤه من بعد واو تقرّرا
فحقّق و سهّل أولا ثمّ سهّلن‌و أبدل بثان و امددنّه أو اقصرا
فتلك ثمان و اضربن فی ثلاثةسكون و إشمام و روم ففكرا و الصحیح منها اثنا عشر وجها، أربعة مجمع علیها، و ثمانیة مختلف فیها
______________________________
- جاءَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 192
فالأربعة المجمع علیها تحقیق الأولی و تسهیلها لأنها متوسطة بزائد، و مع كل منها تسهیل الثانیة مع المد و القصر؛ لأن حرف مد قبل همز مغیر و كلها مع الوقف بالسكون، و الثمانیة المختلف فیها هذه الأربعة مع الوقف بالروم و الإشمام إذ لا تأتی إلا علی مذهب من یجیزهما فی هاء الضمیر و ما سوی هذه الاثنی عشر لا یصح و لا یجوز القراءة به، و اتباع الرسم حاصل فیه بین بین و اللّه أعلم، و قد نظمت هذه الوجوه الاثنی عشر فقلت:
أحبّاؤه من بعد واو لحمزةلدی وقفه ثنتان زادت علی عشر
فوجهان فی الأولی فحقّق و سهّلن‌و ثانیة سهّل مع المدّ و القصر
فها أربع مضروبة فی ثلاثةسكون و إشمام و روم أخی القصر 18- أَنْبِیاءَ* قرأ نافع بالهمزة قبل الألف، و الباقون بالیاء.
19- الْمُؤْمِنُونَ* و الْأَنْهارُ* و بِإِذْنِهِ* و یَشاءُ* وقف یشاء لحمزة و هشام و ما قبله لحمزة جلی.
20- داخِلُونَ كاف، و قیل تام فاصلة بلا خلاف و منتهی الحزب الحادی عشر عند المغاربة و المشارقة علی القوم الفاسقین بعده.

الممال‌

نَصاری* «1» و النَّصاری* مُوسی* و یا مُوسی* لهم و بصری الْقِیامَةِ* لعلی إن وقف جاءَكُمْ* الأربعة و جاءَنا* لحمزة، و ابن ذكوان و آتاكُمْ* لهم أَدْبارِكُمْ لهما و دوری جَبَّارِینَ* لورش بخلف عنه و دوری علی، و لا یمیله البصری؛ لأن ألفه متوسطة، و یأتی كل من الفتح و التقلیل فی جبارین علی كل من الفتح و التقلیل فی یا موسی.
______________________________
(1) نَصاری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
مُوسی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو. الْقِیامَةِ* بالإمالة للكسائی وقفا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 193

المدغم‌

فَقَدْ ضَلَّ* لورش و بصری و شامی و الأخوین لَقَدْ جاءَكُمْ* الأربعة لبصری و هشام و الأخوین إِذْ جَعَلَ* «1» لبصری و هشام تَطَّلِعُ عَلی* لِیُبَیِّنَ لَكُمْ* اللَّهِ هُوَ* فَیَغْفِرُ لِمَنْ* وَ یُعَذِّبُ مَنْ*، و لا إدغام فی بَعْدِ ذلِكَ* لقوله: و لم تدغم مفتوحة بعد ساكن إلی آخره.
21- عَلَیْهِمُ الْبابَ لا یخفی.
22- تَأْسَ* إبداله لورش و سوسی كذلك.
23- یَدِیَ إِلَیْكَ قرأ نافع و البصری و حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
24- إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
25- إِنِّی أُرِیدُ* قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
26- سوأة قرأ ورش بالتوسط و الطویل و الباقون بالقصر.
27- رُسُلُنا* قرأ البصری بإسكان السین تخفیفا، و الباقون بالضم علی الأصل.
28- یُصَلَّبُوا یفخمه ورش علی أصله.
29- مُؤْمِنِینَ* و الْأَرْضِ* معا و الآخر و لأقتلنك و یشاء و الوقف علی الثانی كاف وقفها لا یخفی.
30- قَدِیرٌ* تام و فاصلة، و منتهی ربع الحزب إجماعا.
______________________________
(1) فَقَدْ ضَلَّ* بالإدغام لورش و أبی عمرو، و ابن عامر، و حمزة و الكسائی.
لَقَدْ جاءَكُمْ* بالإدغام لأبی عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی.
إِذْ جاءَكُمْ بالإدغام لأبی عمرو، و هشام.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 194

الممال‌

یا مُوسی* و الدُّنْیا* لهم و بصری النَّارَ* معا لهما و دوری یا وَیْلَتی* «1» لهم و دوری أَحْیاها* النَّاسِ* إن وقف علی أحیا لورش و علی جاءَتْهُمُ* لحمزة و ابن ذكوان.

تنبیه:

فإن قلت لم لم تذكر فی الممال یُوارِی* فَأُوارِیَ، و قد ذكر الشاطبی فیهما لدوری علی الفتح و الإمالة، حیث قال:
یواری أواری فی العقود بخلفه قلت: هو خروج منه رحمه اللّه عن طریق فإن طریقه جعفر بن محمد النصیبی، و قد أجمع الناقلون عنه علی الفتح.
فإن قلت: أ لیس قد ذكر فی التیسیر حیث قال: و روی الفارسی عن ابی طاهر عن أبی عثمان سعید بن عبد الرحیم الضریر عن أبی عمرو عن الكسائی أنه أمال یواری و فأواری الحرفین فی المائدة، و لم یروه غیره عنه، و بذلك أخذ من هذا الطریق، و قرأت من طریق ابن مجاهد بالفتح و قوله فی جامع البیان و بإخلاص الفتح قرأت ذلك كله.
فإن قلت: أ لیس قد قال و بذلك أخذ.
قلت: نعم لكن لیس كما فهمت بل أخذ فعل ماض و ضمیره یعود علی أبی طاهر، و لو كان معناه ما فهمت لتدافع كلامه، و قد صرح المحقق فی التحبیر و النشر بذلك فقال عند قوله و به آخذ یعنی أبا طاهر فتبین بهذا أن إمالة یواری و فأواری لیس من طریقه و لا من طریق أصله بل هی طریق الضریر من طریق النشر و غیره و الدانی ذكر طرقه فی أول كتابه فلو كانت من طرقه لذكرها و أیضا لو كانت من طرقه فلا بد من ذكر جمیع ما یحكیه
______________________________
(1) یا وَیْلَتی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لدوری أبی عمرو.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 195
كإمالة الصاد فی النصاری، و تاء الیتامی، و إدغام النون الساكنة و التنوین فی الیاء و غیر ذلك كما ذكره المحقق فی كتبه حیث كانت من طرقه و هذا مما لا یخفی علی من فیه أدنی ملكة، و اللّه الموفق.

تنبیه:

لا وجه لتخصیص الدانی و متابعیه إمالة یواری و فأواری علی طریقة الضریر بالعقود بل الذی بالأعراف و هو یواری سوآتكم كذلك قال المحقق تخصیص المائدة دون الأعراف هو مما انفرد به الدانی و خالف فیه جمیع الرواة، و قد رواه عن أبی طاهر جمیع أصحابه من أهل الأداء نصّا و أداء، و لعله سقط من كتاب صاحبه أبی القاسم عبد العزیز بن محمد الفارسی شیخ الدانی و اللّه أعلم.

المدغم‌

بَسَطْتَ تدغم الطاء فی التاء مع بقاء الإطباق الذی فی الطاء للجمیع، وَ لَقَدْ جاءَتْهُمْ* لبصری و هشام، و الأخوین.
قالَ رَجُلانِ قالَ رَبِّ* آدَمَ بِالْحَقِ «1» قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ لأقتلك قال ذلِكَ كَتَبْنا بِالْبَیِّناتِ ثُمَّ* مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ یُعَذِّبُ مَنْ* وَ یَغْفِرُ لِمَنْ، و لا إدغام فی إِلَیَّ یَدَكَ لتثقیله و لا فی بَعْدِ ذلِكَ* لفتح الدال بعد ساكن و لا فی الْأَرْضِ ذلِكَ لتخصیصه ببعض شأنهم.
31- لا یَحْزُنْكَ* قرأ نافع بضم الیاء و كسر الزای، و الباقون بفتح الیاء و ضم الزای.
32- لِلسُّحْتِ قرأ نافع و الشامی و عاصم و حمزة بإسكان الحاء، و الباقون بالضم.
______________________________
(1) من باب الإدغام الكبیر للسوسی:
آدَمَ بِالْحَقِ، قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ، لَأَقْتُلَنَّكَ، لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا، بِالْبَیِّناتِ ثُمَّ*، مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ، و یُعَذِّبُ مَنْ*، وَ یَغْفِرُ لِمَنْ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 196
33- شَیْئاً* لا یخفی.
34- النبیئون كذلك.
35- وَ اخْشَوْنِ وَ لا قرأ البصری بإثبات الیاء لا وقفا، و الباقون بحذفها مطلقا.
36- و العین و الأنف و الأذن و السن و الجروح قرأ نافع و عاصم و حمزة بنصب الخمس علی العطف، و علی برفع الخمس علی الاستئناف و الباقون بنصب الأربع علی العطف و رفع الجروح علی الاستئناف.
37- وَ الْأُذُنَ بِالْأُذُنِ قرأ نافع بإسكان الذال، و الباقون بالضم.
38- وَ لْیَحْكُمْ «1» قرأ حمزة بكسر اللام و نصب المیم، و الباقون بإسكان اللام و المیم، و ورش علی أصله من نقل حركة الهمزة إلی المیم.
39- فِی ما* مقطوعة علی المشهور.
40- تَخْتَلِفُونَ* اختلف فی الوقف علیه و من قال بالوقف علیه فهو عنده كاف فاصلة بلا خلاف، و هو یسهل الوقف علیه علی القول الآخر، و منتهی النصف علی المشهور، و قیل: الفاسقون بعده، و قیل یوقنون.

الممال‌

یُسارِعُونَ* «2» لدوری علی الدُّنْیا* و بِعِیسَی* ابن لدی
______________________________
(1) وَ لْیَحْكُمْ قرأ حمزة بكسر اللام و نصب المیم، و الباقون بسكون اللام و جزم المیم، قال الشاطبی: و حمزة و لیحكم بكسر و نصبه
(2) یُسارِعُونَ* لدوری علی الكسائی وحده.
الدُّنْیا* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
جاؤُكَ*، وَ جاءَكَ، و شاءَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
التَّوْراةَ* بالإمالة لأبی عمرو، و ابن ذكوان، و الكسائی، و بالتقلیل لورش، و حمزة و بالفتح، و بالتقلیل لقالون.
آثارِهِمْ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 197
الوقف علی بعیسی لهم و بصری جاؤُكَ* وَ جاءَكَ و شاءَ* لحمزة و ابن ذكوان التَّوْراةَ* الأربعة لنافع و حمزة بخلف عن قالون تقلیلا و لابن ذكوان و البصری و علی إضجاعا هُدیً* الثلاثة لدی الوقف علیها و آتاكُمْ* لهم آثارِهِمْ* لهما و دوری.

المدغم‌

الرَّسُولُ لا الكلم من بعد ذلك یَحْكُمُ بِهَا ابْنِ مَرْیَمَ مُصَدِّقاً فِیهِ هُدیً* الْكِتابَ بِالْحَقِّ*، و لا إدغام فی سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ* و نحوه للساكن قبل النون.
41- وَ أَنِ احْكُمْ قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون، و الباقون بالضم.
42- تَوَلَّوْا* لا خلاف فی تخفیفه فالبزی فیه كالجماعة.
43- یَبْغُونَ* قرأ الشامی بالخطاب، و الباقون بالغیب.
44- وَ یَقُولُ* قرأ الحرمیان و الشامی بترك الواو قبل الیاء و رفع اللام و البصری بإثبات الواو و نصب اللام و الكوفیون بإثبات الواو و رفع اللام.
45- یرتدد- قرأ نافع و الشامی بدالین الأولی مكسورة و الثانیة مجزومة، و كذا هو فی مصاحف المدینة و الشام، و الباقون بدال واحدة مفتوحة مشددة، و هو كذلك فی مصاحفهم.
46- هُزُواً* معا قرأ حفص بالواو، و الباقون. بالهمز، و قرأ حمزة بإسكان الزای، و الباقون بالضم، و وقف حمزة فیه تقدم فی موضع یصح فیه الوقف علیه.
47- وَ الْكُفَّارَ* قرأ البصری و علی بكسر الراء عطفا علی من الذین، و الباقون بالنصب عطفا علی الذین اتخذوا.
48- وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ قرأ حمزة بضم باء عبد و خفض تاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 198
الطاغوت، و قرأ الباقون بفتح الباء و التاء.
49- السُّحْتَ* معا قرأ نافع و شامی و عاصم و حمزة بإسكان الحاء، و الباقون بالضم هذا حكمه مفردا، و أما مع أكلهم فنافع و عاصم و الشامی بكسر الهاء و ضم المیم و إسكان الحاء و حمزة مثلهم إلا أنه یضم الهاء و البصری بكسر الهاء و المیم و ضم الحاء، و المكی مثله إلا أنه بضم المیم و علی كذلك إلا أنه یضم الهاء.
50- وَ الْبَغْضاءَ إِلی* لا یخفی و كذا ما فیه لو وقف علیه لهشام و حمزة ثلاثة كما فی أولیاء معا و ما فیه خمسة أوجه كما فی یشاء معا و ما لحمزة فیه وجهان كما فی دائرة و لائم، و وجه واحد كما فی مؤمنین.
یَعْمَلُونَ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند بعض، و عند بعض یصنعون قبله.

الممال‌

النَّاسِ* لدوری و النَّصاری* و تَرَی* لهم و بصری فَتَرَی الَّذِینَ للسوسی بخلف عنه إن وصل فتری بالذین وقف علی تری فلهم و بصری یُسارِعُونَ* «1» معا لدوری علی نَخْشی و فَعَسَی اللَّهُ إن وقف و یَنْهاهُمُ* لهم دائِرَةٌ* و الْقِیامَةِ* لعلی لدی الوقف الْكافِرِینَ* و الْكُفَّارَ* لهما و دوری إلا أن ورشا لا یمیل الثانی لأنه یقرؤه بالنصب جاؤُكُمْ* و التَّوْراةَ* تقدما قریبا.

المدغم‌

هَلْ تَنْقِمُونَ لهشام و الأخوین، وَ قَدْ دَخَلُوا للجمیع.
یَقُولُونَ* حِزْبَ اللَّهِ هُمُ* أَعْلَمُ بِما* یُنْفِقُ كَیْفَ، و لا
______________________________
(1) النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو.
النَّصاری*، و تَرَی* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
یُسارِعُونَ* بالإمالة لدوری الكسائی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 199
إدغام فی بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ لتخصیصه ببعض شأنهم، «1» و لا إدغام فی یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ لقوله: علی إثر تحریك 51- رسالاته- قرأ نافع و الشامی و شعبة بالألف بعد اللام و كسر التاء علی الجمع، و الباقون بغیر ألف و نصب التاء علی التوحید. «2»
52- تَأْسَ* یبدله ورش و السوسی.
53- و الصابون قرأ نافع بحذف الهمزة و نقل ضمتها إلی الباء بعد سلب حركتها، و الباقون بالهمز و كسر الباء و لو وقف علیه لحمزة فله ثلاثة أوجه النقل و إبدالها یاء خالصة مضمومة و له تسهیلها كالواو.
54- أَلَّا تَكُونَ* قرأ الأخوان و البصری برفع النون، و الباقون بالنصب.
55- فَعَمُوا وَ صَمُّوا الأول مخفف و الثانی مشدد للجمیع و تخفیفها معا و تشدیدهما معا لحن.
56- مَأْواهُ* إبداله سوسی دون ورش جلی. «3»
57- أَنَّی یُؤْفَكُونَ* لا نغفل عما بینهما من الأوجه، و عن تحریر أوجه أنی مع الآیات قبلها.
58- لَبِئْسَ* معا إبدالهما لورش و سوسی جلی. «4»
______________________________
(1) و سبب عدم إدغام ضاد بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ هو قصر الإدغام علی لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ، و كذا لا إدغام فی نون یَخافُونَ لَوْمَةَ لوقوع النون بعد ساكن.
(2) قرأ نافع، و ابن عامر الشامی، و شعبة بالجمع هكذا رِسالاتِهِ، و قرأ الباقون بالإفراد هكذا رِسالَتَهُ* قال الشاطبی: رسالته اجمع و اكسر التا كما اعتلا صفا
(3) أی أن السوسی قرأ بإبدال الهمزة فی الحالین وصلا و وقفا، و كذا حمزة له مثل السوسی عند الوقف فقط.
(4) من الملاحظ أن لَبِئْسَ* و كذا یُؤْمِنُونَ* أبدل الهمزة ورش و السوسی وصلا و وقفا، و لكن حمزة أبدلهما عند الوقف فقط.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 200
59- النبی‌ء* لا یخفی.
60- فاسِقُونَ* تام و قیل كاف، فاصلة، و منتهی الحزب الثانی عشر بلا خلاف.

الممال‌

النَّاسِ* «1» لدوری الْكافِرِینَ* معا و أَنْصارٍ* لهما، و دوری و التَّوْراةَ* لنافع و حمزة بخلف عن قالون تقلیلا، و لابن ذكوان و البصری و علی إضجاعا و النَّصاری* و تَرَی* و عِیسَی* ابن لدی الوقف علی عِیسَی* لهم و بصری جاءَهُمْ* لابن ذكوان و حمزة تَهْوی* و مَأْواهُ* لهم و دوری.

المدغم‌

قَدْ ضَلُّوا* لورش و بصری و شامی و الأخوین (إن اللّه هو ثالث ثلاثة) «2» نُبَیِّنُ لَهُمُ الْآیاتِ ثُمَ و اللَّهِ هُوَ* السَّبِیلِ لُعِنَ.
61- لا یُؤاخِذُكُمُ* معا قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا مطلقا و حمزة لدی الوقف، و الباقون بالهمز مطلقا.
62- عَقَّدْتُمُ قرأ الأخوان و شعبة بالقصر أی بحذف الألف و تخفیف القاف و ابن ذكوان كذلك إلا أنه یزید ألفا بعد العین، و الباقون
______________________________
(1) النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو الْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
النَّصاری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة و الكسائی و بالتقلیل لورش.
جاءَهُمْ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
تهوی، و مأواه، أنی بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
(2) یجب أن یتنبه القارئ إلی أن البدء بهذا الموطن بدایة قبیحة لا تجوز، فلا یبدأ بقوله تعالی: إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ بل یجب أن یبدأ هكذا لَقَدْ كَفَرَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ و الآیة رقم 73 المائدة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 201
بالتشدید من غیر ألف.
63- فَجَزاءٌ مِثْلُ قرأ الكوفیون فجزاء بالتنوین، و مثل برفع اللام، و الباقون بغیر تنوین، و خفض اللام.
64- كَفَّارَةٌ طَعامُ قرأ نافع و الشامی كفارة بغیر تنوین، و طعام بالخفض علی الإضافة، و الباقون بتنوین كفارة مقطوعة عن الإضافة، و رفع طعام بدل منه، و اتفقوا علی مساكین هذا أنه بالجمع.
65- عَفَا اللَّهُ* لو وقف علی عفا لا إمالة فیه.
66- مُؤْمِنُونَ* و الْأَیْمانَ* و أَحْسَنُوا* ما فیه لحمزة إن وقف لا یخفی، و كذا ماله فی عَذابٌ أَلِیمٌ* من النقل و السكت و عدمهما إن وقف.
67- تُحْشَرُونَ* تام و فاصلة، و منتهی ربع الحزب اتفاقا.

الممال‌

النَّاسِ* لدوری نصاری و تری لهم و بصری جاءَنا* لحمزة و ابن ذكوان رقبة و لِلسَّیَّارَةِ لعلی لدی الوقف إلا أن الأول اتفاق و الثانی علی أحد الوجهین و الفتح مقدم اعْتَدی* لهم.

المدغم‌

رَزَقَكُمُ* تَحْرِیرُ رَقَبَةٍ* ذلِكَ كَفَّارَةُ الصَّالِحاتِ جُناحٌ الصَّالِحاتِ ثُمَ الصَّیْدِ تَنالُهُ یَحْكُمُ بِهِ طَعامُ مَساكِینَ، و لا إدغام فی یَقُولُونَ رَبَّنا* و لا فی بَعْدِ ذلِكَ* و لا فی أُحِلَّ لَكُمْ* لما هو ظاهر. «1»
68- قیما* قرأ الشامی بحذف الألف بعد الیاء، و الباقون بإثباته.
69- وَ الْقَلائِدَ هو بالهمز للجمیع، و قراءته بالیاء لحن فظیع، و مراتبهم فی مده، و ما فیه لحمزة إذا وقف لا یخفی.
70- أَشْیاءَ إِنْ كذلك.
______________________________
(1) و عدم الإدغام فی نون یَقُولُونَ رَبَّنا* لسكون ما قبل المدغم ساكن، و لا فی لام أُحِلَّ لَكُمْ*، و ذلك للتشدید.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 202
71- تَسُؤْكُمْ لا إبدال فیه للسبعة إلا حمزة إن وقف.
72- یُنَزَّلُ* قرأ المكی و البصری بسكون النون و تشدید الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
73- الْقُرْآنُ* نقله للمكی جلی «1» 74- حامٍ* میمه مخففة للجمیع فلا مد فیه إلا إذا وقف علیه ففیه الثلاثة و الروم.
75- قِیلَ* قرأ هشام و علی بالإشمام، و الباقون بالكسر الخالصة.
76- إِنِ ارْتَبْتُمْ* لا خلاف فی تفخیم الراء لعروض الكسرة، و كذا كل ما ماثله نحو أم ارتابوا یا بنی اركب و رب ارجعون و كذا إذا وقعت الكسرة فی الابتداء فقط نحو لكم ارجعوا آمنوا اركعوا و الذین ارتدوا.
77- اسْتَحَقَّ عَلَیْهِمُ قرأ حفص بفتح التاء و الحاء مبنیّا للفاعل، و إذا ابتدءوا ضموا الهمزة.
78- الْأَوْلَیانِ قرأ شعبة و حمزة بتشدید الواو و كسر اللام و بعدها یاء ساكنة و فتح النون علی الجمع لأول، و الباقون بإسكان الواو، و فتح اللام و فتح الیاء و ألف بعدها و كسر النون علی التثنیة لأولی. «2»
79- الْغُیُوبِ* قرأ حمزة و شعبة بكسر الغین، و الباقون بالضم.
80- الْقُدُسِ* قرأ المكی بإسكان الدال، و الباقون بالضم.
81- كَهَیْئَةِ* فیها لورش التوسط و الطویل كشی‌ء.
82- طائرا قرأ نافع بالألف بعد الطاء بعدها همزة مكسورة، و الباقون، بیاء ساكنة بعد الطاء.
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر بالنقل فی الحالین، و كذا حمزة عند الوقف.
(2) قرأ حمزة، بضم هاء عَلَیْهِمْ*، و الباقون بكسرها، و قرأ شعبة و حمزة هكذا الْأَوَّلِینَ* و قرأ الباقون هكذا الْأَوْلَیانِ، قال الشاطبی:
و فی الأوّلین فطب صلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 203
83- ساحر* قرأ الأخوان بفتح السین و كسر الحاء، و ألف بینهما، و الباقون بكسر السین و إسكان الحاء. «1»
84- الْأَرْضِ* و آباءنا و الآثمین و الأولین و الإنجیل و بإذنی الثلاثة وقوفها لا یخفی.
85- مُبِینٌ* كاف و قیل تام فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب علی قول الأكثر و عند بعض الْفاسِقِینَ* قبله.

الممال‌

لِلنَّاسِ* لدوری كافرین لهما و دوری قربی و یا عِیسی* لدی الوقف و الْمَوْتی* لهم و بصری أَدْنی* لهم و التَّوْراةَ* تقدم.

المدغم‌

قَدْ سَأَلَها البصری و هشام و الأخوین إِذْ تَخْلُقُ و وَ إِذْ تُخْرِجُ كذلك إِذْ جِئْتَهُمْ لبصری و هشام.
وَ الْقَلائِدَ ذلِكَ یَعْلَمُ ما فِی* وَ اللَّهُ یَعْلَمُ ما* وَ لَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ قِیلَ لَهُمْ* الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما «2» 86- یَسْتَطِیعُ رَبُّكَ قرأ علی تستطیع بالخطاب، ربك بالنصب، و الباقون بالغیب و الرفع.
87- أَنْ یُنَزِّلَ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون، و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون، و تشدید الزای.
88- مُنَزِّلُها قرأ نافع و الشامی و عاصم بفتح النون و تشدید الزای،
______________________________
(1) قرأ حمزة و الكسائی هكذا (ساحرا) بفتح السین و ألف بعدها و كسر الحاء، و قرأ الباقون هكذا سحر* بكسر السین و حذف الألف و إسكان الحاء، قال الشاطبی:
و ساحر بسحر بها مع هود و الصف شلشلا
(2) أدغم أبو عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی قَدْ سَأَلَها و هو من باب الإدغام الصغیر، و من الإدغام الكبیر للسوسی: وَ الْقَلائِدَ ذلِكَ وَ یَعْلَمُ ما*، وَ لَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ، و قِیلَ لَهُمْ*، الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 204
و الباقون بإسكان النون و تخفیف الزای.
89- فَإِنِّی أُعَذِّبُهُ قرأ نافع الیاء وصلا، و الباقون بإسكانها وصلا و وقفا.
90- أَ أَنْتَ* كأ أنذرتهم، و أمی إلهین قرأ نافع و البصری و الشامی و حفص بفتح یاء أمی، و الباقون بالإسكان.
91- لی أن* قرأ الحرمیان و البصری بالفتح و الباقون بالإسكان.
92- الْغُیُوبِ* تقدم قریبا.
93- أَنِ اعْبُدُوا* قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون، و الباقون بالضم.
94- هذا یَوْمُ* قرأ نافع بنصب المیم علی الظرف، و متعلق خبر هذا محذوف أی واقع أو یقع فی یوم فالفتحة فتحة إعراب، و الباقون بالرفع علی المبتدأ و الخبر. «1»
95- وَ هُوَ* قرأ قالون و البصری و علی بإسكان الهاء، و الباقون بالضم.

یاءات الإضافة فی المائدة

و فیها من یاءات الإضافة ست: یَدِیَ إِلَیْكَ إِنِّی أَخافُ* إِنِّی أُرِیدُ* فَإِنِّی أُعَذِّبُهُ وَ أُمِّی إِلهَیْنِ لِی أَنْ أَقُولَ «2»

و من الزوائد

واحدة: وَ اخْشَوْنِ وَ لا.
و مدغمها اثنان و خمسون، و قال الجعبری و من قلده أربع و خمسون، و من الصغیر ستة عشر.
______________________________
(1) هذا یَوْمُ* قرأ نافع یوم بالنصب، و الباقون بالرفع، قال الشاطبی: و یوم یرفع خذ
(2) و فی سورة المائدة من یاءات الإضافة ست هی: ما أَنَا بِباسِطٍ یَدِیَ إِلَیْكَ (28)، و إِنِّی أَخافُ اللَّهَ* (28)، و إِنِّی أُرِیدُ* (29)، و فَإِنِّی أُعَذِّبُهُ (115)، وَ أُمِّی إِلهَیْنِ (116)، و لِی أَنْ أَقُولَ (116).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 205

سورة الأنعام‌

اشارة

مكیة إلا ثلاث آیات من فَقُلْ تَعالَوْا* إلی تَتَّقُونَ* فهی مدنیة، و قیل إلا ست آیات: هذه و قوله تعالی: ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ* الآیة، وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِیَ إِلَیَ الآیتین، و قیل غیر هذا.
روی عن جابر رضی اللّه عنه أنه قال:
لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم-، ثم قال: «لقد شیع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق».
قال الحاكم صحیح علی شرط مسلم.
و عدد آیها مائة و ستون و سبع حرمی، و ست بصری و شامی، و خمس كوفی.
جلالاتها سبع و ثمانون، و ما بینها و بین سورة المائدة من الوجوه علی ما یقتضیه الضرب و التحریر معلوم للمتأمل ذی القریحة الصحیحة إن وفق اللّه فلا نطیل به.
1- وَ هُوَ* لا یخفی.
2- یَسْتَهْزِؤُنَ* معا و ما لورش جلی، ولدی وقف حمزة الصحیح ثلاثة أوجه: تسهیل الهمزة، و إبدالها یاء محضة، و حذفها مع ضم الزای.
3- مِدْراراً* یفخم ورش راءه كالجماعة للتكرار.
4- وَ أَنْشَأْنا* إبداله لسوسی جلی.
5- قِرْطاسٍ تفخیم رائه للجمیع لحرف الاستعلاء بعده لا یخفی. «1»
6- وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ* قرأ البصری و عاصم و حمزة فی الوصل بكسر الدال، و الباقون بالضم.
______________________________
(1) أجمع القراء علی تفخیم رائه لوقوع حرف الاستعلاء بعد رائه، قال الشاطبی:
و ما حرف الاستعلاء بعد فراؤه‌لكلّهم التّفخیم فیها تذللا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 206
7- لا یُؤْمِنُونَ* تام، و قیل كاف فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند بعض، و علیه اقتصر فی اللطائف و غیرها و عند بعض مبین قبله و عند بعض یلبسون و نسبه فی المسعف للأكثرین، و قیل یستهزءون.

الممال‌

یا عِیسَی ابْنَ* «1» معا و عیسی ابن لدی الوقف علی عِیسَی* لهم و بصری للناس لدوری قَضی* و مُسَمًّی* لدی الوقف علیه لهم جاءَهُمْ* لابن ذكوان و حمزة (فحاق) لحمزة.

المدغم‌

هل تستطیع «2» لعلی قَدْ صَدَقْتَنا لبصری و هشام و الأخوین تَغْفِرْ لَهُمْ* لبصری بخلف عن الدوری.
تَعْلَمُ ما*، وَ لا أَعْلَمُ ما، قالَ اللَّهُ هذا خَلَقَكُمْ* وَ یَعْلَمُ ما*، عَلَیْكَ كِتاباً.
8- إِنِّی أُمِرْتُ* فتحها نافع و أسكنها الباقون.
9- إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و بصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
10- یُصْرَفْ قرأ الأخوان و شعبة بفتح الیاء و كسر الراء، و الباقون بضم الیاء و فتح الراء.
11- الْقُرْآنُ* قرأ المكی بنقل حركة الهمز إلی الساكن قبلها، و حذفها، و الباقون بإثبات الهمزة و سكون الراء.
______________________________
(1) یا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ* لدی الوقف علی لفظ عیسی، بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
(2) هل تستطیع بالإدغام للكسائی و من الإدغام الكبیر للسوسی:
تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی وَ لا أَعْلَمُ ما فِی نَفْسِكَ و قالَ اللَّهُ هذا یَوْمُ و هما الآیتان رقم (116)، (119) من المائدة. و كذا خَلَقَكُمْ*.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 207
12- أینكم قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة، و الباقون بتحقیقها و أدخل بین الهمزتین ألفا قالون و البصری و هشام بخلف عنه، و الباقون بلا إدخال و هو الطریق الثانی لهشام.
13- نَحْشُرُهُمْ* هنا اتفق السبعة علی قراءته بالنون.
14- لم یكن فتنتهم قرأ الأخوان یكن بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث و الابنان و حفص برفع التاء الثانیة من فتنتهم، و الباقون بالنصب فصار نافع، و البصری و شعبة بالتأنیث و النصب، و الابنان و حفص بالتأنیث و الرفع، و الأخوان بالتذكیر و النصب. «1»
15- وَ اللَّهِ رَبِّنا قرأ الأخوان بنصب الباء و الباقون بالخفض.
16- وَ لا نُكَذِّبَ قرأ حفص و حمزة بنصب الباء، و الباقون بالرفع.
17- وَ نَكُونَ* قرأ الشامی و حفص و حمزة بنصب النون، و الباقون بالرفع فصار حمزة و حفص بنصبهما و الشامی برفع الأول و نصب الثانی، و الباقون برفعهما.
18- و لدار الآخرة* قرأ الشامی بلام واحدة و تخفیف الدال و الآخرة بخفض التاء علی الإضافة كمسجد الجامع، و الباقون بلامین و تشدید الدال، و رفع الآخرة علی النعت و كل وافق مصحفه حذفا و إثباتا و لهذا اتفقوا علی حرف یوسف أنه بلام واحدة لاتفاق المصاحف علیه.
19- تَعْقِلُونَ* قرأ نافع و الشامی و حفص بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب.
20- لَیَحْزُنُكَ قرأ نافع بضم الیاء و كسر الزای، و الباقون بفتح الیاء و ضم الزای.
21- لا یُكَذِّبُونَكَ قرأ نافع و علی بإسكان الكاف و تخفیف
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و ذكّر لم یكن شاع و انجلاو فتنتهم بالرّفع عن دین كامل
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 208
الذال، و الباقون بفتح الكاف و تشدید الذال، و اتفقوا علی ضم الیاء. «1»
22- إِعْراضُهُمْ یفخمه ورش لحرف الاستعلاء الذی بعده. «2»
23- الْجاهِلِینَ* تام، و قیل كاف و فاصلة، و منتهی الحزب الثالث عشر باتفاق.

الممال‌

و النهار و النار «3» لهما و دوری أُخْری* و افْتَری* و نَرَی* معا و الدُّنْیا* معا لهم و بصری آذانِهِمْ* لدوری علی جاؤُكَ* و جاءَتْهُمُ* و جاءَكَ* و شاءَ* لحمزة و ابن ذكوان بَلی* و آتاهُمُ* و الْهُدَی* لهم.

تنبیه:

لا إمالة فی بدا* لأنه واوی.

المدغم‌

وَ لَقَدْ جاءَكَ لبصری و هشام و الأخوین.
هو و إن، أظلم ممن كذب بآیاته، نَقُولُ لِلَّذِینَ*، وَ لا نُكَذِّبَ بِآیاتِ الْعَذابَ بِما*، و لا مبدل لكلمات اللّه.
24- یُنَزِّلَ* قرأ المكی بإسكان النون، و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای و خالف البصری فیه أصله.
25- وَ مَنْ یَشَأْ یَجْعَلْهُ هذا من المستثنی للسوسی فلا إبدال له فیه و كذا الذی قبله لو وقف علیه فلا یبدله.
26- صِراطٍ* لا یخفی.
______________________________
(1) قال الشاطبی: و لا یكذّبونك الخفیف أتی رحبا
(2) قال الشاطبی:
و ما حرف الاستعلاء بعد فراؤه‌لكلّهم التفخیم فیها تذلّلا
(3) النهار و النار بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش. (أخری، و افتری، و لو تری) بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی؛ و بالتقلیل لورش.
الدُّنْیا* بالإمالة لحمزة، و الكسائی؛ و بالتقلیل لأبی عمرو، و بالفتح و التقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 209
27- أَ رَأَیْتَكُمْ* معا و أَ رَأَیْتُمْ* قرأ نافع بتسهیل الهمزة المتوسطة بین بین، و روی عن ورش أیضا إبدالها ألفا و إذا أبدل مد لالتقاء الساكنین مدّا مشبعا، و علی بحذفها و الباقون بتحقیقها و التسهیل لورش مقدم فی الأداء، لأنه أشهر و علیه الجمهور.
28- بِالْبَأْساءِ* و بَأْسُنا* إبدالهما للسوسی مما لا یخفی.
29- فَتَحْنا* قرأ الشامی بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف.
30- یَصْدِفُونَ* قرأ الأخوان بإشمام الصاد و الزای، و الباقون بالصاد المخففة.
31- بِالْغَداةِ* قرأ الشامی بضم الغین و إسكان الدال بعدها واو مفتوحة، و الباقون بفتح الغین و الدال بعدها ألف. «1»
32- أنه من* قرأ نافع و الشامی و عاصم بفتح الهمزة، و الباقون بالكسر. «2»
33- فَأَنَّهُ غَفُورٌ قرأ الشامی و عاصم بفتح الهمزة، و الباقون بالكسر فصار نافع بفتح الأول بدل من الرحمة أی كتب علی نفسه أنه من عمل، و كسر الثانی مستأنف و شامی و عاصم بفتحهما فالأول بدل من الرحمة، و الثانی عطف علی الأول، و الباقون بكسر هما علی الاستئناف.
34- و لیستبین قرأ شعبة و الأخوان بالیاء التحتیة علی التذكیر و الباقون بالتاء الفوقیة علی التأنیث أو الخطاب باعتبار رفع السبیل و نصبه.
35- سَبِیلَ* قرأ نافع بنصب اللام، و الباقون بالرفع، فصار نافع التاء و النصب، و شعبة و الأخوان بالیاء، و الرفع. «3»
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و بالغدوة الشّامی بالضمّ هاهناو عن ألف واو و فی الكهف وصلا
(2) قال الشاطبی: و إن بفتح عم نصرا و بعد كم نما
(3) قال الشاطبی: یستبین صحبة ذكروا و لا سبیل برفع خذ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 210
36- یَقُصُّ الْحَقَ قرأ الحرمیان و عاصم بضم القاف بعدها صاد مهملة مضمومة مشددة، و الباقون بسكون القاف و بعدها ضاد معجمة مكسورة مخففة و حذف الیاء رسما بإجماع «1» المصاحف علی لفظ الوصل و اجتزاء بالكسرة.
37- بِالظَّالِمِینَ* كاف، و قیل تام و فاصلة، و منتهی ربع الحزب بإجماع.

الممال‌

و الموتی لهم و بصری آتاكم معا و یوحی و الأعمی لهم شاء و جاءهم و جاءك لابن ذكوان و حمزة.

المدغم‌

إِذْ جاءَهُمْ* لبصری و هشام قَدْ ضَلَلْتُ لورش و بصری و شامی و الأخوین.
وَ زَیَّنَ لَهُمُ* الْآیاتِ ثُمَّ* الْعَذابَ بِما* لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِی* أَقُولُ لَكُمْ إِنِّی بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِینَ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِینَ، و لا إدغام فی (بالعشی یریدون) لتثقیله.
38- جاءَ أَحَدَكُمُ لا یخفی، و لا تغفل عما تقدم مما یفید أنك إذا قرأت بمد المنفصل فی حتی إذا فلیس لك فی جاءَ أَحَدَكُمُ لمن له الإسقاط إلا المد. «2»
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و یقصّ بضم ساكن مع ضمّ الكسرشدّد و أهملا نعم دون إلباس و قد رسم یَقُصُّ* بدون یاء تبعا للفظ و منعا من اجتماع ساكنین، كما رسم سَنَدْعُ الزَّبانِیَةَ بدون واو.
(2) قرأ قالون، و البزی، و أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولی مع المد و القصر، و لورش، و قنبل وجهان، الأول: تسهیل الهمزة الثانیة بین بین، و الثانی: إبدالها حرف مد محضا مع القصر، و الباقون بالتحقیق.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 211
39- تَوَفَّتْهُ قرأ حمزة بألف بعد الفاء، و الباقون بتاء تأنیث ساكنة بدل الألف.
40- رُسُلُنا* قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم.
41- خُفْیَةً* قرأ شعبة بكسر الخاء، و الباقون بالضم لغتان.
42- أَنْجانا قرأ الكوفیون بألف من غیر یاء و لا تاء، و الباقون بیاء تحتیة ساكنة و بعدها تاء فوقیة مفتوحة.
43- یُنَجِّیكُمْ* قرأ الحرمیان و البصری و ابن ذكوان بإسكان النون و تخفیف الجیم، و الباقون بفتح النون، و تشدید الجیم، و لا خلاف بین السبعة فی تثقیل قل من ینجیكم قبله.
44- بَأْسَ* یبدله السوسی وحده.
45- بَعْضٍ انْظُرْ قرأ البصری و ابن ذكوان و عاصم و حمزة بكسر التنوین فی الوصل، و الباقون بالضم.

تنبیه:

سقط هذا من كلام الجعبری فإنه قال و التنوین اثنا عشر فَتِیلًا انْظُرْ وَ غَیْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا، و تبعه ابن القاصح فقال: و أول وقوع التنوین بالنساء فَتِیلًا انْظُرْ و بالأنعام متشابه انظروا، و لم یذكره ابن غازی أیضا، و لا بد منه و تركه سهو بلا شك.
46- یُنْسِیَنَّكَ قرأ الشامی بفتح النون التی قبل السین و تشدید السین، و الباقون بإسكان النون و تخفیف السین.
47- لَعِباً وَ لَهْواً وَ غَرَّتْهُمُ قرأ خلف بإدغام التنوین فی الواو من غیر غنة، و الباقون بإدغامه مع الغنة، و كلهم سكنوا الهاء من لهوا لأنه اسم ظاهر لا ضمیر.
48- اسْتَهْوَتْهُ مثل توفته «1».
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و ذكر مضجعاتوفّاه و استهوته حمزة منسلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 212
49- حَیْرانَ فیه لورش الترقیق و التفخیم.
50- كُنْ فَیَكُونُ* هذا مما اتفق علی رفعه.
51- آزَرَ ورش فیه علی أصله من المد و التوسط و القصر.
52- إِنِّی أَراكَ فتح یاء إِنِّی* الحرمیان و البصری، و الباقون بالإسكان. «1»
53- وَجْهِیَ لِلَّذِی قرأ نافع و الشامی و حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
54- الْمُشْرِكِینَ* كاف و قیل تام و فاصلة بإجماع، و منتهی الربع عند جمیع المغاربة و الخبیر قبله عند جمیع المشارقة.

الممال‌

یتوفاهم و لیقض و مُسَمًّی* لدی الوقف و توفاه و مولاهم و أَنْجانا و هَدانَا* و استهواه و الْهُدَی* و هُدیً* لدی الوقف علیهما و الْهُدَی* لهم إلا أن ورشا یقرأ أَنْجَیْتَنا بالتاء فلا إمالة له فیه، و هو و علی یقرءان توفته و اسْتَهْوَتْهُ بالتاء فلا إمالة لهما فیهما بِالنَّهارِ* لهما، و دوری جاءَ* جلی، خُفْیَةً* لعلی لدی الوقف الذِّكْری* و ذِكْری* و الدُّنْیا* «2» و أَراكَ* لهم و بصری.
رَأی كَوْكَباً أمال الراء و الهمزة الأخوان و شعبة و ابن ذكوان و قللهما ورش و هو علی أصله فی المد و التوسط و القصر، و أمال البصری
______________________________
(1) فتح الحرمیان و هما: نافع، و ابن كثیر، و البصری و هو أبو عمرو الیاء من إنی و أسكنها الباقون.
(2) بِالنَّهارِ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
جاءَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
الذِّكْری* و ذِكْری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش الدُّنْیا* بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش و بالتقلیل لأبی عمرو.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 213
الهمزة فقط رأی القمر رأی الشمس أمال منهما فقط حمزة و شعبة، و الباقون بالفتح.

تنبیهات:

الأول: من المعلوم أن ورشا یبدل همزة الْهُدَی ائْتِنا ألفا، و كذا حمزة لدی الوقف علیهما فالألف الموجودة فی اللفظ بعد الدال یحتمل أن تكون المبدلة من الهمزة و علیه فلا إمالة فیها و یحتمل أن تكون هی ألف الهدی فتمال، و الصحیح الأول، و وجهه الدانی بأن ألف الهدی قد كانت و ذهبت مع تحقیق الهمزة فی حال الوصل فكذا یجب أن تكون من المبدلة منها لأنه تخفیف و التحقیق عارض، و قال المحقق: و الصحیح المأخوذ به عن ورش و حمزة فیه الفتح.
الثانی: فإن قلت: لم لم تذكر الخلاف الذی ذكره الشاطبی للسوسی فی إمالة الراء من رأی حیث قال و فی الراء یجتلا بخلف، و لا الخلاف الذی ذكره له فی إمالة الراء و الهمزة فی نحو رأی القمر، و لا الخلاف الذی ذكره لشعبة فی الهمز حیث قال:
و قبل السّكون الرّا أمل فی صفا یدبخلف و قل فی الهمز خلف یفی صلا فالجواب: أنه رحمه اللّه خرج فی جمیع ذلك عن طرق كتابه فلا یقرأ به من طریقه و لم أقرأ به علی شیخنا رحمه اللّه، و قال فی مقصورته:
و را رأی بعیده محرّك‌بالفتح عن ابن جریر یجتلی كذا بحر فیه قبیل ساكن و الإشارة بقوله: كذا إلی الفتح و قال بعده یحیی بن آدم روی عن شعبة بالفتح قبل ساكن همز رأی و قال المحقق: و انفرد به أبو القاسم الشاطبی بإمالة الراء من رأی عن السوسی بخلف عنه فخالف فیه سائر الناس من طریق كتابه و لا أعلم هذا، الوجه روی عن السوسی من طریق الشاطبیة و التیسیر بل و لا من طرق كتابنا أیضا نعم رواه عن السوسی صاحب التجرید من طریق أبی بكر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 214
القرشی عن السوسی، و لیس ذلك من طرقنا، و قول صاحب التیسیر و قد روی عن أبی شعیب مثل حمزة لا یدل علی ثبوته من طرقه فإنه قد صرح بخلافه فی جامع البیان فقال إنه قرأ علی أبی الفتح فی روایة السوسی من غیر طریق أبی عمرو أن موسی بن جریر فیما لم یستقبله ساكن و فیما استقبله بإمالة فتح الراء و الهمزة معا، و قال بعده و انفرد الشاطبی بالخلاف عن شعبة فی إمالة الهمزة من رأی الذی بعده ساكن نحو رأی القمر، و عن السوسی بالخلاف أیضا فی الراء و الهمزة معا أما إمالة الهمزة عن شعبة فإنه رواه خلف عن یحیی بن آدم عن شعبة حسبما نص علیه فی جامعه حیث سوی فی ذلك بین ما بعده متحرك و ما بعده ساكن و نص فی مجرده عن یحیی عن شعبة الباب كله بإمالة الراء و لم یذكر الهمزة، و كان ابن مجاهد یأخذ من طریق خلف عن یحیی بإمالتهما و نص علی ذلك فی كتابه و خالفه سائر الناس فلم یأخذوا لشعبة من جمیع طرقه إلا بإمالة الراء و فتح الهمزة و قد صحح الدانی الإمالة فیهما یعنی من طریق خلف حسبما نص علیه فی التیسیر فظن الشاطبی أن ذلك من طرق كتابه فحكی فیه خلافا عنه و الصواب الاقتصار علی إمالة الراء دون الهمزة من جمیع الطرق التی ذكرناها فی كتابنا و من جملتها طرق الشاطبیة و التیسیر، و أما إمالة الراء و الهمزة عن السوسی فهو مما قرأ به الدانی علی شیخه أبی الفتح من غیر طریق ابن جریر و إذا كان الأمر كذلك فلیس إلی الأخذ به من طریق الشاطبیة و التیسیر و لا من طریق كتابنا سبیل انتهی ببعض تصرف للاختصار و التوضیح.
الثالث: إمالة البصری لهمزة رأی كبری و سواء كان مما لا ساكن بعده أم بعده ساكن و وقف علیه فإن حكمه یرجع إلی ما لا ساكن بعده و لا ینبغی أن یتعمد الوقف علیه لأنه لیس بتام و لا كاف لا یخفی.
الرابع: لو وقف ورش علیه فهو علی أصله من المد و التوسط و القصر لأن الألف من نفس الكلمة و ذهابها وصلا عارض فلم یعتد به قال المحقق: و هو من المنصوص علیه، و مثل رأی القمر و رأی الشمس تراءی الجمعان فافهم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 215

المدغم‌

هُوَ وَ یَعْلَمُ وَ یَعْلَمُ ما فِی* وَ یَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ وَ كَذَّبَ بِهِ هُدَی اللَّهِ هُوَ* إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ اللَّیْلُ رَأی قالَ لا أُحِبُ قالَ لَئِنْ*، و یجوز فی اللَّیْلُ رَأی الثلاثة كما فیما قبله حرف مد و القصر مذهب الجمهور.
55- أَ تُحاجُّونِّی قرأ نافع و الشامی بخلف عن هشام بتخفیف النون، و الباقون بتثقیلها، و هی الروایة الأخری لهشام، و لا بد معه من إشباع مد الواو لأجل للساكن، و لا خلاف بینهم فی إثبات الیاء و بعض الناس یحذفها مع التخفیف و هو خطأ لا شك فیه. «1»
56- هَدانِ قرأ البصری بإثبات الیاء فی الوصل، و الباقون بحذفها فی الحالین.
57- یُنَزِّلْ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
58- دَرَجاتٍ مَنْ* قرأ الكوفیون بتنوین التاء، و الباقون بغیر تنوین «2».
59- نَشاءُ إِنَ قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة كالیاء، و لهم أیضا إبدالها واوا خالصة مكسورة، و الباقون بتحقیقها.
60- وَ زَكَرِیَّا* قرأ الأخوان و حفص بغیر همز وقفا و وصلا، و الباقون بالهمز كذلك. «3»
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و خفّف نونا قبل فی اللّه من له‌بخلف أتی و الحذر لم یك أولا
(2) قال الشاطبی:
و فی درجات النّون مع یوسف ثوی
(3) قال الشاطبی: و قل زكریّا دون همز جمیعه صحاب
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 216
61- وَ الْیَسَعَ* قرأ الأخوان بتشدید اللام و إسكان الیاء، و الباقون بإسكان اللام مخففة و فتح الیاء.
62- صِراطٍ* و النُّبُوَّةَ* مما لا یخفی.
63- اقْتَدِهْ قرأ الأخوان بحذف الهاء وصلا، و الباقون بإثباتها فی الحالین و كسرها مع القصر هشام، و مع وصلها بیاء ابن ذكوان، و الباقون بإسكانها وصلا، و كلهم واقف بإثباتها و إسكانها علی مقتضی الوقف.

تنبیه:

ذكر الشاطبی رحمه اللّه لابن ذكوان الكسر من غیر إشباع كهشام، و لا شك فی صحته عنه إلا أنه لیس من طریقه، و لم یذكره الدانی فی تیسیره، و لا فی جامعه، و لا مفرداته، و لم یقرأ به من طریقه، و لم أقرأ به علی شیخنا رحمه اللّه، و لذا لم نذكره قال المحقق رحمه اللّه: و لا أعلمها وردت عنه من طریقه انتهی، و أی و لا أعلم هذه الروایة، و هی الكسر من غیر إشباع وردت عنه أی عن ابن ذكوان من طریقه أی من طریقه أی من طریق الشاطبی و اللّه أعلم.
64- یجعلونه و یبدونها و یخفون قرأ المكی و البصری بیاء الغیب فی الثلاثة، و الباقون بتاء الخطاب فیهن. «1»
65- و لینذر قرأ شعبة بالغیب، و الباقون بالخطاب.
66- تَقَطَّعَ بَیْنَكُمْ قرأ نافع و علی و حفص بنصب النون، و الباقون برفعها.
67- شَیْئاً* و نَشاءُ* و إِلْیاسَ* و وَ إِخْوانِهِمْ* و آباؤُكُمْ* و شَیْ‌ءٍ* وقوفها لا تخفی، و أما شركوا فهو من الكلمات الثمانیة التی كتبت الهمزة فیها واوا بلا خلاف، و فیه لدی الوقف علیه لحمزة و هشام اثنا
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر، و أبو عمرو هكذا یجعلونه و یبدونها و یخفون، و قرأ الباقون هكذا تَجْعَلُونَهُ، و تُبْدُونَها، وَ تُخْفُونَ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 217
عشر وجها إبدال همزته ألفا مع الثلاثة و تسهیلها كالواو مع روم حركتها مع المد و القصر فهذه خمسة علی التخفیف القیاسی و علی الرسمی تأتی سبعة إبدال الهمزة واوا ساكنة و یجوز رومها و إشمامها، و یأتی علی كل من السكون و الإشمام الثلاثة و علی الروم القصر فقط فهذه السبعة مع الخمسة المتقدمة اثنا عشر.
68- تَزْعُمُونَ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی المشهور و تستكبرون قبله علی قول البعض.

الممال‌

هَدانِی* «1» لورش و علی مُوسی* معا وَ یَحْیی وَ عِیسی و ذكری و القری و افْتَری* و تَرَی* و تَرَی* لهم و بصری هُدَی اللَّهِ* و هُدَی اللَّهِ* و هدی لدی الوقف علیها و فَبِهُداهُمُ فُرادی* لهم بِكافِرِینَ لهما و دوری جاءَ* لحمزة و ابن ذكوان النَّاسِ* لدوری.

المدغم‌

وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا لبصری و هشام و الأخوین لَقَدْ تَقَطَّعَ للجمیع.
أَظْلَمُ مِمَّنْ* و حَقَّ قَدْرِهِ* «2» لا إدغام فیه لتثقیله.
69- الْمَیِّتِ* معا قرأ نافع و الأخوان و حفص بتشدید الیاء، و الباقون بالتخفیف.
70- فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ* فیه لدی الوقف ست قراءات فتح همز أنی تؤفكون و الفتح و البدل و التقلیل و الهمز و الإمالة و البدل و الإمالة و الهمز
______________________________
(1) وَ قَدْ هَدانِ بالإمالة للكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
موسی، و عیسی، و یحیی بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
(2) وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا بالإدغام الصغیر لأبی عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی.
و لَقَدْ تَقَطَّعَ بالإدغام، و لا إدغام فی قاف حَقَّ قَدْرِهِ* لوجود التشدید.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 218
و عزوها لا یخفی.
71- وَ جَعَلَ اللَّیْلَ قرأ الكوفیون بفتح العین و اللام من غیر ألف و بنصب اللام من اللیل، و قرأ الباقون بالألف و كسر العین و رفع اللام و خفض اللیل.
72- فَمُسْتَقَرٌّ قرأ المكی و البصری بكسر القاف، و الباقون بفتحها، و لا خلاف بینهم فی فتح دال مستودع.
73- مُتَشابِهٍ انْظُرُوا قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر التنوین فی الوصل، و الباقون بالضم.
74- ثَمَرِهِ* قرأ الأخوان بضم الثاء و المیم، و الباقون بفتحهما.
75- وَ خَرَقُوا قرأ نافع بتشدید الراء، و الباقون بالتخفیف.
76- أَنَا عَلَیْكُمْ* لا خلاف فی حذف ألفه وصلا.
77- دَرَسْتَ قرأ المكی و البصری بألف بعد الدال و إسكان السین و فتح التاء كقاتلت و الشامی بغیر ألف و فتح السین و إسكان التاء كذهبت، و الباقون بغیر ألف و إسكان السین و فتح التاء كخرجت.

تنبیه:

لو كتبته علی قراءة المكی و البصری فألفه محذوفة قال فی علم النصرة:
قال فی التنزیل كتبوه فی جمیع المصاحف من غیر ألف بین الدال و الراء انتهی فظهر بهذا فساد ما جری به العمل فی أرض المغرب من إثباته فذلك باطل لا أصل له انتهی.
قلت: كذلك جری عمل أهل المشرق بل لهم فی الرسم فساد و تخلیط لا یرضی به ذو دین و اللّه الموفق.
78- یُشْعِرُكُمْ قرأ البصری بإسكان ضمة الراء، و روی عنه أیضا الدوری اختلاسها، و الباقون بالضمة الكاملة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 219

تنبیه:

لا إشكال فی ترقیق الراء لمن سكن عملا بقوله:
و لا بد من ترقیقها بعد كسرة إذا سكنت الخ، و أما مع الاختلاس فقد تحیر فیه كثیر من المتصدرین إذ لم یجدوا فیه نصّا للمتقدمین و لا للمتأخرین و لا وجه لتوقفهم لأنهم و إن لم یصرحوا بذلك فهو مأخوذ من قوة كلامهم إذ لم یقل أحد إن الاختلاس هو السكون بل صرحوا أنه حركة، قال الدانی فی المنبهة:
و الاختلاس حكمه الإسراع‌بالحركات كل ذا إجماع و قد صرحوا أیضا بأن من وقف علی الراء بالروم حیث یجوز فحكمه حكم الوصل، قال و رومهم كما وصلهم و من المعلوم كما ذكره الجعبری و الأهوازی و غیرهما أن الثابت من الحركة حالة الاختلاس أكثر من الثابت حال الروم فعلی هذا إجراؤه مجری الحركة التامة أحری و اللّه أعلم.
79- أَنَّها إِذا قرأ شعبة بخلف عنه و المكی و البصری بكسر همزة أنها، و الباقون بالفتح، و هی الروایة الثانیة لشعبة.
80- لا تؤمنون- قرأ الشامی و حمزة بالخطاب و الباقون بالغیب.
81- یَعْمَهُونَ* كاف، و قیل تام، و فاصلة، و منتهی الحزب الرابع عشر بلا خلاف.

الممال‌

وَ النَّوی وَ تَعالی* لهم فَإِنِّی* و إِنِّی* «1» لهم و دوری جاءَكُمْ* و شاءَ* و جاءَتْهُمُ* و جاءَتْ* لحمزة و ابن ذكوان طُغْیانِهِمْ* لدوری علی.
______________________________
(1) وَ النَّوی، وَ تَعالی*، فَإِنِّی* بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لدوری أبی عمرو فی لفظی (فأنی و أنی).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 220

المدغم‌

لَقَدْ جاءَكُمْ* لبصری و هشام و الأخوین.
جَعَلَ لَكُمُ* و خَلَقَ كُلَّ شَیْ‌ءٍ* خالِقُ كُلِّ شَیْ‌ءٍ* هُوَ وَ أَعْرِضْ «1».
82- إِلَیْهِمُ الْمَلائِكَةَ قرأ البصری بكسر الهاء و المیم، و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
83- قُبُلًا* قرأ نافع و الشامی بكسر القاف و فتح الباء، و الباقون بضمهما. «2» غیث النفع فی القراءات السبع 220 المدغم ..... ص : 220
لِكُلِّ نَبِیٍّ* قرأ نافع بالهمز، و الباقون بالیاء المشددة.
85- مُفَصَّلًا تفخیمه لورش لا یخفی.
86- مُنَزَّلٌ قرأ الشامی و حفص بفتح النون و تشدید الزای، و الباقون بإسكان النون، و تخفیف الزای. «3»
87- و تمت كلمت- قرأ الكوفیون بغیر ألف علی التوحید، و الباقون بالألف علی الجمع.
88- فَصَّلَ* قرأ نافع و الكوفیون بفتح الفاء و الصاد، و الباقون بضم الفاء و كسر الصاد و تفخیم ورش له وصلا و خلفه فی الوقف جلی.
89- حَرَّمَ* قرأ نافع و حفص بفتح الحاء و الراء، و الباقون بضم الحاء و كسر الراء، فصار نافع و حفص بفتح أول الفعلین و ثانیهما و الابنان
______________________________
(1) أدغم أبو عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی لَقَدْ جاءَكُمْ* من باب الإدغام الصغیر.
و أدغم السوسی جَعَلَ لَكُمُ*، وَ خَلَقَ كُلَّ شَیْ‌ءٍ*، خالِقُ كُلِّ شَیْ‌ءٍ* إدغاما كبیرا.
(2) قُبُلًا* قرأ نافع، و ابن عامر، بكسر القاف و فتح الباء، و الباقون بضم القاف و الباء، قال الشاطبی: و كسر و فتح ضمّ فی قبلا حمی ظهیرا
(3) قال الشاطبی: و شدّد حفص منزل و ابن عامر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 221
و البصری بضم أول الفعلین و كسر ثانیهما و شعبة و الأخوان بفتح أول فصل و ثانیه و ضم أول حرف و كسر ثانیه فذلك ثلاث قراءات، و كیفیة قراءتها من قوله تعالی: و ما لكم، و الوقف علی ما قبله كاف إلی إلیه و هو كاف أیضا، و اختلف فی الوقف علی علیه فقیل كاف، و قیل لا یوقف علیه و هو الأصح، و لذلك تركنا الوقف علیه: أن تبدأ بقالون بتسكین میم الجمع و ترك بدل تأكلوا و تفخیم راء ذكر و ترك صلة علیه و فتح فاء فصل و صاده، و ترقیق لامه، و فتح حاء حرم ورائه و یندرج معه حفص، ثم تعطف شعبة و الأخوین بضم حاء حرم و كسر رائه، ثم تعطف الدوری بضم أول الفعلین و كسر ثانیهما و اندرج معه الشامی، ثم تأتی بالسوسی بإبدال تأكلوا و ضم أول الفعلین و كسر ثانیهما مع إدغام لام فصل فی لام لكم، ثم بقالون بصلة میم لكم و ما بعده مع القصر، و ما تقدم له فی الفعلین و اندرج معه المكی و تخلف فی صلة علیه فتعطفه بالصلة، و ضم أول الفعلین و كسر ثانیهما و ضم المیم، ثم بقالون بضم میم الجمع مع مد لكم إلا و علیكم إلا و اضطررتم إلیه، ثم تأتی بورش بمدّ لكم و إبدال تأكلون و ترقیق راء ذكر و تفخیم لام فصل و فتح أول الفعلین و ثانیهما، ثم بخلف مع السكت فیما مد لورش، و باقی حكمه جلی، فهذه تسعة أوجه إلیه لدی الوقف و هی القصر و التوسط و المد و الروم علی القول به فی الضمیر ستة و ثلاثون وجها، و اللّه أعلم.
90- لَیُضِلُّونَ قرأ الكوفیون بضم الیاء، و الباقون بالفتح.
91- كانَ مَیْتاً قرأ نافع بتشدید الیاء مع الكسر و الباقون بإسكانها.
92- رِسالَتَهُ* قرأ المكی و حفص بغیر ألف بعد اللام و نصب التاء علی التوحید، و الباقون بالألف و كسر التاء علی الجمع.
93- ضَیِّقاً* قرأ المكی بإسكان الیاء، و الباقون بكسرها مع التشدید. «1»
______________________________
(1) قال الشاطبی: و ضیقا مع الفرقان حرّك مثقّلا بكسر سوی المكّی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 222
94- حَرَجاً* قرأ نافع و شعبة بكسر الراء، و الباقون بفتحها.
95- یَصَّعَّدُ* قرأ المكی بإسكان الصاد و تخفیف العین من غیر ألف كیصعق و شعبة بتشدید الصاد و ألف بعدها و تخفیف العین، و الباقون بتشدید الصاد و العین كیذكر، و كیفیة قراءته مع سابقیه أی ضیقا و حرجا من قوله تعالی: وَ مَنْ یُرِدْ* إلی السَّماءِ*: أن تبدأ بیاء مكسورة مشددة و حرجا بكسر الراء و یصعد بتشدید الصاد و العین من غیر ألف و لا یندرج معه أحد، ثم تعطف شعبة بتشدید صاد یصعد و ألف بعدها، ثم البصری بفتح راء حرجا و یصعد كقالون، و یندرج معه الشامی و حفص و خلاد و علی إلا أن هشاما و خلادا لا یوافقانه فی حكم الوقف علی السماء فتأتی لهما بالأوجه الخمسة، و لا یخفی أنهما یندرجان معا إلا فی وجه التسهیل مع المد، ثم المكی بإسكان یاء ضیقا و فتح راء حرجا و إسكان صاد یصعد مع تخفیف العین ثم تأتی لورش بالنقل و ضیقا و حرجا و یصعد كقالون، ثم تأتی بخلف بإدغام نون و من و إن فی یاء یرد و یاء یضله و ضیقا و یصعد كنافع و حرجا كالجماعة ثم تعطفه بالسكت و وقفه فی السماء لا یخفی.
96- صِراطُ* لا یخفی.
97- یَذَّكَّرُونَ* كاف و قیل تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند أهل الغرب و یعملون بعده عند أهل المشرق، و حكی بعضهم الإجماع علیه فإن عنی إجماعهم فمسلم و إن عنی إجماع الناس فقصور.

الممال‌

الْمَوْتی* فعلی لهم و بصری شاءَ* و جاءَتْهُمُ* لحمزة و ابن ذكوان وَ لِتَصْغی و نُؤْتی لهم النَّاسِ* للدوری لِلْكافِرِینَ* لهما و دوری «1».
______________________________
(1) الموتی، و لتصغی بالإمالة لحمزة، و الكسائی و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ الْمَوْتی*.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 223

المدغم‌

لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ* أَعْلَمُ مَنْ* أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ* فَصَّلَ لَكُمْ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِینَ زُیِّنَ لِلْكافِرِینَ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ.
98- یَحْشُرُهُمْ* قرأ حفص بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون. «1»
99- عما تعملون* قرأ الشامی بالتاء الفوقیة، و الباقون بالیاء التحتیة.
100- إِنْ یَشَأْ* لا یبدله السوسی.
101- مَكانَتِكُمْ* قرأ شعبة بألف بعد النون علی الجمع، و الباقون بغیر ألف علی التوحید. «2»
102- من یكون- قرأ الأخوان بالیاء علی التذكیر و الباقون بالتاء علی التأنیث.
103- بزعمهم معا قرأ علی بضم الزای، و الباقون بفتحها.
104- زَیَّنَ لِكَثِیرٍ مِنَ الْمُشْرِكِینَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ قرأ الشامی بضم زای زین و كسر یائه و رفع لام قتل و نصب دال أولادهم و خفض همزة شركائهم، و الباقون بفتح الزای و الیاء و نصب لام قتل و كسر دال أولادهم و رفع همزة شركاؤهم، و تكلم غیر واحد من المفسرین و النحویین كابن عطیة و مكی و ابن أبی طالب و البیضاوی و ابن جنی و النحاس و الزمخشری و الفارسی فی قراءة الشامی و ضعفوها للفصل بین المضاف و هو قتل و المضاف إلیه و هو شركائهم بالمفعول و هو أولادهم
______________________________
- شاءَ* و جاءَتْهُمُ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو. لِلْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(1) قال الشاطبی:
و نحشر مع ثان بیونس و هو فی‌سبا مع تقول الیا فی الأربع عملا
(2) قال الشاطبی: مكانات مدّ النّون فی الكلّ شعبة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 224
و زعموا أن ذلك لا یجوز فی النثر، و هو زعم فاسد، لأن ما نفوه أثبته غیرهم قال الحافظ السیوطی فی جمع الجوامع له: مسئلة لا یفصل بین المتضایفین اختیارا إلا بمفعوله و ظرفه علی الصحیح، و جوّزه الكوفیون مطلقا قال فی شرحه همع الهوامع تبعا لابن مالك و غیره و حسنه كون الفاصل فضلة فإنه یصلح بذلك لعدم الاعتداد و كونه غیر أجنبی من المضاف أی لأنه معموله، و مقدار التأخیر أی لأن المضاف إلیه فاعل فی المعنی انتهی مع زیادة شی‌ء للإیضاح و المثبت مقدم علی النافی لا سیما فی لغة العرب لاتساعها و كثرة التكلم بها روی عن عمر بن الخطاب رضی اللّه تعالی عنه أنه قال كان الشعر علم قوم فلما جاء الإسلام اشتغلوا عنه بالجهاد و الغزو، فلما تمهدت الأمصار هلك من هلك راجعوه فوجدوا أقله و ذهب عنهم أكثره و روی عن أبی عمرو بن العلاء قال: ما انتهی إلیكم مما قالت العرب إلا أقله و لو جاءكم وافر لجاءكم علم و شعر كثیر، قال أبو الفتح بن جنی فی خصائصه بعد أن نقل هذا: فإذا كان الأمر كذلك لم یقطع علی الفصیح یسمع منه ما یخالف الجمهور بالخطإ انتهی، و أشدهم علیه الزمخشری و نصه، و أما قراءة ابن عامر فشی‌ء لو كان فی مكان الضرورة و هو الشعر لكان سمحا مردودا كما رد زجّ القلوص أبی مزادة فكیف به فی الكلام المنثور فكیف به فی القرآن المعجز بحسن نظمه و جزالته، و الذی حمله علی ذلك أنه رأی فی بعض المصاحف شركائهم مكتوبا بالیاء و لو قرأ بجر الأولاد و الشركاء لأن الأولاد شركاؤهم فی أموالهم لوجد فی ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب انتهی.
فانظر رحمك اللّه إلی هذا الكلام ما أبشعه و أسمجه و أقبحه و ما اشتمل علیه من الغلظة و الفظاظة و سوء الأدب، فحكم علی قراءة متواترة تلقاها سید من سادات التابعین عن أعیان الصحابة و هم تلقوها من أفصح الفصحاء، و أبلغ البلغاء سیدنا رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- بالرد و السماجة و لا جراءة أعظم من هذه الجراءة و الحامل له علی ذلك أنه یری
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 225
رأیا فاسدا واضح البطلان و هو أن القراءات كلها آحاد و لا متواتر فیها، و لذلك یطلق عنان القلم فی تخطئة القراءة فی بعض المواضع و لا یبالی بما یقول و ما زعم أنه سمج مردود و هو فصیح شائع و أدلة ذلك من الشعر كثیرة ذكرها إمام النحاة أبو عبد اللّه محمد بن مالك فی شرح الكافیة عند قوله فیها بعد ذكر جواز الفصل: و حجتی قراءة ابن عامر و كم لها من عاضد و ناصر فلا نطیل بها.
و أما أدلة ذلك من النثر فقراءة من قرأ فلا تحسبن اللّه مخلف وعده رسله بنصب وعده و جر رسله، و ما روی منه فی الصحیح كثیر كقوله- صلی اللّه علیه و سلّم- «فهل أنتم تاركوا لی صاحبی». و ما حكاه ابن الأنباری عن العرب أنهم یفصلون بین المضاف إلیه بالجملة فیقولون: هذا غلام إن شاء اللّه ابن أخیك، و كان ابن الأنباری صدوقا دیّنا ثقة حافظا.
قال أبو علی القالی: كان أبو بكر بن الأنباری یحفظ فیما ذكر ثلاثمائة ألف شاهد فی القرآن الكریم، و قیل إنه كان یحفظ مائة و عشرین تفسیرا للقرآن الكریم بأسانیدها، و ما حكاه الكسائی من قولهم: هذا غلام و اللّه زید بحر زید بإضافة الغلام إلیه و الفصل بینهما بالقسم.
فإن قلت لقائل أن یقول القراءة شاذة و الأحادیث مرویة بالمعنی و ما ذكره ابن الأنباری و الكسائی لیس كمسألتنا.
قلت: لا خلاف بینهم كما نقله السیوطی أن القراءة الشاذة تثبت بها الحجة فی العربیة و لو نقل لهذا المجترئ الحائد عن طریق الهدی ناقل لم یبلغ فی الرتبة أدنی القراء بل و لا عشر معشاره كلاما و لو عن راع أو أمة من العرب لرجع إلیه و بنی قواعده علیه، و القرآن المتواتر الذی نقله ما لا یعد من العدول الفضلاء الأكابر عن مثلهم یحكم علیه بالرد و السماجة، و أما الأحادیث فالأصل نقلها بلفظها و ادعاء أنها منقولة بالمعنی دعوی لا تثبت إلا بدلیل، و من مارس الأحادیث و رأی تثبیت الصحابة و الآخذین عنهم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 226
رضی اللّه عن جمیعهم و تحریهم فی النقل حتی إنهم إذا شكوا فی لفظ أتوا بجمیع الألفاظ المشكوك فیها أو تركوا روایته بالكلیة علم یقینا أنهم لا ینقلون الأحادیث إلا بألفاظها، و أما نقله ابن الأنباری و الكسائی فمسألتنا أحری لأنهم إذا كانوا یجیزون الفصل بالجملة فبالمفرد أولی، و هذا كله علی جهة التنزل و إرخاء العنان و إلا فالذی نقوله و لا نلتفت لسواه أن القراءة المشهورة فضلا عن المتواترة كهذه لا تحتاج إلی دلیل بل هی أقوی دلیل و متی احتاج من هو فی ضوء الشمس إلی ضوء النجوم، و قد بنی النحویون قواعدهم علی كلام تلقوه من العرب لم یبلغ فی الصحة مبلغ القراءة الشاذة و لا قاربها و قبلوا من ذلك ما خرج عن القیاس كقولهم استحوذ و قیاسه كما تقول استقام و استجاب و كقولهم لدن غدوة بالنصب، و القیاس الجر و هو فی العربیة كثیر لیس هذا محل تتبعه.
و الشامی هذا رحمه اللّه ممن یحتج بكلامه لأنه من صمیم العرب و فصحائهم و كان قبل أن یوجد اللحن و یتكلم به لأنه ولد فی حیاة النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- علی قول، و سنة إحدی و عشرین علی قول آخر فكیف بما تلقاه و رواه عن كبار الصحابة رضی اللّه عنهم كأبی الدرداء و واثلة بن الأسقع و معاویة بن أبی سفیان رضی اللّه عنهم، بل نقل تلمیذه الذماری أنه قرأ علی عثمان بن عفان رضی اللّه عنه فهو أعلی القراء السبعة سندا و كان رحمه اللّه مشهورا بالثقة و الأمانة و كمال الدین و العلم أفنی عمره فی القراءة و الإقراء، و أجمع علماء الأمصار علی قبول نقله و الثقة به فیه.
و قد أخذ البخاری عن هشام بن عمار و هو قد أخذ عن أصحاب أصحابه، قال المحقق: و لقد بلغنا عن هذا الإمام أنه كان فی حلقته أربعمائة عریف یقومون عنه بالقراءة و لم یبلغنا عن أحد من السلف علی اختلاف مذاهبهم و تبیان لغاتهم و شدة ورعهم أنه أنكر علی ابن عامر شیئا من قراءته و لا طعن فیها و لا أشار إلیها بضعف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 227
و یكفی فی فضله و جلالته أن أفضل الخلفاء بعد الصحابة المجمع علی ورعه و فضله و عدالته و هو عمر بن عبد العزیز جمع له بین الإمامة و القضاء و مشیخة الإقراء بمسجد دمشق أحد عجائب الدنیا و هی یومئذ دار الملك و الخلافة و معدن للتابعین و محل محط رجال العلماء من كل قطر و أعظم من هذا كله إجماع الصحابة علی كتب شركائهم فی مصحف الشام بالیاء، و قد نقل غیر واحد من الثقات المتقدمین و المتأخرین أنهم رأوه فیه كذلك.
بل نقل العلامة القسطلانی عن بعض الثقات أنه رآه فی مصحف الحجاز كذلك.
فإن قلت: لو كان فی مصحف الحجاز أنه قرأ كقراءة الشامی.
قلت: لا یلزم موافقة التلاوة للرسم لأن الرسم سنة متبعة قد توافقه التلاوة، و قد لا توافقه.
انظر كیف كتبوا و جاء بالألف قبل الیاء و لا أذبحنه و لا أوضعوا بألف بعد لا و مثل هذا كثیر، و القراءة بخلاف ما رسم، و لذلك حكم و أسرار تدل علی كثرة علم الصحابة و دقة نظرهم مطلب من مظانها. سمعت شیخنا رحمه اللّه تعالی یقول: لو لم یكن للصحابة رضی اللّه عنهم من الفضائل إلا رسمهم المصحف لكان ذلك كافیا.
و قوله: و الذی حمله علی ذلك إلی آخره یقتضی أن هذا السید الجلیل یقلد فی قراءته المصحف، و لو لم یثبت عنده بذلك روایة. و حاشاه من ذلك فإن هذا لا یستحله مسلم فضلا عن سید من سادات التابعین، لأنه خرق للإجماع.
قال الشیخ العارف باللّه سیدی محمد بن الحاج فی المدخل: لا یجوز لأحد أن یقرأ بما فی المصحف إلا بعد أن یتعلم القراءة علی وجهها أو یتعلم مرسوم المصحف، و ما یخالف منه القراءة فإن فعل غیر ذلك فقد خالف ما أجمعت علیه الأمة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 228
و قوله: و لو قرأ الخ هذا أفحش و أقبح مما قبله لأنه یقتضی جواز القراءة بما تقتضیه العربیة مع صحة المعنی، و لو لم ینقل و هو محرم بالإجماع قال المحقق فی نشره: و أما ما وفق العربیة و الرسم مع صحة المعنی، و لم ینقل البتة فهذا رده أحق و منعه أشد و مرتكبه مرتكب لعظیم من الكبائر.
و قد ذكر جواز ذلك عن أبی بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادی المقرئ النحوی و كان بعد الثلاثمائة.
قال الإمام أبو طاهر بن أبی هاشم فی كتابه البیان: و قد نبغ نابغ فی عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه فی العربیة بحرف من القرآن یواقف المصحف فقراءته جائزة فی الصلاة و غیرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبیل.
قلت: و قد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء و القراء و أجمعوا علی منعه و أوقف للضرب فتاب و رجع و كتب علیه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبو بكر بن الخطیب فی تاریخ بغداد.
و أدلة هذا من أقوال الصحابة و التابعین و أئمة القراءة كثیر تركناها خوف الإطالة، و اللّه أسأل أن یعاملنا بفضله و لطفه آمین.
105- تكن میتة قرأ الشامی و شعبة بالتاء علی التأنیث، و الباقون بالیاء علی التذكیر، و قرأ المكی و الشامی میتة برفع التاء و الباقون بالنصب فصار نافع و البصری و حفص و الأخوان بتذكیر یكن و نصب میتة به، و المكی بالتذكیر و الرفع و الشامی به و بالتأنیث و شعبة بالتأنیث و النصب. «1»
106- قَتَلُوا* قرأ المكی و الشامی بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف.
107- الْإِنْسِ* و الوقف علی الأول و لشر كائنا و شركائهم وقفا لا
______________________________
(1) قال الشاطبی: و إن یكن أنث كفؤ صدق و میتة دنا كافیا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 229
یخفی.
108- مُهْتَدِینَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب عند الأكثر، و حكی القادری فی مسعفه الاتفاق علیه، و عند بعضهم علیم قبله.

الممال‌

مَأْواكُمُ* لهم، و لا یمیله البصری لأنه مفعل لا فعلی شاءَ* معا لابن ذكوان و حمزة الدُّنْیا* و قُرْبی* لهم «1» و بصری كافِرِینَ* و الدَّارُ* لهما و دوری.

المدغم‌

حُرِّمَتْ ظُهُورُها لورش و بصری و شامی و الأخوین قَدْ ضَلُّوا* كذلك. «2»
وَ هُوَ وَلِیُّهُمْ و زَیَّنَ لِكَثِیرٍ.
109- وَ هُوَ* لا یخفی.
110- أُكُلُهُ* قرأ الحرمیان بإسكان الكاف، و الباقون بالضم.
111- ثَمَرِهِ* قرأ الأخوان بضم الثاء و المیم، و الباقون بفتحهما. «3»
112- یَوْمَ حَصادِهِ قرأ البصری و الشامی و عاصم بفتح الحاء، و الباقون بكسرها.
______________________________
(1) مَأْواكُمُ*، الدُّنْیا*، الْقُرْبی* بالإمالة، لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ الدُّنْیا*.
شاءَ* بالإمالة لابن ذكوان و حمزة.
(2) حُرِّمَتْ ظُهُورُها، قَدْ ضَلُّوا* بالإدغام الصغیر لورش، و أبی عمرو، و ابن عامر، و حمزة، و الكسائی.
(3) قرأ حمزة، و الكسائی، بضم الثاء و المیم هكذا ثَمَرَةٍ*، و الباقون بفتحهما هكذا ثَمَرَةٍ* قال الشاطبی: و ضمّان مع یاسین فی ثمره شفا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 230
113- خُطُواتِ* قرأ قنبل و الشامی و حفص و علی بضم الطاء، و الباقون بالإسكان. «1»
114- الضَّأْنِ و بَأْسُهُ و بَأْسُنا* یبدله السوسی مطلقا و حمزة إن وقف و لا وقف علیها إلا علی بأسنا فإنه كاف.
115- مِنَ الْمَعْزِ «2» قرأ نافع و الكوفیون بسكون العین، و الباقون بالفتح.
116- آلذَّكَرَیْنِ* معا هذه الكلمة مما دخلت فیها همزة الاستفهام علی همزة الوصل، و أجمع القراء علی إثبات همزة الوصل، و علی تلیینها، و اختلفوا فی كیفیة ذلك فقال كثیر من الحذاق: تبدل ألفا خالصة مع المد للساكن اللازم المدغم، و قال آخرون: تسهیل بین بین و الوجهان جیدان صحیحان قرأت بهما مع تقدیم الأول لكل القراء و لا یجوز عند من سهل إدخال ألف بینها و بین همزة الاستفهام كما یجوز فی همزة القطع لضعفها عنها. «3»
117- نبئونی كونه من باب آمن لا یخفی. «4»
118- شُهَداءَ إِذْ* لا یخفی.
119- أن تكون میتة قرأ المكی و الشامی و حمزة بالتاء علی
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و حیث أتی خطوات الطّاء ساكن‌و قل ضمه عن زاهد كیف رتّلا
(2) قال الشاطبی: و سكون المعز حصن
(3) قال الشاطبی:
و إن همزة وصل بین لام مسكن‌و همزة الاستفهام فامدده مبدلا
فللكل ذا أولی و یقصره الذی‌یسهّل عن كل كالآن مثّلا
(4) نبئونی لحمزة عند الوقف ثلاثة أوجه:
الأول: الحذف. الثانی: التسهیل بین بین. الثالث: إبدال الهمزة یاء مضمومة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 231
التأنیث، و الباقون بالیاء علی التذكیر، و قرأ الشامی میتة بالرفع و الباقون بالنصب، فصار نافع و البصری و عاصم و علی بالتذكیر و النصب و المكی و حمزة بالتأنیث و النصب و الشامی بالتأنیث و الرفع علی التمام.
120- فَمَنِ اضْطُرَّ* قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون وصلا، و الباقون بالضم.
121- یَعْدِلُونَ* تام و قیل كاف و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع لجمهورهم، و قال بعضهم تَخْرُصُونَ قبله.

الممال‌

وَصَّاكُمُ* «1» و أَوِ الْحَوایا و لَهَداكُمْ* لهم افتری لهم و بصری واسِعَةً* و الْبالِغَةُ لعلی إن وقف بخلف و المقدم الفتح شاءَ* معا لحمزة و ابن ذكوان.

المدغم‌

(حملت ظهورها) لورش و بصری و شامی و الأخوین.
رَزَقَكُمُ* الْأُنْثَیَیْنِ نَبِّئُونِی أَظْلَمُ مِمَّنْ* كَذلِكَ كَذَّبَ*.
122- تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید. «2»
123- وَ أَنَّ هذا قرأ حمزة و الكسائی بكسر الهمزة، و الباقون بفتحها، و خفف الشامی النون و شددها الباقون، فصار الحرمیان «3» و البصری و عاصم بالفتح و التشدید، و الشامی بالفتح و التخفیف، و الأخوان بالكسر
______________________________
(1) وَصَّاكُمُ*، و الْحَوایا، و لَهَداكُمْ* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش. افْتَری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
شاءَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
(2) قال الشاطبی: و تذكّرون الكلّ خف علا شذا
(3) قال الشاطبی: و أن اكسروا شرع او بالخف كمّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 232
و التشدید.
124- صِراطِی قرأ قنبل بالسین و خلف بالإشمام بین الصاد و الزای، و الباقون بالصاد و فتح یاءه الشامی و سكنها الباقون. «1»
125- فَتَفَرَّقَ قرأ البزی بتشدید التاء و الباقون بالتخفیف.
126- یَصْدِفُونَ* معا قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزای، و الباقون بالصاد.
127- أَنْ تَأْتِیَهُمُ* قرأ الأخوان بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث و إبداله لورش و سوسی جلی.
128- فارقوا قرأ الأخوان بألف بعد الفاء مع تخفیف الراء، و الباقون بغیر ألف مع التشدید «2» 129- رَبِّی إِلی صِراطٍ قرأ نافع و البصری بفتح الیاء وصلا، و الباقون بالإسكان و صراط لا یخفی.
130- قِیَماً* قرأ الحرمیان و البصری بفتح القاف و كسر الیاء المشددة، و الباقون بكسر القاف و فتح الیاء مخففة. «3»
131- إبراهام قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها، و الباقون بكسر الهاء و یاء بعدها.
132- وَ مَحْیایَ قرأ نافع بخلف عن ورش بإسكان الیاء، و یمد للساكنین وصلا و وقفا مدّا مشبعا، و الباقون بالفتح و ترك المد و هو الطریق الثانی لورش، فإن وقفوا جازت لهم الثلاثة الأوجه من أجل عروض السكون، لأن الأصل فی مثل هذه الیاء الحركة لأجل الساكنین و إن كان
______________________________
(1) و ملخصه أن قنبل قرأ بالسین، و خلف عن حمزة بإشمام الصاد صوت الزای، و الباقون بالصاد الخالصة.
(2) قال الشاطبی:
و یأتیهم شاف مع النّحل فارقوامع الرّوم مدّاه خفیفا و عدلا
(3) قال الشاطبی: و كسر و فتح خف فی قیما ذكا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 233
الأصل فی یاء الإضافة الإسكان فإن حركة هذه الیاء صارت أصلا آخر من أجل سكون ما قبلها و ذلك نظیر حیث و كیف فإنه حركة الثاء و الفاء صارت أصلا و إن كان الأصل فیهما السكون فلذلك إذا وقف علیهما جازت الأوجه الثلاثة، قاله المحقق.
133- وَ مَماتِی قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، و أما هدانی و صلاتی و نسكی فهو مما أجمعوا علی إسكانه.
134- وَ أَنَا أَوَّلُ* قرأ نافع بإثبات ألف أنا فی الوصل و الوقف، و یجری فی المد علی أصله، «1» و الباقون بحذفه وصلا.
135- رَحِیمٌ* تام و فاصلة، و منتهی الحزب الخامس عشر و ربع القرآن العظیم بلا خلاف.

الممال‌

وَصَّاكُمُ* الثلاثة هُدیً* معا لدی الوقف و أَهْدی* و یُجْزَی* و هَدانِی* و آتاكُمْ* لهم قُرْبی* و مُوسی* لدی الوقف علیه و أُخْری* لهم و بصری جاءَكُمْ* و جاءَ* «2» معا لحمزة، و ابن ذكوان و مَحْیایَ لورش و دوری علی.
______________________________
(1) قراءة نافع بإثبات ألف إِنَّا* وصلا و یتطلب أن یكون المد من قبیل المنفصل، فكل راو یمد حسب مذهبه، و قرأ الباقون مقابل قراءة نافع بحذف الألف وصلا، أما حالة الوقف فكل القراء یثبتونها، قال الشاطبی:
و مدّ أنا فی الوصل مع ضمّ همزة و فتح أتی
(2) وَصَّاكُمُ* فی ثلاث مواضع، و هُدیً* فی موضعین لدی الوقف، و أَهْدی*، و یُجْزَی*، و هَدانِی*، و آتاكُمْ*، كله بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
أُخْری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
جاءَكُمْ*، و جاءَ* بالإمالة لابن ذكوان و حمزة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 234

المدغم‌

فَقَدْ جاءَكُمْ* لبصری و هشام و الأخوین نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ فیه إدغامان النون فی النون، و القاف فی الكاف، أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآیاتِ الْعَذابَ بِما* «1»

یاءات الإضافة فی الأنعام‌

و فیها من یاءات الإضافة ثمان: إِنِّی أُمِرْتُ*، إِنِّی أَخافُ*، إِنِّی أَراكَ، وَجْهِیَ لِلَّذِی صِراطِی مُسْتَقِیماً، رَبِّی إِلی وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلَّهِ «2» و من الزوائد واحدة هَدانِ و مدغمها خمسون، و قال الجعبری و من قلده إلا واحدا، و كأنهم عدوا نحن نرزقكم واحدا، و الصواب ما ذكرناه، و من الصغیر تسعة.
______________________________
(1) أدغم أبو عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی إدغاما صغیرا فی فَقَدْ جاءَكُمْ* و أدغم السوسی إدغاما كبیرا فی نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ، أَظْلَمُ مِمَّنْ* كَذَّبَ بِآیاتِ*، الْعَذابَ بِما*، و له الاختلاس أیضا فی نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ.
(2) و فی سورة الأنعام من یاءات الإضافة ثمان هی: إِنِّی أُمِرْتُ* (14)، إِنِّی أَخافُ* (15) إِنِّی أَراكَ (74)، وَجْهِیَ لِلَّذِی (79) صِراطِی مُسْتَقِیماً (153)، رَبِّی إِلی (161)، وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلَّهِ (162).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 235

سورة الأعراف‌

اشارة

مكیة إجماعا. قال مجاهد و قتادة إلا قوله تعالی: وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْیَةِ الآیة، قیل غیر هذا، و آیاتها مائة و ست حجازی و كوفی و خمس شامی و بصری، و جلالاتها إحدی و ستون.
و ما بینها و بین سورة الأنعام من الوجوه لا یخفی تركناه خوف التطویل.
1- المص مذهب الأكثر جواز الوقف علیه و هو عندهم تام لأنه خبر مبتدأ محذوف مرفوع المحل تقدیره هذا المص، أو منصوب بفعل مضمر تقدیره اقرأ، أو خذ المص فهو جملة مستقلة بنفسها و یؤیده عدّ أهل الكوفة له آیة الوقف علی إلیك كاف و ذلك منه و التام رأس آیة و هو للمؤمنین و ألف لا مد فیه لأن وسطه متحرك و الثلاثة بعده ممدودة مدّا طویلا لجمیعهم لأجل الساكن اللازم و الحروف الممدودة لأجل الساكن سبعة هذه الثلاثة، و الكاف، و القاف، و السین، و النون.
2- تَذَكَّرُونَ* قرأ الشامی بیاء قبل التاء، و الباقون بحذفها، و قرأ الشامی و الأخوان و حفص بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید. «1»
3- بَأْسُنا* معا و شئتما إبدالهما للسوسی جلی.
4- مَعایِشَ* هو بالیاء من غیر همز و لا مد لكل القراء، و شذ خارجه فرواه عن نافع بالهمز و هو ضعیف جدّا بل جعله بعضهم لحنا، لأنه جمع معیشة و أصلها مفعلة بكسر العین ثم نقلت حركة الیاء إلی العین تخفیفا فالمیم زائدة لأنها من العیش، و الیاء أصلیة متحركة فلا تقلب فی الجمع همزة نحو مكایل و مبایع، أما لو كانت زائدة أصلها فی الواحد السكون لهمزتها فی الجمع نحو سفائن و صحائف و مدائن لأن مفرده فعیلة، و الیاء فیه زائدة
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و تذكّرون الغیب زد من قبل تائه‌كریم ا و خف الذّال كم شرفا علا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 236
ساكنة و كذا تهمز فی الجمع إذا كان موضع الیاء ألف أو واو زائدتان نحو عجائز و رسائل لأن الواحد عجوز و رسالة.
5- صِراطَكَ لا یخفی.
6- مَذْؤُماً لا یمده ورش لأنه بعد ساكن صحیح.
7- سَوْآتِهِما* الثلاثة و سوآتكم لا خلاف بینهم أن همزه یجری فیه لورش الثلاثة علی أصله، و اختلفوا فی حرف اللین منه و هو الواو، فمنهم من قرأ بالقصر كموئلا و الموءودة و هذا مذهب الجمهور كالمهدوی و ابن شریح و مكی، و منهم من قرأه بالتمكین كالدانی ففهم بعضهم منه أن المد الطویل و التوسط علی الأصل فی الواو إذا سكنت و انفتح ما قبلها و لقیت الهمزة نحو سوأة فجعل فی الواو و ثلاثة الهمزة، و قال: إذا ضربت ثلاثة الواو فی ثلاثة الهمزة صارت تسعة أوجه و هو ظاهر كلام الشاطبی، و جری علیه جمع من شراحه كالجعبری، و الصواب أنه لا یجوز منها إلا أربعة فقط و هی قصر الواو مع الثلاثة فی الهمز و الرابع التوسط فیهما لأن كل من له فی حرف اللین الإشباع یستثنی سوآن و كل من وسطه مذهبه فی باب آمنوا التوسط، قد نظمها المحقق فقال:
و سوآت قصر الواو و الهمز ثلّثن‌و وسّطهما فالكل أربعة فادر و أتی بسوآت بلا ضمیر لیشمل ما أضیف إلی المثنی كالثلاثة و المجموع كسوآتكم و لا وقف علی سوآتهما الثانی و لا علی سوآتكم، و الوقف علی سوآتهما الأول كاف، و قیل لا یوقف علیه، و علی الثالث كاف فإن وقف علیها ففیها لحمزة وجهان: الأول النقل علی القیاس.
و الثانی الإدغام كما ذهب إلیه بعضهم إجراء للأصلی مجری الزائد، و زاد الحافظ أبو العلاء و غیره وجها ثالثا، و هو التسهیل و هو ضعیف و لم یقرأ به.
8- تُخْرَجُونَ* قرأ الأخوان و ابن ذكوان، بفتح التاء و ضم الراء،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 237
و الباقون بضم التاء و فتح الراء.
9- یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا إلی خیر و الوقف علیه كاف فیها لورش علی ما یقتضیه الضرب ثمانیة عشر وجها ثلاثة مد البدل مضروبة فی ثلاثة الواو علی زعمهم تسعة مضروبة فی وجهی التقوی، و كذلك یقرأ المتساهلون و الصحیح المحرر منها خمسة، و من ادعی أكثر فلیبین طریقا تقرأ بما ذكره و إلا فلا التفات إلیه، الأول: قصر مد البدل مع قصر حرف اللین مع فتح التقوی.
الثانی: توسط مد البدل مع توسط حرف اللین مع تقلیل التقوی.
الثالث: مثله إلا أنك تقصر حرف اللین.
الرابع: تطویل مد البدل مع قصر حرف اللین و فتح التقوی.
الخامس: مثله إلا أنه مع تقلیل التقوی.
10- وَ لِباسُ قرأ نافع و الشامی و علی بنصب سین لباس، و الباقون بالرفع. «1»
11- یَذَّكَّرُونَ*، لا یخففه أحد لأنه بالیاء، و الذی وقع فیه الخلاف إنما هو ما كان مبدوءا بالتاء الفوقیة.
12- بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ قرأ الحرمیان و بصری بإبدال همزة أ تقولون یاء، و الباقون بتحقیقها.
13- تَعْلَمُونَ* تام و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی الأصح، و عند بعض تخرجون قبله، و عند بعض مهتدون بعده و قیل المسرفین.

الممال‌

وَ ذِكْری* و دَعْواهُمْ* و التَّقْوی* لهم و بصری فَجاءَها
______________________________
(1) وَ لِباسُ التَّقْوی قرأ نافع، و الشامی، و علی بنصب سین وَ لِباسُ، و قرأ ابن كثیر، و أبو عمرو، و عاصم، و حمزة برفع السین، قال الباقون: و لباس الرّفع فی نهشلا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 238
و جاءَهُمْ* لحمزة و ابن ذكوان نارَ* لهما و دوری نَهاكُما و فَدَلَّاهُما وَ ناداهُما لهم. «1»

تنبیه:

یُوارِی* لا إمالة فیه من طریق الحرز، و أصله و راجع ما تقدم. «2»

المدغم‌

إِذْ جاءَهُمْ* لبصری و هشام تَغْفِرْ لَنا* «3» لبصری بخلف عن الدوری.
امرأتك قال جَهَنَّمَ مِنْكُمْ حَیْثُ شِئْتُما* یَنْزِعُ عَنْهُما هُوَ وَ قَبِیلُهُ، و لا إدغام فی یَكُونُ لَكَ* و نحوه للساكن قبل النون.
14- عَلَیْهِمُ الضَّلالَةُ لا یخفی.
15- وَ یَحْسَبُونَ* قرأ الحرمیان و البصری و علی بكسر السین، و الباقون بالفتح.
16- خالِصَةً* قرأ نافع بالرفع، و الباقون بالنصب. «4»
17- حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ قرأ حمزة بإسكان یاء ربی و یلزم من
______________________________
(1) دَعْواهُمْ*، و التَّقْوی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
فَجاءَها و جاءَهُمْ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
نَهاكُما و ناداهُما بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
(2) من المعلوم هنا أن یُوارِی* لا إمالة فیه لدوری الكسائی من طریق الشاطبیة، و ذكر الشاطبی الخلاف فیه خروج عن طریقه فلا یقرأ به.
(3) إِذْ جاءَهُمْ*، بالإدغام لأبی عمرو، و هشام. و تَغْفِرْ لَنا* بالإدغام لأبی عمرو بخلف عن الدوری.
(4) قرأ نافع برفع التاء، و هذه القراءة تفرد بها نافع من السبعة القراء، و الباقون اتفقوا علی النصب، قال الشاطبی: و خالصة أصل
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 239
سكونها وصلا حذفها فی اللفظ، لاجتماعها بالساكن بعدها، و الباقون بالفتح «1».
18- ما لَمْ یُنَزِّلْ* قرأ المكی و بصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
19- جاءَ أَجَلُهُمْ* لا یخفی، و لا تغفل عما تقدم أن مثل هذا لا یزاد فی مد حرف المد المبدل؛ لأنه لا ساكن بعده.
20- لا یَسْتَأْخِرُونَ* أبدله ورش و السوسی.
21- عَلَیْهِمْ* لا یخفی.
22- رُسُلُنا* قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم.
23- هؤُلاءِ أَضَلُّونا مثل بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ «2» 24- وَ لكِنْ لا یَعْلَمُونَ قرأ شعبة بیاء الغیب «3» و الباقون بتاء الخطاب، و أما الذی قبله و هو ما لا تَعْلَمُونَ* فلا خلاف أنه بتاء الخطاب.
25- لا تُفَتَّحُ قرأ البصری بالفوقیة و التخفیف، و الباقون بالتاء الفوقیة و التشدید و من خفف سكن الفاء، و من شدد فتح. «4»
26- تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ* لا یخفی.
27- وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ قرأ الشامی بحذف واو و ما، و الباقون بإثباتها.
______________________________
(1) الیاء فی ربی* یاء غضافة، و قد تفرد حمزة بإسكانها وصلا و وقفا، و إذا وصل حذفها.
(2) قرأ نافع، و ابن كثیر، و أبو عمرو بإبدال الهمزة الثانیة مفتوحة هكذا (هؤلاء یضلونا) و قرأ الباقون بتحقیقها.
(3) قرأ شعبة بیاء الغیب أی یَعْلَمُونَ*، و قرأ الباقون بتاء الخطاب أی تَعْلَمُونَ*، قال الشاطبی: و لا یعلمون قل لشعبة فی الثانی
(4) قال الشاطبی:
و یفتح شمللاو خفّف شفا حكما
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 240
28- نَعَمْ* قرأ علی بكسر العین، و الباقون بالفتح. «1»
29- مُؤَذِّنٌ* قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا و الباقون بالهمز. «2»
30- أَنْ لَعْنَةُ قرأ نافع و قنبل و البصری و عاصم بإسكان أن مخففة و رفع لعنة، و الباقون بتشدید أن و نصب لعنة. «3»
31- یَطْمَعُونَ كاف و قیل تام، فاصلة، و منتهی النصف بلا خلاف.

الممال‌

هُدیً* و اتَّقی* و هَدانَا* معا و نادی* لهم الضَّلالَةَ* و الْقِیامَةِ* لعلی إن وقف الدُّنْیا* و افْتَری* و أُخْراهُمْ* و لِأُولاهُمْ و أُولاهُمْ* و لِأُخْراهُمْ بِسِیماهُمْ* لهم و بصری النَّارَ* الأربعة و كافِرِینَ* لهما، و دوری جاءَ* و جاءَتْهُمُ* جاءَتْ* لحمزة و ابن ذكوان. «4»

المدغم‌

لَقَدْ جاءَتْ* لبصری و هشام و الأخوین و أُورِثْتُمُوها* كذلك. «5»
______________________________
(1) قال الشاطبی: و حیث نعم بالكسر فی العین رتّلا
(2) قرأ ورش بإبدال الهمزة، واوا، و هذه الواو مفتوحة فی الحالین أی وصلا و وقفا، و لكن حمزة فعل ذلك عن الوقف فقط.
(3) قال الشاطبی:
و أن لعنة التّخفیف و الرفع نصّه‌سما ما خلا البزّی
(4) اتَّقی*، هَدانَا*، و نادی*، و الدُّنْیا*، و لِأُولاهُمْ بِسِیماهُمْ* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ الدُّنْیا* و لِأُولاهُمْ و بِسِیماهُمْ* افْتَری* و أُخْراهُمْ* بالإمالة لأبی عمرو و حمزة، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
النَّارَ*، كافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(5) أدغم أبو عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی لَقَدْ جاءَتْ* و أُورِثْتُمُوها* و هو من باب الإدغام الصغیر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 241
أَمَرَ رَبِّی* الرِّزْقِ قُلْ أَظْلَمُ مِمَّنْ* كَذَّبَ بِآیاتِهِ* قالَ لِكُلٍ الْعَذابَ بِما* جَهَنَّمَ مِهادٌ رُسُلُ رَبِّنا*.
32- تِلْقاءَ أَصْحابِ قرأ قالون و البزی و البصری بإسقاط الهمزة الأولی مع القصر و تحقیق الثانیة، و ورش و قنبل بتسهیل الثانیة، و إبدالها ألفا مع المد للساكن بعده و تحقیق الأولی، و الباقون بتحقیقهما.
33- بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا قرأ البصری و عاصم و حمزة و ابن ذكوان بخلاف عنه بكسر التنوین، و الباقون بالضم و هو الطریق الثانی لابن ذكوان «1» 34- الْماءِ أَوْ إبدال الثانیة یاء للحرمیین «2» و البصری و تحقیقها للباقین جلی.
35- یُغْشِی* قرأ شعبة و الأخوان بفتح الغین و تشدید الشین، و الباقون بإسكان الغین و تحقیق الشین. «3»
36- وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ* قرأ الشامی برفع الأربعة، و الباقون بنصبها و مسخرات منصوب بالكسرة لأنه مما جمع بألف و تاء. «4»
37- وَ خُفْیَةً* قرأ شعبة بكسر الخاء، و الباقون بالضم. «5»
______________________________
- و أدغم السوسی وحده الرِّزْقِ قُلْ و أَظْلَمُ مِمَّنْ*، كَذَّبَ بِآیاتِهِ*، قالَ لِكُلٍ، الْعَذابَ بِما*، جهنم مهادا، رُسُلُ رَبِّنا* و هو من باب الإدغام الكبیر.
(1) المقصود بالطریق الثانی لابن ذكوان أی الوجه الثانی له فی قراءة (برحمة ادخلوها) و قد وافق فیه من قراء بالضم وصلا.
(2) الْماءِ أَوْ مِمَّا هی مثل هؤُلاءِ أَضَلُّونا تماما، و قد تقدم قریبا.
(3) قال الشاطبی: و یغشی بها و الرّعد ثقّل صحبة
(4) قال الشاطبی: و و الشّمس مع عطف الثلاثة كمّلا
(5) قال الشاطبی: معا خفیة فی ضمّه كسر شعبة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 242
38- الریح* قرأ المكی و الأخوان بإسكان الیاء التحتیة و لا ألف بعدها علی الإفراد، و الباقون بفتح الیاء و ألف بعدها علی الجمع.
39- نشرا- قرأ الحرمیان و البصری بنون «1» مضمومة و شین مضمومة و الشامی بنون مضمومة و شین ساكنة و عاصم بیاء موحدة مضمومة و شین ساكنة و الأخوان بنون مفتوحة و شین ساكنة، و إذا اعتبرتها مع الریح فنافع و البصری بالجمع فی الریح و بالنون و الشین المضمومتین فی نشرا، و مكی كذلك إلا أنه قرأ بإفراد الریح و الشامی بالجمع و ضم النون و سكون الشین و عاصم كذلك إلا أنه یجعل مكان النون باء موحدة و الأخوان بالتوحید و نون مفتوحة و إسكان الشین.
40- مَیِّتٍ* قرأ نافع و الأخوان و حفص بتشدید الیاء التحتیة، و الباقون بالتخفیف.
41- تَذَكَّرُونَ* قرأ الأخوان و حفص بتخفیف الدال، و الباقون بالتشدید.
42- غَیْرُهُ* معا قرأ علی بكسر الراء و الهاء، و الباقون بضمها.
43- إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
44- أُبَلِّغُكُمْ* معا قرأ البصری بإسكان الباء و تخفیف اللام، و الباقون بفتح الباء و تشدید اللام. «2»
______________________________
(1) و خلاصته و بیانه كالآتی: قرأ عاصم وحده هكذا بُشْراً* بالباء الموحدة المضمومة و إسكان الشین، و حمزة، و الكسائی هكذا نَشْراً بالنون المفتوحة و إسكان الشین، و نافع، و ابن كثیر و أبو عمرو هكذا نَشْراً بضم النون و الشین، و ابن عامر هكذا نَشْراً بضم النون و إسكان الشین، قال الشاطبی:
و نشرا سكون الضّم فی الكل ذللا
و فی النّون فتح الضم شاف و عاصم‌روی نونه بالباء نقطه أسفلا
(2) أُبَلِّغُكُمْ* قرا أبو عمرو بسكون الباء، و تخفیف اللام هكذا أُبَلِّغُكُمْ* و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 243
45- بِأَمْرِهِ* فیه لدی وقف حمزة وجهان: تحقیق الهمزة و إبدالها یاء محضة و ما فی الربع من غیره مما یصح الوقف علیه لا یخفی.
46- أمین* كاف و قیل تام فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی المشهور، و قیل لا تعلمون قبله، و قیل عمین.

الممال‌

النَّارَ* معا و الْكافِرِینَ* لهما و دوری وَ نادی* معا و أَغْنی* و نَنْساهُمْ و هُدیً* إن وقف علیه و اسْتَوی* لهم بِسِیماهُمْ* و الدُّنْیا* و الْمَوْتی* و لتری معا لهم و بصری جاءَتْ* و جاءَهُمْ* لحمزة و ابن ذكوان. «1»

المدغم‌

وَ لَقَدْ جاءَتْ لبصری و هشام و الأخوین أَقَلَّتْ سَحاباً لبصری و الأخوین.
رَزَقَكُمُ اللَّهُ* الَّذِینَ نَسُوهُ رُسُلُ رَبِّنا* وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ* وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ*.
47- بَصْطَةً قرأ خلاد بخلاف عنه و نافع و البزی و ابن ذكوان و شعبة و علی بالصاد، و الباقون بالسین و هی الروایة الثانیة لخلاد، فإن قلت ذكر الشاطبی «2» لابن ذكوان الخلاف كخلاد و لم تذكره له؟ قلت: نعم لأنه
______________________________
- بفتح الباء و تشدید اللام هكذا أُبَلِّغُكُمْ* قال الشاطبی: و الخفّ أبلغكم حلا.
(1) النَّارَ* و الْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی، و بالتقلیل لورش.
و نادی*، و أَغْنی*، و نَنْساهُمْ، و اسْتَوی*، و بِسِیماهُمْ*، و الدُّنْیا*، و الْمَوْتی* كله بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی بسیماهم، و الدنیا، و الموتی.
(2) قال الشاطبی:
وصیّة ارفع صفو حرمیه رضی‌و یبصط عنهم غیر قنبل اعتلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 244
خرج فیه عن طریقه و طریق أصله لأن سنده فی القراءات ینحصر فی الدانی لأنه قرأ ببلده شاطبة علی أبی عبید اللّه محمد النفزی فتح النون و الفاء، ثم ارتحل إلی بلنسیة، و هی قریبة من شاطبة فقرأ بها علی ابن هذیل و كل منهما قرأ علی من قرأ علی الدانی، منهم الإمام الكبیر و الجهبذ الخبیر أبو داود سلیمان بن نجاح، و لم یقرأ الدانی بصطة لابن ذكوان علی جمیع شیوخه إلا بالصاد.
و إما یبصطه بالبقرة فقرأه بالسین علی شیخه عبد العزیز بن جعفر بن محمد عن النقاش، و قال فی التیسیر: و روی النقاش عن الأخفش هنا أی بالبقرة بالسین و فی الأعراف بالصاد، و قد تعجب المحقق و تابعوه منه كیف عول علی روایة السین هنا و لیست من طرقه و لا طرق أصله و عدل عن طریق النقاش التی لم یذكر فی التیسیر سواها فلیعلم و لینبه علیه و اللّه أعلم.
48- أَ جِئْتَنا* إبداله لسوسی لا یخفی.
49- غَیْرُهُ* معا قرأ بكسر الراء و الهاء، و الباقون بضمهما وصلة الهاء علی القراءتین لا تخفی.
50- بُیُوتاً* قرأ ورش و البصری و حفص بضم الباء، و الباقون بالكسر.
51- مُفْسِدِینَ* قال فی قصة صالح علیه الصلاة و السلام قرأ الشامی بزیادة و او قبل قال، و الباقون بحذفها.
52- یا صالِحُ ائْتِنا قرأ ورش و السوسی بإبدال الهمزة واوا حال الوصل، و الباقون بالهمز، و لو وقف علی یا صالح فالكل یبتدئون بهمزة الوصل مكسورة، و یبدلون الهمزة یاء و لا یمده ورش علی أصله فی ترك المد فی حرف المد إذا وقع بعد همزة الوصل حالة الابتداء نحو ائْتِ بِقُرْآنٍ.
______________________________ - و بالسین باقیهم و فی الخلف بصطةو قل فیهما الوجهان قولا موصلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 245
53- إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ* قرأ نافع و حفص بهمزة واحدة مكسورة علی الخبر، و الباقون بزیادة همزة مفتوحة قبل الهمزة المكسورة علی الاستفهام، و هم علی أصولهم فی تحقیق الثانیة و تسهیلها و الإدخال و عدمه فالمكی و البصری یسهلان، و الباقون یحققون و البصری و هشام یفصلان بین الهمزتین بألف، و الباقون بغیر ألف و هذا من المواضع السبعة التی لا خلاف عن هشام فی الفصل فیها علی ما ذهب إلیه من فصل، و ذهب بعضهم إلی الفصل مطلقا، و بعضهم إلی عدم الفصل مطلقا و المأخوذ به عندنا الأول.
54- عَلَیْهِمْ* و إصلاحها جلی.
55- الْحاكِمِینَ* كاف و قیل تام و اقتصر علیه غیر واحد فاصلة، و منتهی الحزب السادس عشر بإجماع.

الممال‌

وَ جاءَكُمُ و جاءَتْكُمُ* معا و زادَكُمْ لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی زادَكُمْ دارِهِمْ* لهما و دوری فَتَوَلَّی* لهم. «1»

المدغم‌

إِذْ جَعَلَكُمْ* معا لبصری و هشام قَدْ جاءَتْكُمْ* معا لبصری و هشام و الأخوین.
وَقَعَ عَلَیْكُمْ أَمْرِ رَبِّهِمْ* قالَ لِقَوْمِهِ* سَبَقَكُمْ* «2» 56- نبی‌ء قرأ نافع بالهمز، و الباقون بالیاء المشددة.
57- بِالْبَأْساءِ*، و بَأْسُنا*، و جِئْتُكُمْ*، و جِئْتَ* یبدلها
______________________________
(1) جاءَكُمْ* و جاءَتْكُمُ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
دارِهِمْ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی و بالتقلیل لورش.
(2) قرأ أبو عمرو، و هشام إِذْ جَعَلَكُمْ* بالإدغام و هو من باب الإدغام الصغیر.
و أدغم السوسی وَقَعَ عَلَیْكُمْ، أَمْرِ رَبِّهِمْ*، قالَ لِقَوْمِهِ*، سَبَقَكُمْ*، و هو من باب الإدغام الكبیر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 246
السوسی، و ما یبدله مع ورش نحو یأتیكم لا یخفی.
58- لَفَتَحْنا قرأ الشامی بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف. «1»
59- أَ وَ أَمِنَ قرأ الحرمیان و الشامی بإسكان الواو، و الباقون بفتحها و ورش علی أصله فی نقل حركة الهمزة إلی الساكن قبلها و حذفها. «2»
60- نَشاءُ أَصَبْناهُمْ قرأ الحرمیان و البصری بإبدال الهمزة الثانیة واوا، و الباقون بتحقیقهما.
61- رُسُلُهُمْ* قرأ البصری بسكون السین، و الباقون بالضم.
62- عَلی أَنْ* قرأ نافع بتشدید الیاء و فتحها فهی عنده حرف جر دخلت علی یاء المتكلم، فقلبت ألفها یاء، و أدغمت فیها، و الباقون بالألف علی أنها حرف جر دخلت علی أن.
63- مَعِیَ بَنِی قرأ حفص بفتح یاء معی، و الباقون بالإسكان.
64- أَرْجِهْ* قرأ قالون بترك الهمزة و كسر الهاء من غیر صلة كما یقرأ علیه و فیه لا بالاختلاس كما توهمه من لا علم عنده، و ورش و علی مثله إلا أنهما یثبتان صلة الهاء، و المكی و هشام بهمز ساكن بعد الجیم و بضم الهاء وصلتها، فالمكی علی أصله فی صلة هاء الضمیر بعد الساكن و هشام خالف أصله اتباعا للأثر و جمعا بین اللغتین و البصری مثلهما إلا أنه لا یصل الهاء علی أصله فی ترك الصلة بعد الساكن و ابن ذكوان بالهمز و كسر الهاء مع عدم الصلة و عاصم و حمزة بترك الهمزة و إسكان الهاء، و لا یخفی علیك قراءتها بعد هذا الترتیب لكن نذكر كیفیة قراءتها زیادة فی الإیضاح إذا قرأت قوله تعالی: قالُوا أَرْجِهْ* إلی عَلِیمٌ* و حاشِرِینَ* و إن كان رأس آیة فلیس بتام و لا كاف، لأن ما بعده من تمام كلام الملأ و جعله
______________________________
(1) قال الشاطبی:
إذا فتحت شدّد لشام و هاهنافتحنا و فی الأعراف و اقتربت كلا
(2) قال الشاطبی: واوا من الإسكان حرمیه كلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 247
بعضهم كافیا، و هو عندی لیس بشی‌ء، لأن الكافی ما لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ و إن كان له تعلق من جهة المعنی كعدم انقضاء القصة و هذا له تعلق من جهة اللفظ لأن ترك جواب الأمر و هو أرسل و لهذا جزم بحذف النون تبتدئ لقالون بقصر المنفصل و ترك الهمز فی أرجه و قصره، ثم تعطف المكی بالهمز و ضم الهاء وصلتها ثم البصری بالهمز و ضم الهاء من غیر صلة، و یتخلف السوسی فی إبدال یأتوك فتعطف منه ثم تأتی بمد المنفصل لقالون، ثم تعطف الدوری، ثم هشاما بالهمز و ضم الهاء وصلتها، ثم ابن ذكوان بالهمز و كسر الهاء من غیر صلة، ثم عاصما بترك الهمز و إسكان الهاء ثم علیا بترك الهمز و كسر الهاء وصلتها، و یتخلف دوریه لأجل الإمالة لأن الأخوین یقرءان سحار كفعال فهی عنده من باب الراء المتطرفة المكسورة فتعطفه منه، ثم تأتی بورش بمد المنفصل مدّا طویلا و أرجه كعلی، ثم تعطف حمزة بترك الهمزة و إسكان الهاء، و سحار كفعال فهذه ثلاثة عشر وجها تضربها فی أربعة علیم اثنان و خمسون.
65- سحار* قرأ الأخوان بتشدید الحاء و فتحها و ألف بعدها، و الباقون بألف بعد السین و كسر الحاء مخففة علی وزن فاعل. «1»
66- إِنَّ لَنا* قرأ الحرمیان و حفص بهمزة واحدة علی الخبر، و الباقون بهمزتین علی الاستفهام علی أصولهم فالبصری یسهل و یدخل و هشام یحقق و یدخل من غیر خلاف، و الباقون یحققون بلا إدخال.
67- نَعَمْ* قرأ الكسائی بكسر العین، و الباقون بالفتح.
68- عَظِیمٍ* تام و قیل كاف فاصلة، و منتهی الربع بإجماع.
______________________________
(1) قرأ حمزة، و الكسائی هكذا سحار* بلا ألف بعد السین و بفتح الحاء و تشدیدها و ألف بعدها، و قرأ الباقون ساحر* بألف بعد السین و كسر الحاء مخففة، قال الشاطبی: و فی ساحر بها و یونس سحار شفا و تسلسلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 248

الممال‌

نَجَّانَا* «1» و فَتَوَلَّی* و آسی و ضُحًی* إن وقف علیه و فَأَلْقی* لهم داره* و كافِرِینَ* و الْكافِرِینَ* لهما، و دوری الْقُری* الأربعة و مُوسی* معا و یا مُوسی* لهم و بصری جاءَتْهُمُ* و جاءَ* و (جاءوا) لحمزة و ابن ذكوان سحار* لدوری علی و إنما لم یمل لهما لأنهما یقدمان الألف علی الحاء كما تقدم، النَّاسِ* لدوری.

المدغم‌

وَ لَقَدْ جاءَتْهُمْ* و قَدْ جِئْتُكُمْ* لبصری و هشام و الأخوین.
نَطْبَعُ عَلی* نَكُونَ نَحْنُ.
69- تَلْقَفُ* قرأ البزی فی الوصل بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف، و حفص بإسكان اللام و تخفیف القاف، و الباقون بفتح اللام و تشدید القاف.
70- بَطَلَ* ما فیه لورش وصلا و وقفا لا یخفی.
71- آمَنْتُمْ* أصلها أمن كفعل فدخلت علیها همزة التعدیة فصار أأمن بهمزة مفتوحة فساكنة علی وزن أخرج فدخلت «2» علیها همزة الاستفهام الإنكاری فاجتمع ثلاث همزات مفتوحتین و ساكنة فأجمعوا علی إبدال الثالثة الساكنة ألفا علی القاعدة المشهورة و هی إذا اجتمع همزتان فی كلمة و الثانیة ساكنة فإنها تبدل حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو آدَمَ* و أُوتِیَ* و أَیْمانَ*، و اختلفوا فی الأولی و الثانیة أما الأولی
______________________________
(1) نجانا، فتوی لی، آسی، القربی، و موسی بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظی الْقُرْبی*، و مُوسی*.
سحار* بالإمالة لدوری الكسائی وحده.
(2) أصل الكلمة أَمِنْتُمْ* هو (أأأمنتم) ثلاث همزات الأولی للاستفهام الإنكاری، و الثانیة همزة أفعل، و الثالثة فاء الكلمة، فالثالثة یجب إبدالها ألفا لجمیع القراء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 249
فأسقطها حفص و علیه فیجوز أن یكون الكلام خبرا فی المعنی و أن یكون استفهاما حذفت همزته استغناء عن إنكارها بقرینة الحال، و أبدلها قنبل فی الوصل واوا مفتوحة لأن الهمزة المفتوحة إذا جاءت بعد ضمة جاز إبدالها واوا و سواء كانت الضمة و الهمزة فی كلمة نحو یؤاخذ و مؤجلا أو فی كلمتین كهذا، و إذا ابتدأ حقق لزوال سبب البدل و هو الضمة و حققها الباقون، و أما الثانیة فحققها الكوفیون و سهلها الباقون فالحرمیان و البصری علی أصلهم و خرج ابن ذكوان من التحقیق إلی التسهیل و هشام من التخییر فیه إلی تحتمه طلبا للتخفیف و لم یكتف قنبل بإبدال الأولی عن تسهیل الثانیة لعروضه، و لم یدخل أحد بین الهمزة أی المحققة و المسهلة ألفا كما أدخلوها فی أنذرتهم و بابه، قال المحقق: لئلا یصیر اللفظ فی تقریر أربع ألفات الأولی همزة الاستفهام و الثانیة الألف الفاصلة و الثالثة همزة القطع و الرابعة المبدلة من الهمزة الساكنة، و ذلك إفراط فی التطویل و خروج عن كلام العرب انتهی.
و فیه لورش المد و التوسط و القصر لأن تغییر الهمزة بالتسهیل لا یمنع منها و لیس له فیها بدل لأن كل من روی الإبدال فی نحو أ أنذرتهم لیس له فی آمنتم و آلهتنا إلا التسهیل و قول ابن القاصح تبعا للجعبری و غیره و من أبدل لورش الهمزة الثانیة فی نحو أ أنذرتهم ألفا أبدلها أیضا هنا یعنی فی آمنتم ألفا ثم حذفها لأجل الألف التی بعدها فتبقی قراءة ورش علی هذا بوزن قراءة حفص بإسقاط الهمزة الأولی فلفظهما متحد و مأخذهما مختلف و لا تصیر قراءة ورش بوزن قراءة حفص إلا إذ قصر ورش أما إذا قرأ بالتوسط أو بالمد فیخالفه انتهی مردود بالنص و النظر، أما النص فقول المحقق و غیره اتفق أصحاب الأزرق قاطبة علی تسهیلها بین بین. قال ابن الباذش فی الإقناع و من أخذ لورش فی أنذرتهم بالبدل لم یأخذ هنا إلا بین بین، و لذا لم یذكر كثیر من المحققین كابن سفیان و المهدوی و ابن شریح و مكی و ابن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 250
الفحام فیها سوی بین بین، و قال فی موضع آخر و لعل ذلك و هم من بعضهم حیث رأی بعضهم الرواة عن ورش یقرءونه بالخبر فظن أن ذلك علی وجه البدل، ثم حذفت إحدی الألفین، و لیس كذلك بل هی روایة الأصبهانی عن أصحابه عن ورش و روایة أحمد بن صالح و یونس بن عبد الأعلی و أبی الأزهر كلهم عن ورش یقرءونها بهمزة واحدة علی الخبر كحفص فمن كان من هؤلاء یروی المد لما بعد الهمز یمد ذلك فیكون مثل آمنوا إلا أنه بالاستفهام و أبدل و حذف انتهی بتصرف، و أما النظر فحسبك أن فیه تغییر اللفظ و المعنی، أما تغییر اللفظ فظاهر و هو مصرح به فی كلام القائل بجواز البدل حیث قال فتبقی قراءة ورش إلی آخره، و أما المعنی فإن الاستفهام یرجع خبرا و لو باحتمال.
فإن قلت: یجاب عن هذا بما قاله الأذفوی یشبع المد لیدل علی أن مخرجها مخرج الاستفهام دون الخبر.
قلت: و إن تعجب فاعجب من صدور هذه المقالة من عالم لا سیما ممن برع فی علوم القراءات و كان من أعلم أهل عصره بمصر و هو الإمام أبو بكر محمد بن علی الأذفوی إذ یلزم علیه أن جمیع ما نقرؤه بالمد من باب آمَنُوا* نحو آمَنَ الرَّسُولُ.
خرج من باب الخبر إلی الاستفهام و هو ظاهر الفساد و قوله لا تصیر قراءة ورش مثل قراءة حفص إلی آخره فیه نظر مع قول المحقق: فمن كان من هؤلاء یروی المد إلی آخره بل هو علی إطلاقه و هذه الكلمة من مداحض أقدام العلماء و لا یقوم بواجب حقها إلا العلماء المطلعون علی المذاهب المختصون بالفهم الفائق و الدرایة الكاملة، و قد كشفت لك عنها الغطا و میزت لك الصواب من الخطأ و الفضل و المنة للّه العلی العظیم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 251
72- سَنُقَتِّلُ «1» قرأ الحرمیان بفتح النون و إسكان القاف و ضم التاء من غیر تشدید، و الباقون بضم النون و فتح القاف و كسر التاء و تشدیدها.
73- عَلَیْهِمُ الطُّوفانَ و عَلَیْهِمُ الرِّجْزُ لا یخفی.
74- كَلِمَتُ رَبِّكَ* لا خلاف بینهم فی قراءتها بالإفراد و اختلفوا فی رسمها و المعول علیه رسما بالتاء إجراء علی الأصل و عمل أكثر الناس علیه و علیه فوقف المكی و البصری و علی بالهاء، الباقون بالتاء و علی رسمها بالهاء فالوقف بالهاء للجمیع.
75- یَعْرِشُونَ* قرأ الشامی و شعبة بضم الراء، و الباقون بالكسر.
76- یَعْكُفُونَ قرأ الأخوان بكسر الكاف و الباقون بالضم.
77- وَ إِذْ أَنْجَیْناكُمْ قرأ الشامی بألف بعد الجیم من غیر یاء و لا نون و كذلك هو فی مصاحف أهل الشام، و الباقون بیاء و نون بعد الجیم و ألف بعدهما و كذلك هو فی مصاحفهم.
78- یُقَتِّلُونَ* قرأ نافع بفتح الیاء و إسكان القاف و ضم التاء مخففة و الباقون بضم الیاء و فتح القاف و كسر التاء مشددة و ما فی الربع مما یصح الوقف علیه و حكم حمزة فیه لا یخفی.
89- عَظِیمٌ* تام و قیل كاف فاصلة و نصف الحزب بإجماع.

الممال‌

مُوسی* الأربعة و بِمُوسی و یا مُوسَی* معا لدی الوقف علیهما و الْحُسْنی* لهم و بصری جاءَتْنا وَ جاءَتْهُمْ* لابن ذكوان و حمزة عَسی* لَهُمْ آلِهَةٌ* لعلی إن وقف. «2»
______________________________
(1) قال الشاطبی: و ضم فی سنقتل و اكسر ضمه متثقلا و حرّك ذكا حسن
(2) مُوسی*، و الْحُسْنی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 252

المدغم‌

السَّحَرَةُ ساجِدِینَ* آذَنَ لَكُمْ* تَنْقِمُ مِنَّا وَ آلِهَتَكَ قالَ فَما نَحْنُ لَكَ وَقَعَ عَلَیْهِمُ وَ یَسْتَحْیُونَ نِساءَكُمْ*.
80- وَ واعَدْنا قرأ البصری بحذف الألف قبل السین، و الباقون بإثباته. «1»
81- أَرِنِی* قرأ المكی و السوسی بإسكان الراء و الدوری باختلاس كسرته، و الباقون بالكسرة الكاملة، و اتفقوا علی إسكان یائه. «2»
82- وَ لكِنِ انْظُرْ قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون، و الباقون بالضم.
83- دَكًّا* قرأ الأخوان بهمزة مفتوحة بعد الألف من غیر تنوین تمد الألف لأجلها، الباقون بالتنوین من غیر همز و لا مد.
84- وَ أَنَا أَوَّلُ* قرأ نافع بإثبات ألف أنا وصلا و لا یخطی ما یترتب علیه من المد، و الباقون بحذفها وصلا و لا خلاف بینهم فی إثباتها فی الوقف.
85- إِنِّی اصْطَفَیْتُكَ قرأ المكی و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و همزة اصطفیتك همزة وصل فهی محذوفة فی الوصل علی كلا الوجهین.
68- برسالتی قرأ الحرمیان بغیر ألف بعد اللام علی التوحید،
______________________________
- جاءَتْنا و جاءَتْهُمُ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
عَسی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
(1) قال الشاطبی: وعدنا جمیعا دون ما ألف حلا
(2) قال الشافعی: و أرنا و أرنی ساكن الكسر دم یدا إلی قوله: و أخفاهما طلق و قد اتفق القراء علی إسكان یاء أَرِنِی* فی الحالین.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 253
و الباقون بإثبات الألف علی الجمع.
87- آیاتِیَ الَّذِینَ قرأ حمزة و الشامی بإسكان الیاء، و الباقون بفتحها.
88- الرشید- قرأ الأخوان بفتح الراء و الشین، و الباقون بضم الراء، و إسكان الشین لغتان. «1»
89- حُلِیِّهِمْ قرأ الأخوان بكسر الحاء و الباقون بالضم، و لا خلاف بین السبعة فی كسر اللام و تشدید الیاء و كسرها. «2»
90- یَرْحَمْنا رَبُّنا وَ یَغْفِرْ لَنا قرأ الأخوان بتاء الخطاب فی الفعلین و نصب باء ربنا، و الباقون بیاء الغیب فیهما و رفع الباء.
91- بِئْسَما* أبدل همزه ورش و السوسی و ذكر صاحب البدور أنما مما اتفق علی وصلها و الحق أن الخلاف ثابت فیها لكن المشهور الوصل.
92- بَعْدِی أَ عَجِلْتُمْ قرأ الحرمیان و بصری بفتح الیاء وصلا، و الباقون بالإسكان.
93- برأسی- إبداله للسوسی لا یخفی.
94- ابْنَ أُمَ قرأ الأخوان و شامی و شعبة بكسر المیم علی أصله أمی بإضافته إلی یاء المتكلم، ثم حذفت الیاء و بقیت الكسرة دالة علیها، و الباقون بفتحها علی جعل الاسمین اسما واحدا و بنیا علی الفتح كخمسة عشر.
95- شِئْتَ* إبداله للسوسی لا یخفی.
96- تَشاءُ أَنْتَ لا یخفی. «3»
______________________________
(1) قال الشاطبی: و فی الرشد حرك و افتح الضمّ شلشلا
(2) قال الشاطبی: و ضم حلیّهم بكسر شفا واف و الاتباع ذو حلا
(3) مَنْ تَشاءُ أَنْتَ قرأ نافع، و ابن كثیر، و أبو عمرو بإبدال الهمزة الثانیة واوا مفتوحة، و الباقون بتحقیقها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 254
97- الْغافِرِینَ كاف و قیل تام، فاصلة و منتهی الربع بإجماع.

الممال‌

مُوسی* السبعة و تَرانِی* معا و یا مُوسی* و الدُّنْیا* و عن موسی إن وقف علیه لهم و بصری جاء لحمزة و ابن ذكوان تَجَلَّی* و أَلْقی* «1» و هُدیً* لدی الوقف علیهما لهم النَّاسِ* لدوری.

المدغم‌

قَدْ ضَلُّوا* لورش و بصری و شامی و الأخوین و یَغْفِرْ لَنا* و اغْفِرْ لِی* و فَاغْفِرْ لَنا* لبصری بخلف عن الدوری. «2»
لِأَخِیهِ هارُونَ قالَ رَبِّ* قالَ لَنْ* أَفاقَ قالَ قَوْمُ مُوسی* أَمْرَ رَبِّكُمْ قالَ رَبِّ اغْفِرْ* السَّیِّئاتِ ثُمَ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ فَتَمَّ مِیقاتُ، و الغَیِّ یَتَّخِذُوهُ، لا إدغام فیهما للتشدید.
98- عَذابِی أُصِیبُ قرأ نافع بفتح الیاء و الباقون بالإسكان.
99- أَشاءُ و شَیْ‌ءٍ* ما فیهما لهشام و حمزة إذا وقفا لا یخفی.
100- النَّبِیَّ* معا قرأ نافع بالهمزة، و الباقون بالیاء المشددة.
101- یَأْمُرُهُمْ قرأ البصری بإسكان الراء، و عن الدوری الاختلاس أیضا، و الباقون بالضم.
102- عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ و عَلَیْهِمُ الْغَمامَ و عَلَیْهِمُ الْمَنَ لا یخفی.
103- إِصْرَهُمْ قرأ الشامی بفتح الهمزة ممدودة و فتح الصاد و ألف بعدها علی الجمع، و الباقون بكسر الهمزة و حذف الألفین و إسكان
______________________________
(1) تَجَلَّی*، و أَلْقی*، و هُدیً* لدی الوقف بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
(2) قَدْ ضَلُّوا* بالإدغام لورش، و أبی عمرو، و ابن عامر، و حمزة، و الكسائی.
یَغْفِرْ لَنا*، و اغْفِرْ لِی*، فَاغْفِرْ لَنا* بالإدغام لأبی عمرو و بخلف عن الدوری، و هو من باب الإدغام الصغیر، و لا إدغام فی میم فَتَمَّ مِیقاتُ رَبِّهِ و لا فی یاء الغَیِّ یَتَّخِذُوهُ لوجود التشدید.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 255
الصاد علی الإفراد و تفخیم رائه للجمیع.
104- عَلَیْهِمُ* معا جلی.
105- وَ ظَلَّلْنا* فخم ورش لامه الأول.
106- قِیلَ* معا لا یخفی.
107- تغفر* قرأ نافع و الشامی بالتاء الفوقیة المضمومة، و فتح الفاء و الباقون بالنون المفتوحة و كسر الفاء. «1»
108- خَطِیئاتِكُمْ قرأ نافع بكسر الطاء و بعدها یاء، و بعد الیاء همزة مفتوحة بعدها ألف و بضم التاء علی جمع السلامة و الشامی مثله إلا أنه یقصر الهمزة علی الإفراد و البصری بفتح الطاء و الیاء و ألف بعدهما علی وزن عطایاكم جمع تكسیر، و الباقون كنافع إلا أنهم یكسرون التاء و هی علامة النصب.

تفریع‌

إذا اعتبرت حكم خطیئاتكم مع تغفر فنافع تغفر بالتاء، و البناء لما لم یسم فاعله و خطیئاتكم یجمع السلامة مع ضم التاء و الشامی كذلك لكن بإفراد خطیئتكم و البصری نغفر بالنون، و خطایاكم بوزن عطایاكم، و الباقون بالنون و خطیئاتكم بجمع التصحیح مع كسر التاء.
109- وَ سْئَلْهُمْ قرأ المكی و علی بنقل حركة الهمزة و هی الفتحة إلی السین و حذف الهمزة، و الباقون بإسكان السین و بعدها همزة مفتوحة.
110- مَعْذِرَةً «2» قرأ حفص بالنصب مفعول لأجله أو مفعول
______________________________
(1) قرأ نافع و ابن عامر تَغْفِرْ* بتاء التأنیث مبنیّا للمفعول، و قرأ الباقون نَغْفِرْ* بالنون مبنیّا للفاعل، قال الشاطبی:
و فیها و فی الأعراف نغفر بنونه‌و لا ضمّ و اكسر فاءه حین ظللا
و ذكر هنا أصلا و للشام أنّثواو عن نافع معه فی الأعراف وصلا
(2) قال الشاطبی: و معذرة رفع سوی حفصهم تلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 256
مطلق أی نعظكم للاعتذار أو نعتذر إلی اللّه معذرة، و الباقون بالرفع خبر مبتدأ محذوف تقدیره عند سیبویه «موعظتنا»، و عند أبی عبید «هذه».
111- بَئِیسٍ قرأ نافع بكسر الباء الموحدة بعدها یاء ساكنة من غیر همزة و الشامی مثله إلا أنه همز الیاء، و الباقون بفتح الباء بعدهما همزة مكسورة بعدها یاء ساكنة بوزن رئیس، و لشعبة أیضا روایة أخری بفتح الباء و إسكان الیاء و فتح الهمزة بوزن ضیغم فهذه أربع قراءات، و لا خلاف بین السبعة فی كسر السین و تنوینها. «1»
112- السُّوءِ* فیه لحمزة و هشام لدی الوقف أربعة أوجه إسكان الواو مخففة و مشددة و یجوز مع كل من التخفیف و التشدید الروم و غیر هذا ضعیف.
113- خاسِئِینَ* فیه لحمزة لدی الوقف وجهان تسهیل الهمزة بین بین و حذفها، و حكی فیه إبدال الهمزة یاء و هو ضعیف.
114- تَعْقِلُونَ* قرأ نافع و الشامی و حفص بالخطاب علی الالتفات من الغیبة إلیه، و الباقون بیاء الغیبة جریا علی ما قبله.
115- یُمَسِّكُونَ قرأ شعبة بسكون المیم و تخفیف السین من أمسك، و الباقون بفتح المیم و تشدید السین من مسك بمعنی تمسك. «2»
116- الْمُصْلِحِینَ* تام و فاصلة، و منتهی الحزب السابع عشر بإجماع.

الممال‌

الدُّنْیا* و مُوسی* معا وَ السَّلْوی* لهم و بصری التَّوْراةَ*
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و بیس بیاء أم و الهمز كهفةو مثل رئیس غیر هذین عولا و بئیس اسكن بین فتحین صادقا بخلف
(2) قال الشاطبی: و خفّف یمسكون صفا و لا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 257
لقالون بخلف عنه، و ورش و حمزة تقلیلا و للبصری و ابن ذكوان و علی اضطجاعا و یَنْهاهُمُ* و اسْتَسْقاهُ و الْأَدْنی* لهم.

المدغم‌

یَغْفِرْ لَكُمْ* للبصری بخلف عن الدوری إِذْ تَأْتِیهِمْ، و إذ تأذن لبصری و هشام و الأخوین أُصِیبُ بِهِ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ قَوْمُ مُوسی* قیل لهم معا حَیْثُ شِئْتُمْ* تَأَذَّنَ رَبُّكَ سَیُغْفَرُ لَنا، «1» و لا إدغام فی إِلَیْكَ قالَ* لسكون ما قبل الكاف.
117- ذریاتهم* قرأ نافع و البصری و الشامی بإثبات ألف بعد الیاء التحتیة مع كسر التاء علی الجمع، و الباقون بحذف الألف و نصب التاء الفوقیة علی الإفراد. «2»
118- (أن یقولوا یوم) (أو یقولوا إنما) قرأ البصری بیاء الغیب فیهما، و الباقون بتاء الخطاب فیهما. «3»
119- شِئْنا* و ذَرَأْنا إبدالهما للسوسی لا یخفی.
120- فَهُوَ الْمُهْتَدِی حكم فهو لا یخفی و أما المهتدی فهو من المواضع الخمسة عشر التی اجتمعت المصاحف علی إثبات الیاء فیها و نذكر بقیتها تتمیما للفائدة، و اخشونی و لأتم بالبقرة، فإن اللّه یأتی بالشمس بها
______________________________
(1) یَغْفِرْ لَكُمْ* أدغمه أبو عمرو بخلف عن الدوری.
إِذْ تَأْتِیهِمْ أدغم أبو عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی هذا الموضع من باب الإدغام الصغیر. و من باب الإدغام الكبیر للسوسی:
أُصِیبُ بِهِ، وَ یَضَعُ عَنْهُمْ، قَوْمُ مُوسی*، قِیلَ لَهُمْ*، حَیْثُ شِئْتُمْ*، تَأَذَّنَ رَبُّكَ، سَیُغْفَرُ لَنا.
(2) قال الشاطبی:
و یقصر ذرّیات مع فتح تائه‌و فی الطّور فی الثّانی ظهیرا تحمّلا
(3) قال الشاطبی: یقولون معا غیب حمید
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 258
أیضا و فاتبعونی بآل عمران و فكیدونی بهود و ما نبغی بیوسف، و من اتبعنی بها أیضا و فلا تسألنی بالكهف و فاتبعونی و أطیعوا بطه و أن یهدینی بالقصص و یا عبادی الذی آمنوا بالعنكبوت و أن اعبدونی فی یس و یا عبادی الذی أسرفوا آخر الزمر و أخرتنی إلی أجل بالمنافقین و دعائی إلا بنوح، و لم تختلف القراء فی إثبات الیاء فیها إلا فی تسألنی بالكهف اختلف فیها عن ابن ذكوان كما سیأتی إن شاء اللّه تعالی.
121- یُلْحِدُونَ* قرأ حمزة بفتح الیاء و الحاء مضارع لحد كفرح ثلاثی، و الباقون بضم الیاء و كسر الحاء مضارع ألحد رباعی كأكرم و معناهما واحد أی مال و منه لحد القبر، لأنه یمال بحفرة إلا جانب القبر القبلی، و قیل الثانی بمعنی أعرض.
122- و نذرهم- قرأ الحرمیان و الشامی بالنون و رفع الراء و الأخوان بالیاء و جزم الراء، و البصری و عاصم بالیاء و الرفع. «1»
123- لا یَعْلَمُونَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع عند المغاربة، و یؤمنون بعده عند المشارقة.

الممال‌

بَلی* و هَواهُ* و عَسی* و مُرْساها* لهم و الْحُسْنی* لهم و بصری جَنَّةَ* و بَغْتَةً* إن وقف طُغْیانِهِمْ* لدوری علی النَّاسِ* لدوری.

المدغم‌

یَلْهَثْ ذلِكَ لقالون و البصری و ابن ذكوان الكوفیون بخلف عن قالون، و الإدغام فیه أصح و أقیس لأن الحرفین إذا كانا من مخرج واحد
______________________________
(1) قرأ نافع، و ابن كثیر، و ابن عامر و نذرهم بنون العظمة و رفع الراء، و أبو عمرو، و عاصم، و یذرهم بالیاء علی الغیب و رفع الراء، و حمزة و الكسائی یَذَرُهُمْ بالیاء علی الغیب و جزم الراء، قال الشاطبی: و جزمهم یذرهم شفا و الیاء غصن تهدلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 259
و سكن الأول منهما وجب إدغامه فی الثانی ما لم یمنع منه مانع منه هنا، و لم یأخذ فیه بعض أهل الأداء إلا بالإدغام للجمیع و لو لا ما صح من الإظهار عند من لم نذكر له الإدغام لكان هو المأخوذ به و اللّه أعلم، و لقد ذرأنا لبصری و شامی و الأخوین.
آدم من أولئك كالأنعام یسألونك كأنك.
124- السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا قرأ الحرمیان و البصری بالتسهیل لهمزة إن، و عنهم أیضا إبدالها و او خالصة، و الباقون بالتحقیق و أثبت قالون بخلف عنه ألف أنا وصلا، و الباقون بالحذف، و هو الطریق الثانی لقالون، و لا خلاف بینهم فی إثباتها وقفا.
125- شُرَكاءَ* قرأ نافع و شعبة بكسر الشین و إسكان الراء و التنوین من غیر همز، و الباقون بضم الشین و فتح الراء و بعد الألف همزة مفتوحة ممدودة. «1»
126- لا یَتَّبِعُوكُمْ قرأ نافع بإسكان التاء و فتح الباء، و الباقون بفتح التاء مشددة و كسر الباء. «2»
127- قُلِ ادْعُوا* قرأ عاصم و حمزة فی الوصل بكسر لام قل، و الباقون بالضم.
128- فَكِیدُونِ قرأ البصری بإثبات الیاء وصلا لا وقفا و هشام بإثباتها فی الحالین، و الباقون بحذفها فیهما، و إنما لم نذكر الخلاف الذی ذكره الشاطبی فیها لهشام حیث قال: و كیدون فی الأعراف حج لیحملا بخلف و تبعه علی ذلك كثیر لأنه یبعد أن یكون الخلاف لهشام فیها من
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و حرّك و ضم الكسر و امدده هامزاو لا نون شركا عن شذا نفر ملا
(2) قال الشاطبی:
و لا یتبعوكم خفّ مع فتح بائه‌و یتبعهم فی الظّلّة احتلّ و اعتلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 260
طریق و طریق أصله بل لم یثبت من طرق النشر إلا فی حالة الوقف خاصة، قال المحقق فیه: و روی بعضهم عنه أی عن هشام الحذف فی الحالین و لا أعلمه نصّا من طرق كتابنا لأحد من أئمتنا ثم قال: و كلا الوجهین یعنی الحذف و الإثبات صحیحان عنه أی عن هشام نصّا و أداء حالة الوقف و أما حالة الوصل فلا آخذ بغیر الإثبات من طرق كتابنا.
فإن قلت: مستنده قول صاحب التیسیر فیه لما تكلم علی زوائد سورة الأعراف فی آخرها و فیها محذوفة ثم كیدون فلا، و أثبتها فی الحالین هشام بخلف عنه، قلت: هذا لا دلیل فیه لأن الدانی كثیرا ما یذكر الخلاف علی سبیل الحكایة و إن كان هو لا یأخذ به، و لیس من طرقه، و هذا منه و یدل علی ذلك قوله فی المفردات بعد أن ذكر الخلاف له و بالإثبات فی الوصل و الوقف آخذ، و قوله فی جامع البیان و به قرأت علی الشیخین أبی الفتح و أبی الحسن من طریق الحلوانی عنه بل یدل علیه كلامه فی التیسیر فإنه قال فیه فی باب الزوائد، و أثبت ابن عامر فی روایة هشام الیاء فی الحالین فی قوله تعالی:
(ثم كیدونی) فی الأعراف فجزم بالإثبات و لم یحك خلافه و من المعلوم المقرر أن العلماء یعتنون بتحقیق المسائل فی أبوابها أكثر من اعتنائهم بذلك إذا ذكروها استطرادا تتمیما للفائدة فربما یتساهلون اتكالا علی ما تقدم أو سیأتی لهم فی الباب فتثبت من هذا أن الخلاف لهشام حالة الوصل عزیز و إنما الخلاف حالة الوقف لكن لا ینبغی أن یقرأ به من طریق القصید و أصله و بالإثبات فی الحالین قرأت علی شیخنا رحمه اللّه و قال فی مقصورته كیدون حلوانی روی زیادة فی حالتیه عن هشام و قرأ.
129- طیف* قرأ المكی و البصری و علی بیاء ساكنة بین الطاء و الفاء من غیر ألف و لا همز، و الباقون بألف بعد الطاء و همزة مكسورة ممدودة بعدها «1».
______________________________
(1) طائِفٌ* قرأ ابن كثیر، و أبو عمرو، و الكسائی طیف* بحذف الألف التی بعد-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 261
130- یَمُدُّونَهُمْ قرأ نافع بضم الیاء و كسر المیم، و الباقون بفتح الیاء و ضم المیم.
131- الْقُرْآنُ* قرأ المكی بنقل حركة الهمزة إلی الراء و حذفها، و الباقون بإسكان الراء و الهمز. «1»
132- یَسْجُدُونَ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی نصف الحزب علی المشهور، و قیل كریم فی سورة الأنفال.

الممال‌

شاءَ* لابن ذكوان و حمزة تَغَشَّاها و آتاها معا و فَتَعالَی* لدی الوقف و الْهُدَی* معا و یَتَوَلَّی* لدی الوقف و یُوحی* و هُدیً* إن وقف علیه لهم و تَراهُمْ* لهم و بصری.

المدغم‌

أَثْقَلَتْ دَعَوَا للجمیع.
خَلَقَكُمْ* لا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَكُمْ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ مِنَ الشَّیْطانِ نَزْغٌ* «2» وَ لا یَسْتَطِیعُونَ لَهُمْ؛ لوقوع النون بعد ساكن و كذا إِنَّ وَلِیِّیَ اللَّهُ؛ لكون المثلین فی كلمة، و لتثقیل الأول منهما.
______________________________
- الطاء، و إثبات یاء ساكنة بعدها مكان الهمزة علی وزن ضیف، و قرأ الباقون طائِفٌ* بألف بعد الطاء و همزة مكسورة من غیر یاء علی وزن «فاعل».
قال الشاطبی: و قل طائف طیف رضی حقه
(1) الْقُرْآنُ* قرأ ابن كثیر المكی بنقل حركة الهمزة إلی الراء و إسقاط الهمزة، و الباقون بعدم نقل، و لیس لورش فیها سوی القصر كباقی القراء لأنها من المستثنیات.
(2) من الملاحظ أن جمیع القراء أجمعوا علی إدغام أَثْقَلَتْ دَعَوَا و هو من باب الإدغام الصغیر لسكون التاء و تحریك الدال.
و من الإدغام الكبیر للسوسی: خَلَقَكُمْ*، لا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَكُمْ، خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ مِنَ الشَّیْطانِ نَزْغٌ*، و له الاختلاس فی خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 262

یاءات الإضافة فی الأعراف‌

و فیها من یاءات الإضافة سبع حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ إِنِّی أَخافُ* مَعِیَ بَنِی إِسْرائِیلَ إِنِّی اصْطَفَیْتُكَ آیاتِیَ الَّذِینَ بَعْدِی أَ عَجِلْتُمْ عَذابِی أُصِیبُ. «1»
و من الزوائد واحدة فَكِیدُونِی، و مدغمها خمسة و خمسون. و من الصغیر اثنان و عشرون.
______________________________
(1) یاءات الإضافة فی سورة الأعراف سبع یاءات هی: حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ (33)، إِنِّی أَخافُ* (59)، مَعِیَ بَنِی إِسْرائِیلَ (105)، إِنِّی اصْطَفَیْتُكَ (144)، آیاتِیَ الَّذِینَ (146)، بَعْدِی أَ عَجِلْتُمْ (150)، عَذابِی أُصِیبُ (156).
و من الزوائد واحدة و هی فَكِیدُونِی (195).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 263

سورة الأنفال‌

اشارة

مدنیة من أول ما نزل بها إلا و ما كان اللّه لیعذبهم الآیة ففیها خلاف، و آیها سبعون، و خمس كوفی، و ست حجازی و بصری و سبع شامی، و جلالاتها تسع و ثمانون.
1- مُرْدِفِینَ قرأ نافع بفتح الدال، و الباقون بالكسر و قنبل منهم و من جعله كنافع فقد وهم.
2- یُغَشِّیكُمُ النُّعاسَ قرأ المكی و البصری یغشاكم بفتح الیاء و الشین و إثبات ألف بعدها لفظا لا خطا إذ لم تختلف المصاحف كما قال فی التنزیل إنها مرسومة بیاء بین الشین و الكاف و النعاس بالرفع و نافع «1» بضم الیاء و كسر الشین و بعدها یاء و النعاس بالنصب، و الباقون مثله إلا أنهم فتحوا العین و شددوا الشین.
3- وَ یُنَزِّلُ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای. «2»
4- الرُّعْبَ* قرأ الشامی و علی بضم العین، و الباقون بالإسكان.
5- وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمی قرأ الأخوان و الشامی بكسر نون لكن مخففة و رفع الجلالة، و الباقون بفتح النون مشددة «3» و نصب الجلالة.
6- مُوهِنُ كَیْدِ قرأ الحرمیان و البصری بفتح الواو و تشدید الهاء و تنوین النون و نصب دال كید و حفص بإسكان الواو و تخفیف الهاء و ترك
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و یغشی سما خفا و فی ضمّه افتحواو فی الكسر حقا و النّعاس ارفعوا و لا
(2) قال الشاطبی: و ینزل خفّفه و تنزل مثله و ننزل حقّ
(3) قال الشاطبی:
و تخفیفهم فی الأوّلین هناو لكنّ اللّه و ارفع هاءه شاع كفّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 264
التنوین و خفض دال كید للإضافة، و الباقون مثله إلا أنهم ینونون و ینصبون الدال. «1»
7- وَ أَنَّ اللَّهَ* قرأ نافع و الشامی و حفص بفتح الهمزة، و الباقون بالكسر. «2»
8- وَ لا تَوَلَّوْا قرأ البزی بتشدید التاء وصلا و الباقون بالتخفیف.
9- لا یَسْمَعُونَ* تام و علیه اقتصر فی المرشد، و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی المشهور، و قیل المؤمنین قبله و قیل معرضون بعده.

الممال‌

فَزادَتْهُمْ* و جاءَكُمْ* لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی الأول إِحْدَی* لدی الوقف و بُشْری* و بصاری الْكافِرِینَ* معا و لِلْكافِرِینَ* و النَّارَ* لهما و دوری و مَأْواهُ* لهم رَمی* لهم و شعبة. «3»

المدغم‌

إِذْ تَسْتَغِیثُونَ و فَقَدْ جاءَكُمْ* لبصری و هشام و الأخوین.
الْأَنْفالُ لِلَّهِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ.
10- الْمَرْءِ* جوز بعضهم ترقیق رائه للجمیع للجر بعده و الصحیح و هو مذهب الجمهور التفخیم و هو الذی یقتضیه القیاس، لأنهم أجمعوا علی تفخیم ما ماثله نحو العرش و السرد و الأرض.
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و موهن بالتّخفیف ذاع و فیه و لم‌ینون لحفص كید بالخفض عولا
(2) قال الشاطبی: و بعد و أنّ الفتح عم عوّلا
(3) فَزادَتْهُمْ* بالإمالة لحمزة، و ابن ذكوان بخلف عنه.
جاءَكُمْ* بالإمالة لابن ذكوان و حمزة.
وَ مَأْواهُ*، و رَمی* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و لا تقلیل فی مَأْواهُ* لأبی عمرو؛ لأنها علی وزن مفعل.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 265
11- السَّماءِ أَوِ ائْتِنا لا یخفی.
12- تَصْدِیَةً قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزای و الباقون بالصاد الخالصة.
13- لِیَمِیزَ قرأ الأخوان بضم الیاء و فتح المیم و تشدید الیاء مكسورة، و الباقون بفتح الیاء و كسر المیم و إسكان الیاء.
14- سُنَّتُ الْأَوَّلِینَ* كل ما فی كتاب اللّه من لفظ سنة فهو بالها إلا خمسة مواضع «1» هذا أولها الثانی و الثالث و الرابع بفاطر إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِینَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِیلًا (و لن تجد لسنة اللّه تحویلا)، الخامس فی المؤمن (سنة اللّه التی قد خلت فی عباده)، فإن وقف علی سنت فی هذه المواضع الخمسة فالمكی و النحویان یقفون بالهاء، و الباقون بالتاء، و لیست بمحل وقف.
15- لَأَسْمَعَهُمْ و الْأَوَّلِینَ* معا وَ عَذابٌ أَلِیمٌ* و أَوْلِیاءَهُ* و الوقف علی الأول المنصوب وقوفها لا یخفی.
16- النَّصِیرُ* تام، و قیل كاف فاصلة و منتهی الحزب الثامن عشر بإجماع.

الممال‌

خَاصَّةً لعلی إن وقف بخلف عنه و الفتح مقدم و فَآواكُمْ و تُتْلی* و مَوْلاكُمْ* و الْمَوْلی* لهم.
______________________________
(1) هذه المواضع الخمسة فی سورها كالآتی:
فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِینَ (38) الأنفال.
فَهَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِینَ (43) فاطر.
فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِیلًا (43) فاطر.
وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِیلًا (43) فاطر.
سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ (85) غافر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 266

المدغم‌

(و یغفر لهم) لبصری بخلف عن الدوری قَدْ سَمِعْنا «1» و قَدْ سَلَفَ* لبصری و هشام و الأخوین مَضَتْ سُنَّتُ لبصری و الأخوین.
وَ رَزَقَكُمْ* الْعَذابَ بِما*.
17- وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ إلی الْجَمْعانِ* و الوقف علیه كاف اجتمع فیه شی‌ء و الممال ذو الوجهین و آمنتم ففیها بحسب الضرب اثنا عشر وجها. ثلاثة آمنتم مضروبة فی وجهی الممال ستة مضروبة فی وجهی شی‌ء و الصحیح منها ستة:
الأول: توسط شی‌ء مع فتح القربی و الیتامی مع قصر آمنتم.
الثانی: مثله مع مد آمنتم طویلا.
الثالث: توسط شی‌ء مع إمالة القربی و الیتامی و توسط آمنتم.
الرابع: مثله إلا أنك تمد آمنتم طویلا.
الخامس: تطویل شی‌ء مع فتح الممال و تطویل آمنتم.
السادس: مثله إلا أنك تقلل القربی و الیتامی و قس علی هذا جمیع ما ماثله و اللّه الموفق.
18- بِالْعُدْوَةِ* معا قرأ المكی بكسر العین، و الباقون بالضم. «2»
19- حِینٍ* قرأ نافع و البزی و شعبة بیاءین الأولی مكسورة، و الثانیة مفتوحة، و الباقون بیاء مشددة مفتوحة.
20- تُرْجَعُ الْأُمُورُ* قرأ الشامی و الأخوان بفتح التاء و كسر الجیم، و الباقون بضم التاء و فتح الجیم. «3»
______________________________
(1) من الملاحظ أن قَدْ سَمِعْنا بالإدغام لأبی عمرو و هشام، و حمزة و الكسائی.
(2) قال الشاطبی: و فیها العدوة أكسر حقّا الضّم و اعدلا من حی
(3) قال الشاطبی:
و فی التّاء فاضمم و افتح الجیم ترجع‌الأمور سما نصّا و حیث تنزّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 267
21- وَ لا تَنازَعُوا قرأ البزی بتشدید التاء وصلا مع المد الطویل، و الباقون بالتخفیف.
22- إِنِّی أَری* و إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بإسكانها.
23- إذ تتوفی قرأ الشامی بالتاء الفوقیة، و الباقون بالیاء التحتیة. «1»
24- بِظَلَّامٍ* تفخیم لامه لورش جلی.
25- كَدَأْبِ* معا أبدله السوسی.
26- إِلَیْهِمْ* جلی.
27- تحسبن* قرأ الحرمیان و البصری و علی بتاء الخطاب و كسر السین و شعبة مثلهم إلا أنه یفتح السین، و الباقون بیاء الغیب و فتح السین. «2» غیث النفع فی القراءات السبع 267 المدغم ..... ص : 266
إِنَّهُمْ* قرأ الشامی بفتح الهمزة، و الباقون بالكسر، و إذا اعتبرته مع ما قبله فالحرمیان و البصری و علی بالخطاب و كسر السین و الهمزة و الشامی بالغیب و فتح السین و الهمزة، و شعبة بالخطاب و فتح السین و كسر الهمزة، و الباقون بالغیب و فتح السین و كسر الهمزة.
29- لا یُعْجِزُونَ كاف و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی المشهور، و قیل ظالمین قبله و قیل لا تظلمون بعده. «3»

الممال‌

الْقُرْبی* و الدُّنْیا* و الْقُصْوی و أَراكَهُمْ و أَرَی* و تَرَی* لهم و بصری و خالف ورش أصله فی أراكهم فقرأه بالوجهین الفتح و التقلیل و لم یقرأ بوجهین من ذوات الراء إلا هذا الیتامی و التقی و یتوفی إن
______________________________
(1) قال الشاطبی: و إذ یتوفّی أنثوه له ملا
(2) قال الشاطبی: و بالغیب فیها یحسبنّ كما فشا عمیما
(3) قرأ ابن عامر إِنَّهُمْ لا یُعْجِزُونَ بفتح الهمزة، و الباقون بكسرها.
قال الشاطبی: و إنّهم افتح كافیا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 268
وقف علیهما و یحیی لهم دیارهم لهما و دوری الناس معا لدوری.

المدغم‌

وَ إِذْ زَیَّنَ لبصری و هشام و خلاد و علی و (إذ تتوفی) لهشام، و من بقی ممن أصله فی مثله الإدغام قرأ بالیاء. «1»
مَنامِكَ قَلِیلًا زَیَّنَ لَهُمُ* و قالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْیَوْمَ من الْفِئَتانِ نَكَصَ.
30- لِلسَّلْمِ قرأ شعبة بكسر السین، و الباقون بالفتح لغتان.
31- النبی‌ء كله لا یخفی.
32- عِشْرُونَ ورش فیه علی أصله من الترقیق لأجل الكسرة.
33- مِائَتَیْنِ* إن وقف علیه حمزة أبدل همزه یاء، و الباقون بالتحقیق.
34- و إن تكن الثانی قرأ الحرمیان و الشامی بالتاء علی التأنیث، و الباقون بالیاء علی التذكیر.
35- الْآنَ* لا یخفی، و قد تقدم.
36- ضَعْفاً* قرأ عاصم و حمزة بفتح الضاد، و الباقون بالضم.
37- فَإِنْ یَكُنْ الثالث قرأ البصری بتاء الخطاب، و الباقون بالیاء.
38- من الأساری قرأ البصری بضم الهمزة و بألف بعد السین بوزن فعالی، و الباقون بفتح الهمزة و إسكان السین من غیر ألف بوزن فعلی.
39- و لا یتهم قرأ حمزة بكسر الواو، و الباقون بالفتح و الكسر عربی جید «2» مسموع فلا وجه لإنكار الأصمعی له.
40- عَلِیمٌ* تام و فاصله بلا خلاف، و منتهی النصف للأكثرین، و علیه عملنا، و قیل المتقین بعده فی التوبة.
______________________________
(1) وَ إِذْ زَیَّنَ بالإدغام الصغیر لأبی عمرو و هشام، و خلاد، و الكسائی.
(إذ تتوفی) بالإدغام لهشام.
(2) قال الشاطبی: و لا یتهم بالكسر فز
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 269

الممال‌

أَسْری* و الدُّنْیا* و الْأَسْری لهم و بصری الآخرة لعلی إن وقف أولی لهم، و لا إمالة فی خانُوا. «1»

المدغم‌

أَخَذْتُمْ* لنافع و بصری و شامی و شعبة و الأخوین و یَغْفِرْ لَكُمْ* لبصری بخلف عن الدوری.
إِنَّهُ هُوَ*، و لا تسكن میم الْأَرْحامِ* لأجل باء بَعْضُهُمْ* لقوله: علی إثر تحریك.

یاءات الإضافة فی الأنفال‌

و فیها من یاءات الإضافة اثنتان: إِنِّی أَری*، و إِنِّی أَخافُ*، و لیس فیها من الزوائد شی‌ء، و مدغمها أحد عشر إن لم نعد حیی و اثنا عشر إن عددناه، و من الصغیر أحد عشر. «2»
______________________________
(1) الدُّنْیا* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
أَسْری*، و الْأَسْری بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(2) فی سورة الأنفال من یاءات الإضافة اثنتان هما:
إِنِّی أَری ما لا تَرَوْنَ إِنِّی أَخافُ اللَّهَ (48).
و لیس فیها من یاءات الزوائد شی‌ء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 270

سورة التوبة

اشارة

مدنیة من آخر ما أنزل بها، و آیها مائة و تسع و عشرون كوفی، و ثلاثون فی الباقی، جلالاتها تسع بتقدیم المثناة علی المهملة، و ستون و مائة و لا خلاف بینهم فی حذف البسملة من أولها، و خلاف هذا بدعة و ضلال، و خرق للإجماع:
و خیر أمور الدّنیا ما كان سنّةو شرّ أمور المحدثات البدائع و یجوز بین الأنفال و براءة لكل القراء الوقف و هو اختیار المحقق و الوصل، و السكت، و لندور من نص علی السكت توهم بعضهم أنه لا یجوز، و الصواب جوازه، و ممن نص علیه، كما قال المحقق أبو محمد مكی فی تبصرته، و أبو عبد اللّه بن القصاع فی استبصاره، و لا یخفی ما بینهما و بین الأنفال من الوجوه مع اعتبار ما یأتی علی السكت من الأوجه، و من لم یعتبره كصاحب البدو، إما لأنه لا یری جواز ذلك أو غفل عنه فلا تغتر به، و اللّه أعلم.
1- فَهُوَ خَیْرٌ* و إِلَیْهِمْ* مما لا یخفی:
2- مَأْمَنَهُ إبدال همزه لورش و سوسی مطلقا و لحمزة إن وقف لا یخفی.
3- أَئِمَّةَ* «1» فیه همزتان متحركتان و لیست الأولی للاستفهام، و لم یوجد إلا فی هذه الكلمة و هی فی خمسة مواضع هذا أولها، قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة بین بین، و الباقون بالتحقیق، و أما إبدالها یاء محضة فهو و إن كان صحیح متواترا فلا یقرأ به من طریق الشاطبی؛ لأنه نسبه للنحویین یعنی معظمهم، و لم أقرأ به من طریقه علی شیخنا- رحمه
______________________________
(1) و خلاصته أنه یقرأ بتسهیل الهمزة الثانیة بین بین و بإبدالها یاء مع عدم الإدخال و ذلك لأبی عمرو و نافع و ابن كثیر، و یقرأ بالتحقیق مع الإدخال و عدمه عند هشام، و للباقین بالتحقیق مع عدم الإدخال.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 271
اللّه-، و لا عبرة بقول الزمخشری فی كشاف حاله: «فأما التصریح بالیاء فلیس بقراءة و لا یجوز أن یكون قراءة، و من صرح بها فهو لاحن محرف».
و أدخل هشام بخلف عنه ألفا بینهما، و الباقون بلا إدخال.
4- لا أَیْمانَ لَهُمْ قرأ الشامی بكسر الهمزة، و الباقون بالفتح.
5- وَ یَنْصُرْكُمْ عَلَیْهِمْ لا خلاف فیه للقراء لأنه مجزوم.
6- مسجد اللّه «1» الأول قرأ المكی و البصری بإسكان السین، و من لازمه حذف الألف علی الإفراد، و الباقون بفتح السین و ألف بعدها علی الجمع، و لا خلاف بینهم فی الثانی و هو: إِنَّما یَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ أنه بالجمع، لأن المراد به جمیع المساجد.
7- بِعَذابٍ أَلِیمٍ* و مؤمنین معا و یشاء وقفها لا یخفی.
8- الْمُهْتَدِینَ* تام، و قیل كاف، فاصلة و منتهی الربع بلا خلاف.

الممال‌

الْكافِرِینَ* و النَّارِ* «2» لهما، و دوری النَّاسِ* لدوری ذِمَّةً* و محل الوقف الأول و مَرَّةً* و وَلِیجَةً لعلی إن وقف بخلف له فی مرة و تَأْبی* و آتَی* إن وقف علیه و فَعَسی* لهم
______________________________
(1) أَنْ یَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ قرأ ابن كثیر، و أبو عمرو هكذا (مسجد اللّه) أی بالتوحید، و الباقون هكذا مَساجِدَ* أی بالجمع، قال الشاطبی:
و وحّد حق اللّه إلّا و لا و من الملاحظ أن هذه القراءة خاصة بالموضع الأول و هو ما كانَ لِلْمُشْرِكِینَ أَنْ یَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ الآیة (17) و لكن الموضع الثانی و هو إِنَّما یَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ الآیة (18) فهو بالجمع دائما لأن المراد منه جمیع المساجد.
(2) الْكافِرِینَ، النَّارُ بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی و بالتقلیل لورش.
النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو.
و تأبی، و آتی بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 272

المدغم‌

عاهَدْتُمْ* الثلاثة و وَجَدْتُمُوهُمْ* للجمیع و لیس فی هذا الربع شی‌ء من الإدغام الكبیر.
9- الْحاجِ مده لازم مطول للجمیع.
10- یُبَشِّرُهُمْ قرأ حمزة بفتح الیاء و إسكان الباء، و ضم الشین مخففة، و الباقون بضم الیاء و فتح الباء، و كسر الشین مشددة «1».
11- وَ رِضْوانٍ* قرأ شعبة بضم الراء، و بالباقون بالكسر «2».
12- أَوْلِیاءَ إِنِ تسهیل الثانیة للحرمیین و البصری، و تحقیقها للباقین لا یخفی.
13- و عشیراتكم قرأ شعبة بألف بعد الراء علی الجمع، و الباقون بحذفها علی الإفراد و ورش علی أصله من ترقیق الراء و فخمها بعضهم كالمهدوی و ابن سفیان، و المأخوذ به الأول و هو ظاهر إطلاق الشاطبی.
14- عُزَیْرٌ ابْنُ «3» قرأ عاصم و علی بالتنوین و كسره حال الوصل، و لا یجوز ضمه لعلیّ علی قاعدته، لأن ضمة ابن ضمة إعراب، و عزیر مرقق لورش علی قاعدته لأنه اسم عربی مشتق من التعزیر و هو التعظیم.
______________________________
(1) قال الشاطبی: مع الكهف و الإسراء یبشر إلی قوله: و فی التوبة اعكسوا لحمزة
(2) قال الشاطبی: و رضوان اضمم غیر ثانی العقود كسره صح
(3) وَ قالَتِ الْیَهُودُ عُزَیْرٌ ابْنُ اللَّهِ الآیة (30) قرأ عاصم و الكسائی بتنوین عُزَیْرٌ و كسره حال الوصل علی الأصل فی التخلص من التقاء الساكنین، و لا یجوز ضمه للكسائی علی مذهبه لأن ضمة ابْنَ* ضمة إعراب فهی غیر لازمة، و قرأ الباقون بضم الراء و حذف التنوین لالتقاء الساكنین، قال الشاطبی:
و نوّنوا عزیر رضا نصّ و بالكسر و كلا و من الملاحظ أن ورشا فی عُزَیْرٌ ترقیق الراء و هو اسم عربی لأنه من التعزیر و هو التقویة و لیس اسما أعجمیّا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 273
15- یضاهئون قرأ عاصم بكسر الهاء و بعدها همزة مضمومة، و الباقون بضم الهاء و حذف الهمزة.
16- أَنَّی یُؤْفَكُونَ* و یطفئون مما لا یخفی.
17- الْفائِزُونَ* و الْإِیمانِ* و بِأَمْرِهِ* و یَشاءُ* و شاءَ* و یُؤْفَكُونَ* وقفها لا یخفی.
18- الْمُشْرِكُونَ* تام فی أنهی درجاته، و فاصلة و منتهی الحزب التاسع عشر بلا خلاف.

الممال‌

كَثِیرَةً* لعلی إن وقف، و ضاقَتْ* لحمزة و شاءَ* له و لابن ذكوان الْكافِرِینَ* لهما و دوری وَ یَأْبَی اللَّهُ و بِالْهُدی* إن وقف علی الأول لهم «1»

المدغم‌

رَحُبَتْ ثُمَ «2» لبصری و شامی و الأخوین من بعد ذلك المشركون نجس ذلك قولهم أَرْسَلَ رَسُولَهُ*.
19- النسی‌ء قرأ ورش بإبدال الهمزة یاء، و إدغام الیاء التی قبلها فیها فیصیر اللفظ بیاء مشددة، و الباقون بهمزة مضمومة ممدودة.
20- یُضَلُّ بِهِ* قرأ حفص و الأخوان بضم الیاء و فتح الضاد، و الباقون بفتح الیاء و كسر الضاد «3».
______________________________
(1) كَثِیرٌ* بالإمالة وقفا للكسائی. وَ ضاقَتْ* بالإمالة لحمزة وحده. الْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش.
فائدة: وَ قالَتِ النَّصاری الْمَسِیحُ ابْنُ اللَّهِ بالفتح و الإمالة للسوسی وصلا فقط، أما حال الوقف علی النصاری فبالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش و بالتقلیل لدوری أبی عمرو.
(2) رَحُبَتْ ثُمَ بالإدغام لأبی عمرو، و ابن عامر، و حمزة و الكسائی.
(3) قال الشاطبی:
یضلّ بضم الیاء مع فتح ضاده‌صحاب و لم یخشوا هناك مضلّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 274
21- لیواطئوا ثلاثة ورش فیه لا تخفی.
22- سُوءُ أَعْمالِهِمْ قرأ الحرمیان و البصری بإبدال الهمزة الثانیة واوا، و الباقون بتحقیقها و لا خلاف بینهم فی تحقیق الأولی «1».
23- قِیلَ* لا یخفی «2».
24- عَلَیْهِمُ الشُّقَّةُ كذلك.
25- بِعَذابٍ أَلِیمٍ* و الْأَرْضَ* و الْآخِرَةِ* و غیرها وقفها لا یخفی.
26- یَتَرَدَّدُونَ كاف و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع للأكثر، و قیل لكاذبون قبله.

الممال‌

الْأَحْبارُ* و نارَ* و الْكافِرِینَ* و الْغارِ لهما، و دوری النَّاسِ* لدوری یُحْمی فَتُكْوی لهم الدُّنْیا* معا و السُّفْلی و الْعُلْیا لهم و بصری و لا إمالة فی اثْنا و لا عَفا* و لو وقف علیه و ما فی لعلیّ إن وقف لا یخفی «3».

المدغم‌

زَیَّنَ لَهُمُ* قِیلَ لَكُمُ* یَقُولُ لِصاحِبِهِ و كَلِمَةُ اللَّهِ هِیَ
______________________________
(1) سُوءُ أَعْمالِهِمْ قرأ نافع، و ابن كثیر، و أبو عمرو، بإبدال الهمزة الثانیة واوا، و الباقون بتحقیقها.
(2) قِیلَ* هو من المعلوم و المكرر ففیه لهشام الإشمام و كذا عند الكسائی.
(3) الْأَحْبارُ* و الْغارِ و الْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش النَّاسِ* بالإمالة للدوری عن أبی عمرو.
یُحْمی، فَتُكْوی بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
الدُّنْیا* و السُّفْلی، و الْعُلْیا بالإمالة لحمزة، و الكسائی و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو، و من الملاحظ أن لفظ اثْنا لا إمالة فیه لأن ألفها للتثنیة، و لا فی عفا لأنها واویة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 275
یَتَبَیَّنَ لَكَ، و لا إدغام فی جِباهُهُمْ إذ لم یدغم من المثلین فی كلمة إلا مَناسِكَكُمْ.
27- قیل* لا یخفی.
28- یَقُولُ ائْذَنْ لِی إبداله واوا لورش و السوسی وصلا، و للجمیع فی الابتداء یاء، و كون ورش لا یمده لا یخفی «1».
39- تَفْتِنِّی أَلا یاؤه ساكن للجمیع.
30- تَسُؤْهُمْ* مستثنی للسوسی فلا یبدله أحد إلا حمزة لدی الوقف.
31- هَلْ تَرَبَّصُونَ قرأ البزی بتشدید التاء فی الوصل، و لا تغفل عن إظهار اللام فإن كثیر من الناس یدغمها فیخرج من قراءة إلی قراءة و هو لا یشعر، و الباقون بالتخفیف.
32- كَرْهاً* قرأ الأخوان بضم الكاف، و الباقون بالفتح.
33- أن یقبل قرأ الأخوان بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء علی التأنیث.
34- وَ الْمُؤَلَّفَةِ قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا، و الباقون بالهمزة، و حمزة إن وقف كورش.
35- حَكِیمٌ* تام، و قیل كاف فاصلة بلا خلاف و منتهی النصف علی المشهور، و قیل راغبون قبله.

الممال‌

زادُوكُمْ و جاءَ* لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی زاد
______________________________
(1) قرأ ورش، و السوسی، بإبدال الهمزة واوا ساكنة وصلا، أما عند الابتداء بقوله تعالی:
ائْذَنْ لِی فكل القراء یبدلون الهمزة یاء ساكنة مدیة، و لا توسط فیها و لا مد لورش لأنها من المستثنیات.
فائدة: لا إدغام فی هاء جِباهُهُمْ لأن إدغام المثلین فی كلمة خاص بكلمتی مَناسِكَكُمْ و ما سَلَكَكُمْ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 276
بالكافرین لهما و دوری إِحْدَی* لدی الوقف و الدُّنْیا* لهم و بصری مَوْلانا* و كسالی و آتاهُمُ* لهم، و قد تقدم أن مولانا مفعل لا یمیله البصری «1».

المدغم‌

هَلْ تَرَبَّصُونَ لهشام و الأخوین الفتنة سقطوا و نحن نتربص.
36- یُؤْذُونَ* معا و النَّبِیَّ* معا مما لا یخفی «2».
37- أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ قرأ نافع بإسكان الذال فیهما، و الباقون بالضم.
38- وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِینَ* قرأ حمزة بخفض التاء، و الباقون بالرفع «3».
39- أَنْ تُنَزَّلَ* قرأ المكی و بصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
40- عَلَیْهِمْ* لا یخفی.
41- قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَ «4» إن وقف ورش علی استهزءوا فله الثلاثة: المد، و التوسط، و القصر، و إن وصلها بإن فلیس له إلا المد لأنه تزاحم فیه باب المنفصل و البدل، و المنفصل أقوی فیقدم.
______________________________
(1) زادُوكُمْ بالإمالة لحمزة، و ابن ذكوان بخلاف عنه. و جاءَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة و بِالْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش، و الدُّنْیا* بالإمالة لحمزة و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش و بالتقلیل لأبی عمرو.
(2) یُؤْذُونَ* و كذا لِلْمُؤْمِنِینَ* قرأ ورش، و السوسی بإبدال الهمزة فی الحالین، و كذا حمزة عند الوقف.
(3) قال الشاطبی: و رحمة المرفوع بالخفض فاقبلا
(4) فی اسْتَهْزِؤُا لحمزة عند الوقف ثلاثة أوجه: الأول: حذف الهمزة و ضم الزای.
الثانی: تسهیل الهمزة بین بین. الثالث: إبدالها یاء خالصة.
و لورش حالة وصل اسْتَهْزِؤُا بما بعدها المد ست حركات عملا بأقوی السببین، أما حالة الوقف فله ثلاثة البدل.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 277
42- تَسْتَهْزِؤُنَ ما فیه لورش و حمزة لا یخفی، و إن خفی علیك فیه شی‌ء فراجع ما تقدم.
43- إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً «1» قرأ عاصم نعف بنون مفتوحة و ضم الفاء، و نعذب بنون مضمومة و كسر الذال، و طائفة بالنصب، و قرأ الباقون یعف بیاء مضمومة و فتح الفاء و تعذب بتاء مضمومة و فتح الذال و طائفة بالرفع.
44- رُسُلُهُمْ* قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم.
45- و رِضْوانٌ* ضم رائه لشعبة لا یخفی.
46- نَصِیرٍ* كاف، و فاصلة و منتهی ربع الحزب بلا خلاف.

الممال‌

الدُّنْیا* «2» معا لهم و بصری و مَأْواهُمْ* و أَغْناهُمُ لهم، و لا یخفی أن (مأوی)* مفعل لا یمیله البصری.

المدغم‌

وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ* «3».
47- الْغُیُوبِ* قرأ شعبة و حمزة بكسر الغین، و الباقون بالضم.
48- فَاسْتَأْذَنُوكَ إبداله لورش و السوسی لا یخفی.
49- مَعِیَ أَبَداً قرأ شعبة و الأخوان بإسكان الیاء «4»، و الباقون
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و یعف بنون دون ضمّ و فاؤه‌یضم تعذّب تاه بالنّون وصّلا
و فی ذاله كسر و طائفة بنصب‌مرفوعة عن عاصم كلّه اعتلا
(2) الدُّنْیا* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
و مَأْواهُمُ*، و أَغْناهُمُ بالإمالة لحمزة، و الكسائی و بالفتح و التقلیل لورش.
(3) هو من باب الإدغام الكبیر للسوسی أی فی وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ و وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ*.
(4) الیاء المشار إلیها هنا هی یاء الإضافة فی مَعِیَ أَبَداً فقد قرأ نافع، و ابن كثیر،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 278
بالفتح.
50- مَعِیَ عَدُوًّا قرأ حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، و ما فیه مما یصح الوقف علیه لحمزة لا یخفی.
51- یُنْفِقُونَ* تام، و قیل كاف فاصله، و منتهی الحزب العشرین، و ثلث القرآن بلا خلاف.

الممال‌

آتانا و آتاهُمُ* «1» لهم و الدنیا و المرضی لهم و بصری و جاء لحمزة و ابن ذكوان بین.

المدغم‌

اسْتَغْفِرْ لَهُمْ* و تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ* معا لبصری بخلف عن الدوری أُنْزِلَتْ سُورَةٌ* لبصری و الأخوین.
وَ طُبِعَ عَلی، لِیُؤْذَنَ لَهُمْ «2».
52- یستأذنوك إبداله لورش و سوسی جلی.
53- أَغْنِیاءُ* وقفه لحمزة و هشام لا یخفی.
54- إِلَیْهِمْ* جلی.
55- وَ مَأْواهُمْ* إبداله للسوسی دون ورش كذلك.
56- السَّوْءِ* «3» قرأ المكی و البصری بضم السین، و الباقون بالفتح،
______________________________
- و أبو عمرو، و ابن عامر، و حفص بفتح یاء الإضافة، و الباقون بإسكانها.
(1) أَتانَا و أَتاهُمْ*، و الدُّنْیا*، و نَجْواهُمْ*، و المرضی بالإمالة لحمزة و الكسائی و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی نجواهم، و الدنیا، و الْمَرْضی، و جاءَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة.
(2) وَ طُبِعَ عَلی و لِیُؤْذَنَ لَهُمْ هو من باب الإدغام الكبیر للسوسی و أُنْزِلَتْ سُورَةٌ* بالإدغام لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی.
(3) قرأ أبو عمرو البصری، و ابن كثیر المكی السوء و ذلك من قوله تعالی: دائِرَةُ السَّوْءِ*-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 279
و ورش فیه علی أصله من المد و التوسط، و كونه كشی‌ء المجرور لدی وقف حمزة و هشام مما لا یخفی.

فائدة

لا خلاف إلا فی هذا، و ثانی الفتح، و كل ما سواهما إما متفق علی فتحه كظن السوء أو ضمه نحو و ما مسنی السوء.
58- قُرْبَةٌ* قرأ ورش بضم الراء، و الباقون بالإسكان «1».
59- تَجْرِی تَحْتَهَا الْأَنْهارُ «2» قرأ المكی بزیادة من قبل تحتها، و جرها بها و هو كذلك فی مصحف مكة، و الباقون بحذفها و نصب تحتها مفعول فیه و هو كذلك فی مصاحفهم.
60- سَیِّئاً إبدال همزه یاء لحمزة إذا وقف لا یخفی.
61- عَلَیْهِمْ إِنَّ* كذلك.
62- صَلاتَكَ* قرأ الأخوان و حفص صلاتك علی التوحید و نصب التاء، و الباقون بالجمع و كسر التاء.
63- مُرْجَوْنَ «3» قرأ نافع و الأخوان و حفص بفتح الجیم و واو ساكنة بعدها، و لا همزة بینهما، و الباقون بفتح الجیم بعدها همزة مضمومة بعدها حرف علة یجانسها و هو الواو.
64- حَكِیمٌ* تام، و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف، و منتهی ربع الحزب علی المشهور، و قیل حكیم بعده، فعلی الأول أول الربع الذین اتخذوا، و علی الثانی أن اللّه.
______________________________
- بضم السین، و الباقون بفتحها، قال الشاطبی: و حقّ بضم السوء مع ثان فتحها
(1) قال الشاطبی: و تحریك ورش قربة ضمّه جلا
(2) قال الشاطبی: و من تحتها المكی یجر و زاد من
(3) قال الشاطبی:
و وحّد لهم فی هود ترجئ همزه‌صفا نفر مع مرجئون و قد حلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 280

الممال‌

أخباركم و الأنصار لهما و دوری و سیری اللّه و فَسَیَرَی اللَّهُ «1» إن وقف، علیهما لهم و بصری، و إن وصلتا بالجلالة فللسوسی بخلاف عنه، و إذا فتح فخم لام الجلالة، و إذا أمال فله التفخیم و الترقیق؛ لأن الإمالة لیست بكسر خالص، و لا فتح خالص وَ مَأْواهُمُ* «2» و لا یرضی و عسی لدی الوقف علیه لهم.

المدغم‌

لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ یُنْفِقُ قُرُباتٍ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ اللّه هو یقبل اللّه اللّه هو التواب.
65- الَّذِینَ اتَّخَذُوا* قرأ نافع و الشامی بغیر و او قبل الذین، و الباقون بزیادة واو قبلها، و كل قرأ بما فی مصحفه «3».
66- ضِراراً* لا یرققه ورش لتكریر الراء.
67- وَ إِرْصاداً لا خلاف بینهم فی تفخیم رائه من أجل حرف الاستعلاء الذی بعده.
68- أَسَّسَ بُنْیانَهُ* معا قرأ نافع و الشامی أسس بضم الهمزة و كسر السین، و بنیانه برفع النون، و الباقون بفتح الهمزة و السین و نصب النون.
______________________________
(1) فَسَیَرَی اللَّهُ بالفتح و الإمالة حالة الوصل للسوسی، و له علی الفتح تفخیم لفظ الجلالة، و علی الإمالة التفخیم و الترقیق، قال ابن الجزری:
و اختلف بعد ممال لا مرقّق وصف
(2) و مأواهم و كذا و الحسنی و التقوی بالإمالة لحمزة و الكسائی و بالفتح و التقلیل لورش و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظی الْحُسْنی* وَ التَّقْوی*.
(3) وَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا* قرأ نافع و ابن عامر بحذف الواو قبل الَّذِینَ* موافقة لرسم مصحف المدینة، و الشام، و الباقون بإثبات الواو، موافقة لرسم المصحف مكة و البصرة و الكوفة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 281
69- وَ رِضْوانٍ* جلی.
70- جُرُفٍ قرأ الشامی و شعبة و حمزة بإسكان الراء، و الباقون بالضم.
71- تَقَطَّعَ* قرأ الشامی و حفص و حمزة بفتح التاء، و الباقون بضمها.
72- فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ قرأ الأخوان فیقتلون بضم الیاء التحتیة و فتح التاء الفوقیة مبنیا للمفعول، و یقتلون بفتح التحتیة و ضم الفوقیة مبنیا للفاعل، و الباقون بفتح الیاء و ضم التاء من الأول، و ضم الیاء و فتح التاء من الثانی.
73- الْقُرْآنِ* لا یخفی.
74- لِلنَّبِیِّ* و (النبی)* كذلك.
75- اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ و إِنَّ إِبْراهِیمَ* «1» قرأ هشام بألف بعد الهاء فیهما، و الباقون بالیاء، و من لازم الألف فتح ما قبلها، و من لازم الیاء كسر ما قبلها، و هذان المعنیان بقوله حرفا براءة أخیرا احترازا من كل ما فیها.
76- كاد تزیغ قرأ حفص و حمزة بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء الفوقیة.
77- رَؤُفٌ* «2» قرأ البصری و شعبة و الأخوان بقصر الهمزة، و الباقون بزیادة واو بعدها و ثلاثة ورش فیه لا تخفی.
78- عَلَیْهِمُ* لا یخفی.
79- یَعْمَلُونَ* تام، و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف، و منتهی النصف علی المختار، و قیل الصادقین قبله، و قیل یحذرون بعده.
______________________________
(1) قال الشاطبی: و مع آخر الأنعام حرفا براءة أخیرا
(2) قال الشاطبی: و رءوف صحبته حلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 282

الممال‌

الحسنی و التقوی و تقوی و اشْتَری و قُرْبی* «1» لهم و بصری هار لنافع و بصری، و علی و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه نار و الأنصار لهما و دوری التوراة لنافع و حمزة بخلف عن قالون تقلیلا و بصری و ابن ذكوان و علی إضجاعا أوفی و هداهم لهم و ضاقت معا.

تنبیهات:

الأول: إمالة هار لورش بین بین، و للباقین كبری.
الثانی: إن قلت لم خرج هار عن قاعدة الألف التی قبل الراء المتطرفة و هو فی صورته كذلك، فالجواب أنه لو كان بالنظر إلی صورة الكلمة كذلك فهو فی الحقیقة لیس كذلك لأن أصله علی الصحیح هاور، و یدل علیه قولهم: تهور البناء إذا سقط، ثم قدمت الراء إلی موضع الواو، و أخرت الواو إلی موضع الراء، و انقلبت یاء إذ لیس فی كلام العرب اسم آخره واو قبلها متحرك، ثم حذفت الیاء للتنوین كما حذفت من قاض و غار.
الثالث: شفا لا إمالة فیه لأنه واوی.

المدغم‌

تَبَیَّنَ لَهُمُ* فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ* حَتَّی یُبَیِّنَ لَهُمْ (كاد تزیغ) اللَّهِ هُوَ* یُنْفِقُونَ نَفَقَةً و لا یخفی أن إدغام لَقَدْ تابَ «2» للجمیع.
______________________________
(1) اشْتَری بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش، و قربی، و أوفی، و هداهم، بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ قربی.
(2) من الملاحظ أنّ لَقَدْ تابَ بالإدغام للجمیع، و أن تَبَیَّنَ لَهُ* و تَبَیَّنَ لَهُمُ*، و (كاد تزیغ) و إِنَّ اللَّهَ هُوَ*، وَ لا یُنْفِقُونَ نَفَقَةً بالإدغام للسوسی و هو من باب الإدغام الكبیر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 283
80- فِرْقَةٍ* لا خلاف بینهم فی تفخیم رائه لوقوع حرف الاستعلاء بعده فلو وقف علیه فقال المحقق القیاس إجراء الترقیق و التفخیم فی الراء لمن أمال هاء التأنیث، و لا أعلم فیه نصا انتهی، و أراد قیاسه علی فرق بالشعراء.
81- إِلَیْهِمْ* جلی.
82- أَ وَ لا یَرَوْنَ قرأ حمزة بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب «1».
83- رَؤُفٌ* «2» لا یخفی.

یاءات الإضافة فی سورة التوبة

و فی سورة التوبة من یاءات الإضافة ثنتان:
مَعِیَ أَبَداً، و مَعِیَ عَدُوًّا «3».
و لیس فیها من الزوائد شی‌ء و مدغمها سبع و عشرون، و من الصغیر تسع.
______________________________
(1) أَ وَ لا یَرَوْنَ قرأ حمزة بتاء الخطاب هكذا (أ و لا ترون)، و الباقون بیاء الخطاب هكذا أَ وَ لا یَرَوْنَ قال الشاطبی: یرون مخاطبا فشا
(2) قال الشاطبی: و رءف قصر صحبته حلا
(3) الآیة فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِیَ أَبَداً وَ لَنْ تُقاتِلُوا مَعِیَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِیتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ رقم (83) بالسورة، بها یاء الإضافة مَعِیَ أَبَداً و قد فتح نافع و ابن كثیر و أبو عمرو و ابن عامر، و حفص عن عاصم هذه الیاء، و فتح حفص عن عاصم مَعِیَ عَدُوًّا، و الباقون لا یفتحون و اللّه أعلم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 284

سورة یونس علیه السلام‌

اشارة

مكیة و آیها مائة و تسع حجازی، و عراقی، و عشر شامی، جلالاتها اثنتان و ستون، و ما بینها و بین التوبة من الوجوه لا یخفی.
1- الر* قرأ البصری و الشامی و شعبة، و الأخوان بإمالة الراء اضجاعا، و ورش بین بین، و الباقون بالفتح، و لا یخفی أن ألف لا مد فیه، و لام یمد طویلا، وراء من الحروف الخمسة التی علی حرفین، و هی هذا و الطاء، و الهاء و الحاء و الیاء فیجب فیها القصر.
2- لسحر* قرأ نافع و البصری و الشامی بكسر السین و إسكان الحاء، و الباقون بفتح السین و ألف بعدها و كسر الحاء «1».
3- تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید «2».
4- ضِیاءً* قرأ قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد، و الباقون بیاء مفتوحة مكان الهمزة، و لا خلاف بینهم فی إثبات الهمزة التی بعد الألف «3».
5- نفصل* قرأ المكی و البصری و حفص بالتحتیة و الباقون بالنون.
6- تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ* لا یخفی.
7- الْعالَمِینَ* تام، و فاصلة، و منتهی الربع بلا خلاف.

الممال‌

الكفار و النهار لهما و دوری غلظة لعلی إن وقف بخلف عنه زادته و فزادتهم معا و جاءكم لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی زاد یراكم و الدنیا
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر و عاصم و حمزة و الكسائی هكذا لَساحِرٌ* و قرأ الباقون هكذا لسحر* قال الشاطبی: ساحر ظبی
(2) قال الشاطبی: و تذكّرون الكل خف علی شذا
(3) قال الشاطبی: و حیث ضیاء وافق الهمز قنبلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 285
و دعواهم معا لهم و بصری الر* تقدم للناس لدوری استوی و مأواهم لهم «1».

المدغم‌

أُنْزِلَتْ سُورَةٌ* معا للبصری و الأخوین لَقَدْ جاءَكُمْ* لهم و لهشام.
زادَتْهُ هذِهِ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا.
8- لَقُضِیَ إِلَیْهِمْ أَجَلُهُمْ قرأ الشامی بفتح القاف و الضاد و قلب الیاء ألفا و أجلهم بالنصب و الباقون بضم القاف و كسر الضاد بعدها یاء مفتوحة و أجلهم بالرفع، و حكم إلیهم لا یخفی «2».
9- رُسُلُهُمْ* قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم.
10- لِقاءَنَا ائْتِ إبداله للسوسی و ورش و عدم مده له لا یخفی «3».
11- بِقُرْآنٍ لا یخفی.
12- لِی أَنْ أُبَدِّلَهُ و إِنِّی أَخافُ* فتح یاء لی و إنی الحرمیان و البصری، و الباقون بالإسكان.
13- نَفْسِی إِنْ* قرأ نافع و البصری بفتح الیاء و الباقون بالإسكان.
14- وَ لا أَدْراكُمْ قرأ المكی بخلف عن البزی بحذف ألف و لا، و الباقون بإثباتها، و هو الطریق الثانی للبزی.
15- یُشْرِكُونَ* قرأ الأخوان بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب.
16- رُسُلَنا* لا یخفی.
17- هُوَ الَّذِی یُسَیِّرُكُمْ قرأ الشامی بیاء مفتوحة بعدها نون
______________________________
(1) الر* أمال الراء، أبو عمرو، و ابن عامر، و شعبة، و حمزة، و الكسائی، و قللها ورش.
و النَّهارِ* بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش.
النَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو.
(2) قال الشاطبی:
و فی قضی الفتحان مع ألف هناو قل أجل المرفوع بالنّصب كمّلا
(3) حالة البدء (بائت) فكل القراء یبدءون بهمزة وصل مكسورة و بعدها یاء ساكنة مدیة مبدلة من الهمزة، و اعلم أن ورشا لیس له توسط، و لا مد لأنه من المستثنیات.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 286
ساكنة و شین معجمة مضمومة من النشر، و الباقون بیاء مضمومة بعدها سین مهملة مفتوحة و یاء مشددة مكسورة من التیسیر «1».
18- مَتاعَ الْحَیاةِ* قرأ حفص بنصب العین، و الباقون بالرفع مفعول لأجله، و خبر بغیكم «2».
19- یَشاءُ إِلی* لا یخفی.
20- صِراطٍ* كذلك.
21- مُسْتَقِیمٍ* تام، و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف، و منتهی الحزب الحادی و العشرین باتفاق عند المغاربة، و علی قول عند المشارقة، و المشهور المعروف عندهم بفترون بعده و دعوی الاتفاق علیه عندهم فیه تصور.

الممال‌

لِلنَّاسِ* لدوری طُغْیانِهِمْ* «3» لدوری علی و جاءتهم و شاءَ* و جاءَتْها و جاءَهُمْ* لحمزة و ابن ذكوان تُتْلی* و یُوحی* و تَعالی* و أَنْجاهُمْ و أَتاها* لهم أَدْراكُمْ لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه افتری و الدنیا لهم و بصری دار لهما و دوری، و لا تخفی أن دعا و أخاف لا إمالة فیهما.

المدغم‌

لَبِثْتَ* لبصری و شامی و الأخوین بِالْخَیْرِ لَقُضِیَ زُیِّنَ لِلْمُسْرِفِینَ
______________________________
(1) قرأ ابن عامر هكذا (ینشركم)، و قرأ الباقون هكذا یُسَیِّرُكُمْ، قال الشاطبی:
یسیّركم قل فیه ینشركم كفی
(2) قال الشاطبی: متاع سوی حفص برفع تحمّلا
(3) لِلنَّاسِ* بالإمالة لدوری أبی عمرو، و طغیانهم بالإمالة لدوری الكسائی، و من الملاحظ أن لفظ دَعا* لا إمالة فیه لكونه واویا، و كذا لا إمالة فی أَخافُ* لأنه رباعیا و اللّه أعلم و هو یهدی السبیل.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 287
خَلائِفَ فِی الْأَرْضِ* أَظْلَمُ مِمَّنْ* كَذَّبَ بِآیاتِهِ* مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ*.
22- قِطَعاً قرأ المكی و علیّ بإسكان الطاء، و الباقون بفتحها.
23- هنالك تبلو قرأ الأخوان بتاءین من التلاوة، و الباقون بالتاء و الباء الموحدة من الاختبار، أی تختبر عملها من حسن و قبیح، و قبول ورد.
24- مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ* قرأ نافع و الأخوان و حفص بكسر الیاء و تشدیدها، و الباقون بالإسكان.
25- كلمات ربك قرأ نافع و الشامی بألف بعد المیم علی الجمع، و الباقون بحذفها علی الإفراد.
26- فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ* لا یخفی.
27- أَمَّنْ لا یَهِدِّی قرأ قالون و البصری بفتح الیاء و اختلاس فتحة الدال و تشدید الدال، و لقالون أیضا إسكان الهاء، و ورش و الملكی و الشامی بفتح الیاء و تشدید الدال، و شعبة بكسر الیاء و الهاء و تشدید الدال، و حفص مثله إلا أنه بفتح الیاء، و الأخوان بفتح الیاء و إسكان الهاء و تخفیف الدال. فإن قلت ذكرت لقالون إسكان الهاء، و لم یذكره الشاطبی له.
فالجواب كان حقه- رحمه اللّه- أن یذكره له فی أصله و جعله هو النص حیث قال: و النص عن قالون بالإسكان انتهی و هو روایة العراقیین قاطبة، و كثیر من المصریین و بعض المغاربة، و لم یذكر غیر واحد كالإمام أبی الطاهر إسماعیل بن خلف الأنصاری صاحب العنوان سواه، قال الجعبری و به قطع ابن مجاهد و الأهوازی و الهمدانی، و لا یكاد یوجد فی كتب النقلة غیره، و لم یذكره الناظم، و لیس بجید لأنه نقص من الأصل و عدول عن الأشهر انتهی، و هو روایة الأكثرین: كإسماعیل، و المسیبی عن نافع و هو قراءة شیخه أبی جعفر یزید بن القعقاع أحد الأئمة العشرة المشهورین قرأ علی ابن عباس، و أبی هریرة، و صلی بابن عمر- رضی اللّه عنه- إمام الأئمة مالك بن أنس و أقوی ما یحتج به التارك له أن فیه الجمع بین الساكنین علی غیر حده
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 288
و هو غیر جائز، و قد تقدم ما یفید أن هذا كلام باطل لا یقوله إلا غافل، أو جاهل لثبوت ذلك قرآنا و لغة.
28- الْقُرْآنُ* لا یخفی.
29- تَصْدِیقَ* قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزای، و الباقون بالصاد الخالصة.
30- وَ لكِنَّ النَّاسَ قرأ الأخوان بتخفیف النون و كسرها فی الوصل، و رفع سین الناس، و الباقون بفتح النون مشدّدة و نصب السین «1».
31- وَ یَوْمَ یَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ قرأ حفص بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون و الأول و هو و یوم نحشرهم جمیعا متفق علی أنه بالنون و منه احترز بقوله مع ثانی بیونس.
32- صادِقِینَ* كاف، و قیل تام، فاصلة، و منتهی ربع الحزب للجمهور، و قیل یكسبون بعده.

الممال‌

الْحُسْنی* و یفتری و افتراء لهم و بصری زیادة و ذلة لا یخفی النار و النهار لهما و دوری.
فَكَفی «2» و مولاهم و یهدی و متی لهم فإنی معا لهم و دوری جاء لا یخفی.
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و خفّف شلشلاو لكن خفیف و ارفع النّاس عنهما
(2) الْحُسْنی*، فكفی، و مولاهم، و یهدی، و متی أتاكم بالإمالة لحمزة و الكسائی، بالفتح و التقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو فی لفظ الحسنی، و كذا افْتَراهُ* هی بالإمالة لأبی عمرو و حمزة، و الكسائی، و بالتقلیل لورش، و النَّهارِ* و الدار بالإمالة لأبی عمرو، و الدوری عن الكسائی، و بالتقلیل لورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 289

المدغم‌

السَّیِّئاتِ جَزاءُ نَقُولُ لِلَّذِینَ* «1» یرزقكم كَذلِكَ كَذَّبَ* أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِینَ، و لا إدغام فی أ فأنت تسمع، و لا فی أ فأنت تهدی، لأن الأول تاء ضمیر، و لا فی الناس شیئا لخفة الفتحة بعد السین.
33- جاءَ أَجَلُهُمْ* لا یخفی، و لا تغفل عما تقدم من أن ورشا إذا أبدل فی مثل هذا لا یمد إذ لا ساكن تمد لأجله.
34- یَسْتَأْخِرُونَ* إبداله لورش و السوسی لا یخفی.
35- أَ رَأَیْتُمْ* معا قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة، و عن ورش أیضا إبدالها فیمد طویلا و علی بإسقاطها، و الباقون بتحقیقها.
36- آلآن معا قرأ نافع بنقل حركة الهمزة إلی اللام، و الباقون بتحقیقها، و لا خلاف بینهم فی تلیین «2» همزة الوصل، و اختلفوا فی كیفیته علی وجهین صحیحین قرأ بهما كل من السبعة:
الأول: إبدالها ألفا خالصة مع للساكنین إلا أن من نقل و هو نافع له وجهان كالجماعة إن لم یعتد بعارض النقل و القصر إن اعتد به.
الثانی: تسهیلها بین بین مع القصر لكن منهم من رآهما واجبین،
______________________________
(1) من باب الإدغام الصغیر لحمزة و الكسائی و هشام هَلْ تُجْزَوْنَ*، و من باب الكبیر للسوسی نَقُولُ لِلَّذِینَ*، یَرْزُقُكُمْ*، كَذلِكَ كَذَّبَ*، أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِینَ و من الملاحظ أنه لا إدغام فی تاء أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ* و لا فی أَ فَأَنْتَ تَهْدِی لاستثناء تاء المخاطب من الإدغام.
(2) المقصود هنا بتلیین الهمزة أی تسهیلها و التلیین مقابل للتحقیق، و هذه الهمزة الثانیة و هی للوصل لأن أصل (آلآن) هو (آن) دخلت علیه (أل) ثم دخلت علیه همزة الاستفهام فاجتمع فیه همزتان مفتوحتان متصلتان: الأولی للاستفهام و الثانیة همزة وصل، و قد أجمع القراء علی تغییر الهمزة الثانیة، لأن النطق بهمزتین متلاصقتین فیه شی‌ء من المشقة، و إن اختلفوا بعد ذلك فی كیفیة التغییر فهو كما وضحه المؤلف رحمه اللّه.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 290
و منهم من رآهما جائزین، قال المحقق فعلی القول بلزوم البدل یلتحق بباب حرف المد الواقع بعد همز فیصیر حكمها حكم آمن فیجری فیها للأزرق عن ورش فیجری فیها حكم الاعتداد بالعارض فیقصر مثل آلد، و عدم الاعتداد به فیمد كأنذرتهم، و لا یكون من باب آمن و شبهه فلذلك لا یجری فیها علی هذا التقدیر توسط و تظهر فائدة هذین التقدیرین فی الألف الأخری انتهی و سیأتی بیان ذلك قریبا إن شاء اللّه تعالی و فی هذه الكلمة علی روایة الأزرق صعوبة و غموض لا سیما إن ركبت مع أمنتم، و لهذا زلت فیها أقدام كثیر من فحول الرجال فضلا عن غیرهم، و سأبینها إن شاء اللّه بیانا شافیا یكشف عن مخدرات معالیها أستارها و یظهر من مخبئات دقائقها أسرارها و من اللّه أستمد التیسیر إنه جواد كریم لطیف خبیر.
اعلم أوّلا أنه أصل الْآنَ* (آن) بهمزة و نون مفتوحتین بینهما ألف علم علی الزمان الحاضر مبنی لتضمنه حرف الإشارة الذی كان یستحق الوضع ثم دخلت علیه أل الزائدة، ثم دخلت علیه همزة الاستفهام، و الكلام علیها من أربعة أوجه:
الأول: حكمها مفرد.
الثانی: إن ركبت مع آمنتم و علی كل منهما إما أن تقف علیها أو تصلها بما بعدها، و قد ألف شیخنا- رحمه اللّه- فی أحوالها الأربعة قصیدة سماها «غایة البیان لخفی لفظتی آلآن» رأیت أن أذكرها هنا لاشتمالها علی أحكامها، و خوف ضیاعها و اندراسها، فیقل أجره بذلك و أنا لا أحب ذلك.
قال رحمه اللّه و رضی اللّه عنه:
یقول راجی العفو و الغفران‌من ربّه محمّد الأفرانی
الحمد للّه علی ما یسّرامن فهم آلآن بیونس جری
و صلواته علی النّبیّ‌و الآل و الأصحاب و الوالی
ثمّ الرّضا عن شیخنا الإمام‌سلطان نجل أحمد الهمام
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 291 هذا و إنّ المرء لیس یشرف‌إلّا بما یتقنه و یعرف
لا سیّما حفظ العویص الصّعب‌سما العلا یطلعه بالقرب
من ذاك آلآن بموضعین‌عویضة قربه بالهین
من بعد أن حارت به الفحول‌و كلّ عن إدراكه العقول
محمّد بن الجزری بنشره‌كلّ عویص ینجلی بذكره
بلا به إن جاء فی الإنشادنفی و إضمار للاعتداد
و اعلم بأن فیه همزتین‌آل و آن الأصل دون مین
و اختلف القرّاء فی إبدال‌همزة وصله بلا إشكال
إن قیل باللّزوم فهو یلحق‌بباب آمن إذا فیصدق
ثلاثة أو قیل بالجوازبه كآلد بلا مجاز
فی قصره بلا كأنذرتهم‌فی طوله توسیطه محرّم
فائدة الجواز و اللّزوم قدتظهر فی الأخری علی ذا یعتمد
فإن قصرت آل باللّزوم‌فقصرك الثّانی من المعلوم
أو بجوازه به فأولی‌قصرك بالثّانی وقاك المولی
من أجل أنّ الطول و التوسیطابلا هما فامنعهما تقسیطا
مخافة التركیب حین لزماأو التصادم اعتدادا فاعلما
فإن توسّطه لزوما فاقصراآن به فوسطا بلا جری
فالطول للتركیب لا یجوزتاركه بأجره یفوز
فإن توسّطه لزوما فاقصراثانیة به فلا الطول سری
فأوّل علی جوازه بلالأنّه مصادم فحظّلا
فإن تطوّله جوازا أو بلافوسّطن ثانیه بلا اعقلا
فلا تطوّل باللزوم یلزمك‌تركیب توسیطه بطول یصحبك
و إن تطوّل بالجواز و بلاو باللّزوم طول ثانیه بلا
و لا تصادم و لا تركیبابدا فإن سهلته تقریبا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 292 أجزاء ثلاثة یا آن العددتسعتها فزائد مفنّد
فإن قلت به یجوز ما امتنع‌فتلك یب عدها لتتبع
قد انتهی كلام شمس الدین‌إفرادها قد خص بالتبیین
لكن إذا فهمت ما تقدمامن التقاریر فهمت فاعلما
تركیب آمنتم بها بل تتّضح‌فینجلی ما صحّ ممّا لا یصح
فإنّ تركبها بآمنتم أتی‌فلیس ما سواه مثبتا
فإنّ تقصرها أتاك اثنان‌قصر علی اللزوم بالبیان
أو الجواز و به فسهلامقصّرا آن به لیسهلا
أمّا التوسط مع الطول بلافلا یجوزان معا عن الملا
إن قیل باللزوم بالتركیب أوجوازه به تصادما رأوا
فلا تطوّل أوّلا جوازابلا تصادم تارك قد فازا
و لا تطوله لزوما ترتكب‌تركیبهم فإن تحد عنه تصب
أمّا الثّلاثة علی هذین‌فمنعها حتم بدون مین
توسیطه كذا علی اللزوم‌مع الثّلاثة من المذموم
فإن توسّطها أتاك ستةقصرك آل فالجواز مثبت
به بقصر الثّان لیس إلّالأنّه بباب الأولی
و لا یجوز الطول و التوسیطبلا و قد قصرت یا نشیط
به بأوّل فذاك ممتنع‌لأنه تصادم لا تتّبع
توسیط أوّل لزوما فاقصرابه فوسطا بلا كما جری
و لا یجوز الطول للتركیب‌تطویله أتی عن الأریب
علی جوازه بلا موسطابلا قصرا قسطا
لأنّه به و قد طولنابلا بأول فما ذا المعنی
هل هو إلا عین ما قد منعاو هو التصادم و طوله امنعا
بلا لتركیب كما الطول علی‌لزمه بأول قد أجلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 293 تسهیله مقصرا موسّطابه بلا فلا تطول مفرطا
تكن مركبا و إن طولتاآمنتم فخمسة أثبتا
قصر بآل بالجواز و به‌مع قصرك الثّانی به فانتبه
و لا یجوز غیره لأنّه‌مصادم لذاك فاتر كنّه
طول بأول لزوما فاقصرابه بثانیه كما النّص سری
تطویل أوّل جوازا و بلامع طول ثانیه بلا فادر العلا
فلست محذورا بهذین تری‌إن كنت متقنا لما قد غیّرا
فطول أول بتوسیط منع‌لأجل تركیب اتركنّه كی تطع
توسیط أوّل بتثلیث نبذمخافة التركیب منها فاستعذ
فسهّلا مقصرا مطوّلابه بلا توسیطه قد حظّلا
فإن تقف به فكل فعلاكل بأوّل ثلاث یجتلی
بآخر إلّا إذا طولناموسطا فاثنان إن وقفنا
و كل ما ذكرته للأزرق‌عن ورشهم فثق به و حقّق
هنا تناهی غایة البیان‌فالحمد للّه علی الإحسان
ثمّ الصّلاة و السّلام الأبدی‌علی الرسول المصطفی محمّد
و آله و صحبه و من قراما قارئ القرآن حتما كبّرا انتهی، أما حكمها حالة الوقف علیها فلا نطیل به لأنها لیست محل وقف، و إنما الوقف علی تستعجلون بعده بإجماع، أو علی به قبله علی خلاف بینهم فی ذلك، و هو أیضا مأخوذ من كلام شیخنا.
و أما حكمها إذا وصلتها بما بعدها و لم تركبها مع آمنتم بل وقفت علی به و ابتدأت بها، فیأتی علی ما یقتضیه الضرب اثنا عشر وجها، بیانها أنك تضرب أربعة الهمزة الأولی: و هی التسهیل مع القصر و الثلاثة الآتیة علی البدل، و هی الطول و التوسط و القصر فی ثلاثة الثانیة اثنا عشر أما التسعة الآتیة علی البدل فقال المحقق و تابعوه ثلاثة منها ممنوعة، و ستة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 294
جائزة و نظمها فقال:
للأزرق فی الآن ستة أوجه‌علی وجه إبدال علی وصلة تجری
فمد و ثلث ثانیا ثمّ وسطابه و بقصر ثمّ بالقصر مع قصر فقوله: مد مفعول محذوف أی الأول دل علیه قوله و ثلث ثانیا، و كذا قوله: وسطا مفعول محذوف أی الأول و الباء فی به للمصاحبة كقوله تعالی:
اهْبِطْ بِسَلامٍ أی معه وَ قَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَ هُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ و الضمیر یعود علی التوسط المأخوذ من قوله: وسطا، و بقصر معطوف علیه أی وسط الأول مع توسط الثانی و قصره، و قوله: بالقصر أی فی الأول مع قصر أی فی الثانی الأول من الوجوه الستة مد الأول علی لزوم البدل و أخذنا فیه بالطویل أو جوازه، و لم نعتد بعارض النقل فهو كأنذرتهم، و مد الثانی علی عدم الاعتداد بالعارض.
الثانی: مد الأول و توسط الثانی لما تقدم فیهما.
الثالث: مد الأول و قصر الثانی أما مد الأول فعلی تقدیر لزوم البدل، و لا یحسن أن یكون علی جوازه مع عدم الاعتداد بالعارض للتصادم، لأن قصر الثانی للاعتداد به فلا یترك الاعتداد به فی أول الكلمة، و یعتدّ به فی آخرها.
الرابع: توسط الأول علی تقدیر لزوم البدل و أخذنا بالتوسط و توسط الثانی علی عدم الاعتداد فیه.
الخامس: توسط البدل علی لزوم البدل و قصر الثانی علی الاعتداد.
السادس: قصرهما معا علی تقدیر لزوم البدل فی الأول، و أخذنا بالقصر أو جوازه مع الاعتداد و قصر الثانی علی الاعتداد.
فتحصل من هذا أن المد فی الأول یأتی علیه فی الثانی الثلاثة و التوسط فیه یأتی علیه فی الثانی القصر و التوسط، و لا یجوز المد؛ لأن توسط الأول علی لزوم البدل فهو كآمن فلو أخذنا فی الثانی بالطویل و هو أیضا كآمن لجاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 295
التركیب و القصر فی الأول لا یأتی علیه فی الثانی إلا القصر فقط، لأن قصر الأول إما أن یكون علی تقدیر لزوم البدل فیكون علی مذهب من لا یری المد بعد الهمز كطاهر بن غلبون فعدم جوازه فی الثانی، و إما أن یكون علی تقدیر جواز البدل و الاعتداد معه بالعارض فحینئذ یكون الاعتداد به فی الثانی أولی فیمتنع إذا مع الأول مد الثانی و توسطه.
و أما الثلاثة الآتیة علی التسهیل فكلها جائزة و قد نظم ذلك ابن أسد متمما لبیتی شیخه السابقین فقال:
و فی وجه تسهیل ثلاثة أوجه‌بثان فقط مع قصر أوّله فادر و أما حكمها إذا ركبت مع آمنتم و لم تقف علیها فیأتی فیها علی ما یقتضیه الضرب ستة و ثلاثون وجها، بیانها تضرب وجوه آلآن الاثنی عشر فی ثلاثة آمنتم، و الجائزة منها علی ما حرره شیخنا ثلاثة عشر وجها، و علی ما قاله شیخه عشر وجوه و قال هذا الذی ذكرناه هو الذی حرره شیخنا الشیخ سیف الدین البصیر و هو فی غایة التحریر، و عندی أن الجائز منها أربعة عشر وجها تسعة مع البدل، و خمسة مع التسهیل، فیأتی علی قصر آمنتم ثلاثة أوجه:
فالأول: قصر الأول، و هو همزة الوصل علی لزوم البدل أو جوازه مع الاعتداد بالعارض و قصر الثانی و هو همزة آن*.
الثانی: تطویل الأول علی جواز البدل، و لم نعتد بالعارض، و لا یصح أن یكون علی لزوم البدل لما یلزم علیه من التركیب و قصر الثانی، و هذا هو الوجه الذی قلنا بجوازه، و منعه شیخنا و اعتل لمنعه بأن تطویل الأول علی عدم الاعتداد و قصر الثانی علی الاعتداد و هو تصادم.
و یجاب عنه بأن قصر الثانی لیس للاعتداد بالعارض فیه بل إما علی مذهب من لا یری المد بعد الهمز كابن غلبون أو علی مذهب من استثنی آلآن المستفهم بها فی حرفی یونس كالمهدوی و ابن شریح و الدانی فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 296
جامعه فلا تصادم، و لا تركیب أیضا لأن مد الأول من باب آنذرتهم و قصر الثانی من آمن، و لا تركیب بین بابین كما تقدم.
الثالث: تسهیل الأول، و قصر الثانی و یأتی علی التوسط ستة أوجه الأول قصر الأول علی جواز البدل مع الاعتداد و قصر الثانی علی الاعتداد أیضا أو علی مذهب من استثنی.
فإن قلت ذكرت القصر فی الثانی فی الوجوه السابقة و لم تذكر توجیهه و ذكرته هنا.
فالجواب أن الثانی من آلآن إذا ماثل آمنتم فلا سؤال فیه لأنهما من باب واحد، و إن خالفه فیرد السؤال لم خالفه و هما باب واحد فلا بد إذا من التوجیه.
الثانی: توسط الأول علی لزوم البدل و قصر الثانی علی ما تقدم.
الثالث: توسط الأول علی لزوم البدل و توسط الثانی علی عدم الاعتداد.
الرابع: تطویل الأول علی جواز البدل و توسط الثانی، و لم یعتد بالعارض فیهما.
الخامس و السادس: تسهیل الأول مع قصر الثانی و توسطه.
و زاد شیخ شیخنا هنا وجهین: قصر الأول و توسط الثانی و تطویل الأول و قصر الثانی و منعهما شیخنا و علل ذلك بالتصادم و هو ظاهر، لأن قصر الأول علی جواز البدل و الاعتداد بالعارض و توسط الثانی علی عدم الاعتداد و تطویل الأول علی جواز البدل، و لم یعتد بالعارض و قصر الثانی علی الاعتداد، و هذا تصادم لا شك فیه، و یأتی علی التطویل خمسة أوجه:
قصرهما معا. الأول علی جواز البدل مع الاعتداد بالعارض، و الثانی علی ما تقدم.
الثانی: تطویل الأول علی لزوم البدل أو جوازه، و لم یعتد بالعارض
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 297
و قصر الثانی علی ما تقدم.
الثالث: تطویلهما الأول علی ما تقدم الثانی علی عدم الاعتداد.
الرابع و الخامس: تسهیل الأول مع قصر الثانی علی ما تقدم و تطویله علی عدم الاعتداد، و زاد شیخ شیخنا هنا وجها و هو قصر الأول و تطویل الثانی و منعه شیخنا، و علله بالتصادم و هو ظاهر فهذا ما یجوز من الأوجه و باقیها ممنوع.
و توجیه ذلك معلوم من النظم فلا نطیل به، و أما كیفیة قراءة هذه الآیة و هی قوله تعالی: أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ إلی تَسْتَعْجِلُونَ* فتبدأ بقالون بتسكین میم الجمع و قصر المنفصل و نقل آلآن و مدها طویلا ثم تعطفه بقصرها مع النقل أیضا ثم بتسهیلها مع القصر ثم تعطف علیه البصری یمد آلآن الثلاثة وجهی البدل و وجه التسهیل، ثم تعطف علیه الدوری بالوجهین البدل و التسهیل، و یندرج معه الشامی و عاصم و علیّ، ثم تعطف و رشا بمد المنفصل طویلا علی القصر فی آمنتم، و قد تقدم أنه یأتی علیه فی آلآن ثلاثة أوجه فتأتی بها ثم تعطف علیه حمزة بالوجهین البدل و التسهیل مع السكت فی الوجهین، ثم تعطف خلادا بعدم السكت مع الوجهین، ثم تأتی لقالون بصلة میم الجمع و قصر المنفصل، و یندرج معه المكی فتعطفه بوجهین آلآن، ثم تعطف قالون بمد المنفصل و أوجه آلآن الثلاثة ثم تأتی لورش بالتوسط فی آمنتم، و تقدم أنه یأتی علیه فی آلآن ستة أوجه فتأتی بها، ثم تعطفه بالطویل، و یأتی علیه فی آلآن ما تقدم من الأوجه الخمسة و اللّه تعالی أعلم.
37- قِیلَ* قرأ هشام و علیّ بإشمام كسرة القاف الضم، و الباقون بالكسرة الخالصة.
38- ظَلَمُوا* لا یخفی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 298
39- وَ یَسْتَنْبِئُونَكَ ثلاثته لا تخفی «1».
40- قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ نقل ورش و سكت خلف و مدّ ورش و توسیطه و قصره فی إی لا یخفی، و قرأ نافع و البصری بفتح یاء و ربی، و الباقون بالإسكان.
41- یَجْمَعُونَ* قرأ الشامی بتاء الخطاب و الباقون بیاء الغیبة «2».
42- أَ رَأَیْتُمْ* تقدم قریبا.
43- قُلْ آللَّهُ* لكل من القراء فیه وجهان إبدال همزة الوصل ألفا ممدودة طویلا لأجل الساكن، و تسهیلها بین بین مع القصر، و ورش علی أصله من النقل، و كذلك خلف علی أصله من السكت و عدمه.
44- شَأْنٍ* إبداله لسوسی فقط لا یخفی.
45- قُرْآنٍ* لا یخفی.
46- یَعْزُبُ* قرأ علی بكسر الزای، و الباقون بالضم «3».
47- وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ* «4» قرأ حمزة برفع فیهما، و الباقون بالنصب.
48- وَ لا یَحْزُنْكَ* قرأ نافع بضم الیاء و كسر الزای، و الباقون بفتح الیاء و ضم الزای «5».
49- شُرَكاءَ إِنْ لا یخفی.
______________________________
(1) فیها لحمزة وقفا ثلاثة أوجه:
الأول: حذف الهمزة مع ضم الباء. الثانی: التسهیل بین بین.
الثالث: إبدال الهمزة یاء خالصة، و لورش البدل.
(2) قال الشاطبی: و خاطب فیها یجمعون له ملا
(3) قال الشاطبی: و یعزّب كسر الضمّ مع سبأ رسا
(4) قال الشاطبی: و أصغر فارفعه و أكبر فیصلا
(5) قال الشاطبی: و یحزن غیر الأنبیاء بضمّ و اكسر الضمّ أحفلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 299
50- یَكْفُرُونَ* تام، و فاصلة، و منتهی نصف الحزب بلا خلاف.

الممال‌

شاءَ* و جاءَ* و جاءتكم لحمزة و ابن ذكوان أتاكم و هدی إن وقف علیه لهم الناس لدوری الْبُشْری* «1» و الدنیا معا لهم و بصری.

المدغم‌

هَلْ تُجْزَوْنَ* للأخوین و هشام قد جاءَتْكُمُ* لبصری و هشام و الأخوین إِذْ تُفِیضُونَ كذلك.
قِیلَ لِلَّذِینَ* أَذِنَ لَكُمْ لا تَبْدِیلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّیْلَ لِتَسْكُنُوا* «2» سُبْحانَهُ هُوَ*.
و لا إدغام فی یَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ* لسكون ما قبل الكاف.
51- عَلَیْهِمْ* لا یخفی.
52- إِنْ أَجْرِیَ إِلَّا* قرأ نافع و البصری و الشامی و حفص بفتح یاء أجری، و الباقون بالإسكان.
53- فرعون ائتون إبدال همزة واوا لورش و السوسی حال الوصل و باء حال الابتداء للجمیع جلی.
54- سحر* قرأ الأخوان بحذف الألف التی بعد السین و فتح الحاء و تشدیدها و إثبات ألف بعدها، و الباقون بكسر الحاء و تخفیفها و ألف قبلها.
55- بِهِ السِّحْرُ قرأ البصری بزیادة همزة استفهام قبل همزة الوصل فهی عنده من باب ما دخلت فیه همزة الاستفهام قبل همزة الوصل كآلله و الذكرین فله فیها وجهان: إبدال همزة الوصل ألفا ممدودة للساكن
______________________________
(1) من المعلوم أن الْبُشْری* بالإمالة لأبی عمرو، و حمزة و الكسائی، و بالتقلیل لورش.
(2) من الملاحظ أن لا تَبْدِیلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ و كذا جَعَلَ لَكُمُ* و اللَّیْلَ لِتَسْكُنُوا* كله بالإدغام الكبیر للسوسی، و من باب الإدغام الصغیر لأبی عمرو، و هشام، و حمزة و الكسائی الآتی: قَدْ جاءَتْكُمْ* و إِذْ تُفِیضُونَ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 300
و تسهیلها، و الباقون بهمزة وصل فقط علی الخبر فتسقط وصلا و تحذف یاء الصلة من الهاء من به قبلها لالتقاء الساكنین.
56- أن تبوّءا قرأ السبعة بالهمز فی الحالین و هی طریقة عبید بن الصباح عن حفص، و جاء من طریق هبیرة عنه أنه یقلب الهمزة فی الوقف یاء و هو و إن كان صحیحا فی نفسه فلا یقرأ به من طریق الشاطبی «1» لأنه لم یصح منها فذكره له حكایة لا روایة و لیس محل وقف و ثلاثة ورش فیه لا تخفی.
57- بِمِصْرَ تفخیم رائه للجمیع لا یخفی.
58- بُیُوتاً* و بُیُوتَكُمْ* قرأ ورش و البصری و حفص بضم الباء الموحدة، و الباقون بالكسر.
59- لِیُضِلُّوا* قرأ الكوفیون بضم الیاء، و الباقون بالفتح.
60- وَ لا تَتَّبِعانِ «2» قرأ ابن ذكوان بتخفیف النون، فلانا فیه و الفعل معرب مرفوع بثبوت النون خبر بمعنی النهی كقوله: لا تُضَارَّ والِدَةٌ علی قراءة الرفع، و الباقون بتشدیدها فلا ناهیة، و النون للتوكید، و اتفقوا علی فتح التاء الثانیة و تشدیدها و كسر الموحدة بعدها، و زاد ابن مجاهد و غیره لابن ذكوان إسكان التاء و فتح الموحدة و تشدید النون، و ضعفه الدانی و غیره فلا یقرأ به.
61- آمَنْتُ أَنَّهُ قرأ الأخوان أنه بكسر الهمزة، و الباقون بالفتح «3».
______________________________
(1) صرح الشاطبی رحمه اللّه أن ما حكی عن حفص من إبدال الهمزة یاء عند الوقف لم یثبت عنه من طریق صحیح حیث قال: لم یصح فیحملا- أی لم یثبت فینقل، و لذلك لا تجوز القراءة به-.
(2) قال الشاطبی:
و تتّبعان النون خف مدا و ماج‌بالفتح و الإسكان قبل مثقّلا
(3) قرأ الأخوان: حمزة و الكسائی هكذا أَنَّهُ* بكسر الهمزة، و قرأ الباقون هكذا-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 301
62- آلْآنَ وَ قَدْ* تقدم.
63- لَغافِلُونَ* تام، و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند جمیع المغاربة، لا یعلمون قبله عند جمیع المشارقة.

الممال‌

فَجاؤُهُمْ* و جاءَهُمْ* و جاءَكُمْ* و جاء لحمزة و ابن ذكوان موسی كله و الدنیا لهم و بصری سحار* لدوری علی، و لا یمیله ورش و البصری لأن قراءتهما بتقدیم الألف علی الحاء كما تقدم الْكافِرِینَ* «1» لهما و دوری الناس لدوری.

المدغم‌

أُجِیبَتْ دَعْوَتُكُما للجمیع قالَ لِقَوْمِهِ* نَطْبَعُ عَلی* وَ ما نَحْنُ لَكُما فَقالَ لَهُمُ* آمَنَ لِمُوسی الْغَرَقُ قالَ.
64- بَوَّأْنا* إبداله للسوسی جلی.
65- فاسأل قرأ المكی و علی بنقل فتحة الهمزة إلی السین و حذفها، و الباقون بإسكان السین و همزة مفتوحة بعدها.
66- كَلِمَتُ رَبِّكَ* قرأ نافع و الشامی بألف بعد المیم علی الجمع، و الباقون بغیر ألف علی الإفراد «2».
______________________________
- أَنَّهُ* بفتح الهمزة، قال الشاطبی: و إنّه فتح شافیا
(1) فَجاؤُهُمْ*، و جاءَهُمْ*، و جاءَكُمْ*، و و جاءَ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة، و مُوسی*، و الدُّنْیا* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و الفتح و بالتقلیل لورش، و بالتقلیل لأبی عمرو.
و سحار بإمالة لدوری الكسائی فقط لأن أبا عمرو، و ورشا یقرءان ساحر*.
الْكافِرِینَ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری الكسائی و بالتقلیل لورش.
(2) قرأ ابن كثیر و أبو عمرو، و عاصم و حمزة و الكسائی هكذا كَلِمَتُ*، و قرأ الباقون-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 302
67- وَ یَجْعَلُ* قرأ شعبة بالنون، و الباقون بالیاء.
68- قُلِ انْظُرُوا قرأ عاصم و حمزة فی الوصل بكسر اللام، و الباقون بالضم، و اتفقوا علیه فی الابتداء.
69- رُسُلَنا* قرأ البصری بإسكان السین و الباقون بالضم.
70- نُنْجِ الْمُؤْمِنِینَ قرأ حفص و علی بسكون النون الثانیة و تخفیف الجیم، و الباقون بفتحها و تشدید الجیم و كلهم وقف علیه بغیر یاء اتباعا لرسمه.
71- وَ هُوَ* معا جلی.
72- خر* كذلك و كذلك ما یصح الوقف علیه لحمزة.
73- الْحاكِمِینَ* تام و فاصلة اتفاقا و منتهی الحزب الثانی و العشرین عند جماعة، و عند بعضهم الصدور بالسورة الآتیة.

الممال‌

جاءَهُمْ* و جاءَكَ* و جاءَتْهُمُ* شاءَ* و جاءَكُمْ* لابن ذكوان و حمزة الدُّنْیا* لهم و بصری یَتَوَفَّاكُمْ* و اهْتَدی* و یُوحی* لهم «1».

المدغم‌

لَقَدْ جاءَكَ* و لَقَدْ جاءَكُمْ* لبصری و هشام و الأخوین.
(و هو و إن) یُصِیبُ بِهِ*.
______________________________
- كَلِماتٍ* قال الشاطبی:
و قل كلمات دون ما ألف ثوی‌و فی یونس و الطول حامیه ظلّلا
(1) جاءَهُمْ* بالإمالة لابن ذكوان، و حمزة و یَتَوَفَّاكُمْ* بالإمالة لحمزة، و الكسائی، و بالفتح و التقلیل لورش.
فائدة: ورد فی هذا الربع نُنْجِ الْمُؤْمِنِینَ و من الملاحظ أن القراء السبعة یقرءون نُنْجِ بحذف الیاء وصلا و وقفا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 303

یاءات الإضافة فی سورة یونس‌

و فیها من یاءات الإضافة خمس:
لِی أَنْ أُبَدِّلَهُ إِنِّی أَخافُ* و نَفْسِی إِنْ* وَ رَبِّی إِنَّهُ و أَجْرِیَ إِلَّا* «1»، و لیس فیها من الزوائد شی‌ء، و مدغمها ستة و عشرون و من الصغیر ستة.
______________________________
(1) الأولی و الثانیة: قُلْ ما یَكُونُ لِی أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِی إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما یُوحی إِلَیَ الآیة (15)، و الثالثة: إِنِّی أَخافُ إِنْ عَصَیْتُ* الآیة (15) و الرابعة: قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَحَقٌ الآیة (53) و الخامسة: إِنْ أَجْرِیَ إِلَّا عَلَی اللَّهِ* الآیة (72) من السورة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 304

سورة هود علیه السلام‌

اشارة

مكیة و آیها مائة و عشرون و ثلاث كوفی و ثنتان مدنی أول و شامی، و واحدة فی الباقی، جلالاتها ثمان و ثلاثون، ما بینها و بین یونس من الوجوه لا یخفی.
1- الر* قرأ البصری و شامی و شعبة و الأخوان بإمالة الراء إضجاعا، و ورش بین بین، و الباقون بالفتح.
2- وَ إِنْ تَوَلَّوْا* قرأ البزی فی الوصل بتشدید التاء، و الباقون بغیر تشدید «1».
3- فَإِنِّی أَخافُ قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بإسكانها.
4- وَ هُوَ* ظاهر.
5- شَیْ‌ءٍ* كذلك.
6- سِحْرٌ مُبِینٌ* قرأ الأخوان بفتح السین و ألف بعدها و كسر الحاء، و الباقون بكسر السین و حذف الألف و إسكان الحاء «2».
7- یَسْتَهْزِؤُنَ* جلی.
8- لیئوس كذلك.
9- عَنِّی إِنَّهُ قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
10- فَإِنْ لَمْ یَسْتَجِیبُوا موصول أی «3» لم ترسم نون بین الهمزة و اللام.
11- وَ أَنْ لا إِلهَ مقطوع أی رسمت النون.
______________________________
(1) تفرد البزی فی الوصل بتشدید التاء مع بقاء إخفاء النون، و الباقون بعدم التشدید مع الإخفاء أیضا.
(2) قال الشاطبی: و ساحر بسحر بها مع هود و الصف شمللا
(3) و معنی موصول أی هكذا: فَإِلَّمْ یَسْتَجِیبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 305
12- إِلَیْهِمْ* ضم هائه لحمزة لا یخفی.
13- یُضاعَفُ* قرأ المكی و شامی بتشدید العین، و یلزم منه حذف الألف قبلها، و الباقون بألف بعد الضاد و تخفیف العین «1».
14- خالِدُونَ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند الجمهور، و قال بعض الأخسرون، و قیل یبصرون، و قیل تذكرون‌

الممال‌

الر* «2» تقدم مسمی لدی الوقف و یُوحی* لهم وَ حاقَ* لحمزة جاءَ* له و لابن ذكوان افْتَراهُ* و الدُّنْیا* و موسی و افْتَری* لهم و بصری النَّاسِ* لدوری.

المدغم‌

یَعْلَمُ ما* وَ یَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها أَظْلَمُ مِمَّنِ*.
15- تَذَكَّرُونَ* معا قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بالتثقیل «3».
16- إِنِّی لَكُمْ* قرأ المكی و البصری و علی بفتح همزة إنی علی تقدیر الباء، و الباقون بالكسر أی فَقالَ إِنِّی* «4».
17- إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی، و الباقون بالإسكان.
18- بادِیَ* «5» قرأ البصری بهمزة مفتوحة بعد الدال و وقفه علیه
______________________________
(1) قرأ ابن كثیر، و ابن عامر هكذا یُضاعِفُ* بحذف الألف التی بعد الضاد مع تشدید العین، و الباقون هكذا یُضاعِفُ* بإثبات الأول و تخفیف العین، قال الشاطبی:
و العین فی الكل ثقّلا كما دار
(2) الر* أمال الراء أبو عمرو، و ابن عامر، و شعبة و حمزة، و الكسائی، و قللها ورش.
(3) قال الشاطبی: و تذكّرون الكل خف علی شذا
(4) قال الشاطبی: إنّی لكم بالفتح حق رواته
(5) قال الشاطبی: و بادئ بعد الدال بالهمزة حلّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 306
بهمزة ساكنة محققة، و لا یبدله السوسی، و كذا كل همزة متطرفة متحركة فی الوصل نحو إن شاء و یستهزئ، و لكل امرئ، و هذا مما لا خلاف فیه، و الباقون بیاء تحتیة مفتوحة مكان الهمزة.
19- الرَّأْیِ قرأ السوسی بإبدال الهمز، و الباقون بالهمز.
20- أَ رَأَیْتُمْ* قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة، و عن ورش أیضا إبدالها ألفا و علیّ بإسقاطها، و الباقون بتحقیقها.
21- وَ آتانِی* تأتی فیه الثلاثة لورش علی كل من التسهیل و البدل له فی أ رأیتم و الوقف علی علیكم بعده كاف، و قیل لا یوقف علیه و علی كارهون كاف، و هو فاصلة.
22- فَعُمِّیَتْ* قرأ حفص و الأخوان بضم العین و تشدید المیم، و الباقون بفتح العین و تخفیف المیم، و اتفقوا علی الفتح و التخفیف فی فعمیت علیهم الأنباء بالقصص.
23- إِنْ أَجرِیَ إِلَّا* قرأ المكی و شعبة و الأخوان بإسكان یاء أجری، و الباقون بفتحها.
24- وَ لكِنِّی أَراكُمْ* قرأ نافع و البزی و البصری بفتح یاء و لكنی، و الباقون بالإسكان.
25- إِنِّی إِذاً* قرأ نافع و البصری بفتح یاء إنی، و الباقون بالإسكان.
26- نُصْحِی إِنْ قرأ نافع و البصری بفتح یاء نصحی، و الباقون بالإسكان «1».
27- إِجْرامِی ترقیق رائه لورش لا یخفی.
______________________________
(1) فی الموضعین إِنِّی إِذاً* و نُصْحِی إِنْ قرأ نافع، و أبو عمرو، بفتح یاء الإضافة، و الباقون بإسكانها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 307
28- جاءَ أَمْرُنا* قرأ قالون و البزی و البصری بإسقاط الهمزة الأولی مع القصر و المد و ورش و قنبل بتسهیل الثانیة، و عنهما أیضا إبدالها ألفا و لا بد من مده طویلا لسكون المیم، و الباقون بالتحقیق «1».
29- مِنْ كُلٍّ زَوْجَیْنِ* قرأ حفص بتنوین كل، و الباقون بغیر تنوین، و الأوجه الثلاثة فی عَذابٌ أَلِیمٌ* و البدل فی الرَّأْیِ لحمزة إن وقف و الأوجه الخمسة فی شاءَ* له و لهشام مما لا یخفی.
30- قَلِیلٌ* تام، و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف، و منتهی النصف علی المشهور و شذ بعضهم فجعله رحیم بعده.

الممال‌

كَالْأَعْمی وَ آتانِی* لهم لَنَراكَ* معا و نری و أراكم و افْتَراهُ* لهم و بصری شاءَ* و جاء لابن ذكوان و حمزة.

المدغم‌

بَلْ ظَنَنْتُمْ لعلی قَدْ جادَلْتَنا «2» لبصری و هشام و الأخوین.
وَ یا قَوْمِ مَنْ أَقُولُ لَكُمْ* لِلَّذِینَ* أَعْلَمُ بِما*.
31- مجریاها قرأ حفص و الأخوان بفتح المیم، و الباقون بالضم «3».
32- و هی قرأ قالون و البصری و هی بإسكان الهاء، و الباقون
______________________________
(1) و خلاصته أن قالون و البزی، و أبو عمرو، بإسقاط الأولی مع القصر و المد، و لورش، و قنبل وجهان:
الأول: تسهیل الهمزة الثانیة بین بین. الثانی: إبدالها حرف مد محضا مع المد المشبع لأجل الساكن، و الباقون بتحقیق الهمزتین.
(2) من باب الإدغام الصغیر للكسائی بَلْ ظَنَنْتُمْ، و قَدْ جادَلْتَنا بالإدغام لأبی عمرو، و هشام، و حمزة، و الكسائی، و من باب الكبیر للسوسی وَ یا قَوْمِ مَنْ و أَقُولُ لَكُمْ*، أَقُولُ لِلَّذِینَ، أَعْلَمُ بِما*.
(3) قال الشاطبی:
فعمیت اضممه و ثقل شذّا علاو فی ضم مجراها سواهم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 308
بالكسر.
33- یا بُنَیَّ* قرأ عاصم بفتح الیاء، و الباقون بالكسر، و كلاهما مع التشدید.
34- وَ قِیلَ* معا و غیض قرأ هشام و علی بإشمام الكسر، و الباقون بالكسرة الخالصة «1».
35- وَ یا سَماءُ أَقْلِعِی جلی.
36- عَمَلٌ غَیْرُ* قرأ علی بكسر میم عمل و فتح لامه فعل ماض و نصب راء غیر مفعوله، أو نعت لمصدر محذوف، و الباقون بفتح المیم و رفع اللام منونا مصدر و جعل ذاته ذات العمل مبالغة كقول الخنساء تصف ناقة:
فإنّما هی إقبال و إدبار و رفع راء غیر.
37- فلا تسألن «2» اشتملت هذه الكلمة علی ثلاثة أحكام:
حكم فی اللام، و حكم فی النون، و حكم فی إثبات الیاء بعدها فقرأ الحرمیان و الشامی بفتح اللام و تشدید النون، و الباقون بإسكان اللام، و تخفیف النون، و قرأ المكی بفتح النون، و الباقون بكسرها، و قرأ ورش و البصری بزیادة یاء بعدها وصلا لا وقفا، و الباقون بحذفها مطلقا فحصل من مجموع ما ذكر خمس قراءات: فقالون و الشامی بفتح اللام و تشدید النون مكسورة، و ورش كذلك إلّا أنه أثبت الیاء وصلا لا وقفا، و المكی بفتح اللام و تشدید النون مفتوحة و البصری بإسكان اللام و تخفیف النون و كسرها و إثبات یاء بعدها وصلا، و الكوفیون بسكون اللام و تخفیف النون و كسرها، هذا إن
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و قیل و غیض ثمّ جی‌ء یشمهالدی كسرها ضما رجال لتكملا
(2) قال الشاطبی:
و تسألن خفّ الكهف ظل حما وهاهنا غصنه و افتح هنا نونه دلا و قال: و فی هود تسألنی حواریه جمّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 309
وصلت فإن وقفت علیها فالنون ساكنة للجمیع.
38- إِنِّی أَعِظُكَ و إِنِّی أَعُوذُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء فیهما و الباقون بالإسكان.
39- مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ* معا قرأ علی بكسر الراء و الهاء، و الباقون برفعهما.
40- إِنْ أَجْرِیَ إِلَّا* قرأ نافع و البصری و الشامی و حفص بفتح الیاء فی الوصل، و الباقون بالإسكان.
41- فَطَرَنِی أَ فَلا قرأ نافع و البزی بفتح الیاء وصلا، و الباقون بالإسكان.
42- مِدْراراً* یفخمه ورش كالجماعة لتكرار الراء.
43- إِنِّی أُشْهِدُ قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
44- فَكِیدُونِی یاؤه ثابتة فی جمیع المصاحف، و عند جمیع القراء «1».
45- صِراطٍ* لا یخفی «2».
46- فَإِنْ تَوَلَّوْا* قرأ البزی بتشدید التاء فی الوصل، و الباقون بالتخفیف. غیث النفع فی القراءات السبع 309 المدغم ..... ص : 307
جاءَ أَمْرُنا* تقدم فإن وصلته مع آمنوا تأتی الثلاثة فیه علی كل من وجهی جاءَ أَمْرُنا*.
48- مُجِیبٌ كاف و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی المشهور، و عند قوم هود قبله.

الممال‌

مَجْراها و اعْتَراكَ و الدُّنْیا* لهم و بصری و وافقهم حفص فی
______________________________
(1) اتفق القراء علی إثبات الیاء فی الحالین وصلا و وقفا و ذلك موافقة لرسم المصحف.
(2) صِراطٍ* قرأ قنبل بالسین، و خلف عن حمزة بالإشمام، و الباقون بالصاد الخالصة.
فائدة: فی هذا الربع أمال حفص الألف التی بعد الراء من كلمة مجریها، و هو لم یفعل ذلك فی القرآن كله إلا فی هذا الموضع فی الآیة رقم (41) من هود.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 310
مجراها، و لیس فی الْقُرْآنُ* ممال غیره، و مُرْساها* و نادی* معا لهم الْكافِرِینَ* و جَبَّارٍ* لهما و دوری جاء لحمزة و ابن ذكوان.

المدغم‌

ارْكَبْ معنا لبصری و علی بلا خلاف و كذلك قنبل و عاصم علی ما ذكره الشاطبی و به القراءة تبعا له و قالون البزی، و خلاد بخلف عنهم تغفر لی لبصری بخلف عن الدوری.
قالَ لا عاصِمَ الْیَوْمَ مِنْ فَقالَ رَبِّ إِنَ قالَ رَبِّ أَنَّی* نَحْنُ لَكَ* غَیْرُهُ هُوَ، و لا إدغام فی كُنْتَ تَعْلَمُها لخطابه.
49- أَ رَأَیْتُمْ* لا یخفی و تقدم قریبا.
50- جاءَ أَمْرُنا* كذلك.
51- خِزْیِ یَوْمِئِذٍ قرأ نافع و علی بفتح المیم، و الباقون بالكسر، فلو وقف علیه فلا روم فیه، و إن كان مكسورا قال المحقق: لأن كسرة الذال إنما عرضت عند لحاق التنوین، فإذا زال التنوین فی الوقف رجعت الدال إلی أصلها من السكون بخلاف كسرة هؤلاء و ضمة من قبل و من بعد، فإن هذه الحركة و إن كانت لالتقاء الساكنین لكن لا یذهب ذلك الساكن فی الوقف لأنه من أصل الكلمة و بخلاف كل و غواش لأن التنوین دخل علی متحرك فالحركة فیه أصلیة فكان الوقف علیه بالروم حسنا.
52- أَلا إِنَّ ثَمُودَ قرأ حفص و حمزة بغیر تنوین فی الدال، و الباقون بالتنوین و كل من نوّن وقف بالألف، و من لم ینوّن وقف بغیر ألف، و إن كانت مرسومة بذلك، و جاءت الروایة عنهم ففیه مخالفة خط المصحف.
53- أَلا بُعْداً لِثَمُودَ قرأ علیّ بكسر الدال مع التنوین، و الباقون بفتح الدال من غیر تنوین، و من قرأ بالخفض و التنوین وقف بالسكون و الروم، و من قرأ بالفتح من غیر تنوین وقف بالسكون فقط، لأن الروم لا یكون فی مفتوح فإن قلت هذا غیر مفتوح حكما لجره باللام، فالجواب أن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 311
المعتبر فی جواز الروم و الإشمام الحركة الظاهرة الملفوظ بها سواء كانت أصلیة، أو نائبة عن غیرها فیجوز الروم فیها جمع بألف و تاء مزیدتین، و ما ألحق به نحو خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ* وَ إِنْ كُنَّ أُولاتِ، و إن كان منصوبا لأن نصبه بالكسرة، و لا یجوز فی الاسم الذی لا ینصرف نحو إبراهیم و بإسحاق؛ لأن جره بالفتحة، و ثمود یجوز صرفه و عدم صرفه و كلاهما جاء نظما و نثرا فمنع صرفه للعلمیة و التأنیث باعتبار القبلیة، أو الأم و الصرف لعدم التأنیث باعتبار الحی أو الأب فیجری حكم الوقف علیه علی هذا و قد جعل بعض العلماء حكم هذه المسألة لغزا و هو ظاهر و اللّه أعلم.
54- رُسُلُنا* قرأ البصری بإسكان السین و الباقون بالضم.
55- قالَ سَلامٌ* قرأ الأخوان بكسر السین و إسكان اللام «1»، و الباقون بفتح السین و اللام و ألف بعدها لفظا، و أما خطّا فهی قبله كما
قال: و مع لام الحقت یمناه‌لا سفل من منتهی أعلاه 56- رَأی أَیْدِیَهُمْ قرأ ابن ذكوان و شعبة و الأخوان بإمالة الراء و الهمزة و ورش بتقلیلهما و البصری بإمالة الهمزة فقط، و الباقون بالفتح، و إمالة الراء للسوسی مما انفرد به الشاطبی لا یقرأ به كما تقدم، فإن وقف ورش علی رأی فله الثلاثة علی أصله فیما تقدمت فیه الهمزة علی الألف، و إن وصل فلیس له إلا الطویل فقط عملا بأقوی السببین.
57- وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ قرأ قالون و البزی بتسهیل الهمزة الأولی، و البصری بإسقاطها مع المد و القصر فیهما، و ورش و قنبل بتسهیل الثانیة و عنهما أیضا إبدالها حرف مد و یمد طویلا لسكون السین، و الباقون بتحقیقهما، و هم فی المد علی أصولهم.
58- یَعْقُوبَ* قرأ الشامی و حفص و حمزة بنصب الباء، و الباقون بالرفع.
______________________________
(1) قال الشاطبی:
هنا قال سلم كسره و سكونه‌و قصر و فوق الطّور شاع تنزّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 312
59- أَ أَلِدُ قرأ قالون و البصری بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة و إثبات ألف بینهما و المكی كذلك إلا أنه لا یثبت الألف و ورش له وجهان:
وجه كالمكی و الثانی إبدال الثانیة ألفا، و لا یمدها إذ لا ساكن بعدها، و لا یصیر من باب آمنوا لعروض حرف المد بالإبدال و ضعف السبب بتقدمه علی الشرط و مثله أ أمنتم و جاء أجلهم و السماء إلی، و أولیاء أولئك و نحوه حالة إبدال الثانیة حرف مد و هشام بتحقیق الأولی و له فی الثانیة وجهان:
التحقیق و التسهیل مع الإدخال فیهما، و الباقون بتحقیقهما من غیر إدخال.
60- جاءَ أَمْرُنا* لا یخفی.
61- رُسُلُنا* كذلك.
62- سِی‌ءَ بِهِمْ* قرأ نافع و الشامی و علیّ بإشمام الكسرة الضم، و الباقون بالكسر الخالص.
63- وَ لا تُخْزُونِ* قرأ البصری بإثبات الیاء بعد النون فی الوصل لا فی الوقف، و الباقون بحذفها وصلا و وقفا.
64- فِی ضَیْفِی أَ لَیْسَ قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
65- فَأَسْرِ* قرأ الحرمیان بوصل الهمزة فمن الفاء ینتقل إلی السین لأن همزة الوصل «1» لا تظهر فی الدرج من سری الثلاثی، و الباقون بقطع الهمزة مفتوحة من أسری الرباعی.
66- إِلَّا امْرَأَتَكَ* قرأ المكی و البصری برفع التاء علی البدل من أحد، و الباقون بالنصب علی الاستثناء من بأهلك، و فیها أبحاث شریفة تركناها خوف التطویل «2».
______________________________
(1) قال الشاطبی: و فاسر أن أسر الوصل أصل دنا و یجوز لجمیع القراء حالة الوقف علی فَأَسْرِ* الترقیق و التفخیم.
(2) قال الشاطبی: و هاهنا حق إلّا امراتك ارفع و ابدلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 313
67- آباؤُنا* و یَوْمِئِذٍ* و السَّیِّئاتِ* و امْرَأَتَكَ* لوقف علیها كاف فإن وقف علیها ففی الأول و الثانی و الرابع لحمزة التسهیل مع المد و القصر فی الأول، و فی الثالث الإبدال یاء، و حكی فی الأول إبدال الهمزة واوا علی صورة اتباع الرسم مع المد و القصر، و هو ضعیف لا أصل له فی العربیة و لا فی القراءة، و حكی فی یومئذ إبدال الهمزة یاء و هو ضعیف.
68- بِبَعِیدٍ* تام و فاصلة، و منتهی الحزب الثالث و العشرین بإجماع.

الممال‌

(أ تنهانا) و آتانِی* لهم و دیارهم لهما و دوری جاء كله ما اتصل به ضمیرا و لحقته تاء التأنیث أو تجرد عن ذلك لابن ذكوان و حمزة بالبشری لهم و بصری رأی تقدم یا وَیْلَتی* لهم و دوری ضاقَ* «1» لحمزة.

المدغم‌

وَ لَقَدْ جاءَتْ و قَدْ جاءَ* «2» لبصری و هشام و الأخوین.
خِزْیِ یَوْمِئِذٍ أَمْرُ رَبِّكَ* أَطْهَرُ لَكُمْ لَتَعْلَمُ ما قالَ لَوْ* رُسُلُ رَبِّكَ، و لا إدغام فی رَجُلٌ رَشِیدٌ للتنوین.
69- إِلهٍ غَیْرُهُ* قرأ علی بكسر الراء و الهاء، و الباقون بالضم.
70- إِنِّی أَراكُمْ قرأ نافع و البزی و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
71- إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
72- بَقِیَّتُ اللَّهِ رسمت بالتاء فوقف علیها بالهاء المكی و النحویان،
______________________________
(1) من الملاحظ هنا أن ضاقَ* بالإمالة لحمزة فقط.
(2) وَ لَقَدْ جاءَتْ، و قَدْ جاءَ*، بالإدغام لأبی عمرو و هشام و حمزة و الكسائی.
و من الإدغام الكبیر غَیْرُهُ هُوَ و خِزْیِ یَوْمِئِذٍ أَمْرُ رَبِّكَ*، أَطْهَرُ لَكُمْ، قالَ لَوْ* و هو للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 314
و الباقون بالتاء.
73- أ صلواتك قرأ حفص و الأخوان بحذف الواو علی التوحید، و الباقون بإثباتها علی الجمع و تفخیم لامه و لام الإصلاح و ظلمونا و ظلموا لورش جلی.
74- نشاء إنك قرأ الحرمیان و بصری بإبدال الثانیة واوا، و عنهم أیضا تسهیلها بین بین، و الباقون بالتحقیق، و مراتبهم فی المد لا تخفی، و رسم نشاء هنا بالواو، فلو وقف علیه و هو كاف ففیه لحمزة و هشام اثنا عشر وجها: ثلاثة مع البدل ألفا، و اثنان مع بین بین، و سبعة مع إبدال الهمزة واوا، ثلاثة مع الإسكان، و ثلاثة مع الإشمام، و واحدة مع الروم، و تقدم نظیره بالأنعام.
75- أَ رَأَیْتُمْ* قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة، و عن ورش أیضا إبدالها ألفا فیمدها طویلا، و علیّ بإسقاطها، و الباقون بتحقیقها.
76- تَوْفِیقِی إِلَّا قرأ نافع و بصری و شامی بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
77- شِقاقِی أَنْ قرأ الحرمیان و بصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
78- أَ رَهْطِی أَعَزُّ قرأ ابن ذكوان و الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان «1».

تنبیه:

كل من ذكرت له فی هذه الیاء حكما فهو متفق علیه عنه إلا هشاما فلم یتفق عنه علی الإسكان بل له الفتح أیضا و به قطع أكثر القراء و اقتصروا علیه فی تآلیفهم و المأخوذ به عند من یقرأ بما فی التیسیر و الشاطبیة
______________________________
(1) قرأ نافع و ابن كثیر، و ابن ذكوان، و أبو عمرو البصری بفتح الیاء هكذا أَ رَهْطِی أَعَزُّ، و قرأ الباقون بإسكانها هكذا أَ رَهْطِی أَعَزُّ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 315
الإسكان فقط مع أن الدانی «1» رحمه اللّه خرج فیه عن طریق التیسیر، و تبعه الشاطبی و الأولی القراءة بالوجهین، لأن الوجهین صحیحان، و الفتح أكثر و أشهر، و به قرأ الدانی علی شیخه أبی الفتح و هو طریقه فی روایة هشام، و اللّه أعلم.
79- مَكانَتِكُمْ* قرأ شعبة بألف بعد النون و الباقون بحذفها.
80- جاءَ أَمْرُنا* جلی، و هی كذلك.
81- نُؤَخِّرُهُ قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا، و الباقون بالهمزة.
82- یَوْمَ یَأْتِ قرأ نافع و البصری، و علیّ بإثبات یاء بعد التاء وصلا لا وقفا، و المكی بإثباتها فی الحالین، و الباقون بحذفها فی الحالین.
83- لا تَكَلَّمُ* قرأ البزی بتشدید التاء فی الوصل، و الباقون بالتخفیف.
84- یُرِیدُ* كاف، و قیل تام، فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند جمهور أهل المشرق و عند جمهور أهل المغرب معدودة قبله، و عند قوم مجذوذ بعده، و عند آخرین منقوص.

الممال‌

أَراكُمْ* و لَنَراكَ* و مُوسی* و الْقُری* معا لهم و بصری أَنْهاكُمْ لهم جاءَ* معا و زادُوهُمْ* و شاءَ* لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی الثانی دِیارِهِمْ* و النَّارَ* لهما، و دوری خاف لحمزة.

المدغم‌

وَ اتَّخَذْتُمُوهُ لنافع و بصری و شامی و شعبة و الأخوین بعدت ثمود لبصری و شامی و الأخوین.
الْمَرْفُودُ ذلِكَ أَمْرُ رَبِّكَ* الْآخِرَةِ ذلِكَ* النَّارِ لَهُمْ*، و لا
______________________________
(1) هو أبو عمرو عثمان عمرو بن سعید الدانی صاحب مؤلفات كثیرة فی القراءات و منها مختصر فی مذاهب القراء السبعة بالأمصار و هو من تحقیقنا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 316
إدغام فی فَعَّالٌ لِما* لتنوینه.
85- سُعِدُوا قرأ حفص و الأخوان بضم السین، و الباقون بفتحها.
86- وَ إِنَّ كُلًّا قرأ الحرمیان و شعبة بإسكان النون مخففة، و الباقون بفتحها مشددة.
87- لما قرأ الشامی و عاصم و حمزة بتشدید المیم، و الباقون بتخفیفها، و تحصل من جمع حكم و (إن لما) أربع قراءات: تخفیفهما للحرمیین، و تشدیدهما لشامی و حفص و حمزة، و تخفیف إن و تشدید لما لشعبة و عكسه لبصری و علیّ «1».
88- فُؤادَكَ* بالهمزة، و لا إبدال فیه لورش من طریق الأزرق، و هی طریقنا لأن الهمز فیه عین، و هو فیه علی أصله من المد و التوسط و القصر، و إبدال همزه واوا لحمزة إن وقف جلی، و الوقف علیه كاف.
89- مَكانَتِكُمْ* قرأ شعبة بألف بعد النون، و الباقون بحذفها.
90- یُرْجَعُ الْأَمْرُ قرأ نافع و حفص بضم الیاء و فتح الجیم، و الباقون بفتح الیاء و كسر الجیم.
91- عَمَّا تَعْمَلُونَ* قرأ نافع و الشامی و حفص بالتاء الفوقیة علی الخطاب، و الباقون بالیاء التحتیة علی الغیب «2».

یاءات الإضافة فی سورة هود

و فیها من یاءات الإضافة ثمانی عشرة: فَإِنِّی أَخافُ عَنِّی إِنَّهُ إِنِّی أَخافُ* معا أَجْرِیَ إِلَّا* معا وَ لكِنِّی أَراكُمْ* إِنِّی إِذاً* نُصْحِی إِنْ إِنِّی أَعِظُكَ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ فَطَرَنِی أَ فَلا إِنِّی أُشْهِدُ ضَیْفِی*
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و خفّف و إن كلّا إلی صفوه دلا* و فیها و فی یاسین و الطارق العلی یشدّد لمّا كامل نصّ فاعتلا
(2) قال الشاطبی: و خاطب عمّا یعملون هنا* و آخر النمل علما عمّ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 317
أَ لَیْسَ* إِنِّی أَراكُمْ تَوْفِیقِی إِلَّا شِقاقِی أَنْ أَ رَهْطِی أَعَزُّ «1».

یاءات الزوائد فی سورة هود

و من الزوائد ثلاث تَسْئَلْنِ* و تُخْزُونِ* و یَوْمَ یَأْتِ.
و مدغمها سبعة و عشرون، و من الصغیر ثمان.
______________________________
(1) و من الملاحظ هنا فی یاءات الإضافة فی سورة هود هی تصل إلی ثمانی عشرة یاء، و هی عند القراء بین الفتح و الإسكان، و لكن حفصا عن عاصم فی إِنْ أَجْرِیَ إِلَّا* یفتحها فی كل القرآن، و الباقون لا یفتحون منها شیئا و اللّه أعلی و أعلم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 318

سورة یوسف علیه الصلاة و السلام‌

اشارة

مكیة اتفاقا، و آیها مائة و إحدی عشرة بلا خلاف، جلالاتها أربع و أربعون، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- قُرْآناً* و الْقُرْآنَ* نقل المكی لا یخفی، و ألف الأول محذوفة علی المشهور كالذی بأول الزخرف.
2- یا أَبَتِ* «1» قرأ الشامی بفتح التاء و الباقون بكسرها، و أما الوقف فوقف المكی و الشامی بالهاء، و الباقون بالتاء، و هو الرسم.
3- یا بُنَیَّ* قرأ حفص بفتح الیاء، و الباقون بالكسر.
4- رُؤْیاكَ قرأ السوسی بإبدال الهمزة واوا، و الباقون بالهمز، و حمزة إن وقف كالسوسی، و له وجه آخر و هو قلب الواو و إدغامها فی الیاء.
5- آیاتٌ لِلسَّائِلِینَ قرأ المكی بحذف الألف بعد الیاء علی التوحید، و الباقون بالألف علی الجمع، و وقف المكی بالهاء، و الباقون بالتاء، و هكذا الحكم فیما ماثله فمن قرأ بالجمع وقف بالتاء كسائر الجموع، و من قرأ بالإفراد فمن كان مذهبه الوقف بالهاء، و هم المكی و النحویان وقف بالهاء، و من كان مذهبه الوقف بالتاء، و هم الباقون وقف بالتاء.
6- مُبِینٍ اقْتُلُوا قرأ البصری و ابن ذكوان و عاصم و حمزة بكسر التنوین وصلا، و الباقون بالضم، فإن وقف علی مبین فالجمیع یبتدءون بضم همزة الوصل.
7- غیابات معا قرأ نافع بألف بعد الباء الموحدة علی الجمع، و الباقون بحذفها علی التوحید، و حكم وقفه جلی.
8- لا تَأْمَنَّا اضطربت فی هذه اللفظة أقوال العلماء فمنهم من
______________________________
(1) یا أَبَتِ* قرأ ابن عامر بفتح التاء، و الباقون بكسرها، قال الشاطبی:
و یا أبت افتح حیث جا لابن عامر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 319
یجعل فیها وجهین، و منهم من یجعل ثلاثة، و الوجهان هما الإدغام مع الإشمام أو الإخفاء، و الثالث هو الإدغام المحض من غیر إشمام، و لا روم، و منهم من یجعل الإشمام بعد الإدغام، و منهم من یجعله مع أوله، و منهم من یخیر فی ذلك، و منهم من یقول إن الإخفاء لا بد معه من الإدغام، و منهم من یقول لا إدغام معه، و منهم من ظاهر عبارته ذلك، و هذا الاضطراب یوجب للقاصر الحیرة و التوقف، و للماهر التثبت و التعرف، و الحق أن فیها للقراء السبعة وجهین:
الأول: الإدغام مع الإشمام فیشیر إلی ضم النون المدغمة بعد الإدغام للفرق بین إدغام ما كان متحركا، و ما كان ساكنا لأن تأمنا مركبة من فعل مضارع مرفوع و ضمیر المفعول المنصوب، و أجمعت المصاحف علی كتبه علی خلاف الأصل بنون واحدة كما یكتب ما آخره نون ساكنة و اتصل به الضمیر نحو كنا و عنا و منا، و هذا الإشمام كالإشمام فی الوقف علی المرفوع، و هو أن تضم شفتیك من غیر إسماع صوت كهیئتهما عند التقبیل لأن المسكن للإدغام كالمسكن للوقف بجامع أن سكون كل منهما عارض، الثانی: الإخفاء و هو أن تضعف الصوت بحركة النون الأولی بحیث أنك لا تأتی إلا ببعضها و تدغمها فی الثانیة إدغاما غیر تام لأن التام یمتنع مع الروم، لأن الحرف لم یسكن سكونا تاما فیكون أمرا متوسطا بین الإظهار و الإدغام، و لا یحكم هذا إلا بالأخذ من أفواه المشایخ البارعین العارفین الآخذین عن أمثالهم، و اللّه الموفق.
و أما الوجه الثالث: فلم یرو عن أحد من الأئمة السبعة إلا من طرق ضعیفة نعم هی قراءة أبی جعفر.
9- یَرْتَعْ وَ یَلْعَبْ قرأ المكی و البصری و الشامی بالنون فیهما، و الباقون بالیاء فیهما، و قرأ الحرمیان بكسر عین یرتع، و الباقون بسكون العین.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 320

تنبیه:

ذكره الخلاف لقنبل فی إثبات الیاء بعد عین نرتع فی الحالین حیث قال: و فی نرتع خلف زكا هو مما خرج فیه عن طریقه، و لذا لم نذكره، و بیان ذلك أن إثبات الیاء طریق ابن شنبوذ، و لیس من طرقه، و إنما طریقه ابن مجاهد كما تقدم، و لم یرو ابن مجاهد كما تقدم، و لم یرو ابن مجاهد إلا الحذف و هی أیضا روایة العباس بن الفضل و عبد اللّه بن أحمد البلخی و أحمد بن محمد الیقطینی و إبراهیم بن عبد الرزاق و ابن ثوبان و غیرهم.
فإن قلت: ذكره فی التیسیر و هو أصله. قلت: ذكره علی وجه الحكایة لا علی وجه الروایة، و یدلك علی ذلك أنه لم یذكره فی باب الزوائد، و إنما ذكره فی آخر السورة بلفظ و روی أبو ربیعة و ابن الصباح عن قنبل نرتع بإثبات الیاء، و روی غیرهما حذفها عنه فی الحالین، و إن كان منه رحمه اللّه علی وجه الروایة فهو أیضا خارج.
10- لَیَحْزُنُنِی أَنْ قرأ نافع بضم الیاء الأولی، و كسر الزای، و الباقون بفتح الیاء و ضم الزای، و قرأ الحرمیان بفتح الیاء الأخیرة، و الباقون بإسكانها.
11- الذِّئْبُ* كله قرأ ورش و السوسی و علیّ بإبدال همزته یاء، و الباقون بالهمزة، و لم یبدل ورش ما هو عین إلا هذا و بیس و بیر و نظمته فقلت:
و الهمز إن كان عینا لیس یبدله‌ورش سوی بیس مع بیر كذا الذیب 12- لا یَشْعُرُونَ* كاف، و فاصله بلا خلاف، و منتهی النصف علی ما اقتصر علیه فی اللطائف و علیه عملنا بالمغرب الأدنی، و قیل صالحین قبله، و علیه عمل أهل المغرب الأقصی كلهم، و قیل حكیم قبله، و زعم فی المسعف أنه بلا خلاف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 321

الممال‌

شاءَ* معا و جاءَ* جلی مُوسَی الْكِتابَ* لدی الوقف علی موسی و (ذكری)* معا و القری لهم و بصری النهار و رؤیاك لهما و دوری النَّاسِ* الر* «1» تقدم.

المدغم‌

فَاخْتُلِفَ فِیهِ* الصَّلاةَ طَرَفَیِ السَّیِّئاتِ ذلِكَ جَهَنَّمَ مِنَ* تَعْقِلُونَ نَحْنُ، نَحْنُ نَقُصُّ* وَ الْقَمَرَ رَأَیْتُهُمْ لَكَ كَیْداً یَخْلُ لَكُمْ علی أحد الوجهین فی إدغام المحذوف الآخر للجازم، و لا إدغام فی إن الشیطان للإنسان لسكون ما قبل النون.
13- وَ جاؤُ أَباهُمْ إن وقف ورش علی جاءوا فثلاثته لا تخفی، و إن وصلها بأباهم فلیس له إلا المد لتزاحم المنفصل، و ما تقدم فیه الهمز علی حرف المد و المنفصل أقوی فیقدم.
14- یا بُشْری قرأ الكوفیون بغیر یاء إضافة، و الباقون بیاء مفتوحة وصلا بعد الألف، و قرأ الأخوان بإمالة الألف كبری علی أصلهما، و ورش بالتقلیل علی أصله، و اختلف عن البصری فذهب الجمهور إلی الفتح.
قال المحقق رحمه اللّه: و به قطع فی الكافی و الهدایة و الهادی و التجرید، و غالب كتب المغاربة و المصریین، و هو الذی لم ینقل العراقیون قاطبة سواه انتهی.
و قال الدانی: و بذلك یأخذ عامة أهل الأداء فی مذهب أبی عمرو، و هو قول ابن مجاهد، و به قرأت، و به ورد النص عنه من طریق السوسی عن الیزیدی و غیره انتهی.
فهذا كما تراه بلغ الغایة فی القوة من جهة النقل و إن كان لا یقتضیه
______________________________
(1) الر* قرأ أبو عمرو، و ابن عامر، و شعبة، و حمزة، و الكسائی بإمالة الراء، و ورش بتقلیلها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 322
أصله و قال بعضهم كأبی مهران و الهذلی إمالته كبری و هو و إن لم یكن فی القوة من جهة النقل كالأول فهو الذی یقتضیه أصله، و قال ابن جبیر و غیره إمالته بین بین و هو أضعفها إذ لم یبلغ قوة الأولین من جهة النقل و لا یقتضیه قیاس لو لا أنّ الشاطبی ذكر الثلاثة و قرأنا بها، لاقتصرت علی الأول، و الباقون بالفتح فصار قالون و المكی و الشامی بالفتح و إثبات الیاء، و ورش بالتقلیل و الإثبات و البصری بالفتح و الإمالة و التقلیل و الإثبات، و عاصم بالفتح و حذف الیاء، و الأخوان بالإمالة و الحذف.
15- مِصْرَ* تفخیم رائه جلی.
16- هَیْتَ لَكَ قرأ نافع و الشامی بكسر الهاء و الباقون بالفتح، و قرأ هشام بهمزة ساكنة بعد الهاء، و الباقون بالیاء، و قرأ المكی بضم التاء، و الباقون بالفتح ففیها أربع قراءات: نافع و ابن ذكوان بكسر الهاء و بالیاء المدیة و فتح التاء، و المكی بفتح الهاء و بالیاء الساكنة و ضم التاء، و البصری و الكوفیون بفتح الهاء و بالیاء الساكنة و فتح التاء، و هشام بكسر الهاء و بالهمزة الساكنة و فتح التاء، و زاد رحمه اللّه تعالی له الضم حیث قال:
و ضمّ التّاء لوی خلفه دلا فخرج فی ذلك عن طریقه، و لذا لم نتبعه فیه و بیان ذلك أن طریقه أحمد الحلوانی كما تقدم و المروی عنه من جمیع طرقه فتح التاء.
قال المحقق: و هو الذی قطع به الدانی فی التیسیر و المفردات، و لم یذكر مكی و لا المهدوی و لا ابن سفیان، و لا ابن شریح، و لا صاحب العنوان، و لا كل من ألف فی القراءات من المغاربة عن هشام سواه و أجمع العراقیون أیضا علیه عن هشام من طریق الحلوانی، و لم یذكروا سواه نعم الضم روایة إبراهیم بن عباد عن هشام، و روایة الداجونی عن أصحابه عن هشام انتهی ببعض تصرف و الحامل له و اللّه أعلم، علی ذلك ما ذكره الدانی تبعا لأبی علی الفارسی فی الحجة یشبه أن یكون الهمز و فتح التاء و هما من الراوی، لأن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 323
الخطاب من المرأة لیوسف، و لم یتهیأ لها بدلیل قوله: و راودته، و تبعه علی ذلك خلق كثیر.
قال أبو محمد مكی فی كتابه الكشف: و قرأ هشام بالهمز و فتح التاء، و هو و هم عند النحویین لأن فتح التاء للخطاب لیوسف علیه السلام، فیجب أن یكون اللفظ و قالت هئت لی أی تهیأت لی یا یوسف، و لم یقرأ بذلك أحد، و أیضا فإن المعنی علی خلافه فإنه نفر منها، و تباعد عنها، و هی تراوده و تطلبه و تقدّ قمیصه فكیف تخبره عن نفسه أنه تهیأ لها هذا ضد حاله.
و قد قال یوسف علیه السلام: ذلك لیعلم أنی لم أخنه بالغیب، و هو الصادق فی ذلك فلو كان تهیأ لها لم یقل هذا و لا ادعاه انتهی.
و ذكر مثله فی تفسیر مشكل الإعراب. قلت: و ما نسبه للحلوانی من الوهم هم أحق به لأنه إمام ثقة ضابط من كبار الحذاق المجوّدین كما وصفه بذلك أهل الطبقات خصوصا فیما رواه عن هشام و قالون علی أنه لم ینفرد به بل رواه الولید بن مسلم عن الشامی و یحتمل من التأویل وجوها منها ما ذكره أبو عبد اللّه محمد الفاسی و نقله المحقق و ارتضاه أن المعنی تهیأ لی أمرك، لأنها ما كانت تقدر علی الخلوة به فی كل وقت، أو حسنت هیئتك و لك علی الوجهین بیان أی لك أقول انتهی.
و قوله حسنت هو فعل ماض قاصر مضموم العین و التاء ساكنة للتأنیث، و هیئتك فاعل أی تهیأت للمراودة بما جعل اللّه فیك من الجمال الفائق و الحسن الرائق و العفة الكاملة و الإعراض الكلی عن كل ما سوی اللّه تعالی، و ذلك من أعظم أسباب المراودة، و تكون الآیة أعظم الثناء علی یوسف علیه السلام، و لا یصح أن یكون بتثقیل السین و التاء فاعله، و هیئتك مفعول، لأن اللازم یصیر متعدّیا بالتثقیل لأنه یصیر معناه حسنت هیئتك بما هو داخل تحت كسبك عادة كلبس الثیاب الجمیلة و مس الطیبة، و إزالة ما یستنكر و ینفر عادة، و هذا كلام یلام فاعله إن علم أنه یترتب علیه ما لا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 324
یجوز، و أحری أن قصد ذلك و الأنبیاء علیهم السلام عصموا مما هو أدنی من هذا، و قوله: و لك علی الوجهین بیان أی كقول العرب سقیا لزید فاللام متعلقة بمحذوف استؤنف للتبیین أی إرادتی لك و كأنها لشدة شغفها به و محبتها له خشیت أن یتوهم أن الخطاب لغیره، و یحتمل كما قال أبو البقاء:
أنها لغة فی الكلمة التی هی اسم فعل بمعنی هلم و أقبل و لیست هی فعلا و لا التاء فیها ضمیر تكلم و لا خطاب و قد جزم المحقق و غیره بثبوت هذه اللغة و هو ظاهر كلام القاموس، حیث قال: و هیت لك مثلت الآخر، و قد یكسر أوله أی هلم فترجع قراءته فی المعنی إلی قراءة غیره، و یحتمل أن هیت بمعنی تهیأت و هو بمعناه الحقیقی من غیر توسع، و هی كاذبة فی قولها قصدت إغواءه و خداعه و الكذب علیها جائز، و قد قصدت ما هو أعظم منه و غلّقت لأجله سبعة أبواب، و العشاق یقولون أكثر من ذلك و حكایاتهم كما فی رسالة القشیری و الإحیاء و غیرهما تدل علی ذلك مع أنها إذ ذاك مشركة، و لا یلحق یوسف علیه السلام بقولها هذا عیب و لا نقص بل یدل علی تنزیهه عن كل مذموم، و لا یعكر علینا أن اللّه عزّ و جلّ ذكر ذلك فكیف یخبر بما هو كذب فإن اللّه عزّ و جلّ أخبر بمقالات الكفار فی أنبیائهم و قولهم محض كذب و زور، لأن المراد الإخبار بالقول الصادر من المتكلم بقطع النظر عن كونه صادقا فیه أو كاذبا و هذا الأخیر و إن لم أره فی كلام أحد فهو أقربها عندی لبعده عن التكلف و اللّه تعالی أعلم.
17- رَبِّی أَحْسَنَ قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
18- رَأی* معا ما فیه لورش من المد و التوسط و القصر لا یخفی، و حكم إمالته سیأتی قریبا إن شاء اللّه تعالی.
19- وَ الْفَحْشاءَ إِنَّهُ تسهیل الهمزة الثانیة للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین لا یخفی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 325
20- المخلصین قرأ نافع و الكوفیون بفتح اللام، و الباقون بالكسر.
21- الْخاطِئِینَ ما لورش فیه لا یخفی و تقدم و فیه لحمزة إن وقف وجهان تسهیل الهمزة بین بین و الثانی حذفها، و ما ذكر فیه غیر هذا ضعیف.
22- وَ قالَتِ اخْرُجْ قرأ البصری و عاصم و حمزة وصلا بكسر التاء الفوقیة، و الباقون بالضم.
23- حاش اللّه قرأ البصری بألف بعد الشین، و الباقون بحذفها، و اتفقوا علی الحذف وقفا اتباعا للمصحف.
24- حین تام و فاصله بلا خلاف، و منتهی الربع علی ما اقتصر علیه فی اللطائف و علیه عملنا و عند بعض الصاغرین، و عند بعض مبین، و قیل الخاطئین قبله.

الممال‌

جاؤُ* معا وَ جاءَتْ* جلی فَأَدْلی و مَثْواهُ و فَتاها لهم یا بُشْری تقدم اشْتَراهُ* و نراها لهم و بصری النَّاسِ* لدوری مَثْوایَ لورش و دوری علیّ و ورش فیه علی أصله من الفتح و التقلیل و لا التفات لما قاله بعضهم من أن ورشا لیس له فیه إلا الفتح متعلقا بظاهر عبارة التیسیر فقد ذكر الدانی فی باقی كتبه له التقلیل أیضا و هو الصواب و علیه المحققون و اللّه أعلم.
رأی معا أمال الراء و الهمزة ابن ذكوان و شعبة و الأخوان و قللها ورش، و أمال البصری الهمزة فقط، و الباقون بالفتح ولدی الوقف علیه لا إمالة فیه و لا خلاف فی رسمه هنا بالألف.

المدغم‌

بَلْ سَوَّلَتْ* لهشام و الأخوین وَ جاءَتْ سَیَّارَةٌ لبصری و الأخوین قَدْ شَغَفَها لبصری و هشام و الأخوین.
دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ لِیُوسُفَ فِی الْأَرْضِ* لَكَ قالَ* وَ شَهِدَ*
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 326
شهاد* إِنَّكِ كُنْتِ* قالَ رَبِّ* إِنَّهُ هُوَ*، و لا إخفاء فی هَمَّ بِها* لتثقیل المیم.
25- إِنِّی أَرانِی* معا قرأ نافع و البصری بفتح یاء إنی، و الباقون بالإسكان، و قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء أرانی معا، و الباقون بالإسكان.
26- نَبِّئْنا لم تبدل همزته لأحد إلا لحمزة إن وقف.
27- رَأْسِی* أبدل همزة السوسی، و الباقون بالهمز و كذا رَأْسِهِ* و (نبأكما) و (رؤیای) و (للرؤیا) و تُرْزَقانِهِ المأخوذ به عند جمیع المغاربة الصلة لقالون، و روی بعضهم له فیه الاختلاس، و لم تقرأ به من طریق الشاطبیة و التیسیر.
28- رَبِّی إِنِّی قرأ نافع و البصری بفتح یاء ربی، و الباقون بالإسكان.
29- آبائِی إِبْراهِیمَ قرأ الكوفیون بإسكان الیاء، و الباقون بفتحها فلو وقف علی آبائی فورش علی أصله من المد و التوسط و القصر لأن الأصل فی حرف المد الإسكان و الفتح فیه عارض من أجل الهمزة فأجرینا الكلمة علی الأصل، و لم نعتد فیها بالعارض، و مثله دُعائِی إِلَّا بنوح حالة الوقف.
قال المحقق: و هذا مما لا أجد فیه نصّا لأحد بل قلته قیاسا، و العلم فی ذلك عند اللّه، و كذا أخذته أداء عن الشیوخ فی دعائی فی إبراهیم، و ینبغی أن لا یعمل بخلافه انتهی.
30- أَ أَرْبابٌ لا یخفی.
31- إِنِّی أَری* قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی، و الباقون بالإسكان.
32- الْمَلَأُ أَفْتُونِی* لا یخفی.
33- أَنَا أُنَبِّئُكُمْ قرأ نافع بإثبات أنا وصلا و وقفا و الباقون بحذفه
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 327
وصلا لا وقفا.
34- لَعَلِّی أَرْجِعُ سكنها الكوفیون، و الباقون بالفتح.
35- دَأَباً قرأ حفص بفتح الهمزة، و الباقون بالإسكان و السوسی علی أصله فی إبدال الهمز الساكن و إبدال حمزة له لدی الوقف جلی، و هو كاف، و قیل لا یوقف علیه.
36- یَعْصِرُونَ قرأ الأخوان بتاء الخطاب و الباقون بیاء الغیبة.
37- فاسأله قرأ المكی و علیّ بفتح السین و حذف الهمزة بعده، و الباقون بإسكان السین و همزة مفتوحة بعد السین.
38- حاشَ لِلَّهِ* تقدم قریبا.
39- الْخائِنِینَ* تام و قیل كاف، فاصلة و منتهی الحزب الرابع و العشرین باتفاق.

الممال‌

أَرِنِی* معا و نراك* و (و نری)* و (أری)* لهم و بصری النَّاسِ* كله لدوری فَأَنْساهُ لهم (رؤیای) و (للرؤیا) لهما و (علی) جاءَهُ* لا یخفی و نَجا و أَوَی* فلا إمالة فیه.

المدغم‌

قالَ لا یَأْتِیكُما وَ قالَ لِلَّذِی ذِكْرَ رَبِّهِ* مِنْ بَعْدِ ذلِكَ* معا.
40- نَفْسِی إِنَّ* قرأ نافع و البصری بفتح الیاء و الباقون بالإسكان.
41- بِالسُّوءِ إِلَّا قرأ البصری بإسقاط الهمزة الأولی مع القصر و المد، و قالون و البزی بإبدالها واوا مع إدغامها فی الواو الساكنة التی قبلها فیصیر النطق بواو واحدة مشدّدة مكسورة بعدها همزة محققة و هی همزة إلا و عنهما أیضا تسهیلها بین بین مع المد و القصر علی أصلهما من تسهیل الأولی من المكسورتین و ورش و قنبل بتسهیل الثانیة و عنهما أیضا إبدالها
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 328
حرف مد مع المد الطویل، و الباقون بتحقیقهما، و أصولهم فی المد ظاهرة.
42- رَبِّی إِنَّ* (كنفسی إن).
43- الْمَلِكُ ائْتُونِی* لا یخفی.
44- حَیْثُ یَشاءُ قرأ المكی بالنون، و الباقون بالیاء التحتیة.
45- وَ جاءَ إِخْوَةُ جلی.
46- إنی أوف قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، و ثلاثة أوف لورش جلیة.
47- و قال لفتیته قرأ حفص و الأخوان لفتیانه بألف بعد الیاء و نون مكسورة بعدها و الباقون بتاء مكسورة بعد الیاء من غیر ألف.
48- نَكْتَلْ قرأ الأخوان بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون.
49- خَیْرٌ حافِظاً قرأ حفص و الأخوان بألف بعد الحاء و كسر الفاء، و الباقون بكسر الحاء و إسكان الفاء من غیر ألف.
50- إِلَیْهِمْ* ظاهر.
51- حَتَّی تُؤْتُونِ قرأ المكی و البصری بإثبات یاء بعد النون إلا أن المكی یثبتها مطلقا، و البصری فی الوصل فقط، و الباقون بحذفها مطلقا.
52- إِنِّی أَنَا أَخُوكَ قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی، و الباقون بالإسكان، و قرأ نافع بإثبات ألف أنا وصلا، و الباقون بحذفها، و أجمعوا علی إثباتها وقفا.
53- مُؤَذِّنٌ* قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا، و الباقون بالتحقیق.
54- جِئْنا* إبدال همزه لسوسی و تحقیقه لغیره لا یخفی.
55- وِعاءِ أَخِیهِ* لا یخفی.
56- دَرَجاتٍ مَنْ* قرأ الكوفیون بتنوین درجات و الباقون بغیر تنوین.
57- عَلِیمٌ* كاف، و قیل تام، فاصلة، و منتهی الربع بإجماع، و كان بعض العلماء یستحسنون الإشارة فی الوقف علی مثل هذا لبیان
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 329
الحركة إذ من اعتاد الوقف علیه بالسكون لا یعرف كیف یقرأ حال الوصل هل هو بالرفع أو بالجر إلا من له ملكة بالعربیة.

الممال‌

و جاء* لا یخفی قَضاها و (آوی)* النَّاسِ* لدوری.

المدغم‌

لِیُوسُفَ فِی* نُصِیبُ بِرَحْمَتِنا یُوسُفَ فَدَخَلُوا كَیْلَ لَكُمْ (و قال لفتیته) ذلِكَ كَیْلٌ قالَ لَنْ* نَفْقِدُ صُواعَ كَذلِكَ كِدْنا، و لا إدغام فی وَ فَوْقَ كُلِ لسكون ما قبل القاف.
58- اسْتَیْأَسُوا قرأ البزی بخلف عنه بقلب الهمزة إلی موضع الیاء و تأخیر الیاء إلی موضع الهمزة ثم تبدل الهمزة ألفا فیصیر اللفظ بألف بعد التاء الفوقیة، و بعد الألف یاء تحتیة مفتوحة، و الطریق الآخر له بیاء ساكنة بعد التاء الفوقیة و بعد التحتیة همزة مفتوحة و هو قراءة الباقین، و لورش فیه التوسط و الطویل كشی‌ء.
59- لِی أَبِی أَوْ قرأ نافع و البصری بفتح یاء لی، و الباقون بالإسكان، و قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء أبی، و الباقون بالإسكان.
60- و اسأل قرأ المكی و علی بفتح السین و لا همزة بعدها، و الباقون بإسكان السین و همزة مفتوحة بعدها.
61- وَ حُزْنِی إِلَی قرأ نافع و بصری و شامی بفتح یاء حزنی، و الباقون بالإسكان.
62- وَ لا تَیْأَسُوا و لا یَیْأَسُ فیهما ما فی استیأسوا قبله.
63- إِنَّكَ* قرأ المكی بهمزة واحدة مكسورة علی الخبر، و الباقون بهمزتین الأولی مفتوحة، و الثانیة مكسورة علی الاستفهام، و قرأ نافع و البصری بتسهیل الثانیة، و الباقون بتحقیقها، و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام بخلف عنه، و الباقون بلا إدخال.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 330
64- یَتَّقِ* قرأ قنبل بإثبات یاء بعد القاف وصلا و وقفا، و الباقون بحذفها كذلك.
65- لَخاطِئِینَ* ما فیه لورش و حمزة إن وقف لا یخفی فإن قرأته مع آثرك فإن وصلته بما بعده و وقفت علی علیكم أو علی الیوم، و كلاهما تام أو كاف فهو جلیّ یأتی فیه ما قرأت به فی آثرك القصر مع القصر، و التوسط مع التوسط، و الطویل مع الطویل، و إن وقفت علیه و هو كاف، و فاصلة فیأتی علی القصر فی آثرك الثلاثة فیه، و علی التوسط فی آثرك التوسط و الطویل فیه، و علی الطویل الطویل فقط.
66- وَ هُوَ* جلی.
67- و ائتونی إبداله لورش و سوسی كذلك.
68- إِنِّی أَعْلَمُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
69- رَبِّی إِنَّهُ* قرأ نافع و بصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
70- مضر راؤه مفخم للجمیع للفصل بحرف الاستعلاء.
71- یا أَبَتِ* قرأ الشامی بفتح التاء، و الباقون بالكسر و وقفه لا یخفی.
72- بِی إِذْ* قرأ نافع و بصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
73- إِخْوَتِی إِنَ قرأ ورش بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
74- یَشاءُ إِنَّهُ* لا یخفی.
75- الْحَكِیمُ* تام، و قیل كاف، فاصلة، و منتهی نصف الحزب بإجماع.

الممال‌

نَراكَ* لهم و بصری عَسَی اللَّهُ* إن وقف علیه وَ تَوَلَّی* و مُزْجاةٍ و أَلْقاهُ و آوی لهم یا أَسَفی لهم و دوری علی أحد الوجهین له، و الوجه الثانی الفتح و كلاهما ثابت صحیح إلا أن الفتح أصح
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 331
لأنه مذهب الجمهور من أهل الأداء، و به قرأ الدانی علی أبی الحسن و اقتصر علیه غیر واحد كابن سوار، و أبی العز و سبط الخیاط «1» و ابن فارس و الهزلی، و لم یقرأ أبو محمد مكی مع وسع روایته بسواء، و هو المأخوذ به من التیسیر، لأنه لم یذكره فی الألفاظ المقللة للدوری فیؤخذ منه أنه بالفتح، و كان حق الشاطبی رحمه اللّه أن یذكره لأنه التزم نظم التیسیر، و یكون التقلیل الذی ذكره من الزیادات، و لعل الحامل له علی اختیار التقلیل ما فیه من موافقة یا وَیْلَتی* و یا حَسْرَتی إذ وصلها كلها الإضافة إلی یاء المتكلم فأصل یا أسفی بفتح الفاء یا أسفی بكسر الفاء فاستثقلت الكلمة علی هذه الصورة فقلبت كسرة الفاء فتحة، لأن الفتح أخف من الكسر فانقلبت الیاء ألفا و رسمت بالیاء تنبها علی الأصل، و أمیلت لذلك و جواب الكثیر أن الألف لیست منقلبة عن الیاء كیا ویلتی، و یا حَسْرَتی، بل هی ألف الندبة و التفجع و الأصل (یا أسفاه) و ألف الندبة لا حظ لها فی شی‌ء من الإمالة جاء معا و شاءَ* جلی (رؤیای) لهما و علیّ.

المدغم‌

فَقَدْ سَرَقَ لبصری و هشام و الأخوین بَلْ سَوَّلَتْ* لهشام و الأخوین اسْتَغْفِرْ لَنا* لبصری بخلف عن الدوری قد جعلها لبصری و هشام و الأخوین.
یُوسُفُ فِی نَفْسِهِ أَعْلَمُ بِما* یُوسُفَ فَلَنْ یَأْذَنَ لِی إِنَّهُ هُوَ* الثلاثة و أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ* قالَ لا تَثْرِیبَ أَعْلَمُ مَنْ* أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ (تأویل رؤیای) «2».
______________________________
(1) سبط الخیاط هو أبو محمد عبد اللّه بن علی بن أحمد بن عبد اللّه سبط الخیاط البغدادی صاحب المبهج فی القراءات السبع المتممة بثلاث قراءات.
(2) یُوسُفُ فِی نَفْسِهِ و أَعْلَمُ بِما* و یَأْذَنَ لِی و إِنَّهُ هُوَ* و أَعْلَمُ مِنَ* و قالَ لا تَثْرِیبَ و أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ و (تأویل رؤیای) كله بالإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 332
76- لَدَیْهِمْ* قرأ حمزة بضم الهاء، و الباقون بالكسر.
77- وَ كَأَیِّنْ* قرأ المكی بألف بعد الكاف بعدها همزة مكسورة، و الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف بعدها یاء تحتیة مكسورة و وقفها لا یخفی.
78- سَبِیلِی أَدْعُوا قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
79- وَ مَنِ اتَّبَعَنِی یاؤه ثابتة وصلا و وقفا للجمیع.
80- یوحی إلیهم قرأ حفص بالنون و كسر الحاء، و الباقون بالیاء و فتح الحاء علی ما لم یسم فاعله و قرأ حمزة بضم هاء إلیهم، و الباقون بالكسر.
81- تَعْقِلُونَ* قرأ نافع و الشامی و عاصم بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب.
82- اسْتَیْأَسَ تقدم قریبا.
83- كُذِبُوا* قرأ الكوفیون بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید.

فائدة:

سئل سعید بن جبیر عن قراءة التخفیف فقال: نعم حتی إذا استیأس الرسل من تصدیق قومهم و ظن المرسل إلیهم أن الرسل قد كذبوهم فقال الضحاك بن مزاحم و كان حاضرا لو رحلت فی هذه المسألة إلی الیمن كان قلیلا.
84- فَنُجِّیَ قرأ الشامی و عاصم بنون واحدة و تشدید الجیم و فتح الیاء، و الباقون بنونین الأولی مضمومة كقراءة الشامی و عاصم، و الثانیة ساكنة مخفاة للجیم بعدها و إسكان الیاء، و أجمعت المصاحف علی كتبه بنون واحدة «1».
85- تَصْدِیقَ* «2» قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزای، و الباقون
______________________________
(1) قال الشاطبی: و ثانی ننجی احذف و شدّد و حرّكا كذا نل
(2) قرأ حمزة، و الكسائی بإشمام الصاد صوت الزای و ذلك فی تَصْدِیقَ*، و الباقون-
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 333
بالصاد الخالصة.

یاءات الإضافة فی یوسف‌

و فیها من یاءات الإضافة اثنتان و عشرون، لَیَحْزُنُنِی أَنْ، رَبِّی أَحْسَنَ، إِنِّی أَرانِی أَعْصِرُ إِنِّی أَرانِی أَحْمِلُ رَبِّی إِنِّی آبائِی إِبْراهِیمَ إِنِّی أَری* لَعَلِّی أَرْجِعُ نَفْسِی إِنْ* رَبِّی إِنَّ* أَوْفی* إِنِّی أَنَا* لِی أَبِی وَ حُزْنِی إِلَی إِنِّی أَعْلَمُ* رَبِّی إِنَّهُ* ربی إذ إِخْوَتِی إِنَ سَبِیلِی أَدْعُوا.

یاءات الزوائد فی یوسف‌

و من الزوائد ثنتان تُؤْتُونِ، وَ مَنْ یَتَّقِ*.
و مدغمها تسع بتقدیم التاء الفوقیة علی السین المهملة و ثلاثون.
و قال الجعبری و من قلده سبعة بتقدیم السین المهملة علی الباء الموحدة و لعله تحریف من النساخ، و من الصغیر سبعة بتقدیم السین علی الموحدة.
______________________________
- بالصاد الخالصة دون أدنی إشمام.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 334

سورة الرعد

اشارة

مكیة فی قول ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و مجاهد و ابن جبیر و الأكثرین مدنیة فی قول قتادة إلا وَ لا یَزالُ الَّذِینَ كَفَرُوا* الآیة و قیل من أولها إلی وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً و بعضهم یقول مكیة إلا و لا یزال الذین الآیة و یقول الذین كفروا لست مرسلا الآیة، و آیها أربعون و ثلاث كوفی و أربع حجازی و خمس بصری، و سبع شامی، جلالاتها أربع و ثلاثون و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- المر ما فیه من المد و الإمالة لا یخفی.
2- وَ هُوَ* كذلك.
3- یُغْشِی* قرأ الأخوان و شعبة بفتح الغین و تشدید الشین، و الباقون بإسكان الغین، و تخفیف الشین.
4- وَ زَرْعٌ وَ نَخِیلٌ صِنْوانٌ و غیر قرأ المكی و البصری و حفص برفع العین من زرع و اللام من نخیل و النون من صنوان و الراء من غیر، و الباقون بالخفض فی الأربعة، و لا خلاف بینهم فی رفع جنات قبله.
5- تسقی* قرأ الشامی و عاصم بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث.
6- وَ نُفَضِّلُ قرأ الأخوان بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون.
7- الْأُكُلِ قرأ الحرمیان بإسكان الكاف، و الباقون بالضم، و كیفیة قراءتها من تسقی إلی الأكل، و الوقف علیه كاف أن تبدأ بتأنیث تسقی و فتحها و مد بماء غیر طویل، و إدغام التنوین فی الواو بغنة، و نفضل بالنون الأكل بالسكون و عدم النقل و السكت یندرج معه المكی، و كذلك البصری إلا أنه یضم الأكل فتعطفه منه، و ورش مثله علی فتح تسقی إلا أن مده طویل فتعطفه من بماء مع النقل فی الأكل ثم تأتی به بتقلیل تسقی مع ما تقدم له، ثم تأتی بالشامی بتذكیر یسقی، و نفضل بالنون و الأكل بالضم،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 335
و یندرج معه عاصم، ثم تأتی بخلف بتأنیث تسقی، و إمالته و المد الطویل فی بماء، و إدغام تنوینه فی واو واحد و نفضل بالنون، و إدغام تنوین واحد فی واوه، و ضم الأكل مع النقل و السكت، و خلاد مثله إلا أنه لا یدغم التنوین إدغاما تاما، و علیّ مثل خلاد إلا أن مده قصیر، و لا نقل له و لا سكت.
8- أَ إِذا كُنَّا تُراباً* أَ إِنَّا لَفِی* قرأ نافع و علیّ الأول و هو أئذا بهمزتین الأولی مفتوحة، و الثانیة مكسورة علی الاستفهام و الثانی و هو إنا بهمزة واحدة علی الخبر، و الشامی الأول بهمزة واحدة علی الخبر، و الثانی بهمزتین: الأولی مفتوحة، و الثانیة مكسورة علی الاستفهام، و الباقون بالاستفهام فیهما و هم فی التحقیق و التسهیل و الإدخال علی أصولهم فی الهمزتین من كلمة إلا أن هشاما له فی ذلك الإدخال و تركه، و لیس له فی هذا و أمثاله إلا الإدخال خاصة و هو الذی علیه سائر المغاربة، و أكثر المشارقة، و علیه اقتصر صاحب التیسیر و تبعه الشاطبی علی ذلك و هو المقروء به من طریقهما، و ذهب آخرون إلی إجراء الخلاف عنه فی ذلك.
قال المحقق و هو الظاهر قیاسا و هو المقروء به من طریق نشره فصار قالون بالاستفهام فی الأول مع تسهیل الثانیة، و المد أی إدخال ألف بینهما و الإخبار فی الثانی، و ورش كذلك إلا أنه لا یمد و المكی بالاستفهام فیهما مع التسهیل و القصر، و البصری كذلك إلا أنه یمد و الشامی بالإخبار فی الأول و الاستفهام فی الثانی، و هشام یمد و ابن ذكوان یقصر، و عاصم و حمزة بالاستفهام فیهما مع التحقیق و القصر، و علیّ بالاستفهام فی الأولی كذلك و الإخبار فی الثانی و كیفیة قراءتها من و إن تعجب إلی جدید و الوقف علیه كاف أن تبدأ بقالون بتسكین میم الجمع و ما تقدم فی أئذا و إنا، ثم تأتی بهشام، و تعطف علیه ابن ذكوان بالقصر، ثم بعاصم و یندرج معه حمزة علی عدم السكت، ثم تأتی بقالون بضم میم الجمع من غیر مد، و تعطف علیه المكی ثم تأتی له بالمد، ثم بورش مع النقل ثم بخلف مع السكت فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 336
الموضعین ثم تأتی بالبصری بإدغام یاء تعجب فی فاء فعجب ثم بخلاد، و یندرج معه علیّ إلا أنه یتخلف فی إنا فتعطفه منه بالخبر و اللّه أعلم.
9- خالِدُونَ* كاف، و قیل تام، فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند كثیر، و یعقلون قبله عند جماعة و علیه أهل المغرب الأقصی جمیعا، و علیه اقتصر فی اللطائف.

الممال‌

الدُّنْیا* و الْقُری* و یُفْتَری* لهم و بصری النَّاسِ* معا لدوری یُوحی* و هُدیً* و مُسَمًّی* لدی الوقف علیهما و اسْتَوی* و (تسقی)* لهم جاءَهُمْ* لحمزة و ابن ذكوان المر، تقدم النَّارَ* لهما و دوری.

المدغم‌

تعجب فعجب لبصری و خلاد و علیّ وَ الْآخِرَةِ تَوَفَّنِی الثَّمَراتِ جَعَلَ.
10- قبلهم المثلات لا یخفی.
11- هادٍ* قرأ المكی فی الوقف بإثبات یاء بعد الدال، و الباقون یحذفونها، و یقفون علی الدال، و لا خلاف بینهم فی الوصل فی حذفها، و هو مما حذف فیه حرف العلة للتنوین و وقع فی القرآن العظیم من ذلك ثلاثون حرفا فی سبعة و أربعین موضعا، و هی: باغ*، و عادٍ*، و مُوصٍ، و تَراضٍ*، و حامٍ*، و لَآتٍ*، و غَواشٍ، و (أید)*، و لَعالٍ، و هارٍ*، و ناجٍ، و هادٍ*، و واقٍ*، و مُسْتَخْفٍ، و والٍ*، و وادٍ*، و باقٍ، و مُفْتَرٍ، و لَیالٍ*، و قاضٍ، و زانٍ*، و جارٌ*، و (كاف)، و مُعْتَدٍ*، و فَإِنْ*، و (آن)*، راقٍ*، و مُهْتَدٍ* و مُلاقٍ* و دانٍ*، فاتفقوا علی حذف الیاء من جمیع ذلك وصلا و وقفا إلا المكی فأثبت الیاء وقفا فی أربعة أحرف و هی: هادٍ*،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 337
و واقٍ*، و والٍ*، و باقٍ، وقعت فی عشرة مواضع و ستأتی فی مواضعها.
12- تَغِیضُ باب الغیظ كله بالظاء المشالة إلا هذا و الذی فی هود و غیض الماء.
13- الْمُتَعالِ قرأ المكی بإثبات یاء بعد اللام وصلا وقفا، و الباقون یحذفونها فیهما.
14- والٍ* هو مثل هاد.
15- وَ هُوَ* جلی.
16- تَسْتَوِی الظُّلُماتُ قرأ شعبة و الأخوان بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء الفوقیة.
17- تُوقِدُونَ قرأ حفص و الأخوان بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب.
18- لِرَبِّهِمُ الْحُسْنی ظاهر.
19- الْمِهادُ* تام و فاصلة، و منتهی الحزب الخامس و العشرین بلا خلاف.

الممال‌

النَّاسَ* لدوری أُنْثی* و الحسنی لهم و بصری بِمِقْدارٍ و بالنهار و الكافرین و النار لهما، و دوری الأعمی وَ مَأْواهُمُ* لهم، و لا یخفی أن الأول أفعل، و الثانی مفعل فلا یقللها البصری.

المدغم‌

أَ فَاتَّخَذْتُمْ للكل إلا المكی و حفصا و هَلْ تَسْتَوِی لا إدغام فیه، لأن الأخوین یقرءان بالیاء و هشام و جمهور رواة الإدغام یستثنون له هذا الحرف و هو الذی اقتصر علیه فی الشاطبیة و التیسیر.
یَعْلَمُ ما* بِالنَّهارِ لَهُ فَیُصِیبُ بِها المحال له خالق كل الأمثال
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 338
للذین، و لا إدغام فی سارب بالنهار لتنوینه.
20- یُوصَلَ* تفخیم لامه لورش لا یخفی هذا إن وصل فإن وقف علیه ففیه الترقیق و التفخیم، و هو الأرجح.
21- یَدْرَؤُنَ* جلی.
22- مآب* إن وصلته بما بعده فهو و آمنوا قبله من باب واحد، ففیه ما فیه، و إن وقفت علیه ففیه ستة أوجه فعلی القصر فی آمنوا الثلاثة و علی التوسط، و الطویل فیه، و علی الطویل فی آمنوا، و الطویل فیه، و تسهیل همزة لحمزة لدی الوقف جلی.
23- عَلَیْهِمُ الَّذِی جلی، و قُرْآناً* كذلك.
24- ییئس قرأ البزی بخلف عنه بألف الیاء و بعد الألف یاء مفتوحة و لا همز، و الباقون بیاء ساكنة بعد الیاء الأولی، و بعد الیاء الساكنة همزة مفتوحة و هو الطریق الثانی للبزی و ورش له فیه وجهان: التوسط، و الطویل كشی‌ء، فإن وصلته بآمنوا بعده ففیه أربعة أوجه: التوسط فیه علیه الثلاثة فی آمنوا، و الطویل فیه مع الطویل فقط آمنوا.
25- وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ* قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر الدال، و الباقون بالضم.
26- وَ صُدُّوا* قرأ الكوفیون بضم الصاد، و الباقون بالفتح.
27- هادٍ* تقدم، و واق مثله، تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع للجمهور و عقاب قبله لبعضهم.

الممال‌

أَعْمی* و لَهَدَی* لدی الوقف علیه لهم عُقْبَی* معا لدی الوقف علیه و الدُّنْیا* الثلاثة، و طُوبی، و الْمَوْتی* لهم و بصری الدار الثلاثة دارِهِمْ* لهما و دوری.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 339

المدغم‌

أَخَذْتُمْ* جلی بَلْ زُیِّنَ لهشام و علی الصَّالِحاتِ طُوبی كُلِّمَ بِهِ زُیِّنَ لِلَّذِینَ* و لا إدغام فی الْحَقُّ كَمَنْ للتشدید «1».
28- أُكُلُها* قرأ الحرمیان و البصری بإسكان الكاف، و الباقون بالضم.
29- واقٍ* مثل هاد.
30- وَ یُثْبِتُ* قرأ المكی و البصری و عاصم بإسكان الثاء المثلثة و تخفیف الموحدة، و الباقون بفتح المثلثة، و تشدید الموحدة «2».
31- و سیعلم الكافر «3» قرأ الحرمیان و البصری بألف بعد الكاف علی التوحید، و الباقون بضم الكاف، و فتح الفاء، و تشدیدها و ألف بعدها علی الجمع.

یاءات الإضافة و الزوائد فی الرعد

و لیس فیها من یاءات الإضافة شی‌ء و فیها زائدة واحدة، و هی:
الْمُتَعالِ «4»، و مدغما ثلاثة عشر إن لم نعد (الكتاب بسم)، و أربعة عشر إن عددناه، و قال الجعبری: اثنا عشر، و من الصغیر أربع.
______________________________
(1) أَخَذْتُمْ* هو من باب الإدغام الصغیر لغیر حفص و ابن كثیر فهو لهما بالإظهار، و للباقین بالإدغام. أما الصَّالِحاتِ طُوبی فهو من باب الإدغام الكبیر للسوسی، و كذا زُیِّنَ لِلَّذِینَ*.
(2) قال الشاطبی: و یثبت فی تخفیفه حقّ ناصر
(3) قرأ ابن عامر، و عاصم، و حمزة، و الكسائی هكذا الْكُفَّارُ* علی الجمیع، و قرأ الباقون هكذا الْكافِرُ* علی الإفراد، یقول الشاطبی:
و فی الكافر الكفّار بالجمع ذلّلا
(4) فی هذه السورة من یاءات الإضافة واحدة و هی الْمُتَعالِ و هذه أثبتها فی الحالین:
وصلا و وقفا ابن كثیر، و قد ورد عن شنبوذ عن قنبل حذفها فی الحالین، و أثبتها وصلا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 340

سورة إبراهیم علیه السلام‌

اشارة

قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما- مكیة إلا آیتین: أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا- إلی- الْقَرارُ*.
و آیها إحدی و خمسون بصری و اثنتان كوفی، و أربع حجازی، و خمس شامی، جلالاتها سبع و ثلاثون، و ما بینها و بین الرعد من الوجوه لا یخفی.
1- صِراطِ* قرأ قنبل بالسین و خلف بإشمام الصاد الزای، و الباقون بالصاد.
2- الْحَمِیدِ اللَّهِ قرأ نافع و الشامی برفع الهاء من اسم الجلالة، و الباقون بالجر «1».
3- رُسُلُهُمْ* قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم.
4- مُرِیبٍ* كاف، و فاصلة بلا خلاف و منتهی النصف عند الجمهور، و حكی القادری الإجماع علیه، و قیل حمید قبله، و هو الأولی عندی.

الممال‌

عُقْبَی* الثلاثة لدی الوقف علیها، و الدنیا و موسی الثلاثة لهم و بصری الْكافِرِینَ* و الدَّارِ* و لِلْكافِرِینَ* و صَبَّارٍ* «2» لهما، و دوری جاءَكَ* و جاءَتْهُمْ* لا یخفی كفی و أَنْجاكُمْ لهم الر* تقدم.

المدغم‌

وَ إِذْ تَأَذَّنَ* لبصری و هشام و الأخوین مِنَ الْعِلْمِ ما* یَعْلَمُ ما* (الكافر لمن) و (الكتاب بسم)، و هذا لمن بسمل و وصل آخر السورة
______________________________
(1) قال الشاطبی: و فی الخفض فی اللّه الّذی الرفع عمّ
(2) أمال أبو عمرو، و دوری و الكسائی لفظ صَبَّارٍ*، و قلله ورش، و أمال ابن ذكوان لفظ جاءَتْهُمْ*، و كذا حمزة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 341
بالبسملة، و أما من لم یبسمل أو بسمل و لم یصل آخر السورة بالبسملة بل وقف علی آخر السورة فلا یعد لهم لیبین لهم، و یستحیون نساءكم تأذن ربكم.
5- رُسُلُهُمْ* معا و سُبُلَنا* و لِرُسُلِهِمْ قرأ البصری بإسكان السین و الباء، و الباقون بالضم.
6- إِلَیْهِمْ* جلی.
7- وَعِیدِ* قرأ ورش بإثبات یاء بعد الدال وصلا، و الباقون بحذفها مطلقا.
8- بِمَیِّتٍ أجمعوا علی قراءته بالتشدید.
9- الرِّیحُ* قرأ نافع بألف بعد الیاء علی الجمع، و الباقون بحذفها علی الإفراد.
10- خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ* قرأ الأخوان بألف بعد الخاء و كسر اللام، و رفع القاف و خفض تاء السموات، و ضاد الأرض، و الباقون بفتح اللام، و القاف من غیر ألف و نصب السموات بالكسرة و الأرض.
11- إِنْ یَشَأْ* یحقق همزة السوسی كغیره.
12- لِی عَلَیْكُمْ* قرأ حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
13- بِمُصْرِخِیَ قرأ حمزة بكسر الیاء، و الباقون بالفتح، و قد ضعف بعض النحویین قراءة حمزة، و قد جعلها أبو عبیدة غلطا و الزجاج ردیئة و الأخفش غیر مسموعة من جهة أن الیاء فیه یاء إضافة، و حكمها الفتح أو السكون، و إذا تعذر أحدهما تعین الآخر و السكون هنا متعذر فتعین الفتح، و إنما تعذر السكون لأن أصل مصرخی مصرخین جمع مصرخ بمعنی مغیث أضیف لیاء المتكلم فحذف النون للإضافة فاجتمع یاء الإعراب، و هی ساكنة و یاء الإضافة فلو سكناها لاجتمع ساكنان فتعین الفتح فاجتمع مثلان: الأول ساكن، و الثانی متحرك وجب الإدغام، فصارت یاء مفتوحة مشدّدة، و لا عبرة بقولهم فإنها قراءة متواترة اجتمعت فیه الأركان الثلاثة،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 342
و قرأ بها جماعة من التابعین، كالأعمش، و یحیی و ابن وثاب و حمران بن أعین، و هی لغة بنی یربوع نص علی ذلك قطرب، و أجازها هو و القراء، و إمام النحو و القراءة أبو عمرو ابن العلاء، و لها فی العربیة وجه صحیح و هو أنه زید بعد یاء الإضافة یاء ساكنة كما تزاد بعد الضمیر فی به، و حذفت تخفیفا كما حذفت من فیه و علیه، و بقیت الكسرة دالة علیها و أنه لما التقی ساكنان یاء الإعراب و یاء المتكلم و حرك الثانی لتعذر تحریك الأول بسبب الإعراب حرك بالكسرة علی أصل التقاء الساكنین.
فإن قلت الكسر فی الیاء ثقیل، فالجواب أنها لما أدغمت فیها الیاء التی قبلها قویت بالإدغام فأشبهت الحرف الصحیح فاحتملت الكسر، أو أن أصلها الفتح و كسرت اتباعا لكسرة إنی، و هی لغة تمیم، و بعض عطفان یتبعون الأول للثانی للتجانس، و به قرأ الحسن فی الحمد للّه.
14- أَشْرَكْتُمُونِ قرأ البصری بإثبات یاء بعد النون فی الوصل، و الباقون بالحذف مطلقا.
15- أُكُلَها* قرأ الحرمیان و البصری بإسكان الكاف، و الباقون بالضم.
16- خَبِیثَةٍ اجْتُثَّتْ قرأ ابن ذكوان بخلف عنه و البصری و عاصم و حمزة بكسر تنوین خبیثة وصلا، و الباقون بضمة و هو الطریق الثانی لابن ذكوان.
17- یَشاءُ* وقفه لحمزة و هشام لا یخفی و هو تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی المشهور، و قال جماعة: سلام قبله.

الممال‌

مُسَمًّی* لدی الوقف علیه و هَدانَا* معا لدی الوقف علی الثانی، و فَأَوْحی* و یُسْقی* لهم خافَ* معا، و خابَ* لحمزة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 343
جَبَّارٍ* «1» لهما و دوری لِلنَّاسِ* لدوری قَرارٍ* لهم و بصری، إلا أن إمالة ورش و حمزة تقلیل و إمالة البصری و علی إضجاع الدُّنْیا* لهم و بصری.

المدغم‌

لِیَغْفِرَ لَكُمْ الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ* الأمثال لِلنَّاسِ*، و لا إدغام فی بإذن ربهم و نحوه لسكون ما قبل النون.
18- وَ بِئْسَ* إبدال همزه لورش و سوسی لا یخفی.
19- لِیُضِلُّوا* قرأ المكی و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالضم.
20- لِعِبادِیَ الَّذِینَ قرأ الشامی و الأخوان بإسكان الیاء، و علیه فتسقط فی الوصل لالتقاء الساكنین، و الباقون بالفتح.
21- لا بَیْعٌ فِیهِ وَ لا خِلالٌ قرأ المكی و البصری بفتح عین بیع و لام خلال، و الباقون بكسر الهاء، و بعدها یاء.
22- إِنِّی أَسْكَنْتُ قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
23- أَفْئِدَةً* قرأ هشام بخلف عنه بیاء ساكنة بعد الهمزة علی لغة المسبعین من العرب و هی لغة معروفة ذكرها ابن مالك و یحسنها هنا بیان الهمزة، أو أنه جمع وفد واحد الوفود علی غیر قیاس، و الباقون بغیر یاء و هو الطریق الثانی لهشام.
24- إِلَیْهِمْ* ظاهر.
25- دُعاءِ* قرأ ورش و البصری و حمزة بإثبات یاء بعد الهمزة وصلا لا وقفا و البزی بإثباتها مطلقا، و الباقون بحذفها مطلقا، و ورش علی أصله من المد و التوسط و القصر، و لیس هذا مما تزاحم فیه مد البدل و مد
______________________________
(1) جَبَّارٍ* بالإمالة لأبی عمرو، و دوری و الكسائی، و بالتقلیل لورش، و خافَ* و كذا خابَ* بالإمالة لحمزة وحده.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 344
التمكین، فیقدم مد التمكین لقوته بل مد البدل بعد مد التمكین.
26- تَحْسَبَنَّ* معا قرأ الشامی و حمزة و عاصم بفتح السین، و الباقون بالكسر.
27- یُؤَخِّرُهُمْ* قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا، و الباقون بالهمز.
28- یَأْتِیهِمُ الْعَذابُ* جلی.
29- لِتَزُولَ قرأ علیّ بفتح اللام الأولی و رفع الثانیة، و الباقون بكسر الأولی و نصب الثانیة.
30- بِأَمْرِهِ* تحقیق همزه و إبداله یاء لحمزة لدی الوقف.
31- و الْأَنْهارَ* و الْأَصْنامَ و الْأَبْصارُ* و الْأَمْثالَ* و الْأَصْفادِ* و الْأَلْبابِ* النقل و السكت له ظاهر، و دائِبَیْنِ تسهیل همزة مع المد و القصر له و خمسة السَّماءِ* و الدُّعاءِ* و دعاء و هواء له و لهشام كله جلی، و لا تغفل عما تقدم من أنه لا بد مع الروم من حذف التنوین من المنون فی الوقف.
32- الْأَلْبابِ* تام، و فاصلة، و منتهی الحزب السادس و العشرین بإجماع.

الممال‌

الْبَوارِ و الْقَهَّارِ* لهما و دوری و حمزة، و إمالته فیهما تقلیل النَّارُ* لهما و دوری و آتاكم، و یخفی و تَغْشی لهم النَّاسَ* معا و لِلنَّاسِ* لدوری عَصانِی لورش و علی و تری المجرمین إن وقف علی تری لهم و بصری، و إن وصل بالمجرمین فلسوسی بخلف عنه.

المدغم‌

اغْفِرْ لِی* لبصری بخلف عن الدوری یَأْتِیَ یَوْمٌ* و سَخَّرَ لَكُمُ* الأربعة (یعلم ما)* و تَبَیَّنَ لَكُمْ* كَیْفَ فَعَلْنا الْأَصْفادِ سَرابِیلُهُمْ النَّارُ لِیَجْزِیَ (الألباب بسم اللّه) علی البسملة مع وصلها بأول السورة، و أما من لم یبسمل أو بسمل و لم یصل فلا یعد له.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 345

یاءات الإضافة فی الرعد

و فیها من یاءات الإضافة ثلاث: لِی عَلَیْكُمْ* لِعِبادِیَ الَّذِینَ، إِنِّی أَسْكَنْتُ، و من الزوائد ثلاث أیضا: وَعِیدِ* و أَشْرَكْتُمُونِ و دُعاءِ*.
و مدغمها ستة عشر إن لم نعد (الألباب بسم)، و سبعة عشر إن عددناه و من الصغیر اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 346

سورة الحجر

اشارة

مكیة، و آیها تسع و تسعون بلا خلاف، جلالاتها اثنتان فقط، و ما بینها و بین إبراهیم من الوجوه لا یخفی.
1- وَ قُرْآنٍ* قرأ المكی بنقل حركة الهمزة إلی الراء و حذفها، و الباقون بالهمزة و إسكان الراء.
2- رُبَما قرأ نافع و عاصم بتخفیف الموحدة، و الباقون بتشدیدها لغتان لقیس و تمیم.
3- وَ یُلْهِهِمُ الْأَمَلُ جلیّ.
4- یَسْتَأْخِرُونَ* إبداله لورش و سوسی، و ترقیق رائه لورش كذلك.
5- نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ قرأ حفص و الأخوان بنونین الأولی مضمومة، و الثانیة مفتوحة و كسر الزای و الملائكة بالنصب، و شعبة بتاء مضمومة و نون مفتوحة، و الزای كذلك، و الملائكة بالرفع، و الباقون مثله إلا أنهم یفتحون التاء إلّا أن البزی یشددها، و الباقون بالتخفیف.
6- یَسْتَهْزِؤُنَ* لا یخفی.
7- سُكِّرَتْ قرأ المكی بتخفیف الكاف، و الباقون بتشدیدها.
8- نُنَزِّلُهُ لا خلاف بینهم فی تثقیله لأنه أرید به التكثیر أی المرة بعد المرة.
9- الرِّیاحَ* قرأ حمزة بإسكان الیاء علی التوحید، و الباقون بفتحها و ألف بعدها علی الجمع.
10- صَلْصالٍ* الصحیح فی الروایة و القیاس ترقیق اللام لأنه ساكن و لا تفخیم إلا فی مفتوح و هو المأخوذ به عندنا، و ذهب بعض أهل الأداء كابن بلیمة إلی التفخیم لوقوعها بین صادین.
11- فَأَنْظِرْنِی إِلی* مما اتفق علی إسكان یائه.
12- الْمُخْلَصِینَ* قرأ المكی و بصری و شامی بكسر اللام،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 347
و الباقون بالفتح.
13- صِراطٌ* جلی.
14- جُزْءٌ قرأ شعبة بضم الزای، و الباقون بالإسكان.
15- وَ عُیُونٍ ادْخُلُوها قرأ نافع و بصری و هشام و حفص بضم العین، و الباقون بكسرها، و قرأ البصری و ابن ذكوان و عاصم و حمزة بكسر التنوین، و الباقون بالضم.
16- بِمُخْرَجِینَ كاف، و قیل تامّ و فاصلة و منتهی الربع بلا خلاف، و ذكر بعضهم أنه آمنین قبله، و لم یعتبر الجمهور هذا الخلاف.

الممال‌

الر* تقدم لهما، و دوری أَبی* لهم.

المدغم‌

خلت سنة لبصری و الأخوین بَلْ نَحْنُ* لعلیّ وَ لَقَدْ جَعَلْنا لبصری و هشام و الأخوین.
نَحْنُ نَزَّلْنَا* (لنحن نحی) قالَ رَبُّكَ* قالَ لَمْ قالَ رَبِّ* معا بِمُخْرَجِینَ نَبِّئْ و لا إدغام فی رب بما و لا فی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمْ للتشدید.
17- نَبِّئْ* بتحقیق الهمزة للسبعة.
18- عِبادِی أَنِّی أَنَا قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاءین، و الباقون بالإسكان.
19- وَ نَبِّئْهُمْ* همزه محقق للجمیع.
20- نُبَشِّرُكَ* قرأ حمزة بفتح النون و إسكان الموحدة، و ضم الشین، و الباقون بضم النون و فتح الموحدة و كسر الشین مشددة.
21- تُبَشِّرُونَ* قرأ الحرمیان بكسر النون و الباقون بالفتح، و قرأ المكی بتشدیدها، و الباقون بالتخفیف ففیها ثلاثة قراءات: نافع بتخفیف النون و كسرها، و المكی بكسرها و تثقیلها مع المد، و الباقون بتخفیفها
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 348
و فتحها فإن وقف علیه و هو كاف فالمكی بالتشدید و المد الطویل مع السكون و الروم و الباقون بالثلاثة مع السكون و بالروم مع القصر لنافع.
22- یَقْنَطُ قرأ البصری و علیّ بكسر النون و الباقون بفتحها.
23- لَمُنَجُّوهُمْ قرأ الأخوان بسكون النون و تخفیف الجیم، و الباقون بفتح النون و تشدید الجیم.
24- قَدَّرْنا* قرأ شعبة بتخفیف الدال و الباقون بالتشدید.
25- جاءَ آلَ لُوطٍ قرأ قالون و البزی و البصری بإسقاط الأولی و تحقیق الثانیة مع القصر و المد، و ورش بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة مع القصر و التوسط و المد و بتحقیق الأولی و إبدال الثانیة ألفا مع القصر، و المد الطویل فتلك خمسة أوجه و قنبل مثله إلا أنه لیس له مع التسهیل إلا القصر، فله ثلاثة أوجه، و الباقون بتحقیقهما و كل علی أصله من المد و ما ذكرناه لورش و قنبل هو التحقیق لهما و علیه اقتصر شیخنا فی مقصورته حیث قال:
بالقمر الحجر بآل خمسةثلاثة التسهیل حكم مرتضی
إن أبدلا فالطّول و القصر فقطمن ضعف التّوسیط فیه یرتقی
ثلاثة لقنبل إن سهّلت‌تقصّر فوجها بدل ممّا بدا و ذهب بعضهم إلی منع البدل و عین التسهیل و اعتل لمنعه بأن فیه الجمع بین الساكنین أی ألف آل المبدلة من الهمزة المبدلة من الهاء علی قول سیبویه أو من لواو علی قول الكسائی، و هذه الألف المبدلة من الهمزة، و عزاه الجعبری لمكی إلا أنه عندی فیه نظر لقوله فی الكشف و قد ذكر عن ورش أنه یبدل من الثانیة ألفا و بین بین أقیس و أحسن له و لغیره ممن حقق الهمزة الثانیة و مع الألف یشبع المد فالذی یؤخذ من كلامه الأولویة لا المنع و لعله جزم بالمنع فی كتاب آخر، و جوّز بعضهم مع البدل الثلاثة لوقوع حرف المد بعد همز ثابت، و به صرح الجعبری و غیره، و قال بعضهم فیه مع البدل وجهان القصر و التوسط فالقصر بحذف الألف الثانیة لاجتماع
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 349
الألفین و التوسط بإثباتها معا.
و الصواب ما ذكرناه و هو الذی یؤخذ من كلام المحقق و نصه: إذا وقع بعد الثانیة من المفتوحتین ألف فی مذهب المبدلین أیضا و ذلك فی موضعین:
جاءَ آلَ لُوطٍ و جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ هل تبدل الثانیة فیهما كسائر الباب أم تسهل من أجل الألف بعدها؟ قال الدانی: اختلف أصحابنا فی ذلك فقال بعضهم: لا یبدلها فیهما لأن بعدها ألفا، فیجتمع ألفان و اجتماعهما متعذر فوجب لذلك أن تكون بین بین لا غیر لأن همزة بین بین فی زنة المتحركة، و قال آخرون: یبدلها فیهما كسائر الباب ثم فیهما بعد البدل وجهان:
الأول: أن تحذف للساكنین.
و الثانی: أن لا تحذف و یزاد فی المد فیفصل بتلك الزیادة بین الساكنین و یمنع من اجتماعهما.
و هذا جید و قد أجاز بعضهم علی وجه الحذف الزیادة فی المد علی مذهب من روی المد عن الأزرق لوقوع حرف المد بعد همز ثابت فحكی فیه المد و التوسط و القصر، و فی ذلك نظر لا یخفی.
و هذا كلام نفیس ناهیك بقائلیه- رضی اللّه عنهما و رحمهما-، و هو ظاهر فیما قلنا و الرد علی من خالفنا، لأن قوله یحذف للساكنین هو القصر، و قوله أن لا یحذف، و یزاد فی المد هو الطویل لأن الألفین توسطا و بزیادة الألف صار طویلا و هو مصرح به فی كلام مكی و أخذ الرد ظاهر فلا نطیل به و اللّه أعلم.
26- فَأَسْرِ* قرأ الحرمیان بوصل الهمزة، و الباقون بهمزة قطع مفتوحة.
27- بَناتِی إِنْ قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
28- بُیُوتاً* قرأ ورش و بصری و حفص بضم الباء، و الباقون بالكسر.
29- وَ الْقُرْآنَ* معا ظاهر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 350
30- إِنِّی أَنَا* قرأ الحرمیان و بصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
31- فَاصْدَعْ قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزای، و الباقون بالصاد الخالصة.
32- الْیَقِینُ* تام، و فاصلة، و منتهی النصف بلا خلاف، و جعله بعض المغاربة رحیم بعده فی النحل، و لم یعتبر هذا الخلاف.

الممال‌

جاءَ* معا جلیّ أَغْنی* لهم.

المدغم‌

إِذْ دَخَلُوا* لبصری و شامی و الأخوین حَیْثُ تُؤْمَرُونَ «1».

یاءات الإضافة بالحجر

و فیها من یاءات الإضافة أربع: عِبادِی أَنِّی أَنِّی أَنَا الْغَفُورُ بَناتِی إِنْ إِنِّی أَنَا النَّذِیرُ.
و لا زائدة فیها للسبعة.
و مدغمها عشر، و قال الجعبری: ثمان و الصغیر أربع.
______________________________
(1) إِذْ دَخَلُوا* من باب الإدغام الصغیر لأبی عمرو، و ابن عامر، و حمزة و الكسائی، و أما حَیْثُ تُؤْمَرُونَ فهو من باب الإدغام الكبیر للسوسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 351

سورة النحل‌

اشارة

مكیة إلا ثلاث آیات و هی: وَ إِنْ عاقَبْتُمْ إلی آخرها.
نزلت لما هم رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- أن یمثل بسبعین من قریش لما مثلوا بعمه حمزة- رضی اللّه عنه-.
و آیها مائة و عشرون و ثمان بلا خلاف جلالاتها أربع و ثمانون.
1- یُشْرِكُونَ* معا قرأ الأخوان بالتاء الفوقیة و الباقون بالتحتیة.
2- یُنَزِّلُ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بالتشدید، و فتح النون.
3- لَرَؤُفٌ* قرأ البصری و شعبة و الأخوان بقصر الهمزة، و الباقون بإثبات واو بعدها، و ورش علی أصله من الثلاثة و حمزة یسهلها إن وقف.
4- قَصْدُ* إشمامه للأخوین لا یخفی.
5- یُنْبِتُ قرأ شعبة بالنون، و الباقون بالیاء التحتیة.
6- وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ* قرأ الشامی، برفع آخر الأسماء الأربعة و حفص بنصب الأولین الشمس و القمر، و رفع الأخیرین النجوم و مسخرات، و الباقون بالنصب فی الأربعة إلا أن مسخرات منصوب بالكسرة.
7- أَ فَلا تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید.
8- تدعون* قرأ عاصم بالغیب، و الباقون بالخطاب.
9- قِیلَ* «1» لا یخفی.
10- عَلَیْهِمُ السَّقْفُ كذلك.
11- شُرَكائِیَ الَّذِینَ* قرأ البزی فیه كالجماعة بالهمز، و لا یجوز فیه من طریق كتابنا له غیره، و هو القیاس المطرد إذ لا یجوز قصر الممدود إلا
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و قیل و غیض ثمّ جی‌ء یشمّهالدی كسرها ضمّا رجالا لتكملا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 352
فی ضرورة أو علی قلة كما قاله بعض النحویین و ذكر الدانی فی التیسیر له ترك الهمزة أیضا، و تبعه الشاطبی علی ذلك إلا أنه أشار إلی ضعفه بقوله:
هلهلا من قولهم هلهل النساج الثوب إذا لم یحكم نسجه. قال المحقق: و الحق أن هذه الروایة لم تثبت عن البزی من طریق التیسیر و الشاطبیة، و لا من طریق كتابنا. فعلی هذا ذكر الدانی له حكایة لا روایة، و یدل علیه قوله فی المفردات و العمل علی الهمز، و به آخذ.
12- تُشَاقُّونَ قرأ نافع بكسر النون، و الباقون بفتحها.
13- تَتَوَفَّاهُمُ* «1» معا قرأ حمزة بالیاء فیهما علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث.
14- فَلَبِئْسَ إبداله لورش و سوسی لا یخفی.
15- الْمُتَكَبِّرِینَ* تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند جمیع المغاربة و الكافرین قبله لجمیع المشارقة، و اقتصر علیه فی اللطائف، و یزرون قبله و ادعی علیه فی المسعف الإجماع.

الممال‌

أَتی* و تَعالی* معا و لَهَداكُمْ* و أَلْقی* و فَأَتَی لدی الوقف علیه و أتاهم و تَتَوَفَّاهُمُ* و بلی و مثوی لدی الوقف علیه لهم شاءَ* لحمزة و ابن ذكوان و تری لدی الوقف علیه لهم و بصری، و لدی الوصل لسوسی بخلف عنه أوزار و الكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

وَ سَخَّرَ لَكُمُ* وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ* یَخْلُقُ كَمَنْ یَعْلَمُ ما* معا قِیلَ لَهُمْ* أَنْزَلَ رَبُّكُمْ* الْمَلائِكَةُ ظالِمِی* السَّلَمَ ما، و لا إدغام فی الْحَمِیرَ لِتَرْكَبُوها، و لا فی الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا لفتح رائها بعد ساكن.
______________________________
(1) قال الشاطبی: معا یتوفّاهم لحمزة وصّلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 353
16- وَ قِیلَ* لا یخفی و تتوفاهم تقدم.
17- تَأْتِیَهُمُ* قرأ الأخوان بالتحتیة، و الباقون بالفوقیة.
18- یَسْتَهْزِؤُنَ* لا یخفی و إن خفی فراجع ما تقدم فی البقرة.
19- أَنِ اعْبُدُوا* قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون، و الباقون بالضم.
20- لا یَهْدِی مَنْ یُضِلُ قرأ الكوفیون بفتح الیاء و كسر الدال، و الباقون بضم الیاء و فتح الدال، و لا خلاف بینهم فی ضم الیاء و كسر الضاد من یضل، لأن المعنی الأول من أضله اللّه لا یهدیه أبدا و علی الثانی من أضله اللّه فلا هادی له.
21- فَیَكُونُ* قرأ الشامی و علیّ بنصب النون، و الباقون بالرفع.
22- یوحی* قرأ حفص بالنون و كسر الحاء، و الباقون بالتحتیة، و فتح الحاء.
23- فَسْئَلُوا* نقله المكی و علیّ لا یخفی.
24- إِلَیْهِمْ* و بِهِمُ الْأَرْضَ* و لَرَؤُفٌ* كله جلی.
25- یَرَوْا* قرأ الأخوان بالخطاب، و الباقون بالغیب.
26- یَتَفَیَّؤُا قرأ البصری بالتاء الفوقیة علی التأنیث، و الباقون بالیاء علی التذكیر «1».
27- الْأَنْهارُ* و یَشاؤُنَ* و آباؤُنا* و شَیْ‌ءٍ* وقفها لا یخفی.
28- یُؤْمَرُونَ* كذلك، تام، و فاصلة، و منتهی الحزب السابع و العشرین بلا خلاف.

الممال‌

الدُّنْیا* معا لهم و بصری حَسَنَةٌ* معا، و الضَّلالَةَ* و دَابَّةٍ*
______________________________
(1) قرأ أبو عمرو، بتاء التأنیث هكذا (تتفیؤا)، و الباقون بیاء التذكیر هكذا یَتَفَیَّؤُا، قال الشاطبی: یتفیّؤا لمؤنّث للبصری
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 354
لعلی لدی الوقف تَتَوَفَّاهُمُ* و هَدَی اللَّهُ* لدی الوقف عَلی هُدیً* و هُداهُمْ* و بَلی* و یُوحی* لهم و حاقَ* لحمزة شاء له و ابن ذكوان لا یَهْدِی* لورش، و لا یمیله الأخوان لأن قراءتهما بكسر الدال الناس و للناس لدوری.

المدغم‌

وَ قِیلَ لِلَّذِینَ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ* الْأَنْهارُ* لهم الْمَلائِكَةُ طَیِّبِینَ أَمْرُ رَبِّكَ* كذلك لِیُبَیِّنَ لَهُمُ* نَقُولَ لَهُ* أَكْبَرُ لَوْ* لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ، و لا إدغام فی الذِّكْرَ لِتُبَیِّنَ لفتحها بعد ساكن.
29- تجأرون فیه لحمزة لدی الوقف وجه واحد و هو حذف الهمزة، و نقل حركتها إلی الجیم.
30- ظَلَّ* بمعنی صار أو دام بالظاء المشالة فیفخم ورش لامه علی أصله فی الوصل، و یختلف عنه فی الوقف و التفخیم أرجح.
31- لِلَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ السوء كشی‌ء فیه لورش التوسط و الطویل، فإن وقفت و هو كاف ففیه له مع الآخرة أربعة أوجه، فیأتی علی القصر فی بالآخرة التوسط فیه، و علی التوسط التوسط، و علی الطویل التوسط و الطویل، فإن وقفت علی الأعلی و هو كاف، أو علی الحكیم و هو تام فی أنهی درجاته، فیأتی لورش اثنا عشر وجها علی ما یقتضیه الضرب و المحرر منها ستة أوجه: القصر فی بالآخرة مع التوسط فی السوء و فتح الأعلی و التوسط فی بالآخرة مع التوسط فی السوء، و تقلیل الأعلی و الطویل فی بالآخرة مع التوسط و الطویل فی السوء، و علی كل منهما الفتح و التقلیل فی الأعلی هذا ما نقرأ به فیهما، و أما ما ذكره شیخ شیخنا سلطان بن أحمد المزاحی من منع بعض هذه الوجوه ففیه مخالفة لما ذكره هو فی نفسه فی نظائرها فلیتأمل و اللّه الموفق.
32- یُؤاخِذُ* و یُؤَخِّرُهُمْ* الإبدال فیهما لورش لا یخفی،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 355
و كذا ترقیق راء یؤخرهم له.
33- جاءَ أَجَلُهُمْ* قرأ قالون و البصری و البزی بإسقاط الأولی مع القصر و المد، و ورش و قنبل بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة، و عنهما أیضا جعل الثانیة ألفا، و الباقون بتحقیقهما و مراتبهم فی المد لا تخفی قرأ نافع بكسر الراء، و الباقون بفتحها.
34- فَهُوَ* جلی.
35- نُسْقِیكُمْ* قرأ نافع و الشامی و شعبة بفتح النون، و الباقون بالضم.
36- بُیُوتاً* قرأ ورش و البصری و حفص بضم الباء، و الباقون بالكسر.
37- یَعْرِشُونَ* قرأ الشامی و شعبة بضم الراء، و الباقون بالكسر.
38- الْأَرْضِ* و السَّوْءِ* و الْأَعْلی* و عَذابٌ أَلِیمٌ* و یُؤْمِنُونَ* و یَشاءُ* وقوفها لا تخفی إلا أن أوجه السوء ربما تخفی فنذكرها فهی أربعة: الأول: النقل و هو القیاس المطرد، الثانی: الإدغام و یجوز مع كل منهما الإشارة بالروم.
39- قَدِیرٌ* تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی المشهور، و قیل لا تعلمون بعده.

الممال‌

بِالْأُنْثی* و یَتَواری و الْحُسْنی* لهم و بصری الْأَعْلی* و مُسَمًّی* و هُدیً* لدی الوقف علیهما و أَوْحی* و یَتَوَفَّاكُمْ* لهم جاءَ* جلی.
فَأَحْیا* لورش و علیّ لِلنَّاسِ* لدوری.

المدغم‌

یَعْلَمُونَ نَصِیباً الْبَناتِ سُبْحانَهُ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ فَزَیَّنَ لَهُمُ فَهُوَ وَلِیُّهُمُ لِتُبَیِّنَ لَهُمُ* سُبُلَ رَبِّكِ خَلَقَكُمْ* الْعُمُرِ لِكَیْ لا یَعْلَمَ بَعْدَ، و لا إدغام فی یُشْرِكُونَ لِیَكْفُرُوا* وَ یَجْعَلُونَ لِما
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 356
وَ یَجْعَلُونَ لِما، وَ یَجْعَلُونَ لِلَّهِ* معا لوقوع النون بعد ساكن.
40- یَجْحَدُونَ* قرأ شعبة بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب.
41- صِراطٍ* جلی.
42- بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ* قرأ حمزة بكسر الهمزة و المیم اتبع حركة الهمزة حركة النون، و حركة المیم حركة الهمزة، و علیّ بكسر الهمزة فقط و هذا كله حال الوصل، فإن وقفا علی بطون رجعا إلی الأصل، و هو ضم الهمزة و فتح المیم لزوال الموجب و هو قراءة الباقین.
43- یَرَوْا* قرأ الشامی و حمزة بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب.
44- بُیُوتِكُمْ* و بُیُوتاً* جلی.
45- ظَعْنِكُمْ قرأ الحرمیان و بصری بفتح العین، و الباقون بإسكانها و ظاؤه مشالة، و لم یأت الظعن فی القرآن إلا هنا.
46- إِلَیْهِمُ الْقَوْلَ ظاهر.
47- لِلْمُسْلِمِینَ* تام، و فاصلة باتفاق، و منتهی النصف عند جمیع المغاربة، و جمهور المشارقة، و شذ بعضهم فجعله تذكرون بعده.

الممال‌

مَوْلاهُ* و هدی لدی الوقف علیه لهم و أَوْبارِها وَ أَشْعارِها لهما و دوری رَأَی الَّذِینَ* معا قرأ حمزة و شعبة بإمالة الراء، و الباقون بالفتح، و ذكر الشاطبی الخلاف لشعبة فی إمالة الهمزة و لسوسی فی إمالة الراء، و الهمزة خروج عن طریقه فلا یقرأ به، و هذا كله حالة الوصل فإن وقف علی رأی فحكمه حكم ما لا سكون بعده، و تقدم أولهما ساكن و بشری لهم و بصری.

المدغم‌

یُوَجِّهْهُ و مما اجتمع فیه مثلان فلا خلاف بینهم فی إدغامه.
جَعَلَ لَكُمْ* الثمانیة وَ رَزَقَكُمْ* اللَّهِ هُمْ* هُوَ وَ مَنْ*
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 357
یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ یُؤْذَنُ لِلَّذِینَ (العذب بما) و لا إدغام فی الْأَرْضِ شَیْئاً إذ لا تدغم الضاد إلا فی شین شأنهم و لا إخفاء فی الأنعام بیوتا لسكون ما قبل المیم.
47- و إیتائی هذا مما زید فیه الیاء للتقویة بعد الهمزة المكسورة، و فیه لحمزة إن وقف علیه، و لیس محل وقف ثمانیة عشر وجها بدل الهمزة مع المد و التوسط و القصر و التسهیل مع المد و القصر و إسكان الیاء مع الثلاثة و روم حركتها مع القصر فهذه تسعة تأتی علی كل من تسهیل الهمزة الأولی و تحقیقها لتوسطها بزائد و هو واو العطف، و لا یخفی أنّ هشاما لا یسهل الأولی إذ لا حكم له فی متوسط، و لا سیما إن كان بزائد فتسقط له تسعة التسهیل، و تبقی له تسعة فقط، و لیس لورش فی همزة الثانی مد البدل كما یتوهمه المصحفون لأن حرف المد و إن وجد بعد الهمزة فهو غیر ملفوظ، و القراءة مبنیة علی اللفظ لا علی الرسم، فإن وجد حرف المد فی اللفظ اعتبرناه و إن لم یكن موجودا فی خط المصحف كما فی دعاء فی روایة ورش و إن لم یوجد فی اللفظ فلا نعتبره و لو وجد فی الخط كما هنا، و ثلاثة الأول له لوجود الیاء بعده خطّا و لفظا جلیة و اللّه أعلم.
49- تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بتشدیدها.
50- باقٍ لا خلاف بینهم فی تنوینه وصلا، و اختلفوا فی الوقف علیه فوقف المكی بزیادة یاء بعد القاف، و الباقون بحذفها.
51- و لیجزین قرأ المكی و عاصم و ابن ذكوان بخلف عنه بنون العظمة، و الباقون بالیاء و هو الطریق الثانی لابن ذكوان.

تنبیه:

غیث النفع فی القراءات السبع 357 تنبیه: ..... ص : 357
قلت جزمت بثبوت الخلاف لابن ذكوان، و قد قطع الدانی بتوهم من روی عنه النون قال فی التیسیر: و كذلك أی النون، قال النقاش عن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 358
الأخفش عن ابن ذكوان و هی عندی و هم لأن الأخفش ذكر ذلك فی كتابه عنه بالیاء. فالجواب أن عدم ثبوت ذلك عنده لا ینافی ثبوته عند غیره، و قد ثبت ذلك من جمیع طرق العراقیین و قطع به الحافظ الكبیر أبو العلاء الهمدانی، و ما احتج به الدانی من نص كتاب الأخفش لا تثبت به حجة علی النفی إذ یحتمل أنه ذكر فی كتابه أحد الوجهین و هو الیاء، و كان یقرأ بالوجهین الیاء و النون، و الإقراء مقدم عند التعارض و أولی مع إسكان الجمع و اتفقوا علی النون فی و لنجزینهم أجرهم لمناسبة فلنحیینه قبله.
52- قَرَأْتَ الْقُرْآنَ* إبدال الأول لسوسی، و نقل حركة همزة القرآن إلی الراء و حذفها للمكی لا یخفی.
53- یُنَزِّلُ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
54- الْقُدُسِ* قرأ المكی بإسكان الدال، و الباقون بالضم.
55- یُلْحِدُونَ* قرأ الأخوان بفتح التحتیة و الحاء، و الباقون بضم التحتیة و كسر الحاء.
56- لا یَهْدِیهِمُ اللَّهُ قرأ البصری بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
57- فُتِنُوا* قرأ الشامی بفتح الفاء و التاء مبنیّا للفاعل، أی أكرهوا المؤمنین علی الكفر كعكرمة بن أبی جهل و غیره رضی اللّه عنهم و الباقون بضم الفاء و كسر التاء مبنیّا للمفعول أی من فتنتهم الكفار بالإكراه علی التلفظ بالكفر، و قلوبهم مطمئنة بالإیمان كعمار بن یاسر و غیره رضی اللّه عنهم.
58- لا یُظْلَمُونَ* تفخیمه لورش جلی و هو تام بإجماع، و منتهی الربع علی المشهور، و نقل فی المسعف الإجماع علیه، و قیل رحیم قبله و علیه كثیر من المغاربة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 359

الممال‌

الْقُرْبی* و أُنْثی* و بُشْری* و الدُّنْیا* لهم و بصری وَ یَنْهی و أَرْبی و هُدیً* لدی الوقف علیه و توفی لهم شاء لحمزة و ابن ذكوان الكافرین و أبصارهم لهما، و دوری.

المدغم‌

وَ قَدْ جَعَلْتُمُ لبصری و هشام و الأخوین. و البغی یعظكم توكیدها یعلم ما عند اللّه هو أعلم بما، و لا إدغام فی وَ لَیُبَیِّنَنَّ لَكُمْ لتشدید النون و كذا فی بعد ثبوتها لفتحها بعد ساكن و المدغم فیه غیر تاء.
59- الْمَیْتَةَ* لا خلاف بین السبعة فی تخفیف الیاء و إسكانها.
60- فَمَنِ اضْطُرَّ* قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون، و الباقون بالضم.
61- وَ أَصْلَحُوا* تفخیمه لورش جلی.
62- ضَیْقٍ* قرأ المكی بكسر الضاد، و الباقون بفتحها.
63- مُحْسِنُونَ تام، و فاصلة، و منتهی الحزب الثامن و العشرین بإجماع.

الممال‌

جاءَهُمْ* جلی، اجْتَباهُ وَ هَداهُ لهم الدُّنْیا* لهم و بصری.

المدغم‌

وَ لَقَدْ جاءَهُمْ* لبصری و هشام و الأخوین رَزَقَكُمُ* مِنْ بَعْدِ ذلِكَ* لَیَحْكُمُ بَیْنَهُمْ* إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ* أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ*.
و لیس فیها من یاءات الإضافة و الزوائد شی‌ء، و مدغمها أربعة و خمسون. و قال الجعبری و من قلده ثلاثة بإسقاط هو و من ألا إنه فی علم النصرة ذكره فی المدغم و تبع الجعبری فی زمرة العلماء العاملین من غیر سبق عذاب، و لا توبیخ و لا معاتبة آمین. و صغیرها اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 360

سورة الإسراء

اشارة

مكیة بلا خلاف، و آیها مائة و إحدی عشرة كوفی، و عشرة لغیره، جلالاتها عشر. و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه الصحیحة و غیرها لا یخفی.
1- یتخذوا* قرأ البصری بالیاء التحتیة أوله، و الباقون بالتاء الفوقیة.
2- أُولاهُما لا تغفل عما تقدم فی مثله لورش و هو قولنا:
و إن نحو موسی جاء مع باب آمنوافوجها كموسی مع طویل به تجری
و یأتی مع التقلیل فیه توسّطو مع قصره فتح كذا قال من یدری 3- بَأْسٍ* و أَسَأْتُمْ إبدالهما لسوسی دون ورش لا یخفی.
4- لیسوا* قرأ علیّ بالنون و نصب الهمزة و الشامی و شعبة و حمزة بالیاء و نصب الهمزة، و الباقون بالیاء و ضم الهمزة بعدها واو الجمع و ورش علی أصله فی الثلاثة و هو مع الآخرة قبله من باب واحد المد مع المد، و التوسط مع التوسط و القصر مع القصر.
5- الْقُرْآنَ* جلی.
6- وَ یُبَشِّرُ* قرأ الأخوان بفتح الیاء و سكون الباء، و ضم الشین مخففة، و الباقون بضم الیاء و فتح الباء و كسر الشین مشدّدة.
7- یَلْقاهُ قرأ الشامی بضم الیاء و فتح اللام و تشدید القاف، و الباقون بفتح الیاء و إسكان اللام و تخفیف القاف.
8- اقْرَأْ* لا خلاف بین السبعة فی تحقیق همزه إلا أن حمزة یبدله إن وقف.
9- وَ هُوَ* جلی.
10- مَحْظُوراً انْظُرْ قرأ البصری و ابن ذكوان و عاصم و حمزة بكسر التنوین، و الباقون بالضم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 361
11- مَخْذُولًا تام و فاصلة، و منتهی الربع بلا خلاف.

الممال‌

أَسْری* و مُوسَی* لدی الوقف علیه و أُولاهُما و أُخْری* لهم و بصری (الأقصا) و هُدیً* لدی الوقف علیهما و عسی و یلقاه و كفی معا و اهْتَدی* و یَصْلاها* وَ سَعی* لهم الدِّیارِ و لِلْكافِرِینَ* و النهار لهما و دوری جاءَ* معا جلی.

تنبیهان:

الأول: الأقصا مرسوم بالألف علی المشهور فلا تتوهم أنه لا إمالة فیه كما یقع لبعض القاصرین و هو مما استغنی فیه بإمالة اللفظ عن إمالة الخط.
الثانی: یصلاها فیه لورش وجهان التفخیم و هو مقدم فی الأداء كأمثاله، و الترقیق و لا یأتی تقلیله إلا علی الترقیق.

المدغم‌

إِنَّهُ هُوَ* وَ جَعَلْناهُ هُدیً* كِتابَكَ كَفی نُهْلِكَ قَرْیَةً نُرِیدُ ثُمَ فَأُولئِكَ كانَ كَیْفَ فَضَّلْنا.
12- یَبْلُغَنَ قرأ الأخوان بألف ممدودة طویلا بعد الغین و كسر النون، و الباقون بغیر ألف و فتح الفاء مع التنوین، و الابنان بفتح الفاء من غیر تنوین، و الباقون كذلك إلا أنهم یكسرون الفاء.
13- خِطْأً* قرأ المكی بكسر الخاء و فتح الطاء و ألف ممدودة بعدها و ابن ذكوان بفتح الخاء و الطاء من غیر ألف و لا مد، و الباقون بكسر الخاء و إسكان الطاء و لا بد من التنوین و الهمز للجمیع.
تسرف قرأ الأخوان بالتاء علی الخطاب، و الباقون بالیاء علی الغیب.
15- مَسْؤُلًا* معا لا یمده ورش لأن قبله ساكنا صحیحا و نقله لحمزة إن وقف لا یخفی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 362
16- بِالْقِسْطاسِ* قرأ الأخوان و حفص بكسر القاف، و الباقون بالضم.
17- وَ الْفُؤادَ لا یبدله ورش، لأن الهمز لیس فاء.
18- كانَ سَیِّئُهُ قرأ الحرمیان و بصری بفتح الهمزة و بعدها تاء تأنیث منصوبة منونة، و الباقون بضم الهمزة بعدها هاء مضمومة موصولة بواو فی اللفظ.
19- الْقُرْآنِ* كله ظاهر.
20- لِیَذَّكَّرُوا* قرأ الأخوان بإسكان الذال و ضم الكاف مع تخفیفها، و الباقون بفتح الذال و الكاف مشدّدتین.
21- كما تقولون قرأ المكی و حفص بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب.
22- عَمَّا یَقُولُونَ* قرأ الأخوان بالخطاب، و الباقون بالغیب.
23- یسبح* قرأ الحرمیان و الشامی و شعبة بالیاء، و الباقون بتاء التأنیث.
24- مَسْحُوراً انْظُرْ* كسر تنوینه لبصری و ابن ذكوان و حمزة و عاصم لا یخفی.
25- (ا اذا كنا عظاما و رفاتا إنّا) قرأ نافع و علیّ بالاستفهام فی الأول و الخبر فی الثانی و كل علی أصله فقالون بالتسهیل و الإدخال، و ورش بالتسهیل و القصر و علی بالتحقیق و القصر، و قرأ الشامی بعكسهما أی بالخبر فی الأول و الاستفهام فی الثانی، و الباقون بالاستفهام فیهما، و لا یخفی إجراؤهم علی أصولهم فی الهمزتین من كلمة إلا أن هشاما لیس له هنا إلا الإدخال.
2- جَدِیداً* كاف و فاصلة، و منتهی النصف بلا خلاف.

الممال‌

و قصی و الزنا و أُوحِیَ* و فَتَلَقَّی* و فَأَصْفاكُمْ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 363
وَ تَعالی* لهم كلاهما للأخوین، و أما ورش فلیس له فیه إلا الفتح هذا الذی علیه أهل الأداء من المحققین، و به نأخذ القربی و نجوی لهم و بصری أَدْبارَهُمْ* لهما و دوری آذانِهِمْ* لدوری علیّ.

المدغم‌

فقد جعلنا و لقد صرفنا لبصری و هشام و الأخوین.
أَعْلَمُ بِما* معا وَ آتِ ذَا الْقُرْبی علی أحد الوجهین، و الوجه الآخر الإظهار.
قال الجعبری و هو الأشهر نحن نرزقكم فَأُولئِكَ كانَ* ذلِكَ كانَ فِی جَهَنَّمَ مَلُوماً الْعَرْشِ سَبِیلًا، و لم یقع فی القرآن إدغام شین فی سین إلا فی هذا، و لا إدغام فی الشیطان لربه لسكون ما قبل النون.

تنبیه:

اقتصرنا علی الإدغام فی العرش سبیلا تبعا للشاطبی و إلا ففیه الإظهار أیضا و هو قوی رواه سائر أصحاب الإدغام عن البصری، و به قرأ الشذائی عن جمیعهم و اختاره طاهر بن سوار و غیره من أجل زیادة الشین بالتفشی، و قرأ الدانی بالوجهین إلا أنه لم یذكر فی التیسیر إلا الإدغام.
27- رُؤُسَهُمْ* مفردا و مركبا مع متی.
28- أَوْ إِنْ یَشَأْ معا و علیهم كله و النبیین جلی.
29- زَبُوراً* قرأ حمزة بضم الزای، و الباقون بالفتح.
30- قُلِ ادْعُوا* قرأ عاصم و حمزة بكسر اللام، و الباقون بالضم.
31- رَبِّهِمُ الْوَسِیلَةَ و إبدال الرُّؤْیَا* لسوسی جلی، و الْقُرْآنِ* كذلك.
32- أَ أَسْجُدُ قرأ الحرمیان و البصری بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة و عن ورش أیضا إبدال الثانیة ألفا، و یمد طویلا لسكون السین و هشام بتحقیق الأولی، و اختلف عنه فی الثانیة فله التسهیل، و له التحقیق، و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 364
بتحقیقهما و أدخل بین الهمزتین ألفا قالون و البصری و هشام، و الباقون لا یدخلون.
33- أَ رَأَیْتَكَ قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة، و عن ورش أیضا إبدالها ألفا مع المد للساكن و علیّ بإسقاطها، و الباقون بتحقیقها.
34- أخرتنی إلی- قرأ نافع و البصری بزیادة یاء بعد النون فی الوصل و المكی بإثباتها وصلا و وقفا، و الباقون بحذفها كذلك.
35- وَ رَجِلِكَ قرأ حفص بكسر الجیم، و الباقون بإسكانها.
36- نخسف و نرسل* و نعیدكم و (فنرسل) و (فنغرقكم) قرأ المكی و البصری بالنون فی الأفعال الخمسة، و الباقون بالیاء.
37- الْأَرْضِ* و الْأَوَّلُونَ* و الْقُرْآنِ* و لِآدَمَ* وقفها لا یخفی.
38- تَبِیعاً تام و فاصلة و منتهی الربع بإجماع.

الممال‌

متی* و عسی* و كفی* و نجاكم* لهم بالناس* و للناس* لدوری الرؤیا لدی الوقف علیها لورش و بصری و علی أخری لهم و بصری.

المدغم‌

لَبِثْتُمْ* لبصری و شامی و الأخوین اذْهَبْ فَمَنْ لبصری و خلاد و علی.
أَعْلَمُ بِكُمْ* أَعْلَمُ بِمَنْ* رَبِّكَ كانَ كَذَّبَ بِهَا* فِی الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا فَیُغْرِقَكُمْ، و لا إدغام فی كان للإنسان لوقوع النون بعد ساكن، و لا فی داود زبورا لفتحها بعد ساكن، و لا فی خلقت طینا لأن الأول تاء ضمیر.
39- یَقْرَؤُنَ* و یُظْلَمُونَ* و إِلَیْهِمْ* و شیئا، و الصلوات و قرآن معا و القرآن كله لا یخفی.
40- خلقك* قرأ الحرمیان و البصری و شعبة بفتح الخاء و إسكان
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 365
اللام من غیر ألف، و الباقون بكسر الخاء و فتح اللام و ألف بعدها.
41- رُسُلِنا* قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم.
42- وَ نُنَزِّلُ قرأ البصری بإسكان النون و تخفیف الزای و الباقون المكی و غیره بفتح النون، و تشدید الزای.
43- و نئا قرأ ابن ذكوان بتقدیم الألف علی الهمز فالألف تلی النون و الهمز بعدها كجاء، و الباقون بتقدیم الهمز علی الألف، فالهمزة تلی النون و الألف بعدها كرأی، و ورش فیه علی أصله من المد و التوسط و القصر كما فی (یئوسا) و ما فیه من التحریر جلی.
44- شِئْنا* إبداله لسوسی دون ورش جلی.
45- حَتَّی تَفْجُرَ قرأ الكوفیون بضم التاء و إسكان الفاء، و ضم الجیم و تخفیفها، و الباقون بضم التاء و فتح الفاء و كسر الجیم و تشدیدها، و اتفقوا علی تشدید فتفجر الأنهار من أجل المصدر بعده.
46- كِسَفاً* قرأ نافع و الشامی و عاصم بفتح السین، و الباقون بالإسكان.
47- تُنَزِّلَ* مثل و نُنَزِّلُ*.
48- قُلْ سُبْحانَ قرأ الابنان بفتح القاف و ألف بعدها و فتح اللام علی الخبر، و الباقون بضم القاف و إسكان اللام علی الأمر.
49- الْمُهْتَدِ* قرأ نافع و البصری فی الوصل بإثبات یاء بعد الدال، و الباقون بحذفها مطلقا.
50- (ا اذا كنا عظاما و رفاتا إنّا) قرأ نافع و علیّ بالاستفهام فی (ا اذا) و الخبر فی (إنا) و الشامی بعكسهما، و الباقون بالاستفهام فیهما، و هم علی أصولهم من التحقیق و التسهیل و الإدخال إلا أن هشاما لیس له هنا إلا الإدخال.
51- (یئوسا) و (نقرؤه) تسهیل الهمزة لحمزة إن وقف لا یخفی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 366
52- جَدِیداً* تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الحزب التاسع و العشرین عند الجمهور و جعله بعضهم قتورا بعده، و زعم فی المسعف أنه لا خلاف فیه.

الممال‌

أَعْمی* مع الأول لهم و بصری و شعبة و الثانی لهم و شعبة.

تنبیه:

إمالة شعبة هنا اضطجاع و كذلك البصری فخرج من قاعدته من القلیل فی ذوات الیاء عسی و أهدی و فأبی و ترقی و الهدی و كفی و مأواهم لهم جاء معا جلی و نأی إمالة نونه لخلف و علی و همزة فقط لورش و شعبة و خلاد.

تنبیه:

لم أذكر للسوسی الخلاف فی إمالة الهمزة كما ذكره الشاطبی له لأن جمیع الرواة عن السوسی من جمیع الطرق علی الفتح لا یعلم فی ذلك بینهم خلاف، و ذكر الخلاف له انفرد به فارس بن أحمد شیخ الدانی، و تبعه علی ذلك كما قال المحقق، و كل ما انفرد به بعض النقلة لا یقرأ به لعدم تواتره.
فإن قلت: ذكره الدانی فی التیسیر فلا انفراد. قلت: ذكره حكایة لا روایة، و یدل لذلك أنه ذكر الحكم لغیر السوسی بصیغة الجزم بقوله: أمال الكسائی و خلف فتحة النون و الهمزة، و أمال خلاد فتحة الهمزة فقط، ثم قال: و قد روی عن أبی شعیب مثل ذلك بصیغة التمریض، و یدل لذلك أیضا أنه لم یذكره فی المفردات و لا أشار إلیه للناس و الناس لدوری.

المدغم‌

وَ لَقَدْ صَرَّفْنا* لبصری و هشام و الأخوین إِذْ جاءَهُمُ* لبصری و هشام خَبَتْ زِدْناهُمْ لبصری و الأخوین.
الْمَماتِ ثُمَ أَعْلَمُ بِمَنْ* أَمْرُ رَبِّكَ* عَلَیْكَ كَبِیراً نُؤْمِنَ*
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 367
لَكَ* تَفْجُرَ لَنا نُؤْمِنَ لِرُقِیِّكَ، و لا إدغام فی القرآن لا یأتون، و لا فی یكون لك، و لا فی سبحان ربی لسكون ما قبل النون.
53- رَبِّی إِذاً فتح الیاء نافع و البصری و سكنها الباقون.
54- فسل قرأ المكی و علی بفتح السین لا همز بعده، و الباقون بإسكان السین و همزة مفتوحة بعدها.
55- عَلِمْتَ* قرأ علی بضم التاء، و الباقون بالفتح.
56- هؤُلاءِ إِلَّا* و جئنا و قرآنا جلی.
57- قُلِ ادْعُوا* و أَوِ ادْعُوا «1» قرأ عاصم و حمزة بكسر اللام من قل و الواو من أو، و الباقون بالضم.
58- أَیًّا ما تَدْعُوا وقف الأخوان علی الیاء من أَیًّا ما، و الباقون علی المیم.

یاءات الإضافة فی الإسراء

و فیها من یاءات الإضافة واحدة: رَبِّی إِذاً، و من الزوائد ثنتان:
(أخرتنی إلی) فَهُوَ الْمُهْتَدِ* و مدغمها ثلاث و ثلاثون إن لم نعد و آت ذا، و أربع و ثلاثون إن عددناه، و قال الجعبری و من قلده واحد و ثلاثون.
و صغیرها ثمان.
______________________________
(1) قال الشاطبی:
و ضمّك أولی السّاكنین لثالث‌یضمّ لزوما كسره فی ند حلا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 368

سورة الكهف‌

اشارة

مكیة و آیها مائة و خمس حجازی و ست شامی و عشر كوفی و إحدی عشرة بصری، جلالاتها ست عشرة، و ما بینها و بین الإسراء من الوجوه لا یخفی.
1- عِوَجاً قَیِّماً قرأ حفص فی الوصل بالسكت علی الألف المبدلة من التنوین سكتة یسیرة من غیر تنفس إشعارا بأن قیما لیس متصلا بعوجا علی أنه نعت له بل هو منصوب بفعل مقدر أی جعله قیما أو أنزله فیكون حالا من الهاء المتصل به، و یحتمل غیر هذا، و الباقون بغیر سكت، فلهم فی تنوینه الإخفاء لأجل قاف قیما.
2- لَدُنْهُ* قرأ شعبة بإسكان الدال مع إشمامها الضم و كسر النون و الهاء و وصلها بیاء فی اللفظ، و المراد بالإشمام هنا ضم الشفتین عقب النطق بالدال الساكنة علی ما ذكره مكی و الدانی و عبد اللّه الفاسی و غیرهم، و قال الجعبری: لا یكون الإشمام بعد الدال بل معه و اعترض الأول فانظره تنبیها علی أن أصلها الضم، و سكنت تخفیفا، و الباقون بضم الدال و الهاء و إسكان النون و المكی علی أصله فی الصلة.
3- وَ یُبَشِّرَ* قرأ الأخوان بفتح الیاء، و إسكان الباء الموحدة و ضم الشین مخففة، و الباقون بضم الیاء و فتح الموحدة، و كسر الشین مشددة.
4- وَ هَیِّئْ و یُهَیِّئْ عدم إبدال همزها للسبعة إلا حمزة فی الوقف لا یخفی.
5- فَأْوُوا إبدال همزه لسوسی دون ورش جلی.
6- مِرفَقاً قرأ نافع و الشامی بفتح المیم و كسر الفاء، و الباقون بكسر المیم و فتح الفاء و من فتح المیم فخم الراء، و من كسرها رققها لأن الكسرة لازمة و إن كانت المیم فیه زائدة، و لهذا قال بعضهم بتفخیمه لزیادتها و الصواب الأول، و هو كاف، و قیل تام، فاصلة بلا خلاف و منتهی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 369
الربع عند جمیع المغاربة و جمهور المشارقة و شذ بعضهم فجعله كذبا قبله.

الممال‌

فَأَبی* و أَوَی* و هُدیً* إن وقف علیها و یتلی، أحصی لهم موسی و یا موسی و الحسنی و افتری لهم و بصری جاءهم و جاء لحمزة و ابن ذكوان الناس لدوری آثارهما لهما و دوری آذانهم لدوری علی.

المدغم‌

إِذْ جاءَهُمْ* لبصری و هشام یَنْشُرْ لَكُمْ لبصری بخلف عن الدوری.
وَ جَعَلَ لَهُمْ خَزائِنَ رَحْمَةِ* فَقالَ لَهُ قالَ لَقَدْ* الْآخِرَةِ جِئْنا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَی الْكَهْفِ فَقالُوا نَحْنُ نَقُصُّ* فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ*، و لا إدغام فی یخرون للأذقان معا لسكون ما قبل النون.
7- تَتَزاوَرُ قرأ الشامی بإسكان الزای و حذف الألف و تشدید الراء، و الكوفیون بفتح الزای و تخفیفها و ألف بعدها و تخفیف الزای و الباقون كذلك إلا أنهم شددوا الزای.
8- فَهُوَ الْمُهْتَدِ* فهو جلی و أما المهتد فقرأ نافع و البصری حال الوصل بإثبات یاء بعد الدال، و الباقون بحذفها فی الحالین.
9- وَ تَحْسَبُهُمْ قرأ الحرمیان و بصری و علیّ بكسر السین، و الباقون بفتحها.
10- ذِراعَیْهِ راؤه مرفق لورش من أجل الكسرة قبله، و هو الذی فی أكثر التصانیف و به قرأ الدانی علی فارس و الخاقانی و أخذ جماعة فیه بالتفخیم من أجل العین بعده، و به قرأ الدانی علی أبی الحسن و الأخذ عندنا بالأول و مثله سراعا و ذراعا.
11- وَ لَمُلِئْتَ قرأ الحرمیان بتشدید اللام الثانیة و الباقون بالتخفیف و إبدال همزه لسوسی لا یخفی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 370
12- رُعْباً قرأ الشامی و علی بضم العین و الباقون بإسكانها.
13- بِوَرِقِكُمْ قرأ البصری و شعبة و حمزة بإسكان الراء، و الباقون بكسرها و من سكن فخم الراء و من كسر رقّق.
14- رَبِّی أَعْلَمُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء و الباقون بإسكان.
15- لشای‌ء رسمت بألف بعد الشین، و لیس له القرآن نظیر.
16- یَهْدِیَنِ* قرأ نافع و بصری وصلا بإثبات یاء بعد النون و المكی بإثباتها فی الحالین، و الباقون بحذفها فیهما.
17- ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ قرأ الأخوان بحذف تنوین مائة علی الإضافة، و الباقون بالتنوین.
18- وَ لا یُشْرِكُ* قرأ الشامی بتاء الخطاب و جزم الكاف علی النهی، و الباقون بالیاء و رفع الكاف علی الخبر.
19- بالغداوة قرأ الشامی بضم الغین و إسكان الدال و بعده واو مفتوحة، و الباقون بفتح الغین و الدال و بعدها ألف لفظا و الرسم بواو بعد الدال.
20- مُرْتَفَقاً* تام و فاصلة و منتهی النصف بإجماع.

الممال‌

وَ تَرَی الشَّمْسَ إن وقف علی تری لهم و بصری و إن وصل فلسوسی بخلف عنه أَزْكی* و عسی و هواه لهم الدنیا لهم و بصری شاء معا جلی، و تمار لا إمالة فیه لأن الراء لیست طرفا لتوسطها بالیاء المحذوفة للجازم.

المدغم‌

لبثتم معا لبصری و شامی و الأخوین.
أَعْلَمُ بِما* أَعْلَمُ بِهِمْ أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 371
مبدل لكلماته تُرِیدُ زِینَةَ لِلظَّالِمِینَ ناراً، و لا إدغام فی أقرب من هذا لتخصیص الإدغام بیاء یعذب، و میم من و لا فی العشی یریدون لتثقیله.
20- تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ* و متكئین جلیان.
21- أُكُلَها* قرأ الحرمیان و بصری بسكون الكاف، و الباقون بالضم.
22- ثَمَرٌ* قرأ عاصم بفتح الثاء و المیم و البصری بضم الثاء و إسكان المیم، و الباقون بضم الثاء و المیم.
23- أَنَا أَكْثَرُ و أَنَا أَقَلَ قرأ نافع بإثبات ألف أنا فیصیر من باب المنفصل، و الباقون بحذفها لفظا فی الوصل فلا مدّ عندهم و كلهم یقف بالألف تبعا للرسم.
24- منهما* قرأ الحرمیان و الشامی بمیم بعد الهاء علی التثنیة، و الباقون بحذفها علی الإفراد و كل تبع مصحفه.
25- لكِنَّا* قرأ الشامی بإثبات الألف بعد النون وصلا، و الباقون بحذفها و لا خلاف بینهم فی إثباتها فی الوقف اتباعا للرسم.
26- بِرَبِّی أَحَداً* معا و ربی إن قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء فی الثلاثة، و الباقون بالإسكان.
27- إِنْ تَرَنِ قرأ قالون و البصری فی الوصل بإثبات یاء بعد النون و المكی بإثباتها وصلا و وقفا و الباقون بحذفها فی الحالین.
28- أَنْ یُؤْتِیَنِ قرأ نافع و البصری بزیادة یاء بعد النون وصلا و المكی بزیادتهما مطلقا، و الباقون بحذفها مطلقا.
29- بِثَمَرِهِ مثل ثَمَرٌ* و هو كهی جلی.
30- وَ لَمْ تَكُنْ* قرأ الأخوان بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث.
31- الْوَلایَةُ قرأ الأخوان بكسر الواو، و الباقون بالفتح.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 372
32- لِلَّهِ الْحَقِّ* قرأ البصری و علی برفع القاف و الباقون بخفضه.
33- عُقْباً قرأ عاصم و حمزة بإسكان القاف، و الباقون بالضم.
34- الرِّیاحُ* قرأ الأخوان بإسكان الیاء، و لا ألف بعدها علی التوحید، و الباقون بفتح الیاء بعدها ألف علی الجمع.
35- نُسَیِّرُ الْجِبالَ قرأ الابنان و البصری بالتاء المضمومة، و فتح الیاء التحتیة و رفع الجبال، و الباقون بالنون المضمومة و كسر الیاء، و نصب الجبال.
36- ما لِهذَا* اللام فی الرسم مفصولة من الهاء فوقف البصری و علی بخلاف عنه علی ما، و الباقون علی اللام، و هو الطریق الثانی لعلی و كلهم لا یبتدئ بالهاء من هذا بل یبتدئ؟؟؟ ا.
37- أحد* تام، و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع كذلك، و لا عبرة بخلاف من خالف.

الممال‌

سَوَّاكَ* و فعسی و أحصاها لهم شاء جلی الدنیا معا لهم و بصری و تری الأرض و فتری المجرمین مثل و تری الشمس.

تنبیه:

لم نذكر فی الممال كلتا إن وقف علیها لأن الفتح فیها أشهر و أرجح عند أهل الأداء بل حكی ابن شریح و غیره الإجماع علیه و جنح إلیه المحقق و قال جاء النص به عن الكسائی و لو قلنا بإمالتها كما هو مذهب أئمتنا العراقیین قاطبة كابن سوار و ابن فارس و سبط الخیاط و غیرهم فإمالتها لهم و بصری لأنها فعلی كإحدی و سیما و الظاهر عندی حیث ثبت فیها النص بالفتح و الإمالة أنها تمال للبصری و ورش لأن ألفها عند البصریین ثابت و التاء مبدلة من واو و الأصل كلوی، و لا تمال للأخوین لأنهما من الكوفیین و ألفها عندهم ألف تثنیة واحدها كلت، و هی لا تمال بإجماع و ما ذكرناه من
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 373
أن ألفها للتأنیث عند البصریین و للتثنیة عند الكوفیین نص علیه غیر واحد من أئمة القراء و النحو كالدانی فی موضحه و جامعه و سیبویه. و اللّه أعلم.

المدغم‌

إِذْ دَخَلْتَ لبصری و شامی و الأخوین لقد جئتمونا لبصری و هشام و الأخوین بَلْ زَعَمْتُمْ لهشام، و ورش و علیّ.
فَقالَ لِصاحِبِهِ قالَ لَهُ* جَنَّتَكَ قُلْتَ نَجْعَلُ لَكَ، و لا إدغام فی خلقك لعدم المیم.
38- وَ یَوْمَ یَقُولُ* قرأ حمزة بالنون، و الباقون بالیاء.
39- الْقُرْآنِ* جلی.
40- قُبُلًا* قرأ الكوفیون بضم القاف و الباء، و الباقون بكسر القاف و فتح الباء.
41- هُزُواً* قرأ حمزة بإسكان الزای، و الباقون بالضم و حفص بالواو، و الباقون بالهمز إلا أن حمزة فی الوقف یبدلها واوا كحفص و له أیضا نقل حركة الهمزة إلی الزای و حذفها.
42- یُؤاخِذُهُمْ و تُؤاخِذْنِی جلی.
43- مَوْئِلًا لا مد فیه لأحد و ذكروا فیه لحمزة إن وقف ستة أوجه النقل و الإدغام و إبدال الهمزة یاء و التسهیل و إبدال الهمزة یاء ساكنة، و كسر الواو قبلها و إبدالها واوا من غیر إدغام و الصحیح المقروء به هو الأول و الثانی أما الأول فهو القیاس المطرد بإجماع، و اقتصر علیه غیر واحد كطاهر بن غلبون و أبیه أبی الطیب و ابن سفیان و المهدوی و الطرطوشی و ابن الفحام و أما الثانی فذكره الدانی فی التیسیر و غیره و به قرأ علی شیخه أبی الفتح فارس و أبی محمد مكی و ابن شریح، و حكی سماع ذلك من العرب یونس و غیره و حكاه أیضا سیبویه إلا أنه خصه بالسماع و لم یقسه و الأربعة ضعیفة و أضعفها السادس.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 374
44- لِمَهْلِكِهِمْ قرأ شعبة بفتح المیم و اللام الثانیة و حفص بفتح المیم و كسر اللام، و الباقون بضم المیم و فتح اللام.
45- أَ رَأَیْتَ* قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها ألفا و تمد طویلا للساكن بعدها و علیّ بحذفها، و الباقون بتحقیقها، فإن وقف علیه فلیس فیه لورش إلا التسهیل و یسقط وجه البدل لأنه یلزم علیه اجتماع ثلاث سواكن ظواهر و هو غیر موجود فی كلام العرب و لیس هذا كالوقف علی المشدد و هو ظاهر.
46- أَنْسانِیهُ قرأ حفص بضم الهاء من غیر صلة وصلا، و الباقون بكسرها، و لا یخفی إجراء المكی علی أصله من الصلة.
47- نَبْغِ قرأ نافع و بصری و علیّ بإثبات یاء بعد الغین وصلا لا وقفا و المكی بإثباتها فی الحالین، و الباقون بالحذف كذلك.
48- تُعَلِّمَنِ* قرأ نافع و بصری بزیادة یاء بعد النون وصلا لا وقفا، و المكی بزیادتها مطلقا و الباقون بحذفها مطلقا.
49- عُلِّمْتَ رُشْداً قرأ البصری بفتح الراء و الشین و الباقون بضم الراء و إسكان الشین لغتان، و لا خلاف بینهم فی الموضعین المتقدمین، و هما من أمرنا رشدا، و لأقرب من هذا رشدا أنهما بفتح الراء و الشین.
50- مَعِیَ صَبْراً* الثلاثة قرأ حفص بفتح الیاء و الباقون بالإسكان.
51- سَتَجِدُنِی إِنْ* قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
52- فَلا تَسْئَلْنِی قرأ نافع و الشامی بفتح اللام و تشدید النون، و الباقون بإسكان اللام و تخفیف النون، و لا خلاف بینهم فی إثبات الیاء بعد النون وصلا و وقفا تبعا للرسم إلا أن ابن ذكوان فاختلف عنه فروی عنه إثباتها كالجماعة، و روی عنه حذفها فی الحالین، و لیست من الزوائد كما قد یتوهم.
53- لیغرق أهلها قرأ الأخوان بالیاء مفتوحة و فتح الراء و ضم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 375
لام أهلها، و الباقون بالتاء مضمومة و كسر الراء و نصب اللام.
54- شَیْئاً إِمْراً هو من باب ذكرا فی التفخیم و الترقیق، و لا یضرنا نقل الحركة و یأتی كل منهما علی التوسط و الطویل فی شیئا.
55- زاكیة قرأ الشامی و الكوفیون بغیر ألف بعد الزای، و تشدید الیاء، و الباقون بالألف و تخفیف الیاء.
56- نُكْراً* قرأ نافع و ابن ذكوان و شعبة بضم الكاف، و الباقون بالإسكان كاف و فاصلة و منتهی الحزب الثلاثین بإجماع و هو نصف القرآن باعتبار الأحزاب و الأنصاف و الأرباع و الأثمان.
و اختلف فی نصفه باعتبار الحروف فقیل ألف صبرا الأولی و قیل ثانی لامی و لیتلطف و قیل غیر ذلك، و لعل هذا باختلاف القراءات و إلا فمثل هذا محقق موجود لا یمكن أن یختلف فیه، و باعتبار الكلمات و الجلود بالحج و باعتبار الآیات یؤفكون بالشعراء، و باعتبار السور الحدید فهذه الاعتبارات، له ستة عشر نصفا، و یلغز به، و یقال أی شی‌ء له ستة عشر نصفا.

الممال‌

وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ أن وصل فإمالة الراء فقط لحمزة و شعبة، و إن وقف علی رأی فلابن ذكوان و شعبة و الأخوین إمالة الراء و الهمزة و للبصری الهمزة فقط و لورش إمالتهما معا بین بین للناس و لدوری جاءهم و شاء جلی الهدی معا و لفتاه معا لهم آذانهم لدوری علی القری و موسی معا لهم و بصری أنسانیه لورش و علی آثارهما لهما و دوری.

المدغم‌

وَ لَقَدْ صَرَّفْنا* لبصری و هشام و الأخوین إِذْ جاءَهُمْ* لبصری و هشام، لَقَدْ جِئْتَ* معا لبصری و هشام و الأخوین، و إبدال جئت لسوسی دون ورش لا یخفی.
أَمْرُ رَبِّكَ* بِالْباطِلِ لِیُدْحِضُوا* أَظْلَمُ مِمَّنْ* لَعَجَّلَ لَهُمُ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 376
الْعَذابَ بَلْ لا أَبْرَحُ حَتَّی فَاتَّخَذَ سَبِیلَهُ قالَ لِفَتاهُ وَ اتَّخَذَ سَبِیلَهُ معا قالَ لَهُ*، و لا إدغام فی یَقُولُ نادُوا لأن الإدغام فی عكسه و هو أن یسبق النون اللام علی أثر تحریك، و لا جئت شیئا لأن التاء للخطاب.
57- مَعِیَ صَبْراً* هو الثالث و تقدم.
58- لَدُنِّی قرأ نافع بضم الدال و تخفیف النون و شعبة بإسكان الدال و الإیماء بالشفتین إلی الضمة بعده و قبل كسر النون، و عنه أیضا اختلاس ضمة الدال مع تخفیف النون فیهما، و الباقون بضم الدال و تشدید النون.

تنبیه:

ذكر الاختلاس لشعبة زیادة علی الشاطبی لأنه تبع أصله و لم یذكر سوی الوجه الأول و هذا الثانی قویّ صحیح ذكره غیر واحد من الأئمة كالحافظ أبی العلاء الهمدانی و ابن سوار و الهذلی و ذكره الدانی فی مفرداته و جامعه و المحقق و زاد و هذان الوجهان مما اختص به هذا الحرف لأن الحرف الأول لا یختص بالإشمام لیس إلا.
59- شِئْتَ* إبداله لسوسی دون ورش لا یخفی.
60- لتخذت قرأ المكی و البصری بتخفیف التاء الأولی و كسر الخاء من غیر ألف وصل، و الباقون بألف وصل و تشدید التاء و فتح الخاء و لم یدغم الذال فی التاء المكی و حفص و أدغمه الباقون.
61- فِراقُ* راؤه مفخم للجمیع لوجود حرف الاستعلاء بعده.
62- أَنْ یُبْدِلَهُما قرأ نافع و البصری بفتح الباء و تشدید الدال، و الباقون بإسكان الباء، و تخفیف الدال.
63- رُحْماً قرأ الشامی بضم الحاء، و الباقون بالإسكان.
64- ذِكْراً* و سِتْراً تفخیمهما و ترقیقهما لورش لا یخفی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 377
65- فَأَتْبَعَ سَبَباً و ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً* معا قرأ الشامی و الكوفیون بقطع الهمزة و تشدید التاء فی الثلاثة، و الباقون بوصل الهمزة و تشدید التاء فی الثلاثة.
66- حَمِئَةٍ* قرأ الحرمیان و بصری بغیر ألف بعد الحاء و همزة مفتوحة بعد المیم، و الباقون بألف بعد الحاء و یاء مفتوحة بعد المیم.
67- نُكْراً* تقدم.
68- جَزاءً الْحُسْنی قرأ الأخوان و حفص بنصب الهمزة و التنوین و كسره للساكنین، و قرأ الباقون بالرفع من غیر تنوین.
69- السَّدَّیْنِ قرأ المكی و بصری و حفص بالضم.
70- یَفْقَهُونَ* قرأ الأخوان بضم الیاء و كسر القاف، و الباقون بفتحهما.
71- یَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ* قرأ عاصم بالهمز فیهما، و الباقون بألف من غیر همز.
72- خَرْجاً* قرأ الأخوان بفتح الراء و ألف بعدها، و الباقون بإسكان الراء و لا ألف.
73- سَدًّا* قرأ نافع و الشامی و شعبة بضم السین، و الباقون بالفتح.
74- مَكَّنِّی قرأ المكی بنونین الأولی مفتوحة و الثانیة مكسورة مخففة، و الباقون بنون واحدة مشددة مكسورة.
75- ردما ائتون قرأ شعبة بكسر تنوین ردما و همزة ساكنة بعده فی الوصل، فإن وقف علی ردما و هو كاف، و قیل تام و ابتدأ بائتون فیبتدئ بهمزة وصل مكسورة و إبدال الهمزة الساكنة بعدها یاء، و الباقون بإسكان التنوین و همزة قطع مفتوحة بعدها ألف بعدها تاء فوقیة مضمومة وصلا و وقفا إلا أن ردما إذا وقف علیه یعوض من تنوینه ألف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 378
76- الصَّدَفَیْنِ قرأ شعبة بضم الصاد و إسكان الدال و الابنان و البصری بضم الصاد و الدال، و الباقون بفتحهما.
77- قال ائتونی- قرأ حمزة و شعبة بخلاف عنه بهمزة ساكنة بعد اللام وصلا، فإن وقف علی قال، و لیس محل وقف فالابتداء فی ائتونی بهمزة وصل مكسورة، ثم یاء ساكنة بدلا عن الهمزة التی هی فاء الكلمة، و الباقون بهمزة قطع مفتوحة بعدها ألف فی الوصل و الوقف و هو الطریق الثانی لشعبة.
78- قِطْراً راؤه مفخم للجمیع.
79- فَمَا اسْطاعُوا قرأ حمزة بتشدید الطاء، و الباقون بالتخفیف، و طعن بعض النحاة فی قراءة حمزة بأن فیها الجمع بین الساكنین، و تقدم الجواب عنه فی شهر رمضان و نعما فراجعه، و لا خلاف بینهم فی تخفیف الثانی و هو و ما استطاعوا.
80- دكا* قرأ الكوفیون بحذف التنوین و همزة مفتوحة بعد الألف و مده، و الباقون بتنوینه من غیر همز.
81- حَقًّا* تام، و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع علی ما جری علیه عملنا و هو الظاهر، و سمعا بعده علی المشهور، و قیل نزلا و قیل غیر ذلك.

الممال‌

الْحُسْنی* لهم و بصری ساوی لهم جاء لحمزة و ابن ذكوان.

المدغم‌

(لتخذت) تقدم فَهَلْ نَجْعَلُ لعلیّ، و لا بد فیه من الغنة لأن اللام لا تدغم حتی تقلب نونا فهو من باب إدغام النون فی مثلها.
قالَ لَوْ* وَ سَنَقُولُ لَهُ تَطْلُعُ عَلی* نَجْعَلُ لَكَ.
82- دُونِی أَوْلِیاءَ إِنَّا قرأ نافع و البصری بفتح یاء دونی، و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 379
بالإسكان، و قرأ الحرمیان و بصری بتسهیل همزة إنا، و الباقون بالتحقیق، و مراتبهم فی المد لا تخفی.
83- یَحْسَبُونَ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین، و الباقون بالكسر.
84- هُزُواً* تقدم قریبا.
85- ینفد- قرأ الأخوان بالیاء علی التذكیر و الباقون بالتاء علی التأنیث.
86- جِئْنا* إبداله لسوسی جلیّ.

یاءات الإضافة بالكهف‌

و فیها من یاءات الإضافة تسع: رَبِّی أَعْلَمُ*، بِرَبِّی أَحَداً* معا، رَبِّی أَنْ* مَعِیَ صَبْراً* ثلاثة سَتَجِدُنِی إِنْ* دُونِی أَوْلِیاءَ، و من الزوائد ست: الْمُهْتَدِ* و یَهْدِیَنِ*، و إِنْ تَرَنِ و (تؤتین)، و نَبْغِ و تُعَلِّمَنِ*، و مدغمها واحد و ثلاثون موضعا.
و قال الجعبری و من تبعه ثلاثون، و الصغیر ثلاثة عشر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 380

سورة مریم‌

اشارة

مكیة إجماعا، و آیها تسعون و ثمان لغیر مكی و مدنی آخر و تسع لهما، جلالاتها ثمان و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه الصحیحة و غیرها لا یخفی.
1- كهیعص الكاف و الصاد من الحروف السبعة التی تمد طویلا فی الفواتح لأجل الساكن و الهاء و الیاء من الحروف الخمسة التی علی حرفین فیجب فیها القصر.
و اختلفوا فی العین: فذهب بعض أهل الأداء إلی الإشباع و هو مذهب ابن مجاهد و علی بن محمد الأنطاكی و الأذفوی، و اختاره مكی و غیره لالتقاء الساكنین، و ذهب بعضهم إلی التوسط و هو مذهب عبد المنعم بن غلبون و ابن طاهر و ابن نشیطا و علی بن سلیمان الأنطاكی و اختاره الجعبری و غیره لقصور حرف اللین عن حرف المد و اللین، و هذا الحكم أعنی ما فیه المد فقط أو القصر فقط أو الوجهان لجمیع القراء.
2- زَكَرِیَّا إِذْ* قرأ الأخوان و حفص بإسقاط همزة زكریا فیصیر عندهم من باب المنفصل، و الباقون بتحقیقها فهو عندهم من باب الهمزتین فالحرمیان و البصری یسهلون الثانیة و الشامی و شعبة یحققان.
3- الرَّأْسُ إبداله لسوسی دون السبعة إلا حمزة إن وقف لا یخفی.
4- وَرائِی و كانت قرأ المكی بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، و لورش فیه الثلاثة.
5- عاقِراً* ترقیق رائه لورش لا یخفی.
6- یَرِثُنِی وَ یَرِثُ قرأ البصری و علیّ بجزم الثاء المثلثة من النعلین، و الباقون بالرفع.
7- یا زَكَرِیَّا إِنَّا قرأ الحرمیان و البصری بإبدال الهمزة المكسورة واوا، و عنهم أیضا تسهیلها كالیاء و الباقون بالتحقیق و إسقاط همزة زكریا تقدم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 381
8- إِنَّا نُبَشِّرُكَ* قرأ حمزة بفتح النون و إسكان الباء و ضم الشین مخففة، و الباقون بضم النون، و فتح الباء و كسر الشین مشدّدة.
9- عِتِیًّا* قرأ الأخوان و حفص بكسر العین، و الباقون بالضم.
10- خَلَقْتُكَ قرأ الأخوان بنون بعد القاف و بعدها ألف، و الباقون بتاء مضمومة بعد القاف.
11- لِی آیَةً* قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
12- إِنِّی أَعُوذُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
13- لِأَهَبَ قرأ ورش و البصری و قالون بخلف عنه بیاء مفتوحة بعد اللام، و الباقون بهمزة مفتوحة موضع الیاء.
14- مَقْضِیًّا* كاف و فاصلة بلا خلاف، و منتهی النصف عند جمیع المغاربة، و جمهور المشارقة. و قال بعضهم فریّا، و بعضهم حیّا بعده.

الممال‌

بِالْكافِرِینَ* معا لهما و دوری الدنیا و یحیی و یا یحیی لهم و بصری یوحی و نادی و فأوحی لهم، كهیعص قرأ البصری بإمالة الهاء و الشامی و حمزة بإمالة الیاء، و شعبة و علیّ بإمالتهما و ورش بتقلیلهما، و الباقون بفتحهما.
و ذكر الشاطبی الإمالة لقالون فیهما و لسوسی فی الیاء خروج منه عن طریقه فلا یقرأ به من طریقه، و قد نبه علی ذلك المحقق و غیره، و فی جامع البیان للدانی ما یدل علیه أنی معا لهم و دوری المحراب لابن ذكوان بلا خلاف لأنه مجرور، و ترقیق الراء لورش و تفخیمه للباقین لا یخفی للناس لدوری.

المدغم‌

هَلْ نُنَبِّئُكُمْ لعلی كهیعص ذكر إدغام دال الصاد فی الذال
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 382
لبصری و شامی و الأخوین.
لِلْكافِرِینَ نُزُلًا جَهَنَّمُ بِما ذِكْرُ رَحْمَتِ قالَ رَبِّ* الثلاثة (العظیم منی) الرَّأْسُ شَیْباً علی أحد الوجهین فیه، و الوجه الآخر الإظهار فیه كذلك.
قالَ* معا قالَ رَبُّكَ* الْكِتابَ بِقُوَّةٍ فَتَمَثَّلَ لَها رَسُولُ رَبِّكِ قالَ رَبُّكِ* بكسر الكاف و الأول بفتحها، و لا إدغام فی یكون لی معا للساكن قبل النون.
15- مِتُّ* قرأ نافع و حفص و الأخوان بكسر المیم، و الباقون بالضم.
16- نَسْیاً* قرأ حفص و حمزة بفتح النون، و الباقون بكسرها.
17- مِنْ تَحْتِها* قرأ نافع و حفص و الأخوان بكسر میم من و خفض تاء تحتها، و الباقون بفتح المیم و نصب التاء.
18- تُساقِطْ قرأ حمزة بفتح التاء و القاف و تخفیف السین و حفص بضم التاء و كسر القاف و تخفیف السین، و الباقون بفتح التاء و القاف و تشدید السین.
19- جِئْتِ* لا یخفی.
20- سَوْءٍ* مده و توسطه لورش جلی.
21- آتانِیَ الْكِتابَ قرأ حمزة بإسكان الیاء، و الباقون بالفتح.
22- نَبِیًّا* كله و النبیین جلی.
23- قَوْلَ الْحَقِّ* قرأ الشامی و عاصم بنصب لام قول، و الباقون بالرفع.
24- فَیَكُونُ* قرأ الشامی بنصب النون، و الباقون برفعها.
25- وَ إِنَّ اللَّهَ* قرأ الحرمیان و بصری بفتح همزة إن، و الباقون بالكسر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 383
26- فَاعْبُدُوهُ* و صِراطٌ* معا لا یخفی.
27- إِبْراهِیمَ* معا و یا إِبْراهِیمُ* قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها، و الباقون بكسر الهاء و یاء بعدها.
28- یا أَبَتِ* الأربعة قرأ الشامی بفتح التاء فیهن و الباقون بكسر التاء، فلو وقف علیه فالابنان بالهاء، و الباقون بالتاء.
29- إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان بصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
30- رَبِّی إِنَّهُ* قرأ نافع و البصری، بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
31- مُخْلَصاً* قرأ الكوفیون بفتح اللام، و الباقون بكسرها.
32- عَلَیْهِمْ* ظاهر.
33- وَ بُكِیًّا قرأ الأخوان بكسر الباء، و الباقون بالضم، كاف، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند الجمهور، و لبعضهم شیئا، و لبعضهم و عشیّا، و بعضهم علیّا قبله.

الممال‌

فناداهما و قضی و عسی و تتلی لهم آتانِی* وَ أَوْصانِی لورش و علی عیسی لدی الوقف و موسی لهم و بصری جاءنی جلی، و أما فأجاها فلم یمله أحد لأنه رباعی.

المدغم‌

قَدْ جَعَلَ* و لَقَدْ جِئْتَ* و قَدْ جاءَنِی لبصری و هشام و الأخوین.
جَعَلَ رَبُّكِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ جِئْتَ شَیْئاً* علی أحد الوجهین، و الوجه الآخر الإظهار (تكلم من) الْمَهْدِ صَبِیًّا یَقُولُ لَهُ* فَاعْبُدُوهُ هذا* نَحْنُ نَرِثُ قالَ لِأَبِیهِ* الْعِلْمِ ما لَمْ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 384

تنبیه:

جری عمل شیوخنا المغاربة علی قراءة جِئْتَ شَیْئاً* بالإدغام.
و الحق أن فیه وجهین الإظهار لكونه تاء خطاب و عزاه للأكثرین، و قال الجعبری إنه الأشهر و به قرأت و الإدغام لثقل الكسرة و التأنیث، و بهما أخذ سائر المتأخرین، و لم یدغم فی القرآن كله تاء ضمیر إلا فی هذا الموضع.
34- یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ* قرأ المكی و البصری و شعبة بضم الیاء، و فتح الخاء، و الباقون بفتح الیاء و ضم الخاء.
35- إِذا ما مِتُ قرأ ابن ذكوان بخلف عنه بهمزة واحدة مكسورة علی الخبر، و الباقون بهمزتین الأولی مفتوحة، و الثانیة مكسورة علی الاستفهام و هو الطریق الثانی لابن ذكوان، و قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة، و الباقون بالتحقیق، و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام، و هو من المواضع السبعة التی لا قصر له فیها، و الباقون بلا إدخال، و قرأ نافع و حفص و الأخوان بكسر میم مت، و الباقون بالضم.
36- یذكروا* قرأ نافع و الشامی و عاصم بإسكان الذال و ضم الكاف مخففة، و الباقون بفتح الذال و الكاف مشددتین.
37- جِثِیًّا* معا و عِتِیًّا* و صِلِیًّا قرأ حفص و الأخوان بكسر الجیم.
38- عَلَیْهِمْ* جلی.
39- مَقاماً* قرأ المكی بضم المیم، و الباقون بفتحها.
40- و ریّا قرأ قالون و ابن ذكوان بیاء مشددة من غیر همز، و الباقون بیاء مخففة قبلها همزة ساكنة و لا یبدله السوسی لما یؤدی إلیه من التباس المعنی و اشتباهه فلو وقف ففیه لحمزة وجهان صحیحان رجح كل منهما أولهما: إبدال الهمزة یاء من غیر إدغام، الثانی: الإبدال مع الإدغام، و حكی ثالث و هو التحقیق، و رابع و هو الحذف، و كلاهما ضعیف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 385
41- أَ فَرَأَیْتَ* قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها حرف مد مع الإشباع و علیّ بإسقاطها، و الباقون بالتحقیق.
42- كَلَّا* معا أعلم أن كَلَّا* فی القرآن العظیم فی ثلاثة و ثلاثین موضعا فی خمس عشرة سورة و كلها فی النصف الثانی، و فی السور المكیة، و قد أطال العلماء الكلام علیها و علی بلی باعتبار ما یجوز الوقف علیه منهما و ما لا یجوز حتی أفردهما الدانی و غیره بالتألیف، و تقدم الكلام علی بلی، و أما الكلام فحاصل القول فیها أنها تنقسم ثلاثة أقسام: قسم یوقف علیه علی معنی الزجر و الرد لما قبلها و یبتدأ بما بعدها، و قسم یوقف علی ما قبله و یبتدأ به علی معنی حقا أو إلا الاستفتاحیة، و قسم لا یوقف علیه، و لا یبتدأ به و لا یكون إلا موصولا بما قبله و بما بعده، و هاتان من القسم الأول و سیأتی تعیین كل واحدة فی موضعها إن شاء اللّه تعالی.
43- وَلَداً* الأربعة قرأ الأخوان بضم الواو و إسكان اللام، و الباقون بفتح الواو و اللام.
44- تَؤُزُّهُمْ كلهم یحقق همزه إلا حمزة إن وقف فیسهلها بین بین.
45- یكاد* قرأ نافع و علیّ بالیاء التحتیة، و الباقون بالفوقیة.
46- یَتَفَطَّرْنَ* قرأ الحرمیان و حفص و علیّ بتاء فوقیة مفتوحة بعد الیاء و تشدید الطاء مفتوحة، و الباقون بنون ساكنة موضع الفوقیة و كسر الطاء مخففة.
47- آتِی* ثلاثة ورش فیها لا تخفی و یاؤها ثابتة للجمیع إلا أنها تحذف فی الوصل لفظا.
48- لِتُبَشِّرَ قرأ حمزة بفتح الفوقیة و إسكان الموحدة و ضم الشین مخففة، و الباقون بضم الفوقیة و فتح الموحدة و كسر الشین مشددة.
49- رِكْزاً تام، و فاصلة، و منتهی الحزب الحادی و الثلاثین باتفاق.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 386

الممال‌

أُولِی* و تُتْلی* و هُدیً* لدی الوقف، و أَحْصاهُمْ لهم الكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

وَ اصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ لبصری بخلف عن الدوری هَلْ تَعْلَمُ و هَلْ تُحِسُ لهشام و الأخوین، لَقَدْ جِئْتُمْ لبصری و هشام و الأخوین.
بِأَمْرِ رَبِّكَ لِعِبادَتِهِ هَلْ، أَعْلَمُ بِالَّذِینَ وَ أَحْسَنُ نَدِیًّا وَ قالَ لَأُوتَیَنَ الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ.

یاءات الإضافة بمریم‌

و فیها من یاءات الإضافة ست: مِنْ وَرائِی لِی آیَةً* إِنِّی أَعُوذُ* آتانِیَ الْكِتابَ إِنِّی أَخافُ* رَبِّی إِنَّهُ*، و لا زائدة فیها.
و مدغمها ثلاثة و ثلاثون، و قال الجعبری: ستة و عشرون، و قال القسطلانی و ابن القاضی: خمسة و عشرون، و لا أدری ما هذا فإنهم علماء جهابذة ثقات مثبتون فكیف یخفی علیهم هذا الأمر الجلی لا سیما من یذكر المدغمات فتجدها مخالفة لما ذكره من العدد، و لعله تحریف من الناسخ، و اللّه أعلم، و الصغیر ثمانیة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 387

سورة طه‌

اشارة

مكیة إجماعا، و آیها مائة و ثلاثون. و اثنتان بصری، و أربع حجازی، و خمس كوفی، و ثمان حمصی، و أربعون دمشقی، جلالاتها ست، و ما بینها و بین سابقتها جلی لا یخفی.
1- الْقُرْآنَ* قرأ المكی بالنقل، و الباقون بتركه.
2- وَ هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ مُوسی لیس فی موسی علی كل من الفتح و التقلیل إلا الإمالة و سیأتی وجهه.
3- لِأَهْلِهِ امْكُثُوا* قرأ حمزة بضم الهاء فی الوصل و الباقون بالكسر.
4- إِنِّی آنَسْتُ* و إِنِّی أَنَا رَبُّكَ و إِنَّنِی أَنَا اللَّهُ قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
5- لَعَلِّی آتِیكُمْ* قرأ نافع و الابنان و بصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
6- إِنِّی أَنَا رَبُّكَ قرأ المكی و البصری بفتح همز إنی، و الباقون بالكسر، و إذا اعتبرت حكم الهمزة مع فتح الیاء و سكونها فنافع بكسر الهمز و فتح الباء، و المكی و البصری بفتحهما، و الباقون بالكسر و السكون.
7- طُویً* قرأ الكوفیون و الشامی بتنوین الواو، و الباقون بغیر تنوین.
8- وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ قرأ حمزة بتشدید نون أنا، و الباقون بالتخفیف، و قرأ حمزة أیضا (اخترناك) بنون بعد الراء بعدها ألف، و الباقون بتاء مضمومة موضع النون من غیر ألف علی لفظ الواحد.
9- لِذِكْرِی إِنَ قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
10- وَ لِیَ فِیها قرأ ورش و حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
11- سِیرَتَهَا الْأُولی لیس فی الأولی علی ثلاثة البدل إلا الإمالة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 388
لأنه فاصلة، و مثله أُوتِیتَ سُؤْلَكَ یا مُوسی، و أُوحِیَ إِلَیْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلی مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّی.
12- لِی أَمْرِی قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، و أما لِی صَدْرِی قبله فهو مما اتفق علی إسكانه.
13- أَخِی اشْدُدْ قرأ المكی و البصری بفتح یاء أخی، و الباقون بالإسكان، و قرأ الشامی بقطع همزة اشدد و فتحها، و الباقون بهمزة وصل تحذف فی الوصل و تثبت فی الابتداء مضمومة لوقوع الضم اللازم بعدها، و إذا حذفت همزة الوصل یلتقی ساكنان الیاء و الشین فتحذف الیاء.
14- وَ أَشْرِكْهُ قرأ الشامی بضم الهمزة، و الباقون بفتحها.
15- سُؤْلَكَ و جِئْتَ* و جِئْناكَ* قرأ السوسی بإبدال الهمزة، و الباقون بالهمزة.
16- عَیْنِی إِذْ قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
17- لِنَفْسِی اذْهَبْ و ذِكْرِی اذْهَبا قرأ الحرمیان و بصری بفتح الیاء فیهما، و الباقون بالإسكان.
18- أَعْطی كُلَّ شَیْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدی فیها لورش أربعة أوجه فتح أعطی مع توسط شی‌ء و مدة ثم تقلیله معهما و كلها مع تقلیل هدی لأنه فاصلة.
19- مَهْداً* قرأ الكوفیون بفتح المیم و إسكان الهاء من غیر ألف، و الباقون بكسر المیم و فتح الهاء و ألف بعدها.
20- النُّهی* كاف، و قیل تام، فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع عند جمیع المغاربة و بعض المشارقة، و تولی قبله لجمهورهم.

الممال‌

اعلم أذاقنی اللّه و إیاك حلاوة التذلل بین یدیه، و ملأ قلوبنا بنور هدایته حتی لا نتوكل إلا علیه أن ورشا و البصری خرجا عن أصولهما فی الإمالة فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 389
إحدی عشرة سورة و هی: طه و النجم و سأل و القیامة و النازعات و عبس و سبح و الشمس و اللیل و الضحی و العلق، و تحقیق القول فی ذلك أنهما أمالا ألفات رءوس آی الإحدی عشرة سورة المتطرفة تحقیقا نحو استوی، أو تقدیرا نحو منتهاها سواء كانت یائیة أو واویة أصلیة، أو زائدة فی الأسماء أو الأفعال الثلاثة أو غیرها إلا المبدلة من تنوین نحو آمنا و علما و ذكرا فلا إمالة فیه، و كذلك لا إمالة فیما هو رأس آیة، و لیس ألفا نحو لذكری و لسانی، و واقع و دافع و عظامه و القیامة أما خروج ورش فإن له فی ذوات الیاء الفتح و التقلیل، و لیس له فی رءوس آی هذه السورة إلا التقلیل فقط و هو معنی قوله: و لكن رءوس الآی قد قل فتحها. أی فتحها ورش فتحا قلیلا أی بین بین، و علی هذا حمله أبو شامة و كثیر من حذاق شراحه و هو المأخوذ من كلام المحقق، و جعل الفتح فیها شاذا انفرد به صاحب التجرید، و لهذا كان فی أتاك الفتح و الإمالة لأنه لیس رأس آیة فجری فیه علی أصله و فی موسی التقلیل فقط لأنه رأس آیة و هذا ما لم یكن رأس الآیة علی لفظها فإن كان كذلك و ذلك فی النازعات و الشمس نحو مرساها و بناها فله فیه وجهان الفتح و التقلیل، و هذا ما لم یكن فیه راء، و هو ذكراها فلیس له فیه إلا التقلیل علی أصله، و أما البصری فإنه أمال ما كان علی وزن فعلی مثلث الفاء و كل ألف منقلبة عن یاء قبلها راء و ألفاظا مخصوصة مذكورة فی مواضعها، و أمال رءوس آی هذه السور ما كان علی فعلی و غیره، و سواء كان من ذوات الراء و غیره إلا أنه فی صفة الإمالة علی أصله فإن كانت من ذوات الراء فإنها محضة و إلا فبین بین، و الأخوان یمیلان جمیع ذلك إلا أنهما لم یخرجا عن أصولهما فی شی‌ء فلم یظهر للتنصیص علی إمالتهما هنا فائدة، و قد اختص علیّ بإمالة تلاها و غیرها كما سیأتی و هی من رءوس الآی، و لا بد للقارئ من تمییز ما هو رأس آیة من غیره لیمیل ما هو رأس آیة و یفتح غیره إن لم یمل لسبب آخر و الأعداد المشهورة فی ذلك ستة و هی:
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 390
المدنی الأول، و المدنی الأخیر، و المكی، و البصری، و الشامی، و الكوفی، و لا خلاف بینهم أن الأخوین یعتبران العدد الكوفی إلا أنهما كما تقدم لا یخرجان عن أصولهما فلا یحتاج القارئ بقراءتهما إلی معرفة العدد، و اختلف فیما یعتبره ورش و البصری، فذهب صاحب الدر النثیر إلی أن ورشا یعتبر المدنی الأخیر، و البصری یعتبر عدد بلده و علی هذا اقتصر المحقق و احتج علی ما لورش بأنه عدد نافع، و أصحابه الممیلین رءوس الآی.
و ذهب الدانی و تبعه الجعبری و غیره إلی أنهما یعتبران المدنی الاول.
قال الدانی: لأن عامة المصریین رووه عن ورش عن نافع و عرضه البصری عن أبی جعفر.

فائدة:

لا خلاف بین أهل العدد فی الفواصل الممالة من هذه الإحدی عشرة سورة سورة إلا فی تسع آیات: الأولی طه أول السورة عدها الكوفی، و لم یعدها الباقون، الثانیة موسی من قوله تعالی: وَ لَقَدْ أَوْحَیْنا إِلی مُوسی أَنْ أَسْرِ عدها الشامی، و لم یعدها الباقون، الثالثة: موسی من قوله: وَ إِلهُ مُوسی فَنَسِیَ عدها المكی و المدنی الأول قبل و اختلف عنه، الرابعة:
هُدیً* من قوله تعالی: (فإما تأتینكم منی هدی)، الخامسة: الدنیا من قوله تعالی: زَهْرَةَ الْحَیاةِ الدُّنْیا عدهما الجماعة كلهم سوی الكوفی، و هذه كلها بطه، السادسة: تَوَلَّی* من قوله تعالی: فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّی عدها الكل إلا الشامی، السابعة: الدُّنْیا* من قوله تعالی: وَ لَمْ یُرِدْ إِلَّا الْحَیاةَ الدُّنْیا للكل إلا الدمشقی و هما معا بالنجم.
الثامنة: طَغی* بالنازعات من قوله تعالی: فَأَمَّا مَنْ طَغی عدها الشامی و البصری و الكوفی، و لم یعدها المدنیان و مكی، التاسعة:
یَنْهی* بالعلق من قوله تعالی: أَ رَأَیْتَ الَّذِی یَنْهی للكل إلا الدمشقی، و قد نظم ذلك العلامة ابن غلبون رحمه اللّه تعالی فقال:
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 391 فلیس من رءوس آی طه‌لمن سوی الكوفی مبتداها
و عكسه منّی هدی فی الثنیاكذاك زهرة الحیاة الدّنیا
و لفظ موسی فنسی بمعزل‌لغیر مكّیّ و غیر الأوّل
و ألغ موسی إن و من تولّی‌لمن سوی الشّامی الرضی المعلی
و عكسه الدّنیا الّذی به تسقی‌كذا الّذی ینهی بسورة العلق
و من طغی للمدنی الأوّل‌و الثّان و المكّی دعه تعدل لكن لا تظهر ثمرة هذا الخلاف إلا فی كلمتین موسی من قوله تعالی:
و إله موسی بطه، و طغی بالنازعات من قوله تعالی: فَأَمَّا مَنْ طَغی، و قد ذیلت بهذه الفائدة كلام ابن غازی فقلت:
و ثمرة الخلاف لیست تظهرإلّا بموسی مع إله یذكر
كذاك قوله فأمّا من طغی‌بالنّازعات خاب سعی من بغی و مصطلحنا فی هذه السورة أنا نقول بعد قولنا الممال فواصله أی الربع، و نذكر عددها بحساب الجمل، ثم نذكرها واحدة واحدة مع تعیین المختلف فیه، ثم نقول ما لیس برأس آیة و أذكر ما ما فی الربع من الممال و لیس رأس آیة أو رأس عند من لم یمل رءوس الآی، و العزو فی الجمیع علی مصطلحنا الأول فهذا أحسن مما ذكره ابن غازی رحمه اللّه لأنه إنما ذكر ما یلتبس أنه رأس آیة و لیس هو رأس آیة و ترك التعرض لرءوس الآیة و ذكرها أهمّ و غیرها یعلم منه و اللّه الموفق، فواصله الممالة الخ لتشقی و یخشی و العلی و استوی و الثری و أخفی و الحسنی و موسی إذ و هدی و یا موسی إنی و طوی و یوحی و تسعی و فتری و یا موسی قال و أخری و ألقها یا موسی، و تسعی و الأولی و أخری و الكبری و طغی و یا موسی و لقد و أخری و یوحی و یا موسی و اصطنعتك و طغی و یخشی و یطغی و أری و الهدی و تولی و ربكما یا موسی و هدی و الأولی و ینسی و شتی و النهی لهم و بصری.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 392

تنبیه:

ما قبل همزة الوصل نحو العلی الرحمن، و المنوّن نحو هدی لا إمالة فیه إلا حال الوقف علیه و لهذا كان طوی یمیله ورش و البصری وصلا و وقفا لأن قراءتهما بغیر تنوین و الأخوان لدی الوقف فقط لأن قراءتهما بالتنوین و الكبری ذهب السوسی فیه علی أصله من الفتح و الإمالة حال الوصل. ما لیس برأس آیة طه قرأ قالون و المكی و الشامی و حفص بفتح الطاء و الهاء و ورش و البصری بفتح الطاء و إمالة الهاء و شعبة و الأخوان بإمالتهما و لم یمل أحد الطاء مع فتح الهاء و ما ذكرناه من أن ورشا إمالته فی الهاء محضة هو المشهور و مذهب الجمهور، و لم یقرأ الدانی علی شیوخه بسواه و اقتصر علیه غیر واحد كطاهر بن غلبون و أبی القاسم الهذلی.
و روی بعضهم أنه بین بین و لا یقرأ به من طریق الشاطبیة و أصلها، و علی الأول فلیس لورش مما یمال محضا إلا هذا الحرف.
قال الجعبری: سؤال طه لیست فاصلة عند المدنی و البصری و یمیلها أبو عمرو و ورش و زهرة الحیاة الدنیا و منی هدی لیستا فاصلتین عند الكوفی و یمیلهما حمزة و علی جواب أمال أبو عمرو و ورش طه باعتبار كونه حرفا كهاء مریم و لهذا محضاها لا باعتبار الفاصلة و أمال حمزة و علی منی هدی و زهرة الحیاة الدنیا باعتبار الیاء و فعلی و أمالوا إلی موسی باعتبار رسم الیاء و الحمل علی فعلی فقس علی ذلك أتاك و أتاها و لتجزی و هواه و فألقاها و أعطی لهم.
21- رَأی* قرأ الأخوان و ابن ذكوان و شعبة بإمالة الراء و الهمزة و ورش بتقلیلهما و البصری بإمالة الهمزة فقط، و الباقون بفتحهما.
22- النَّارِ* لهما و دوری.

المدغم‌

و یسر لی لبصری بخلف عن الدوری إذ تمشی و قد جئناك لبصری
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 393
و هشام و الأخوین فلبثت لبصری و شامی و الأخوین.
فقال لأهله نودی یا موسی قال رب نسبحك كثیرا و نذكرك كثیرا إنك كنت و لتصنع علی أمك كی قال ربنا جعل لكم.
23- سُویً* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بضم السین، و الباقون بالكسر.
24- فَیُسْحِتَكُمْ قرأ حفص و الأخوان بضم الیاء و كسر الحاء من أسحت رباعیّا، و هی لغة نجد و تمیم، و الباقون بفتحهما من سحت ثلاثیا و هی لغة الحجاز.
25- قالُوا إِنْ* قرأ المكی و حفص بتخفیف نون إن أی بسكونها، و الباقون بالتشدید.
26- هذانِ* قرأ البصری بیاء بعد الذال، و الباقون بالألف، و قرأ المكی بتشدید النون، و الباقون بالتخفیف فصار المكی یقرأ إن هذان بتخفیف نون إن و ألف بعد الذال و تشدید النون و حفص مثله إلا أنه هذان و هاتان القراءتان أوضح القراءات فی هذه الآیة لفظا و معنی و لفظا و خطا، و البصری بتشدید إن و هذین بالیاء و التخفیف، و الباقون مثله إلا أنهم بالألف مكان الباء و لا بد للمكی من المدّ الطویل فی هذان وصلا و وقفا و لغیره القصر إلا فی الوقف فلهم الثلاثة.

تذییل‌

اتفقت المصاحف علی رسم هذان بغیر یاء و هكذا رواه أبو عبیدة فی الأحكام و علیه فرسمه للبصری بیاء حمراء ملحقة كسائر نظائره و اللّه أعلم.
27- فَأَجْمِعُوا* قرأ البصری بهمزة وصل بعد الفاء و فتح المیم، و الباقون بهمزة قطع مفتوحة و كسر المیم.
28- یُخَیَّلُ قرأ ابن ذكوان بالتاء علی التأنیث، و الباقون بالیاء علی التذكیر.
29- تَلْقَفْ* قرأ ابن ذكوان برفع الفاء، و الباقون بالجزم و قرأ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 394
حفص بإسكان اللام مع تخفیف القاف، و الباقون بفتح اللام و تشدید القاف، و البزی بتشدید التاء فی الوصل، و الباقون بالتخفیف ففیه أربع قراءات: فنافع و قنبل و البصری و هشام و شعبة و الأخوان بتخفیف التاء و فتح اللام و تشدید القاف و جزم الفاء و البزی مثلهم إلا أنه یشدد التاء وصلا و ابن ذكوان مثلهم إلا أنه یرفع الفاء و حفص بتخفیف التاء و القاف و إسكان اللام و جزم الفاء.
30- ساحر* قرأ الأخوان بكسر السین و إسكان الحاء من غیر ألف، و الباقون بفتح السین و ألف بعدها و كسر الحاء.
31- آمَنْتُمْ لَهُ* قرأ قنبل و حفص بهمزة واحدة بعدها ألف علی الخبر فتكون علی وزن باركتم، و الباقون بهمزتین علی الاستفهام، و حقق الثانیة الأخوان و شعبة و الباقون بالتسهیل، و لا إدخال بینهما لأحد و ورش علی أصله من المد و التوسط و القصر، لأن تغییر الهمز لا یمنع من ذلك و لیس له فیها بدل.
32- وَ مَنْ یَأْتِهِ قرأ السوسی بإسكان الهاء، و قالون و هشام بحذف صلة الهاء، و لهما أیضا الصلة و هی قراءة الباقین.

تنبیه:

ذكرنا حذف الصلة لهشام إنما هو تبع له و لشراحه و الأولی أن لا یقرأ به لأنه لم یذكره المحقق و تبعه علی ذلك كثیر من المحققین و لم یذكروه إلا أنهم لم یتعرضوا لتضعیفه و لم یذكره أیضا فی أصله و نصه قرأ قالون بخلاف عنه و من یأته مؤمنا باختلاس كسرة الهاء فی الوصل، و أبو شعیب بإسكانها فیه، و الباقون بإشباعها انتهی، فدخل هشام فی الباقین فقول الجعبری و تبعه غیره وجه الصلة لهشام من زیادات القصید، و به قطع ابن شریح و مكی و هم صوابه حذف الصلة و اللّه أعلم.
33- أَنْ أَسْرِ* قرأ الحرمیان بهمزة وصل و یكسران النون من أن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 395
وصلا للساكنین، و الباقون بقطع الهمزة مفتوحة و إسكان النون و خلف فی السكت و تركه علی أصله.
34- لا تَخافُ دَرَكاً قرأ حمزة بحذف الألف و إسكان الفاء و الباقون بإثبات الألف بعد الحاء و رفع الفاء.
35- قَدْ أَنْجَیْناكُمْ قرأ الأخوان بتاء مضمومة بعد الیاء التحتیة من غیر ألف علی لفظ الواحد، و الباقون بنون مفتوحة بعدها ألف.
36- وَ واعَدْناكُمْ قرأ الأخوان بإثبات ألف بعد الواو الثانیة و تاء مضمومة بعد الدال من غیر ألف و البصری بحذف الألف بعد الواو و نون بعد الدال بعدها ألف، و الباقون مثله إلا أنهم یثبتون الألف بعد الواو.
37- رَزَقْناكُمْ* قرأ الأخوان بتاء مضمومة بعد القاف من غیر ألف، و الباقون بنون مفتوحة بعدها ألف.
38- فَیَحِلَ قرأ علیّ بضم الحاء، و الباقون بالكسر.
39- وَ مَنْ یَحْلِلْ قرأ علی بضم اللام الأولی، و الباقون بالكسر، و لا خلاف بینهم فی كسر الحاء من قوله أم أردتم أن یحل علیكم؛ لأن المراد به الواجب لا النزول.
40- اهْتَدی* كاف، و قیل تام، فاصلة، و منتهی نصف الحزب بإجماع.

الممال‌

فواصله كراء أخری و أبی و بسحرك یا موسی و سوی و ضحی، و أتی و افتری، و النجوی و المثلی و استعلی و ألقی و تسعی و خیفة موسی و الأعلی و أتی و هارون و موسی و أبقی و الدنیا و أبقی، و یحیی و العلی و تزكی و نخشی و هدی و السلوی و هوی و اهتدی لهم و بصری، و وافقهم شعبة فی سوی إن وقف علیه، ما لیس برأس آیة فتولی لهم موسی ویلكم و یا موسی إما أن و موسی أن أسر لهم و بصری خاب لحمزة جاء له و لابن ذكوان خطایانا لورش و علی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 396

المدغم‌

فَقالَ لَهُمُ* الْیَوْمَ مَنِ اسْتَعْلی كَیْدُ ساحِرٍ السَّحَرَةُ سُجَّداً آذَنَ لَكُمْ* لِیَغْفِرَ لَنا، و لا إدغام فی الیتم ما لتثقیله.
41- أَ فَطالَ قرأ ورش وصلا و وقفا بتغلیظ اللام و ترقیقها، و الباقون بالترقیق.
42- بِمَلْكِنا قرأ نافع و عاصم بفتح المیم و الأخوان بضمها، و الباقون بالكسر.
43- حُمِّلْنا* قرأ البصری و شعبة و الأخوان بفتح الحاء و المیم مخففة، و الباقون بضم الحاء و كسر المیم مشدّدة.
44- أ لا تتبعن قرأ نافع و البصری بإثبات یاء بعد النون وصلا لا وقفا، و أثبتها المكی فی الحالین، و الباقون بحذفها فی الحالین.
45- یَا بْنَ أُمَ قرأ الشامی و شعبة و الأخوان بكسر المیم، و الباقون بالفتح.
46- بِرَأْسِی إِنِّی قرأ نافع و البصری بفتح یاء برأسی و الباقون بالإسكان و إبدال همزه لسوسی لا یخفی.
47- یَبْصُرُوا قرأ الأخوان بالتاء علی الخطاب، و الباقون بالیاء.
48- تُخْلَفَهُ قرأ المكی و البصری بكسر اللام، و الباقون بالفتح.
49- یُنْفَخُ* قرأ البصری بالنون مفتوحة و ضم الفاء، و الباقون بالیاء موضع النون الأولی مضمومة و فتح الفاء.
50- عِلْماً* تام، و قیل كاف، فاصلة و منتهی الربع بلا خلاف.

الممال‌

فواصله الممالة بالمختلف فیه یا موسی و لترضی و إله موسی و إلینا موسی لهم و بصری إلا أن موسی من قوله و إله موسی عده المكی و المدنی الأول و علیه فإن قلنا إن ورشا یعتبر المدنی الأول فلیس له فیه إلا التقلیل لأنه
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 397
رأس آیة، و إن قلنا یعتبر الثانی فله الفتح و التقلیل لأنه لیس برأس آیة و أما البصری و الأخوان فلیس لهم فیه إلا الإمالة أما الأخوان فلا جرائها علی أصولهما و إن لم یكن عندهما رأس آیة فأما البصری فإن قلنا إنه یعتبر المدنی الأول فهو عنده رأس آیة و إن قلنا إنه یعتبر عدد بلده فلیس عنده رأس آیة لكن أجمع من یقول له بإمالة ألف التأنیث من فعلی و هی قراءتنا علی إلحاق موسی لكن ینبغی عده للأخوین و ورش و البصری إن قلنا إنهما لا یعتبران عدد المدنی الأول فیما لیس بفاصلة و لذا نذكره معه فافهم. ما لیس برأس آیة موسی إلی و إله موسی و لا تری لهم و بصری ألقی لدی الوقف لهم.

المدغم‌

فَنَبَذْتُها لبصری و الأخوین فَاذْهَبْ فَإِنَ لبصری و خلاد و علی قد سبق لبصری و هشام و الأخوین لَبِثْتُمْ* معا لبصری و شامی و الأخوین.
فَقالَ لَهُمُ* تَقُولَ لا مِساسَ هُوَ وَسِعَ أَعْلَمُ بِما* أَذِنَ لَهُ* یَعْلَمُ ما*، و لا إدغام فی نبرح علیه لتخصیصه یزحزح عن النار.
51- وَ هُوَ* جلی فَلا یَخافُ* قرأ المكی بغیر ألف بعد ألف بعد الخاء و جزم الفاء، و الباقون بالألف و رفع الفاء، قُرْآناً* جلی، فِیهِ* كذلك، أَنَّكَ* قرأ نافع و شعبة بكسر الهمزة، و الباقون بالفتح.
52- سَوْآتُهُما* فیه لورش أربعة أوجه قصر الواو مع ثلاثة الهمزة و توسط الواو و الهمزة.
53- وَ عَصی آدَمُ رَبَّهُ فَغَوی كیفیة قراءتها لورش تأتی بالقصر و الطویل فی آدم علی الفتح فی عصی ثم بالتوسط و الطویل فیه علی التقلیل و الأربعة مع تقلیل فغوی.
54- حَشَرْتَنِی أَعْمی قرأ الحرمیان بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
55- وَ مِنْ آناءِ نقل ورش و ثلاثته جلیات فإن وقف علیه لحمزة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 398
و لیس بمحل وقف ففیه سبعة و عشرون وجها كلها قویة صحیحة، ففیه البدل مع المد و التوسط و القصر و التسهیل مع المد و القصر و إبدال الهمزة یاء ساكنة مع الثلاثة و روم حركة الیاء مع القصر فهذه تسعة مضروبة فی النقل و السكت و عدمه.
56- تَرْضی* قرأ شعبة و علیّ بضم التاء مبنیّا للمفعول، و الباقون بفتحها مبنیّا للفاعل.
57- وَ أْمُرْ* إبداله لورش و سوسی جلی.
58- تَأْتِهِمْ* قرأ نافع و البصری و حفص بالتاء علی التأنیث، و الباقون بالیاء علی التذكیر.
59- الصِّراطِ* لا یخفی و اهْتَدی* تام و فاصلة و منتهی الحزب الثانی و الثلاثین بإجماع.

الممال‌

فواصله الممالة بالمختلف فیه كأبی و فتشقی و تعری و تضحی، و لا یبلی و فغوی و هدی و متی هدی و یشقی و أعمی الأول و تنسی و أبقی و النهی و مسمی و ترضی و الدنیا و هذا و منی هدی اختلف فیهما فعدهما المدنیان و البصری و الشامی، و لم یعدهما الكوفی و اتفقوا علی إمالتهما و أبقی و للتقوی و الأولی و نخزی و اهتدی لهم و بصری ما لیس برأس آیة خاب جلیّ فتعالی إن وقف علیه و یقضی و عصی و اجتباه و منی هدی لدی الوقف و أعمی الثانی لهم هدای لورش و دوری علی الدنیا لهم و بصری النهار لهما و دوری.

المدغم‌

آدَمُ مِنْ* قالَ رَبِّ* رَبِّكَ قَبْلَ* النَّهارِ لَعَلَّكَ نَحْنُ نَرْزُقُكَ، و لا إدغام فی نرزقك لفقد المیم بعد الكاف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 399

یاءات الإضافة فی سورة طه‌

و فیها من یاءات الإضافة ثلاثة عشر إِنِّی آنَسْتُ* لَعَلِّی آتِیكُمْ* إِنِّی أَنَا رَبُّكَ إِنَّنِی أَنَا اللَّهُ لِذِكْرِی إِنَ وَ لِیَ فِیها لِی أَمْرِی أَخِی اشْدُدْ عَیْنِی إِذْ لِنَفْسِی اذْهَبْ و ذِكْرِی اذْهَبا بِرَأْسِی إِنِّی حَشَرْتَنِی أَعْمی، و فیها من الزوائد واحدة إلا تَتَّبِعَنِ و مدغمها ثمانیة و عشرون.
و قال الجعبری و غیره: ستة و عشرون بإسقاط هو وسع ربك قبل.
و الصغیر تسعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 400

سورة الأنبیاء علیهم الصلاة و السلام‌

اشارة

مكیة اتفاقا و آیها مائة و إحدی عشرة فی غیر الكوفی و اثنتا عشرة فیه، جلالاتها ست و ما بینها و بین طه من الوجوه تحریرا و ضربا لا یخفی.
1- قالَ رَبِّی یَعْلَمُ قرأ الأخوان و حفص بفتح القاف و ألف بعدها، و فتح اللام علی الخبر، و الباقون القاف و حذف الألف و سكون اللام علی الأمر، وَ هُوَ* لا یخفی.
2- یوحی إلیهم قرأ حفص بالنون و كسر الحاء، و الباقون بالیاء و فتح الحاء، و قرأ حمزة بضم هاء إلیهم، و الباقون بالكسر.
3- فَسْئَلُوا* قرأ المكی و علیّ بنقل حركة الهمزة إلی السین و حذف الهمزة، و الباقون بإسكان السین و همزة مفتوحة بعدها.
4- وَ أَنْشَأْنا* و بَأْسَنا* إبدالهما لسوسی جلی.
5- مَنْ مَعِیَ* قرأ حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
6- یوحی إلیه قرأ حفص و الأخوان بالنون و كسر الحاء و الباقون بالیاء و فتح الحاء.
7- إِنِّی إِلهٌ قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
8- الْأَوَّلُونَ* و یُؤْمِنُونَ* و- تُسْئَلُونَ* و الْأَرْضَ* و یُسْئَلُونَ* وقفها لحمزة جلی.
9- الظَّالِمِینَ* تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع لجمیع المغاربة و جمهور المشارقة، و لبعضهم مشفقون و لبعضهم فاعبدون.

الممال‌

لِلنَّاسِ* لدوری النجوی لدی الوقف و افتراه و دعواهم لهم و بصری یوحی الأول و ارتضی لهم یوحی الثانی لورش فقط لأن الأخوین یقرءانه بالنون و كسر الحاء مبنیّا للفاعل.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 401

المدغم‌

كانَتْ ظالِمَةً لورش و بصری و شامی و الأخوین بل نقذف لعلیّ.
یعلم ما.
10- أَ وَ لَمْ یَرَ* قرأ المكی أ لم بغیر واو، و الباقون بالواو، و یر مجزوم فلا إمالة فیه لأحد.
11- مِتَّ* قرأ نافع و حفص و الأخوان بكسر المیم، و الباقون بالضم.
12- هُزُواً* قرأ حفص بالواو، و الباقون بالهمز، و قرأ حمزة بإسكان الزای، و الباقون بالضم.
13- وُجُوهِهِمُ النَّارَ* و عَلَیْهِمُ الْعُمُرُ* قرأ البصری بكسر الهاء و المیم، و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
14- وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ* قرأ البصری و عاصم و حمزة فی الوصل بكسر الدال و الباقون بالضم.
15- طالَ* خلف و ورش فی تفخیم اللام و ترقیقها لا یخفی.
16- وَ لا یَسْمَعُ الصُّمُ قرأ الشامی تسمع بتاء مضمومة و كسر المیم و نصب میم الصم، و الباقون یسمع بیاء مفتوحة و فتح المیم و رفع میم الصم.
17- الدُّعاءَ إِذا* جلی و مثقال حبة قرأ نافع برفع اللام، و الباقون بالنصب.
18- وَ ضِیاءً قرأ قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد، و الباقون بیاء مفتوحة بعد الضاد موضع الهمزة.
19- وَ ذِكْراً فیه لورش التفخیم و الترقیق و الأول مقدم من الأداء لقوته.

تفریع:

إذا ركبت ذكرا مع ما قبله و هو قول اللّه تعالی: وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسی*
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 402
وَ هارُونَ* الآیة ففیه علی ما یقتضیه الضرب اثنا عشر وجها ثلاثة مضروبة فی وجهی موسی، ستة مضروبة فی وجهی ذكرا و بها قرأ المتساهلون، و الذی تحرر منها سبعة قصر آتینا مع فتح موسی مع تفخیم ذكرا و ترقیقه وجهان الثالث توسط آتینا مع تقلیل موسی و تفخیم ذِكْراً* الرابع: مدّ آتَیْنا* مع فتح موسی و تفخیم ذكرا. الخامس: ما ذكر مع ترقیق ذكرا. السادس و السابع: مد آتینا مع تقلیل موسی و تفخیم ذكرا و ترقیقه، و أما ذِكْرٌ* المرفوع فراء مرقق خلافا للجعبری تبعا لأبی شامة فی عدم التفرقة بین المرفوع و المنصوب و الأصح التفرقة، و نقله الدانی عن عامة أهل الأداء من أصحاب ورش من المصریین و المغاربة، و قال المحقق بعد أن ذكر الخلاف فی المرفوع و الترقیق هو الأصح نصّا و روایة و قیاسا.
20- یُؤْمِنُونَ* و هُزُواً* و یَسْتَهْزِؤُنَ* و شَیْئاً* حكم وقفها لحمزة لا یخفی.
21- مُنْكِرُونَ* تام، و قیل كاف فاصلة بلا خلاف، و منتهی نصف الحزب عند جمیع المغاربة و جمهور المشارقة و لبعضهم حاسبین قبله.

الممال‌

رآك قرأ ورش بتقلیل الراء و الهمزة و هو فی مد البدل علی أصله.
و شعبة و الأخوان و ابن ذكوان بخلف عنه بإمالتهما و البصری بإمالة الهمزة دون الراء، و الباقون بفتحهما، و هو الطریق الثانی لابن ذكوان. متی و كفی لهم و فحاق لحمزة و النهار لهما و دوری موسی لهم و بصری.

المدغم‌

بَلْ تَأْتِیهِمْ لهشام و الأخوین ذِكْرِ رَبِّهِمْ لا یستطیعون نصرا.
22- أَ جِئْتَنا* و بأسكم إبدالهما لسوسی لا یخفی.
23- جُذاذاً قرأ علیّ بكسر الجیم، و الباقون بالضم لغتان.
24- أَ أَنْتَ* لا یخفی و فسئلوهم مثل فاسألوا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 403
25- رُؤُسِهِمْ* لا یخفی و أفّ قرأ نافع و حفص بكسر الفاء مع التنوین و المكی و الشامی بفتح الفاء من غیر تنوین، و الباقون بكسره من غیر تنوین.
26- أَئِمَّةً* قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة المكسورة، و الباقون بالتحقیق و أدخل هشام بینهما ألفا بخلف عنه، و الباقون بلا إدخال و هو الطریق الثانی لهشام.
27- لِتُحْصِنَكُمْ قرأ الشامی و حفص بالتاء علی التأنیث و شعبة بالنون، و الباقون بالیاء التحتیة علی التذكیر.
28- مَسَّنِیَ الضُّرُّ قرأ حمزة بإسكان الیاء، و الباقون بالفتح.
29- الْأَخْسَرِینَ* و یأمرنا و الْخَبائِثَ* و بِآیاتِنا* و بَأْسِكُمْ* وقفها لحمزة لا یخفی.
30- الصَّالِحِینَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع عند جمهور المغاربة و بعض المشارقة و جمهورهم حافظین و بعضهم شاكرون.

الممال‌

فتی لدی الوقف نادی لهم معا لهم الناس لدوری و ذكری لهم و بصری.

المدغم‌

قالَ لِأَبِیهِ* قالَ لَقَدْ* یُقالُ لَهُ، و لا إدغام فی الریح عاصفة إذ لا تدغم الحاء إلا فی عن من قوله تعالی: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ لطول الكلمة و تكریر الحاء.
31- نجی* قرأ الشامی و شعبة بنون واحدة مضمومة و تشدید الجیم و الباقون بضم النون الأولی و إسكان الثانیة و تخفیف الجیم من نجی مسندا إلی اللّه عزّ و جلّ بنون العظمة و نصب المؤمنین به و هو قراءة ظاهرة واضحة و اختار القراءة الأولی أبو عبیدة لموافقتها المصاحف لأنها فی الإمام و مصاحف الأمصار بنون واحدة و جعلها بعض النحویین لحنا و لیس الأمر كما ذكر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 404
فإنها قراءة صحیحة ثابتة عن إمامین كبیرین وجهها كما قال جماعة من الأئمة، و أشار إلیه ابن هشام فی باب الإدغام من توضیحه أن الأصل ننجی بفتح النون الثانیة مضارع نجی فحذفت النون الثانیة تخفیفا أو ننجی بسكونها مضارع أنجی، و أدغمت النون فی الجیم لاشتراكهما فی الجهر و الاستفال و الانفتاح و التوسط بین القوة و الضعف كما أدغمت فی (...)
بتشدید الجیم فیهما، و الأصل انجاصة (..) فأدغمت النون فیهما. و الإجاصة واحدة الإجاص قال فی القاموس المحیط: الإجاص واحدة بالكسر مشدد ثمر معروف دخیل لأن الجیم و الصاد لا یجتمعان فی كلمة، لواحدة بهاء. و لا تقل إنجاص أو لغیة و الإجانة واحدة الأجاجین قال فی التصریح: و هی بفتح الهمزة و كسرها قال صاحب الفصیح: قصریة یعجن فیها و یغسل فیها و یقال إنجانة كما یقال إنجاصة و هی لغة یمانیة فیهما أنكرها الأكثرون قال ابن السید.
32- وَ زَكَرِیَّا إِذْ قرأ الأخوان و حفص بإسقاط همزة زكریا، فإن وصلته بإذ فهی عندهم من باب المنفصل نحو لا إله إلا أنت، و الباقون بالهمز، و علیه فالحرمیان و البصری یسهلون الثانیة و الشامی و شعبة یحققانها.
33- وَ أَصْلَحْنا تفخیمه لورش جلی.
34- الْخَیْراتِ* ترقیقه له كذلك.
35- وَ هُوَ* إسكان هائه لقالون و البصری و علی و ضمه للباقین جلی.
36- وَ حَرامٌ قرأ الأخوان و شعبة بكسر الحاء و إسكان الراء فلا ألف، و الباقون بفتح الحاء و الراء و ألف بعدها.
37- فُتِحَتْ* قرأ الشامی بتشدید التاء الأولی، و الباقون بالتخفیف.
38- یَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ* قرأ عاصم بهمزة ساكنة بعد الیاء و المیم، و الباقون بالألف.
39- هؤُلاءِ آلِهَةً إبدال الهمزة الثانیة یاء محضة للحرمیین
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 405
و البصری و ورش علی أصله فی مد البدل و تحقیقها للباقین جلیّ.
40- فِی مَا* المشهور فیها القطع.
41- لا یَحْزُنُهُمُ وافق نافع فیه غیره فالسبعة بفتح الیاء و ضم الزای.
42- للكتاب قرأ حفص و الأخوان بضم الكاف و التاء بلا ألف علی الجمیع، و الباقون بكسر الكاف و فتح التاء بعدها ألف علی الإفراد.
43- بَدَأْنا إبداله لسوسی جلی. غیث النفع فی القراءات السبع 405 المدغم ..... ص : 403
الزَّبُورِ قرأ حمزة بضم الزای، و الباقون بالفتح.
45- عِبادِیَ الصَّالِحُونَ قرأ حمزة بإسكان الیاء، و الباقون بالفتح.
46- قل رب* قرأ حفص بفتح القاف و اللام و ألف بینهما، و الباقون بضم القاف و إسكان اللام من غیر ألف.
47- تَصِفُونَ* تام و فاصلة و منتهی الحزب الثالث و الثلاثین بإجماع.

الممال‌

فَنادی* و نادی* و تتلاقاهم و یوحی لهم یحیی و الحسنی لهم و بصری یسارعون لدوری علیّ و یعلم ما، و لا إدغام فی السجل للكتاب لتثقیله.

یاءات الإضافة فی سورة الأنبیاء

و فیها من یاءات الإضافة أربع: مَنْ مَعِیَ* إِنِّی إِلهٌ مَسَّنِیَ الضُّرُّ عِبادِیَ الصَّالِحُونَ، و لا زائدة للسبعة فیها، و مدغمها سبع بتقدیم المهملة علی الموحدة، و الصغیر ثلاثة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 406

سورة الحج‌

اشارة

مكیة عند ابن عباس- رضی اللّه عنهما- إلا أربع آیات من هذانِ* إلی الْحَمِیدِ*، و قیل فیها غیر هذا فلا یعتبر: قال بعضهم، و لیس فی القرآن لتنزیلها نظیر إذ فیها مكی و مدنی و حضرمی و سفری و لیلیّ و نهاری. و آیها سبعون و أربع شامی و خمس و ست مدنی، و سبع مكی، و ثمان كوفی.
جلالاتها خمس و سبعون بتقدیم السین علی الموحدة. و ما بینها و بین الأنبیاء من الوجوه لا یخفی.
1- شَیْ‌ءٌ* ما فیه لورش و حمزة جلیّ.
2- سُكاری* و بِسُكاری قرأ الأخوان بفتح السین و إسكان الكاف من غیر ألف، و الباقون بضم السین، و فتح الكاف بعدها ألف فیهما.
3- تشاء الی تسهیل الثانیة و إبدالها واوا للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین جلی.
4- الْماءَ اهْتَزَّتْ* همزة اهتزت همزة وصل فلیس هو من باب الهمزتین فإن وصلت فنطق بهمزة مفتوحة بعدها هاء ساكنة، و إن وقفت علی الماء، و لیس محل وقف فتبدأ بهمزة مكسورة و لا تقل هذا من باب المبتذل فكم من مبتذل عند شخص مشكل عند غیره، و مبنی الأعمال علی الإخلاص، و اللّه الموفق.
5- لِیُضِلَّ* قرأ المكی و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالضم.
6- بِظَلَّامٍ* تفخیم لامه لورش لا یخفی.
7- لَبِئْسَ* معا إبدالهما لورش و سوسی لا یخفی.
8- ثُمَّ لْیَقْطَعْ قرأ ورش و البصری و الشامی بكسر اللام علی الأصل فی لام الأمر، و الباقون بالإسكان تخفیفا.
9- وَ الصَّابِئِینَ* قرأ نافع بحذف الهمزة بعد الباء و الباقون بهمزة مكسورة بعد الباء الموحدة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 407
10- شَیْئاً* و الْأَنْهارُ* حكمها وصلا و وقفا لا یخفی، و كذلك خمسة حمزة و هشام لدی الوقف علی یشاء، و هو تام، و فاصلة، و تمام الربع بلا خلاف.

الممال‌

و تری الناس و تری الأرض إن وصلت تری الشمس فلسوسی بخلف عنه، و الطریق الثانی الفتح كالباقین و إن وقفت علیها فلهم و بصری سكاری و بسكاری و الموتی و الدنیا الثلاثة و النصاری لهم و بصری الناس الأربعة لدوری تولاه و مسمی لدی الوقف و یتوفی و هدی لدی الوقف و المولی، و هو مفعل لهم.

المدغم‌

السَّاعَةِ شَیْ‌ءٌ النَّاسَ سُكاری لیبین لكم الأرحام ما العمر لكیلا یعلم من اللّه هو، و الآخرة ذلك الصالحات جنات، و لا إدغام فی أقرب من لتخصیصه بیاء یعذب فی میم من یشاء.
11- هذانِ* قرأ المكی بتشدید النون، و الباقون بالتخفیف و یصیر عند المكی من باب المد اللازم فیمده طویلا.
12- رُؤُسِهِمُ الْحَمِیمُ كسر الهاء و المیم للبصری و ضمها للأخوین و كسر الهاء و ضم المیم للباقین و مد البدل لورش فی رءوسهم لا یخفی.
13- وَ الْجُلُودُ اختلف فی الوقف علیه فقیل كاف و قیل لا یوقف علیه، و سبعة وقفه للجمیع لا تخفی و هو نصف القرآن بالكلمات كما مرّ.
14- وَ لُؤْلُؤاً* قرأ السوسی و شعبة بإبدال الهمزة الأولی واوا، و الباقون بالهمز إلا أن حمزة یبدلها فی الوقف، و قرأ نافع و عاصم بالنصب بیؤتون مقدرا أو علی موضع أساور، و الباقون بالجر عطفا علی من أساور من ذهب، لأن لؤلؤ الجنة- لا حرمنا اللّه و محبینا منه- یتخذ منه الأساور لا كلؤلؤ الدنیا فإن وقف علیه و الوقف علیه كاف ففیه لهشام و حمزة ستة أوجه الصحیح منها ثلاثة، الأول: إبدال الهمزة واوا ساكنة بعد تقریر إسكانها،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 408
و هو الأشهر و فیه موافقة الرسم.
الثانی: تسهیلها بین الهمزة و الیاء مع الروم لأن الساكنة لا تسهل، و حكی تسهیلها بین الهمزة و الواو مع أیضا، و هو الوجه المفضل، و یجوز إبدالها واوا مكسورة فإن وقفت بالسكون فهو كالأول و إن اختلفا تقدیرا، و إن وقفت بالروم فهو الوجه الثالث هذا كله فی الثانیة، و تقدم حكم الأولی.
15- صِراطِ* جلی و سواء قرأ حفص بالنصب و الباقون بالرفع.
16- وَ الْبادِ قرأ ورش و البصری فی الوصل بإثبات یاء بعد الدال، و المكی بإثباتها وصلا و وقفا، و الباقون بحذفها كذلك.
17- بَوَّأْنا* إبدال همزه لسوسی لا یخفی.
18- بَیْتِیَ* قرأ نافع و هشام و حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
19- ثُمَّ لْیَقْضُوا قرأ ورش و قنبل و البصری و الشامی بكسر اللام، و الباقون بالإسكان.
20- وَ لْیُوفُوا وَ لْیَطَّوَّفُوا قرأ ابن ذكوان بكسر اللام فیهما.
و الباقون بالإسكان، و قرأ شعبة بفتح الواو و تشدید الفاء من و لیوفوا، و الباقون بسكون الواو و تخفیف الفاء.
21- فَتَخْطَفُهُ قرأ نافع بفتح الخاء و تشدید الطاء، و الباقون بإسكان الخاء، و تخفیف الطاء.
22- مَنْسَكاً* قرأ الأخوان بكسر السین، و الباقون بالفتح.
23- صَوافَ مده لازم فإن وقف علیه و الوقف علیه كاف فلا بد من بیان التشدید فیه و مده طویلا كوصله مع السكون فقط و لا روم فیه و لا إشمام و یتعین كما قال المحقق التحفظ من الوقف بالحركة فإنه خطأ لا یجوز و كذا كل ما ماثله لا بد فیه من التشدید و السكون و المد الطویل.
قال المحقق و لو قیل بزیادة المد فی الوقف علی قدره فی الوصل لم یكن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 409
بعیدا فقد قال كثیر منهم بزیادة ما شدد علی غیر المشدد، و زادوا مد لام علی مد میم من أجل التشدید فهذا أولی لاجتماع ثلاثة سواكن و قد ذهب الدانی إلی الوقف بالتخفیف فیما إذا كان قبل المشدد واو أو یاء نحو تبشرون و هاتین من أجل اجتماع هذه السواكن، و لم یكن أحدها ألفا و فرق بین الألف و غیرها و هو مما لم یقل به أحد غیره، و الصواب الوقف علی ذلك كله بالتشدید و لا أعلم له كلاما نظیر هذا الكلام الذی لا یخفی ما فیه من موضعین و ببعض تصرف.
24- الْمُحْسِنِینَ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی النصف عند جمیع المغاربة و جمهور المشارقة.

الممال‌

نار لهما و دوری الناس و للناس لدوری یتلی و مسمی لدی الوقف، و هداكم لهم تقوی لدی الوقف و التقوی لهم و بصری.

المدغم‌

وَجَبَتْ جُنُوبُها لبصری و الأخوین، و ذكر الشاطبی الخلاف لابن ذكوان متعقب لا یقرأ به لأنه لا یعرف عنه خلاف فی إظهارها من طریقه، و قال شیخنا رحمه اللّه:
و أظهرنّ فی وجبت لأخفش‌صف خلفه أفاد یفتلا الصالحات جنات للناس سواء العاكف فیه لإبراهیم مكان، و لا إدغام فی صواف للتضعیف.
25- یُدافِعُ قرأ المكی و البصری بفتح الیاء و الفاء و إسكان الدال بینهما من غیر ألف، و الباقون بضم الیاء و فتح الدال و ألف بعدها و كسر الفاء.
26- أُذِنَ* قرأ نافع و البصری و عاصم بضم الهمزة، و الباقون بالفتح.
27- یُقاتَلُونَ* قرأ نافع و الشامی و حفص بفتح التاء مبنیا للمفعول، و الباقون بكسرها مبنیا للفاعل.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 410
28- دفاع قرأ نافع بكسر الدال و فتح الفاء و ألف بعدها، و الباقون بفتح الدال و إسكان الفاء بلا ألف.
29- لَهُدِّمَتْ قرأ الحرمیان بتخفیف الدال، و الباقون بالتشدید.
30- نَكِیرِ* قرأ ورش بزیادة یاء بعد الراء وصلا، و الباقون بحذفها مطلقا.
31- فَكَأَیِّنْ و (كأین)* قرأ المكی بألف بعد الكاف و بعد الألف همزة مكسورة، و الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف بعدها یاء مكسورة مشدّدة و وقف البصری علی الیاء، و الباقون علی النون.
32- أَهْلَكْناها* قرأ البصری بتاء مثناة مضمومة بعد الكاف من غیر ألف، و الباقون بنون مفتوحة بعد الكاف بعدها ألف.
33- وَ هِیَ* و فَهِیَ* جلی وَ بِئْرٍ إبداله لسوسی و ورش كذلك و مُعَطَّلَةٍ تفخیم لامه له كذلك.
34- تَعُدُّونَ* قرأ المكی و الأخوان بالیاء التحتیة علی الغیب، و الباقون بالتاء الفوقیة علی الخطاب.
35- معجزین* قرأ المكی و البصری بتشدید الجیم و لا ألف قبلها، و الباقون بالتخفیف و لا ألف.
36- نَبِیٍّ* قرأ نافع بالهمز، و الباقون بالیاء المشددة.
37- صِراطٍ* جلی و قتلوا قرأ الشامی بتشدید التاء و الباقون بالتخفیف.
38- مُدْخَلًا* قرأ نافع بفتح المیم، و الباقون بالضم.
39- حَلِیمٌ* كاف، و فاصلة بلا خلاف و تمام الربع عند جمهور المغاربة و جمهور المشارقة.

فائدة:

من حَلِیمٌ* إلی رَحِیمٌ* سبع آیات متوالیات آخر كل آیة اسمان
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 411
من أسماء اللّه الحسنی، و لیس لها فی القرآن نظیر.

الممال‌

دِیارِهِمْ* و للكافرین لهما و دوری موسی لهم و بصری تَعْمَی* معا و ألقی لدی الوقف علیها و تمنی لهم.

المدغم‌

لهدمت صوامع البصری و ابن ذكوان و الأخوین أخذتم و أخذتها للجمیع إلا المكی و حفصا یدافع عن الذین أذن للذین كان نكیر ربك كألف یحكم بینهم.
40- وَ أَنَّ ما یَدْعُونَ* أن مقطوعة عن ما رسما نص علیه الدانی، و قال الجعبری فی شرح العقیلة اتفقت علیه المصاحف و سكت علیه ابن نجاح و قرأ البصری و حفص و الأخوان یدعون بالیاء التحتیة و الباقون بالتاء الفوقیة.
41- السَّماءَ أَنْ* إسقاط الأولی لقالون و البزی و البصری مع القصر و المد و إبدال الثانیة ألفا مع المد الطویل و تسهیلها لورش و قنبل و تحقیقهما للباقین جلی.
42- لَرَؤُفٌ* قرأ البصری و شعبة و الأخوان بقصر الهمزة، و الباقون بإثبات واو بعد الهمزة و ورش علی أصله فی المد و التوسط و القصر.
43- مَنْسَكاً* قرأ الأخوان بكسر السین، و الباقون بالفتح.
44- یُنَزِّلْ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
45- وَ بِئْسَ* إبداله لورش و سوسی لا یخفی.
46- تُرْجَعُ الْأُمُورُ* قرأ الحرمیان و البصری و عاصم بضم التاء و فتح الجیم، و الباقون بفتح التاء و كسر الجیم.
47- البصیر* تام، و فاصلة، و منتهی الحزب الرابع، و الثلاثین بإجماع.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 412

الممال‌

النهار لهما و دوری بالناس و الناس معا لدوری أحیاكم لورش و علی هدی لدی الوقف علیه و تتلی و اجتباكم و سماكم و مولاكم و المولی لهم.

المدغم‌

عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ* مِنْ دُونِهِ هُوَ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ* سَخَّرَ لَكُمْ* نقع علی أَعْلَمُ بِما* یَحْكُمُ بَیْنَكُمْ* یَعْلَمُ ما* معا تَعْرِفُ فِی* جِهادِهِ هُوَ بِاللَّهِ هُوَ، و لا إدغام فی الإنسان لكفور لسكون ما قبل النون، و لا فی حق قدره لتثقیل القاف، و لا فی الخیر لعلكم لفتحها بعد ساكن، و فیها من یاءات الإضافة واحدة: بیتی للطائفین، و من الزوائد اثنتان الباد و نكیر، و مدغمها اثنان و ثلاثون، و قال الجعبری و من قلده سبع و عشرون، و الصغیر أربعة.

تفریع:

إذا وصلت هذه السورة بالمؤمنین من قوله تعالی: فَأَقِیمُوا الصَّلاةَ* إلی قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ و هو كاف و إن كان الذی بعده نعتا له لأنه فاصلة، و قیل تام و ما بعده مبتدأ خبره أولئك هو الوارثون فبینهما من الوجوه علی ما یقتضیه الضرب ألف وجه و سبعمائة وجه و سبعة و ثلاثون، لقالون:
ستة عشر. و مائتان. بیانها تضرب سبعة النصیر فی خمسة الرحیم و ثلاثون تضربها فی ثلاثة المؤمنون مائة و خمسة تضیف إلیها ثلاثة المؤمنون مع وصل الجمیع مائة و ثمانیة تضربها فی وجهی المیم بلغ العدد ما ذكر، و لورش:
سبعمائة و اثنان و تسعون بیانها أنك تضرب ما لقالون فی ثلاثة و آتوا ستمائة و ثمانیة و أربعون، و الفتح و التقلیل له كالسكون و الضم لقالون هذا علی البسملة و یأتی علی تركها مائة و أربعة و أربعون مائة و ستة و عشرون علی السكت و ثمانیة عشر علی الوصل تضیفه لماله علی البسملة بلغ العدد ما ذكر، و للمكی مائة و ثمانیة أوجه كقالون إذا ضم المیم، و للدوری مائة و اثنان
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 413
و ثلاثون مائة و ثمانیة علی البسملة كقالون إذا سكن و واحد و عشرون علی السكت، و ثلاثة علی الوصل و السوسی مثله و إنما لم یعد معه لاختلافهما فی الإدغام و بدل المؤمنون و الشامی مثله، و لعاصم مائة و ثمانیة كقالون إذا سكن، و لخلف ستة ثلاثة المؤمنون علی السكت و عدمه فی قد أفلح، و لخلاد:
ثلاثة المؤمنون و علی كعاصم و الصحیح منها أربعمائة و ثلاثة و خمسون، لقالون ستون بیانها تضرب ستة النصیر و هو المد و التوسط و القصر مع السكون و مع الإشمام فی ثلاثة الرحیم ما قرأت به فی النصیر من مد أو توسط أو قصر و الروم و الوصل ثمانیة عشر و یأتی علی الروم فی النصیر تسعة و هی مد الرحیم و المؤمنون و توسطهما و قصرهما و روم الرحیم مع الثلاثة فی المؤمنون و وصله مع الثلاثة أیضا جملتها سبعة و عشرون و تضیف إلیها ثلاثة المؤمنون مع وصل الجمیع ثلاثون تضربها فی وجهی المیم بلغ العدد ما ذكر و لورش مائة و ثمانیة و ستون بیانها یأتی علی قصر و آتوا مع فتح مولاكم و المولی اثنان و أربعون، ثلاثون مع البسملة كقالون و تسعة مع السكت، و ثلاثون مع الوصل و یأتی مثلها علی التوسط مع التقلیل و مثلها علی كل من الفتح و التقلیل علی المد و للمكی ثلاثون كقالون إذا ضم المیم و للدوری اثنان و أربعون إذا بسمل كقالون إذا سكن، و إن ترك كورش و السوسی مثله و الشامی مثله و عاصم كقالون إذا سكن، و لخلف ستة ثلاثة المؤمنون علی السكت و عدمه فی قد أفلح، و لخلاد ثلاثة المؤمنون و علیّ كعاصم، و كیفیة قراءتها أن تبدأ لقالون بإسكان المیم، و یندرج معه الدوری و الشامی و عاصم ثم تعطف الأولین بترك البسملة مع السكت و الوصل، ثم تعطف قالون بضم میم مولاكم، و یندرج معه المكی، ثم تأتی لحمزة بإمالة مولاكم و المولی مع الوصل و عدم السكت علی قد أفلح ثم تعطف خلفا بالسكت علیه، ثم تعطف علیّا بالبسملة ثم تعطف لسوسی بإدغام اللّه هو و بدل المؤمنون مع السكت و الوصل ثم تأتی بورش.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 414

سورة المؤمنون‌

اشارة

مكیة اتفاقا، و آیها مائة و تسع عشرة غیر كوفی و حمصی و ثمانی عشرة فیهما، جلالاتها ثلاث عشر.
1- فی صلواتهم اتفقوا علی قراءته بالتوحید و تفخیم لامه لورش لا یخفی.
2- لِأَماناتِهِمْ* قرأ المكی بغیر ألف بعد النون علی الإفراد و الباقون بألف علی الجمع.
3- صَلَواتِهِمْ قرأ الأخوان بغیر واو علی التوحید، و الباقون بواو علی الجمع و تغلیظ لامه لورش جلی.
4- عِظاماً* و الْعِظامَ* قرأ الشامی و شعبة بفتح العین و إسكان الظاء من غیر ألف علی التوحید فیهما، و الباقون بكسر العین و فتح الظاء و ألف بعدها علی الجمیع.
5- أَنْشَأْناهُ، و فَأَنْشَأْنا، و أنشأنا* إبدالها لسوسی وصلة الأول للمكی جلی.
6- سَیْناءَ قرأ الحرمیان و البصری بكسر السین، و الباقون بفتحها.
7- تَنْبُتُ* قرأ المكی و البصری بضم التاء و كسر الباء الموحدة، و الباقون بفتح التاء و ضم الباء.
8- لَعِبْرَةً* ترقیق رائه لورش جلی.
9- نُسْقِیكُمْ* قرأ نافع و الشامی و شعبة بفتح النون، و الباقون بضمها.
10- إِلهٍ غَیْرُهُ* معا قرأ علیّ بكسر راء غیره، و الباقون بالضم و ترقیقه لورش جلی لا یخفی.
11- جاءَ أَمْرُنا* ظاهر و من كل زوجین قرأ حفص بتنوین اللام، و الباقون بغیر تنوین.
12- مُنْزَلًا قرأ شعبة بفتح المیم و كسر الزای، و الباقون بضم المیم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 415
و فتح الزای.
13- أَنِ اعْبُدُوا* كسر النون فی الوصل للبصری و عاصم و حمزة و ضمه للباقین لا یخفی.
14- مِتُّمْ* قرأ نافع و الأخوان و حفص بكسر المیم، و الباقون بالضم.
15- هَیْهاتَ هَیْهاتَ لا خلاف فیهما بین السبعة حال الوصل، و اختلف فی الوقف علیهما و لیسا بمحل وقف، فوقف البزی و علی بالهاء، و الباقون بالتاء.
16- الْمُؤْمِنُونَ* و طرائق و الأرض و تأكلون معا و الأولین و أهلك حكم وقفها بین و كذا بمؤمنین و هو كاف، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند جمیع أهل المغرب و جمهور المشارقة و عند بعضهم مخرجون قبله و علیه عملنا.

الممال‌

أبتغی و نجانا و نحیا لهم قرار لبصری و علی كبری و لورش و حمزة بین بین شاء و جاء لابن ذكوان و حمزة الدنیا معا و افتری لهم و بصری.

المدغم‌

الْقِیامَةِ تُبْعَثُونَ قال رب* وَ ما نَحْنُ لَهُ و لا إدغام فی یشرب مما لتخصیصه بیاء یعذب و میم من یشاء.
17- أَنْشَأْنا* و یستأخرون إبدال الأول للسوسی و الثانی له و لورش جلی.
18- رُسُلَنا* قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم.
19- تَتْرا قرأ المكی و البصری بالتنوین و هو لغة كنانة، و الباقون بغیر تنوین و هو لغة أكثر العرب، و التاء فیه بدل من واو نحو نجاه و تراث و تقوی.
20- جاءَ أُمَّةً تسهیل الثانیة للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین بین، و لیس فی القرآن مثله.
21- رَبْوَةٍ* قرأ الشامی و عاصم بفتح الراء، و الباقون بالضم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 416
22- وَ إِنَّ هذِهِ قرأ الكوفیون بكسر همزة إن، و الباقون بالفتح و قرأ الشامی بتخفیف النون و إسكانها، و الباقون بالفتح و التشدید.
23- لَدَیْهِمْ* قرأ حمزة بضم الهاء، و الباقون بالكسر.
24- أَ یَحْسَبُونَ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة السین و الباقون بالكسر.
25- آتَوْا* لا خلاف بین السبعة أن همزة قبل الألف و قراءته بالقصر لحن و ما لورش فیه جلی.
26- یَجْأَرُونَ نقل حركة همزة إلی الجیم و حذفها لدی الوقف بین.
27- تَهْجُرُونَ قرأ نافع بضم التاء و كسر الجیم مضارع هجر رباعی: أفحش فی كلامه، و الباقون بفتح التاء و ضم الجیم مضارع هجر ثلاثی أی هذه و الهجر بالفتح الهذیان.
28- خَرْجاً فَخَراجُ قرأ الشامی بإسكان الراء و حذف الألف فیهما و الأخوان بفتح الراء و إثبات الألف فیهما، و الباقون فی الأول كالشامی و فی الثانی كالأخوان.
29- صِراطٍ* و الصِّراطِ* لا یخفی و لَناكِبُونَ كاف، و فاصلة و تمام نصف الحزب عند جمیع المغاربة و جمهور المشارقة.

الممال‌

تَتْرا لهم لأنهم لا ینونون و الألف عندهم ألف تأنیث كالدعوی و الذكری، و أما البصری فإنه ینون كما تقدم، فإن وصل فلا خلاف له فی التفخیم لوجود مانع التنوین، و إن وقف فاختلف عنه فقال قوم بالفتح بناء علی أن الألف مبدلة من التنوین، و لهذا رسمت بالألف بالاتفاق كما قاله الجعبری فی شرح العقیلة و ألف التنوین لا تمال نحو ذكرا و سترا و عوجا و أمتا، قال الدانی فی كتابه الإمالة و علیه القراء و عامة أهل الأداء، و به قرأت و به آخذ و هو مذهب ابن مجاهد و أبی طاهر بن أبی هاشم و سائر المتصدرین.
و قال مكی فی الكنف و المعمول به الوقف علی منع الإمالة لأبی عمرو
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 417
فی كل الوجوه و هی الروایة، لكن قال أبو حیان ما معناه كون الألف بدلا من التنوین خطأ، لأنه یكون مصدرا كنصر فیجری الإعراب علی رائه رفعا و نصبا و جرّا و لا یحفظ ذلك فیه.
و قد یجاب بأنه لا یلزم من عدم حفظه عدم جوازه و قال قوم بالإمالة بناء علی أن الألف للإلحاق و هو مذهب سیبویه و ظاهر كلامه ألحقت بجعفر فدخل علیها التنوین فأذهبها فإذا ذهب التنوین للوقف عادت ألف الإلحاق فتأمل فإن قلت تترا مصدر و ألف الإلحاق لا تكون إلا فی الأسماء لأن فعلی بفتح أوله و سكون ثانیه إن كان جمعا كقتلی أو مصدرا كنجوی أو صفة كسكری فألفه للتأنیث لا غیر و إن كان اسما كأرطی (شجر یدبغ به)، و علقی «نبت» فلا یتعین كون ألفه للتأنیث بل تصلح لها و للإلحاق.
فالجواب أنها تكون أیضا فی المصادر إلا أنه نادر و هذا منه و علیه عمل شیوخنا المغاربة قال شیخ شیخنا فی علم النصرة: و العمل عندنا علی الإمالة فی الوقف و به الأخذ كما ذهب إلیه الشاطبی و قال القیسی:
و لابن العلا فی الوقف تترا فاضجعاإذا قلت للإلحاق و افتحه مصدرا و ذكره الدانی فی غیر كتاب الإمالة فاضطرب كلامه رحمه اللّه فیه و جنح المحقق إلی الأول قال و نصوص أكثر الأئمة تقتضی فتحها لأبی عمرو و إن كان للإلحاق من أجل رسمها بالألف فقد شرط مكی و ابن بلیمة و صاحب العنوان و غیرهم فی إحالة ذوات الراء له أن تكون الألف مرسومة یاء و لا یریدون بذلك إلا إخراج تترا، و قال شیخنا رحمه اللّه:
فالفتح فی تترا لأن شرط مایمیله الرّسم بیا نجل العلا
اختاره له و ذا بوقفه‌و غیره لأصله قد اقتفی و الحاصل أن للبصری فی تترا إذا وقف وجهین الفتح و الإمالة و الفتح أقوی و اللّه أعلم.
جاء و جاءهم معا بین موسی و موسی الكتاب لدی الوقف علیه لهم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 418
و بصری قرار لبصری و علی كبری و لورش و حمزة بین بین نسارع و یسارعون لدوری علی تتولی لهم.

المدغم‌

قالَ رَبِّ* و أَخاهُ هارُونَ* أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَیْنِ وَ بَنِینَ نُسارِعُ.
30- وَ هُوَ* كله ظاهر و إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا* قرأ نافع و علی بالاستفهام فی إذا و الإخبار فی أنا و الشامی بالإخبار فی إذا و الاستفهام فی إنا و الباقون بالاستفهام فیهما و هم علی أصولهم فی الهمزتین فالحرمیان و البصری یسهلون الثانیة و الباقون یحققون و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام و الباقون بالقصر، و قرأ نافع و الأخوان و حفص متنا بكسر المیم، و الباقون بالضم.
31- تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید.
32- سَیَقُولُونَ لِلَّهِ* الثانی و الثالث قرأ البصری بزیادة همزة وصل و فتح اللام و تفخیمه و رفع الهاء من الجلالتین، و الباقون بغیر ألف و لام مكسورة و لام مفتوحة مرققة و خفض الهاء من الجلالتین، و لا خلاف بینهم فی الأول و هو سیقولون للّه قل أ فلا تذكرون.
33- عالِمِ الْغَیْبِ* قرأ نافع و شعبة و الأخوان برفع المیم، و الباقون بالجر.
34- جاءَ أَحَدَهُمُ بین و لَعَلِّی أَعْمَلُ قرأ الكوفیون بإسكان الیاء، و الباقون بالفتح.
35- كَلَّا* تام فیوقف علیها و یبتدأ بما بعدها و هو الذی اقتصر علیه الدانی و اختاره العمائی، و ابن مقسم و ابن هشام و جوّز بعضهم الوقف علی تركت و الابتداء بها و الأول أولی و أقرب.
36- شِقْوَتُنا قرأ الأخوان بفتح الشین و القاف و ألف بعدها، و الباقون بكسر الشین و إسكان القاف و حذف الألف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 419
37- سِخْرِیًّا* قرأ نافع و الأخوان بضم السین، و الباقون بالكسر.
38- أَنَّهُمْ هُمُ* قرأ الأخوان بكسر الهمزة، و الباقون بالفتح.
39- قالَ كَمْ* قرأ المكی و الأخوان بضم القاف و إسكان اللام علی أمر، و الباقون بفتح القاف و اللام و ألف بینهما.
40- فَسْئَلِ* قرأ المكی و علی بنقل حركة الهمزة إلی السین و حذفها، و الباقون بغیر نقل.
41- قالَ إِنْ* قرأ الأخوان بلفظ الأمر، و الباقون بلفظ الماضی.
42- لا تُرْجَعُونَ قرأ الأخوان بفتح التاء و كسر الجیم، و الباقون بضم التاء و فتح الجیم.
43- الرَّاحِمِینَ* تام، و فاصلة بلا خلاف، و تمام الربع للجمهور، و لبعض المشارقة الراحمین قبله، و لبعض المغاربة تعلمون.

الممال‌

طُغْیانِهِمْ* لدوری علی و النهار لهما، و دوری فإنی لهم و دوری فتعالی معا لدی الوقف علی الثانی، و تتلی لهم جاء جلی.

تنبیه:

وَ لَعَلا لم یمله أحد لأنه واوی من العلو تقول علوت.

المدغم‌

فاغفر لنا لبصری بخلف عن الدوری فاتخذتموهم لنافع و بصری و شامی و شعبة و الأخوین لبثتم معا لبصری و شامی و الأخوین.
أَعْلَمُ بِما* قالَ رَبِّ* أَنْسابَ بَیْنَهُمْ عَدَدَ سِنِینَ آخَرَ لا بُرْهانَ، و لا إدغام فی لا برهان له و لا إدغام فی الیوم بما لسكون ما قبل النون فی الأول و لسكون ما قبل المیم فی الثانی، و لا فی سیقولون للّه و لا برهان له لسكون ما قبل النون، و فیها من یاءات الإضافة واحدة لعلی أعمل، و لا زائدة للسبعة فیها، و مدغمها اثنا عشر، و الصغیر أربع.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 420

سورة النور

اشارة

مدنیة اتفاقا،- و آیها ستون و آیتان حجازی و ثلاث حمصی و أربع للباقین، جلالاتها ثمانون، و ما بینها و بین سابقتها لا یخفی.
1- وَ فَرَضْناها قرأ المكی و البصری بتشدید الراء، و الباقون بالتخفیف.
2- تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید.
3- رَأْفَةٌ* قرأ المكی بفتح الهمزة، و الباقون بالإسكان و یبدلها السوسی علی أصله.
4- الْمُحْصَناتِ* قرأ علیّ بكسر الصاد، و الباقون بالفتح.
5- شهدا إلا تسهیل الثانیة و إبدالها واو للحرمیین و بصری و تحقیقها للباقین بین.
6- أَرْبَعُ شَهاداتٍ* الأول قرأ حفص و الأخوان برفع العین خبر فشهادة، و الباقون بالنصب مفعولا مطلقا و ناصبه فشهادة و یقدر له مبتدأ أو خبر، أی فالحكم شهادة أو فشهادة أحدهم أربع درأة لحده.
7- أَنَّ لَعْنَتَ قرأ نافع بإسكان النون مخففة و رفع التاء، و الباقون بتشدید النون و نصب التاء و وقف علیها بالهاء المكی و البصری و علی، و الباقون بالتاء و هو الرسم، و لیس محل وقف.
8- وَ الْخامِسَةُ* الأخیرة قرأ حفص بالنصب، و الباقون بالرفع و لا خلاف فی الأولی أنها بالرفع.
9- أَنَّ غَضَبَ قرأ نافع بإسكان نون أن و تخفیفها و كسر ضاد غضب و فتح بائه و رفع الجلالة بعده، و الباقون بتشدید النون و فتحها و فتح الضاد و جر الهاء من الجلالة.
10- جاؤُ* معا ما فیه لورش لا یخفی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 421
11- لا تَحْسَبُوهُ و تَحْسَبُونَهُ قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین، و الباقون بالكسر.
12- كِبْرَهُ* رققه ورش علی أصله و إِذْ تَلَقَّوْنَهُ قرأ البزی بتشدید التاء وصلا، و الباقون بالتخفیف إلا من أدغم.
13- رَؤُفٌ* قرأ الحرمیان و الشامی و حفص بواو بعد الهمزة، و الباقون بحذفها.
14- رَحِیمٌ* تام و فاصلة، و منتهی الحزب الخامس و الثلاثین بإجماع.

الممال‌

جاؤُ* معا جلی تولی لهم الدنیا معا لهم و بصری.

المدغم‌

إِذْ سَمِعْتُمُوهُ* معا لبصری و هشام و خلاد و علیّ إذ تلقونه لبصری و هشام و الأخوین.
مِائَةَ جَلْدَةٍ الْمُحْصَناتِ ثُمَ بأربعة شهداء معا من بعد ذلك عند اللّه هم و تحسبونه هینا نتكلم بهذا.
15- خُطُواتِ* معا قرأ نافع و البزی و البصری و شعبة و حمزة بإسكان الطاء، و الباقون بالضم.
16- الْمُحْصَناتِ* قرأ علی بكسر الصاد، و الباقون بالفتح.
17- تَشْهَدُ* قرأ الأخوان بالیاء التحتیة علی التذكیر، و الباقون بالتاء الفوقیة علی التأنیث.
18- یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ و یُغْنِیَهُمُ اللَّهُ قرأ البصری فی الوصل بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
19- بُیُوتاً* معا و بُیُوتِكُمْ* قرأ ورش و البصری و حفص بضم الموحدة، و الباقون بالكسر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 422
20- تَسْتَأْنِسُوا تستفعلوا إبداله لورش و سوسی جلی.
21- تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید.
22- قِیلَ* قرأ هشام و علی بالإشمام، و الباقون بإخلاص الكسر.
23- جُیُوبِهِنَ قرأ المكی و ابن ذكوان و الأخوان بكسر الجیم، و الباقون بالضم.
34- غَیْرِ أُولِی* قرأ الشامی و شعبة بنصب الراء، و الباقون بالخفض، و (أیة المؤمنون) قرأ الشامی بضم الهاء و الباقون بالفتح و وقف علیه البصری و علی بالألف، و الباقون علی الهاء من غیر ألف اتباعا للرسم.
35- عَلَی الْبِغاءِ إِنْ أردن قرأ قالون و البزی بتسهیل همزة البغاء مع المد و القصر، و ورش و قنبل بتسهیل همزة إن و لهما أیضا إبدالها حرف مد فیلتقی مع سكون النون فیصیر من المد اللازم عند قنبل و كذلك عند ورش إن لم یعتد بالعارض و هو حركة النقل، فإن اعتد به فلیس له إلا القصر.
قال المحقق: إذا قرئ لورش بإبدال الهمزة الثانیة من المتفقتین من كلمتین حرف مد و حرك ما بعد الحرف المبدل بحركة عارضة وصلا إما لالتقاء الساكنین نحو لستن كأحد من النساء إن اتقیتن أو بإلقاء الحركة نحو علی البغاء إن أردن و للنبی‌ء إن أراد جاز القصر إن اعتد بحركة الثانی فیصیر مثل فی السماء إله و جاز المد إن لم یعتد بها فیصیر مثل هؤلاء إن كنتم، و لورش أیضا وجه ثالث و هو إبدالها یاء محضة أی مكسورة و البصری بإسقاط الأولی مع القصر و المد، و الباقون بتحقیقهما.
26- مُبَیِّناتٍ* قرأ الحرمیان و البصری و شعبة بفتح التحتیة، و الباقون بالكسر.
27- لِلْمُتَّقِینَ* تام، و فاصلة بلا خلاف و تمام الربع عند جمیع المغاربة، و جمهور المشارقة و لبعضهم رحیم قبله.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 423

الممال‌

الْقُرْبی* و الدنیا لهم و بصری أزكی معا و الأیامی آتیكم لهم أبصارهم و أبصارهن لهما و دوری إِكْراهِهِنَ لابن ذكوان بخلف عنه و ترقیق رائه لورش لا یخفی.

تنبیه:

زكا واوی لا إمالة فیه.

المدغم‌

اللَّهَ هُوَ* یُؤْذَنَ لَكُمْ* قِیلَ لَكُمُ* یَعْلَمُ ما* لِیُعْلَمَ ما* لا یَجِدُونَ نِكاحاً.
28- دُرِّیٌّ* قرأ البصری و علی بكسر الدال و بعد الراء یاء ساكنة بعدها همزة ممدودة و شعبة و حمزة كذلك إلا أنهما یضمان الدال، و الباقون بضم الدال و بعد الراء یاء مشددة مع عدم الهمز فلو وقف علیه و لیس بمحل وقف ففیه لحمزة الإبدال و الإدغام مع السكون و الروم و الإشمام.
29- یُوقِدُونَ قرأ المكی و البصری بتاء مفتوحة و فتح الواو و الدال و تشدید القاف و نافع و الشامی و حفص بتحتیة مضمومة و إسكان الواو و تخفیف القاف و رفع الدال، و الباقون كذلك إلا أنهم بالفوقیة علی التأنیث.

تفریع:

إذا ركبت دری مع یوقد و قرأت من الزجاجة كأنها لأن الوقف علی زجاجة قبله كاف و رسمه بعضهم بالتمام إلی غربیة، و الوقف علیها كاف و أجاز بعضهم الوقف علی زیتونة. قال العمانی فی مرشده: هو بوقف صالح فتبدأ لنافع بضم الدال دری و تشدید یائه بلا همز و یوقد بتحتیة مضمومة و تخفیف و رفع، و یندرج معه الشامی ثم تعطف المكی بفتح فوقیة و تشدید و فتح ثم تأتی بالبصری بكسر الدال مع المد و الهمز و توقد كمكی ثم تعطف علیه علیّا بفوقیة مضمومة فتخفیف فی توقد و إمالة غربیة ثم تأتی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 424
بشعبة بضم الدال و المد توقد كعلی ثم تأتی بخلف بضم و مد مع إدغام تنوین شرقیة فی و لا بلا غنة ثم تأتی بخلاد بالإدغام المحض و الغنة.
30- بُیُوتٍ* جلی و یسبح قرأ الشامی و شعبة بفتح الباء، و الباقون بكسرها.
31- یَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین و الباقون بالكسر، و لا یمد ورش الظمآن لوقوع الهمزة بعد ساكن صحیح.
32- سَحابٌ ظُلُماتٌ قرأ البزی بترك تنوین سحاب و جر ظلمات بإضافة سحاب إلیه و قنبل بتنوین سحاب و جر ظلمات علی البدل من ظلمات الأول و یكون بعضها فوق بعض مبتدأ و خبرا فی موضع الصفة لظلمات، و الباقون بتنوین سحاب و رفع ظلمات خبر مبتدأ محذوف أی هی ظلمات فسحاب منون للجمیع إلا البزی مرفوع للجمیع و ظلمات منون للجمیع مخفوض للمكی مرفوع للباقین.
33- یُؤَلِّفُ إبدال همزه واوا لورش بین.
34- یُنَزِّلُ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
35- خَلَقَ كُلَّ* قرأ الأخوان خالق بألف بعد الخاء، و كسر اللام بعدها و رفع القاف و خفض لام كل، و الباقون بترك الألف و فتح اللام و القاف و نصب لام كل.
36- مُبَیِّناتٍ* تقدم قریبا و یَشاءُ إِنَّ* و یَشاءُ إِلی* صراط جلی و أَمِ ارْتابُوا راؤه مفخم للجمیع وصلا و ابتداء، و كذا كل ما شابهه فی كون كسرته غیر لازمة بل عارضة نحو إن ارتبتم لمن ارتضی.
37- وَ یَتَّقْهِ قرأ قالون و حفص و هشام بخلف عنه بكسر الهاء من غیر إشباع إلا أن حفصا یسكن القاف قبلها و البصری و شعبة و خلاد بخلف عنه بإسكان الهاء و ورش و المكی و ابن ذكوان و خلف و علی بإشباع
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 425
كسرة الهاء و هو الطریق الثانی لهشام و خلاد.
38- الْفائِزُونَ* تام، و قیل كاف فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب عند جمیع المغاربة و جمهور المشارقة و تعلمون بعده لبعضهم.

الممال‌

كَمِشْكاةٍ لدوری علیّ جاءه جلی فوفاه و یغشاها و یتولی لهم یراها و فتری الودق لدی الوقف علیه لهم و بصری و إن وصل فلسوسی بخلف عنه بالأبصار و الأبصار لهما و دوری.

تنبیه:

سَنا* و یخش اللّه لدی الوقف علیه لا إمالة فیهما لأن الأول واوی تقول فی تثنیته سنوات و الثانی محذوف اللام لعطفه علی مجزوم، و الوقف علیه بالسكون.

المدغم‌

یَكادُ زَیْتُها الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ* الْآصالِ رِجالٌ و الْأَبْصارُ لِیَجْزِیَهُمُ فَیُصِیبُ بِهِ یَكادُ سَنا یَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ خلق كل شی‌ء من بعد ذلك لیحكم بینهم معا.
39- فَإِنْ تَوَلَّوْا* قرأ البزی فی الوصل بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف.
40- اسْتَخْلَفَ قرأ شعبة بضم التاء و كسر اللام و یبتدأ بهمزة الوصل مضمومة لضم الثالث، و الباقون بفتحها و یبتدئون بهمزة الوصل مكسورة لفتح الثالث.
41- وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ قرأ المكی و شعبة بإسكان الباء و تخفیف الدال، و الباقون بفتح الموحدة و تشدید الدال.
42- لا تَحْسَبَنَّ* قرأ الشامی و حمزة بالتحتیة، و الباقون بالفوقیة و قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین، و الباقون بالكسر فصار حمزة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 426
و الشامی بالغیب و الفتح و عاصم بالخطاب و الفتح، و الباقون بالخطاب و الكسر.
43- مَأْواهُمُ* و لبئس، و یستأذن و ماضیه استأذن كله إبدال مأواهم لسوسی و لبئس ما بعده له و لورش لا یخفی.
44- ثَلاثُ عَوْراتٍ قرأ الأخوان و شعبة بالنصب، و الباقون بالرفع خبر مبتدأ محذوف و علیه یجوز الوقف علی العشاء و الابتداء بثلاث عورات و أما قراءة النصب فتحتمل وجهین أحدهما أن یكون بدلا من ثلاث مرات قبله فلا وقف علی هذا لأن الكلام لا یتم بذكر المبدل منه قبل ذكر البدل لما بینهما من الارتباط. فإن قلت وقع فی القرآن مواضع جاز فیها الوقف علی المبدل منه قبل ذكر كقوله اهدنا الصراط المستقیم و إنك لتهدی إلی صراط مستقیم لنسفعا بالناصیة. قلت: سوّغ ذلك كونه رأس آیة و هذا لیس برأس آیة بإجماع العادّین الثانی أن یكون منصوبا بفعل مضمر أی اتقوا أو احذروا، ثلاث عورات و علیه فیجوز الوقف علی العشاء مثل قراءة الرفع و اتفقوا علی النصب فی قوله تعالی: ثلاث مرات لوقوعه ظرفا.
45- عَلَیْهِمْ* ضم هائه لحمزة جلیّ و بیوتكم و بیوت كله ضم بائه لورش و بصری و حفص و كسرها للباقین واضح.
46- أُمَّهاتِكُمْ* قرأ حمزة فی الوصل بكسر الهمزة و المیم و علی بكسر الهمزة و فتح المیم، و الباقون بضم الهمزة و فتح المیم و هذا حكم الأخوین إن وقف علی ما قبل أمهاتكم و ابتدءا بها.
47- مَفاتِحَهُ* وزنه مفاعل و من أشبع التاء فقد أخطأ.
48- شَأْنِهِمْ و شئت إبدالهما لسوسی ظاهر.
49- عَلِیمٌ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع لجمهور أهل المشرق و علیه عملنا و لأهل المغرب الأقصی رحیم قبله و هو لبعض المشارقة أیضا و لبعضهم تعقلون قبله.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 427

الممال‌

ارتضی و مأواهم و الأعمی لهم و لا یمیلهما البصری لأن الأول مفعل، و الثانی أفعل، و استغفر لهم لبصری بخلف عن الدوری.
الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ* الْحُلُمَ مِنْكُمْ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ لا یَرْجُونَ نِكاحاً لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ یَعْلَمُ ما*، و لا إدغام فی بعد ذلك لفتحها بعد ساكن.

فائدة:

لم یقع إدغام الضاد فی مثل و لا فی مقارب إلا فی موضع واحد و هو لبعض شأنهم، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا یاءات الزوائد. و مدغمها واحد و ثلاثون. و قال الجعبری و من قلده: سبع و عشرون، و الصغیر أربعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 428

سورة الفرقان‌

اشارة

مكیة اتفاقا و آیها سبع بتقدیم المهملة علی الموحدة و سبعون كذلك بلا خلاف، جلالاتها ثمان، و ما بینها و بین النور من الوجوه لا یخفی.
1- شَیْئاً وَ هُمْ* مد ورش و توسطه و سكت خلف و إدغامه التنوین فی الواو من غیر غنة و سكت خلاد و عدم سكته مع الإدغام بغنة كالباقین لا یخفی.
2- فَهِیَ* تسكین الهاء لقالون و البصری و علیّ و كسره للباقین جلیّ.
3- ما لهذا* هذه اللام مقطوعة عن الهاء رسما و قد تقدم حكم الوقف علیه بالكهف و لیس محل وقف.
4- یَأْكُلُ مِنْها قرأ الأخوان بالنون، و الباقون بالیاء التحتیة و إبدال ورش و سوسی لهمزة یأكل بین.
5- مَسْحُوراً انْظُرْ* قرأ الحرمیان و هشام و علیّ بضم التنوین، و الباقون بالكسر.
6- وَ یَجْعَلْ لَكَ قرأ الابنان و شعبة برفع اللام استئنافا و الباقون بالجزم عطفا علی موضع جعل جواب الشرط.
7- ضَیِّقاً* قرأ المكی بإسكان الیاء، و الباقون بكسرها مع التشدید.
8- مَسْؤُلًا* ترك مده لورش جلی و كذا نقل حركة الهمزة إلی السین لحمزة إن وقف.
9- نحشرهم* قرأ المكی و حفص بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون.
10- فنقول قرأ الشامی بالنون، و الباقون بالیاء التحتیة فصار المكی و حفص یقرءان بالیاء فیهما و الشامی بالنون فیهما، و الباقون بالنون فی الأول و بالیاء فی الثانی.
11- أَ أَنْتُمْ* قرأ الحرمیان و البصری و هشام بخلف عنه بتسهیل
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 429
الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها ألفا مع المد و الباقون بتحقیقهما و هو الطریق الثانی لهشام و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام، و الباقون بلا إدخال.
12- هؤُلاءِ أَمْ إبدال الثانیة محضة للحرمیین و بصری و تحقیقها للباقین جلی.
13- یستطیعون* قرأ حفص بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب.
14- بَصِیراً* تام و فاصلة و تمام الحزب السادس و الثلاثین اتفاقا.

الممال‌

افْتَراهُ* لهم و بصری جاءوا و شاء لحمزة و ابن ذكوان تملی و یلقی لهم.

المدغم‌

فَقَدْ جاءَ و البصری و هشام و الأخوین للعالمین نذیرا خلق كل شی‌ء یجعل لك قصورا كذب بالساعة، بالساعة سعیرا.
15- تَشَقَّقُ* قرأ الحرمیان و الشامی بتشدید الشین و الباقون بالتخفیف.
16- وَ نُزِّلَ الْمَلائِكَةُ قرأ المكی بنونین الأولی مضمومة و الثانیة ساكنة مع تخفیف الزای و رفع اللام و نصب الملائكة و هی كذلك فی المصحف المكی، و الباقون بنون واحدة و تشدید الزای و فتح اللام و رفع الملائكة و كذلك هی فی مصاحفهم و لا خلاف بینهم فی كسر الزای.
17- یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ قرأ البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
18- قَوْمِی اتَّخَذُوا قرأ نافع و البزی و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
19- الْقُرْآنُ* معا و نبی‌ء و مد فُؤادَكَ* لورش و ترك إبدال همزه و كذا همز جِئْناكَ* له لأنها فی الأول عین و فی الثانی لام و إبدال الثانیة لسوسی لا یخفی.
20- و ثمود* قرأ حفص و حمزة بغیر تنوین، و الباقون بالتنوین، و من نوّن وقف بالألف و من لم ینون یقف بغیر ألف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 430
21- السَّوْءِ أَ فَلَمْ قرأ الحرمیان و البصری بتحقیق الأولی و إبدال الثانیة یاء خالصة، و الباقون بتحقیقهما و مدّ ورش و توسطه فی السوء و كونه إذا وقف علیه لحمزة و هشام كشی‌ء المخفوض لا یخفی و لیس محل وقف بل الوقف علی یرونها و هو كاف و قیل تام.
22- هُزُواً* جلی و أ رأیت سهل همزة الثانی نافع و عن ورش أیضا إبدالها ألفا و حذفها علیّ و حققها الباقون.
23- تَحْسَبُ كسر السین للحرمیین و البصری و علیّ و فتحها للباقین جلیّ.
24- سَبِیلًا* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع لبعضهم و علیه عملنا، و لبعضهم یسیرا، و لبعضهم نشورا، و لبعضهم كثیرا، و الكثیر كفور.

الممال‌

نَری* و لا بشری و موسی لدی الوقف علیه لهم و بصری الكافرین لهما و دوری یا ویلتا لهم و دوری جاءنی جلیّ و كفی و هواه لهم للناس لدوری.

المدغم‌

اتَّخَذْتُ* جلیّ إذ جاءنی لبصری و هشام فجعلناه هباء الملائكة تنزیلا أخاه هارون ذلك كثیرا لا یرجون نشورا إلهه هواه.
25- الرِّیاحَ* قرأ المكی بالإفراد، و الباقون بالجمع.
26- نشرا- قرأ عاصم بموحدة مضمومة و إسكان الشین و الأخوان بنون مفتوحة و إسكان الشین و الشامی بالنون مضمومة و إسكان الشین، و الباقون بضم النون و الشین.
27- مَیْتاً* اتفق السبعة علی تخفیفه و لِیَذَّكَّرُوا* قرأ الأخوان بإسكان الذال و ضم الكاف مخففة، و الباقون بتشدید الذال و الكاف مع فتحها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 431
28- شِئْنا* و صِهْراً و شاءَ أَنْ* ظاهر و فَسْئَلْ* قرأ المكی و علی بنقل حركة الهمزة إلی السین و حذفها و الباقون بإسكان السین و همزة مفتوحة.
29- قبل* بین و تَأْمُرُنا قرأ الأخوان بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب.
30- سِراجاً* قرأ الأخوان بضم السین و الراء، و الباقون بكسر السین و فتح الراء و ألف بعدها.
31- یَذَّكَّرَ* قرأ حمزة بتخفیف الذال مسكنة و تخفیف الكاف مضمومة، و الباقون بتشدیدهما مفتوحتین.
32- یَقْتُرُوا قرأ نافع و الشامی بضم الیاء و كسر التاء و المكی و البصری بفتح الیاء و كسر التاء، و الباقون بفتح الیاء و ضم التاء.
33- یُضاعَفْ* وَ یَخْلُدْ قرأ نافع و البصری و حفص و الأخوان بألف بعد الضاد و تخفیف العین و جزم فاء یضاعف و دال یخلد و المكی مثلهم إلا أنه یحذف الألف و یشدد العین و الشامی كالمكی إلا أنه یرفع الفاء و الدال و شعبة بالألف و التخفیف كالأولین و الرفع فی الفاء و الدال كالشامی.
34- فِیهِ مُهاناً قرأ المكی و حفص بصلة هاء فیه بیاء فی الوصل، و الباقون بغیر صلة.
35- وَ ذُرِّیَّاتِنا قرأ نافع و الابنان و حفص بألف بعد الیاء علی الجمع، و الباقون بغیر ألف علی الإفراد.
36- وَ یُلَقَّوْنَ قرأ شعبة و الأخوان بفتح الیاء و سكون اللام، و تخفیف القاف، و الباقون بضم الیاء و فتح اللام و تشدید القاف.
37- دُعاؤُكُمْ تسهیل همزه مع المد و القصر لحمزة إن وقف لا یخفی و ذكر بعضهم فیه إبدال الهمزة واوا محضة علی صورة الرسم مع المد و القصر و هو شاذ لا أصل له فی السبعة و لا فی الروایة و اتباع الرسم یحصل
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 432
بین بین و اللّه أعلم.
38- لِزاماً* تام و فاصلة اتفاقا و منتهی نصف الحزب عند جمیع المشارقة و بعض المغاربة، و لبعضهم الرحیم أول الشعراء و الأول أولی.

الممال‌

شاء معا و زادهم لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی و زادهم فأبی و كفی و استوی لهم الناس لدوری الكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

وَ لَقَدْ صَرَّفْناهُ* لبصری و هشام و الأخوین یفعل ذلك لأبی الحارث.
رَبِّكَ كَیْفَ جَعَلَ لَكُمُ* اللَّیْلَ لِباساً* رَبُّكَ قَدِیراً قِیلَ لَهُمُ* ذلِكَ قَواماً، و فیها من یاءات الإضافة اثنتان: یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ و قَوْمِی اتَّخَذُوا، و لا زائدة فیها و مدغمها ثمانیة عشر موضعا، و خمسة من الصغیر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 433

سورة الشعراء

اشارة

مكیة قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و قتادة و عطاء إلا أربع آیات من و الشعراء إلی آخر السورة فإنه مدنی و آیها مائتان و ست و عشرون مدنی أخیر و مكی و بصری و سبع فی الباقی، جلالاتها ثلاث عشرة، و ما بینها و بین الفرقان لا یخفی.
1- إِنْ نَشَأْ* ترك إبدال همزه للسبعة إلا حمزة و هشاما فی الوقف لا یخفی.
2- نُنَزِّلْ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون الثانیة و تشدید الزای.
3- مِنَ السَّماءِ آیَةً إبدال الثانیة یاء خالصة للحرمیین و بصری و تحقیقها للباقین جلی لا یخفی، و ورش علی أصله من المد و التوسط و القصر و لا یضرنا تغیر الهمز بالإبدال.
4- فَظَلَّتْ من المواضع التسعة التی هی بمعنی الدوام فظاؤها مشالة فتفخم اللام بعدها لورش.
5- یَسْتَهْزِؤُنَ* ثلاثة حمزة إذا وقف و هی نقل حركة الهمزة إلی الزای و حذفها و إبدالها یاء مضمومة و تسهیلها بین الهمزة و الواو لا یخفی و كذلك ثلاثة ورش وصلا و وقفا.
6- أَنِ ائْتِ إبدال ورش و السوسی له وصلا و ابتداء و الجمیع فی الابتداء و فی الوصل بهمزة ساكنة لا یخفی.
7- إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
8- كَلَّا* تام و هو ردع عن الخوف لأنهم لا یقدرون علی القتل و لا یصلون إلیه أبدا حیث لم یرده اللّه عزّ و جلّ.
9- أَرْجِهْ* قرأ قالون بترك الهمزة و الصلة و كسر الهاء و ورش و علیّ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 434
بالصلة و ترك الهمزة و كسر الهاء و المكی و هشام الساكن و ضم الهاء مع الصلة و البصری كذلك إلا أنه لا یصل الهاء و ابن ذكوان بالهمز و الكسر من غیر صلة و عاصم و حمزة بترك الهمز و إسكان الهاء، و أن أردت أكثر من ذلك فراجع ما تقدم فی الأعراف.
10- قِیلَ* جلی و أئن لنا قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة المكسورة، و الباقون بالتحقیق و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام، و الباقون بلا إدخال و هذه المواضع السبعة التی لا خلاف عن هشام فیها.
11- نَعَمْ* قرأ علیّ بكسر العین، و الباقون بالفتح.
12- تَلْقَفُ* قرأ حفص بإسكان اللام و تخفیف القاف، و الباقون بفتح اللام و تشدید القاف، و قرأ البزی بتشدید التاء وصلا، و الباقون بالتخفیف.
13- آمَنْتُمْ* الحرمیان و البصری و الشامی بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة و اتفقوا علی أن ورشا لا یبدل الثانیة كما فی أَ أَنْذَرْتَهُمْ* و هو فیها علی أصله من المد و التوسط و القصر و حفص بإسقاط الأولی و تحقیق الثانیة كدافعتم و الأخوان و شعبة بتحقیق الأولی و الثانیة و كلهم أثبت بعد الثانیة الألف المبدلة.
14- الْمُؤْمِنِینَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع عند جماعة و اقتصر علیه فی اللطائف، و لبعضهم أجمعین و لبعضهم و هارون قبله.

الممال‌

طسم* لشعبة و الأخوین أی فی الطاء نادی و فألقی معا لهم موسی الأربعة لهم و بصری الكافرین و سحار لهما و دوری لِلنَّاسِ* لدوری جاء بین خَطایانا* لورش و علی و الإمالة فی الألف التی بعد الیاء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 435

المدغم‌

طسم* للجمیع إلا حمزة فإنه أظهر النون عند المیم و لبثت لبصری و شامی و الأخوین اتخذت للسبعة إلا المكی و حفصا.
قالَ رَبِّ* رَسُولُ رَبِّ* قالَ رَبُّ* برفع الباء معا قال لمن قالَ رَبُّكُمْ* قالَ لَئِنِ* قالَ لِلْمَلَإِ* وَ قِیلَ لِلنَّاسِ و قالَ لَهُمْ* السَّحَرَةُ ساجِدِینَ* آذَنَ لَكُمْ* یَغْفِرَ لَنا*، و لا إدغام فی المبین لعلك لسكون ما قبل النون و لا فی نعمة تمنها لتنوین الأول.
15- أَنْ أَسْرِ* قرأ الحرمیان بكسر النون و وصل همزة أسر من سری الثلاثی، و الباقون بإسكان النون و قطع همزة أسر و فتحها من أسری الرباعی.
16- بِعِبادِی إِنَّكُمْ قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
17- حذرون* قرأ ابن ذكوان و الكوفیون بألف بعد الحاء، و الباقون بحذفها.
18- وَ عُیُونٍ* قرأ نافع و البصری و هشام و حفص بضم العین، و الباقون بالكسر.
19- تراءی هذه الكلمة زلت فیها الأقدام و كثرت فیها الأوهام، و الفقیر إن شاء اللّه یبین ما هو الحق فیها بیانا شافیا یوضح إبهامها و یزیل إشكالها و نترك التعرض لردّ ما قالوه من الأوهام خوفا من الخروج عما قصدنا من الاختصار مع الإتمام فنقول و باللّه التوفیق: أصل هذه الكلمة تراءی تفاعل فعل ماض كتخاصم و تناصر تحركت الیاء و انفتح ما قبلها قلبت ألفا و الأصل أن یكون فیها ثلاث ألفات ألف بناء تفاعل و صورة الهمزة و المبدلة و لم یوجد فی جمیع المصاحف الشریفة إلا ألف واحدة بعد الراء، و حذف الألفان كراهة اجتماع الصور المماثلة فی الخط، و لم یقل أحد من العلماء فیما نعلمه أنها صورة الهمزة لأن المفتوحة بعد الألف لا صورة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 436
لها و اختلفوا هل هی ألف تفاعل أو المبدلة فقال قوم بالثانی و هو مذهب الدانی و أبی داود و تبعهما صاحب مورد الظمآن و احتج له الدانی بثلاثة أوجه:
الأول: أنها أصیلة لأنها لام و الأولی زائدة لبیان تفاعل و الزائد أولی بالحذف.
الثانی: أعلت بالقلب فلا تعل ثانیا بالحذف.
الثالث: أنهما ساكنان و قیاسه تغییر الأول و قال قوم بالأول و اختاره الجعبری فی شرح العقیلة و احتج له بأوجه: منها أن الأولی تدل علی معنی و لیست الثانیة كذلك فحذفها أولی.
الثانی: أن الثانیة طرف و الطرف أولی بالحذف.
الثالث: أن الثانیة حذفت فی الوصل لفظا فناسب أن تحذف خطّا لأن التغییر یؤنس بالتغییر.
الرابع: أن حذف إحدی الألفین إنما سببه كراهة اجتماع المثلین و الاجتماع إنما یحصل الثانیة. الخامس: أنها لو ثبتت لكان القیاس أن ترسم یاء لأنها منقلبة عنها و الأقصی علی غیر قیاس فلا یقاس علیه. و اختیاری هذا الثانی. و یجاب عما ذكره الدانی بأن الزائد إنما یكون أولی بالحذف من الأصلی إذا كانت الزیادة لمجرد التوسع أما إذا كانت للأبنیة فلا. و عن الثانی بأن محل القلب اللفظ و محل الحذف الخط فافترقت لجهة فلم یتعدد الإعلال.
و عن الثالث بأنها لم تحذف لالتقاء الساكنین بل للمثلین و علیه فصورة كتابتها أن تكون الألف التی قبل الهمزة سوداء و التی بعدها حمراء و علی مذهب الدانی العكس و لك علیه أن لا ترسم الألف الحمراء و تجعل فی موضعها مدا فإذا وصلت تراءی بالجمعان فالألف المبدلة التی بعد الهمزة الموجودة لفظّا فقط و لفظّا و خطّا تحذف لالتقاء الساكنین إجماعا فلا إمالة فیها لأحد، و أما التی بعد الراء و قبل الهمزة و هی ألف تفاعل الموجودة لفظا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 437
و خطّا أو لفظّا فقط فاختص حمزة دون الستة بإمالتها وصلا و وقفا لإمالته الراء قبلها، و كل علی أصله فی المد و أما إن وقفت علیها و لیست موضع وقف فاقرأ لقالون و الابنین و البصری و عاصم بألفین بینهما همزة محققة و تمد الألف التی قبل الهمزة مدّا متوسطا لا تفاوت بینهم فی ذلك. و أما ورش فقال ابن القاصح تبعا لغیره له ستة أوجه لأن تراءی من ذوات الیاء فله فیها وجهان و له فی حرف المد الواقع بعد الهمزة ثلاثة فتضرب الاثنین فی الثلاثة بستة، و الصحیح منها أربعة: القصر مع الفتح و التوسط مع القلیل و الطویل معهما و لا إمالة له فی الراء كالجماعة كما تقدم و مده فی الألف التی قبل الهمزة علی أصله، و أما حمزة فإنه یسهل الهمزة بین بین و یمیلها من أجل إمالته الألف بعدها المنقلبة عن الیاء التی حذفت وصلا و هی لام تفاعل و یجوز مع ذلك المد و القصر علی القاعدة المقررة:
و إن حرف مدّ قبل همز مغیّریجز قصره و المدّ ما زال أعدلا و هذا هو الوجه الصحیح الذی یقتضیه النص و القیاس. قال المحقق: و لا یجوز غیره و لا یؤخذ بسواه و یجتمع حینئذ أربع إمالات: إمالة الراء و الألف بعدها و إمالة الألف المنقلبة و الهمزة المسهلة قبلها و ربما تقع فی المطارحات فیقال أی كلمة توالت فیها أربع إمالات فیقال هی تراءی فی قراءة حمزة و إن وقف و ذكروا له فیها وجوها أخر منها تراء بألف ممالة مع الراء علی اتباع الرسم و ذكروا له تقادیر منها أن الألف التی بعدها الهمزة هی المحذوفة فتصیر علی هذا الهمزة متطرفة فتبدل ألفا لوقوعها بعد الألف كجاء و شاء و تجی‌ء الثلاثة المد و التوسط و القصر، و قرءوا بذلك لهشام إلا أنه لا یمیل الراء لأنه یخفف المتطرفة و هذه متطرفة علی هذا التقدیر قال المحقق: و هذا وجه لا یصح و لا یجوز لاختلال لفظه و فساد المعنی به و قد تعلق مجیز هذا الوجه بظاهر قول ابن مجاهد كان حمزة یقف علی تراءی یمده مدة بعد الراء بكسر الراء من غیر همز انتهی، و لم یكن أراد ما قالوه و لا جنح إلیه و إنما أراد
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 438
الوجه الصحیح الذی هو التسهیل فغیر بالمد عن التسهیل كما هو عادة القراء فی الإطلاق عباراتهم و لا شك أن أصحاب ابن مجاهد مثل الأستاذ الكبیر أبی طاهر بن أبی هاشم و غیره أخبر بمراده دون من لم یلازمه و لا أخذ عنه أی و أبو طاهر إنما روی عنه الوجه الصحیح كما صرح بذلك غیره. فإن قلت: أ لیس قد قال ابن مجاهد من غیر همز. قلنا: أی محقق ففیه تجوّز و لذا قال الدانی فی جامعه بعد أن ذكر الوجه الصحیح و ساق بعده كلام ابن مجاهد و هذا مجاز و ما قلناه حقیقة و یحكم ذلك المشافهة لوجه.
الثانی: قلب همزه یاء مع إمالة الألف قبلها فتقول ترابا ذكره الهذلی و غیره و هو أیضا ضعیف إذ لم یوافق القیاس و لا الرسم. الثالث: إبدالها یاء ساكنة و هو أضعفها و لا وجه له و لا یستحق أن یذكر فضلا عن أن یقرأ به، و قد نظم العلامة المرادی هذه الوجوه غیر الأخیر مع ذكر هشام فقال:
خذ وجه الوقف فی تراءی‌لحمزة یا أخا الذكاء
فإن تبعت القیاس سهّل‌بین الممالین فی الأداء
و اقصر لتغییره أو امدده‌فالمدّ ما زال ذا اعتلاء
وقف علی رسمه بمدّیمال لا غیر بعد راء
و اقصر إذا شئت أو فوسّطفوجهه لیس ذا خفاء
هذا و وجه القیاس أقوی‌إذا أجحف الرّسم بالبناء
و قد حكی بعضهم ترایاو هو ضعیف بلا امتراء
أمّا هشام فإن تحقّق‌له فقد فزت بالولاء
و من یری اللّام لم تصورو كان بالرّسم ذا اقتداء
یحذف له همزة و لا ماأو یبدل الهمز كالسماء
مع الوجوه الثّلاث فافهم‌نظما جلا غایة الجلاء و قوله: بوجهه لیس ذا خفاء قد قیل فی توجیهه أنه لما قربت فتحة الراء من الكسرة بالإمالة أعطوها حكم المكسورة فأبدلوا الهمزة المفتوحة بعدها
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 439
یاء و لم یعتدوا بالألف حاجزا و قوله إذ أجحف الرسم بالبناء لأن المد فی الألف تفاعل و سقط عین الكلمة و لامها و هو كما قال أبو علی فی الحجة غیر مستقیم و أما علی فإنه یفتح الراء و یمیل الألف المنقلبة إمالة محضة و یلزم إمالة الهمزة قبلها و رتبته فی المد لا تخفی و اللّه أعلم.
20- كَلَّا* تام و لا یجوز الابتداء به اتفاقا.
21- مَعِی رَبِّی قرأ حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
22- فِرْقٍ* فیه وجهان صحیحان لكل القراء الترقیق، و إلیه ذهب جمهور المغاربة و المصریین و حكی غیر واحد الإجماع علیه قال الحافظ أبو عمرو: لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته لتحركه بالكسر و التفخیم و إلیه ذهب كثیر و هو القیاس.
23- لَهُوَ* و نَبَأَ إِبْراهِیمَ بینان و فنظل بالظاء المثلثة و أ فرأیتم تسهیل الهمزة التی بعد الراء لنافع و لورش أیضا إبدالها و إسقاطها لعلی و تحقیقها للباقین جلی.
24- لِی إِلَّا* قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
25- لِأَبِی إِنَّهُ كذلك وَ قِیلَ* جلی و أَجْرِیَ إِلَّا* قرأ نافع و البصری و الشامی و حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و وَ أَطِیعُونِ* همزه و تحقیقه لحمزة لدی وقفه لا یخفی: كاف و فاصلة، و منتهی الحزب السابع و الثلاثین بلا خلاف.

الممال‌

مُوسی* الأربعة لهم و بصری (تراءی) تقدم أَتَی اللَّهَ* لدی الوقف علی أتی لهم.

المدغم‌

إِذْ تَدْعُونَ* لبصری و هشام و الأخوین و اغفر لی لأبی لبصری بخلف عن الدوری.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 440
قالَ لِأَبِیهِ* یَغْفِرَ لِی وَرَثَةِ جَنَّةِ وَ قِیلَ لَهُمْ* دُونِ اللَّهِ هَلْ قالَ لَهُمْ*، و لا إدغام فی فَنَظَلُّ لَها لتضعیفه.
26- أَنَا إِلَّا* قرأ قالون بخلف عنه بإثبات ألف أنا فیصیر من باب المنفصل، و الباقون بحذفه لفظا و هو الطریق الثانی لقالون و لا خلاف بینهم فی إثباته وقفا تباعا للرسم.
27- مَعِیَ مِنَ قرأ ورش و حفص بفتح یاء معی، و الباقون بالإسكان.
28- أَجْرِیَ إِلَّا* الثلاثة حكمه كالمتقدم.
29- وَ عُیُونٍ* معا قرأ نافع و البصری و هشام و حفص بضم العین، و الباقون بالكسر.
30- إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی، و الباقون بالإسكان.
31- خُلُقُ* قرأ المكی و البصری و علی بفتح الخاء و إسكان اللام، و الباقون بضم الخاء و اللام.
32- بُیُوتاً* قرأ ورش و البصری و حفص بضم الباء، و الباقون بالكسر و (فرهین) قرأ الحرمیان و البصری بحذف الألف بعد الفاء، و الباقون بإثباته.
33- الرَّحِیمُ* تام، و فاصلة باتفاق، و منتهی الربع عند جمیع المشارقة، و لبعضهم العالمین قبله، و عند المغاربة العالمین بعده، و ما ذكرناه أولی لأنه تام فی أنهی درجات التمام و أقرب للتساوی بین الربعین بخلاف العالمین فی الموضعین.

الممال‌

جَبَّارِینَ* لدوری علی و ورش بخلف عنه.

المدغم‌

كَذَّبَتْ ثَمُودُ* لبصری و شامی و الأخوین أَ نُؤْمِنُ لَكَ قالَ*
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 441
رَبِّ* قالَ لَهُمْ* الثلاثة.
34- لیكة قرأ نافع و الابنان بلام مفتوحة من غیر همز قبلها و لا بعدها و نصب التاء غیر منصرف، و الباقون الأیكة بإسكان اللام و همز وصل قبله و همزة قطع مفتوحة بعده و جر التاء و حمزة وصلا و وقفا علی أصله.
35- أَجْرِیَ إِلَّا* تقدم و بِالْقِسْطاسِ* قرأ حفص و الأخوان بكسر القاف، و الباقون بالضم.
36- كِسَفاً* قرأ حفص بفتح السین، و الباقون بالإسكان.
37- مِنَ السَّماءِ إِنْ* قرأ قالون و البزی بتسهیل الأولی مع المد و القصر و البصری بإسقاطها مع القصر و المد و ورش و قنبل بتحقیق الأولی و إبدال الثانیة حرف مد و عنهما أیضا تسهیلها بین بین، و الباقون بتحقیقهما.
38- رَبِّی أَعْلَمُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
39- نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ قرأ الحرمیان و البصری بتخفیف الزای و رفع الروح و الأمین فاعل و صفته و المراد به جبریل علیه السلام فإنه أمین اللّه علی وحیه، و الباقون بتشدید الزای و الروح و الأمین بالنصب مفعول و صفته، و الفاعل هو اللّه تعالی.
40- أَ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ آیَةً قرأ الشامی بتأنیث تكن و رفع آیة، و الباقون بیاء التذكیر و نصب آیة.
41- أَ فَرَأَیْتَ* جلی و (فتوكل)* قرأ نافع و الشامی بالفاء و هو كذلك فی مصاحف المدینة و الشامی، و الباقون بالواو و هو كذلك فی مصاحفهم.
42- (تنزل به الشیاطین تنزل) لا خلاف بینهم فی فتح النون و تشدید الزای و المختلف فیه لا بد أن یكون أوله مضموما و قرأ البزی بتشدید التاء فی الفعلین، و الباقون بالتخفیف.
43- یَتَّبِعُهُمُ قرأ نافع بإسكان الفوقیة و فتح الموحدة، و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 442
بتشدید الفوقیة و كسر الباء الموحدة.
44- یَنْقَلِبُونَ تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی النصف عند الجمهور و شذ بعض المغاربة فجعله الأخسرین بالنمل و هو بعید.

الممال‌

الظلة و آیة معا لعلیّ إن وقف و الوقف علی آیة الأولی كاف بخلاف الثانیة فلا وقف علیها جاءهم لحمزة و ابن ذكوان أغنی لهم ذكری و یراك لهم و بصری.

المدغم‌

هَلْ نَحْنُ لعلی (قال لهم خلقكم) قالَ رَبِّی* لَتَنْزِیلُ رَبِّ الْعالَمِینَ نَزَلَ بِهِ إِنَّهُ هُوَ*. و فیها من یاءات الإضافة ثلاثة عشرة إِنِّی أَخافُ* معا، بِعِبادِی إِنَّكُمْ معی معا لِی إِلَّا* لِأَبِی إِنَّهُ إِنْ أَجْرِیَ* إلا الخمسة رَبِّی أَعْلَمُ*. و لا زائدة فیها للسبعة، مدغمها واحد و ثلاثون، و قال الجعبری و من قلده: تسعة و عشرون، و الصغیر سبعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 443

سورة النمل‌

اشارة

مكیة اتفاقا و آیاتها تسعون و ثلاث كوفی و أربع بصری و شامی و خمس حجازی. جلالاتها سبع و عشرون. و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- الْقُرْآنِ* معا جلی و إِنِّی آنَسْتُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
2- بِشِهابٍ قَبَسٍ قرأ الكوفیون بتنوین باء شهاب، و الباقون بغیر تنوین و لَهُوَ* بین و وادِ النَّمْلِ إن وقف علی واد فعلیّ یقف بالیاء، و الباقون بغیر یاء تبعا للرسم و لا خلاف بینهم فی حذفها وصلا لالتقاء الساكنین.
3- أَوْزِعْنِی أَنْ* قرأ ورش بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و الطَّیْرِ* ترقیق رائه لورش لا یخفی.
4- ما لِیَ لا أَرَی قرأ المكی و هشام و عاصم و علی بفتح الیاء و الباقون بالإسكان.
5- لَیَأْتِیَنِّی قرأ المكی بنونین بعد الیاء الأولی نون التوكید المشددة و الثانیة نون الوقایة، و هذا هو الأصل مع موافقة المصحف المكی و الباقون بنون واحدة مشددة قال فی الدرر: الأظهر أنها نون التوكید الشدیدة توصل بكسر لیاء المتكلم، و قیل بل هی نون التوكید الخفیفة أدغمت فی نون الوقایة و لیس بشی‌ء لمخالفة الفعلین قبله انتهی، و إبدال ورش و سوسی له جلی.
6- فَمَكَثَ قرأ عاصم بفتح الكاف، و الباقون بالضم لغتان و الفتح أشهر و جِئْتُكَ* إبداله لسوسی لا یخفی.
7- سبأ قرأ البزی و البصری بفتح الهمزة من غیر تنوین ممنوعا من الصرف للعلمیة و التأنیث: اسم للقبیلة، أو البقعة، و قنبل بسكون الهمزة كأنه
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 444
نوی الوقف و أجری الوصل مجراه، و الباقون بالجر و التنوین: اسم للحیّ أو المكان.
8- أَلَّا یَسْجُدُوا قرأ علی ألا بتخفیف اللام حرف تنبیه و استفتاح و یا عنده فی نیة الفصل من اسجدوا لأنها حرف نداء و المنادی محذوف تقدیره یا هؤلاء و اسجدوا فعل أمر و مثله فی لسان العرب فی النثر كثیر فیمن الأول قولهم:
ألا یا راحمونا أ لا تصدّقواعلینا ألا یا أنزلوا و من الثانی قولهم: ألا یا اسقیانی قبل خیل أبی عمرو و قوله: ألا یا سلمی ذات الدمالیج و العقد و قوله: ألا یا اسقیانی قبل غارة سنجال و قوله: ألا أسمع أعظك بخطّة و قوله: ألا یا أسلمی یا هند هند أبی بكر و قیل: یا حرف تنبیه مؤكد قبله، و اختاره جماعة من المحققین منهم ابن عصفور، و احتجوا له بأن العامل فی المنادی محذوف فلو حذف المنادی كان ذلك إخلالا كثیرا. فإن قلت هذه القراءة مخالفة لرسم المصحف إذ فیها زیادة ألفین و لیسا فی المصحف. فالجواب أن هذا لما سقط فی اللفظ سقط فی الكتابة و مثله فی القرآن كثیر، و الباقون بتشدید ألا بإدغام نون أن الناصبة لیسجدوا فی لام لا، و لذلك حذفت منه نون الرفع و یسجدوا فعل مضارع مثل ألا یقولوا بدلا من أعمالهم أی زین لهم ألا یسجدوا فهو فی موضع نصب أو فی موضع جر بدلا من السبیل أی صدّهم عن السجود. و لا مزیدة و ما بین البدل و المبدل منه معترض، و قیل غیر هذا، انظر البحر و الدرر و غیرهما، و أما الوقف فمن قرأ بتخفیف ألا فالوقف عنده علی یهتدون تام لأن ألا فی قراءته للاستفتاح و حكمها أن یفتتح بها الكلام و یصح له الوقف علی ألا یا لأن كل واحدة كلمة مستقلة و علیهما معا و یبتدئ باسجدوا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 445
بضم همزة الوصل لأنه ثلاثی مضموم الثالث ضما لازما لكن هذا وقف اختبار لا وقف اختیار، و تقدم ما فیه و من قرأ ألا بالتشدید لم یحسن وقفه علی یهتدون فإن وقف فهو جائز لأنه رأس آیة و لا یجوز له الوقف علی الیاء لأنها بعض كلمة و لا یجوز الوقف علی بعض الكلمة دون بعض، و لا یجوز للجمیع الوقف علی أن المدغم نونها فی لا، لأن كل ما كتب موصولا لا یجوز الوقف إلا علی الكلمة الأخیرة منه لأجل الاتصال الرسمی و لا یجوز فصله إلا بروایة صحیحة كوقف علیّ علی الیاء فی ویكأنه و اجتمعت المصاحف علی كتابتهما كلمة واحدة.
9- یخفون و ما یعلنون قرأ حفص و علی بالتاء الفوقیة علی الخطاب، و الباقون بالتحتیة علی الغیب.
10- الْعَظِیمِ* كاف و قیل تام، و فاصلة، و منتهی الربع اتفاقا.

الممال‌

طس لشعبة و الأخوین و الإمالة فی الطاء هدی و لتلقی لدی الوقف علیهما و ولی و ترضاه لهم و بشری و موسی و یا موسی معا و لا أری لدی الوقف لهم و بصری و إن وصل لا أری بالهدهد فلسوسی بخلف عنه جاءها و جاءتهم لابن ذكوان و حمزة النار لهما و دوری رآها قرأ ورش بتقلیل الراء و الهمزة و هو فی مد البدل علی أصله و شعبة و ابن ذكوان و الأخوان بخلف عنه بإمالتهما و البصری بإمالة الهمزة دون الراء، و الباقون بفتحهما و هو الطریق الثانی لابن ذكوان.

المدغم‌

أَحَطْتُ لا خلاف بینهم أن الطاء مدغمة فی التاء مع إطباق الطاء لئلا تشتبه بالطاء المدغمة.
بِالْآخِرَةِ زَیَّنَّا وَ وَرِثَ سُلَیْمانُ وَ حُشِرَ لِسُلَیْمانَ وَ قالَ رَبِ زین لهم وَ یَعْلَمُ ما*.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 446
11- فَأَلْقِهْ إِلَیْهِمْ قرأ قالون و هشام بخلف عنه بكسر الهاء من غیر صلة و البصری و عاصم و حمزة بإسكانه و الباقون بإشباع كسرة الهاء و هو الطریق الثانی لهشام، و قرأ حمزة بضم هاء إلیهم و الباقون بالكسر.
12- الْمَلَأُ إِنِّی أُلْقِیَ قرأ الحرمیان و البصری بإبدال الهمزة الثانیة واوا و عنهم أیضا تسهیلها بین الهمزة و الیاء، و الباقون بالتحقیق، و قرأ نافع بفتح یاء إنی، و الباقون بالسكون.
13- (بأس و بم و لم) إبدال الأول لسوسی و الوقف علی الثانی و الثالث بهاء السكت للبزی بخلف عنه جلی.
14- أ تمدوننی قرأ نافع و البصری بإثبات یاء بعد النون الثانیة وصلا لا وقفا و المكی و حمزة بإثباتها وصلا و وقفا إلا أن حمزة یدغم النون الأولی فی الثانیة و لا بد حینئذ من المد الطویل فی الواو وصلا و وقفا للسكون الذی بعده، و الباقون بحذفها وصلا و وقفا.
15- آتانِیَ اللَّهُ قرأ قالون و البصری و حفص بإثبات یاء مفتوحة بعد النون فی الوصل و اختلف عنهم فی الوقف فروی عنهم إثباتها ساكنة و حذفها و ورش بإثباتها فی الوصل مفتوحة و حذفها فی الوقف، و الباقون و بحذفها وصلا و وقفا و لیس لحفص من الزوائد فی القرآن إلا هذا.
16- الملأ أیكم و أَنَا آتِیكَ* معا لا یخفی و لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْكُرُ قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و قرأ الحرمیان و البصری و هشام بخلف عنه أ أشكر بتسهیل الهمزة الثانیة، و روی عن ورش أیضا إبدالها ألفا مع المد، و الباقون بتحقیقها و هو الطریق الثانی لهشام، و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام، و الباقون بلا إدخال.
17- قِیلَ* معا جلی و ساقَیْها قرأ قنبل بهمزة ساكنة بعد السین، و الباقون بالألف.
18- أَنِ اعْبُدُوا* قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 447
و الباقون بالضم.
19- لَنُبَیِّتَنَّهُ قرأ الأخوان بالتاء الفوقیة مضمومة بعد اللام و ضم التاء الفوقیة التی بعد الیاء التحتیة، و الباقون بنون مضمومة بعد اللام و فتح الفوقیة التی بعد التحتیة.
20- ثُمَّ لَنَقُولَنَ قرأ الأخوان بالتاء الفوقیة مفتوحة بعد اللام الأولی و ضم اللام الثانیة، و الباقون بالنون مفتوحة موضع التاء و فتح اللام الثانیة.
21- مَهْلِكَ* قرأ عاصم بفتح المیم، و الباقون بضمها، و قرأ حفص بكسر اللام، و الباقون بالفتح.
22- أَنَّا دَمَّرْناهُمْ قرأ الكوفیون بفتح همزة أنا و الباقون بالكسر، و بیوتهم جلی و أئنكم تسهیل لهمزة الثانیة للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین، و إدخال ألف بینهما لقالون و البصری و هشام بخلف عنه و تركه للباقین جلی.
23- تَجْهَلُونَ* كاف، و قیل تام، فاصلة و ختام الحزب الثامن و الثلاثین بإجماع.

الممال‌

جاءَ* و جاءت لابن ذكوان و حمزة آتانِیَ* لورش و علیّ آتاكُمْ* لهم آتیك معا لحمزة بخلف عن خلاد و الإمالة محضة فی الألف التی بعد الهمزة رآها تقدم قریبا كافِرِینَ* لهما و دوری.

المدغم‌

لا قِبَلَ لَهُمْ أَنْ تَقُومَ* مِنْ فَضْلِ رَبِّی یَشْكُرُ لِنَفْسِهِ* عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَ أُوتِینَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها مَعَكَ قالَ الْمَدِینَةِ تِسْعَةُ قالَ لِقَوْمِهِ*.
24- قَدَّرْناها قرأ شعبة بتخفیف الدال، و الباقون بالتشدید.
25- آللَّهُ خَیْرٌ قرأ الجمیع بإبدال همزة الوصل ألفا مع المد الطویل
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 448
و تسهیلها بین بین من غیر فصل بین الهمزتین كما فی همزة القطع لضعفها عن همزة القطع.
26- أما تشركون قرأ البصری و عاصم بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب.
27- ذاتَ بَهْجَةٍ لو وقف علی ذات فعلیّ یقف بالهاء، و الباقون بالتاء و أَ إِلهٌ* الخمسة قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة، و الباقون بالتحقیق و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام بخلف عنه، و الباقون بلا إدخال و هو الطریق الثانی لهشام.
28- تَذَكَّرُونَ* قرأ نافع و المكی و ابن ذكوان و شعبة بالفوقیة علی الخطاب و تشدید الذال و حفص و الأخوان بالخطاب و تخفیف الذال و البصری و هشام بالیاء علی الغیب و تشدید الذال.
29- الرِّیاحَ* قرأ المكی و الأخوان بحذف الألف بعد الیاء علی التوحید، و الباقون بإثباتها علی الجمع.
30- نَشْراً قرأ الحرمیان و البصری بضم النون و الشین و الشامی بضم النون و إسكان الشین و عاصم بالباء الموحدة مضمومة موضع النون و إسكان الشین، و الأخوان بفتح النون و إسكان الشین.
31- بل ادراك قرأ المكی و البصری بإسكان لام بل و أدرك بهمزة قطع مفتوحة و إسكان الدال و حذف الألف بعدها، و الباقون بكسر اللام و همزة وصل و تشدید الدال مفتوحة و بعدها ألف.
32- أَ إِذا كُنَّا تُراباً وَ آباؤُنا أَ إِنَّا قرأ نافع إذا بهمزة واحدة علی الخبر و أئنا بهمزتین الأولی مفتوحة و الثانیة مكسورة علی الاستفهام و لا یخفی أن قالون یدخل ألفا بین الهمزتین، و ورش لا یدخل و الشامی و علی عكس نافع فیستفهمان فی الأول مع الإدخال لهشام و یخبران فی الثانی و یزیدان نونا فیقرءان بهمزة مكسورة بعدها نون مفتوحة مشددة بعدها نون مفتوحة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 449
مخففة، و الباقون بالاستفهام فی أ إذا و أئنا و لا تخفی قواعدهم فالمكی یسهل الثانیة من غیر إدخال و البصری یسهلها مع الإدخال و عاصم و حمزة یحققان من غیر إدخال.
33- ضیف* قرأ المكی بكسر الضاد، و الباقون بفتحها، و القرآن ظاهر و تسمع الصم الدعاء إذا قرأ المكی یسمع بالیاء مفتوحة و فتح المیم و رفع میم الصم، و الباقون بالتاء مضمومة و كسر المیم و نصب میم الصم و قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل همزة إذا و الباقون بالتحقیق، و مراتبهم فی المد لا تخفی.
34- بِهادِی الْعُمْیِ قرأ حمزة بتاء فوقیة مفتوحة و إسكان الهاء من غیر ألف بعد الهاء و نصب العمی، و الباقون بالباء الموحدة مكسورة و فتح الهاء و ألف بعدها و جر العمی، و اتفقوا علی الوقف علی بهادی بالیاء موافقة لخط المصحف الكریم، و اختلفوا فی المد فی الروم كما سیأتی و لیسا بمحل وقف.
35- مُسْلِمُونَ* تام و قیل كاف، فاصلة، و منتهی الربع بلا خلاف.

الممال‌

اصطفی و تعالی إن وقف علیه و متی و عسی و هدی لدی الوقف لهم الناس لدوری الموتی لهم و بصری.

المدغم‌

آلَ لُوطٍ* و أَنْزَلَ لَكُمْ* و وَ جَعَلَ لَها یَرْزُقُكُمْ* یَعْلَمُ مَنْ* لَیَعْلَمُ ما*.
36- أَنَّ النَّاسَ* قرأ الكوفیون بفتح همزة إن و الباقون بالكسر.
37- أتوه قرأ حفص و حمزة بقصر الهمزة و فتح التاء فعل ماض مسند لواو الجمع و الهاء مفعوله، و الباقون بألف بعد الهمزة و ضم التاء اسم فاعل مضاف للهاء و الأصل آتیون فأضیف إلی الهاء فحذفت النون للإضافة فصار آتیوه فنقلت ضمة الیاء إلی التاء بعد سلب كسرتها ثم حذفت الیاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 450
لالتقاء الساكنین، و لك أن تقول حذفت ضمة الیاء من غیر نقل ثم حذفت الیاء لالتقاء الساكنین و ضمة التاء لأجل الواو و القراءتان محمولتان علی معنی كل لا علی لفظه و قرئ فی الشاذ آتاه بالحمل علی لفظ كل.
38- تَحْسَبُها فتح سینه لشامی و عاصم و حمزة و كسره للباقین جلی، وَ هِیَ* حكم هائه كذلك و شَیْ‌ءٍ* مده و توسطه لورش وصلا و وقفا، و مده و توسطه و قصره لغیر حمزة و هشام، و تخفیف یائه و تشدیدها كلاهما مع السكون و الروم لهما وقفا لا یخفی.
39- تَفْعَلُونَ* قرأ المكی و البصری و هشام بالیاء التحتیة علی الغیب، و الباقون بالتاء الفوقیة علی الخطاب.
40- فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ قرأ الكوفیون بتنوین فزع، و الباقون بغیر تنوین، و قرأ الابنان و البصری بكسر میم یومئذ، و الباقون بالفتح و قد حصل من تركیب الكلمتین ثلاث قراءات ترك تنوین فزع و فتح میم یومئذ لنافع و ترك التنوین مع كسر المیم للابنین و بصری و التنوین مع الفتح للكوفیین و الْقُرْآنُ* ظاهر و تَعْمَلُونَ* قرأ نافع و الشامی و حفص بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب و فیها من یاءات الإضافة خمس إِنِّی آنَسْتُ* أَوْزِعْنِی أَنْ* ما لِیَ لا أَرَی إِنِّی أُلْقِیَ لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْكُرُ، و من الزوائد اثنتان أَ تُمِدُّونَنِ و (آتان اللّه)، و مدغمها ستة و عشرون. و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 451

سورة القصص‌

اشارة

مكیة فی قول الحسن و عكرمة و عطاء و قال مقاتل: بها أربع آیات مدنیة من الذین آتیناهم الكتاب إلی الجاهلین و قال ابن سلام: إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ الآیة نزل بالجحفة وقت هجرته- صلی اللّه علیه و سلّم- إلی المدینة و علیه فهی مدنیة علی المشهور لأنها نزلت بعد الهجرة، أو جحفیة. و آیها ثمان و ثمانون إجماعا جلالاتها سبع و عشرون، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- أَئِمَّةً* قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة و الباقون بالتحقیق، و أدخل بینهما ألفا هشام بخلف عنه، و الباقون بلا إدخال، و هو الطریق الثانی لهشام ففیها حینئذ ثلاث قراءات.
2- وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما قرأ الأخوان بالیاء التحتیة موضع النون مفتوحة و فتح الراء و ألف بعدها مرسومة یاء و رفع نونی فرعون و هامان و دال و جنودهما و الباقون بنون مضمومة و كسر الراء بعدها یاء مفتوحة و نصب النونین و الدال.
3- وَ حَزَناً قرأ الأخوان بضم الحاء و سكون الزای، و الباقون بفتحهما.
4- قُرَّتُ عَیْنٍ كتبت بالتاء و الخلاف بین القراء فی الوقف علیه جلی.
5- فُؤادُ* لا یبدله ورش لأنه عین و وقع فی بعض نسخ أبی شامة عده من أمثلة ما یبدل و هو و هم و مد البدل فیه جلی.
6- لا یَشْعُرُونَ* كاف، و فاصلة و منتهی النصف اتفاقا.

الممال‌

جاؤ* و شاء و جاء معا لابن ذكوان و حمزة و تری الجبال إن وقف علی تری فلهم و بصری و إن وصل بالجبال فللسوسی بخلف عنه النار لهما،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 452
و دوری اهتدی و عسی لهم طسم لشعبة و الأخوین و الإمالة فی الطاء، موسی الثلاثة لهم و بصری و یری للأخوین، و لا یمیله ورش و لا البصری لأنهما یقرءان بكسر الراء و فتح الیاء كما تقدم.

تنبیه:

عَلا* واوی تقول علوت علوّا لا إمالة فیه لأحد.

المدغم‌

هل تجزون* لهشام و الأخوین طسم إدغام نون سین فی میم للجمیع إلا حمزة فله الإظهار.
یُكَذِّبُ بِآیاتِنا اللَّیْلَ لِیَسْكُنُوا الْمُبِینِ نَتْلُوا وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ.
7- بَیْتٍ یَكْفُلُونَهُ إدغام تنوین بیت فی یاء یكفلونه لخلف بلا غنة و للباقین بغنة لا یخفی.
8- رَبِّی أَنْ یَهْدِیَنِی قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء ربی، و الباقون بالإسكان، و أما یهدینی فیاؤه ثابتة رسما و قراءة للجمیع.
9- مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَیْنِ قرأ البصری بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
10- یُصْدِرَ* قرأ البصری و الشامی بفتح الیاء و ضم الدال، و الباقون بضم الیاء و كسر الدال و ترقیق ورش للراء و إشمام الأخوین الصاد الزای جلیّ.

فائدة:

إذا وقف علی یصدر للبصری و الشامی فالراء مفخم لأن قبلها ضمة و للباقین مرقق لأن قبلها كسرة و فیها یقول شیخ شیوخنا فی علم النصرة:
ألا فسألوا أهل الدرایة بالحرزعن أحكام وقف الرّاء للسبعة الغرّ فما كلمة فیها خلاف لدیهم لدی وقفهم قال الإمام أبو عمرو:
فشامی و بصری فخّماها بلا امتراءو للخمسة الباقین ترقیقها یجری
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 453 ألا أیّها الأستاذ ذو العلم و الفخرلقد غصت فی بحر المعانی علی الدّر
فجئت بما یزری علی كل لؤلؤو یصدر عنه ما سألت أخی فادر و قلت مجیبا له:
مرادك یا أستاذ یصدر بالقصص‌كما قاله أهل الدرایة و الخبر و هو أحضر و أوضح.
11- فَقِیرٌ* إن وقف علیه فینبغی أن یوقف علیه بالإشارة لیعلم أن حركته ضمة لأنه یشتبه علی كثیر ممن لم یحسن العربیة لأنهم اعتادوا الوقف علیه بالسكون فلم یعرفوا كیف یقرءونه حال الوصل هل هو بالرفع أم بالجر قال المحقق: و قد كان كثیر من المصریین یأمرنا بالإشارة فی علیم من قوله تعالی: وَ فَوْقَ كُلِّ ذِی عِلْمٍ عَلِیمٌ و فقیر من قوله تعالی: إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ و كان بعضهم یأمرنا بالوصل محافظة علی التعریف به و هو حسن لطیف انتهی و بعضه بالمعنی.
12- إِحْداهُما* همزته همزة قطع فلا بد من صلة فجاءته قبله للمكی و قراءته بهمزة الوصل لحن فاحش.
13- یا أَبَتِ* قرأ الشامی بفتح التاء، و الباقون بالكسر و وقفه لا یخفی.
14- اسْتَأْجِرْهُ و اسْتَأْجَرْتَ إبدالهما لورش و سوسی لا یخفی و إِنِّی أُرِیدُ* قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و هاتَیْنِ قرأ المكی بتشدید النون، و الباقون بالتخفیف، و یجوز للمخفف و المشدد لدی الوقف علیه المد و التوسط و القصر، و تجوز الثلاثة للمكی حالة الوصل و القصر و هو مذهب الجمهور.
15- سَتَجِدُنِی إِنْ* قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
16- وكیل كاف، و قیل تام، فاصلة بلا خلاف و تمام الربع عند جمیع المغاربة و جمهور المشارقة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 454

الممال‌

و استوی فقضی و أقصی لدی الوقف علیه، و یسعی و عسی و فسقی و تولی لهم و موسی معا و یا موسی معا و إحداهما معا و إحدی لدی الوقف علیه لهم و بصری و جاء و فجاءته و جاءه و شاء لابن ذكوان و حمزة الناس لدوری.

المدغم‌

فَاغْفِرْ لِی لبصری بخلف عن الدوری.
قالَ رَبِّ* الثلاثة فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ* قالَ لَهُ* فَقالَ رَبِّ* قالَ لا*.
17- لِأَهْلِهِ امْكُثُوا* قرأ حمزة بضم هاء أهله وصلا، و الباقون بالكسر.
18- إِنِّی آنَسْتُ* و إِنِّی أَنَا اللَّهُ و إِنِّی أَخافُ* و رَبِّی أَعْلَمُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی الثلاثة و ربی و الباقون بالإسكان.
19- لَعَلِّی آتِیكُمْ* و لَعَلِّی أَطَّلِعُ قرأ نافع و الابنان و بصری بفتح الیاء فیهما و الكوفیون بالإسكان.
20- جَذْوَةٍ قرأ عاصم بفتح الجیم و حمزة بضمها، و الباقون بالكسر لغات.
21- الرَّهْبِ قرأ الحرمیان و البصری بفتح الراء و الهاء و حفص بفتح الراء و إسكان الهاء، و الباقون بضم الراء و إسكان الهاء و هی لغات بمعنی الخوف.
22- فَذانِكَ قرأ المكی و البصری بتشدید النون فیصیر من قبیل المد اللازم، و الباقون بالتخفیف.
23- مَعِی* قرأ حفص بفتح یائه، و الباقون بالإسكان.
24- رِدْءاً قرأ نافع بنقل حركة الهمزة التی بعد الدال إلی الدال
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 455
و حذفها، و الباقون بإسكان الدال و همزة مفتوحة منونة بعده.
25- یُصَدِّقُنِی قرأ عاصم و حمزة برفع القاف استئنافا أو صفة ردءا أو حال من ضمیر أرسله، و الباقون بالجزم جواب الأمر.
26- یُكَذِّبُونِ* قرأ ورش بزیادة یاء بعد النون وصلا و الباقون بحذفها مطلقا.
27- وَ قالَ مُوسی* قرأ المكی بحذف الواو قبل القاف و هو كذلك فی مصحف مكة، و الباقون بإثباته و هو كذلك فی مصاحفهم.
28- وَ مَنْ تَكُونُ قرأ الأخوان بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث.
29- لا یُرْجَعُونَ* قرأ نافع و الأخوان بفتح الیاء و كسر الجیم و الباقون بضم الیاء و فتح الجیم مبنیّا للمفعول.
30- أَئِمَّةً* تقدم فی أول السورة.
31- أَنْشَأْنا* إبداله لسوسی لا یخفی و عَلَیْهِمُ الْعُمُرُ* و عَلَیْهِمْ آیاتِنا* بین و (ساحران) قرأ الكوفیون بكسر السین و سكون الحاء من غیر ألف بینهما، و الباقون بفتح السین و كسر الحاء و ألف بینهما و ترقیق رائه لورش جلی كترقیق راء (كافرین)* له و إبدال همزة فَأْتُوا* له و لسوسی.
32- أَتَّبِعْهُ* همزه همز قطع مضارع مجزوم فی جواب الأمر و لم تقع همزة وصل فی أول مضارع أبدا و ربما یتوهم من لا معرفة له أنه من الثلاثی و أن همزه همز وصل.
33- الظَّالِمِینَ* تام، و قیل كاف، فاصلة و تمام الحزب التاسع و الثلاثین بإجماع.

الممال‌

قضی و آتاها و ولی و بالهدی و هدی معا لدی الوقف و آتاهم و أهدی و هواه لهم موسی الأجل و موسی الكتاب و موسی الأمر لدی الوقف علی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 456
موسی و یاء موسی معا و موسی الخمسة و فنری لدی الوقف و الدنیا و الأولی لهم و بصری النار معا و الدار لهما و دوری رآها قرأ الأخوان و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه بإمالة الراء و الهمزة و ورش بتقلیلهما و هو علی أصله فی مد البدل و البصری بإمالة الهمزة دون الراء و إمالة السوسی الراء لیست من طریقنا بل و لا طریق النشر و الطیبة جاءهم معا و جاء لحمزة و ابن ذكوان للناس لدوری.

المدغم‌

قالَ لِأَهْلِهِ* النَّارِ لَعَلَّكُمْ قالَ رَبِّ* وَ نَجْعَلُ لَكُما أَعْلَمُ بِمَنْ* هُوَ وَ جُنُودُهُ بَصائِرَ لِلنَّاسِ* عِنْدِ اللَّهِ هُوَ*.
34- وَ یَدْرَؤُنَ* ما فیه لورش لا یخفی و یُجْبی قرأ نافع بالتاء علی التأنیث، و الباقون بالیاء علی التذكیر.
35- فِی أُمِّها قرأ الأخوان بكسر الهمزة وصلا و الباقون بضمها و الجمیع یبتدءون بضم الهمزة.
36- أَ فَلا تَعْقِلُونَ* قرأ البصری بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب.
37- ثُمَّ هُوَ قرأ قالون و علیّ بسكون الهاء إجراء لثم مجری الواو و الفاء، و الباقون بالضم لأن ثم لیس اتصالها بهو كاتصال الواو و الفاء.
38- عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ* و عَلَیْهِمُ الْأَنْباءُ جلی و تَبَرَّأْنا إبداله لسوسی لا یخفی و قِیلَ* ظاهر و أَ رَأَیْتُمْ* معا كذلك و بِضِیاءٍ قرأ قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد، و الباقون بیاء تحتیة بعد الضاد و لا خلاف بینهم فی إثبات الهمزة التی بعد الألف، و مراتبهم فی المد لا تخفی. غیث النفع فی القراءات السبع 456 المدغم ..... ص : 456
یَفْتَرُونَ* تام، و فاصلة بلا خلاف و تمام الربع عند جمیع المغاربة و بعض المشارقة و لجمهورهم ترجعون و لبعضهم یعلنون قبله.

الممال‌

یتلی و الهدی، و تجبی و أبقی و فسعی و تعالی لهم القربی معا و الدنیا معا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 457
و الأولی لهم و بصری.

المدغم‌

الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ قبله هم أعلم بالمهتدین الْقَوْلُ رَبَّنا (الخیرة سبحانه اللّه) یَعْلَمُ ما* جَعَلَ لَكُمُ*، و لا إدغام فی النهار لتسكنوا لفتح الراء بعد ساكن.
40- عَلَیْهِمْ* ضم هائه لحمزة وصلا و وقفا و كسره للباقین لا یخفی.
41- عِنْدِی أَ وَ لَمْ قرأ البصری و الحرمیان بخلف عن المكی بفتح یاء عندی، و الباقون بالإسكان و هو الطریق الثانی للمكی.
42- (ذنوبهم المجرمین) جلی و كذا وقف حمزة علی وَیْكَأَنَ و وَیْكَأَنَّهُ و لیسا بموضع وقف.
43- لَخَسَفَ قرأ حفص بفتح الخاء و السین، و الباقون بضم الخاء و كسر السین و الْقُرْآنُ* نقل المكی فیه جلی.
44- لَرادُّكَ مده لازم فالجمیع فیه سواء و رَبِّی أَعْلَمُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان. و فیها من یاءات الإضافة اثنتا عشرة یاء: رَبِّی أَنْ*، إِنِّی أُرِیدُ*، سَتَجِدُنِی إِنْ*، إِنِّی آنَسْتُ*، لَعَلِّی آتِیكُمْ*، إِنِّی أَنَا اللَّهُ، إِنِّی أَخافُ*، رَبِّی أَعْلَمُ* معا لَعَلِّی أَطَّلِعُ مَعِی رِدْءاً عِنْدِی أَ وَ لَمْ. و فیها من الزوائد واحدة أَنْ یُكَذِّبُونِ*، و مدغمها ثلاثون. و قال الجعبری و من قلده: ثمانیة و عشرون. و من الصغیر اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 458

سورة العنكبوت‌

اشارة

مكیة، و قیل مدنیة، و قیل من أولها إلی و لیعلمن المنافقین مدنی و باقیها مكی. و آیها تسع و تسعون غیر حمصی، و سبعون فیه، جلالاتها اثنتان و أربعون، و ما بینها و بین القصص من الوجوه جلی للمتأمل.
1- الم أَ حَسِبَ قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلی المیم و یجوز حینئذ القصر لأن السكون الذی هو سبب المد ذهب بالحركة و المد استصحابا للأصل و عدم الاعتداد بعارض الحركة و ممن نص علی الوجهین إسماعیل بن عبد اللّه النحاس و ابن خیرون القیروانی و أبو محمد مكی و أبو العباس المهدوی قال الدانی: و الوجهان جیدان و اختار طاهر بن غلبون صاحب التذكرة الأول قال و به قرأت و به آخذ انتهی و لهذا تقدمه فی الأداء.
2- السَّیِّئاتِ* و سَیِّئاتِهِمْ* ما فیهما لورش من المد و التوسط و القصر لا یخفی و الوقف علی الثانی كاف و ما فیه لحمزة من إبدال الهمزة یاء جلی.
3- یَعْمَلُونَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب عند جمیع المغاربة و بعض المشارقة و آخر القصص لجمهورهم.

الممال‌

مُوسی* و الدنیا معا لهم و بصری فبغی و أتاك و یلقاها و یجزی لدی الوقف علیه و بالهدی و یلقی لهم و بداره و للكافرین لهما و دوری جاء الثلاثة جلی.

المدغم‌

قَوْمِ مُوسی* قالَ لَهُ* وَ یَقْدِرُ لَوْ لا أَعْلَمُ مَنْ*.
4- یَرَوْا* قرأ شعبة و الأخوان بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب و النشأة قرأ المكی و البصری بفتح الشین و ألف بعدها و بعد الألف همزة مفتوحة، و الباقون بإسكان الشین و همزة مفتوحة بعد الشین لغتان كالرأفة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 459
و لرأفة، قال السفاقسی: و القصر أشهر.
5- مَوَدَّةَ بَیْنِكُمْ قرأ نافع و الشامی و شعبة بنصب مودة و تنوینه و نصب بینكم و المكی و النحویان برفع مودة من غیر تنوین و خفض بینكم و حمزة و حفص بنصب مودة بلا تنوین و جر بینكم.
6- ناصِرِینَ* تام و قیل كاف فاصلة، و منتهی ربع الحزب بلا خلاف.

الممال‌

لِلنَّاسِ* معا لدوری جاء علی خطایاكم و خطایاهم لورش و علی و الإمالة فی الألف الثانیة فأنجاه و مأواكم لهم النار لهما و دوری الدنیا لهم و بصری.

المدغم‌

اتَّخَذْتُمْ* لنافع و بصری و شامی و شعبة و الأخوین أَعْلَمُ بِما* قالَ لِقَوْمِهِ* یُعَذِّبُ مَنْ* یَرْحَمُ مَنْ.
7- رَبِّی إِنَّهُ* قرأ نافع و البصری بفتح الیاء و الباقون بالإسكان.
8- النُّبُوَّةَ* قرأ نافع بهمزة مفتوحة بعد الواو الساكنة و الباقون بحذفها و واو مفتوحة مشدّدة.
9- إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ، و أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ* قرأ الحرمیان و الشامی و حفص إنكم الأول بهمزة مكسورة بعدها نون مشددة علی الخبر، و الباقون الأولی مفتوحة، و الثانیة مكسورة علی الاستفهام، و اتفقوا علی قراءة الثانی بالاستفهام لكتبه بالیاء فی جمیع المصاحف و كل علی أصله فی التسهیل و التحقیق و الإدخال و لیس لهشام هنا علی أكثر الطرق إلا الإدخال.
10- رُسُلُنا* معا قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم و إِبْراهِیمَ بِالْبُشْری* و هو الثانی قرأ هشام بفتح الباء و ألف بعدها، و الباقون بكسرها و یاء بعدها.
11- لَنُنَجِّیَنَّهُ قرأ الأخوان بإسكان النون الثانیة و تخفیف الجیم،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 460
و الباقون بفتحها و تشدید الجیم و سِی‌ءَ* قرأ نافع و الشامی و علی بإشمام كسرة السین الضم، و الباقون بالكسرة الخالصة.
12- مُنَجُّوكَ قرأ المكی و شعبة و الأخوان بإسكان النون و تخفیف الجیم، و الباقون بفتح النون و تشدید الجیم.
13- مُنْزِلُونَ* قرأ الشامی بفتح النون و تشدید الزای، و الباقون بإسكان النون و تخفیف الزای.
14- و ثمودا قرأ حفص و حمزة بحذف تنوین الدال و الألف الذی بعده وصلا و وقفا، و الباقون بتنوینه وصلا و فی الوقف بالألف و الْبُیُوتِ* قرأ ورش و بصری و حفص بضم الباء الموحدة، و الباقون بالكسر.
15- تدعون* قرأ البصری و عاصم بالیاء التحتیة، و الباقون الفوقیة و تَصْنَعُونَ تام و فاصلة و تمام الحزب الأربعین و ثلث القرآن العظیم بإجماع.

الممال‌

الدُّنْیا* و بِالْبُشْری* و موسی لهم و بصری جاءت معا و جاءهم لابن ذكوان و حمزة ضاق لحمزة فقط (دارهم)* لهما و دوری لِلنَّاسِ* لدوری تنهی لهم.

المدغم‌

وَ لَقَدْ تَرَكْنا و قَدْ تَبَیَّنَ* للجمیع و لقد جاءهم لبصری و هشام و الأخوین فَآمَنَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ* قالَ لِقَوْمِهِ* سَبَقَكُمْ* قالَ رَبِّ* أعلم بما* امْرَأَتَكَ كانَتْ تَبَیَّنَ لَكُمْ* وَ زَیَّنَ لَهُمُ* یَعْلَمُ ما* معا الصَّلاةَ تَنْهی.
16- آیاتٌ* قرأ المكی و شعبة و الأخوان بحذف الألف بعد الیاء علی الإفراد، و الباقون بإثباته علی الجمع و رسمها بالتاء للجمیع و حكم وقفه لا یخفی.
17- عَلَیْهِمْ* جلی و وَ یَقُولُ ذُوقُوا قرأ نافع و الكوفیون بالیاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 461
التحتیة، و الباقون بالنون و یا عِبادِیَ الَّذِینَ* قرأ الحرمیان و الشامی و عاصم بفتح یاء عبادی، و الباقون بالإسكان.
18- أَرْضِی واسِعَةٌ قرأ الشامی بفتح یاء أرضی، و الباقون بالإسكان و تُرْجَعُونَ* قرأ شعبة بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء الفوقیة و لَنُبَوِّئَنَّهُمْ* قرأ الأخوان بثاء مثلثة ساكنة بعد النون و بعد الواو المخففة یاء تحتیة من الثواء و هو الإقامة، و الباقون بالباء الموحدة المفتوحة موضع الثاء و تشدید الواو بعد همزة مفتوحة من التبوّؤ و هو النزول یقال بوأه منزلا إذا أنزله إیاه و المعنی لننزلنهم من الجنة علالی لا أحرمنا اللّه و جمیع محبینا من ذلك.
19- وَ كَأَیِّنْ* قرأ المكی بألف بعد الكاف و بعد الألف همزة مكسورة، و الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف بعدها تحتیة مشددة، فلو وقفت علیه فالبصری یقف بالیاء، و الباقون بالنون.
20- فَأَنَّی یُؤْفَكُونَ* فیه لدی الوقف علیه ست قراءات: الأولی فتح أنی و إثبات الهمزة لقالون و الابنین و عاصم، الثانیة فتح أنی و إبدال یؤفكون لورش علی أحد الوجهین فی أنی وسوس، الثالثة تقلیل أنی و إبدال یؤفكون لورش، الرابعة تقلیل أنی و إثبات همزة یُؤْفَكُونَ* لدوری، الخامسة إمالة أنی و إبدال یؤفكون لحمزة و تسقط هذه فی الوصل و یتفق مع علی، السادسة إمالة أنی و إثبات همزة یؤفكون لعلی.
21- لَهْوٌ* للجمیع بإسكان الهاء لأنها ثلاثیة و اللام فاؤها.
22- لَهِیَ* قرأ قالون و البصری و علیّ بإسكان الهاء و الباقون بالكسر.
23- وَ لِیَتَمَتَّعُوا قرأ قالون و المكی و الأخوان بإسكان اللام، و الباقون بالكسر و سُبُلَنا* قرأ البصری بإسكان الباء، و الباقون بالضم و الْمُحْسِنِینَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع عند جماعة و عند غیرهم لكافرون بالروم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 462

الممال‌

یتلی و كفی و مسمی لدی الوقف علیه و یغشاهم و نجاهم و مثوی لدی الوقف لهم و ذكری و الدنیا و افتری لهم و بصری فجاءهم و جاءه لحمزة و ابن ذكوان الكافرین و للكافرین لهما و دوری فأنی لهم و دوری فأحیا لورش و علی.

المدغم‌

وَ نَحْنُ لَهُ* یَعْلَمُ ما* الْمَوْتِ ثُمَ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا وَ الْقَمَرَ لَیَقُولُنَ وَ یَقْدِرُ لَهُ* أَظْلَمُ مِمَّنْ* كَذَّبَ بِالْحَقِ جَهَنَّمَ مَثْویً* و فیها من یاءات الإضافة ثلاث: رَبِّی إِنَّهُ* یا عِبادِیَ الَّذِینَ* أَرْضِی واسِعَةٌ، و لیس فیها من الزوائد للسبعة شی‌ء و مدغمها سبعة و عشرون و الصغیر اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 463

سورة الروم‌

اشارة

مكیة إجماعا و آیها تسع و خمسون مدنی أخیر و مكی و ستون لغیرهما جلالاتها أربعة و عشرون و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- وَ هُوَ* جلی و رُسُلُهُمْ* قرأ البصری بإسكان السین و الباقون بالضم و وَ كانَ عاقِبَةُ قرأ الحرمیان و البصری برفع التاء، و الباقون بالنصب.
2- السُّوای أَنْ لیس هذا من باب الهمزتین المتفقتین من كلمتین مثل السماء أن لأن الألف فاصلة بینهما فهو لدی الوصل من باب المنفصل و إجراؤهم فیه علی أصولهم جلی فإن وصلت السوأی بأن سقط لورش مد البدل و لیس له المد الطویل عملا بأقوی السببین و هو المد لأجل الهمز بعد حرف المد فإن وقف علی السوأی جازت الثلاثة الأوجه لأجل تقدم الهمز علی حرف المد و ذهاب سببیة الهمز بعده و میلها بین بین كما یأتی فتأتی له أربعة أوجه: القصر مع الفتح، و التوسط مع التقلیل، و الطویل معهما، و إذا وقف علیه حمزة و لیس بمحل وقف و إنما ذكرتها لأنها لا نظیر لها حتی یعلم حكمها من ذكر ما یجوز الوقف علیه إذ لم یوجد فی القرآن العظیم همز متحرك متوسط و قبله الواو و هو حرف مد إلا هذا فله وجهان:
أحدهما الإبدال و الإدغام علی ما ذهب إلیه بعضهم من إجراء الأصلی مجری الزائد فیصیر اللفظ السوی بسین مضمومة بعدها واو مفتوحة مشددة ممالة محضة و حكی وجه ثالث و هو تسهیل الهمزة ذكره الهمدانی و غیره و هو ضعیف و لا مدّ له فی الوجهین لأن الواو تحرك و الهمز حذف و أما غیره فلا بد له من مد الواو الذی بعد السین لأنه حرف مد قبل همز، و أجمعوا علی المد وصلا و مراتبهم فی المنفصل لا تخفی فلو وصلته بیستهزءون و الوقف علیه تام فی أعلی درجاته الوقف علی بآیات اللّه قبله مختلف فیه فقراءة الجماعة ظاهرة و أما ورش فتأتی له بالفتح فی السوء، أی و بالقصر فی بآیات اللّه
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 464
و بالثلاثة یستهزءون، ثم تأتی بالطویل فی بآیات اللّه و بالطویل فقط فی یستهزءون ثم تأتی ببین بین فی السوأی و بالتوسط فی بآیات اللّه، و بالتوسط و الطویل فی یستهزءون، ثم تأتی بالطویل فی بآیات اللّه و علیه فی یستهزءون الطویل لا غیر لأنه بالوقف علیه صار من باب عارض سكون الوقف كیعلمون فمن له القصر فی بآیات اللّه فله الثلاثة و من له التوسط فله التوسط و الطویل و من له الطویل فله الطویل فقط و ما فیه لحمزة وقفا لا یخفی.
3- تُرْجَعُونَ* قرأ البصری و شعبة بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء الفوقیة و الْمَیِّتِ* معا قرأ نافع و حفص و الأخوان بكسر الیاء و تشدیدها، و الباقون بسكون الیاء مخففة.
4- تُخْرَجُونَ* قرأ ابن ذكوان بخلف عنه و الأخوان بفتح حرف المضارعة و ضم الراء، و الباقون بضم التاء و فتح الراء، و هو الطریق الثانی لابن ذكوان.
5- لِلْعالِمِینَ* قرأ حفص بكسر اللام جمع عالم ضد الجاهل و الباقون بفتح اللام جمع عالم.
6- وَ یُنَزِّلُ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
7- (یخرجون و له) اتفقوا علی أنه بفتح التاء و ضم الراء حملا علی قوله تعالی فی الإسراء یَوْمَ یَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِیبُونَ بِحَمْدِهِ و (من ما)* و (فی ما)* مفصولتان علی المشهور.
8- ناصِرِینَ* تام، و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف، و منتهی النصف عند الجمهور و قیل لا یعلمون، و قیل فرحون.

الممال‌

أَدْنَی* و مسمی لدی الوقف علیهما و الأعلی لهم الناس معا لدوری الدنیا و السوأی لهم و بصری و جاءتهم معلوم (كافرین)* و النهار لهما و دوری.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 465

المدغم‌

9- فِطْرَتَ اللَّهِ فخم ورش راءه لأن الحاجز بین الكسرة و الراء قوی فإن وقف علیه فالمكی و النحویان یقفون بالهاء و علیّ علی أصله فی الإمالة إلا أن هذا اختلف فیه فاختار جماعة كالشذائی و ابن نشیط و سبط الخیاط و الحافظ أبی العلاء الفتح و اعتدوا بالفاصل و إن كان ساكنا لأنه حرف استعلاء و إطباق و ذهب الجمهور إلی الإمالة طردا للقاعدة و لم یفرقوا بین قوی و ضعیف و هو اختیار ابن مجاهد و جماعة من أصحابه و هو ظاهر كلام الشاطبی، و الباقون بالتاء موافقة للرسم.
10- إِلَیْهِ وَ اتَّقُوهُ صلة الهاء للمكی فیهما لا تخفی و فَرَّقُوا* قرأ الأخوان بألف بعد الفاء و تخفیف الراء و الباقون بغیر ألف و تشدید الراء و لَدَیْهِمْ* قرأ حمزة بضم الهاء و الباقون بالكسر.
11- فَهُوَ* قرأ قالون و النحویان بإسكان الهاء و الباقون بالضم و یَقْنَطُونَ قرأ النحویان بكسر النون، و الباقون بالفتح و آتَیْتُمْ مِنْ رِباً قرأ المكی بقصر الهمزة أی حذف الألف الذی بینها و بین التاء، و الباقون بمدها أی بألف بینها و بین التاء و لا خلاف فی الثانی و هو ما آتیتم من زكاة أنه ممدود.
12- لِیَرْبُوَا قرأ نافع بتاء الخطاب و ضمها و إسكان الواو، و الباقون بیاء الغیب و فتحها، و فتح الواو و لا خلاف بینهم فی الثانی و هو فلا یربوا أنه بالیاء التحتیة المفتوحة و إسكان الواو.
13- یُشْرِكُونَ* قرأ الأخوان بتاء الخطاب و الباقون بیاء الغیب و لِیُذِیقَهُمْ قرأ قنبل بالنون موضع الیاء الأولی، و الباقون بالیاء و الرِّیاحَ* قرأ المكی و الأخوان بالإفراد و كِسَفاً* قرأ الشامی بخلاف عن هشام بإسكان السین، و الباقون بفتحها، و هو الطریق الثانی لهشام.
14- ینزل قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 466
و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
15- أثر رحمت اللّه قرأ الحرمیان و البصری و شعبة بقصر الهمزة و الألف صورتها من غیر ألف بعد الثاء علی التوحید، و الباقون بألف بعد الهمزة و الألف بعد الثاء علی الجمع و التاء من رحمت مرسومة بالتاء و هی من المواضع السبعة المتفق علیها فوقف علیها بالهاء علی الأصل المكی و النحویان و علیّ علی أصله من الإمالة، و الباقون بالتاء علی الرسم.
16- وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا* قرأ المكی بالیاء التحتیة المفتوحة و ضم میم الصم، و الباقون بالتاء الفوقیة و ضمها و نصب الصم و سهل الحرمیان و البصری همزة إذا، و الباقون بالتحقیق.
17- بهادی العمی- قرأ حمزة تهدی بالتاء الفوقیة مفتوحة و إسكان الهاء و فتح یاء العمی، و الباقون بالباء الموحدة مكسورة و فتح الهاء و ألف بعدها و كسر یاء العمی فإن وقف علی بهادی فالأخوان یقفان بالیاء، و الباقون علی الدال من غیر یاء.
18- مُسْلِمُونَ* تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند جمیع أهل المغرب و جمهور المشارقة و الشاذ ختام السورة.

الممال‌

النَّاسَ* الثلاثة لدوری الْقُرْبی* و فتری الودق لدی الوقف علی فتری و الموتی معا لهم و بصری و إن وصل فتری فلسوسی بخلف عنه ربا إن وقف علیه للأخوین و لا یقلله ورش و تعالی لهم الكافرین لهما و دوری فجاءوهم معلوم آثر لدوری علی، و لا یمیله ورش و البصری لأنهما یقرءان بالإفراد.

المدغم‌

لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ یَتَكَلَّمُ بِما فَآتِ ذَا علی أحد الوجهین و الوجه الآخر الإظهار، و قرأ بهما الدانی و غیره خلقكم رزقكم القیم من
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 467
یأت یوم أصاب به (أثر رحمت).
19- ضَعْفٍ* الثلاثة قرأ عاصم و حمزة بفتح الضاد، و الباقون بالضم قیل هما بمعنی و قال بعض اللغویین بالضم فی البدن و الفتح فی العقل و اختار حفص الضم كالجماعة فالوجهان عنه صحیحان لكن الفتح روایته عن عاصم و الضم اختیاره لما رواه عن الفضل بن مرزوق عن عطیة العوفی قال قرأت علی ابن عمر- رضی اللّه عنهما- الذی خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا فقال أی ابن عمر:
الذی خلقكم من ضعف ثم قال: قرأت علی رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- كما قرأت علیّ و أخذ علی كما أخذت علیك یعنی أنه قرأ بفتح الضاد فأنكر علیه الفتح و أباه و أمره بالضم، و قال: فاقرأه، و عطیة ضعیف لكن قال المحقق: رواه أبو داود و الترمذی و قال: حدیث حسن و قد روی عن حفص من طریق أنه قال: ما خالفت عاصما فی شی‌ء من القرآن إلا فی هذا الحرف. قال الجعبری: فإن قلت كیف خالفت من توقفت صحة قراءته علیه قلت: ما خالفه بل نقل عنه ما قرأه علیه و نقل عنه غیره ما قرأه علیه لا أنه قرأ برأیه انتهی. قلت: و أیضا لم یعتمد فی صحة قراءته و إنما تأنس به لأن الحدیث من طریق الآحاد و أعلی درجاته الحسن و لا تثبت القراءة إلا بالتواتر فعمدته ما قرأ به علی غیر شیخه و ثبت عنده تواترا و ما ذكرناه من أن الضم اختیار لحفص لا روایة عن عاصم هو المصرح به فی كلام المحقق، قال ابن مجاهد: و قرأ عاصم و حمزة من ضعف بفتح الضاد فی كلهن و حفص عن نفسه لا عن عاصم من ضعف بضم الضاد.
و قال المحقق: و روی عبید و عمر عن حفص أنه اختیار فی ضعف الثلاثة الضم خلافا لعاصم و مثله للدانی و سیأتی كلام الشاطبی حیث أطلق الخلاف لحفص یوهم أنه عن عاصم لأن قاعدته أنه مهما ذكر وجهین لراو، فهما مرویان له عن إمامه و هو صریح كلام الأهوازی و التحقیق ما تقدم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 468
فإن قلت: هل یقرأ لحفص بهذا الاختیار لأنه و إن لم یروه عن عاصم فقد رواه عن غیره و تثبت قراءته به أو لا یقرأ به لأنه خالف شیخه و خرج عن طریقه و روایته. قلت: المشهور المعروف جواز القراءة بذلك. قال الدانی:
و اختیاری فی روایة حفص من طریق عمرو و عبید الأخذ بالوجهین بالفتح و الضم فأتابع بذلك عاصما علی قراءته و أوافق به حفصا علی اختیاره. قال المحقق: و بالوجهین قرأت له، و بهما آخذ.
20- یُؤْفَكُونَ* و الإیمان ظاهر و (لا تنفع)* قرأ الكوفیون بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث، و الْقُرْآنِ* نقل حركة الهمز و حذفها للمكی جلی.
21- جِئْتَهُمْ* إبداله لسوسی جلی، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا الزوائد شی‌ء، و مدغمها ثلاثة عشر بعد، و آت ذا و اثنا عشر إن لم نعده و من الصغیر اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 469

سورة لقمان‌

اشارة

مكیة، قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما- إلا ثلاث آیات من وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ إلی خَبِیرٌ* و قال غیره: إلا آیتین من وَ لَوْ أَنَّ* إلی بَصِیرٌ* و آیها ثلاثون و ثلاث حجازی و أربع فی غیره، جلالاتها اثنتان و ثلاثون، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- وَ رَحْمَةً* قرأ حمزة برفع التاء، و الباقون بالنصب.
2- لَهْوَ الْحَدِیثِ أجمعوا علی إسكان الهاء لأنه اسم ظاهر لا ضمیر و لیضل قرأ المكی و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالضم.
3- وَ یَتَّخِذَها قرأ حفص و الأخوان بنصب الذال، و الباقون بالرفع و هُزُواً* قرأ حفص بإبدال الهمزة واوا، و الباقون بالهمزة، و قرأ حمزة بإسكان الزای، و الباقون بالضم و وقف حمزة علیه جلی.
4- أُذُنَیْهِ قرأ نافع بإسكان الذال و الباقون بالضم، و أَنِ اشْكُرْ* معا قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون وصلا و الباقون بالضم.
5- یا بُنَیَّ لا تُشْرِكْ قرأ حفص فی الوصل بفتح الیاء و المكی بإسكانها مطلقا، و الباقون بالكسر وصلا و یا بُنَیَّ إِنَّها قرأ حفص بفتح یاء یا بنی الأخیرة، و الباقون بالكسر.
6- مِثْقالَ* قرأ نافع برفع اللام، و الباقون بالنصب و یا بُنَیَّ أَقِمِ قرأ البزی و حفص بفتح الیاء، و قرأ قنبل بإسكانها، و الباقون بالكسر.
7- و لا تصاعر قرأ الابنان و عاصم بتشدید العین من غیر ألف، و الباقون بتخفیفها و ألف قبلها.
8- نِعَمَهُ* قرأ نافع و البصری و حفص بفتح العین و بعد المیم هاء مضمومة علی التذكیر و الجمع، و الباقون بإسكان العین و بعد المیم تاء منونة منصوبة علی التأنیث و التوحید.
و قِیلَ* جلی و السَّعِیرِ* تام و فاصلة و منتهی الحزب الحادی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 470
و الأربعین اتفاقا.

الممال‌

لِلنَّاسِ* معا و الناس معا لدوری هدی الثلاثة لدی الوقف و تتلی و ولی و ألقی لهم الدنیا معا لهم و بصری.

المدغم‌

لَبِثْتُمْ* لبصری و شامی و الأخوین وَ لَقَدْ ضَرَبْنا* لورش و بصری و شامی و الأخوین اشْكُرْ لِلَّهِ و اشْكُرْ لِی لبصری بخلف عن الدوری بل نتبع لعلی خَلَقَكُمْ* بَعْدِ ضَعْفٍ كَذلِكَ كانُوا یَشْكُرُ لِنَفْسِهِ* قالَ لُقْمانُ سَخَّرَ لَكُمْ* قِیلَ لَهُمُ*.
9- وَ هُوَ* إسكان هائه لقالون و النحویین و ضمه للباقین جلی و یَحْزُنْكَ* قرأ نافع بضم الیاء التحتیة و كسر الزای، و الباقون بفتح الیاء و ضم الزای و الْبَحْرُ* قرأ البصری بنصب الراء و الباقون بالرفع.
10- یَدْعُونَ* قرأ النحویان و حفص و حمزة بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء الفوقیة وَ یُنَزِّلُ* قرأ نافع و الشامی و عاصم بفتح النون و تشدید الزای، و الباقون بإسكان النون و تخفیف الزای، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا من الزوائد شی‌ء و مدغمها ثمانیة و صغیرها ثلاثة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 471

سورة السجدة

اشارة

مكیة، و قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما- إلا ثلاثة آیات من أَ فَمَنْ كانَ* إلی تُكَذِّبُونَ*، و آیها تسع و عشرون بصری و ثلاثون فی الباقی جلالاتها واحدة و ما بینها و بین سابقتها لا یخفی.
1- الم جلی و السَّماءِ إِلَی قرأ قالون و البزی بتسهیل الأولی مع المد و القصر، و ورش و قنبل بتسهیل الثانیة و عنهما أیضا إبدالها حرف مد فتبدل هنا یاء خالصة ساكنة و البصری بإسقاط الأولی مع القصر و المد، و الباقون بتحقیقهما.
2- خَلَقَهُ* قرأ الابنان و البصری بإسكان اللام، و الباقون بالفتح و أَ إِذا ضَلَلْنا فِی الْأَرْضِ أَ إِنَّا قرأ نافع و علیّ بالاستفهام فی الأولی و الإخبار فی الثانی و الشامی بالإخبار فی الأول و الاستفهام فی الثانی، و الباقون بالاستفهام فیهما و كل علی أصله فی الهمزتین فالحرمیان و البصری یسهلون الثانیة و الباقون بالتحقیق و قالون و البصری و هشام بالإدخال، و الباقون بلا إدخال.
3- كافِرُونَ* تام و قیل كاف فاصلة، و منتهی الربع بلا خلاف.

الممال‌

الْوُثْقی* و الدنیا و افتراه لهم و بصری النهار و صبار و یختار لهما و دوری مسمی لدی الوقف و نجاهم و آتاهم و استوی و سواه لهم.

المدغم‌

إِنَّ اللَّهَ هُوَ* بأن اللّه هو وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ* وَ یَعْلَمُ ما* وَ جَعَلَ لَكُمُ*، و لا إدغام فی یَحْزُنْكَ كُفْرُهُ لأن الإخفاء حال بین الإظهار و الإدغام فكما لم یدغم ما أدغم فیه كذلك لم یدغم ما أخفی عنده غیره.
4- رُؤُسِهِمْ* و شِئْنا* جلی و أُخْفِیَ* قرأ حمزة بإسكان الیاء، و الباقون بالفتح و لا خلاف بینهم فی ضم الهمزة و كسر الفاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 472
و (أئمة)* قرأ الحرمیان و البصری بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة، و الباقون بتحقیقهما، و أدخل بینهما ألفا هشام بخلف عنه، و الباقون بلا إدخال و هو الطریق الثانی لهشام.
5- لَمَّا صَبَرُوا قرأ الأخوان بكسر اللام و تخفیف المیم، و الباقون بفتح اللام و تشدید المیم و الْماءَ إِلَی لا یخفی و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا من الزوائد و لا من الصغیر شی‌ء و مدغمها سبعة و قال الجعبری: ستة بإسقاط و قیل لهم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 473

سورة الأحزاب‌

اشارة

مدنیة إجماعا و آیها ثلاث و سبعون اتفاقا، جلالاتها تسعون و ما بینها و بین سابقتها جلی و النَّبِیُّ اتَّقِ قرأ نافع بالهمز، و همزة اتق همزة وصل و لیس من باب الهمزتین، و الباقون بالیاء المشددة.
8- بِما تَعْمَلُونَ خَبِیراً* قرأ البصری بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء الفوقیة و وَكِیلًا* تام، و قیل كاف فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع علی المختار عندنا و للناس فیه اضطراب فبعضهم جعله آخر السورة و ادعی فیه نفی الخلاف و بعضهم جعله رحیما و اقتصر علیه فظاهره أیضا نفی الخلاف و بعضهم جعله ألیما و الأول أقربها و ما ذكرناه أقرب و اللّه أعلم.

الممال‌

یَتَوَفَّاكُمْ* و هُداها و تتجافی و المأوی و فمأواهم و الأدنی و هدی لدی الوقف و متی و یوحی و كفی لهم تری و موسی لدی الوقف لهم و بصری الناس لدوری النار و الكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا، جَهَنَّمَ مِنَ*، وَ قِیلَ لَهُمْ*، الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ، أَظْلَمُ مِمَّنْ*، جَعَلْناهُ هُدیً*.
9- اللّاء قرأ قالون و قنبل بهمزة مكسورة من غیر یاء بعدها وصلا فإذا وقفا فلهما ما فی الوقف علی نحو السماء المجرورة من السكون و الروم مع جواز تطویل المد مع السكون و ورش و البزی و البصری بتسهیل الهمزة بین بین مع المد و القصر وصلا و عن البزی و البصری أیضا إبدالها یاء ساكنة مع المد الطویل لالتقاء الساكنین قال البصری: و هی لغة قریش فإن وقفوا فهذا الوجه فقط و لا یجوز لهم تسهیل و لا توسط و لا قصر و الشامی و الكوفیون بهمزة مكسورة بعدها یاء ساكنة كالقاضی و الرامی و هم علی أصولهم فی المد فإن وقفوا فلحمزة التسهیل مع المد و القصر لأنها همزة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 474
متوسطة لوجود الیاء بعدها و الباقون بالتحقیق.
10- تُظاهِرُونَ* قرأ عاصم بضم التاء و تخفیف الظاء و الحرمیان و البصری كذلك إلا أنهم یحذفون الألف و یشددون الهاء فذلك أربع قراءات و أَخْطَأْتُمْ إبداله لسوسی بین.
11- النَّبِیُّ أَوْلی قرأ نافع بالهمز و علیه فیجتمع همزتان الأولی مضمومة و الثانیة مفتوحة فتبدل فی الوصل واوا، و الباقون بیاء مشددة موضع الأولی فالثانیة عندهم محققة بلا خلاف.
12- النبیئین جلی و تَعْمَلُونَ بَصِیراً* قرأ البصری بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب و الظُّنُونَا قرأ نافع و الشامی و شعبة بإثبات ألف بعد النون وصلا و وقفا و البصری و حمزة بغیر ألف فی الحالین و الباقون بإثباتها فی الوقف دون الوصل و اجتمعت المصاحف علی رسمها بالألف.
13- لا مُقامَ قرأ حفص بضم المیم، و الباقون بفتحها، و النبی‌ء* ظاهر و بیوتا* قرأ ورش و البصری و حفص بضم الباء، و الباقون بكسرها و (فرار و الفرار) راؤه الأولی مفخمة للجمیع لأجل تفخیم الثانیة فیعتدل اللفظ و یتناسب.
14- لَآتَوْها قرأ الحرمیان بقصر الهمزة، و الباقون یمدها و مسئولا لا یمده ورش لأجل الساكن الصحیح و نصیرا تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع عند الجمهور، و لبعضهم مسئولا قبله.

الممال‌

أولی معا لهم و موسی و عیسی لدی الوقف علیه لهم و بصری للكافرین و أقطارها لهما و دوری جاءَتْكُمْ* و جاءوكم لحمزة و ابن ذكوان و أما زاغت فلا خلاف بینهم فی استثنائه من الأفعال الثلاثیة و من ذكر إمالته عن خلف فقد خالف سائر الناس.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 475

المدغم‌

إِذْ جاءَتْكُمْ و إِذْ جاؤُكُمْ لبصری و هشام وَ إِذْ زاغَتِ لبصری و هشام و خلاد و علی. مِنْ قَبْلُ لا یُوَلُّونَ.
15- الْبَأْسَ* إبداله لسوسی جلی و یَحْسَبُونَ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین و الباقون بالكسر و أُسْوَةٌ* قرأ عاصم بضم الهمزة و الباقون بالكسر لغتان الأولی تمیمیة و قیسیة و الثانیة حجازیة.
16- شاأ أو قرأ قالون و البزی و البصری بإسقاط الأولی مع القصر و هو المقدم فی الأداء لذهاب الهمزة و المد و ورش و قنبل بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة، و عنهما أیضا أبدالها حرف مد، و الباقون بتحقیقهما و علیم* واضح.
17- فِی قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ* قرأ البصری بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم، و قرأ الشامی و علی بضم عین الرعب، و الباقون بالإسكان.
18- النبی‌ء معا قرأ نافع بالهمز، و الباقون بالیاء المشددة.
19- مُبَیِّنَةٍ* قرأ المكی و شعبة بفتح الیاء، و الباقون بكسرها.
20- یُضاعَفْ* لها العذاب قرأ الابنان بنون مضمومة و تشدید العین و كسرها من غیر ألف و نصب العذاب و البصری بالیاء التحتیة مضمومة و تشدید العین مفتوحة من غیر ألف و رفع باء العذاب و الباقون كذلك إلا أنهم یخففون العین و یثبتون ألفا قبلها و لا خلاف بینهم فی جزم الفاء.
21- یَسِیراً* كاف و قیل تام فاصلة و منتهی الحزب الثانی و الأربعین بإجماع.

الممال‌

جاء* و زادهم و شاء* لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی الثانی یغشی و قضی و كفی لدی الوقف علیه لهم رأی المؤمنون إن وصلت رأی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 476
بالمؤمنون فأمال الراء و فتح الهمزة حمزة و شعبة و الباقون بفتحها و ذكر الشاطبی الخلاف لشعبة فی إمالة الهمزة و للسوسی فی إمالة الراء و الهمزة مما انفرد به یقرأ به و لم أقرأ به علی شیخنا رحمه اللّه و إن وقف علیه فحكمه حكم ما لیس بعده ضمیر و لا ساكن و هو واضح و تقدم مرارا و لم نذكره لأنه لیس موضع وقف الدنیا* لهم و بصری.

المدغم‌

وَ قَذَفَ فِی* 22- وَ تَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها قرأ الأخوان بالیاء فیهما و الباقون بالتاء علی التأنیث فی الأول و بالنون فی الثانی و لا خلاف بینهم فی فتح أول الفعل الأول و ضم أول الفعل الثانی و النَّبِیِّ* كله بین.
23- النِّساءِ إِنِ اتَّقَیْتُنَ قراءتهما ظاهرة إلا أنك فی وجه الإبدال لورش و قنبل إن وصلت إن ففیه القصر إن اعتددت بحركة النون و المد إن لم تعتد به و إن وقفت علیه ففیه المد الطویل فقد لسكونها.
24- وَ قَرْنَ فِی بُیُوتِكُنَ قرأ نافع و عاصم بفتح القاف، و الباقون بالكسر و قرأ ورش و البصری و حفص بیوتكن معا بضم الباء و الباقون بالكسر.
25- وَ لا تَبَرَّجْنَ قرأ البزی بتشدید التاء فی الوصل و الباقون بالتخفیف و (أن تكون)* قرأ هشام و الكوفیون بالیاء علی التذكیر و الباقون بالتاء علی التأنیث.
26- لِكَیْ لا یَكُونَ لا مقطوعة من لكی فی الرسم (و خاتم النبیئین) جلی.
27- آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً هذا مما اجتمع فیه باب آمنوا مع باب ذكرا و فیه ستة أوجه واحد ممنوع و هو التوسط مع الترقیق و باقیه جائز
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 477
و فیه قلت:
إذا جاك آن مع كذكر فخمسةتجوز و توسیطا و ترقیقا احظلا 28- النَّبِیُّ إِنَّا* قرأ نافع بتحقیق الهمزة الأولی و إبدال الثانیة واو محضة مكسورة و عنه أیضا أنها تسهل بین الهمزة و الیاء و من قال بین الهمزة و الواو فقد أتی بما لا یصح نقلا و لا یمكن لفظا، و الباقون بإبدال الهمزة الأولی یاء و إدغام الیاء قبلها فیها و تحقیق الثانیة، و وَكِیلًا* تام و فاصلة اتفاقا و تمام الربع عند الجمهور، و قال بعضهم كریما قبله.

الممال‌

الأولی لهم و بصری یتلی و قضی معا لدی الوقف علی الأولی وَ تَخْشَی لدی الوقف علیه و تخشاه و كفی معا و إذا هم لهم الْكافِرِینَ* لهما و دوری أبا واوی فلا یمال.

المدغم‌

فقد ضل لورش و بصری و الأخوین و إذ تقول لبصری و هشام و الأخوین تقول للذی.
29- مؤمنات* معا و مؤمنة* و الْمُؤْمِنِینَ* جمیعا و یُؤْذَنَ* و مُسْتَأْنِسِینَ و یُؤْذِی و تُؤْذُوا و یُؤْذُونَ* معا و یُؤْذَنَ* إبدال الجمیع لورش و سوسی ظاهر.
30- تَمَسُّوهُنَّ* قرأ الأخوان بضم التاء و بعد المیم ألف فمده لازم فهما فیه سواء، و الباقون بفتح التاء و لا ألف بعد المیم و النَّبِیُّ إِنَّا* ظاهر.
31- لِلنَّبِیِّ إِنْ قرأ ورش بتحقیق الأولی و إبدال الثانیة حرف مد من جنس حركة ما قبله فتبدل یا خالصة ساكنة و یجوز له المد الطویل إن لم یعتد بالحركة لعروضها بالنقل و القصر إن اعتد بها و عنه أیضا التسهیل بین بین و الباقون بالیاء المشددة و تحقیق الثانیة و كلهم علی أصله إلا قالون فأصله التسهیل إن وصل و خرج منه إلی الإبدال و الإدغام لأنه أخف فإن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 478
وقف علی للنبی رجع إلی الأصل و هو الهمز و النَّبِیُّ أَنْ هو عند نافع مما اجتمع فیه همزتان الأولی مضمومة و الثانیة مفتوحة و عند غیره فیه همزة واحدة و تقدم فی النبی أولا.
32- تُرْجِی قرأ الابنان و البصری و شعبة بهمزة مرفوعة بعد الجیم، و الباقون بغیر همز بل بیاء ساكنة بعد الجیم و أما الوقف علیه فكلهم علی أصله إلا هشاما فإنه یبدلها یاء ساكنة كقراءة نافع و غیره، و تؤی مهموز للسبعة، و (لا تحل) قرأ البصری بالتاء الفوقیة، و الباقون بالیاء التحتیة.
33- أَنْ تَبَدَّلَ قرأ البزی بتشدید التاء وصلا، و الباقون بالتخفیف و بُیُوتَ* بین و النَّبِیِّ إِلَّا مثل لِلنَّبِیِّ إِنْ و النَّبِیِّ* ظاهر كله و (فسلوهنّ) قرأ المكی و علیّ بفتح السین و لا همز بعدها و الباقون بإسكانها بعدها همزة مفتوحة و أَبْناءِ إِخْوانِهِنَ جلیّ و أَبْناءِ أَخَواتِهِنَ إبدال الثانیة یاء محضة للحرمیین و بصری و تحقیقها للباقین لا یخفی.
34- رَحِیماً* تام و قیل كاف، فاصلة بلا خلاف و تمام النصف عند الجمهور و عند بعضهم شهیدا قبله.

الممال‌

أَدْنی* معا لهم و لا یقلله البصری لأنه أفعل إناه لهم و هشام الدنیا لهم و بصری.

المدغم‌

الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ* یعلم ما یؤذن لكم أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ.
35- الرَّسُولَا و السَّبِیلَا قرأ نافع و الشامی و شعبة بالألف وصلا و وقفا و البصری و حمزة بغیر ألف فی الحالین و المكی و علی و حفص بالألف فی الوقف دون الوصل. و اتفقت المصاحف علی رسمها بالألف دون سائر فواصلها إلا الظنونا كما تقدم و لهذا لم یقرأ أحد و هو یهدی السبیل
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 479
بالألف لعدم رسمها به.
36- سادَتَنا قرأ الشامی بالألف بعد الدال و كسر التاء جمع تصحیح لسادة فهو جمع علی غیر قیاس إشارة لكثرة من أضلهم و أغواهم من رؤسائهم و الباقون بغیر ألف بعد الدال و نصب التاء جمع تكسیر لسید كذا قیل و فیه بحث لأن وزن سید فیعل بكسر العین إذ أصله سیود اجتمع فیه الواو و الیاء و سبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو یاء و أدغمت الیاء فی الیاء و سادة فعلة و جمع فیعل علی فعله شاذ غیر مقیس فالأولی أن یجعل جمع سائد فیجری علی القیاس المطرد فی جمع فاعل علی فعلة نحو كامل و كملة و بار و بررة و سافر و سفرة.
37- كَثِیراً* قرأ عاصم بالباء الموحدة تحت، و الباقون بالتاء المثلثة، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا الزوائد شی‌ء، و مدغمها ثمانیة و الصغیر ست.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 480

سورة سبأ

اشارة

مكیة باتفاق و آیها خمسون و خمس شامی و أربع لغیره، جلالاتها ثمانیة وَ هُوَ* كله حكمة بیّن.
1- عالِمِ الْغَیْبِ* قرأ نافع و الشامی بألف بعد العین و كسر اللام و تخفیفها و رفع المیم و الأخوان بتشدید اللام و ألف بعدها و خفض المیم، و الباقون كالأولین إلا أنهم یجرون المیم.
2- لا یَعْزُبُ قرأ علی بكسر الزای، و الباقون بالضم و معجزین* قرأ المكی و البصری بتشدید الجیم و حذف الألف و الباقون بألف قبلها و تخفیفها.
3- رِجْزٍ أَلِیمٌ* قرأ المكی و حفص برفع المیم و الباقون بالجر.
4- هُوَ الْحَقَّ* منصوب للجمیع مفعولا ثانیا لیری و هو فصل، و حكی أبو حیان أن بعضهم قرأ بالرفع علی المبتدأ و الخبر و نقل عن الجرمی أنها لغة تمیم فإنهم یجعلون ما هو فصل عند غیرهم مبتدأ انتهی، و هو شاذ جدّا خارجة عن القراءات الأربعة عشرة الذین وصلت إلینا قراءتهم.
5- جَدِیدٍ أَفْتَری همزه مفتوح وصلا و ابتداء إذ هو همز قطع بلا خلاف لأنها همزة استفهام و همزة الوصل حذفت علی القاعدة المشهورة من أن همزة الوصل المكسورة كهذه و المضمومة إذا دخلت علیها همزة الاستفهام تحذف للاستغناء عنها بهمزة الاستفهام بخلاف إذا دخلت علی المفتوحة فإنها تبدل هو الكثیر أو تسهل و هو القیاس لأن الإبدال شأن الساكنة و التسهیل شأن المتحركة و لا یخفی أن ورشا علی أصله من نقل فتحة الهمزة إلی التنوین، و الباقون بالقطع.
6- نَشَأْ* و نَخْسِفْ و نُسْقِطْ قرأ الأخوان بالیاء التحتیة فی الثالثة و الباقون بالنون و لا یخفی إن نشأ لا یبدله السوسی.
7- كِسَفاً* قرأ حفص بفتح السین، و الباقون بإسكانها،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 481
و السَّماءِ إِنَّ* واضح و لا تغفل عن المد الطویل لمن أبدله و لا تغتر بفتحة النون فإن كل مشدد ساكن مدغوم فی متحرك.
8- مُنِیبٍ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور و قیل المیم و قیل الحمید.

الممال‌

الكافرین و النار لهما و دوری موسی و یری لدی الوقف علیه افتری لهم و بصری فإن وصل یری بالذین فلسوسی بخلف عنه بلی لهم.

المدغم‌

وَ یَغْفِرْ لَكُمْ* لبصری بخلف عن الدوری هَلْ نَدُلُّكُمْ و نَخْسِفْ بِهِمُ لعلیّ السَّاعَةَ تَكُونُ یَعْلَمُ ما*.
9- وَ الطَّیْرَ* لا خلاف بینهم فی نصبه و ما روی عن البصری و عاصم و روح من رفعه و إن كانت له أوجه صحیحة فی العربیة لا یقرأ به لضعفه فی الروایة.
10- الرِّیحَ* قرأ شعبة برفع الحاء مبتدأ خبره لسلیمان، و الباقون بالنصب بتقدیر و سخرنا الریح و الْقِطْرِ إن وقفت علیه و هو تام فلك فی الراء وجهان: الترقیق لوجود الكسر قبله و لا یعتد بحرف الاستعلاء نص علیه الدانی و اقتصر علیه الحصری فقال:
و ما أنت بالتّرقیق و أصله فقف‌علیه به لا حكم للطّاء فی القطر و التفخیم و نص علیه ابن شریح و غیره هو القیاس و صرح بعضهم بأنه المشهور. قال المحقق: اختار فی مصر التفخیم و فی القطر الترقیق نظرا للوصل و عملا بالأصل.
11- كَالْجَوابِ قرأ ورش و البصری بإثبات یاء بعد الباء وصلا لا وقفا، و المكی بإثباتها فی الحالین، و الباقون بحذفها فیهما.
12- عِبادِیَ الشَّكُورُ قرأ حمزة بإسكان یاء عبادی، و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 482
بالفتح و مِنْسَأَتَهُ قرأ نافع و البصری بألف بعد السین من غیر همز و الألف بدل من الهمز علی غیر قیاس و لهذا طعن فیها بعضهم و لا وجه لطعنه لثبوته قراءة و لغة قال أبو عمرو بن العلاء هی لغة قریش و قال غیره لغة الحجاز و أنشدوا علیه قوله:
إذا و ثبت علی المنساة من كبّرفقد تباعد عنك اللّهو و الغزل
إنّ الشیوخ إذا تقارب خطوهم‌دبوا علی المنساة فی الأسواق و ابن ذكوان بهمزة ساكنة بعد السین، و قد طعن أیضا بعض فیها، و قالوا إنما قیاس تخفیفها التسهیل و هو مردود لثبوتها و شهرتها و نحن نقیس علی ما سمع من العرب لا أنا نرد العرب إلی أقیستنا و أنشدوا علیه:
صریع خمر قام من وكأته‌كقومة الشیخ إلی منساته و الباقون بهمزة مفتوحة بعد السین علی الأصل و هی لغة تمیم و المنسأة العصا لسبأ قرأ البزی و البصری بفتح الهمزة بعد الباء من غیر تنوین و قیل بإسكانها، و الباقون بكسرها منونة.
13- مَسْكَنِهِمْ قرأ حفص و حمزة بإسكان السین فتحذف بعدها و فتح الكاف علی الإفراد و علی مثلها إلا أنه یكسر الكاف و الباقون بفتح السین و ألف بعدها و كسر الكاف علی الجمع.
14- ذَواتَیْ أُكُلٍ خَمْطٍ قرأ الحرمیان بتسكین الكاف و تنوین اللام و البصری بضم الكاف و ترك التنوین، و الباقون بضم الكاف و تنوین اللام و لإخفاء أن ورشا ینقل ضمة الهمزة إلی الساكن قبلها فینطق بیاء مضمومة بعدها كاف ساكنة بعدها لام مكسورة منونة.
15- (یجازی إلا الكفور) اتفقوا علی ضم الأول و فتح الجیم و ألف بعدها و إنما الخلاف فی النون و كسر الزای و فتحها فقرأ الأخوان و حفص بنون مضمومة و كسر الزای و نصب راء الكفور، و الباقون بیاء تحتیة مضمومة و فتح الزای و رفع راء الكفور.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 483
16- بعد* قرأ المكی و البصری و هشام بتشدید العین المكسورة و إسقاط الألف قبلها و الباقون بألف بعد الباء و كسر العین المخففة و كل السبعة فتح الباء و سكن الدال.
17- صَدَّقَ* قرأ الكوفیون بتشدید الدال، و الباقون بالتخفیف.
18- قُلِ ادْعُوا* قرأ عاصم و حمزة بكسر اللام و الباقون بالضم.
19- أَذِنَ لَهُ* قرأ النحویان و حمزة بضم الهمزة و الباقون بالفتح.
20- فُزِّعَ* قرأ الشامی بفتح الفاء و الزای و الباقون بضم الفاء و كسر الزای مشددة و الكبیر تام و فاصلة و ختام الحزب الثالث و الأربعین إجماعا.

الممال‌

(یجازی) لورش و لا یمیله الأخوان لأن قراءتهما بكسر الزای القری التی و قری لدی الوقف علیهما لهم و بصری فإن وصل القری بالتی فلسوسی بخلف عنه أسفارنا و صبار لهما و دوری.

المدغم‌

وَ هَلْ نُجازِی لعلی و لقد صدق لبصری و هشام و الأخوین لِنَعْلَمَ مَنْ* أَذِنَ لَهُ* فُزِّعَ عَنْ، قالَ رَبُّكُمْ*.
21- كَلَّا* تام علی مذهب الجمهور و قیل یصح أیضا الابتداء به.
22- لا تَسْتَأْخِرُونَ إبداله لورش و سوسی و ترقیق رائه له بین و الْقُرْآنِ* كذلك و الْغُرُفاتِ قرأ حمزة بإسكان الراء من غیر ألف علی التوحید و الباقون بضم الراء و بعد الفاء ألف علی الجمع و (معجزین)* قرأ المكی و البصری بحذف الألف و تشدید الجیم و الباقون بتخفیف الجیم و بینهما و بین العین ألف.
23- فهو و هی تسكین الهاء لقالون و النحویین و ضمهما للباقین لا یخفی و- نحشرهم* و نَقُولُ* قرأ حفص بالیاء التحتیة فیهما و الباقون بالنون.
24- أَ هؤُلاءِ إِیَّاكُمْ تسهیل قالون و البزی للأولی مع المد و القصر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 484
و إسقاط البصری لها مع القصر و المد و إبدال ورش و قنبل الثانیة مع المد الطویل و تسهیلها أیضا و تحقیق الباقین لها بین.
25- إِلَیْهِمْ* جلی و نَكِیرِ* قرأ ورش بیاء بعد الراء فی الوصل و الباقون بحذفها وصلا و وقفا و هو تام و فاصلة بلا خلاف و انتهاء ربع الحزب عند الجمهور و لبعضهم مبین قبله و لبعضهم شهید بعده.

الممال‌

هُدیً* لدی الوقف و متی و الهدی و تتلی لهم للناس و الناس معا لدوری تری و زلفی و مفتری لدی الوقف علیه لهم و بصری جاءَكُمْ* و جاءهم لحمزة و ابن ذكوان و النهار و النار لهما و دوری.

تنبیه:

لعلی حرف جر دخلت علیه لام الابتداء فلا إمالة فیه.

المدغم‌

إِذْ جاءَكُمْ لبصری و هشام إِذْ تَأْمُرُونَنا لبصری و هشام و الأخوین.
یَرْزُقُكُمْ* وَ نَجْعَلَ لَهُ وَ یَقْدِرُ لَهُ* (نقول للملائكة) وَ نَقُولُ لِلَّذِینَ كانَ نَكِیرِ*.
26- أَجْرِیَ إِلَّا* قرأ نافع و البصری و الشامی و حفص بفتح الیاء و الباقون بالإسكان.
27- الْغُیُوبِ* قرأ شعبة و حمزة بكسر الغین و الباقون بضمها.
28- رَبِّی إِنَّهُ* قرأ نافع و البصری بفتح الیاء و الباقون بالإسكان.
29- التَّناوُشُ قرأ الحرمیان و الشامی و حفص بالواو المحضة بعد الألف من غیر مد، و الباقون بالهمز بعد الألف و المد علی مراتبهم، وَ حِیلَ قرأ الشامی و علیّ بإشمام ضم الحاء الكسر، و الباقون بالكسرة الخالصة، و فیها من یاءات الإضافة ثلاث: عِبادِیَ الشَّكُورُ، أَجْرِیَ إِلَّا*، رَبِّی إِنَّهُ*، و من الزوائد اثنتان: كالجواب، و نكیر، و مدغمها أحد عشر موضعا و صغیرها ست.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 485

سورة فاطر

اشارة

مكیة اتفاقا و آیها أربعون و ست مدنی أخیر و دمشقی و خمس فی الباقی خلا الحمصی و أربع فیه جلالاتها ست و ثلاثون و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- یَشاءُ إِنَّ* جلی و غَیْرُ اللَّهِ* قرأ الأخوان یخفض الراء صفة لخلق علی اللفظ، و الباقون بالرفع صفة له علی الموضع لأن محله الرفع مبتدأ و من صلة.
2- تُرْجَعُ الْأُمُورُ* قرأ الشامی و الأخوان بفتح التاء و كسر الجیم و الباقون بضم التاء و فتح الجیم و نقل الأمور و سكتة و تحقیقه لا یخفی و الْغَرُورُ* الشیطان بفتح الغین للجمیع.
3- الریح* قرأ المكی و الأخوان بإسكان الیاء و لا ألف بعدها علی التوحید و الباقون بفتح الیاء بعدها ألف علی الجمع و مَیِّتٍ* قرأ نافع و حفص و الأخوان بتشدید الیاء و الباقون بالتخفیف.
4- خَبِیرٍ* تام و فاصلة بلا خلاف و تمام نصف الحزب للجمهور.

الممال‌

مَثْنی* معا و فرادی و مسمی لدی الوقف علیه لهم جنة لعلی إن وقف جاء لحمزة و ابن ذكوان تری و الدنیا و أنثی و تری الفلك لدی الوقف علی تری لهم و بصری فإن وصل بالفلك فلسوسی بخلف عنه و إنی و فأنی لهم و دوری للناس له فرآه تقلیل الراء و الهمز لورش مع الثلاثة و إمالتهما لشعبة و الأخوین و ابن ذكوان بخلف عنه و إمالة الهمزة فقط لبصری و فتحهما للباقین جلی النهار لهما و دوری.

المدغم‌

مُرْسِلَ لَهُ یرزقكم زین له العزة جمیعا خلقكم مواخر لتبتغوا و لا إدغام فی بشرككم إذ لم یدغم من المثلین اللذین فی كلمة إلا مناسككم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 486
و سلككم.
5- الْفُقَراءُ إِلَی إبدال الثانیة واوا و تسهیلها بین بین للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین ظاهر.
6- إِنْ یَشَأْ* لا یبدله السوسی، وِزْرَ* المأخوذ به عند من قرأ بما فی التیسیر و نظمه الترقیق و هو القیاس و قال بعض أهل الأداء كمكی بتفخیمه و به قرأ الدانی علی أبی الفتح.
7- رُسُلُهُمْ* تسكین سینه للبصری و ضمه للباقین جلی و نَكِیرِ* واضح و العلماء إن مثل الفقراء إلی و الوقف علی العلماء تام كما قال الدانی و أبو حاتم و غیرهما و هو مرسوم بالواو و للأكثرین و حكی بعضهم الاتفاق علیه فلو وقف علیه ففیه لحمزة و هشام اثنا عشر وجها، البدل كما فی نحو یشاء مع المد و التوسط و القصر و التسهیل مع المد و القصر و إبدال الهمزة واو ساكنة علی وجه اتباع الرسم مع الثلاثة و روم حركة الواو مع القصر و إشمام حركته مع الثلاثة و كل ما ماثله كذلك و اللّه أعلم.
8- یَدْخُلُونَها* قرأ البصری بضم الیاء و فتح الخاء علی البناء للمفعول و الباقون بفتح الیاء و ضم الخاء.
9- وَ لُؤْلُؤاً* قرأ نافع و عاصم بنصب الهمزة الأخیرة، و الباقون بالجر، و إبدال الهمزة الأولی للسوسی و شعبة و الباقون بالتحقیق، و قد تحصل فی هذه الكلمة أربع قراءات: النصب مع التحقیق لنافع و حفص، التحقیق مع الجر للابنین و دوری و الأخوین البدل و الجر لسوسی، و البدل و النصب لشعبة.

تنبیه:

تخصیصنا البدل بالسوسی دون الدوری تبع له و إلا فالجمهور علی أنه لهما معا فمن قرأ بذلك فقد وافق فإن وقف علیه و هو كاف علی القراءتین فلهشام و حمزة فیه ثلاثة أوجه إلا أن حمزة یبدل الأولی و هشام
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 487
یحققها إذ لا تغییر له فی المتوسط الأول إبدال الهمزة واو ساكنة، الثانی روم حركتها. الثالث تسهیلها بین الهمزة و الیاء مع الروم و ما قیل فیه غیر هذا ضعیف.
10- (یجزی كل) قرأ البصری بالیاء و ضمها و فتح الزای و رفع لام كل و الباقون و الباقون بالنون و فتحها و كسر الزای و نصب لام كل و أَ رَأَیْتُمْ* جلی.
11- بینة* قرأ المكی و البصری و حمزة و حفص بغیر ألف علی التوحید و الباقون بألف بعد النون علی الجمع و وقفه لا یخفی و غرور* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور.

الممال‌

أخری و قربی لهم و بصری تزكی و یتزكی و الأعمی و یخشی لدی الوقف علیه و یقضی لهم جاءتهم و جاءكم بین الناس لدوری الكافرین معا لهما و دوری خلا واوی لا إمالة فیه.

المدغم‌

أخذت لغیر المكی و حفص و اللّه هو كان نكیر و الأنعام مختلف خلائف فی.
12- وَ مَكْرَ السَّیِّئِ قرأ حمزة بإسكان الهمزة وصلا، و الباقون بالكسر و الوقف علیه تام و قیل كاف فإذا وقف علیه حمزة أبدل الهمزة یاء خالصة لسكونها و انكسار ما قبلها و لا یجوز له فیها غیر هذا و لهشام ثلاثة أوجه.
الأول: كحمزة، الثانی: إبدالها یاء مكسورة مع روم كسرتها. الثالث:
تسهیلها بین بین مع الروم و إنما زاد هشام هذین الوجهین لأن الهمز عنده متحرك بالكسر ففی الروم إشارة إلیه بخلاف حمزة فإنه عنده ساكن فلا روم و من ذكر غیر ما ذكرناه فقد حاد عن الصواب فلا یؤخذ به و فی كلام المحقق رحمه اللّه إجمال لقوله إلا أن هشاما یزید علی حمزة بالروم بین بین
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 488
اتكالا علی ما تقدم له فی باب وقف حمزة و هشام یدل علی ذلك قوله كما تقدم فی بابه، و قد ضعف بعض النحاة قراءة حمزة و تجرأ بعضهم فقال إنها لحن و احتجوا لدعواهم بأن فیها حذف حركة الإعراب و هو لا یجوز فی نثر و لا شعر لأنها اجتلبت للفرق بین المعانی و حذفها مخلّ بذلك و الجواب أن هذه لیست بحجة بل هی خطابة فلا یعترض بها علی قراءة متواترة إذ لا تقابل الیقینیات بالخطابات بل قوله لا یجوز ممنوع لأن التسكین لأجل التخفیف كتسكین البصری بارئكم و نحوه أو لإجراء الوصل مجری الوقف شائع مستفیض فی كلام العرب فی النظم و النثر و قد أكثر الاستاذ أبو علی الفارسی فی الحجة من الاستشهاد بكلام العرب علی جواز الإسكان فانظره إن شئت و یحسن هذا التسكین وجوه: الأول: أنه وقع فی الآخر و هو محل التغییر، الثانی: أنه وقع بعد حركات. الثالث: أن حركته ثقیلة و هی الكسر لأنه ینشأ من انجرار اللحن الأسفل إلی الأسفل انجرارا قویّا، الرابع:
أن الحركة وقعت علی حرف ثقیل، الخامس: أن قبله مشددین و المولی منهما حرف ثقیل و لم ینفرد بهذه القراءة حمزة بل هی قراءة الأعمش، قال المحقق:
و رواها المنقری عن عبد الوارث عن أبی عمرو و قرأنا بها من روایة ابن أبی شریح عن الكسائی و ناهیك بإمامی القراءة و النحو أبی عمرو و الكسائی انتهی.
و قول الزمخشری لعله اختلس فظن سكونا أو وقف وقفة خفیفة ثم ابتدأ فظنوه سكن فی الوصل مشعر بغلط الرواة و هو باطل لأنا لو أخذنا بهذه التجویزات العقلیة فی حملة القرآن لأدی ذلك إلی الخلل فیه بل المظنون بهم التثبت التام و الحرص الشدید علی تحریر ألفاظ كتاب اللّه و عدالتهم و خشیتهم من اللّه عزّ و جلّ تمنعهم من التساهل فی تحمله لا سیما فیما فیه مخالفة الجمهور فعندهم فیه مزید اعتناء و هم أعلم بالعربیة و أشد لها استحضارا و قرب بها عهدا ممن یعترض علیهم و ینسبهم للوهم و الغلط
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 489
بالتجویزات العقلیة و لم یكن یتصدر فی تلك الأزمان الفاضلة لإقراء كتاب اللّه إلا من هو أهل لذلك كهذا الإمام الجلیل أبی محمد سلیم بن عیسی أجل من أخذ عن حمزة قرأ علیه القرآن عشر مرات و تولی مجلس الإقراء بعده بأمره بالكوفة و سمع الحدیث من سفیان الثوری و نظرائه و كل من كان من رفقائه یقرأ علی حمزة قرأ علیه لجودة فهمه و كثرة إتقانه قال یحیی بن المبارك: كنا نقرأ علی حمزة و نحن شباب فإذا جاء سلیم قال لنا حمزة:
تحفظوا و تثبتوا جاء سلیم لأنه كان من أحذق الناس بالقراءة و أقواهم بالحرف فكیف ینسب مثل هذا الإمام إلی الوهم و الغلط فی كتاب اللّه- عز و جل- لكن لا شك و اللّه أعلم أن الزمخشری و نظراءه ممن اعتقاده فاسد من النحویین و غیرهم لا معرفة لهم بأحوال أهل السنة و جاهلون بأقدارهم كل الجهل لأنهم لبغضهم لهم و اعتقاداتهم علی غیر الحق لا ینظرون فی أحوالهم السنیة و سیرهم المرضیة فمهما تخیل لهم شی‌ء أخذوا یبحثون عافانا اللّه مما ابتلاهم به و رزقنا الأدب التام مع أولیاء اللّه و رسوله و خواص عباده و جمعنا و جمیع أحبتنا معهم علی موائد ضیافة رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- لهم فی فرادیس الجنان آمین.
13- السَّیِّئُ إِلَّا جلی و یُؤاخِذُ* و یُؤَخِّرُهُمْ* قرأ ورش بإبدال الهمزة واوا وصلا و وقفا، و الباقون بالهمز كذلك إلا حمزة فی حال الوقف.
14- جاءَ أَجَلُهُمْ* جلی، و لیس فیها من یاءات الإضافة شی‌ء و فیها زائدة واحدة نكیر، و مدغمها عشرة، و الصغیر عشر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 490

سورة یس‌

اشارة

مكیة و آیها ثمانون و اثنتان غیر كوفی و ثلاث فیه جلالاتها ثلاث و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه جلی إن یسره اللّه تعالی.
1- یس وَ الْقُرْآنِ قرأ ورش و الشامی و شعبة و علی بإدغام نون یس فی واو و القرآن مع الغنة علی أصلهم فی أمثاله نحو من وال و هو إدغام غیر كامل لبقاء صوت الغنة معه و لهذا لم یذكر مع المدغم لأن إدغامه محض إلا أنه لا بد فیه من تشدید الواو، و الباقون بالإظهار، و ما فی القرآن من النقل المكی و تركه لغیره جلی.
2- صِراطٍ* قرأ قنبل بالسین و خلف بالإشمام، و الباقون بالصاد.
3- تَنْزِیلَ* قرأ الشامی و الأخوان و حفص بنصب اللام، و الباقون برفعها و فَهِیَ* جلی و سَدًّا* معا قرأ حفص و الأخوان بفتح السین و الباقون بالضم.
4- أَ أَنْذَرْتَهُمْ* بین و إلیهم اثنین قرأ البصری بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
5- فَعَزَّزْنا قرأ شعبة بتخفیف الزای و الباقون بالتشدید.
6- أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ قرأ الحرمیان و البصری بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة، و الباقون بتحقیقهما و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام بخلف عنه، و الباقون بلا إدخال، وراء ذكرتم مرقق للجمیع.
7- وَ ما لِیَ لا قرأ حمزة بإسكان الیاء، و الباقون بالفتح.

فائدة:

قیل لبصری لأی شی‌ء قرأت ما لی لا أری الهدهد بسكون الیاء، و ما لی لا أعبد بفتح الیاء، و لا فرق بینهما فقال: السكون ضرب من الوقف فلو سكنت هنا لكان كالذی وقف علی مالی و ابتدأ لا أعبد الذی فطرنی، و هذا بخلاف ما لی لا أری الهدهد انتهی بالمعنی و هذا مع ثبوت الروایة هو فی غایة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 491
من دقة النظر، و إدراك المعانی اللطیفة.
8- أَ أَتَّخِذُ* مثل أَ أَنْذَرْتَهُمْ* جلی و یُنْقِذُونِ* قرأ ورش بثبوت یاء بعد النون وصلا و الباقون بحذفها وصلا و وقفا.
9- إِنِّی إِذاً* قرأ نافع و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان فیصیر عندهم من باب المنفصل و حكمهم فیه جلی.
10- إِنِّی آمَنْتُ قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بإسكانها و قِیلَ* لا یخفی و الْمُكْرَمِینَ* كاف و قیل تام و فاصلة و منتهی الحزب الرابع و الأربعین بلا خلاف.

الممال‌

جاءهم معا و زادهم و جاء معا و جاءها لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی زاد أهدی و مسمی و أقصی لدی الوقف و یسعی لهم إحدی لدی الوقف و الموتی لهم و بصری قوة و دابة و الجنة لعلی إن وقف و یس لشعبة و الأخوین و الإمالة فی الیاء.

المدغم‌

إذ جاءها لبصری و هشام نَحْنُ نُحْیِ* غفر لی.
11- إِلَیْهِمُ* قرأ حمزة بضم الهاء و الباقون بالكسر و لما* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بتشدید المیم و الباقون بالتخفیف.
12- الْمَیْتَةُ* قرأ نافع بتشدید الیاء مع الكسر، و الباقون بإسكانها.
13- الْعُیُونِ قرأ المكی و ابن ذكوان و شعبة و الأخوان بكسر العین، و الباقون بالضم و ثَمَرِهِ* قرأ الأخوان بضم المثلثة و المیم و الباقون بفتحها.
14- عَمِلَتْهُ قرأ شعبة و الأخوان بغیر هاء و هی فی مصاحف أهل الكوفة كذلك، و الباقون بالهاء و وصلها المكی علی أصله و هی فی مصاحفهم كذلك.
15- وَ الْقَمَرَ* قرأ الحرمیان و البصری برفع الراء مبتدأ و تالیه خبر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 492
و الباقون بالنصب بفعل مضمر یفسره قدرناه و علم من نسقه بالواو أنه الأول و أما الثانی و هو القمر و لا فلا خلاف أنه بالنصب.
16- ذُرِّیَّتَهُمْ* قرأ نافع و الشامی بألف بعد الیاء التحتیة و كسر التاء الفوقیة بعد الألف علی الجمع و الباقون بغیر ألف و نصب التاء علی الإفراد.
17- وَ إِنْ نَشَأْ لا خلاف بین السبعة فی تحقیق همزه إلا حمزة و هشاما لدی الوقف و و قِیلَ* معا جلی.
18- یَخِصِّمُونَ فیه خمس قراءات، فقرأ قالون بخلف عنه و البصری باختلاس فتحة الخاء و تشدید الصاد و قرأ قالون أیضا بإسكان الخاء مع التشدید كقراءة أبی جعفر و بذلك قطع الدانی فی جامع البیان و قال فی التیسیر و النص عن قالون بالإسكان انتهی و هو الذی علیه العراقیون قاطبة و لم یذكر الإمام أبو الطاهر إسماعیل بن خلف الأندلسی الأنصاری ثم المصری النحوی المغربی فی عنوانه سواه به قطع ابن مجاهد و الأهوازی و غیرهما و ورش و المكی و هشام بفتح الخاء و تشدید الصاد و ابن ذكوان و حفص و علی بكسر الخاء و تشدید الصاد و حمزة بإسكان الخاء و تخفیف الصاد.
19- مَرْقَدِنا قرأ حفص بالسكت علی ألف مرقدنا من غیر قطع نفس لأن كلام الكفار انقضی بمرقدنا، و هذا مبتدأ و ما بعده خبر و ما مصدریة أو موصولة محذوفة العائد كلام الملائكة أو المؤمنین للكفار واو وصل لتوهم أن الكلام كله من كلامهم و الأمر لیس كذلك كما هو مروی عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و مقاتل و غیرهما من المفسرین و الباقون بالإدراج.

فائدة:

الوقف علی مرقدنا و هو الذی علیه جمهور العلماء من القراء و النحویین بل كان بعضهم كأبی عبد الرحمن الشبلی و عاصم یستحبون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 493
الوقف علیه، و قال بعضهم كابن الأنباری و الزجاج الوقف علی هذا لأنه صفة للمرقد و ما وعد خبر مبتدأ محذوف أی هذا أو مبتدأ محذوف الخبر أی ما وعد الرحمن حق.
20- شُغُلٍ قرأ الحرمیان و البصری بإسكان الغین، و الباقون بالضم و (ظلل)* قرأ الأخوان بضم الظاء من غیر ألف كغرف و الباقون بكسر الظاء و ألف بعد اللام الأولی كخلال.
21- متكئون لا خلاف بین السبعة فی إثبات همزه فی الوصل، و أما إن وقف علیه فالستة كذلك و أما حمزة فله ثلاثة أوجه تسهیلها بین الهمزة و الواو و حذف الهمزة و نقل حركتها للكاف و إبدالها یاء محركة بحركتها و یجوز مع كل وجه من الثلاثة المد و التوسط و القصر و حكی فیه التسهیل بین الهمزة و الیاء و إبدالها واوا و حذف الهمزة مع كسر الكاف و كله لا یصح.
22- المجرمون تام و قیل كاف و فاصلة و منتهی تمام الربع بلا خلاف.

الممال‌

النهار لهما و دوری متی لهم.

المدغم‌

قِیلَ لَهُمْ* معا رزقكم أَ نُطْعِمُ مَنْ «1».
23- وَ أَنِ اعْبُدُونِی قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون وصلا، و الباقون بالضم و صِراطٌ* و الصِّراطَ* و الْقُرْآنِ* و اصْلَوْهَا* كله لا یخفی و جِبِلًّا قرأ نافع و عاصم بكسر الجیم و الباء، و تشدید اللام، و المكی و الأخوان بضم الجیم و الباء و تخفیف اللام و البصری و الشامی بضم الجیم و إسكان الباء و تخفیف اللام لغات بمعنی خلقا.
24- مَكانَتِهِمْ قرأ شعبة بألف بعد النون علی الجمع، و الباقون بتركه علی الإفراد و نُنَكِّسْهُ قرأ عاصم و حمزة بضم النون الأولی و فتح
______________________________
(1) و هی من باب الإدغام الكبیر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 494
الثانیة و كسر الكاف و تشدیدها و الباقون بفتح النون الأولی و إسكان الثانیة و ضم الكاف و تخفیفها.
25- تَعْقِلُونَ* قرأ نافع و ابن ذكوان بالتاء الفوقیة علی الخطاب و الباقون بالیاء التحتیة علی الغیب.
26- لتنذر من قرأ نافع و الشامی بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب و (یحزنك)* قرأ نافع بضم الیاء التحتیة و كسر الزای و الباقون بفتح الیاء و ضم الزای و (و هی) و (و هو) مما لا یخفی و (فیكون)* قرأ الشامی و علی بنصب النون و الباقون بالرفع، و تقدم قول بعضهم ینبغی علی قراءة نافع فی هذا و شبهه أن یوقف بالروم لیظهر اختلاف القراءتین فی اللفظ وصلا و وقفا، و فیها من یاءات الإضافة ثلاث: ما لِیَ لا أَعْبُدُ، إِنِّی إِذاً*، إِنِّی آمَنْتُ، و من الزوائد واحدة ینقذون، و مدغمها عشرة، و قال الجعبری: و من قلده ثمانیة بإسقاط رزقكم و یقول له، و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 495

سورة الصافات‌

اشارة

مكیة و آیها مائة و واحدة و ثمانون بصری و أبو جعفر و اثنان لغیرهما جلالاتها خمس عشرة، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- بِزِینَةٍ* قرأ عاصم و حمزة بتنوین التاء، و الباقون بغیر تنوین.
2- الْكَواكِبِ* قرأ شعبة بنصب الباء و الباقون بالجر فصار الحرمیان و النحویان و الشامی بترك التنوین و الجر و شعبة بالتنوین و النصب و حفص و حمزة بالتنوین و الجر.
3- لا یَسَّمَّعُونَ* قرأ عاصم و الأخوان بفتح السین و المیم و تشدیدهما و الباقون بإسكان السین و فتح المیم و تخفیفها و عَجِبْتَ قرأ الأخوان بضم التاء و الباقون بفتحها.
4- (ا اذا متنا و كنا ترابا و عظاما إنّا) قرأ نافع و علیّ بالاستفهام فی الأول و هو إذا و الإخبار فی الثانی و هو إنا و الشامی بعكس ذلك و هو الإخبار فی الأول و الاستفهام فی الثانی، و الباقون بالاستفهام فیهما و أصولهم فی الهمزتین من التحقیق و التسهیل و الإدخال و عدمه لا یخفی، و قد تقدم مثله و كذلك كسر میم متنا لنافع و حفص و الأخوین و ضمها للباقین.
5- أَ وَ آباؤُنَا* قرأ قالون و الشامی بإسكان واو أو حرف عطف و الباقون بفتح الواو حرف عطف دخلت علیها همزة الإنكار و أعیدت للتأكید فلیست الحركة عند الأزرق حركة النقل كما توهم بل هی أصلیة.
6- نَعَمْ* قرأ علی بكسر العین و الباقون بالفتح و تُكَذِّبُونَ* تام و قیل كاف فاصلة و تمام نصف الحزب اتفاقا.

الممال‌

فأنی لهم و دوری مشارب لهشام و بلی و الأعلی لهم الدنیا لهم و بصری.

المدغم‌

لا یَسْتَطِیعُونَ نَصْرَهُمْ نَعْلَمُ ما* جَعَلَ لَكُمْ* یقوله له
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 496
وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِراتِ زَجْراً فَالتَّالِیاتِ ذِكْراً و وافقه حمزة علی إدغام التاء فی هذه المواضع الثلاثة.

تنبیه:

لا تجوز الإشارة إلی حركة التاء المدغمة لحمزة كما تجوز للسوسی بل لا بدّ من الإدغام المحض من غیر إشارة، و كذلك لا یجوز له التوسط و القصر كما یجوز ذلك للسوسی، و الفرق بینهما أنه عند حمزة من الساكن اللازم المدغم مثل دابة و الطامة فلا بد من المد الطویل و عند البصری من الساكن العارض نحو قال ربكم فتجوز له الثلاثة و لا إدغام فی یحزنك قولهم لإخفاء النون قبل الكاف و اللّه أعلم.
7- صراط* جلی و مَسْؤُلُونَ لا یمده ورش لأن قبل الهمزة ساكنا صحیحا و إن وقف علیه حمزة نقل حركة الهمزة إلی الساكن قبلها و حذفها و لا تَناصَرُونَ قرأ البزی فی الوصل بتشدید التاء مع المد الطویل، و الباقون بالتخفیف و القصر.
8- قِیلَ* جلی و أَ إِنَّا* تسهیل الهمزة الثانیة للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین و إدخال ألف بینهما لقالون و البصری و هشام بخلف عنه و تركه للباقین لا یخفی.
9- الْمُخْلَصِینَ* معا قرأ نافع و الكوفیون بفتح اللام و الباقون بكسرها و بِكَأْسٍ إبداله لسوسی جلی و یُنْزَفُونَ* قرأ الأخوان بكسر الزای و الباقون بفتحها.
10- (أئنك) مثل أَ إِنَّا* إلا أن هشاما لا خلاف عنه فی الإدخال و (ا اذا متنا و كنا ترابا و عظاما إنا) حكم إذا مع إنا حكم الذی قبله و كذلك متنا.
11- لَتُرْدِینِ قرأ ورش بزیادة یاء بعد النون فی الوصل و الباقون بحذفها مطلقا و رُؤُسُ* و لَآكِلُونَ* و فَمالِؤُنَ* مدها لورش واضح
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 497
و الْآخِرِینَ* تام و قیل كاف و فاصلة بلا خلاف و منتهی ربع الحزب للجمهور و لبعضهم یهرعون و بعض المخلصین قبله.

الممال‌

جاء* بین فرآه تقلیل الراء و الهمزة لورش مع الثلاثة و إمالتهما لشعبة و الأخوین و ابن ذكوان بخلف عنه و إمالة الهمزة فقط لبصری و فتحهما للباقین واضح الأولی لهم و بصری آثارهما لهما و دوری نادانا لهم.

تنبیه:

إمالة للشاربین لابن ذكوان و إن كانت صحیحة عنه فلیست من طریقنا الأخفش و لیس له إلا الفتح.

المدغم‌

وَ لَقَدْ ضَلَ لورش و بصری و شامی و الأخوین، الیوم مستسلمون قول ربنا قیل لهم ذریته هم.
12- أئفكا مثل أئنك و یَزِفُّونَ قرأ حمزة بضم الیاء مضارع أزف رباعیا، و الباقون بفتحها مضارع زفّ ثلاثیا.
13- یا بُنَیَّ* قرأ حفص بفتح الیاء، و الباقون بالكسر و إِنِّی أَری* و أَنِّی أَذْبَحُكَ قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی فیهما، و الباقون بالإسكان فیصیر من باب المنفصل.
14- تَری* قرأ الأخوان بضم التاء و كسر الراء بعدها یاء تحتیة ساكنة، و الباقون بفتح التاء و الراء و بعدها ألف منقلبة.
15- یا أَبَتِ* قرأ الشامی بفتح التاء، و الباقون بالكسر و وقف الابنان علیه بالهاء، و الباقون بالتاء.
16- سَتَجِدُنِی إِنْ* قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و الرُّؤْیا* قرأ السوسی بإبدال الهمزة واوا و الباقون بالهمز إلا حمزة إن وقف فله وجهان الأول كسوسی و الثانی قلب الواو یاء، و إدغامها فی الیاء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 498
17- لَهُوَ* قرأ قالون و النحویان بإسكان الهاء، و الباقون بالضم و نَبِیًّا* بین و إِنَّ إِلْیاسَ قرأ ابن ذكوان بخلف عنه یوصل همزة فتلفظ حال الوصل بعد نون إن المشددة بلام ساكنة فإن ابتدأت به فالصواب أن تفتح الهمزة لأن أصله «س» دخلت علیه «ال» و الباقون بهمزة قطع مكسورة فی الحالین و هو الطریق الثانی لابن ذكوان و ضعف الدانی الأول و الصواب صحة كل من الوجهین و اللّه أعلم.
18- اللَّهَ رَبَّكُمْ وَ رَبَ قرأ الأخوان و حفص بنصب الثلاثة هاء الجلالة و یاء الاسمین الكریمین بعدها و الباقون بالرفع.
19- المخلصین قرأ نافع و الكوفیون بفتح اللام و الباقون بالكسر و (آل یاسین) قرأ نافع و الشامی بهمزة مفتوحة قبل الألف بعدها لام مكسورة مفصولة من یاسین كفصل اللام من العین فی آل عمران و كذا رسمها فی جمیع المصاحف فیجوز قطعها وقفا إن اضطر لذلك، و الباقون بكسر الهمزة تحت الألف و إسكان اللام بعدها و وصلها بالیاء فی اللفظ كالكلمة الواحدة و لا یجوز قطعها فیوقف علی اللام إجماعا. قال المحقق:
و علی قراءة من كسر الهمزة و قصرها و سكن اللام فقد قطعت رسما و اتصلت لفظا و لا یجوز اتباع الرسم فیها وقفا إجماعا و لم یقع لهذه الكلمة فی القرآن نظیر و اللّه أعلم.
20- یُبْعَثُونَ* كاف و فاصلة بلا خلاف و منتهی الحزب الخامس و الأربعین و ثلاثة أرباع القرآن للجمهور، و عند بعض حین بعده.

الممال‌

جاء و شاء لابن ذكوان و حمزة أری و موسی معا لهم و بصری تری لهما، و لا یمیلها الأخوان لأن قراءتهما بكسر الراء و بعدها یاء ساكنة كما تقدم الرؤیا لهما و علی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 499

الدغم‌

إذ جاء لبصری و هشام قد صدقت لبصری و هشام و الأخوین قال لأبیه خلقكم قال لقومه.
21- وَ هُوَ* جلی و تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال و الباقون بالتشدید و الْمُخْلَصِینَ* معا جلی.
22- الصَّافُّونَ مدّه لازم فهم فیه سواء و ذِكْراً* جلی و فیها ما یاءات الإضافة ثلاث: إِنِّی أَری* و أَنِّی أَذْبَحُكَ، سَتَجِدُنِی إِنْ*، و من الزوائد واحدة لتردین، و مدغمها عشرة، و الصغیر أربعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 500

سورة ص‌

اشارة

مكیة و آیها ثمانون و خمس لعاصم و ست حجازی و شامی و ثمان كوفی، جلالاتها ثلاث، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- وَ الْقُرْآنِ* جلی و لات حین التاء مفصولة من الحاء فی جمیع المصاحف و روی عن الإمام الكبیر أبی عبید القاسم بن سلام أنه قال فی «الإمام» مصحف عثمان- رضی اللّه عنه- و لا تحین التاء متصلة بحین ورده غیر واحد من الحفاظ المطلعین علی المصاحف. قال المحقق: مع أنی رأیتها موصولة و رأیت فیه أثر الدم و هو بالمدرسة الفاضلیة بالقاهرة فإن وقف علی لات عملا بأنها مفصولة فعلیّ یقف بالهاء، و الباقون بالتاء.
2- أَ أُنْزِلَ* قرأ قالون بتسهیل الثانیة مع الإدخال و ورش و المكی بالتسهیل من غیر إدخال و البصری بالتسهیل مع الإدخال و عدمه و هشام بالتحقیق مع الإدخال و عدمه و بالتسهیل مع الإدخال، و الباقون بالتحقیق من غیر إدخال.
3- لیكة قرأ نافع و الابنان بفتح اللام من غیر ألف وصل قبلها و لا همز بعدها و فتح التاء غیر منصرف، و الباقون الأیكة بهمزة وصل و سكون اللام بعدها همزة مفتوحة و جر التاء.
4- هؤُلاءِ إِلَّا* تسهیل قالون و البزی للأولی مع المد و القصر و إبدال ورش و قنبل للثانیة مع المد الطویل و تسهیلها أیضا لهما و إسقاط البصری لهما مع القصر و المد و تحقیقها للباقین لا یخفی.
5- فَواقٍ قرأ الأخوان بضم الفاء، و الباقون بالفتح، وَ الْإِشْراقِ اختلف فی تفخیم الراء و ترقیقها لورش فاختار الدانی الأول و به قرأ علی أبی الفتح و ابن خاقان و هو القیاس لوجود حرف استعلاء و قال بالترقیق صاحب العنوان و شیخه عبد الجبار من أجل كسر حرف الاستعلاء، و به قرأ الدانی علی ابن غلبون و هو قیاس ترقیق فرق.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 501
6- وَ فَصْلَ ما فیه لورش جلی و الْخِطابِ* تام، و قیل كاف فاصلة و منتهی ربع الحزب اتفاقا.

الممال‌

أَصْطَفَی* لدی الوقف لهم جاءهم لحمزة و ابن ذكوان.

المدغم‌

و لقد سبقت لبصری و هشام و الأخوین، خَزائِنُ رَحْمَةِ*، و لا إدغام فی داود ذا لفتحها بعد ساكن.
7- الصِّراطِ* جلی، وَ لِیَ نَعْجَةٌ قرأ حفص بفتح الیاء و الباقون بالإسكان و بِسُؤالِ لا نبدل همزته لورش لأنها لیست فاء.
8- إنی أحببت قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و بِالسُّوقِ قرأ قنبل بهمزة ساكنة بعد السین و عنه أیضا بهمزة مضمومة قبل الواو و لم یذكر هذا الوجه الدانی و لا أشار إلیه حتی قیل إنه مما انفرد به حیث قال و وجه بهمز بعده الواو و كلا و قال المحقق: و لیس كذلك بل نص الهذلی علی أن ذلك طریق بكار عن ابن حمزة بإسكان الیاء، و الباقون بفتحها.
9- وَ عَذابٍ ارْكُضْ قرأ البصری و ابن ذكوان و عاصم و حمزة بكسر تنوین عذاب و الباقون بالضم و عِبادَنا* قرأ المكی بفتح العین و إسكان الباء فتسقط الألف بعدها علی الإفراد، و الباقون بكسر العین و فتح الباء و ألف بعدها علی الجمع.
10- بِخالِصَةٍ قرأ نافع و هشام بغیر تنوین علی الإضافة و الباقون بالتنوین و الْیَسَعَ* قرأ الأخوان بتشدید اللام مفتوحة و إسكان الیاء و لا خلاف فی فتح الیاء و الباقون بإسكان اللام و فتح الیاء و لا خلاف فی فتح السین.
11- ذِكْرٌ* لیس لورش فی رائه إلا الترقیق و شَرابٍ* كاف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 502
و فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب للجمهور و الشاذ أوّاب قبله.

الممال‌

أَتاكَ* و بغی و الهوی و نادی لهم المحراب لابن ذكوان بخلف عنه نعجة و واحدة لعلی إن وقف لزلفی معا و ذكری لهم و بصری ذكری لدار إن وقف علی ذكری لهم و بصری و إن وصل فالسوسی یمیله بخلف عنه و ورش یرقق من أجل كسرة الذال و لا یكون مانع التقلیل مانع الترقیق نبه علیه أبو شامة فقال: إن ذكری الدار و إن امتنعت إمالة ألفها وصلا فلا یمنع ترقیق رائها وصلا فی مذهب ورش علی أصله لوجود مقتضی ذلك و هو الكسر قبلها و لا یمنع ذلك حجز الساكن بینهما فیتحد لفظ الترقیق و إمالة بین بین فی هذا فكأنه أمال الألف وصلا انتهی.

تنبیه:

أخذ من قولنا إن ذكری من ذكری الدار تقلل لورش فی الوقف و ترقق فی الوصل أن الترقیق غیر التقلیل و هو كذلك و هو خلاف ما یعطیه ظاهر كلام أبی شامة و هو فی غایة الوضوح لأنهما حقیقتان مختلفتان فالترقیق إنحاف ذات الحرف و نحوله، و التقلیل أن تنحو بالفتحة نحو الیاء قلیلا و لهذا یمكن الإتیان بأحدهما دون الآخر قال المحقق: یمكن اللفظ بالراء مرققة غیر ممالة و مفخمة ممالة و ذلك واضح فی الحس و العیان و إن كان لا یجوز روایة مع الإمالة إلا الترقیق و لو كان الترقیق إمالة لم یدخل علی المضموم و الساكن و لكانت الراء مكسورة ممالة، و ذلك خلاف إجماعهم الناس لدوری النار كالفجار و الأبصار و الدار و الأخیار معا لهما و دوری.

المدغم‌

إذ تسوروا لبصری و هشام و الأخوین إذ دخلوا لبصری و شامی و الأخوین لقد ظلمك لورش و بصری و ابن ذكوان و الأخوین اغفر لی لبصری بخلف عن الدوری وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً قالَ لَقَدْ* فَاسْتَغْفَرَ*
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 503
رَبَّهُ* سُلَیْمانَ نِعْمَ ذِكْرِ رَبِّی قالَ رَبِّ*، و لا إدغام فی لداود سلیمان لفتحها بعد ساكن.
12- تُوعَدُونَ* قرأ البصری و المكی بالیاء تحتها نقطتان، و الباقون بالتاء الفوقیة علی الخطاب و وَ غَسَّاقٌ قرأ حفص و الأخوان بتشدید السین للمبالغة، و الباقون بتخفیفها اسم للزمهریر و هو البرد المفرط كما أن الحمیم هو الحر المفرط، و عن عطاء ما یسیل من صدید أهل النار، من غسقت العین إذا سال دمها. اللهم إنا نسألك بوجهك الكریم.
13- وَ آخَرُ* قرأ البصری بضم الهمزة و حذف الألف لفظا و الباقون بفتح الهمزة و ألف بعدها و أَتَّخَذْناهُمْ قرأ البصری و الأخوان بوصل همزه فتنطق فی حال الوصل بتاء مشددة بعد الراء المكسورة و تبدأ بهمزة مكسورة و الباقون بهمزة قطع مفتوحة فی الحالین و سِخْرِیًّا* قرأ نافع و الأخوان بضم السین، و الباقون بالكسر و كیفیة قراءة هذه الآیة من قوله تعالی: و قالوا ما لنا إلی الأبصار و الوقف علیه تام علی الأصح أن تبدأ بقالون بالفتح و التسكین و القطع و الضم و اندرج معه الشامی و عاصم و تخلفنا فی سخریّا فتعطفهما منه بكسر السین ثم تأتی بضم المیم لقالون و یندرج معه المكی و یتخلف فی سخریّا فتعطفه منه بالكسر ثم تأتی بورش بالتقلیل و القطع و الضم و لا یندرج معه أحد ثم البصری بالإمالة و وصل اتخذناهم و كسر سین سخریّا و اندرج معه علیّ و تخلف فی سخریّا فتعطفه منه بالضم ثم تعطف حمزة بالسكت فی الأشرار و تقلیله و الوصل و الضم و التقلیل و السكت فی الأبصار ثم خلاد بعدم السكت فی الأشرار و تقلیله و الوصل و الضم و النقل فی الأبصار.
14- لِی مِنْ* قرأ حفص بفتح الیاء و الباقون بإسكانها و لَعْنَتِی إِلی قرأ نافع بفتح الیاء و الباقون بالإسكان و الْمُخْلَصِینَ* قرأ نافع و الكوفیون بفتح اللام و الباقون بالكسر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 504
15- فَالْحَقُ قرأ عاصم و حمزة بالرفع و الباقون بالنصب و هذا الأول ذو الفاء و أما الثانی و هو و الحق ذو الواو فلا خلاف بین السبعة فی نصبه. و فیها من یاءات الإضافة ست لی نعجة إنی أحببت بعدی إنك مسنی الشیطان لی من لعنتی إلی، و لیس فیها من الزوائد شی‌ء و ما ذكره بعضهم لقنبل فی عقاب و عذاب فغیر صحیح. و مدغمها اثنا عشر و الصغیر ثلاثة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 505

سورة الزمر

اشارة

مكیة قیل إلا ثلاث آیات فمدنیة من قل یا عبادی الذین أسرفوا إلی تشعرون، و آیها سبعون و ثنتان حجازی و بصری و ثلاث شامی و خمس كوفی، جلالاتها ستون و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه لا یخفی.
1- أُمَّهاتِكُمْ* قرأ الأخوان فی الوصل بكسر الهمزة للكسرة قبلها و حمزة بكسر المیم أیضا و الباقون بضم الهمزة و فتح المیم و كذلك الأخوان حال الابتداء به و یَرْضَهُ قرأ نافع و عاصم و حمزة و هشام بخلف عنه بضم الهاء من غیر صلة و المكی و ابن ذكوان و علیّ و الدوری بخلف عنه بضمة مع الصلة و السوسی بإسكان و هو الطریق للدوری و هشام.
2- الصُّدُورِ* تام و فاصلة و تمام الربع بإجماع.

الممال‌

النار الثلاثة و الكافرین و نار و النهار لهما و دوری لا نری و زلفی و أخری لهم و بصری الأشرار لهم و بصری إلا أن إمالة ورش و حمزة فیه تقلیل إلا علی و یوحی و لاصطفی و مسمی لدی الوقف علیه و یرضی لهم فأنی لهم و دوری، و زاغت لا إمالة فیه إذ لا خلاف فی استثنائه من طریقنا و كذلك من طریق النشر دعا واوی لا إمالة فیه.

المدغم‌

الْقَهَّارُ رَبُ قالَ رَبُّكَ* قالَ رَبِّ* أَقُولُ لَأَمْلَأَنَ جَهَنَّمَ مِنْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ* یَحْكُمُ بَیْنَهُمْ* سُبْحانَهُ هُوَ* خلقكم و أَنْزَلَ لَكُمْ* یخلقكم، و لا إدغام فی ظلمات ثلاث لتنوین الأول.
3- إلیه و منه مما لا یخفی، لیضل قرأ المكی و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالضم و أَمَّنْ* قرأ الحرمیان و حمزة بتخفیف المیم و الباقون بالتشدید.
4- یا عبادی الذین* لا خلاف بینهم فی حذف الیاء بعد الدال وصلا و وقفا و إِنِّی أُمِرْتُ* قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 506
و و إِنِّی أَخافُ قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی، و الباقون بالإسكان.
5- یا عِبادِ فَاتَّقُونِ اتفق السبعة علی قراءته بغیر یاء بعد الدال فی الحالین و عِبادِ الَّذِینَ* قرأ السوسی بزیادة یاء بعد الدال مفتوحة فی الوصل و ساكنة فی الوقف و الباقون بحذفها فی الحالین و به قرأ الدانی علی فارس ابن أحمد إلا أنه من طریق محمد بن إسماعیل القرشی لا من طریق ابن جریر.
6- مِنْ هادٍ* إن وقف علیه فالمكی یقف بیاء بعد الدال و الباقون بغیر یاء و الوصل بالتنوین لجمیعهم و قِیلَ* و الْقُرْآنِ* و قُرْآناً* كله جلی و سَلَماً* قرأ المكی و البصری بألف بعد السین و كسر اللام و الباقون بغیر ألف و فتح اللام.
7- مَیِّتٌ* و مَیِّتُونَ* الیاء مثقلة للجمیع إلا فی قراءة الحسن لأنها بألف بعد المیم و بعدها همزة مكسورة فیهما فیمد للهمزة الألف.
8- تَخْتَصِمُونَ تام و فیه كاف فاصلة و منتهی الحزب السادس و الأربعین بلا خلاف.

الممال‌

النار الثلاثة لهما و دوری الدنیا معا و البشری و فتراه و لذكری لهم و بصری یوفی و هدی لدی الوقف علیهما و هداهم و فأتاهم لهم للناس لدوری دعا واوی لا إمالة فیه.

المدغم‌

و لقد ضربنا لورش و بصری و شامی و الأخوین و جعل للّه بكفرك قلیلا فی النار لكن و قیل للظالمین أكبر لو.
9- عَبْدَهُ* قرأ الأخوان بكسر العین و ألف بعد الیاء علی الجمع و الباقون بفتح العین و إسكان الباء و ترك الألف علی الإفراد.
10- أَ فَرَأَیْتُمْ* قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها ألفا فیجتمع مع سكون الیاء فیمد طویلا و علیّ بإسقاطها و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 507
بتحقیقها.
11- أَرادَنِیَ اللَّهُ قرأ حمزة بإسكان الیاء فتسقط فی اللفظ فی الوصل و الباقون بفتحها و كاشِفاتُ ضُرِّهِ و مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قرأ البصری بتنوین كاشفات و ممسكات و بنصب ضره و رحمته، و الباقون بغیر تنوین فیهما و خفض ضره و رحمته.
12- مَكانَتِكُمْ* قرأ شعبة بألف بعد النون، و الباقون بغیر ألف.
13- قَضی عَلَیْهَا الْمَوْتَ قرأ الأخوان بضم القاف و كسر الضاد و فتح الیاء و رفع تاء الموت و الباقون بفتح القاف و الضاد و ألف بعدها و نصب تاء الموت.
14- (یستهزءون) جلی و یُؤْمِنُونَ* تام، و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور و قال بعضهم الرحیم و الأول أولی لأنه فی أعلی درجات التمام بخلاف الثانی فإنه كاف.

الممال‌

جاء و جاء لابن ذكوان و حمزة مثوی و یتوفی و مسمی لدی الوقف علیها و اهتدی و أغنی لهم للكافرین لهما و دوری للناس لدوری قضی و لا یمیله الأخوان لأن قراءتهما بفتح الیاء كما تقدم الأخری لهم و بصری و حاق لحمزة و لا إمالة فی بدا لأنه واوی تقول بدوت بمعنی ظهرت.

المدغم‌

إذ جاءه لبصری و هشام، أظلم ممن و كذب بالصدق جهنم مثوی الشفاعة جمیعا تحكم بین.
15- یا عِبادِیَ الَّذِینَ* قرأ الحرمیان و الشامی و عاصم بفتح الیاء و الباقون بإسكانها فتسقط فی اللفظ وصلا.
16- لا تَقْنَطُوا قرأ النحویان بكسر النون، و الباقون بالفتح، و بِمَفازَتِهِمْ قرأ الأخوان و شعبة بألف بعد الزای علی الجمع، و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 508
بغیر ألف علی الإفراد.
17- تَأْمُرُونِّی قرأ نافع بنون واحدة مكسورة مخففة و فتح الیاء بعدها و المكی مثله إلا أنه یشدد النون بإدغام نون الرفع فی نون الوقایة فیمد الواو و مدّا طویلا لاجتماعهما مع السكون، و البصری و الكوفیون مثله یشددون إلا أنهم یسكنون الیاء و الشامی بنونین خفیفتین الأولی مفتوحة و الثانیة مكسورة علی الأصل و إسكان الیاء و كذا رسمها فی المصحف الشامی.
18- وَ جِی‌ءَ بِالنَّبِیِّینَ قرأ علیّ و هشام بإشمام كسر الجیم الضم و الباقون بإخلاص الكسر، و قرأ نافع النبیین بالهمز، و الباقون بالیاء المشددة، و أصل ورش فیه لا یخفی. و اختلفوا فی رسم جِی‌ءَ* هنا و فی الفجر فالجمهور علی رسمها بالیاء و فی بعض المصاحف و علیه الأندلسیون زیادة ألف بین الجیم و الیاء.
19- وَ سِیقَ* معا قرأ الشامی و علی بالإشمام و الباقون بكسرة خالصة و فُتِحَتْ* معا قرأ الكوفیون بتخفیف التاء، و الباقون بالتشدید.
20- قِیلَ* معا و حافّین كله جلی و العالمین تام، و فاصلة و منتهی نصف الحزب اتفاقا.

الممال‌

یا حَسْرَتی لهم و دوری تری العذاب و تری الذین و تری الملائكة إن وقف علی تری و أخری لهم و بصری و إن وصل تری بما بعده فلسوسی بخلف عنه و الطریق الثانی الفتح كباقیهم هدانی و بلی معا و مثوی معا لدی الوقف، و تعالی لهم جاءتك و شاء و جاءوها معا لابن ذكوان و حمزة الكافرین معا لهما و دوری.

المدغم‌

قَدْ جاءَتْكَ لبصری و هشام و الأخوین، إِنَّهُ هُوَ* العذاب بغتة تقول لو أن اللّه هدانی القیامة تری جهنم مثوی خالق كل شی‌ء بنور ربها
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 509
أَعْلَمُ بِما* وَ قالَ لَهُمْ* الْجَنَّةِ زُمَراً.
و فیها من یاءات الإضافة خمس إِنِّی أُمِرْتُ*، إِنِّی أَخافُ* أَرادَنِیَ اللَّهُ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا تَأْمُرُونِّی أَعْبُدُ، و من الزوائد واحدة فبشر عباد الذین، و مدغمها ثمانیة و عشرون، و الصغیر ثلاثة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 510

سورة غافر

اشارة

مكیة و آیها ثمانون و ست دمشقی و خمس كوفی و أربع حجازی و حمصی و اثنان بصری جلالاتها ثلاث و خمسون و ما بینها و بین سابقتها لا یخفی.
1- كلمات* قرأ نافع و الشامی بألف بعد المیم علی الجمع و الباقون بغیر ألف علی الإفراد وقفها لا یخفی و وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ قرأ البصری بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم.
2- وَ یُنَزِّلُ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای و مخلصین مما اتفق فیه علی الكسر لأنه غیر معرّف و الخلاف مختص به و مخلصا بمریم.
3- التَّلاقِ قرأ ورش بزیادة یاء بعد القاف فی الوصل دون الوقف و المكی بزیادتها مطلقا، و الباقون بحذفها مطلقا و ذكر الدانی الخلاف لقالون فی حذفها مطلقا كالجماعة و إثباتها وصلا كورش و تبعه علی ذلك الشاطبی و تبعهما علی ذلك كل من رأیته ألف بعدهما، و ضعف المحقق: الإثبات و جعله مما انفرد به فارس بن أحمد من قراءته علی عبد الباقی ابن أبی الحسن عن أصحابه عن قالون قال و لا أعلمه ورد من طریق من الطرق عن أبی نشیط، و لا الحلوانی بل و لا عن قالون أیضا من طریق من الطرق إلا من طریق أبی مروان عنه و ذكره الدانی فی جامعه عن العثمانی أیضا و سائر الرواة عن قالون علی خلافه كإبراهیم و أحمد ابنی قالون، و إبراهیم بن دازیل و أحمد بن صالح و إسماعیل القاضی و الحسن بن علی الشحام و الحسین بن عبد اللّه المعلم و عبد اللّه بن عیسی المدنی و عبید اللّه بن محمد المعرّی و محمد بن الحكم و محمد بن هارون المروزی و مصعب بن إبراهیم و الزبیر بن محمد الزبیری و عبد اللّه بن فلیح و غیرهم انتهی. لكن نقل الخلاف فی الطیبة بعد
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 511
أن قدم القول الصحیح لأنه ذكر من له زیادة الیاء و بقی قالون فی المسكون عنهم و هو بدل علی أنه و إن كان ضعیفا لم یبلغ فی الضعف إلی هجره بالكلیة و اللّه أعلم.
4- یَوْمَ هُمْ بارِزُونَ هذا و الذی بالذاریات یوم هم علی النار مقطوعات یعنی أن یوم مفصولة من هم رسما و ما سواهما فهو موصول.
5- و الذین تدعون* قرأ نافع و هشام بالتاء الفوقیة علی الخطاب و الباقون بالیاء التحتیة علی الغیب و أَشَدَّ مِنْهُمْ* قرأ الشامی بالكاف موضع الهاء ففیه التفات من الغیبة إلی الخطاب و هكذا رسمه فی المصحف الشامی و الباقون بالهاء ضمیر الغیبة جریا علی ما قبله.
6- (واق إذا) وقف علیه المكی بیاء بعد القاف، و الباقون بغیر یاء و اتفقوا فی الوصل علی التنوین و رُسُلُهُمْ* قرأ البصری بإسكان السین و الباقون بالضم و الْعِقابِ* تام فی أعلی درجاته و فاصلة بلا خلاف، و تمام الربع عند جماعة و البصیر قبله عند غیرهم.

الممال‌

حم* لابن ذكوان و شعبة و الأخوین كبری، و لورش و البصری بین بین و هی فی الحاء النار و القهار لهما و دوری و حمزة فی القهار كورش لا یخفی و تجزی لهم.

تنبیه:

لدی من لدی الحناجر إن وقف علیه لا إمالة فیه و مذهب الأكثر أن رسمها هنا بالیاء و قیل بالألف بخلاف التی فی یوسف فلا خلاف أنها بالألف كما تقدم و الفرق بینهما عند المفسرین من جهة المعنی فالتی فی یوسف بمعنی عند، و هذه بمعنی فی قالوا ترتفع القلوب عن أماكنها و تلتصق بحلوقهم. و قال النحویون المرسوم بالألف علی اللفظ، و المرسوم بالیاء لانقلاب الألف یاء مع الإضافة إلی الضمیر كما رسم علی و إلی كذلك.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 512

المدغم‌

فَأَخَذْتُهُمْ* لغیر مكی و حفص فاغفر للذین لبصری بخلف عن الدوری إذ تدعون لبصری و هشام و الأخوین الطول لا إله إلا هو، بالباطل لیدحضوا و ینزل لكم الدرجات ذو العرش و اللّه هو.
7- ذَرُونِی أَقْتُلْ قرأ المكی بفتح الیاء و الباقون بالإسكان فیصیر من باب المنفصل و إِنِّی أَخافُ* الثلاثة قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و (أوان) قرأ الكوفیون بزیادة همزة قطع مفتوحة قبل الواو بإسكان الواو و كذا هو فی مصحف الكوفة، و الباقون بغیر همز و فتح الواو و كذا هو فی مصاحفهم.
8- یُظْهِرَ* و الْفَسادَ* قرأ نافع و البصری و حفص بضم الیاء و كسر الهاء و نصب دال الفساد، و الباقون بفتح الیاء و الهاء و رفع الدال فصار نافع و البصری بترك الهمز و فتح الواو و ضم الیاء و كسر الهاء و نصب الدال و المكی و الشامی بلا همز و فتح الیاء و الهاء و رفع الدال و شعبة و الأخوان بزیادة همزة قبل واو و أن و إسكان و فتح الیاء و الهاء و رفع الدال و حفص مثلهم إلا أنه فی الیاء و الهاء و الدال كنافع.
9- بَأْسِ* و دَأْبِ* قرأ السوسی بالبدل، و الباقون بالهمز إلا حمزة إن وقف و التَّنادِ مثل التَّلاقِ أثبت الیاء فی الوصل ورش، و اختلف عن قالون كما تقدم عن الدانی و أثبتها فی الحالین المكی و حذفها فی الحالین الباقون.
10- هادٍ* المكی یقف علی یاء بعد الدال و الباقون علی الدال و لا خلاف بینهم فی الوصل أنه منوّن و قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ قرأ البصری و ابن ذكوان بتنوین الباء، و الباقون بغیر تنوین.
11- لَعَلِّی أَبْلُغُ قرأ الكوفیون بإسكان الیاء و الباقون بالفتح و فَأَطَّلِعَ* قرأ حفص بنصب العین بأن مضمرة بعد الفاء فی جواب الأمر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 513
و هو ابن و قبل فی جواب الترجی تشبها له بالتمنی علی المذهب الكوفی و الباقون بالرفع عطفا علی أبلغ و كلاهما مترجی.
12- وَ صُدَّ* قرأ الكوفیون بضم الصاد و الباقون بالفتح و (اتبعونی أهدكم) قرأ قالون و البصری بزیادة یاء بعد النون فی الوصل دون الوقف فهو عندهما من باب المنفصل لوجود الیاء الساكنة قبل الهمزة لفظا و المكی بزیادتها فی الحالین، و الباقون بالحذف فی الحالین.
13- یَدْخُلُونَ* قرأ المكی و البصری و شعبة بضم الیاء و فتح الخاء و الباقون بفتح الیاء و ضم الخاء و حِسابٍ* تام و فاصلة و ختام الحزب السابع و الأربعین من غیر خلاف معتبر.

الممال‌

موسی الأربعة و أری و الدنیا و أنثی لهم و بصری جاءهم و جاءكم الثلاثة و جاءنا لحمزة و ابن ذكوان الكافرین و جبار و القرار لهما و دوری و حمزة فی القرار كورش آتاهم و یجزی لهم.

المدغم‌

عذت‌

إدغام الذال فی التاء لبصری و الأخوین و قد جاءكم و لقد جاءكم لبصری و هشام و الأخوین.
و قال رجل و إن یك كاذبا علی أحد الوجهین و الطریق الآخر الإظهار و كلاهما صحیح مقروء به یُرِیدُ ظُلْماً* هَلَكَ قُلْتُمْ زُیِّنَ لِفِرْعَوْنَ.
14- ما لِی أَدْعُوكُمْ قرأ الحرمیان و البصری و هشام بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
15- وَ تَدْعُونَنِی إِلَی و تَدْعُونَنِی لِأَكْفُرَ لا خلاف بینهم فی إسكان الیاء فیهما و أَنَا أَدْعُوكُمْ قرأ نافع بألف بعد النون فیصیر عنده من باب المنفصل، و الباقون بترك الألف فی الوصل لفظا فلا مد لهم و اتفقوا علی إثبات الألف فی الوقف تبعا للرسم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 514
16- أَمْرِی إِلَی قرأ نافع و البصری بفتح الیاء و الباقون بالإسكان و أَدْخِلُوا* قرأ الابنان و البصری و شعبة بهمزة وصل قبل الدال و ضم الخاء، من دخل الثلاثی و الابتداء لهم بضم الهمزة و نصب آل علی النداء بإسقاط حرفه، و الباقون بهمزة قطع مفتوحة فی الحالین و كسر الخاء، من أدخل رباعیا متعد لمفعولین الأول آل و الثانی أشد أمر للخزنة و علی الأول لآل فرعون.
17- رُسُلُكُمْ و رُسُلَنا* قرأ البصری بإسكان السین و الباقون بالضم و لا ینفع قرأ الكوفیون بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث و (كبر ما هم) لیس فیه عند من قرأ بما فی التیسیر و نظمه إلا الترقیق.
18- یتذكرون* قرأ الكوفیون بالتاء الفوقیة و الباقون بالیاء التحتیة و ادْعُونِی أَسْتَجِبْ قرأ المكی بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و سَیَدْخُلُونَ قرأ المكی و شعبة بضم الیاء و فتح الخاء و الباقون بفتح الیاء و ضم الخاء.
19- فَأَنَّی تُؤْفَكُونَ* جلی و الْعالَمِینَ* الثانی تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع للجمهور.

الممال‌

النَّارِ* الخمسة و الغفار و الكافرین و الدار و الأبكار لهما و دوری الدنیا معا و موسی لدی الوقف و ذكری لهم و بصری فوقاه و بلی و الهدی و هدی لدی الوقف و آتاهم و الأعمی و تجزی لهم و حاق لحمزة الناس الخمسة لدوری فأنی لهم و دوری.

المدغم‌

وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ* لبصری بخلف عن الدوری وَ یا قَوْمِ ما لِی الغفار لا جرم أقول لكم حكم بین النار لخزنة جهنم لننصر رسلنا إنه هو البصیر لخلق وَ قالَ رَبُّكُمُ و جَعَلَ لَكُمُ اللَّیْلَ لِتَسْكُنُوا* خلق لكم* وَ رَزَقَكُمْ* الطَّیِّباتِ ذلِكُمُ.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 515
20- شُیُوخاً قرأ المكی و ابن ذكوان و شعبة و الأخوان بكسر الشین، و الباقون بالضم و فَیَكُونُ* قرأ الشامی بنصب النون، و الباقون بالرفع.
21- رُسُلَنا* و رُسُلُهُمْ* قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم و قیل جلی و جاء أمر اللّه إسقاط قالون و البزی و البصری للأولی مع القصر فالمد و إبدال الثانیة لورش و قنبل مع المد الطویل لسكون المیم و عنهما أیضا تسهیلها و تحقیقها للباقین ظاهر.
22- بَأْسَنا* معا إبداله لسوسی و سنت اللّه تقدم بالأنفال. و فیها من یاءات الإضافة ثمان: ذرونی أقتل، إنی أخاف الثلاثة لعلی أبلغ، ما لی أدعوكم أمری إلی ادْعُونِی أَسْتَجِبْ و من الزوائد ثلاث: التلاق، و التناد، (و اتبعون أهدكم) و مدغمها ثلاثون، و الصغیر سبعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 516

سورة فصلت‌

اشارة

مكیة إجماعا و آیها اثنتان و خمسون بصری و شامی و ثلاث حجازی و أربع كوفی، جلالاتها إحدی عشرة، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه الصحیحة و غیرها لا یخفی علی المتأمل إن یسر اللّه تعالی.
1- قُرْآناً* بین و إِلهٌ واحِدٌ* قرأ خلف بإدغام تنوین إله فی واو واحدة بلا غنة، و الباقون بالغنة و مَمْنُونٍ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی نصف الحزب عند جمیع المغاربة و آخر السورة قبله لجمیع المشارقة.

الممال‌

جاءنی* و جاء و جاءتهم لابن ذكوان و حمزة یتوفی و مسمی لدی الوقف و قضی و مثوی لدی الوقف و أغنی و یوحی لهم إنی لهم و دوری النار و الكفرین لهما و دوری و حاق لحمزة حم لابن ذكوان و شعبة و الأخوین إضجاع و لورش و بصری تقلیل آذاننا لدوری علی.

المدغم‌

نَخْلُقْكُمْ یَقُولُ لَهُ* قِیلَ لَهُمْ* جعل لكم.
2- أَ إِنَّكُمْ* قرأ الحرمیان و البصری و هشام بخلف عنه بتسهیل الثانیة و الباقون بالتحقیق و هو الطریق الثانی لهشام و هو الأصل عنده و لم یخرج عنه إلا فی هذه فقط جمعا بین اللغتین و التسهیل مقدم له فی الأداء لأنه مذهب جمهور المغاربة، و اقتصر علیه غیر واحد. قال المحقق: و ممن نص له التسهیل وجها واحدا صاحب التیسیر و الكافی و الهادی و الهدایة و التبصرة و تلخیص العبارات و ابن غلبون و صاحب المبهم و صاحب العنوان انتهی و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام و لیس له ترك الإدخال لأنه من المواضع السبعة، و الباقون بلا خلاف.
3- نحسات قرأ الحرمیان و البصری بإسكان الحاء، و الباقون بكسرها و (نحشر أعداء اللّه) قرأ نافع بالنون المفتوحة و ضم الشین و أعداء بالنصب،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 517
و الباقون بالیاء التحتیة المضمومة و فتح الشین و رفع همزة أعداء.
4- لِمَ شَهِدْتُمْ خلف البزی بزیادة هاء السكت إن وقف علی لم جلیّ و الْمُعْتَبِینَ كاف و قیل تام فاصلة بلا خلاف و منتهی ربع الحزب عند جمیع أهل المغرب و عند أهل المشرق خلاف قیل ترجعون، و قیل تعلمون بعدها و قیل خاسرین.

الممال‌

استوی و فقضاهن و أوحی و أخزی و العمی و الهدی و أرداكم و مثوی لدی الوقف علیه لهم الدنیا معا لهم و بصری جاءتهم و شاء و جاءوها لابن ذكوان و حمزة النار لهما و دوری.

تنبیه:

نحسات لا إمالة فیه لأحد، و قول التیسیر و روی الفارسی عن أبی طاهر عن أصحابه عن أبی الحارث إمالة فتحة السین و لم أقرأ بذلك و أحسبه و هما و هی حكایة لا روایة لقوله لم أقرأ الخ، و علی تقدیر أنه و هم بل صحیح كما قال الجعبری فلیس من طرقه، و لا من طرق النشر كما ذكره فیه فلا یقرأ و اللّه أعلم.

المدغم‌

إذ جاءتهم لبصری و هشام و الأخوین، فقال لهما انطق كل، خلقكم.
5- عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ* و الْقُرْآنِ* و جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ و عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ و الدُّنْیا* مع (الآخرة و لا یسأمون) و شِئْتُمْ* و قِیلَ* و قُرْآناً* كله جلی و أَرِنَا الَّذَیْنِ قرأ المكی و السوسی و الشامی و شعبة بإسكان الراء و الدوری باختلاس كسره، و الباقون بالكسرة الكاملة، و قرأ المكی اللذین بتشدید النون و له فیها المد و التوسط و القصر، و هو مذهب الجمهور، و الباقون بالتخفیف، و لیس لهم فی الوصل إلا القصر و لهم فی الوقف الثلاثة كما هو فی نظائره نحو اللیل و المیت، و الحسنیین.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 518
6- دعاء* واوی لا إمالة فیه و یُلْحِدُونَ* قرأ حمزة بفتح الیاء و الحاء، و الباقون بضم الیاء و كسر الحاء.
7- ءَ أَعْجَمِیٌّ وَ عَرَبِیٌ قرأ قالون و البصری بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة مع إدخال ألف بینهما و ورش فی أحد وجهیه و المكی و ابن ذكوان و حفص بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة من غیر إدخال بینهما و عن ورش أیضا إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنین و هشام بهمزة واحدة محققة، و الباقون و هم: شعبة و الأخوان بهمزتین محققتین من غیر إدخال فتلك خمس قراءات.
8- لِلْعَبِیدِ* تام، و قیل كاف، فاصلة، و منتهی الحزب الثامن و الأربعین باتفاق.

الممال‌

الدنیا و تری الأرض إن وقف علی تری و الموتی و موسی لدی الوقف علیه لهم و بصری و إن وصل تری فلسوسی بخلف عنه یلقاها معا و یلقی و هدی و عمی لدی الوقف علیهما و النهار و النار و دوری أحیاها لورش و علی جاءهم جلی آذانهم لدوری علی.

المدغم‌

النار لهم الخلد جزاء توعدون نحن تدعون نزلا الشیطان نزغ إنه هو و القمر لا بالذكر لما یقال لك قیل للرسل فاختلف فیه.
9- ثَمَراتٍ* قرأ نافع و الشامی و حفص بالألف علی الجمع، و الباقون بغیر ألف علی التوحید و رسمها بالتاء و وقفهم لا یخفی و شُرَكائِی* قرأ المكی بفتح یاء شركائی، و الباقون بالإسكان و ورش فیه علی أصله من المد و التوسط و القصر و هو و آذَنَّاكَ من باب واحد یأتی فی الثانی ما یأتی فی الأول و مثلهما فیئوس.
10- رَبِّی إِنَّ* قرأ ورش و البصری بفتح الیاء.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 519
و اختلف عن قالون فروی عنه الفتح و هو روایة الجمهور و المشهور و الأقیس بمذهبه فیما ماثله و روی عنه الإسكان و هو أیضا صحیح قرأ به غیر واحد من الأئمة و به قرأ الباقون.
11- وَ نَأی* قرأ ابن ذكوان بتقدیم الألف علی الهمزة علی وزن جاء، و الباقون بتقدیم الهمزة علی الألف علی وزن رأی، و ورش علی أصله من المد و التوسط و القصر، و الفتح و التقلیل و أَ رَأَیْتُمْ* قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها ألفا مع المد الطویل للساكنین و علیّ بإسقاطها، و الباقون بتحقیقها. و فیها من یاءات الإضافة اثنتان: شركائی قالوا، ربی إن، و لیس فیها من الزوائد شی‌ء. و مدغمها ستة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 520

سورة الشوری‌

اشارة

مكیة، و قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما- إلا أربع آیات من قل لا أسألكم علیه أجرا إلی شدید فإنها مدنیة. و آیها خمسون و تسع بصری بخلاف عنه و خمسون حجازی و دمشقی و بصری فی القول الآخر و واحدة حمص و ثلاث كوفی، جلالاتها اثنتان و ثلاثون و ما بینها و بین فصلت من قوله تعالی ألا إنهم فی مریة إلی الحكیم و الوقف علیه تام، و قیل كاف من الوجوه علی ما یقتضیه الضرب و أخذ به غیر واحد ممن لا تحقیق له فی هذا ثمانیة آلاف وجه و أربعمائة وجه بیانها لقالون ألفا وجه و ستة عشر وجها، بیانها أنك تضرب سبعة محیط و هی الثلاثة مع السكون و الثلاثة مع الإشمام و السابع الروم فی خمسة الرحیم و هو الثلاثة مع السكون و الروم و الوصل بخمسة و ثلاثین تضربها فی سبعة الحكیم بخمسة و أربعین و مائتین تضیف إلیها سبعة الحكیم مع وصل الجمیع مائتان و اثنان و خمسون كله علی مدّعین من حمّ عسق، و یأتی مثله علی التوسط فیه المجتمع خمسمائة و أربعة و هذا علی قصر المنفصل و تسكین المیم، و یأتی مثله علی ضم المیم مع القصر و مثله علی تسكین المیم مع المد و مثله علی ضمها معه المجموع ما ذكر، و لورش ألف وجه و مائتان وجه و اثنان و ثلاثون و خمسمائة و أربعة علی البسملة مع توسط شی‌ء و مثله مع مده طویلا كقالون مع تسكین المیم و ضمها و یأتی علی ترك البسملة مائتان و أربعة و عشرون وجها بیانها یأتی علی السكت تسعة و أربعون تضرب سبعة محیط فی سبعة الحكیم و علی الوصل سبعة الحكیم لمجتمع ستة و خمسون هذا مع توسط شی‌ء و تطویل عین و یأتی مثله علی توسط عین و مثله علی تطویل شی‌ء و عین و مثله علی تطویل شی‌ء و توسط عین بلغ العدد ما ذكر. غیث النفع فی القراءات السبع 520 سورة الشوری
لمكی خمسمائة و أربعة أوجه كقالون إذا قصر و ضم المیم. و للدوری ألف وجه و مائتا وجه و اثنان و ثلاثون كورش و خلافه فی المنفصل كخلاف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 521
ورش فی شی‌ء.
و للسوسی ستمائة وجه و ستة عشر وجها كالدوری إذا قصر المنفصل.
و لهشام ستمائة وجه و ستة عشر وجها كالبصری إذا مد المنفصل و لابن ذكوان مثله إلا أنهما افترقا علی إمالة الحاء، و لشعبة خمسمائة وجه و أربعة أوجه كقالون إذا مد المنفصل و سكن المیم و حفص مثله و افترقا أیضا بإمالة الحاء، و لخلف ثمانیة و عشرون وجها و هی سبعة الحكیم مضروبة فی وجهی السكت و عدمه فی ربهم ألا و وجهی عین: و لخلاد ثمانیة و عشرون وجها و هی سبعة الحكیم مضروبة فی وجهی عین أربعة عشر مضروبة فی وجهی سكت شی‌ء و عدمه و لعلی خمسمائة وجه و أربعة أوجه كقالون إذا مد و سكن و الصحیح المحرر منها ثلاثة آلاف وجه و أربعة و عشرون وجها بیانها لقالون ستمائة وجه و اثنان و سبعون بیانها أنه یأتی علی كل واحد من الستة فی محیط و هی ما عدا الروم ثلاثة فی الرحیم و هی ما قرأت به فی محیط و الروم و الوصل و یأتی علی كل واحد من الثلاثة فی الرحیم ثلاثة فی الحكیم و هی ما قرأت به فی الرحیم مع السكون و مع الإشمام و الثالث الروم و لا یخفی أنه لا یكون إلا مع القصر فعلی كل واحد من ستة محیط تسعة المجموع أربعة و خمسون و یأتی علی الروم فی محیط خمسة فی الرحیم الطویل و التوسط و البصر و الروم و الوصل و یأتی علی كل واحد من المد و التوسط و القصر فی الرحیم ثلاثة فی الحكیم ما قرئ به فی الرحیم مع الإسكان و مع الإشمام و الثالث الروم، و یأتی علی كل واحد من الروم و الوصل سبعة الحكیم المجموع ثلاثة و عشرون تضیف إلیها سبعة الحكیم الجمع ثلاثون تضیفها إلی الأربعة و الخمسین لمجموع كله أربعة و ثمانون هذا، كله علی تطویل عین، و یأتی مثله علی توسطها المجموع مائة و ثمانیة و ستون هذا كله علی قصر المنفصل مع تسكین المیم و یأتی مثله علی ضمها مع القصر و مثله علی تسكینها مع المد و مثله علی ضمها معه فبلغ العدد ما ذكر، و لورش
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 522
أربعمائة وجه و أربعة و ستون وجها ثلاثمائة و ستة و ثلاثون علی البسملة مائة و ثمانیة و ستون علی توسط شی‌ء و مثلها علی تطویل كقالون إذا مدّ و سكن المیم و ضمها و مائة و ثمانیة و عشرون علی ترك البسملة و بیانها أن كل واحد من ستة محیط و هی ما عدا الروم یأتی علیه فی الحكیم ثلاثة ما قرئ به فی محیط مع الإسكان و مع الإشمام و الثالث الروم و یأتی علی الروم فی محیط السبعة فی الحكیم إذ لا تركیب بین بابین و علی الوصل السبعة المجموع اثنان و ثلاثون هذا كله مع تطویل عین و یأتی مثله علی توسطها المجموع أربعة و ستون هذا كله مع توسط شی‌ء و یأتی مثله مع تطویله فبلغ العدد ما ذكر، و للمكی مائة و ثمانیة و ستون كقالون إذا قصر و ضم المیم، و للدوری أربعمائة و أربعة و ستون كورش و وجها المنفصل عنده كوجهی شی‌ء و للسوسی مائتان و اثنان و ثلاثون كالدوری إذا قصر المنفصل و لهشام مثله كالدوری إذا مد، و ابن ذكوان مثله، و افترقا لأنه یمیل الحاء و هشام لا یمیله. و لشعبة مائة و ثمانیة و ستون كقالون إذا مد المنفصل و سكن و حفص مثله و افترقا للإمالة، و لخلف ثمانیة و عشرون وجها، و لخلاد ثمانیة و عشرون وجها و تقدم بیانها، و لعلیّ مائة و ثمانیة و ستون كقالون إذا مد و سكن.

تنبیه:

ما ذكرناه من الوجوه علی ما یقتضیه الضرب و التحریر إنما هو إذا قلنا فی عین بالطویل و التوسط فقط، و علیه حمل الشاطبیة أكثر شراحها و اختار كلا منهما جماعة لجمیع القراء و بهما القراءة عند من یقرأ بما فی الشاطبیة، و أما إذا قلنا بجواز القصر أیضا لكل القراء و هو مذهب ابن سوار و أبی العلاء الهمدانی و سبط الخیاط و اختیار متأخری العراقیین قاطبة و ذكره مع الاثنین قبله المحقق: فی نشره و طیبته، قال: فیها:
و نحو عین فالثّلاثة لهم‌و أشبع المد لساكن لزم فیأتی علیه مثل ما أتی علی كل من الطویل و التوسط تعطفه بعد
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 523
التوسط مع كل الوجوه لجمیع القراء فیزاد فی العدد المذكر مثل نصفه إلا ما لورش فإن القصر فی عین لا یجوز له من طریق الأزرق لمنافاته لأصله لأنه یری مد حرف اللین قبل الهمز فی شی‌ء و سوء فهذا أحری لأن سبب السكون أقوی من سبب الهمز و بهذا یقید إطلاق الطیبة و كیفیة قراءتها أن تبدأ أوّلا بقالون بقصر المنفصل و إسكان المیم و الطویل فی محیط و فی الرحیم و فی عین من عسق و فی الحكیم مع السكون فیه ثم تعید الحكیم بالطویل مع الإشمام ثم بالروم مع القصر و هذا إن اختصرت و لك أن تعید من أول الآیة إلی الحكیم مع الوجهین و هو الأصل و أجر علی هذا جمیع ما یأتی لك ثم تأتی بتوسط عین مع الثلاثة و یندرج معه البصری إلا أنه یتخلف فی تقلیل الحاء فتعطفه منه بالطویل فی عین مع ثلاثة الحكیم ثم بالتوسط معها ثم بالروم فی الرحیم مع الطویل فی عین و ثلاثة الحكیم ثم بالتوسط مع الثلاثة و تعطف البصری كذلك ثم تأتی بوصل الرحیم مع الطویل فی عین و ثلاثة الحكیم ثم توسط عین مع الثلاثة أیضا و تعطف البصری كذلك و هكذا تفعل فی توسط محیط و قصره مع الإسكان و كذا فی مده و توسطه و قصره مع الإشمام مع الأوجه الثلاثة فی الرحیم و الوجهین فی عین و علی كل منهما فی ثلاثة فی الحكیم و تعطف البصری فی جمیعها كما تقدم ثم تأتی بالروم فی محیط و یأتی علیه ثلاثة و عشرون وجها علی كل من وجهی عین كما تقدم و تعطف البصری كما تقدم ثم تأتی بوصل الجمیع مع الطویل فی عین و سبعة الحكیم ثم بتوسط عین مع السبعة ثم تعطف بالبصری بالتقلیل فی الحاء مع تطویل العین ثم مع توسطه مع السبعة فیهما ثم تعطفه بترك البسملة مع السكت و الوصل مع الأربعة و الستین وجها كما تقدم ثم تأتی بضم المیم لقالون مع جمیع ما تقدم فی سكونها، و یندرج معه المكی و یتخلف فی یوحی لأنه یقرأ بفتح الحاء فتعطفه فی جمیع الوجوه كعطفك البصری ثم تأتی بمد المنفصل لقالون مع سكون المیم مع جمیع ما تقدم له مع
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 524
القصر و یندرج معه النحویان و الشامی و عاصم إلا أن النحویین و ابن ذكوان و شعبة یتخلفون فی إمالة الحاء فتعطف أولا البصری بالتقلیل مع جمیع الوجوه ثم ابن ذكوان و شعبة و علیّا بالإضجاع كذلك ثم تعطف البصری بترك البسملة مع السكت و الوصل و یندرج مع الشامی إلا أن هشاما یتخلف فی فتح الهاء و ابن ذكوان فی إضجاعه فتعطف هشاما أولا ثم ابن ذكوان و تعید لفظ محیط فی الوصل لیتحقق ثم تأتی بضم المیم لقالون كما تقدم فی الإسكان، ثم تأتی بورش مع توسط شی‌ء و ترك البسملة مع السكت و الوصل مع المائة و الثمانیة و العشرین وجها كما تقدم، ثم تأتی له بالبسملة مع جمیع الوجوه كما تقدم لقالون إذا مد و ضم المیم ثم تعطفه بتطویل شی‌ء مع الوجوه الآتیة علی التوسط مع البسملة و تركها و یندرج معه حمزة إلا أنه یتخلف فی صلة المیم فتعطفه بسكونها من غیر سكت علیها مع السكت فی شی‌ء و وصل السورة بالسورة و مد عین و توسطه و علی كل منهما سبعة الحكیم ثم تعطف خلادا بعدم السكت فی شی‌ء و الوصل و مد عین و توسطه و سبعة الحكیم علی كل منهما ثم تعطف خلفا بالسكت علی المیم و شی‌ء مع الوصل و مد عین و توسطه و سبعة الحكیم فیهما. هذا ما ظهر لی فی تحریر هذه الآیة الشریفة و اللّه أعلم. و لا عتب علیّ فی كثرة الإیضاح و إن كان معه نوع من التكرار لأنه المناسب لمقتضی الحال فی هذه الأزمان الفاسدة لضعف العقول و تقاصر الهمم بأكل الشبهات و اتباع الشهوات و ترك الإخلاص و الصدق فی العبادات و سماع الباطل و رؤیة أهله لفشوّ الشرور و المنكرات اللهم إنا نستغفرك و نتوب إلیك فاغفر لنا و ارحمنا یا رب یا رب یا رب یا أرحم الراحمین.
1- حم عسق مفصولة فی جمیع المصاحف. قال البغوی: و سئل الحسن بن الفضل لم قطع حم عسق و لم توصل كهیعص قال لأنها من سور أولها حم فجرت مجری نظائرها فكان حم مبتدأ و عسق خبر لأنهما آیتین
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 525
و أخواتها مثل كهیعص و المص و المر بالرعد واحدة انتهی ببعض تصرف و قوله لأنهما الخ أی عند بعض أهل العد لأن حم عده الكوفیون دون غیره و عسق عده الكوفی و الحمصی و لا یجوز الوقف علی حم و من وقف علیه من ضرورة أعاده و الوقف علی عسق تام، و قیل كاف.
2- یوحی إلیك قرأ المكی بفتح الحاء بعدها ألف مرسومة یاء، و الباقون بكسر الحاء بعدها یاء و یكاد* قرأ نافع و علیّ بالیاء التحتیة، و الباقون بالتاء الفوقیة.
3- یَتَفَطَّرْنَ* قرأ البصری و شعبة بنون ساكنة بعد الیاء و كسر الطاء المهملة مخففة، و الباقون بالتاء الفوقیة موضع النون و تشدید الطاء مفتوحة فصار نافع و علیّ بالیاء فی یكاد و التاء الفوقیة و الطاء المشددة المفتوحة فی یتفطرون و المكی و الشامی و حفص و حمزة مثلهما فی یتفطرن و بالتاء الفوقیة فی تكاد، و البصری و شعبة بالتاء فی تكاد و بالنون و الطاء المخففة المكسورة فی یتفطرن.
4- عَلَیْهِمْ* قرأ حمزة بضم الهاء، و الباقون بالكسر و قُرْآناً* جلی و عَلِیمٌ* تام و قیل كاف فاصلة و منتهی الربع للجمهور، و قیل منیب بعده.

الممال‌

اثنی و للحسنی و القری و الموتی لهم و بصری نأی أمال النون و الهمزة خلف و علی الهمزة فقط ورش و خلاد و لا إمالة فیه للسوسی و إمالته له مما انفرد به فارس بن أحمد فلا یقرأ به لشذوذه. قال المحقق: و انفرد فارس بن أحمد فی أحد وجهیه عن السوسی بالإمالة فی الموضعین و تبعه علی ذلك الشاطبی و أجمع الرواة عن السوسی من جمیع الطرق علی الفتح لا نعلم بینهم فی ذلك خلافا، و لذلك لم یذكره فی المفردات و لا عول علیه انتهی حم تقدم شاء بین.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 526

المدغم‌

مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ* (یتبین لهم أن) اللَّهَ هُوَ* جَعَلَ لَكُمْ* الْبَصِیرُ لَهُ.
5- إِبْراهِیمَ* قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها، و الباقون بكسرها و یاء بعدها وَ ما تَفَرَّقُوا لا خلاف بینهم فی تخفیف التاء، و لذا قیده بآل عمران و بالأنعام فی قوله و فی آل عمران له لا تفرقوا الخ.
6- نُؤْتِهِ مِنْها* قرأ قالون و هشام بخلف عنه بكسر الهاء من غیر صلة و البصری و شعبة و حمزة بإسكان الهاء، و الباقون بإشباع كسرة الهاء و هو الطریق الثانی لهشام.
7- یُبَشِّرُ اللَّهُ قرأ المكی و البصری و الأخوان بفتح الیاء و إسكان الموحدة بعدها و ضم الشین المخففة، و الباقون بضم الیاء و فتح الموحدة و كسر الشین و تشدیدها.
8- فَإِنْ یَشَإِ اللَّهُ السوسی فیه كالسبعة یهمزه و یسكنه إلا أنه یكسره فی الوصل لالتقاء الساكنین.
9- یفعلون* قرأ الأخوان و حفص بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب و شَدِیدٌ* تام و فاصلة باتفاق و منتهی النصف للجمهور، و قیل الحمید بعده، و قیل بصیر و قیل نصیر، و قیل غیر ذلك.

الممال‌

وصی و مسمی لدی الوقف علیه لهم و موسی و عیسی و الدنیا و تری لدی الوقف علیه و القری و افتری لهم و بصری فإن وصل تری بالظالمین فلسوسی بخلف عنه جاءهم جلی.

المدغم‌

الْكِتابَ بِالْحَقِّ* الْفَصْلِ لَقُضِیَ وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَ یَعْلَمُ ما*.
10- یُنَزِّلُ بِقَدَرٍ قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 527
الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای و یَشاءُ إِنَّهُ* تسهیل الثانیة و إبدالها واو للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین جلی.
11- یُنَزِّلُ الْغَیْثَ* قرأ نافع و الشامی و عاصم بفتح النون و تشدید الزای، و الباقون بإسكان النون و تخفیف الزای.
12- فَبِما كَسَبَتْ قرأ نافع و الشامی بغیر فاء قبل الباء، و الباقون بفاء قبل الباء و كل قرأ بما فی مصحفه، فإن قلت: هذا یقتضی أنه مرسوم فی مصاحف المدینة بلا فاء و هذا معارض بما ذكره الحافظ أبو عمرو فی مقنعه حیث قال: و روی لنا عن ابن القاسم و أشهب و ابن وهب أنهم رأوا فی مصحف جد مالك بن أنس الذی كتبه حین كتب عثمان المصاحف أخرجه إلیهم مالك فی حم عسق فبما كسبت بالفاء، و فی الزخرف ما تشتهی الأنفس بهاء واحدة، و فی الحدید فإن اللّه هو الغنی بزیادة هو، و فی الشمس و لا یخاف عقباها بالواو و انتهی. قلت: لا معارضة لاحتمال أن یكون مصحف جد مالك هذا لم یشتهر بینهم فی المدینة و یدل علی هذا قوله أخرجه إلیهم مالك و كان فی مصاحف المدینة المشتهرة بین أیدیهم بلا فاء كما نص علیه غیر واحد حتی الدانی نفسه فی المقنع نفسه قال فیه و فی الشوری فی مصاحف أهل المدینة و الشام بما كسبت أیدیهم بغیر فاء قبل الباء و فی سائر المصاحف فبما كسبت بزیادة فاء قبل الباء انتهی.
13- الْجَوارِ* قرأ نافع و البصری بزیادة یاء بعد الراء فی الوصل دون الوقف و المكی بزیادتها فی الحالین، و الباقون بحذفها فی الحالین و أَنْ یَشاءَ* تحقیق همزه لسوسی كباقی السبعة لا یخفی.
14- الریاح* قرأ نافع بألف بعد الیاء علی الجمع، و الباقون بغیر ألف علی التوحید، وَ یَعْلَمَ* قرأ نافع و الشامی برفع المیم و الباقون بالنصب.
15- كَبائِرَ* قرأ الأخوان بكسر الباء و بعدها یاء تحتیة ساكنة و لا همز علی الإفراد، و الباقون بفتح الباء بعدها ألف و بعد الألف همزة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 528
مكسورة علی الجمع و یَشاءُ إِناثاً إبدال الثانیة واوا خالصة و تسهیلها بین بین للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین جلی.
16- قَدِیرٌ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور، و قیل كفور قبله، و قیل ختم السورة.

الممال‌

الْجَوارِ* لدوری علی صبار و لهما و دوری الدنیا و شوری و تری لدی الوقف علیه و نراهم لهم و بصری فإن وصل تری بالظالمین فللسوسی بخلف عنه أبقی لهم، و عفا واوی لا إمالة فیه.

المدغم‌

وَ یَنْشُرُ رَحْمَتَهُ یَأْتِیَ یَوْمٌ*، و لا إدغام فی بعد ظلمة لفتحها بعد ساكن.
17- (وراءی) لیس لورش فیه إلا المتصل و إن كان الرسم بیاء بعد الهمزة لحذفها لفظا و یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ قرأ نافع برفع اللام من یرسل و بإسكان الیاء بعد الحاء من فیوحی، و الباقون بنصب اللام و الیاء.
18- یَشاءُ إِنَّهُ* و صراط معا لا یخفی، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا من الصغیر شی‌ء، و من الزوائد واحدة الجوار، و مدغمها أحد عشر.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 529

سورة الزخرف‌

اشارة

مكیة إجماعا، و آیها ثمانون و ثمان شامی و تسع للباقین، جلالاتها ثلاث و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- قُرْآناً* نقله للمكی لا یخفی و فِی أُمِ قرأ الأخوان فی الوصل بكسر الهمزة، و الباقون بالضم، و إن وقف علی فی فالابتداء بالضم للجمیع و أَنْ كُنْتُمْ* قرأ نافع و الأخوان بكسر الهمزة شرط حذف جزاؤه لدلالة ما قبله علیه، و الباقون بفتحها بتقدیر اللام أی لأن.
2- نَبِیٍّ* معا و (یستهزءون) مما لا یخفی و (مهادا) قرأ الكوفیون بفتح المیم و إسكان الهاء، و الباقون بكسر المیم و فتح الهاء و ألف بعدها لفظا محذوف خطّا و مَیْتاً* لا خلاف بین السبعة فی تخفیف یائه.
3- تُخْرَجُونَ* قرأ ابن ذكوان و الأخوان بفتح التاء و ضم الراء، و الباقون بضم التاء و فتح الراء و جزاء* قرأ شعبة بضم الزای، و الباقون بإسكانه فإن وقف علیه فلحمزة فیه وجه واحد و هو حذف الهمزة و نقل حركتها إلی الزای، و یحذف التنوین للوقف و ذكر فیه التسهیل و الإبدال واوا و كلاهما ضعیف.
4- ظَلَّ* بالظاء المشالة، و ما لورش فیه وصلا و وقفا لا یخفی و (ینشأ) قرأ حفص و الأخوان بضم الیاء التحتیة و فتح النون و تشدید الشین مضارع نشأ مضعف معدّی به للمفعول، و الباقون بفتح التحتیة و سكون النون و تخفیف الشین مضارع نشأ ثلاثی مبنی للفاعل فالشین مفتوح للجمیع.
5- عند الرحمن* قرأ نافع و الابنان بنون ساكنة و فتح الدال من غیر ألف ظرف كقوله تعالی: إِنَّ الَّذِینَ عِنْدَ رَبِّكَ و هو مجاز عن الشرف و رفع المنزلة و قرب المكانة، لا قرب المسافة، و الباقون بیاء موحدة منقوطة من أسفل مفتوحة بعدها ألف و رفع الدال جمع عبد كقوله تعالی: بَلْ عِبادٌ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 530
مُكْرَمُونَ*.
7- أَشْهِدُوا* قرأ نافع بهمزتین الأولی مفتوحة و الثانیة مضمومة مسهلة بین الهمزة و الواو و تسكین الشین و أدخل بینهما ألف قالون بخلف عنه و ورش بغیر إدخال و هو الطریق الثانی لقالون، و الباقون بهمزة واحدة مفتوحة محققة و فتح الشین و مُقْتَدُونَ تام و قیل كاف فاصلة و منتهی الحزب التاسع و الأربعین بإجماع.

الممال‌

حم بین و مضی وَ أَصْفاكُمْ لهم شاء جلی آثارهم معا لهما و دوری.

المدغم‌

یُرْسِلَ رَسُولًا جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ* وَ جَعَلَ لَكُمْ فِیها وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ* و الأنعام سَخَّرَ لَنا.
7- قل أولو قرأ الشامی و حفص بفتح القاف و اللام و ألف بینهما علی الخبر و الباقون بضم القاف و إسكان اللام من غیر ألف علی الأمر و جِئْتُكُمْ* إبداله لسوسی و تحقیقه لباقی السبعة جلیّ و القرآن ظاهر و رحمت ربك معا تقدم حكم وقفه، و لیس محل وقف.
8- سُخْرِیًّا* لا خلاف بینهم فی ضم السین و عنه احترز بقوله بها و بصادها و لِبُیُوتِهِمْ* معا قرأ ورش و البصری و حفص بضم الباء، و الباقون بالكسر.
9- سُقُفاً* قرأ المكی و البصری بفتح السین و إسكان القاف، و الباقون بضم السین و القاف و (یتكئون) إن وقف علیه فلحمزة فیه ثلاثة أوجه تسهیل الهمزة بینها و بین الواو و إبدالها یاء محضة مضمومة و حذفها و نقل حركتها إلی الكاف كقراءة أبی جعفر، و یجوز مع كل وجه المد و التوسط و القصر، و لورش الثلاثة وصلا و وقفا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 531
10- لَمَّا مَتاعُ قرأ هشام بخلف عنه و عاصم و حمزة بتشدید المیم و الباقون بالتخفیف، و هو الطریق الثانی لهشام و فَهُوَ* تسكین هائه لقالون و البصری و علیّ و ضمه للباقین جلیّ.
11- وَ یَحْسَبُونَ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین، و الباقون بالكسر و جاءَنا* قرأ الحرمیان و الشامی و شعبة بألف بعد الهمزة علی التثنیة، و هو العاشی و الشیطان قرینه، و ورش علی أصله من المد و التوسط و القصر فی الألف الذی بعد الهمز، و الباقون بغیر علی التوحید، و هو العاشی المدلول علیه بمن قال أبو حیان و تبعه الصفاقسی و غیره فیكون هذا مما وقع الحمل فیه أولا علی اللفظ ثم علی المعنی ثم علی اللفظ كقوله تعالی: وَ مَنْ یُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ یَعْمَلْ صالِحاً یُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِینَ فِیها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً و هو ظاهر، و اللّه أعلم.
12- فَبِئْسَ* إبداله لورش و سوسی و تحقیقه لباقی السبعة جلیّ و صِراطٍ* جلی لَذِكْرٌ* ترقیق رائه لورش بین.
13- تُسْئَلُونَ* فیه لحمزة إن وقف علیه وجه واحد و هو حذف الهمزة و نقل حركتها إلی السین و حكی فیه وجه آخر و هو التسهیل و هو ضعیف، و (اسأل) قرأ المكی و علیّ بحذف الهمزة و نقل حركتها إلی السین و الباقون بإسكان السین و همزة مفتوحة بعدها.
14- رُسُلِنا* قرأ البصری بإسكان السین و الباقون بالضم و (یا أیه الساحر) قرأ الشامی بضم الهاء اتباعا لحركة الیاء، و الباقون بالفتح و هو الأصل فإن وقفت علیه فالنحویان یقفان بالألف علی الأصل، و الباقون یقفون بالسكون تبعا للرسم لأنه مرسوم بالهاء دون ألف علی غیر الأصل، و اللّه أعلم بما فی ذلك من الحكم و بدائع الأسرار، و رقق ورش راء الساحر وصلا و وقفا و الباقون فی الوقف دون الوصل.
15- تَحْتِی أَ فَلا قرأ نافع و البزی و البصری بفتح الیاء و الباقون
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 532
بالإسكان و أساورة قرأ حفص بإسكان السین من غیر ألف، و الباقون بفتح السین و ألف بعدها.
16- سَلَفاً قرأ الأخوان بضم السین و اللام جمع سلیف كرغیف و رغف، و الباقون بفتحهما جمع سالف كحارس و حرس و خادم و خدم، و هو فی الحقیقة اسم جمع لا جمع تكسیر لأن فعلا بفتح الفاء و العین لیس من أبنیة الجموع المكسرة.
17- لِلْآخِرِینَ تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع علی ما اخترناه و فیه اضطراب قیل یرجعون قبله، و قیل یصدون و قیل یخلفون و قیل مستقیم الثانیة، و قیل مبین، و قیل لا یشعرون، و قیل الظالمون بعده و قربها ما ذكرناه لأنه وقف تام و ما بعده افتتاح قضبة أخری و تجزئته كغالب الأرباع.

الممال‌

بأهدی و نادی لهم جاءهم الثلاثة و جاءنا و جاء لابن ذكوان و حمزة الدنیا معا و موسی لهم و بصری.

المدغم‌

إِذْ ظَلَمْتُمْ للجمیع الرحمن نقیض الرسول رب، و لا إدغام فی راء الذكر فی لام لك لتنوین الراء.
18- یَصِدُّونَ* قرأ نافع و الشامی و علی بضم الصاد، و الباقون بالكسر و أَ آلِهَتُنا* هذا مما اجتمع فیه ثلاث همزات لأن أصله (أ أألهة) بهمزتین الأولی مفتوحة و الثانیة ساكنة و الثالثة همزة الاستفهام و أجمعوا علی إبدال الثالثة ألفا لسكونها و انفتاح ما قبلها كما أبدلت فی آدم و آمنوا و أجمعوا أیضا علی تحقیق الأولی التی للاستفهام، و اختلفوا فی الثانیة فقرأ الكوفیون بتحقیقها و الباقون بالتسهیل، و لم یدخل أحد بینهما ألفا و كذلك لم یبدل أحد ممن روی إبدال الثانیة عن الأزرق عن ورش فی نحو أ أنذرتهم بل اتفقوا علی التسهیل و ورش علی أصله من المد و التوسط و القصر لأنه مما
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 533
وقع فیه حرف المد بعد الهمز، و لا یضرنا تغیره بالتسهیل إذ لا فرق فی هذا الباب بین الهمز المحقق و المغیر.
19- وَ اتَّبِعُونِ قرأ البصری بزیادة یاء بعد النون فی الوصل دون الوقف، و الباقون بحذفها فی الحالین و صِراطٌ* معا بین و (یا عبادی)* قرأ شعبة بفتح الیاء وصلا و سكنها وقفا و نافع و البصری و الشامی بإسكانها فی الحالین، و الباقون بحذفها فی الحالین و كل عمل علی ما فی مصحفه.
20- تَشْتَهِیهِ قرأ نافع و الشامی و حفص بزیادة هاء الضمیر مذكرا بعد الیاء و كذا هو فی مصحف المدینة و الشام و الباقون بلا ضمیر بل هو بیاء فقط بعد الهاء ثابتة خطّا و وقفا و تحذف لفظا فی الوصل لالتقاء الساكنین.
21- یَحْسَبُونَ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین و الباقون بكسرها و رُسُلُنا* قرأ البصری بإسكان السین و الباقون بالضم.
22- لَدَیْهِمْ* قرأ حمزة بضم الهاء، و الباقون بالكسر و وَلَدٌ* قرأ الأخوان بضم الواو و إسكان اللام و الباقون بفتح الواو و اللام و فَأَنَا أَوَّلُ قرأ نافع بإثبات ألف فأنا وصلا و وقفا فهو عنده من باب المنفصل، و الباقون بحذفها لفظا فی الوصل فلا مدّ و إثباتها فی الوقف للجمیع.
23- فِی السَّماءِ إِلهٌ تسهیل الأولی لقالون و البزی مع المد و القصر و حذفها للبصری مع القصر و المد و إبدال الثانیة یاء خالصة ساكنة و لا مد إلا بقدر حرف العلة إذ لا ساكن بعده و تسهیلها بین بین لورش و قنبل و تحقیقها للباقین جلی.
24- تُرْجَعُونَ* قرأ المكی و الأخوان بالیاء علی الغیب و الباقون بالیاء علی الخطاب، و وَ قِیلِهِ قرأ عاصم و حمزة بخفض اللام و كسر الهاء عطفا علی الساعة، و قیل إن الواو للقسم و الجواب محذوف نحو لتنصرن أو لتفعلن بهم ما تشاء، و الباقون بنصب اللام و ضم الهاء عطفا علی سرهم فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 534
قوله تعالی: (نعلم سرهم و نجواهم) أو علی مفعول یكتبون المحذوف أی یكتبون أقوالهم و أفعالهم و قیله أو بفعل مضمر أی و یعلم قیله، و هم فی الصلة علی أصولهم فمن ضم الهاء و صله بواو، و من كسره وصله بیاء و النص علیه فی هذا الموضع عزیز اتكالا علی ما ذكروه فی باب هاء الكنایة مما یقتضیه.
25- تعلمون* قرأ نافع و الشامی بتاء الخطاب أمر- صلی اللّه علیه و سلّم- أن یخاطبهم به علی وجه التهدید، و الباقون بالغیب مناسبة للغیبة فی عنهم، و فیها من یاءات الإضافة اثنتان: تَحْتِی أَ فَلا، (یا عبادی لا خوف)، و من الزوائد واحدة: و اتبعون و مدغمها اثنا عشر، و الصغیر ربعها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 535

سورة الدخان‌

اشارة

مكیة اتفاقا و آیها خمسون و تسع كوفی، و سبع بصری، و ست فی الباقی، جلالاتها ثلاث، و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- رَبِّ السَّماواتِ* قرأ الكوفیون بخفض الباء، و الباقون بالرفع، و منتقمون تام، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی النصف علی ما اخترناه، و قیل ترجمون، و قیل مغرقون، و قیل المسرفین، و ما ذكرنا أقرب لأنه تام و ما بعده ابتداء قصة بخلاف غیره فإن ترجمون لا یوقف علیه أصلا كما ذكره العمانی و غیره، و مغرقون الوقف علیه كاف علی المشهور و المسرفین كاف بلا خلاف و أیضا علی ما ذكروه فی الربع طول كثیر بخلاف ما ذكرناه و اللّه أعلم.

الممال‌

جاءَ* و جاءهم لابن ذكوان و حمزة عیسی و نجواهم و الذكری و الكبری لهم و بصری بلی و یغشی لدی الوقف علیه لهم فأنی لهم و دوری حم جلی.

المدغم‌

قَدْ جِئْتُكُمْ* (و لقد جئناكم) (و لقد جاءهم)* لبصری و هشام و الأخوین أورثتموها الثاء و التاء لبصری و هشام و الأخوین.
مَرْیَمَ مَثَلًا وَ لِأُبَیِّنَ لَكُمْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ* فَاعْبُدُوهُ هذا* رَبُّكَ قالَ یُفْرَقُ كُلُ إِنَّهُ هُوَ*.
2- إِنِّی آتِیكُمْ قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی و الباقون بالإسكان، و تَرْجُمُونِ و فَاعْتَزِلُونِ قرأ ورش بزیادة یاء بعد النون فیهما وصلا لا وقفا، و الباقون بحذفها فی الحالین، و تُؤْمِنُوا لِی قرأ ورش بفتح یاء لی، و الباقون بالإسكان.
3- فَأَسْرِ* قرأ الحرمیان بوصل الهمزة فمن الفاء ینتقل إلی السین،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 536
و الباقون بهمزة قشع مفتوحة بین الفاء و السین، و وَ عُیُونٍ* معا قرأ المكی و ابن ذكوان و شعبة و الأخوان بكسر العین، و الباقون بضمها.
4- عَلَیْهِمُ السَّماءُ جلی، و (إن شجرت) مرسومة بالتاء و كل ما سواها مرسوم بالهاء، و وقفها بین و یَغْلِی قرأ المكی و حفص بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث و فَاعْتِلُوهُ قرأ نافع و الابنان بضم التاء، و الباقون بكسرها.
5- ذُقْ إِنَّكَ قرأ علیّ بفتح الهمزة علی تقدیر لام التعلیل، و الباقون بكسرها علی الاستئناف، و یفید العلة أیضا، فتتحد القراءتان معنی، و كل علی سبیل التهكم و هو أغیظ للمستهزئ به، و المراد به أبو جهل لأنه كان قال للنبی- صلی اللّه علیه و سلّم-: ما بین جبلیها أعز و لا أكرم منی إلی آخر مقالته الشنیعة التی تدل علی طمس بصیرته و سخافة عقله، اللهم إنا نعوذ بك من مقتك و سخطك آمین.
6- مَقامٍ أَمِینٍ قرأ نافع و الشامی بضم المیم الأولی من الإقامة، و الباقون بفتحها و خرج موضع القیام بقید أمین و مقام كریم أول هذه السورة فإنه متفق علی فتح میمه لأن المراد به المكان، و فیها من یاءات الإضافة اثنتان: إِنِّی آتِیكُمْ و تُؤْمِنُوا لِی، و من الزوائد اثنتان تَرْجُمُونِ، و فَاعْتَزِلُونِ، و مدغمها من الكبیر أربع، و الصغیر اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 537

سورة الجاثیة، و هی سورة الشریعة

اشارة

مكیة اتفاقا و آیها ثلاثون و سبع كوفی و ست لغیره، و اختلافها حم عدها الكوفی آیة، و لم یعدها غیره، جلالاتها ثمانی عشرة، و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- آیاتٌ لِقَوْمٍ* معا قرأ الأخوان بكسر التاء فیهما، و الباقون بالرفع و الریح* قرأ الأخوان بإسكان الیاء علی الإفراد، و الباقون بفتح الیاء و ألف بعدها علی الجمع.
2- یُؤْمِنُونَ* قرأ الحرمیان و البصری و حفص بالیاء التحتیة و الباقون بالتاء الفوقیة، و إبداله لورش و سوسی مطلقا، و حمزة إن وقف و تحقیقه للباقین مطلقا جلی.
3- هُزُواً* قرأ حفص بإبدال الهمزة واوا وصلا و وقفا، و الباقون بالهمز، و قرأ حمزة بإسكان الزای و الباقون بالضم، و كون وقف حمزة بحذف الألف و نقل حركتها إلی الزای و إبدالها واوا محركة بحركتها لا یخفی.
4- رِجْزٍ أَلِیمٌ* قرأ المكی و حفص، برفع المیم، و الباقون بالخفض ینبغی الوقف علی مثل هدی بالروم لتتمیز القراءتان وصلا و وقفا و أَلِیمٌ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع علی ما اقتصر علیه فی اللطائف و عظیم قبله لجمیع المغاربة، و یتفكرون بعده لبعض المشارقة، و ترجعون بعده لجمهورهم و الأول أولی و اللّه أعلم.

الممال‌

و جاء* جلی الأولی معا لهم و بصری وَ وَقاهُمْ* و تتلی و هدی لدی الوقف علیه لهم مولی معا لدی الوقف علیه و هو مفعل فلا إمالة فیه لبصری كما توهم حم لورش و بصری صغری و لابن ذكوان و شعبة و الأخوین كبری و النهار لهما و دوری فأحیا لورش و دوری علیّ، فرعا واوی لا إمالة فیه.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 538

المدغم‌

عُذْتُ* لبصری و الأخوین (البحر و هو)، (إنه هو)، (علم من).
5- لِیَجْزِیَ* قرأ الشامی و الأخوان بالنون، و الباقون بالیاء التحتیة و النُّبُوَّةَ* قرأ نافع بهمزة بعد الواو، و الباقون بإبدالها واوا و إدغامها فی الواو و قبلها فیصیر اللفظ بواو مشدّدة مفتوحة.
6- سَواءً* قرأ حفص و الأخوان بالنصب، و الباقون بالرفع و أَ فَرَأَیْتَ* إبدال الهمزة الثانیة لورش و تسهیلها له أیضا و لقالون و إسقاطها لعلیّ و تحقیقها للباقین لا یخفی.
7- غِشاوَةً* قرأ الأخوان بفتح الغین و إسكان الشین من غیر ألف، و الباقون بكسر الغین و فتح الشین و ألف بعدها و تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال و الباقون بالتشدید.
8- عَلَیْهِمْ* ضم الهاء لحمزة و كسره للباقین جلی و حُجَّتَهُمْ* اتفق السبعة علی النصب و روایة الرفع عن الشامی شاذة لا یقرأ بها له نعم هو قراءة الحسن البصری و غیره و قِیلَ* معا و هُزُواً* و وَ هُوَ* كله ظاهر.
9- وَ السَّاعَةُ لا رَیْبَ فِیها قرأ حمزة بنصب التاء عطفا علی وعد اللّه، و الباقون بالرفع مبتدأ و لا ریب خبره، و لا یُخْرَجُونَ* قرأ الأخوان بفتح الیاء و ضم الراء، و الباقون بضم الیاء و فتح الراء.
10- الْأَمْرِ* الأول و الثانی و إن كان الحكم فیه كذلك فلیس بمحل وقف و شَیْئاً* و الْأَرْضِ* الثانی و الثالث فی الوقف علیه خلاف و الأولی علی بالحق بعده و الرابع علی العالمین بعده.
11- و یَسْتَهْزِؤُنَ* وقفه كله لا یخفی و الحكیم تام، و فاصلة، و منتهی الحزب الخمسین و خامس أسداس القرآن باتفاق.

الممال‌

جاءهم* بین للناس و الناس لدوری و هدی لدی الوقف و لیجزی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 539
و هواه و نحیا و تتلی معا و تدعی و ننساكم و مأواكم لهم محیاهم لورش و علی الدنیا معا و تری لهم و بصری و حاق لحمزة، و بدا واوی لا إمالة فیه.

المدغم‌

اتَّخَذْتُمْ* لغیر المكی و حفص، سَخَّرَ لَكُمْ* معا بَصائِرُ لِلنَّاسِ* الصَّالِحاتِ سَواءً (إله هواه) اتخذتم آیاتِ اللَّهِ هُزُواً* و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا من الزوائد شی‌ء، و مدغمها سبع، و قال الجعبری ست، و لم یقلدوه، و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 540

سورة الأحقاف‌

اشارة

مكیة اتفاقا، و آیها ثلاثون و خمس كوفی و أربع لغیره لأنهم لا یعدون حم آیة و یعدها الكوفی جلالاتها ست عشرة، و ما بینها و بین سابقتها لا یخفی.
1- أَ رَأَیْتُمْ* معا جلی و ائْتُونِی* إبداله وصلا لورش و سوسی و للجمیع فی الابتداء جلی و أَنَا إِلَّا* قرأ قالون بخلف عنه بإثبات ألف أنا فیصیر من باب المنفصل، و الباقون بحذفه لفظا فی الوصل و هو الطریق الثانی لقالون و الجمیع فی الوقف علی إثبات الألف.
2- لتنذر* قرأ نافع و البزی و الشامی بالتاء الفوقیة، و الباقون بالیاء التحتیة، و ذكر فی التیسیر الخلاف للبزی و تبعه الشاطبی علی ذلك حیث قال: و الأحقاف هم بها بخلف هدی أی له وجهان الخطاب و الغیب و هو و إن كان صحیحا فی نفسه فهو خروج منه عن طریقه كما نبه علیه المحقق.
3- عَلَیْهِمْ* جلی و إحسانا قرأ الكوفیون بزیادة همزة مكسورة قبل الحاء و إسكان الحاء و فتح السین و ألف بعده و هو كذلك فی مصاحف الكوفة و الباقون بضم الحاء و إسكان السین من غیر همز و لا ألف و كذلك هو فی مصاحفهم.
4- كُرْهاً* معا قرأ ابن ذكوان و الكوفیون بضم الكاف، و الباقون بالفتح و أَوْزِعْنِی* قرأ ورش و البزی بفتح الیاء، و الباقون بإسكان و ذُرِّیَّتِی إِنِّی هذا مما اتفق علی إسكان یائه وصلا و وقفا.
5- یتقبل* و أَحْسَنَ* و نَتَجاوَزُ قرأ حفص و الأخوان نتقبل و نتجاوز بنون مفتوحة موضع الیاء و أحسن بنصب النون و الباقون بیاء مضمومة موضع النون فیهما و رفع نون أحسن و أُفٍّ* قرأ نافع و حفص بكسر الفاء منونة و الابنان بفتح الفاء من غیر تنوین و الباقون بكسرها من غیر تنوین.
6- أَ تَعِدانِنِی أَنْ قرأ هشام بإدغام النون الأولی فی الثانیة فتصیر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 541
نونا مشددة مكسورة و یمد طویلا للساكنین، و الباقون بنونین مخففتین، و قرأ الحرمیان بفتح یائه، و الباقون بالإسكان.
7- عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ* بین و (و لنوفیهم) قرأ المكی و البصری و هشام و عاصم بالیاء التحتیة، و الباقون بالنون و و أَذْهَبْتُمْ قرأ الابنان بهمزتین مفتوحتین علی الاستفهام و هما علی أصولهما فی الهمزتین من كلمة فالمكی یسهل الثانیة من غیر إدخال و هشام یحققها و یسهلها من الإدخال و ابن ذكوان یحققها من غیر إدخال، و الباقون بهمزة واحدة علی الخبر و تَفْسُقُونَ تام و فاصلة، و منتهی الربع بلا خلاف.

الممال‌

حم ظاهر مسمی لدی الوقف و تتلی و كفی و یوحی و ترضاه لهم كافرین و النار لهما و دوری جاءهم لحمزة و ابن ذكوان افتراه و موسی و بشری و الدنیا لهم و بصری.

المدغم‌

(الحكیم ما أعلم بما) وَ شَهِدَ شاهِدٌ* قالَ رَبِّ* قالَ لِوالِدَیْهِ.
8- یَدَیْهِ* صلته بیاء للمكی و تركها لغیره جلی و إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء إنی، و الباقون بالإسكان و أَ جِئْتَنا* إبداله لسوسی و تحقیقة لباقی السبعة إلا حمزة إن وقف بیّن.
9- وَ أُبَلِّغُكُمْ قرأ البصری بإسكان الموحدة و تخفیف اللام، و الباقون بفتح الباء و تشدید اللام، وَ لكِنِّی أَراكُمْ* قرأ نافع و البزی و البصری بفتح الباء و الباقون بالإسكان.
10- لا یُری إِلَّا مَساكِنُهُمْ قرأ عاصم و حمزة یری بیاء مضمومة علی الغیب، و البناء للمجهول و مساكنهم برفع النون و الباقون بالمثناة الفوقیة المفتوحة علی الخطاب، و البناء للفاعل و نصب نون مساكنهم مفعول تری.
11- وَ أَفْئِدَةً الوقف علیه كاف و فی همزه الثانی لدی الوقف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 542
علیه لحمزة النقل فقط و حكی فیه التسهیل و هو ضعیف جدّا و فی الأول وجهان التحقیق و التسهیل فإذا قرأت ما بعده و هو فَما أَغْنی عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ إلی یَسْتَهْزِؤُنَ* و الوقف علیه تام و علی بآیات اللّه مختلف فیه فقراءة الجماعة فیها بینة و أما الأزرق فیقع فیه للناس علی روایته تخلیط و فساد لأنه اجتمع فیها ما فیه الفتح و التقلیل و هو أغنی، و ما فیه التوسط و الطویل و هو شی‌ء، و ما فیه الثلاثة و هو بآیات اللّه و ما هو من هذا الباب و وقع علیه الوقف و انتقل لباب آخر و هو یستهزءون و تحریر القول و تحقیقه فی كیفیة قراءتها أن تأتی بالفتح فی أغنی و بالتوسط فی شی‌ء و بالقصر فی بآیات باللّه و بالثلاثة فی یستهزءون ثم تأتی بالطویل فی بآیات اللّه و بالطویل فی یستهزءون، ثم تأتی بالطویل فی شی‌ء و بآیات اللّه و یستهزءون ثم تأتی بالتقلیل فی أغنی و التوسط فی شی‌ء و فی بآیات اللّه و علیه فی یستهزءون التوسط و الطویل ثم تأتی بالطویل فی بآیات اللّه مع الطویل فقط فی یستهزءون ثم بالطویل فی شی‌ء و بآیات اللّه و یستهزءون.
12- الْقُرْآنَ* جلی و أَوْلِیاءُ أُولئِكَ قرأ قالون و البزی بتسهیل الأولی مع المد و القصر و ورش و قنبل بتسهیل الثانیة كالواو، و عنهما أیضا إبدالها حرف مد مجانسا للضمة و هو الواو مع القصر لتحرك ما بعده، و لیس من باب أوتوا لعروض المد بالإبدال و ضعف السبب بتقدمه علی الشرط و البصری بإسقاط الأولی مع القصر و المد، و الباقون بتحقیقهما و هم فی المد علی أصولهم، و لیس فی القرآن همزتان مضمومتان مجتمعتان إلا فی هذا، و فیها من یاءات الإضافة أربع: أوزعنی أن، أ تعداننی أن، إنی أخاف، وَ لكِنِّی أَراكُمْ* و لا زائدة فیها، و مدغمها ثمانیة، و الصغیر ثلاثة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 543

سورة محمد

اشارة

مدنیة و آیها ثلاثون و ثمان كوفی و تسع حجازی و دمشقی و أربعون حمصی و بصری جلالاتها سبع و عشرون، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه جلی جدّا.
1- (و هو، و سیئاتهم، و أصلح) تسكین هاء هو لقالون و النحویین و ضمه للباقین و الثلاثة فی سیئاتهم و تفخیم لام و أصلح لورش بین.
2- قُتِلُوا* قرأ البصری و حفص بضم القاف و كسر التاء من غیر ألف بینهما، و الباقون بفتح القاف و التاء و ألف بینهما.
3- فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ* كاف، و قیل تام، فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب للجمهور، و قیل آخر الأحقاف و قیل عرفها لهم قبله و قیل لا مولی لهم، و هو أولی لأنه فی أعلی درجات التمام، و قیل مثوی لهم.

الممال‌

(أراكم) و لا نری و القری و موسی و الموتی لهم و بصری أغنی و بلی معا لهم و حاق لحمزة النار و نهار لهما، و دوری الناس لدوری.

المدغم‌

بَلْ ضَلُّوا لعلی و لا ثانی له و إذ صرفنا لبصری و هشام و خلاد و علی یغفر لكم لبصری بخلف عن الدوری بأمر ربها العذاب بما العزم من.
4- وَ كَأَیِّنْ* قرأ المكی بألف بعد الكاف و بعده همزة مكسورة، و الباقون بهمزة بعد الكاف مفتوحة بعدها یاء مشددة مكسورة فإن وقف علیه فالبصری یقف بالیاء تنبیها علی الأصل، و الباقون بالنون تبعا للرسم.
5- آسِنٍ قرأ المكی بكسر الهمزة كحذر من أسن بكسر السین كحذر، و الباقون بمد الهمزة أی بألف بعدها كضارب من أسن بفتح السین كضرب و كلاهما بمعنی تغیر و ورش فیه علی أصله.
6- آنِفاً لا خلاف فیه من طرقنا أنه بالمد أی بألف بعد الهمزة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 544
و علیه اقتصر أكثر النقلة كالأهوازی و أبی العلاء و ابن مالك و مكی و الصقلی و كذلك رواه سائر أصحاب البزی عنه و هو اللغة الفصیحة و ذكر الشاطبی الخلاف له فیه بالقصر و هو حذف الألف خروجا منه عن طریقه و إنما الخلاف فیه من طریق النشر و تبع فی ذلك أصله لكن كلامه یشعر بقوته و صحة الروایة به تلاوة لقوله: و فی آنفا خلف هدی و كلام التیسیر یشعر بأن ذكره حكایة لا روایة لأنه غیر أسلوبه فلم یقل قرأ البزی بخلف عنه كعادته فی نقل الخلاف الذی قرأ به و إنما قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علی البغدادی قال: حدثنا ابن مجاهد قال: حدثنا مضر بن محمد عن البزی بإسناده عن ابن كثیر قال: آنفا بالقصر و بذلك قرأت فی روایة أبی ربیعة عنه أبی الفتح، و قرأت عن الفارسی فی روایته بالمد و كذا قرأت فی روایة الخزاعی و غیره عنه و به آخذ انتهی. فانظر كیف قال فی نقل القصر حدثنا و قال فی المد و قرأت و أكد ذلك بقوله و به آخذ و التحدیث بالقراءة یفید ثبوتها و لا یبیح القراءة بها بخلاف القراءة فإنه یفید الثبوت و إباحة القراءة بها، لهذا نجدهم یجمعون بین التحدیث و القراءة فیقول من تعرض منهم لإثبات القراءة حدثنی فلان بقراءة لفلان ثم یقول و قرأت بها القرآن كله علی فلان فإن قلت قد قال و بذلك قرأت فی روایة أبی ربیعة عنه عن أبی الفتح قلت: نعم و لكن أبو الفتح قد انفرد به عن شیخه أبی أحمد عبد اللّه بن الحسین السامری.
قال المحقق: روی الدانی من قراءته علی أبی الفتح علی السامری عن أصحابه عن أبی ربیعة بقصر همزة آنفا و قد انفرد بذلك أبو الفتح فكل أصحاب السامری لم یذكروا القصر عن البزی، و أصحابه الذین أخذ عنهم من أصحاب أبی ربیعة هم محمد بن عبد العزیز الصباح و أحمد بن محمد بن هارون و سلامة ابن هارون البصری، و لم یأت عن أحد منهم قصر و علی تقدیر أن یكونوا رووا القصر فلم یكونوا من طرق التیسیر فلا وجه لإدخال هذا الوجه فی طرق الشاطبیة و التیسیر انتهی. قلت: و أبو أحمد
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 545
السامری بالقصر ضعیف قال الذهبی: لا أشك فی ضعف أبی أحمد لأنه ذكر أنه قرأ علی جماعة و لم یلق أحدا منهم انتهی. فكیف یعتمد علی ما انفرد به نعم سلمنا عدم ضعفه و أنه ضابط ثقة مأمون كما قاله غیر الذهبی كالدانی و أبی حیان فلا یعول علی ما انفرد به إذ لا بد فی ثبوت القراءة من التواتر و لا تثبت بطریق الآحاد كما تقدم و أیضا فإن روایة البزی إنما قرأ بها الدانی علی شیخه أبی القاسم عبد العزیز ابن جعفر الفارسی، ثم البغدادی لا علی أبی الفتح فارس بن أحمد الحمصی الضریر كما یعرف ذلك من مطالعة التیسیر، و أما محمد بن أحمد الكاتب البغدادی نزیل مصر فلم یذكر الدانی أنه قرأ علیه و إنما قال: كتبت عنه كثیرا كما ذكره الذهبی فی طبقات القراء و اللّه أعلم.
7- جاءَ أَشْراطُها جلی و فَأَوْلی لَهُمْ الوقف علیه تام علی المشهور و علیه اقتصر فی المرشد و هو مروی عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما-. قال الدانی فی كتاب الوقف و الابتداء: روی أبو صالح عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- أنه قال: فأولی لهم تمام الكلام و هو ظاهر لأن أولی لك كما تستعملها العرب بمعنی التنذیر و الوعید كما قاله فی الصحاح و غیره و معناه عندهم و لیك و قاربك ما تكره فهو تهدید و وعید للذین فی قلوبهم مرض و هم المنافقون لا تعلق له بما بعده و طاعة مبتدأ محذوف الخبر تقدیره أمثل. قال أبو حیان: و هو مذهب سیبویه و الخلیل و قیل خبر و المبتدأ محذوف تقدیره الأمر أو أمرنا طاعة و فیه كلام طویل لیس هذا محل استیفائه.
8- فَهَلْ عَسَیْتُمْ قرأ نافع بكسر السین و الباقون بالفتح.
9- الْقُرْآنَ* النقل للمكی و تركه للباقین جلی و أُمْلِی* قرأ البصری بضم الهمزة و كسر اللام و فتح الیاء، و الباقون بفتح الهمزة و اللام و قلب الیاء ألفا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 546
10- إِسْرارَهُمْ قرأ حفص و الأخوان بكسر الهمزة، و الباقون بفتحها و رِضْوانَهُ* قرأ شعبة بضم الراء، و الباقون بكسرها و (و لنبلونكم و نعلم و نبلوا) قرأ شعبة بالیاء التحتیة فی الثلاثة و الباقون بالنون فیهن.
11- وَ شَاقُّوا مده لازم فهم سواء و أَعْمالَهُمْ* تام، و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور، و قیل أعمالكم قبله.

الممال‌

و للكافرین و الكافرین و النار و أدبارهم المجرور لهما و دوری مولی و مثوی و مصفّی و هدی و الهدی لدی الوقف علی الجمیع و لا مولی و آتاهم و مثواكم و فأولی و أعمی و أملی و الهدی لهم زادهم و جاء و جاءتهم لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی الأول تقواهم و ذكراهم و سیماهم و لهم و بصری فأنی لهم و دوری.

فائدة:

أولی جاء فی القرآن العظیم تسع مواضع: الأول بالنساء فَاللَّهُ أَوْلی بِهِما، و الثانی بالأنفال بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ* الثالث و الرابع بالأحزاب النَّبِیُّ أَوْلی و بَعْضُهُمْ أَوْلی* و هنا فَأَوْلی لَهُمْ، و أربعة فی القیامة أَوْلی لَكَ فَأَوْلی ثُمَّ أَوْلی لَكَ فَأَوْلی و لا خلاف بینهم أن غیر هذا و الذی بالقیامة وزنه أفعل، و اختلف فی هذا و الذی فی القیامة، فمذهب الأكثر كما قال أبو حیان و تبعه الصفاقسی أن وزنه أفعل، و قال الخلیل وزنه فعلی و اختلف فی الوزن لأجل الخلاف فی المعنی و ذكر أبو شامة و الجعبری:
الخلاف و لم یتعرضا للمقروء به و الأخذ فیها عندنا للبصری بالفتح عملا بقول الجمهور و هكذا النص علیه فی كتب الإمالة و غیرها و لم یذكره القیسی فی نظمه الذی حصر فیه فعلی فدل علی أنه أفعل و قد تقدم.

المدغم‌

فقد جاء لبصری و هشام و الأخوین و استغفر لذنبك لبصری بخلف عن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 547
الدوری أنزلت سورة و نزلت سورة لبصری و الأخوین، الصالحات جنات ناصر لهم زین له عندك قالوا العلم ما ذا یعلم متقلبكم القتال رأیت تبین لهم معا سول لهم.
12- السَّلْمِ* قرأ حمزة و شعبة بكسر السین، و الباقون بالفتح و ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ* قرأ قالون و البصری بألف بعد الهاء و تسهیل الهمزة مع القصر و المد و ورش بتسهیل الهمزة من غیر ألف قبلها و عنه أیضا إبدالها ألفا مع المد الطویل و البزی و الشامی و الكوفیون بألف بعد الهاء و تحقیق الهمزة و هم فی المد علی أصولهم لأنه من باب المنفصل و قنبل من غیر ألف و بهمزة محققة مثل سألتم و إن أردت أكثر من هذا فراجع ما تقدم بآل عمران، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا من الزوائد شی‌ء، و مدغمها عشرة، و الصغیر أربعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 548

سورة الفتح‌

اشارة

مدنیة اتفاقا و هی و إن نزلت بالطریق فی منصرفه- صلی اللّه علیه و سلّم- من الحدیبیة سنة ست من الهجرة فهی تعد من المدنی علی الصحیح و آیها تسع بتقدیم الفوقیة المهملة و عشرون للجمیع، جلالاتها كذلك و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- صِراطاً* جلی و الظَّانِّینَ مده لازم فتطویله للجمیع جلی و عَلَیْهِمْ* ضم هائه لحمزة و كسره للباقین جلی و دائِرَةُ السَّوْءِ* قرأ المكی و البصری بضم السین، و الباقون بفتحها و علیه فلورش فیه التوسط و الطویل و خروج بالتقیید بدائرة الأول و الثالث و هو ظن السوء فقد اتفق علی فتح السین فیهما فإن وقف علیه فلحمزة و هشام فیه أربعة أوجه السكون و الروم مع تخفیف الواو و تشدیدها.
2- لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ قرأ المكی و البصری بیاء الغیب فی الأفعال الأربعة و الباقون بتاء الخطاب و عَلَیْهُ اللَّهَ قرأ حفص بضم هاء الضمیر، و الباقون بالكسر و من المعلوم أن من ضم یفخم لام الجلالة و من كسر یرققها.
3- فسنؤتیه قرأ البصری و الكوفیون بالیاء بعد السین، و الباقون بالنون و ضَرًّا* قرأ الأخوان بضم الضاد، و الباقون بالفتح و (كلم الله)* قرأ الأخوان بكسر لام كلم من غیر ألف، و الباقون بفتح اللام و ألف بعدها لفظا، و أما الرسم فمذهب الجمهور من النقاط أنها قبل اللام.
4- ندخله و نعذبه قرأ نافع و الشامی بنون العظمة فیهما، و الباقون بالیاء التحتیة و الْأَعْلَوْنَ* و الْفُقَراءُ* و الْأَرْضِ* معا و سَیِّئاتِهِمْ* علی قول و الجمهور لا یوقف علیه و یَشاءُ* الثانی لأنه محل الوقف.
5- و الْأَنْهارُ* وقف للجمیع جلی و أَلِیماً* تام و فاصلة و منتهی الحزب الحادی و الخمسین باتفاق.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 549

الممال‌

الدُّنْیا* لهم و بصری أوفی و الأعمی لهم الكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

فاستغفر لنا لبصری بخلف عن الدوری بل ظننتم لعلیّ و هشام، و لیس فی القرآن له نظیر بل تحسدوننا لهشام و الأخوین، لیغفر لك ما تقدم من و المؤمنات جنات سیقول لك یغفر لمن و یعذب من.
6- صِراطاً* جلی و تَقْدِرُوا* ترقیق رائه لورش و تفخیمه للباقین كذلك وَ هُوَ* تسكین هائه لقالون و النحویین و ضمه للباقین جلی و تَعْمَلُونَ بَصِیراً* قرأ البصری یعملون بیاء الغیب، و الباقون بتاء الخطاب.
7- تطئوهم تثلیث همزه لورش كآمنین و رءوسكم و قصره للباقین و تسهیله لحمزة إن وقف و لیس محل وقف و تحقیقه للباقین جلی.
8- قُلُوبِهِمُ الْحَمِیَّةَ كسر الهاء و المیم لبصری و ضمهما للأخوین و كسر الهاء و ضم المیم للباقین جلی و الحمیة و حمیة كالجاهلیة الیاء فیهن مشددة للجمیع و تخفیفها لحن.
9- الرُّؤْیا* إبداله لسوسی جلی و شاءَ اللَّهُ* لیس من باب الهمزتین لأن الثانیة همزة وصل وَ رِضْواناً* قرأ شعبة بضم الراء و الباقون بالكسر.
10- شَطْأَهُ المكی و ابن ذكوان بفتح الطاء، و الباقون بالإسكان و فَآزَرَهُ قرأ ابن ذكوان بقصر الهمزة، و الباقون بالمد و سُوقِهِ قرأ قنبل بهمزة ساكنة بعد السین بدل الواو و عنه أیضا ضم الهمزة بعد السین بعدها واو ساكنة و هذا الوجه من زیاداته علی أصله و هو غریب جدّا حتی ادعی بعضهم أنه مما انفرد به و لیس كذلك كما قاله المحقق، و الباقون بواو ساكنة بعد السین المضمومة و ترك الهمزة.
11- بِهِمُ الْكُفَّارَ مثل قلوبهم الحمیة و عَظِیماً* تام و فاصلة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 550
و منتهی الربع اتفاقا.

الممال‌

النَّاسِ* لدوری و أخری و التقوی و تراهم و سیماهم لهم و بصری الرؤیا لهما و علیّ شاء لابن ذكوان و حمزة بالهدی و كفی فَاسْتَوی* لهم الكفار لهما و دوری التوراة لقالون بخلف عنه و ورش و حمزة صغری، و للبصری و ابن ذكوان و علی كبری.

المدغم‌

إِذْ جَعَلَ* لبصری و هشام لقد صدق لبصری و هشام و الأخوین، فَعَلِمَ ما* فَعَجَّلَ لَكُمْ أَرْسَلَ رَسُولَهُ* الْكُفَّارِ رُحَماءُ السُّجُودِ ذلِكَ أَخْرَجَ شَطْأَهُ و إدغام الجیم وقع فی موضعین هذا و المعارج تعرج، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا من الزوائد شی‌ء، مدغمها ثلاثة و الصغیر خمسة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 551

سورة الحجرات‌

اشارة

مدنیة و آیها ثمان عشرة، جلالاتها سبع و عشرون و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- النَّبِیِّ* ظاهر و إلیهم كذلك و فَتَبَیَّنُوا* قرأ الأخوان بثاء مثلثة بعد الفوقیة بعدها موحدة تحتیة بعدها مثناة فوقیة و الباقون بموحدة بعد التاء بعدها یاء تحتیة بعدها بعدها نون و الأول من التثبت و الثانی من التبین.
2- تضی‌ء إلی تسهیل الثانیة للحرمیین و البصری و تحقیقها للباقین و أنهم علی أصولهم فی المد لا یخفی.
3- وَ لا تَنابَزُوا وَ لا تَجَسَّسُوا و لِتَعارَفُوا قرأ البزی بتشدید التاء فی الأفعال الثلاثة الأولین حال الوصل و الثالث مطلقا لوجود اللام قبل المشددة فاتصل الساكن المشدد بشی‌ء قبله و كل من أطلق التقیید بحال الوصل كالشاطبی فیخص كلامه بهذا و فتفرق فی الأنعام أو یقال یحمل الوصل فی كلامهم علی العموم أی سواء وصل الحرف المشدد بآخر حرف من كلمة قبله أو بحرف متصل بكلمته.
4- مَیْتاً* قرأ نافع بكسر الیاء و تشدیدها، و الباقون بإسكانها من غیر تشدید و خَبِیرٌ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی النصف لدی الجمهور، و رحیم قبله لجماعة.

الممال‌

لِلتَّقْوی* إحداهما و الأخری و أنثی لهم و بصری جاءَكُمْ* لابن ذكوان و حمزة عسی معا و تقاكم لهم.

المدغم‌

یَتُبْ فَأُولئِكَ لبصری و علی و خلاد بخلف عنه الأمر لعنتم بِالْأَلْقابِ بِئْسَ یَأْكُلَ لَحْمَ وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا.
5- لا یَلِتْكُمْ قرأ البصری بهمزة ساكنة بعد الیاء التحتیة و كل
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 552
من راوییه علی أصله فالدوری یحققها و السوسی یبدلها، و الباقون بترك الهمز فمن الیاء ینتقل إلی اللام من غیر همز و لا ألف بینهما و لو رسمت بالمصحف علی قراءة أبی عمرو فالألف محذوفة باتفاق كما ذكره الدانی و أبو داود تلمیذه.
6- تَعْمَلُونَ* قرأ المكی بالیاء علی الغیب، و الباقون بالتاء علی الخطاب و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها و مدغمها خمسة و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 553

سورة ق‌

اشارة

مكیة إجماعا آیها خمس و أربعون، جلالاتها واحدة و ما بینها و بین سابقتها جلی، و أجمعوا علی مده مشبعا قدرا واحدا غیر إفراط و یقال و المد اللازم أما علی حرف موصوف أی المد للساكن اللازم أو لكونه یلزم فی كل قراءة أن یكون علی قدر واحد.
1- وَ الْقُرْآنِ* جلی و أَ إِذا* قرأ الحرمیان و البصری بتسهیل الهمزة الثانیة و تحقیق الأولی، و الباقون بتحقیقهما و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام بخلف عنه، و الباقون بلا إدخال، و هو الطریق الثانی لهشام.
2- مِتْنا* قرأ الابنان و البصری و شعبة بضم المیم، و الباقون بالكسر و إذا اعتبرته مع أئذا فقالون بالتسهیل و الإدخال و الكسر و البصری مثله إلا أنه یضم متنا فتعطفه علیه و ورش بالتسهیل و عدم الإدخال و الكسر و المكی مثله إلا أنه یضم متنا و هشام بالتحقیق و الإدخال و الضم بخلف عنه فی الإدخال و ابن ذكوان و شعبة مثله إلا أنهما لا خلاف عنهما فی عدم الإدخال و حفص و الأخوان بالتحقیق و عدم الإدخال و الكسر.
3- مَیْتاً* لا خلاف بین السبعة فی تسكین الیاء و تخفیفها و الْأَیْكَةِ* لا خلاف بینهم أیضا أنها بأل و إنما الخلاف فی الذی فی الشعراء و ص كما مر.
4- وَعِیدِ أَ فَعَیِینا قرأ ورش بزیادة یاء بعد الدال فی الوصل، و الباقون بحذفها فی الحالین.
5- لَدَیْهِ* صلة هائه بیاء لمكی دون غیره جلی. و الشَّدِیدِ* كاف و قیل تام فاصلة، و منتهی الربع للجمهور و عند جماعة مزید الأول و قیل شهید.

الممال‌

هَداكُمْ* و یتلقی الوقف علیه لهم جاءَهُمْ* معا وَ جاءَتْ*
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 554
معا لابن ذكوان و حمزة ذكری لهم و بصری كفار لهما و دوری.

المدغم‌

وَ جاءَتْ سَكْرَةُ لبصری و الأخوین، یعلم ما* قَرِینُهُ هذا.
7- بِظَلَّامٍ* تفخیم لامه لورش و ترقیقه للباقین جلی.
8- یقول* قرأ نافع و شعبة بالیاء، و الباقون بالنون.
9- تُوعَدُونَ* قرأ المكی بالیاء التحتیة علی الغیب و الباقون بالتاء الفوقیة علی الخطاب و مُنِیبٍ ادْخُلُوها قرأ البصری و ابن ذكوان و عاصم و حمزة بكسر التنوین و الباقون بالضم و الكل بضم الهمزة فی الابتداء.
10- وَ أَدْبارَ* قرأ الحرمیان و حمزة بكسر الهمزة و الباقون بفتحها فعلی الأول مصدر أدبر بمعنی مضی و المصادر تجعل ظروفا علی إرادة إضافة أسماء الزمان إلیها و حذفها تقول جئتك مقدم الحاج و خفوق النجم أی وقت مجی‌ء الحاج و وقت خفوق النجم فحذف اسم الزمان و أقیم المصدر مقامه، و علی الثانی جمع دبر بضم الدال و الباء: عقب الشی‌ء تقول جئتك دبر الشهر أی عقبه و جمع باعتبار تعدد السجود و نصبه علی الظرفیة و العامل فیه سبح و لا خلاف بینهم أن حرف الطور و هو و إدبار بالكسر لأنه مصدر لا جمع.
11- یُنادِ لا خلاف بینهم فی حذف الیاء وصلا و اختلف فی الوقف فوقف المكی بخلاف عنه بإثبات الیاء علی الأصل لأنه فعل مضارع مرفوع فتثبت الیاء فیه مطلقا، و الباقون بحذفها فیقفون علی الدال لأن الیاء حذفت فی الوصل لالتقاء الساكنین فحذفت خطّا و وقفا حملا علی الوصل و هو الطریق الثانی للمكی و الأول أصح فیقدم فی الأداء.

تنبیه:

لیست هذه الیاء من یاءات الزوائد و لم یعدها أحد فیما رأیت منها لأن یاءات الزوائد شرطها أن تكون مختلفة فی إثباتها وصلا و وقفا و هذه و إن اختلفت فی إثباتها وقفا فلم یختلف فی حذفها وصلا و إنما عدّ فی الزوائد فما
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 555
آتانی اللّه فبشر عباد الذین بالزمر، و إن كانا مثله فی كونها مما حذف منه الیاء لالتقاء الساكنین لأن من فتحهما أثبتهما وصلا و كلاهما یاء ضمیر قابلة للفتح و یاء یناد لأم الفعل فهی ساكنة فی حال الرفع و هو فی هذه الآیة مرفوع.
12- الْمُنادِ قرأ نافع و البصری بزیادة یاء بعد الدال فی الوصل دون الوقف و المكی بزیادتها مطلقا و الباقون بحذفها مطلقا.
13- تَشَقَّقُ* قرأ الحرمیان و الشامی بتشدید الشین، و الباقون بالتخفیف و وَعِیدِ* زیادة الیاء وصلا لورش و حذفها للباقین مطلقا جلی، و لیس فیها من یاءات الإضافة شی‌ء، و فیها من الزوائد ثلاث: وعید معا، المناد، و مدغمها ثمانیة، و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 556

سورة الذاریات‌

اشارة

مكیة و آیها ستون باتفاق، و جلالاتها ثلاث و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- وِقْراً* لا یرقق ورش راءه لأن الفاصل حرف استعلاء و یَوْمَ هُمْ* مقطوع و وَ عُیُونٍ* قرأ المكی و ابن ذكوان و شعبة و الأخوان بكسر العین، و الباقون بضمها.
2- مِثْلَ ما* قرأ شعبة و الأخوان برفع اللام، و الباقون بالنصب و ضَیْفِ إِبْراهِیمَ* قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها، و الباقون بكسرها بعد هاء یاء.
3- سلم* قرأ الأخوان بكسر السین و إسكان اللام من غیر ألف، و الباقون بفتح السین و اللام بعدها ألف.
4- الْعَلِیمُ* كاف، و قیل تام فاصلة، و منتهی الحزب الثانی و الخمسین بإجماع.

الممال‌

جاء* و فجاء لابن ذكوان و حمزة لذكری لهم و بصری ألقی لدی الوقف و أتاهم و أتاك لهم بجبار و النار بالأسحار لهما و دوری.

المدغم‌

إِذْ دَخَلُوا* لبصری و شامی و الأخوین قالَ لا تَخْتَصِمُوا الْقَوْلُ لَدَیَ (یقول لجهنم) رَبِّكَ قَبْلَ* نَحْنُ نُحْیِی* أَعْلَمُ بِما*، وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً، و وافقه حمزة فی هذا إلا أنه لا یجوز له الإشارة بالروم، و لا التوسط و لا القصر كما یجوز للبصری بل لا بد له فیه من الإدغام المحض مع المد الطویل لأن السكون عنده لازم نحو الظانین و اللذان و هذان عند من شددهما و سكونه عند البصری عارض لأجل الإدغام كعروضه لأجل الوقف (أفك قتل حدیث ضعیف) «1» و لیس له نظیر، كذلك
______________________________
(1) كذا جاء بالأصل و اللّه أعلم بمراد المؤلف رحمه اللّه.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 557
قال، قال ربك (إنه هو)*.
5- عَلَیْهِمُ الرِّیحَ قرأ البصری فی الوصل بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما، و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم و أجمعوا علی توحید الریح و قِیلَ* الإشمام لهشام و علیّ و الكسرة الكاملة للباقین جلی.
6- الصَّاعِقَةُ* قرأ علیّ بإسكان العین من غیر ألف، و الباقون بكسر العین و ألف قبلها و وَ قَوْمَ نُوحٍ* قرأ البصری و الأخوان بخفض المیم عطفا علی و فی ثمود، و الباقون بالنصب بفعل مقدر.
7- تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید و یَوْمِهِمُ الَّذِی* مثل عَلَیْهِمُ الرِّیحَ، و لا یاء إضافة، و لا زائدة فیها، و مدغمها عشرة، و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 558

سورة الطور

اشارة

مكیة و آیها أربعون و سبع حجازی و ثمان بصری و تسع شامی و كوفی، جلالاتها ثلاث، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه الصحیحة و غیرها جلی.
1- وَ اتَّبَعَتْهُمْ قرأ البصری بهمزة قطع مفتوحة بعد الواو و إسكان التاء و العین و نون و ألف بعدها، و الباقون بوصل الهمزة و تشدید التاء الأولی و فتحها و فتح العین بعدها تاء ساكنة.
2- ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ قرأ البصری بألف بعد الیاء علی الجمع و كسر التاء مفعول لاتبعناهم و نصبه بالكسرة و الشامی مثله إلا أنه یضم التاء، و الباقون بغیر ألف علی التوحید و ضم التاء و ذُرِّیَّتَهُمْ وَ ما قرأ نافع و البصری و الشامی بألف بعد الیاء علی الجمع و كسر التاء و الباقون بغیر ألف علی التوحید و فتح التاء، و كیفیة قراءتها من قوله تعالی: وَ الَّذِینَ آمَنُوا*- إلی ذُرِّیَّتُهُمْ* الثانی و الوقف علیه كاف و بعض أسقطه و جعل الوقف علی شی‌ء أن تبدأ بقالون بوصل همزة و اتبعتهم و تشدید تائه الأولی و فتحها و العین و تسكین الثانیة من غیر ألف و تسكین المیم، و توحید ذریتهم الأول و رفع تائه و جمع الثانی و كسر تائه و اندرج معه عاصم و خلاد و علی و خلف علی ترك السكت و تخلفوا فی ذریتهم الثانی فتعطفهم منه بالتوحید و نصب التاء و ورش علی القصر كقالون إلا أنه یتخلف فی النقل فتعطفه منه ثم تعطف خلفا بالسكت و الشامی كقالون إلا أنه یتخلف فی ذریتهم الأول فعطفه منه بالجمع و الرفع ثم تأتی بضم المیم لقالون و یندرج معه المكی و یتخلف فی ذریتهم الثانی فتعطفه منه بالجمع و الرفع و التوحید و نصب التاء ثم تأتی بالبصری بقطع الهمزة و إسكان التاء و العین و جعل التاء الثانیة نونا بعدها ألف و ذریتهم معا بالجمع و كسر التاء ثم تأتی بورش بتوسط آمنوا و بإیمان و مدها و إن وقفت علی شی‌ء و الوقف علیه تام أو أكفی فتبدأ لقالون بما تقدم و قصر المنفصل، و یجوز له فی شی‌ء كسائر القراء إلا ورشا و هشاما
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 559
و حمزة المد و التوسط و القصر فتقرأ بها أو بما شئت منها ثم تعطفه بمد المنفصل ثم تعطف عاصما بتوحید ذریتهم الثانی و نصب تائه و مد المنفصل و اندرج معه علیّ و كذا خلاد و خلف علی عدم السكت إلا أنهما یتخلفان فی مد المنفصل فتعطفهما منه مع أوجه شی‌ء الأربعة ثم تأتی بورش بالتقلیل و مد المنفصل طویلا و توسط شی‌ء ثم تعطف خلفا بالسكت و أربعة شی‌ء، ثم تأتی بالشامی كما تقدم و مد المنفصل و حكم شی‌ء، ثم تأتی بقالون بضم المیم، و ما تقدم و قصر المنفصل و مده و علی كل منهما ثلاثة شی‌ء، ثم تعطف المكی بما تقدم و قصر المنفصل و كسر لام ألتناهم و ثلاثة شی‌ء، ثم تأتی بالبصری كما تقدم و قصر المنفصل ثم تعطف الدوری بعده، ثم تأتی بورش بتوسط آمنوا و بإیمان و توسط شی‌ء و مده طویلا ثم تأتی له بمد آمنوا و بإیمان و توسط شی‌ء و مده.
3- أَلَتْناهُمْ قرأ المكی بكسر اللام و الباقون بفتحها لغتان بمعنی نقص.
4- لا لَغْوٌ فِیها وَ لا تَأْثِیمٌ قرأ المكی و البصری بفتح الواو من لغو و المیم من تأثیم، و الباقون بالرفع و إبدال تأثیم لورش و سوسی مطلقا و حمزة إن وقف جلی، و هو كاف، و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع لجمیع المغاربة و قیل رهین و قیل یشتهون، و قیل الرحیم.

الممال‌

موسی و الذكری لهم و بصری فتولی بركنه، و أما الثانی و هو فتول عنهم فهو أمر مبنی علی حذف آخره فلا إمالة فیه و أتی لدی الوقف و أتاهم و وقاهم لهم نار لهما و دوری.

المدغم‌

العقیم ما قیل لهم أمر ربهم اللّه هو 5- عَلَیْهِمْ* جلی و لُؤْلُؤٌ* إبداله لسوسی و شعبة جلی و ندعوه أنه قرأ نافع و علی بفتح همزة أنه و الباقون بالكسر وصلة ندعوه لمكی بین.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 560
6- تَأْمُرُهُمْ قرأ البصری بإسكان الراء و روی أیضا عن الدوری الاختلاس، و الباقون بالرفع الكامل و إبدال همزه لورش و سوسی جلی و الْمُصَیْطِرُونَ قرأ قنبل و هشام و حفص بخلف عنه بالسین و حمزة بخلف عن خلاد بإشمام الصاد زاء، و الباقون بالصاد الخالصة و هو الطریق الثانی لحفص و خلاد و الإشمام له أصح و هو المنصوص علیه فی كتب الفن، و إنما ذكر الخلاف الدانی من قراءته علی أبی الفتح و تبعه الشاطبی علی ذلك و لو لا أنه راویة الحلوانی و محمد بن سعید البزاز كلاهما عن خلاد و روایة محمد بن الأحوص عن سلیم و عبد اللّه بن صالح عن حمزة كما ذكره المحقق فتقوی بهن ما ذكرته.
7- كِسْفاً* لا خلاف بینهم فی إسكان السین و یُصْعَقُونَ قرأ الشامی و عاصم بضم الیاء مبنیّا للمفعول، و الباقون بفتح الیاء مبنیّا للفاعل، و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها، و مدغمها اثنان و الصغیر نصفها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 561

سورة النجم‌

اشارة

مكیة إجماعا و آیها ستون و آیتان كوفی و حمصی و آیة لغیرهما، جلالاتها ست، و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- ما كَذَبَ قرأ هشام بتشدید الذال، و الباقون بالتخفیف و الْفُؤادُ* لا یبدل ورش همزه لأنها لیست بفاء.
2- أ فتمرونه قرأ الأخوان بفتح التاء و إسكان المیم فتحذف الألف، و الباقون بضم التاء و فتح المیم و ألف بعدها و الْمَأْوی* إبداله لسوسی دون باقی السبعة جلی و أَ فَرَأَیْتُمُ* قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها ألفا مع المد الطویل، و علی بإسقاطها، و الباقون بتحقیقها.
3- اللَّاتَ وقف علیّ بالهاء، و الباقون بالتاء، و مَناةَ* قرأ المكی بهمزة مفتوحة بعد الألف فیمد للاتصال، و الباقون بغیر همز و الوقف علیها لجمیع القراء بالهاء اتباعا للرسم و قول بعضهم إن علیا وقف بالهاء، و الباقون بالتاء و هم و لعله التبس علیه بلفظ اللات.
4- ضِیزی قرأ المكی بهمزة ساكنة بعد الضاد، و الباقون بیاء تحتیة ساكنة و الْأُولی* تام و فاصلة باتفاق و منتهی نصف الحزب و الثمن السابع و القرآن العظیم للجمهور و قیل اهتدی.

الممال‌

سورة و النجم من السور الممال رءوس آیها كما تقدم بطه فنجری فیها علی مصطلحنا بطه فنقول فواصله.
هَوی* و غوی و الهوی و یوحی و القوی و فاستوی و الأعلی و فتدلی و أدنی و أوحی و أری و یری، و أخری و المنتهی و المأوی و یغشی و طغی و الكبری و العزی و الأخری و الأنثی و ضیزی و الهدی و تمنی و الأولی لهم و بصری و هم علی أصولهم فی الاضطجاع و التقلیل كما تقدم و زد لورش فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 562
رأی تقلیل الراء للأخوین إمالتها یوافقها ابن ذكوان و شعبة فی إمالة الراء و الهمزة، ما لیس برأس آیة و وقانا و فأوحی و یغشی السدرة و تهوی الأنفس لدی الوقف علیهما لهم رآه فورش بتقلیل الراء و الهمزة و هو فی مد البدل علی أصله و ابن ذكوان بخلف عنه و شعبة و الأخوان بإمالتهما و البصری بإمالة الهمز فقط، و الباقون بفتحهما و هو الطریق الثانی لابن ذكوان لقد رأی تقدم زاغ لحمزة جاءهم له و لابن ذكوان، دنا لا إمالة فیه لأنه واوی.

المدغم‌

وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ لبصری بخلف عن الدوری و لقد جاءهم لبصری و هشام و الأخوین، إنه هو خزائن ربك.
5- كبیر الإثم قرأ الأخوان بكسر الباء الموحدة و بعدها یاء تحتیة ساكنة، و الباقون بفتح الباء بعدها ألف و بعد الألف همزة مكسورة ممدودة.
6- أُمَّهاتِكُمْ* قرأ حمزة بكسر الهاء و المیم حال الوصل ببطون و علیّ بكسر الهمزة و فتح المیم، و الباقون بضم الهمزة و فتح المیم فإن وقف علی بطون و ابتدأ بأمهاتكم فالأخوان كالجماعة و أَ فَرَأَیْتَ* جلی و یُنَبَّأْ لم یبدله أحد من السبعة.
7- وَ إِبْراهِیمَ* قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها، و الباقون بكسر الهاء بعدها یاء و النَّشْأَةَ* قرأ المكی و البصری بفتح الشین و ألف بعدها و بعد الألف همزة ممدودة، و الباقون بإسكان الشین و بعدها مقصورة مفتوحة للجمیع.
8- عاداً الْأُولی قرأ قالون بنقل ضمة الهمزة إلی لام التعریف قبلها و إدغام تنوین عادا فیها حالة الوصل و همز الواو بعدها همزا ساكنا و ورش و البصری فی النقل و الإدغام مثله إلا أنهما لا یهمزان الواو بل یسكانانها لمناسبة الضمة قبلها و استثنی بعضهم الأولی هذه مما وقع فیه حرف المد بعد الهمز المغیر بالنقل و لم یجز فیه لورش إلا القصر، و علیه كثیر من الحذاق
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 563
كالمهدوی و ابن سفیان و مكی و ابن شریح و مالك و الحصری لأن إدغام التنوین فی اللام صیر حركتها لازمة معتدّا بها إذ لا یمكن الإدغام فی ساكن و لا ما هو فی حكمه فسقط اعتبار وجود الهمزة التی المد من أجلها بخلاف غیره نحو الآخرة فإن الحركة عارضة و الهمزة مقدّرة فجاء المد و ذهب بعضهم إلی عدم استثنائه و جری فیه علی أصل ورش فی عدم الاعتداد بالحركة المنقولة و جعل الهمزة منویة ففیه الثلاث القصر و التوسط و المد فإن قلت المد بقسمیه مبنی علی الاعتداد بحركة اللام و الإدغام مبنی علی الاعتداد بها فهو معتد به غیر معتد به و هذا تدافع و تناقض فالجواب لا تدافع فیه و لا تناقض للمتأمل لافتراق الحیثیة فالمد علی مراعاة الأصل و الإدغام علی مراعاة اللفظ لما فیه من التخفیف، و بهذا یجاب عمن أثبت همزة الوصل فی الابتداء لعدم الاعتداد بالحركة و له الإدغام للاعتداد بها و التعدیل فی جمیع ذلك علی الروایة و التعلیل تابع لها، و إذا قلنا إنها غیر مستثناة و یأتی فیها الثلاثة فكلها مع التقلیل، و لا یأتی فیها ما یأتی فی غیرها من التحریر لأنها رأس آیة و اللّه أعلم، و الباقون بإظهار تنوین عادا و كسره و إسكان اللام و تحقیق الهمزة بعده مضمومة و إسكان الواو و فذلك ثلاث قراءات هذا كله حال الوصل الأولی بعادا فإن وقف علی عادا بقلب تنوینه ألفا، و لیس بموضع وقف و ابتدئ بالأولی فیجوز فیها لقالون ثلاثة أوجه:
الأول: الأولی بهمزة الوصل ثم لام مضمومة ثم همزة ساكنة فالنقل جری علی الوصل و إثبات الوصل لعدم الاعتداد بحركة اللام.
الثانی: لولی بلام مضمومة و همزة ساكنة من غیر ألف الوصل و جری فی الوصل و الابتداء علی سنن واحد.
الثالث: الأولی برد الكلمة إلی أصلها بهمزة الوصل و سكون اللام بعدها همزة مضمومة و بعدها واو ساكنة و لا یجوز همزه و لورش وجهان:
الأول: الأولی بهمزة الوصل و النقل و إسكان الواو من غیر همز.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 564
الثانی: لاولی بحذف همز الوصل اكتفاء عنها بحركة النقل و ضم اللام و ترك همز الواو، و لا یأتی مع هذا المد بقسمیه بل یتعین القصر فقط و للبصری ثلاثة أوجه: هذان الوجهان، و الوجه الثالث كثالث قالون و الباقون ابتداؤهم بهمزة وصل مفتوحة و باقی الكلمة كوصلهم فذلك خمس قراءات و ما فیها لحمزة إن وقف عملا بقول بعضهم إن الوقف علیها حسن لأنها آخر الآیة و المختار التجاوز إلی غشی.
9- وَ ثَمُودَ* قرأ عاصم و حمزة بترك تنوین الدال، و الباقون بالتنوین و الْمُؤْتَفِكَةَ إبداله لورش و سوسی جلی، و لیس فیها یاءات إضافة و لا زائدة، و مدغمها عشرة و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 565

سورة القمر

اشارة

مكیة، و آیها خمس و خمسون للجمیع و لم تذكر الجلالة إلا فی بسملتها و لذا لم نتعرض لعدها و هكذا حیث لم نتعرض لعدها، فاعلم أنها لم تذكر فی تلك السورة و بینها و بین النجم من قوله تعالی فاسجدوا و الوقف علی ما قبله تام لی القمر، و هو تام مائة و سبعة و أربعون وجها و الذی یقتضیه الضرب و التحریر سواه إذ لم یجتمع فیها بابان بیانها لقالون ثمانیة عشر وجها بیانها تضرب خمسة الرحیم و هی المد و التوسط و القصر و الروم و الوصل فی ثلاثة القمر و هی السكون و الإشمام و الروم خمسة عشر مع ثلاثة وصل الجمع ثمانیة عشر و المكی و عاصم و علیّ مثله و لورش أربعة و عشرون مع البسملة ثمانیة عشر كقالون، و مع تركها ستة ثلاثة القمر مع السكت و مع الوصل و البصری و الشامی مثله، و لحمزة ثلاثة القمر لأنه لیس له إلا الوصل، و كیفیة قراءتها أن تبدأ بقالون كما تقدم و یندرج معه من بسمل باتفاق و من له البسملة و تركها علی البسملة ثم تعطف ورشا مع السكت و الوصل، و یندرج معه فیها البصری و الشامی و حمزة فی الوصل.
1- الدَّاعِ إِلی قرأ ورش و البصری بزیادة یاء بعد العین وصلا لا وقفا و البزی بإثباتها فی الحالین و الباقون بحذفها كذلك و نُكُرٍ* قرأ المكی بإسكان الكاف و الباقون بالضم.
2- خاشعا- قرأ البصری و الأخوان بفتح الخاء و ألف بعده و كسر الشین مخففة، و الباقون بضم الخاء و فتح الشین مشددة من غیر ألف و یرسم فی قراءة البصری بالألف موافقة لبعض المصاحف.
3- إِلَی الدَّاعِ قرأ نافع و البصری بزیادة یاء بعد العین وصلا لا وقفا و المكی بإثباتها فی الحالین و الباقون بحذفها كذلك و عَسِرٌ* تام و فاصلة بلا خلاف و قول من قال كاف لیس عندی بشی‌ء، و منتهی الربع عند جماعة و عند بعضهم و ازدجر، و عند بعضهم مدكر آخر قصة قوم نوح، و عند
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 566
بعضهم آخر قصة عاد، و عند بعضهم منهمر، و الأول الذی مشینا علیه أولاها بالصواب و اللّه أعلم.

الممال‌

فواصله (ل) و یرضی و الأنثی و الدنیا و اهتدی و بالحسنی و لا یمال إلا حال الوقف علیه و اتقی و تولی و أكدی و یری و موسی و وفی و أخری و سعی و یری و الأوفی و المنتهی و أبكی و أحیا و الأنثی و تمنی و الأخری و أقنی و الشعری و الأولی و أبقی و أطغی و أهوی و غشّی و تتماری و الأولی لهم و بصری.
ما لیس برأس آیة من تولی و أعطی و یجزاه و فغشاها لهم، جاءهم لحمزة و ابن ذكوان.

المدغم‌

و لقد جاءهم لبصری و هشام و الأخوین، الْمَلائِكَةَ تَسْمِیَةَ أَعْلَمُ بِمَنْ* الثلاثة، أَعْلَمُ بِكُمْ* وَ أَنَّهُ هُوَ* الأربعة الْحَدِیثِ تَعْجَبُونَ.
4- فَفَتَحْنا قرأ الشامی بتشدید التاء، و الباقون بالتخفیف و عُیُوناً قرأ المكی و ابن ذكوان و شعبة و الأخوان بكسر العین، و الباقون بالضم.
5- مُدَّكِرٍ* أجمعوا علی تشدید الدال و قراءته بالتخفیف لحن، و وَ نُذُرِ* الستة أثبت الیاء بعد الراء فی الوصل ورش، و الباقون بحذفها فی الحالین و الْقُرْآنَ* كله ظاهر.
6- أَ أُلْقِیَ* قرأ قالون بتسهیل الثانیة مع الإدخال و ورش و المكی بالتسهیل من غیر إدخال و البصری بالتسهیل مع الإدخال و عدمه و هشام بالتحقیق مع الإدخال و عدمه و بالتسهیل أیضا مع الإدخال، و الباقون بالتحقیق من غیر إدخال.
7- سَیَعْلَمُونَ* قرأ الشامی و حمزة بتاء الخطاب، و الباقون بیاء الغیب و وَ نَبِّئْهُمْ* همزه محقق للجمیع إلا حمزة إن وقف.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 567
8- مُحْتَضَرٌ و (و المحتظر) الأولی بالضاد الساقطة من الحضور أی بحضرة صاحبه، و الثانی بالظاء المشالة. قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما-:
هو الرجل یجعل لغنمه حظیرة من الشجر و الشوك دون السباع فما سقط من ذلك و داسته الغنم فهم الهشیم.
9- عَلَیْهِمْ* جلی و (جاء آل)* قرأ قالون و البزی و البصری بإسقاط الأولی و تحقیق الثانیة مع القصر و المد و ورش و قنبل بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة مع الثلاثة لورش و القصر فقط لقنبل و عنهما أیضا إبدالها ألفا مع القصر و المد الطویل لهما و تقدم فی الحجر عند ذكر آل لوط أكثر من هذا فراجعه، و الباقون بتحقیقهما.
10- الْأَشِرُ و أُولئِكُمْ* و فی الوقف علیه خلاف و وَ أَمَرُّ* حكم وقفها لحمزة جلی و مُقْتَدِرٍ* تام و فاصلة و منتهی الحزب الثالث و الخمسین بإجماع.

الممال‌

فالتقی لدی الوقف علیه و فتعاطی و أدهی لهم جاء جلی النار لهما و دروی، فدعا واوی لا إمالة فیه.

المدغم‌

و لقد تركناها لا خلاف بینهم فی إدغامه كذبت ثمود لبصری و شامی و الأخوین و لقد صبحهم لبصری و هشام و الأخوین و لقد جاء كذلك، آل لوط یقولون نحن مقعد صدق، و لا إدغام فی مَسَّ سَقَرَ لتثقیله و لیس فیها یاء إضافة من الزوائد ثمان: الداع معا، و نذر الستة، و مدغمها ثلاثة، و الصغیر أربعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 568

سورة الرحمن‌

اشارة

مكیة فی قول الجمهور و مدنیة فی قول ابن مسعود- رضی اللّه عنه- و قتادة، و آیها سبعون و ست بصری و سبع حجازی، و ثمان للباقی، و ما بینها و بین سابقتها من الوجوه جلی.
1- الْقُرْآنَ* ظاهر، و وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ قرأ الشامی بنصب الباء و الذال و النون من الأسماء الثلاثة و كتبت ذو فی المصحف الشامی بالألف موضع الواو و الأخوان برفع الباء و الذال و خفض النون و الباقون برفع الباء و الذال و النون.
2- یَخْرُجُ مِنْهُمَا قرأ نافع و البصری بضم الیاء و فتح الراء، و الباقون بفتح الیاء و ضم الراء و اللُّؤْلُؤُ* قرأ السوسی و شعبة بإبدال الهمزة الأولی واوا، و الباقون بالهمزة.
3- الْمُنْشَآتُ قرأ حمزة و شعبة بخلف عنه بكسر الشین و الباقون بفتح الشین و هو الطریق الثانی لشعبة.
4- شَأْنٍ* قرأ السوسی بإبدال الهمز و الباقون بالهمز و سَنَفْرُغُ قرأ الأخوان بالیاء التحتیة المفتوحة بعد السین و الباقون بنون العظمة.
5- أَیُّهَ الثَّقَلانِ قرأ الشامی بضم الهاء حال الوصل و الباقون بالفتح فإن وقف علیه فالنحویان علی الألف، و الباقون علی الهاء الساكنة من غیر ألف تبعا للرسم فصار الحرمیان و البصری و عاصم سنفرغ بالنون و فتح هاء أیه و الشامی بالنون و ضم الهاء و الأخوان بالیاء و فتح الهاء.
6- شُواظٌ قرأ المكی بكسر الشین، و الباقون بالضم لغتان و نُحاسٌ قرأ المكی و البصری بجر السین عطفا علی نار، و الباقون بالرفع عطفا علی شواظ فصار نافع و الشامی، و الكوفیون بضم الشین و رفع السین و المكی بكسرهما و البصری بضم الأول و كسر الثانی.
7- جَانٌّ* كله مده لازم لأن سببه الساكن المدغم و هم فیه سواء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 569
و ظاهر كلامهم أنه لا فرق فی هذا المد بین الوصل و الوقف، و قال المحقق:
و لو قیل بزیادة فی الوقف علی قدره فی الوصل لم یكن بعیدا لاجتماع ثلاث سواكن و اللّه أعلم.
8- (آن) ما فیه لورش وصلا و وقفا لا یخفی و لَمْ یَطْمِثْهُنَّ* معا كلهم قرءوا بكسر المیم إلا علیّا فاختلف عنه.
قال المحقق: فروی كثیر من الأئمة عند من روایتیه ضم الأول فقط و به قرأ الدانی علی أبی الفتح فی الروایتین جمیعا كما نص علیه فی جامع البیان، و روی آخرون هذا الوجه من روایة الدوری فقط و رووا عكسه و هو كسر الأول و ضم الثانی من روایة أبی الحارث قال فی التیسیر: هذه قراءتی یعنی علی أبی الحسن ابن غلبون و الأخری قراءة علی أبی الفتح فذكر أنه قرأ بالأول كما قدمنا فهذا من المواضع التی خرج فیها عما أسنده فی التیسیر و روی بعضهم عن أبی الحارث الكسر فیهما معا و روی بعضهم عنه ضمهما و روی بعضهم أنه یقرؤها بالضم، و الكسر جمیعا لا یبالی كیف یقرؤهما و روی الأكثرون التخییر عن الكسائی من روایتیه بمعنی أنه إذا ضم الأول كسر الثانی و إذا كسر الأول ضم الثانی و الوجهان ثابتان عن الكسائی من التخییر و غیره نصّا و لذا قرأنا بهما و بهما نأخذ انتهی مختصرا، و إذا أردت قراءتهما لعلیّ فاقرأ الأول بالضم ثم الكسر و الثانی بالكسر ثم الضم هذا إذا قرأته منفردا فإن جمعته مع غیره و اندرج الكسر معه فتعطفه بالضم فی كل منهما و اللّه أعلم.
9- مُدْهامَّتانِ قال بعضهم إنها أقصر آیة فی كتاب اللّه تعالی و فیه نظر لأن ثم نظر بالمدثر آیة باتفاق أهل العدد و هی أقصر، و أقصر منهما و الفجر و الضحی و هما آیتان باتفاق أیضا.
10- ذِی الْجَلالِ قرأ الشامی بضم الذال و واو بعدها نعتا لاسم و كذلك هو فی مصاحف الشام، و الباقون بكسر الذال و باء بعده صفة ربك
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 570
و هو كذلك فی مصاحفهم و الحكم فی الثانی آخر السورة و لا خلاف فی الأول و هو و یبقی وجه ربك ذو الجلال أنه بالواو و نعت وجه و اتفقت المصاحف علی رسمه بالواو.
11- الْقُرْآنَ* و لِلْأَنامِ و الْأَكْمامِ و كَالْأَعْلامِ* و الْإِكْرامِ* معا و الْأَرْضِ* و شَأْنٍ* و الْأَقْدامِ* و حَمِیمٍ آنٍ و الْإِحْسانِ* وقف حمزة علیها جلی.
12- وَ الْإِكْرامِ* آخر السورة تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع علی المشهور، و قیل تكذبان الذین بعد نضاختان.

الممال‌

كَالْفَخَّارِ و نار معا و أقطار لهما و دوری الجوار لدوری علیّ و یبقی و جنی لدی الوقف علیه لهم الإكرام معا لابن ذكوان بخلف عنه، و الطریق الثانی الفتح كالجماعة و ورش فی الترقیق علی أصله بسیماهم لهم و بصری خاف لحمزة.

المدغم‌

یُكَذِّبُ بِهَا عَیْنانِ نَضَّاخَتانِ، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا من الزوائد، و لا من الصغیر شی‌ء، و مدغمها اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 571

سورة الواقعة

اشارة

مكیة و آیها تسعون بتقدیم المستثناة علی المهملة، و ست كوفی و سبع بصری و تسع فی الباقی.
1- الْمَشْئَمَةِ* إذا وقفت علیه لحمزة نقلت حركة الهمزة إلی الشین و حذفتها و مُتَّكِئِینَ* ثلاثة ورش فیه جلیة و عَلَیْهِمْ* جلی و كَأْسٍ* إبداله لسوسی ظاهر.
2- وَ لا یُنْزِفُونَ قرأ الكوفیون بكسر الزای، و الباقون بالفتح و لا خلاف بینهم فی ضم الیاء وَ حُورٌ عِینٌ قرأ الأخوان بجر الراء و النون من الاسمین و الباقون بالرفع فیهما.
3- اللُّؤْلُؤِ* إبدال همزة الأول لسوسی و شعبة جلی و أَنْشَأْناهُنَ إبدال همزه الثانی لسوسی بین و عُرُباً قرأ شعبة و حمزة بسكون الراء، و الباقون بالضم علی الأصل كصبر و صبر.
4- أَ إِذا* و أَ إِنَّا* قرأ نافع و علی بالاستفهام فی الأول و الخبر فی الثانی، و الباقون بالاستفهام فیهما فلا خلاف عنهم فی الاستفهام فی الأول و هم فی التحقیق و التسهیل و الإدخال و عدمه علی أصولهم، فقالون و البصری بتسهیل الثانیة مع الإدخال و ورش و المكی بالتسهیل من غیر إدخال و هشام بالتحقیق و الإدخال، و الباقون بالتحقیق من غیر إدخال، و ضم متنا للابنین و بصری و شعبة و كسره للباقین جلی.
5- أَ وَ آباؤُنَا* قرأ قالون و الشامی بإسكان الواو، و الباقون بالفتح علی أنه الهمز للاستفهام دخلت علی واو العطف و ثلاثة ورش فی آباؤنا لا تخفی.
6- لَآكِلُونَ* و فَمالِؤُنَ* كذلك و شُرْبَ* قرأ نافع و عاصم و حمزة بضم الشین و الباقون بالفتح لغتان فی مصدر شرب و الكثیر الفتح كالفهم و اللثم و لذا قیل المصدر هو المفتوح و المضموم اسم لما یشرب و لا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 572
خلاف بین القراء الأربعة عشر الذین وصلت قراءتهم إلینا أن شربا من قوله تعالی: لَها شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ یَوْمٍ مَعْلُومٍ بالشعراء و كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ بالقمر بكسر الشین لأن المراد به النصیب من الماء.
7- أَ فَرَأَیْتُمْ* الأربعة قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها ألفا مع المد المشبع للساكنین و علی بحذفها، و الباقون بتحقیقها و أَ أَنْتُمْ* الأربعة قرأ الحرمیان و البصری و هشام بخلف عنه بتسهیل الهمزة الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها ألفا مع المد الطویل و الباقون بتحقیقها، و هو الطریق الثانی لهشام و أدخل بینهما ألفا قالون و البصری و هشام و الباقون من غیر إدخال فإن وصلتها بأ فرأیتم ففیها لورش أربعة أوجه التسهیل و البدل فیها علی كل من التسهیل و البدل فی أ فرأیتم و هو معنی قول شیخنا رحمه اللّه:
أ رأیتم إن وصلت بأنتم‌أربعة إن سهّلوا فیما مضی
سهل فأبدل ثانیا إن أبدلواكذاك عن عثمان هذه تری فقوله مضی أی الأول و هو أ فرأیتم و قوله سهل جواب إن و حذف الفاء للضرورة و فأبدل معطوف علیه و ثانیا تنازعه الفعلان و قوله إن أبدلوا كذلك أی إن أبدلوا الأول و هو أ فرأیتم فالوجهان فی الثانی و هو أأنتم، و عثمان هو ورش.
8- قَدَّرْنا* قرأ المكی بتخفیف الدال، و الباقون بالتثقیل لغتان بمعنی و النَّشْأَةَ* قرأ المكی و البصری بفتح الشین و ألف بعدها مع المد و الباقون بإسكان الشین من غیر ألف و لا مد.
9- الْأُولی* لا تغفل عن تحریر أوجه ورش و تَذَكَّرُونَ* قرأ حفص و الأخوان بتخفیف الذال و الباقون بالتشدید.
10- تَفَكَّهُونَ قرأ البزی بخلف عنه بتشدید التاء فیلتقی الساكن اللازم المدغم مع صلة میم فظلتم فیمد طویلا و الباقون بالفتح و هو الطریق الثانیة للبزی و الأخری عنه كما تقدم بآل عمران عند: و لقد كنتم تمنون.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 573
11- إِنَّا لَمُغْرَمُونَ قرأ شعبة أئنا بهمزتین علی الاستفهام التعجبی مع التحقیق من غیر إدخال، و الباقون بهمزة واحدة علی الخبر، و الْعَظِیمِ* تام و قیل كاف، فاصلة و منتهی نصف الحزب بلا خلاف.

الممال‌

كاذبة و رافعة و ثلة و المیمنة معا لكن الأولی فاصلة عند الشامی و لیست بموضع وقف و المشأمة معا و الأولی فاصلة عند الجمیع إلا الكوفی و الحمصی و الوقف علی الثانیة و بعضهم أهمله و موضونة و كثیرة و ممنوعة و مرفوعة إن وقف علیها لعلی و ما فیه خلاف و ما لا خلاف فیه جلی، الأولی فعلی لهم و بصری.

المدغم‌

بَلْ نَحْنُ* لعلی، الدِّینِ نَحْنُ الْخالِقُونَ نَحْنُ المنشئون نحن.
12- بموقع قرأ الأخوان بإسكان الواو من غیر ألف، و الباقون بفتح الواو و ألف بعدها علی الجمع، و (القرآن)* ظاهر و (جنات)* مرسومة بالتاء و حكم الوقف علیها جلی، و لیست بموضع وقف، و لَهُوَ* بین، و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة، و مدغمها خمسة، و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 574

سورة الحدید

اشارة

مدنیة و آیها ثمان و عشرون لغیر العراقی و تسع عراقی، جلالاتها اثنتان و ثلاثون، و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- وَ هُوَ* كله إسكان لقالون و النحویین و ضمها للباقین جلی و تُرْجَعُ الْأُمُورُ* قرأ الشامی و الأخوان بفتح التاء الفوقیة و كسر الجیم، و الباقون بضم التاء و فتح الجیم.
2- أَخَذَ مِیثاقَكُمْ قرأ البصری بضم الهمزة و كسر الخاء و رفع القاف و الباقون بفتح الهمزة و الخاء و نصب القاف، و یُنَزِّلُ* قرأ المكی و البصری بإسكان النون و تخفیف الزای، و الباقون بفتح النون و تشدید الزای.
3- لَرَؤُفٌ* قرأ البصری و الأخوان و شعبة بترك الواو بعد الهمزة، و الباقون بإثباته و ورش علی أصله من المد و التوسط و القصر و مِیراثُ* ترقیق رائه لورش بین.
4- و كلا وعد قرأ الشامی برفع اللام، و الباقون بنصبه، و فیضاعفه قرأ المكی بحذف الألف و تشدید العین و رفع الفاء و الشامی مثله إلا أنه بنصب الفاء و عاصم بالألف و تخفیف العین و نصب الفاء، و الباقون بالألف و التخفیض و رفع الفاء فذلك أربع قراءات.
5- انْظُرُونا قرأ حمزة بقطع الهمزة و كسر الظاء فتأتی بهمزة مفتوحة فی الوصل و الابتداء، و الباقون بهمزة وصل فتحذف فی الوصل و تثبت فی الابتداء مضمومة و بضم الظاء.
6- قِیلَ* جلی و جاءَ أَمْرُ* كذلك و لا یُؤْخَذُ* قرأ الشامی بالتاء الفوقیة، و الباقون بالیاء التحتیة و هو وَ بِئْسَ* إبدالهما لورش و سوسی جلی و المصیر تام و فاصلة و منتهی الربع اتفاقا.

الممال‌

اسْتَوی* و یسعی و بلی و مأواكم و مولاكم لهم و لا یمیل البصری
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 575
مأواكم و مولاكم لأنهما مفعل النهار لهما و دوری الحسنی و تری المؤمنین لدی الوقف علی تری و إن وصلت فلسوسی بخلف عنه و بشراكم لهم و بصری جاء لحمزة و ابن ذكوان.

المدغم‌

أُقْسِمُ بِمَواقِعِ و تصلیة جحیم یعلم ما فضرب بینهم.
7- وَ ما نَزَلَ قرأ نافع و حفص بتخفیف الزای، و الباقون بالتشدید و فطال تفخیم لامه و ترقیقه لورش جلی.
8- عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ كسر الهاء و المیم للبصری و ضمهما للأخوین، و كسر الهاء و ضم المیم للباقین بیّن و الْمُصَّدِّقِینَ وَ الْمُصَّدِّقاتِ قرأ المكی و شعبة بتخفیف الصاد فی الكلمتین، و الباقون بالتشدید و لا خلاف بینهم فی تشدید الدال.
9- یُضاعَفُ* قرأ المكی و الشامی بحذف الألف و تشدید العین و الباقون بالألف و التخفیف و رِضْوانٌ* قرأ شعبة بضم الراء و الباقون بالكسر و (أتاكم)* قرأ البصری بقصر الهمزة، و الباقون بالألف بعدها و تحریر ورش فیه جلی.
10- بِالْبُخْلِ* قرأ الأخوان بفتح الباء و الخاء، و الباقون بضم الباء، و إسكان الخاء و اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ* قرأ نافع و الشامی بحذف هو بین الجلالة و الغنی و الباقون بزیادة هو بینهما و كل تبع مصحفه.
11- رُسُلَنا* معا قرأ البصری بإسكان السین، و الباقون بالضم، و إبراهیم قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها، و الباقون بكسرها و یاء بعدها و النُّبُوَّةَ* جلی و رَأْفَةً* المكی هنا كباقی السبعة بإسكان الهمزة و إبدالها لسوسی جلی.
12- لئلا قرأ ورش بیاء مفتوحة بین اللامین، و الباقون بهمزة مفتوحة و الْعَظِیمِ* تام و فاصلة و تمام الحزب الرابع و الخمسین بإجماع.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 576

الممال‌

الدنیا معا و فتراه و بعیسی لدی الوقف علیه لهم و بصری آتاكم لهم للناس لدوری آثارهم لهما و دوری.

المدغم‌

وَ یَغْفِرْ لَكُمْ* لبصری بخلف عن الدوری، و العظیم ما اللّه هو، و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها و مدغمها أربعة و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 577

سورة المجادلة

اشارة

مدنیة، جلالاتها أربعون و فی كل آیة منها واحدة أو اثنتان أو ثلاث و فی الأولی أربع و فی الأخیرة خمس، و لیس لها فی ذلك نظیر فی القرآن العظیم، و آیها عشرون و واحدة مدنی أخیر و مكی و اثنتان فی الباقی و اختلافها آیة فی الأذلین و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- یظهرون معا قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء و تشدید الظاء و الهاء و فتحها من غیر ألف، و عاصم بضم الیاء و تخفیف الظاء و الهاء و كسرها و ألف بینهما، و الباقون بفتح الیاء و تشدید الظاء بعدها ألف و تخفیف الهاء و فتحها.
2- اللَّائِی* قرأ الشامی و الكوفیون بهمزة مكسورة بعدها یاء ساكنة وصلا و وقفا و هم علی مراتبهم فی المد، و الباقون بحذف الیاء و هم فی الهمزة علی ثلاثة أوجه فقالون و قنبل بتحقیقها وصلا و وقفا و ورش بتسهیلها بین بین مع المد و القصر وصلا فإن وقف أبدلها یاء ساكنة مع المد الطویل.
و اختلف عن البزی فقطع لهما جماعة بالإبدال یاء ساكنة مع المد الطویل وصلا و وقفا و هو الذی فی التیسیر و الهادی و التبصرة و التذكرة و الهدایة و الكافی و غیرها و قطع آخرون بالتسهیل أی مع المد و القصر و هو الذی فی الإرشاد و الكفایة و المستنیر و غیرها و الوجهان صحیحان مقروء بهما إلا أن التسهیل لهما إنما هو فی الوصل فقط كورش و الوقف بالیاء الساكنة.
3- یَتَمَاسَّا* معا و یُحَادُّونَ* و بِضارِّهِمْ مده لازم و یَتَناجَوْنَ قرأ حمزة بتقدیم النون علی التاء و بإسكان النون و ضم الجیم من غیر ألف كینتهون و أصله ینتجیون كیفتعلون استثقال الضمة علی الیاء فنقلت إلی الجیم بعد سلب حركتها ثم حذفت الیاء لسكونها و سكون الواو بتاء فنون مفتوحتین بعد النون ألف و فتح الجیم كیتناهون و أصله یتناجیون كیتفاعلون فقلبت الیاء ألفا لتحركها و انفتاح ما قبلها ثم حذفت للساكنین و بقیت
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 578
فتحة الجیم دلیلا علیها و كلا القراءتین بمعنی و لا خلاف بین السبعة فی تتناجوا و لا بین جمیع القراء فی تناجیتم و لا تناجوا.
4- و معصیت رسم بالتاء و وقفه جلی و لیحزن قرأ نافع بضم الیاء و كسر الزای، و الباقون بفتح الیاء و ضم الزای و قِیلَ* معا بین و المجلس قرأ عاصم بفتح الجیم و ألف بعدها علی الجمع و الباقون بإسكان الجیم من غیر ألف علی الإفراد.
5- انْشُزُوا فَانْشُزُوا قرأ نافع و الشامی و شعبة بخلف عنه و حفص بضم الشین، و الباقون بالكسر و هو الطریق الثانی لشعبة.
6- أَ أَشْفَقْتُمْ جلی و تَعْمَلُونَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور، و قیل الرحیم قبله و قیل الكاذبون و قیل الخاسرون.

الممال‌

للكافرین معا لهما و دوری أحصاه و أدنی لهم نجوی و النجوی معا و التقوی و نجواكم معا لهم و بصری جاؤكم لابن ذكوان و حمزة.

المدغم‌

قَدْ سَمِعَ* لبصری و الأخوین، فتحریر رقبة یعلم ما الَّذِینَ نُهُوا قِیلَ لَكُمْ*.
7- عَلَیْهِمْ* جلی وَ یَحْسَبُونَ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین و الباقون بالكسر و عَلَیْهِمُ الشَّیْطانُ و قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ جلی و وَ رُسُلِی إِنَ قرأ نافع و الشامی بفتح یاء رسلی، و الباقون بالإسكان، و فیها من یاءات الإضافة واحدة، و رسلی إن و لا زائدة فیها، و مدغمها ستة و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 579

سورة الحشر

اشاره

مدنیة، جلالاتها تسع و عشرون و آیها أربع و عشرون للجمیع و ما بینها و بین سابقتها جلیّ.
1- وَ هُوَ* كذلك، و فَأَتاهُمُ اللَّهُ لا خلاف بینهم فی قصر الهمزة، و قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ* قرأ الشامی و علی بضم العین، و الباقون بالإسكان، و أما حكمه مع قلوبهم، فالحرمیان و عاصم بكسر الهاء و ضم المیم و إسكان العین و البصری بكسر الهاء و المیم و إسكان العین و الشامی بكسر الهاء و ضم المیم و العین و حمزة بضم الهاء و المیم و إسكان العین و علی بضم الهاء و المیم و العین.
2- یُخْرِبُونَ بُیُوتَهُمْ قرأ البصری بفتح الخاء و تشدید الراء من یخربون و الباقون بإسكان الخاء و تخفیف الراء، و قرأ ورش و البصری و حفص بضم باء بیوتهم، و الباقون بالكسر.
3- یَكُونَ دُولَةً قرأ هشام یكون بالتذكیر و التأنیث، و دولة بالرفع فقط، و فیه یقول شیخنا:
كیلا یكون دولة برفعةمع الخلاف فی یكون ذا بدا و لا یجوز فیها النصب مع التأنیث كما توهمه بعضهم، و الباقون بالتذكیر و النصب.
4- آتاكُمُ الرَّسُولُ الهمزة قبل الألف بلا خلاف و أوجهه الأربعة لورش لا تخفی، و وَ رِضْواناً* قرأ شعبة بضم الراء، و الباقون بالكسر.
5- إِلَیْهِمْ* ضم الهاء لحمزة و كسره للباقین جلی و رَؤُفٌ* ظاهر و رَحِیمٌ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب للجمهور و قیل ألیم بعده.

الممال‌

النَّارِ* معا و دیارهم معا و الأبصار لهما و دوری فأنساهم و فأتاهم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 580
و الیتامی و آتاكم و نهاكم لهم الدنیا و القری، و القربی لهم و بصری جاءوا لحمزة و ابن ذكوان.

المدغم‌

اغفر لنا لبصری بخلف عن الدوری، أُولئِكَ كَتَبَ حزب اللّه هم و قذف فی.
6- لا یَخْرُجُونَ* اتفقوا علی أنه بفتح الباء و ضم الراء و قوله لا یخرجون فی رضا موهم لدخوله و التعویل علی ما صحت به الروایة و ضبط الأداء و هو نفی الخلاف.
7- جُدُرٍ* قرأ المكی و البصری بكسر الجیم و فتح الدال بعدها ألف علی التوحید، و الباقون بضم الجیم الدال من غیر ألف علی الجمع، بَأْسُهُمْ* إبداله لسوسی جلی، و تَحْسَبُهُمْ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین و الباقون بالكسر و إِنِّی أَخافُ* قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، و الْقُرْآنَ* ظاهر، و فیها من یاءات الإضافة واحدة إِنِّی أَخافُ*، و لا زائدة فیها، و مدغمها خمسة، و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 581

سورة الممتحنة

اشارة

مدنیة، جلالاتها واحدة و عشرون و آیها ثلاث عشرة للجمیع و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- إِلَیْهِمْ* كذلك و وَ أَنَا أَعْلَمُ قرأ نافع بإثبات الألف بعد النون و كل من راوییه علی أصله فی المد، و الباقون بحذفها لفظا و لا خلاف بینهم فی إثباتها وقفا اتباعا للرسم.
2- یَفْصِلُ* فیه أربع قراءات فالحرمیان و البصری بضم الیاء و إسكان الفاء و فتح الصاد مخففة و الشامی بضم الیاء و فتح الفاء و الصاد و تشدیدها و عاصم بفتح الیاء و إسكان الفاء و كسر الصاد و تخفیفها و الأخوان بضم الیاء و فتح الفاء و كسر الصاد مشددة.
3- أُسْوَةٌ* معا قرأ عاصم بضم الهمزة، و الباقون بالكسر و فِی إِبْراهِیمَ* قرأ هشام بفتح الهاء و ألف بعدها، و الباقون بكسرها بعدها یاء و التقیید بقی لیخرج الثانی و هو قول إبراهیم فلا خلاف فیه أنه بكسر الهاء.
4- (برؤا) لا یجوز فیه لورش وسط و لا قصر بل لا بد من الإشباع تغلیبا لأقوی السببین و هو الهمز بعد حرف المد و ألغی الأضعف و هو تقدم الهمز علیه.
5- وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً قرأ الحرمیان و البصری بتحقیق الأولی و إبدال الثانیة واوا و الباقون بتحقیقهما.
6- الْحَمِیدُ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع للجمهور و قیل الحكیم قبله و قیل رحیم و قیل الظالمون بعده.

الممال‌

قربی لدی الوقف و شتی فعلی و الحسنی لهم و بصری جدار لبصری و غیره ممن له فی هذا الأصل الإمالة یقرأ الجیم و الدال كما تقدم، النار معا لهما و دوری فأنساهم لهم الناس لدوری البارئ لدوری علی جاءكم جلی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 582
مرضاتی لعلی، و بدا واوی لا إمالة فیه.

المدغم‌

فَقَدْ ضَلَّ* لورش و بصری و شامی و الأخوین و اغفر لنا لبصری بخلف عن الدوری، الذین نافقوا قال للإنسان كالذین نسوا، المصور له أعلم بما المصیر ربنا اللّه هو، و لا إدغام فی شدید تحسبهم للتنوین.
7- إِلَیْهِمْ* بین أن تولوهم قرأ البزی بتشدید التاء وصلا و الباقون بالتخفیف و تُمْسِكُوا قرأ البصری بفتح المیم و تشدید السین و الباقون بإسكان المیم و تخفیف السین وَ سْئَلُوا* قرأ المكی و علی بنقل فتحة الهمزة إلی الأولی مضمومة و الثانیة مكسورة فقرأ بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة بین الهمزة و الیاء و عنه أیضا إبدالها واوا محضة و الباقون قرءوا النبی بیاء مشددة بدل الهمزة، فلیس فی قراءتهم إلا همزة واحدة مكسورة محققة.
8- عَلَیْهِمْ* جلی و لیس فیها یاءً إضافة و لا زائدة، و مدغمها ستة و الصغیر نصفها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 583

سورة الصف‌

اشارة

مدنیة فی قول الجمهور و جلالاتها سبع عشرة و آیها أربع عشرة للجمیع، و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- لِمَ تَقُولُونَ و لِمَ تُؤْذُونَنِی إلحاق هاء السكت لدی الوقف علیه للبزی بخلاف عنه جلی و بَعْدِی اسْمُهُ قرأ الحرمیان و البصری و شعبة بفتح الیاء و الباقون بإسكانها.
2- سِحْرٌ* قرأ الأخوان بفتح السین و ألف بعدها و كسر الخاء و الباقون بكسر السین و إسكان الحاء من غیر ألف.
3- لِیُطْفِؤُا ثلاثة ورش فیه جلی و مُتِمُّ نُورِهِ قرأ نافع و البصری و الشامی و شعبة بتنوین متم و نصب نوره علی إعمال اسم الفاعل و هو الأصل علی حد: بكاف عبده، و الباقون بترك التنوین و خفض نوره علی إضافة اسم الفاعل تخفیفا علی حد: ذائقة الموت.
4- تُنْجِیكُمْ قرأ الشامی بفتح النون و تشدید الجیم، و الباقون بإسكان النون و تخفیف الجیم و و أَنْصارَ اللَّهِ كَما قرأ الحرمیان و البصری بتنوین أنصار فبعد الراء ألف علامة التنوین فی الوقف و اسم الجلالة بلام مكسورة بعدها لام مفتوحة مشددة و إذا وقفوا أبدلوا من التنوین ألفا و ابتدءوا اللّه كوصله، و الباقون بغیر تنوین أنصار و جعل الألف همزة وصل للاسم الجلیل و إذا وقفوا أسكنوا الراء لا غیر، و إذا ابتدءوا أتوا بهمزة الوصل و التقیید بكما لیخرج نحن أنصار اللّه فلا خلاف فیه.
5- أَنْصارِی إِلَی* قرأ نافع بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و ظاهِرِینَ* تام و فاصلة، و منتهی الحزب الخامس و الخمسین بالإجماع.

الممال‌

عسی لدی الوقف و ینهاكم معا و یدعی و بالهدی لهم و دیاركم معا و الكفار معا لهما و دوری جاءكم و جاءهم لحمزة و ابن ذكوان موسی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 584
و عیسی معا لدی الوقف افتری و أخری لدی الوقف لهم و بصری زاغوا لحمزة و لا إمالة فی أزاغ لأنه رباعی، التوراة لنافع بخلف عن قالون و حمزة صغری و للبصری و ابن ذكوان و علی كبری و الطریق الثانی لقالون الفتح أنصاری لدوری علی.

المدغم‌

وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَ و یغفر لكم لبصری بخلف عن الدوری و قد تعلمون للجمیع، أَعْلَمُ بِإِیمانِهِنَ الكفار لا هنّ یحكم بینكم أظلم ممن أرسل رسوله الحواریون نحن، و فیها یاءات الإضافة اثنتان بعدی اسمه أنصاری إلی و لا زائدة فیها، و مدغمها ثلاثة و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 585

سورة الجمعة

مدنیة بإجماع، جلالاتها اثنتا عشرة، و آیها إحدی عشرة و ما بینها و بین سابقتها جلی، و لیس فیها من أحكام العرش غیر المتقدم الجلی و هو عَلَیْهِمْ* و وَ هُوَ* و میم الجمیع و (شی‌ء) و یُؤْتِیهِ* و (لبئس) إبدالهما لورش و سوسی جلی و لِلصَّلاةِ تفخیمه لورش كذلك و خبیر ترقیق رائه له كذلك، و لیس فیها من یاءات الإضافة و لا من الزوائد و لا من الصغیر شی‌ء، و مدغمها أربعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 586

سورة المنافقون‌

اشارة

مدنیة جلالاتها أربع عشرة، و آیها إحدی عشرة باتفاق و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- خُشُبٌ قرأ قنبل و النحویان بإسكان الشین تخفیفا و الباقون بالضم علی الأصل و یحسبون قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین و الباقون بالكسر و عَلَیْهِمْ* جلی و قِیلَ* و كذلك لَوَّوْا* قرأ نافع بتخفیف الواو الأولی، و الباقون بتشدیدها.
2- رُؤُسَهُمْ* ما فیه لورش جلی و لا یعلمون تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور و قیل لا یفقهون قبله و قیل آخر السورة.

الممال‌

التوراة تقدم قریبا الحمار لهما و دوری و ابن ذكوان بخلف عنه الناس لدوری جاءك جلی أنی لهم و دوری.

المدغم‌

یَسْتَغْفِرْ لَكُمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ* لبصری بخلف عن الدوری، (قبل لفی) العظیم مثل لهم التوراة علی أحد الوجهین لعلة التقارب، و الطریق الآخر الإظهار لوجود الخفة، لانفتاح التاء و سكون ما قبلها اللهو و من فطبع علی قیل لهم، و لا إدغام فی و تركوك قائما لسكون ما قبل الكاف.
3- وَ أَكُنْ* قرأ البصری بزیادة واو بین الكاف و النون و بنصب النون، و الباقون بلا واو و سكون النون. قال الدانی: و رسم المصاحف بغیر واو فقال أبو عبید و كذا رأینه فی الإمام و علیه فرسمه بالواو الكحلاء كما یفعله كثیر من الرسام لقراءة البصری خطأ فإن قالوا نرسمه للبیان و التعلیم للمبتدئین. قلنا تلحق بالحمراء هكذا، و أكون كنظائره فیقع البیان من غیر مخالفة للمصاحف الواجب اتباعها.
4- یُؤَخِّرَ* إبداله لورش جلی و جاءَ أَجَلُها جلی و تعملون قرأ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 587
شعبة بالیاء التحتیة و الباقون بالتاء الفوقیة، و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها و مدغمها اثنان و الصغیر ثلاثة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 588

سورة التغابن‌

اشارة

مدنیة فی قول الأكثر، و قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و عطاء مكیة إلا ثلاث آیات من یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ إلی الْمُفْلِحُونَ*، و جلالاتها عشرون.
1- رُسُلُهُمْ* قرأ البصری بإسكان السین و الباقون بالضم و (نكفر) و (ندخله) قرأ نافع و الشامی بنون العظمة، و الباقون بالیاء التحتیة.
2- یُضاعِفْهُ* قرأ المكی و الشامی بتشدید العین و حذف الألف قبلها، و الباقون بالألف و التخفیف و الْحَكِیمُ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب للجمهور، و قیل المؤمنون قبله.

الممال‌

جاء* جلیّ و استغنی لدی الوقف لهم بلی لهم و دوری النار لهم و دوری.

المدغم‌

یَفْعَلْ ذلِكَ* لأبی الحارث وَ یَغْفِرْ لَكُمْ* لبصری بخلف عن الدوری، خَلَقَكُمْ*، یَعْلَمُ ما* هُوَ وَ عَلَی و لا إدغام فی فَیَقُولَ رَبِ لفتحها بعد ساكن، و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها و مدغمها أربعة و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 589

سورة الطلاق‌

اشارة

مكیة، جلالاتها خمس و عشرون، و آیها إحدی عشرة بصری و اثنتا عشرة حجازی و كوفی و دمشقی و ثلاث عشرة حمصی.
1- النَّبِیُّ إِذا* تحقیق الأولی و تسهیل الثانیة بینها و بین الیاء و إبدالها واوا محضة لنافع و إبدالها یاء ثم إدغامها فی الیاء قبلها و تحقیقها للباقین جلی.
2- بُیُوتِهِنَ ضم الباء لورش و بصری و حفص و كسرها للباقین جلیّ و مُبَیِّنَةٍ* قرأ المكی و شعبة بفتح الیاء المنقوطة نقطتین من أسفل و الباقون بالكسر.
3- فَهُوَ* إسكان هائه لقالون و النحویین و ضمه للباقین جلی و بالِغُ أَمْرِهِ قرأ حفص بلا تنوین بالغ، و خفض أمره علی الإضافة و الباقون بتنوین الغین و نصب الراء علی الإعمال و وَ اللَّائِی* معا تقدم بالمجادلة و إِنِ ارْتَبْتُمْ* لا خلاف بینهم فی تفخیم الراء لعروض الكسرة.
4- (و ائتمروا) إبداله لورش و سوسی جلیّ و (كأین) قرأ المكی بألف بعد الكاف ممدودة بعدها همزة مكسورة و الباقون بهمزة بعد الكاف علی الألف و بعدها یاء مكسورة مشددة من غیر مدّ.
5- نُكْراً* قرأ نافع و ابن ذكوان و شعبة بضم الكاف، و الباقون بالإسكان و مبینات قرأ الحرمیان و البصری و شعبة بفتح الیاء المشددة، و الباقون بكسرها و (ندخله) قرأ نافع و الشامی بنون العظمة، و الباقون بالیاء التحتیة.
6- عِلْماً* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور، و قیل أخری قبله.

الممال‌

أُخْری لهم و بصری آتاه و آتاهم لهم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 590

المدغم‌

فقد ظلم لورش و بصری و شامی و الأخوین قد جعل لبصری و هشام و الأخوین، حیث سكنتم أمر ربها و أما اللَّائِی یَئِسْنَ فذهب الدانی إلی إظهار وجها واحدا و تبعه هو و غیره، كالصغراوی و به الأخذ عند شیوخنا و لذلك لم نذكره فی المدغم تبعا لهم و وجهوا الإظهار بأن فی الإدغام تولی لإعلال علی الكلمة و ذلك لأن الأصل اللائی بیاء ساكنة بعد الهمزة كقراءة الشامی و الكوفیون و الحسن و الأعمش، فحذفت الیاء تخفیفا لتطرفها و انكسار ما قبلها كما حذفت فی الرام و الغاز فصارت بهمزة مكسورة من غیر یاء بعدها كقراءة قالون و قنبل ثم أبدلت من الهمزة یاء مكسورة علی غیر قیاس إذ القیاس أن تسهل بین بین ثم أسكنت الیاء استثقالا للحركة علیها، فهذان إعلالان فلا تعل ثالثة بالإدغام، و اعترضهم ابن الباذش و جماعة من الأندلسیین و قالوا بإدغامه إلا أنهم لم یجعلوه من باب الإدغام الصغیر لأنه إدغام ساكن فی متحرك و أوجبوا إدغامه لمن سكن الیاء مبدلة و هما البصری و البزی و صوبه أبو شامة فقال: الصواب أن یقال لا مدخل لهذه الكلمة فی هذا الباب بنفی و لا إثبات لأن الیاء ساكنة و باب الإدغام الكبیر مختص بإدغام متحرك فی متحرك و إنما موضع هذا قوله:
و ما أوّل المثلین فیه مسكّن فلا بدّ من إدغامه و عند ذلك یجب إدغامه لسكون الأول و قبله مد فالتقی ساكنان علی أحدهما انتهی. قال المحقق بعد أن نقل هذا: قلت: و كل من وجهی الإظهار مأخوذ به، و بهما قرأت علی أصحاب أبی حیان عن قراءتهم بذلك علیه ثم علل الإظهار بنحو ما تقدم و زاد وجها ثانیا فقال الثانی إن أصل هذه الیاء الهمزة و إبدالها و تسكینها عارض و لم یعتدّ بالعارض فیها فعوملت الهمزة و هی مبدلة معاملتها و هی محققة ظاهرة لأنها فی النیة، و المراد و التقدیر، و إذا كان كذلك لم تدغم، ثم وجه الإدغام بوجهین أحدهما أن سبب الإدغام قوی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 591
باجتماع المثلین و سبق أحدهما بالسكون فحسن الاعتداد بالعارض لذلك، الثانی أن اللای بیاء ساكنة من غیر همز لغة ثابتة فی اللاء و هی لغة قریش فعلی الإدغام علی حده بلا نظر و یكون من الإدغام الصغیر و إنما أظهرت فی قراءة الشامی و الكوفیین من أجل أنها وقعت حرف مد فامتنع إدغامها لذلك انتهی. و الحاصل أن كلا من الوجهین صحیح موجه مقروء به إلا أن من أخذ بطریق التیسیر و نظمه یقرأ بالإظهار فقط مع اعتقاد صحة الإدغام، و من قرأ بطریق النشر یقرأ بهما و اللّه أعلم. و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها، و مدغمها موضعان و الصغیر مثله.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 592

سورة التحریم‌

اشارة

مدنیة إجماعا، جلالاتها ثلاث عشرة، و آیها اثنتا عشرة فی غیر الحمصی، و ثلاث عشرة فیه و اختلافها الأنهار عدها الحمصی و تجاوزها غیره إلی قدیر، و ما بینها و بین سابقتها جلیّ.
1- النَّبِیُّ* كله و (لم) و النَّبِیُّ إِلی كله جلی و عَرَّفَ* قرأ علی بتخفیف الراء، و الباقون بتشدیدها و تَظاهَرا عَلَیْهِ قرأ الكوفیون بتخفیف الظاء، و الباقون بالتشدید.
2- وَ جِبْرِیلُ* قرأ نافع و البصری و الشامی و حفص بكسر الجیم و الراء و حذف الهمزة و إثبات الیاء و المكی مثلهم إلا أنه بفتح الجیم و شعبة بفتح الجیم و الراء بعده همزة مكسورة و الأخوان مثله إلا أنهما یزیدان بعد الهمزة یاء ساكنة.
3- یُبْدِلَهُ قرأ نافع و البصری بفتح الباء و تشدید الدال و الباقون بإسكان الباء و تخفیف الدال و نَصُوحاً قرأ شعبة بضم النون، و الباقون بالفتح.
4- عَلَیْهِمْ* و قِیلَ* جلی وَ كُتُبِهِ* قرأ البصری و حفص بضم الكاف و التاء من غیر ألف علی الجمع، و الباقون بكسر الكاف و فتح التاء بعدها ألف علی الإفراد.
5- الْقانِتِینَ* تام و فاصلة و منتهی الحزب السادس و الخمسین بإجماع.

الممال‌

مَرْضاتَ* لعلی مولاكم و مولاه و مأواهم مفعل و عسی و یسعی معا لهم و عمران لابن ذكوان بخلف عنه و لا یرققه ورش لأنه أعجمی.

المدغم‌

فَقَدْ صَغَتْ لبصری و هشام و الأخوین و اغفر لنا لبصری بخلف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 593
عن الدوری، تُحَرِّمُ ما اللَّهَ هُوَ* طلقكن علی أحد الوجهین و هو مختار الدانی، قال: لأنه اجتمع فیه ثقلان ثقل الجمع و ثقل التأنیث فوجب أن یخفف بالإدغام و الطریق الآخر الإظهار و هو روایة عامة العراقیین عن السوسی لأن الإدغام یؤدی إلی اجتماع ثلاث مشددات اللام و الكاف و النون و بالوجهین قرأ الدانی قال المحقق: و علی إطلاق الوجهین فیها من علمناه من قراء الأمصار، و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها و مدغمها الثلاثة و الصغیر اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 594

سورة الملك‌

اشارة

مكیة جلالاتها ثلاث و آیها ثلاثون لغیر المكی و شعبة و نافع و إحدی و ثلاثون لهم اختلافها نذیر الثانی عدها من ذكر و تجاوزها غیرهم إلی كبیر.
1- تَفاوُتٍ قرأ الأخوان بضم الواو مشددة من غیر ألف و الباقون بتخفیف الواو و ألف قبلها و وَ هُوَ* و هِیَ* جلی و تَمَیَّزُ قرأ البزی بتشدید التاء وصلا، و الباقون بالتخفیف.
2- فَسُحْقاً قرأ علی بضم الحاء، و الباقون بالإسكان، و النُّشُورُ أَ أَمِنْتُمْ هذا مما اجتمع فیه همزتان لا مما اجتمع فیه ثلاث همزات كما ربما یتوهم و لذا ذكره هنا بقوله و أمنتم فی الهمزتین الخ و لم یسكت علیه كغیره فقرأ قالون و البصری و هشام بخلف عنه بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة مع الإدخال و عن هشام أیضا تحقیقها مع الإدخال و ورش و البزی بتسهیل الثانیة من غیر إدخال و عن ورش أیضا إبدالها ألفا إلا أنه لم یزد علی ما فی الألف المبدلة من المد لعدم السبب و قنبل فی الوصل بإبدال الأولی واوا و تسهیل الثانیة من غیر إدخال فإن وقف علی النشور و ابتدئ بأأمنتم فهو كالبزی و الباقون بتحقیقهما مطلقا من غیر إدخال.
3- السَّماءِ أَنْ* معا قرأ الحرمیان و البصری بإبدال الثانیة یاء و الباقون بتحقیقها و لا خلاف بینهم فی تحقیق الأولی و نَذِیرِ* و نَكِیرِ* قرأ ورش بزیادة یاء بعد الراء وصلا و حذفها وقفا، و الباقون بحذفها مطلقا.
4- یَنْصُرُكُمْ* قرأ البصری بسكون الراء و عن الدوری أیضا اختلاسها، و الباقون برفعه و صِراطٍ* بین و سِیئَتْ قرأ نافع و الشامی و علی بإشمام كسرة السین الضم، و الباقون بالكسرة الخالصة.
5- وَ قِیلَ* قرأ هشام و علی بالإشمام، و الباقون بالكسر، و أَ رَأَیْتُمْ* معا جلی و إِنْ أَهْلَكَنِیَ اللَّهُ قرأ حمزة بإسكان الیاء فتحذف لفظا و ترقق لام الجلالة لكسر النون، و الباقون بفتحها فیفخم لام الجلالة للفتح.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 595
6- مَعِیَ أَوْ قرأ شعبة و الأخوان بإسكان الیاء، و الباقون بفتحها و فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ قرأ علی بیاء الغیب و الباقون بتاء الخطاب و التقیید بمن هو لیخرج الأول و هو فَسَتَعْلَمُونَ كَیْفَ فلا خلاف فیه و مَعِینٍ* تام و فاصلة و منتهی الربع للجمهور، و قیل یستثنون بسورة ن.

الممال‌

تری معا و الدنیا لهم و بصری بلی و اهتدی و متی لهم جاءنا لحمزة و ابن ذكوان الكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

هَلْ تَری* لبصری و هشام و الأخوین و لقد زینا لبصری و الأخوین و شامی بخلف عن ابن ذكوان و لیس فی القرآن غیره، قد جاءنا لبصری و هشام و الأخوین، تَكادُ تَمَیَّزُ یَعْلَمُ مَنْ* جَعَلَ لَكُمُ* كانَ نَكِیرِ* یَرْزُقُكُمْ* و جَعَلَ لَكُمُ*، و فیها یاءات الإضافة اثنتان (و أهلكنی اللّه معی أو)، و من الزوائد اثنتان نَذِیرٌ* و نَكِیرِ*، و مدغمها ست، و الصغیر ثلاث.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 596

سورة ن‌

اشارة

مكیة و آیها اثنتان و خمسون للجمیع، و یسیطرون صلة و لیس بوقف لتعلقه بمجنون.
1- ن وَ الْقَلَمِ قرأ ورش بخلف عنه و الشامی و شعبة و علی بإدغام النون من نون فی واو و القلم مع الغنة و الباقون بالإظهار، وَ هُوَ* كله جلی و أَنْ كانَ* قرأ الشامی و شعبة و حمزة بهمزتین مفتوحتین علی الاستفهام، و الباقون بهمزة واحدة علی الخبر و شعبة و حمزة علی أصلهما فی الهمزتین من التحقیق من غیر إدخال و هشام بتسهیل الثانیة فقط مع الإدخال فخالف أصله فی ترك التحقیق و ابن ذكوان بالتسهیل من غیر إدخال فخالف أصله فی التسهیل فتلك أربع قراءات و ما ذكرناه من أن ابن ذكوان لا إدخال له هو المذكور المنصوص و به قال ابن شیطا و ابن سوار و أبو العز و أبو علی المالكی و الدانی و ابن الفحام و غیرهم و قال غیرهم كأبی محمد مكی و ابن شریح و ابن سفیان و المهدوی و أبی الطیب ابن غلبون بالإدخال. قال الدانی: و لیس ذلك بمستقیم من طریق النظر و لا صحیح من جهة القیاس و ذلك أن ابن ذكوان لما لم یفصل بهذه الألف بین الهمزتین فی حال تحقیقهما مع ثقل اجتماعهما علی أن فصله بها بینهما فی حال تسهیله أحدهما مع خفة ذلك غیر صحیح فی مذهبه علی أن الأخفش قد قال فی كتابه عنه بتحقیق الأولی و تسهیل الثانیة و لم یذكر فصلا انتهی.
و الحاصل أن كلا من الوجهین صحیح إلا أن مذهب الدانی أدق فی النظر و أقرب إلی القیاس و هو المأخوذ به من طریق التیسیر و نظمه، و بالوجهین قرأ المحقق فقرأ بهما من طریق نشر و نظمه و اللّه أعلم.
2- أَنِ اغْدُوا قرأ البصری و عاصم و حمزة بسكون النون و الباقون بالضم و أَنْ یُبْدِلَنا قرأ نافع و البصری بفتح الباء الموحدة و تشدید الدال، و الباقون بإسكان الباء و تخفیف الدال.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 597
3- تَخَیَّرُونَ* قرأ البزی بتشدید التاء وصلا و الباقون بالتخفیف و لَیُزْلِقُونَكَ قرأ نافع بفتح الیاء من زلق كضرب، و الباقون بضمها مضارع أزلق الرباعی.

فائدة:

هذه الآیة و إن یكاد إلی آخرها دواء لمن أصابته العین إن كان قارئا فیقرأ و إلا فیرقی بها.
4- لِلْعالَمِینَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی النصف للأكثرین و عند جماعة واعیة بالحاقة و خافیة للآخرین و قیل واهیة.

الممال‌

تُتْلی* و عسی و نادی و فاجتباه لهم بأبصارهم لهما و دوری لعلی لا إمالة فیه لأنها علی الحرفیة دخلت علیه اللام الابتداء و كذلك فطاف، لأنه لیس من الأفعال العشرة.

المدغم‌

بَلْ نَحْنُ* لعلی فاصبر لحكم لبصری بخلف عن الدوری، أعلم بمن أعلم بالمهتدین، أكبر لو یكذب بهذا الحدیث سَنَسْتَدْرِجُهُمْ*، و لیس فیها یاء إضافة، و لا زائدة، و مدغمها خمسة و الصغیر اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 598

سورة الحاقة

مكیة جلالاتها واحدة دمشقی و بصری بخلاف عنه، و اثنتان لغیرهما و ثلاث بصری علی القول الآخر.
1- وَ مَنْ قَبْلَهُ* قرأ النحویان بكسر القاف و فتح الباء، و الباقون بفتح القاف و إسكان الباء و وَ الْمُؤْتَفِكاتُ* إبداله لورش و سوسی جلی و وَ تَعِیَها لا خلاف بینهم فی كسر العین و تخفیف الیاء و قراءته بالتشدید لحن.
2- أُذُنٌ* قرأ نافع بإسكان الذال و الباقون بالضم، و حُمِلَتِ* بتخفیف المیم للعشرة و ما ذكره فی البحر من التشدید للشامی فلیس من طرقنا و لا طرق النشر.
3- لا تَخْفی قرأ الأخوان بالیاء التحتیة علی التذكیر و الباقون بالتاء الفوقیة علی التأنیث و اقْرَؤُا* ثلاثة ورش جلیة و كِتابِیَهْ إِنِّی اختلف فیه عن ورش فروی الجمهور عنه إسكان الهاء و ترك النقل كالجماعة و هو الأصح القوی فی الروایة و العربیة و اقتصر علیه غیر واحد من الأئمة قال الدانی: و به قرأت علی مشیخة المصریین و به آخذ، و ذهب جماعة إلی النقل كسائر الباب و الاتصال و إن لم یوجد بحسب النیة لأن تسكینه بنیة الوقف فهو موجود فی اللفظ و الأول هو المقدم فی الأداء لشهرته و المقتصر علیه مصیب و اللّه أعلم.
4- مالِیَهْ و سُلْطانِیَهْ قرأ حمزة بحذف الهاء منهما وصلا و الباقون بإثباتها فیهما و لا خلاف فی إثباتها فی الوقف لتحصین الحركة التی قبلها. فإن قلت: لم خص هذین اللفظین دون غیرهما. أجیب: بأن فیه الجمع بین اللغتین مع اتباع الأثر.
5- یَحُضُّ* بالضاد الساقطة لأن معناه الحث و التحریض لا من الحظ الذی هو النصیب.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 599
6- تَذَكَّرُونَ* قرأ نافع و البصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه بتاء الخطاب و تشدید الذال و المكی و هشام بیاء الغیب مع التشدید و هو الطریق الثانی لابن ذكوان و حفص و الأخوان بتاء الخطاب و تخفیف الذال و لا یاء إضافة فیها و لا زائدة، و مدغمها أربعة، و الصغیر نصفها. غیث النفع فی القراءات السبع 600 سورة سأل
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 600

سورة سأل‌

اشارة

و تسمی المعارج و الواقع، مكیة جلالاتها واحدة، و آیها ثلاث و أربعون دمشقی و أربع و أربعون فی الباقی.
1- سَأَلَ قرأ نافع و الشامی بألف من غیر همز كقال، و الباقون بالهمزة المفتوحة بین السین و اللام و تَعْرُجُ قرأ علیّ بالیاء علی التذكیر، و الباقون بالتاء علی التأنیث.
2- یَوْمِئِذٍ* قرأ نافع و علی بفتح المیم و الباقون بالكسر، و تؤویه لا یبدله السوسی لأنه بالهمز أخف منه بالإبدال لما یوجد فی حال الإبدال من واو ساكنة قبلها ضمة و بعدها واو مكسورة فإن وقف علیه فلحمزة وجهان: الإبدال مع الإدغام و تركه و كَلَّا* تام و قیل كاف و نَزَّاعَةً قرأ حفص بنصب نزاعة علی الحال من الضمیر المستكن فی لظی قال فی البحر: و صح عمله فی الحال و إن كان علما لما فیه من معنی التلظی انتهی، أی فهی جاریة مجری المشتقات كالحارث، و الباقون بالرفع إما خبر أن و لظی بدل من اسمها أو لظی خبر و نزاعة خبر آخر، أو خبر مبتدأ محذوف أی هی نزاعة.
3- بِالْخاطِئَةِ إبدال حمزة همزه فی الوقف یاء، و (الخاطئون) ما فیه لورش جلی و فیه لحمزة إن وقف ثلاثة تسهیل الهمزة بینها و بین الواو و إبدالها یاء و نقل حركتها إلی الطاء و حذفها و یجوز مع كل من الثلاثة المد و التوسط و القصر.
4- یؤمنون* و الْأَقاوِیلِ جلیان و فَأَوْعی تام و قیل كاف فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع للجمهور و قیل یعلمون.

الممال‌

فواصلة الممالة (د) لظی و للشوی و فأوعی لهم و بصری و إن انبهم علیك شی‌ء فراجع ما تقدم بطه، ما لیس برأس آیة الحاقة و الوقف علی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 601
الثانیة كاف، و قیل تام علی الثالثة تام و كذا كل ما آخره هاء تأنیث و هو أصله التاء لعلی إن وقف و ما یصح الوقف علیه جلیّ و لا یخفی علیك ما فیه الخلاف نحو القارعة، و ما لا خلاف فیه نحو بالطاغیة و أما هو هاء سكت و هو كتابیه معا و حسابیه معا و مالیه و سلطانیه فلا إمالة فیه أدراك لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه فله الاضجاع و له الفتح و إمالة شعبة كبری كالأخوین و بصری فتری لدی الوقف و صرعی و تری و نراه لهم و بصری فإن وصل تری بالقوم فلسوسی بخلف عنه و جاء بین طغا لدی الوقف و اتفقوا علی كتابته بالألف و لا تخفی و أغنی لهم الكافرین و للكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

كذبت ثمود لبصری و شامی و الأخوین فهل تری لبصری و هشام و الأخوین، و أما مالیه هلك فهو داخل فی قاعدته: إذا التقی حرفان أولهما ساكن أو كانا مثلین أو متجانسین نحو و قد تبین وجب إدغام الأول لكن قال فیه كثیر من الأئمة بالإظهار لأن الساكن هاء سكت و لا تثیب إلا فی الوقف و لا إدغام مع الوقف و إثباتها فی الوصل لثبوتها فی المصحف بنیة الوقف و هذا هو الجاری علی المختار من عدم النقل فی كتابیه إنی لكن قال أبو شامة و معنی الإظهار أن یوقف علی مالیه وقفة لطیفة و أما إن وصل فلا یمكن غیر الإدغام أو التحریك و إن خلا اللفظ من أحدهما كان القارئ واقفا و هو لا یدری لسرعة الوصل. قال المحقق بعد أن نقله: و ما قاله أبو شامة أقرب إلی التحقیق و أحری بالدرایة و التدقیق و قد سبق إلی النص علیه أستاذ هذه الصناعة أبو عمرو الدانی رحمه اللّه قال قال فی جامعه: و من روی التحقیق یعنی التحقیق فی كتابیه إنی لزمه أن یقف علی الهاء فی قوله مالیه هلك وقفة لطیفة فی حال الوصل من غیر قطع لأنه واصل بنیة واقف فیمتنع بذلك من أن یدغم فی الهاء التی بعدها قال و من روی الإلقاء لزمه أن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 602
یصلها و یدغمها فی الهاء التی بعدها لأنها عنده كالأحرف اللازم الأصلی انتهی، فهی یومئذ أقسم بما لقول رسول الأقاویل لأخذنا المعارج تعرج، و لا إدغام فی رسول ربهم لفتحها بعد ساكن.
5- لأمانتهم قرأ المكی بغیر الألف بعد النون علی التوحید، و الباقون بالألف علی الجمع و بِشَهاداتِهِمْ قرأ حفص بألف بعد الدال علی الجمع و هی قراءة یعقوب بن إسحاق الحضرمی، و الباقون بغیر ألف علی الإفراد.
6- فَما لِ وقف البصری علی ما و علی علیها و علی اللام و الباقون علی اللام جلی.
7- كَلَّا* تام و علیه اقتصر الدانی و قال العمانی: هو الجید و الأشهر و مذهب الأكثر، و جوّز بعضهم الوقف علی ما قبلها و الابتداء بها و جعلها بمعنی حقا و نصب قرأ الشامی و حفص بضم النون و الصاد و الباقون بفتح النون و إسكان الصاد، و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة، و مدغمها ثلاثة، و لا صغیر فیها.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 603

سورة نوح‌

اشارة

مكیة، جلالاتها سبع و آیها عشرون و ثمان كوفی و تسع دمشقی و بصری و ثلاثون فی الباقی، و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- أَنِ اعْبُدُوا* قرأ البصری و عاصم و حمزة بكسر النون و الباقون بالضم، وَ یُؤَخِّرْكُمْ* و و لا یُؤَخَّرُ إبدالهما لورش جلی و دُعائِی إِلَّا قرأ الحرمیان و البصری و الشامی بفتح الیاء و الباقون بالإسكان و إن وقف علی دعائی فثلاثة ورش فیه جلیة و فِراراً* و إِسْراراً و مِدْراراً* یفخمها ورش كالجماعة للتكرار و إِنِّی أَعْلَنْتُ قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان.
2- وَ وَلَدُهُ قرأ نافع و الشامی و عاصم بفتح الواو و اللام و الباقون بضم الواو الثانیة و إسكان اللام و اتفقوا علی فتح الواو الأولی.
3- وَدًّا* قرأ نافع بضم الواو، و الباقون بالفتح، و خَطِیئاتِهِمْ قرأ البصری بفتح الطاء و الیاء و ألف بعدهما و ضم الهاء من غیر همز و لا تاء مثل عطایاهم و الباقون بكسر الطاء و بعدها یاء ساكنة ممدودة بعدها همزة مفتوحة بعدها ألف تاء مكسورة و هاء كذلك.
4- بَیْتِیَ مُؤْمِناً قرأ هشام و حفص بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان و هذه و الاثنتان قبلها هو ما اختلف فیه من یاءات الإضافة فی هذه السورة و كل ما فیها سواها نحو إنی دعوت فما اتفق علی إسكانه و تَباراً تام و فاصلة و ختام الحزب السابع و الخمسین بلا خلاف.

الممال‌

ابْتَغی* و مسمی لدی الوقف علیه لهم جاء جلی آذانهم لدوری علی الكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

یَغْفِرْ لَكُمْ* و اغفر لی لبصری بخلف عن الدوری، أقسم برب،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 604
الأجداث سراعا لا یؤخر لو قال رب لیغفر لهم خلقكم الشمس سراجا جعل لكم. و فیها من یاءات الإضافة ثلاث: دُعائِی إِلَّا و إِنِّی أَعْلَنْتُ و بَیْتِیَ مُؤْمِناً و لا زائدة فیها و مدغمها ستة، و الصغیر اثنان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 605

سورة الجن‌

مكیة باتفاق جلالاتها عشرة و آیها عشرون و ثمان للجمیع.
1- قُرْآناً* ظاهر و وَ أَنَّهُ تَعالی جَدُّ رَبِّنا وَ أَنَّهُ كانَ* معا و وَ أَنَّا ظَنَنَّا* معا وَ أَنَّهُمْ ظَنُّوا، وَ أَنَّا لَمَسْنَا، وَ أَنَّا كُنَّا، و أَنَّا لا نَدْرِی و أَنَّا مِنَّا* معا وَ أَنَّا لَمَّا و ذلك اثنا عشرة همزة فقرأ الشامی و حفص و الأخوان بفتح جمیعهن، و الباقون بالكسر فی الجمیع و اتفقوا علی فتح وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ لأنه لا یصح أن یكون من قول الجن بل هو مما أوحی إلیه- صلی اللّه علیه و سلّم- بخلاف البواقی فإنه یصح أن یكون من قولهم علی نظر فی بعضه و أن یكون مما أوحی إلیه و علی فتح أنه استمع لأنه فی موضع المفعول الذی لم یسم فاعله لا وحی. و الحاصل أن إن مخففة و مشددة مع الواو و مجردة منها ذكرت فی هذه السورة فی ستة و عشرین موضعا اختلفوا فی ثلاثة عشر الاثنی عشر المذكورة و أنه لما قام و اتفقوا علی ثلاثة عشر ستة علی الفتح للهمزة و هی أنه استمع أن لن یبعث، أن لن نعجز و أن لو و أن المساجد أن قد، و سبعة علی الكسر و هی: فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا، قُلْ إِنِّی لا أَمْلِكُ، (قال إنما)* (قل إنی لمن)، (إن له)*، قُلْ إِنْ أَدْرِی فَإِنَّهُ یَسْلُكُ.
2- نَسْلُكُهُ قرأ الكوفیون بالیاء، و الباقون بالنون، و وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ قرأ نافع و شعبة بكسر الهمزة، و الباقون بالفتح.
3- لِبَداً* قرأ هشام بخلاف عنه بضم اللام، و الباقون بالكسر و هو الطریق الثانی لهشام.
4- قُلْ إِنَّما* قرأ عاصم و حمزة بضم القاف و إسكان اللام من غیر ألف بصیغة الأمر، و الباقون بفتح القاف و اللام و ألف بینهما بصیغة الماضی.
5- رَبِّی أَمَداً قرأ الحرمیان و البصری بفتح الیاء، و الباقون بالإسكان، و لَدَیْهِمْ* قرأ حمزة بضم الهاء، و الباقون بالكسر، و فیها مضافة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 606
واحدة: رَبِّی أَمَداً، و لا زائدة فیها، و مدغمها ستة، و لیس فیها و لا فی الثلاث بعدها صغیر.

سورة المزمل علیه الصلاة و السلام‌

اشارة

مكیة قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما- إلا إن ربك الآیة فهی مدنیة جلالاتها سبع و آیها ثمان عشرة.
1- أَوِ انْقُصْ قرأ عاصم و حمزة بكسر الواو، و الباقون بالضم و اتفقوا علی ضم همزة الوصل فی الابتداء و الْقُرْآنَ* جلیّ و (و طا)* قرأ البصری و الشامی بكسر الواو و فتح الطاء بعدها ألف ممدودة للهمزة المنصوب المنوّن بعدها و الباقون بفتح الواو و إسكان الطاء بعدها همزة منصوبة منونة.
2- رَبُّ* قرأ الشامی و شعبة و الأخوان بخفض الباء بدل من ربك و الباقون بالرفع مبتدأ خبره لا إله إلا هو و سَبِیلًا* تام، و قیل كاف فاصلة بلا خلاف تمام الربیع للجمهور، و لبعضهم مفعولا، و لبعضهم مهیلا.

الممال‌

تعالی و الهدی و ارتضی و أحصی فعصی لهم فزادوهم و شاء لحمزة و ابن ذكوان بخلف له فی الأول النهار لهما و دوری.

المدغم‌

ما اتخذ صاحبة و لیس له نظیر ذلك كنا طرائق قددا نعجزه هربا ذكر ربه یجعل له، و لا إدغام فی علیك قولا لفتحه بعد ساكن.
3- ثُلُثَیِ قرأ هشام بإسكان اللام و الباقون بالضم و وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ قرأ نافع و البصری و الشامی بخفض الفاء من نصفه و الثاء من ثلثه و كسر الهاء فیهما، و الباقون بنصب الفاء و الثاء و ضم الهاءین.
4- الْقُرْآنِ* ظاهر و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها، و مدغمها واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 607

سورة المدثر علیه الصلاة و السلام‌

اشارة

مكیة جلالاتها ثلاث و آیها خمسون و خمس مكی و دمشق و مدنی أخیر و ست فی الباقی.
1- فَأَنْذِرْ تحقیق الهمز و تسهیله لحمزة إن وقف جلی و وَ الرُّجْزَ قرأ حفص بضم الراء و هی قراءة یعقوب و أبی جعفر و الحسن و ابن محیصن و هی لغة الحجاز، و الباقون بكسر الراء و هی لغة تمیم.
2- كَلَّا* الأربعة أما الأول و الثالث و هما أن أزید كلا أن یؤتی صحفا منشرة كلا فالوقف علیهما تام و قیل كاف و أما الثانی و الرابع و هما (كلا و القمر كلا إنه) فلا یحسن الوقف علیهما بل یوقف علی ما قبلهما و یبتدأ بهما.
3- إِذْ أَدْبَرَ قرأ نافع و حمزة و حفص بإسكان الذال فلا ألف بعدها و أدبر بهمزة مفتوحة و إسكان الدال بعدها بوزن أفعل و ورش بنقل حركة الهمزة إلی الذال علی أصله، و الباقون بفتح الذال و ألف بعدها و دبر بفتح الدال من غیر ألف أی همزة قبلها.
4- مُسْتَنْفِرَةٌ قرأ نافع و الشامی بفتح الفاء و الباقون بالكسر و تذكرون قرأ نافع بتاء الخطاب و الباقون بیاء الغیب و الْمَغْفِرَةِ* تام و فاصلة و تمام نصف الحزب بإجماع.

الممال‌

أدنی و آتانا و یؤتی و مرضی لهم ذكری لهم ذكری و لإحدی لدی الوقف علیه و التقوی لهم و بصری الكافرین و النار لهما و دوری إدراك لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه شاء معا جلی.

المدغم‌

عِنْدَ اللَّهِ هُوَ* سقر لا تبقی و لا تذر لواحة، هو و ما للبشر لمن سلككم، نكذب بیوم اللّه هو، و لا یاء إضافة فیها و مدغمها سبعة، و قال الجعبری: ستة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 608

سورة القیامة

مكیة و آیها تسع و ثلاثون فی غیر الحمصی و الكوفی و أربعون فیهما.
و اعلم أعاذنی اللّه و إیاك فی بحار عفوه و فضله أن بعض أهل الأداء كالمهدوی و أبی محمد مكی و سبط الخیاط و غیرهم استحسنوا بین هذه السورة و سابقتها و كذا بین الانفطار و المطففین، و بین الفجر و لا أقسم و بین العصر و الهمزة و هی التی أراده الشاطبی رحمه اللّه بأربع الزهر: السكت لمن وصل، و هم: ورش، و البصری، و الشامی، و حمزة، و البسملة لمن سكت و هو من ذكر غیر حمزة قالوا لبشاعة وقع ذلك إذا قیل و أهل المغفرة لا أقسم إلی آخر السورة قال المحقق و غیره: و إنما فصلوا بالتسمیة للساكت و بالسكت للواصل لأنهم لو بسملوا له و قد ثبت عنه النص بعدم البسملة لصادموا النص بالاختیار، و ذلك لا یجوز انتهی، و الصحیح المختار و هو مذهب الأكثرین كفارس بن أحمد و ابن سفیان و أبی طاهر إسماعیل بن خلف الأنصاری الأندلسی و شیخه عبد الجبار الطرطوشی و ابن سوار و غیرهم عدم الفرق بین هذه الأربع و غیرها و ما ذكره الأولون من البشاعة غیر مسلم و قد وقع فی القرآن العظیم كثیر من هذا كقوله القیوم لا تأخذه العظیم، لا إكراه، المحسنین، ویل یومئذ، و لیس فی ذلك بشاعة و لا سماجة إذا استوفی الكلام.
الثانی و تممه بل هو كلام سلس حلو ینوط بالقلب و تمتزج باللب و یستحسنه كل سامع غبی أو عاقل معجزة ظاهرة و آیة باهرة، و أیضا فإن البشاعة التی فر منها من فصل البسملة للساكت وقع فی مثلها بل فیما هو أبشع منها إذ لا یخفی علی ذی لب أن الرحیم ویل أبشع من و الصبر ویل فإن قلت: تقدم فی باب الاستعاذة أنه لا ینبغی إذا كان أول القراءة اسم الجلالة كقوله اللَّهُ الَّذِی جَعَلَ* و فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ* أن تصل التعوذ بالجلالة لما فیه من البشاعة و هذا منه. فالجواب أنّ التعوذ لیس من القرآن فلا یأتی فیه ما یتأتی فی القرآن بعضه مع بعض لأنه كشی‌ء واحد و یكفینا فی ضعف هذه
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 609
التفرقة بین هذه السور و غیرها أنها استحسان و لیست بمنصوصة علی أحد من أئمة القراءات و لا رواتهم فإن قلت: قول الحصری: و حجتهم فیهن عندی ضعیفة و لكن یقوون الروایة بالنص یقتضی أنه منصوص، قلت:
كلامه معترض كما قاله شراحه بل فیه شبه التدافع لأنه وهن و لا مقالتهم ثم أثبت لهم ما یقتضی التقویة فالحاصل أن هذه التفرقة ضعیفة نقلا و نظرا و إذا قلنا بها تبعا للجماعة القائلین بها لثبوت البشاعة مع تركها فلا نحتاج فی دفعها إلی ما ذكروه بل الساكت یجری علی أصله و الواصل له السكت و المبسمل یسقط له من أوجه البسملة وصلها بأول السورة و الذی استقر علیه أمرنا فی الإقراء و الأخذ بهذا و بعد التفرقة و اللّه أعلم.
2- لا أُقْسِمُ* أول السورة قرأ المكی بخلف عن البزی بحذف الألف التی بعد اللام و الباقون بإثباتها و هو الطریق الثانی للبزی. و احترزنا بأول السورة من الثانی و هو وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ و من لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ فقد اتفقوا فیهما علی الألف كالرسم.
2- أَ یَحْسَبُ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین، و الباقون بالكسر و بَرِقَ* قرأ نافع بفتح الراء، و الباقون بالكسر و كَلَّا* الثلاثة لا یحسن الوقف علیها بل الأحسن الوقف علی ما قبلها و الابتداء بها لأنها بمعنی حقّا أو إلا، هذا مذهب الأكثر و جوز بعضهم أن تكون الثلاثة بمعنی الردع و علیه فیجوز الوقف علیها و جوز بعضهم هذا فی الأول دون الأخیرین و هو الظاهر.
3- وَ قُرْآنَهُ معا حذف الهمزة و نقل حركتها إلی الراء للمكی و ترك النقل للباقین جلیّ و قُرْآنَهُ* إبداله لسوسی جلی.
4- تُحِبُّونَ* وَ تَذَرُونَ* قرأ نافع و الكوفیون بتاء الخطاب و الباقون بیاء الغیب و ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ الأول بالضاد الساقطة و الثانی بالظاء المشالة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 610
5- مَنْ راقٍ قرأ حفص بالسكت علی نون من ثم یقول راق لیظهر أنهما كلمتان، و الباقون بإدغام النون فی الراء من غیر غنة و الْفِراقُ الراء مفخم للجمیع لوجود حرف الاستعلاء بعده.
6- تمنی قرأ حفص بیاء الغیب و الباقون بتاء الخطاب و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة و مدغمها ثلاثة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 611

سورة الإنسان‌

اشارة

مكیة فی قول الجمهور و قال مجاهد و قتادة. مدنیة و قال الحسن و عكرمة: مدنیة إلا آیة واحدة.
1- وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً و قیل مدنیة إلا من قوله: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ* إلی آخرها و لأجل ما فیها من المكی و المدنی جاء الخلاف هل هی مكیة أو مدنیة؟ و كذلك سائر ما اختلف فیه جلالاتها خمس من سائر السور و آیها إحدی و ثلاثون.
2- و سلاسل* قرأ نافع و هشام و شعبة و علی بالتنوین وصلا و بإبداله ألفا وقفا و الباقون بغیر تنوین وصلا و اختلفوا فی الوقف فوقف البصری بالألف تبعا للخط و حمزة و قنبل بإسكان اللام من غیر ألف تبعا للفظ و البزی و ابن ذكوان و حفص لهم الوجهان الوقف بالألف و الوقف بالإسكان و لیس بموضع وقف.
3- كَأْساً* إبداله لسوسی جلی و (قواریر) الأول قرأ الحرمیان و شعبة و علی بالتنوین و یقفون بإبداله ألفا، و الباقون بغیر تنوین و كلهم بالألف، و الباقون بغیر تنوین و یقفون بغیر ألف إلا هشاما فإنه یقف بالألف كالمنونین. و إذا اعتبرت حكمهما معا كان فی ذلك خمس قراءات تنوینهما و الوقف علیهما بالألف لنافع و شعبة و علی و تنوین الأول و الوقف علیه بالألف و ترك التنوین فی الثانی و الوقف علیه بالإسكان للمكی و ترك التنوین فیهما و الوقف علی الأول بالألف و علی الثانی بالإسكان للبصری و ابن ذكوان و حفص و ترك التنوین فیهما و الوقف علیهما بالألف لهشام و ترك التنوین فیهما و الوقف علیهما بالسكون لحمزة.
4- سَلْسَبِیلًا تام و فاصلة بلا خلاف و تمام الربع لجماعة و لبعضهم منثورا و لبعضهم كبیرا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 612

الممال‌

فواصلة الممالة (ی) صلی و تولی و یتمطی و فأولی معا و سدی لدی الوقف و تمنی و فسوی و الأنثی و الموتی لهم و بصری و وافقهم شعبة فی سدی و لیس لورش فی صلی إلا التقلیل لأنه فاصلة ما لیس برأس آیة بلی و ألقی و أولی معا أتی و فوقاهم و لقاهم و جزاهم و تسمی لهم للكافرین لهما و دوری.

المدغم‌

لا أُقْسِمُ بِیَوْمِ، أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ نجمع عظامه الدهر لم یشرب بها، و لا إدغام فی رأیت ثم لأن التاء ضمیر.
5- لُؤْلُؤاً* إبدال الهمزة الأولی لسوسی و شعبة جلی و عالیهم قرأ نافع و حمزة بإسكان الیاء و كسر الهاء، و الباقون بفتح الیاء و ضم الهاء.
6- خُضْرٌ* قرأ نافع و البصری و الشامی و حفص برفع الراء و الباقون بجره و إِسْتَبْرَقٌ* قرأ الحرمیان و عاصم برفع القاف، و الباقون بالخفض و كیفیة قراءة هذه الآیة من قوله تعالی عالیهم إلی قوله تعالی من فضة، و الوقف علیه كاف أن تبدأ بقالون بإسكان الباء و كسر الهاء و إسكان المیم و رفع خضر و إستبرق مع قصر المنفصل و مده و یندرج معه ورش و یتخلف فی المنفصل فتعطفه منه مع ترقیق راء أساور و یندرج معه حمزة و یتخلف فی خضر و إستبرق فتعطفه بالخفض فیهما مع مد المنفصل طویلا و لا یخفی أن خلفا یدغم التنوین فی الواو بلا غنة و خلاد بغنة ثم تأتی بقالون بضم المیم مع ما تقدم مع السكون ثم تأتی بالمكی بفتح الیاء و ضم الهاء و المیم و خفض خضر و رفع إستبرق و قصر المنفصل ثم تأتی بالبصری بفتح الباء و ضم و إسكان المیم و رفع خضر و خفض إستبرق مع قصر المنفصل و مده، و یندرج معه فی المد الشامی و یندرج معه أیضا حفص فی خضر و یتخلف فی إستبرق فتعطفه منه بالرفع ثم تعطفا شعبة بخفض خضر و رفع إستبرق و یندرج معه علیّ فی خضر فتعطفه من و إستبرق بالجر مع إمالة هاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 613
التأنیث و ما قبلها و فتحها فذلك خمس عشرة قراءة فلو وقف علی و إستبرق عملا بقوله من أجاز الوقف علیه و جعله كافیا فینبغی أن یوقف علیه بالروم لیظهر الفرق بین القراءتین وصلا و وقفا كما تقدم فی نظائره و الْقُرْآنَ* و شِئْنا* جلیان و تَشاؤُنَ* قرأ الابنان و البصری بالیاء علی الغیب، و الباقون بالتاء علی الخطاب و ثلاثة ورش لا تخفی، و یاء إضافة و لا زائدة فیها، و مدغمها ثلاثة و الصغیر واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 614

سورة المرسلات‌

اشارة

مكیة و آیها خمسون اتفاقا.
1- ذِكْراً* جلی و نُذْراً قرأ البصری و حفص و الأخوان بإسكان الذال و الباقون بالضم.
2- أُقِّتَتْ قرأ البصری وصلا و وقفا بواو مضمومة علی الأصل لأنه من الوقت و الباقون بهمزة مضمومة بدل من الواو.
3- فَقَدَرْنا قرأ نافع و علی بتشدید الدال و الباقون بالتخفیف و بِشَرَرٍ قرأ ورش بترقیق الراء الأولی، و الباقون بالتفخیم و لا خلاف بینهم فی ترقیق الثانیة فإن وقف علیها و لیس بموضع وقف فورش یرققه مطلقا سواء وقف بالروم أو بالسكون لترقیق الراء قبلها فهو كالممال و الباقون إن رققوه بالروم وقفوه و إن وقفوا بالسكون فخموه.
4- جِمالَتٌ قرأ حفص و الأخوان بغیر ألف بعد اللام علی التوحید و الباقون بالألف علی الجمع و من جمع وقف بالتاء و من أفرد وقف بالهاء.
5- وَ عُیُونٍ* قرأ المكی و ابن ذكوان و شعبة و الأخوان بكسر العین و الباقون بالضم و قِیلَ* جلی و یُؤْمِنُونَ* تام و فاصلة و تمام الحزب الثامن و الخمسین بإجماع.

الممال‌

وَ سَقاهُمْ لهم شاء لحمزة و ابن ذكوان أدراك لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه قرار لهم و بصری و إمالة حمزة فیه تقلیل.

المدغم‌

فَاصْبِرْ لِحُكْمِ* لبصری بخلف عن الدوری نخلقكم لا خلاف بینهم فی إدغام القاف فی الكاف و إنما الخلاف فی استیفاء صفة استعلاء القاف فذهب الجمهور إلی الإدغام المحض من غیر تبقیة و هو الأصح فی الروایة و الأوجه فی القیاس و حكی الدانی الإجماع علیه فذهب مكی إلی الإبقاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 615
و علیه اقتصر فی الرعایة، و إذا سكنت القاف قبل الكاف وجب إدغامها فی الكاف لقرب المخرجین و یبقی لفظ الاستعلاء الذی فی القاف ظاهرا كإظهار الغنة و الإطباق مع الإدغام فی من یؤمن و أحطت و ذلك نحو قوله:
أ لم نخلقكم تدغم القاف فی الكاف و یبقی شی‌ء من لفظ الاستعلاء انتهی و قرابة به المحقق علی بعض شیوخه.

تنبیهان:

الأول: فی كلام مكی رحمه اللّه شبه تدافع لأنه قال أولا: و یبقی لفظ الاستعلاء فظاهره جمیعا، و قال آخر: و یبقی شی‌ء من لفظ الاستعلاء و العمل علی ما صدر به و هو ظاهر كلام غیره.
الثانی: لا ... فی روایة السوسی غیر الأول لأنه یدغم ما كان متحركا من ذلك إدغاما محضا فإدغام الساكن منه أولی و أحری، نحن نزلنا فالملقیات ذكرا و وافق خلاد بخلف عنه فی هذا السوسی و مده عنده من الساكن اللازم نحو دابة فلا یجوز فیه قصر و لا توسط و لا روم كما لا یجوز للسوسی ثلاثة شعب یؤذن لهم قیل لهم، و لیس فها یاء إضافة و لا زائدة و لا صغیر، و مدغمها أربع.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 616

سورة النبأ

مكیة اتفاقا، و آیها أربعون.
1- عَمَّ* خلف البزی فی زیادة هاء السكت لدی الوقف جلی و كَلَّا* معا یصح فی الأول الوقف علی ما قبله و الابتداء به و الوقف علیه و الابتداء بما بعده و الاول أحسن، و أما الثانی فلا یوقف علیه و لا یبتدأ به.
2- وَ فُتِحَتِ* قرأ الكوفیون بتخفیف التاء بعد الفاء و الباقون بالتشدید و مرصادا لا خلاف بینهم فی تفخیم الراء لحرف الاستعلاء.
3- لابِثِینَ قرأ حمزة بغیر ألف بعد اللام، و الباقون بالألف كفاعلین.
4- وَ غَسَّاقاً قرأ حفص و الأخوان بتشدید السین، و الباقون بالتخفیف و كِذَّاباً* الثانی قرأ علی بتخفیف الذال، و الباقون بالتشدید، و قید الثانی مخرج للأول و هو بآیاتنا كذابا فقد أجمعوا علی تشدیده لوجود فعله معه فلا یحتمل ما یحتمل الثانی و هو أن یكون مصدر كاذب كقاتل.
5- رَبِّ* قرأ الشامی و الكوفیون بخفض الباء و الباقون بالرفع و الرَّحْمنِ* قرأ الشامی و عاصم بخفض النون، و الباقون بالرفع فصار الشامی و عاصم بخفض الباء و النون و الأخوین بخفض الباء و رفع النون، و الباقون برفعهما، و لا یاء إضافة و لا زائدة فیها، و مدغمها ثلاث و الصغیر واحد.

سورة النازعات‌

اشارة

مكیة، جلالاتها واحدة و آیها أربعون و خمس لغیر الكوفی و ست فیه.
1- (أ إنّا و أ إذا) قرأ نافع و الشامی و علی بالاستفهام فی الأول و الإخبار فی الثانی و هم فی المستفهم فیه علی أصولهم فقالون بهمزة مفتوحة بعدها مكسورة مسهلة بینهما ألف و ورش أمثله إلا أنه لا یدخل و الشامی و علی بتحقیق الثانیة مع الإدخال لهشام و تركه لابن ذكوان و علی و الباقون بالاستفهام فیهما فالمكی یسهل الثانیة من غیر إدخال و البصری یسهلها مع
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 617
الإدخال و عاصم و حمزة یحققانها من غیر إدخال.
2- نَخِرَةً قرأ شعبة و الأخوان بألف بعد النون و الباقون بغیر ألف و طُویً* قرأ الشامی و الكوفیون بتنویه وصلا و یكسرونه لهمزة الوصل بعده، و الباقون بغیر تنوین.
3- تَزَكَّی* قرأ الحرمیان بتشدید الزای، و الباقون بالتخفیف و أنتم تسهیل الثانیة للحرمیین و البصری و هشام بخلف عنه و إبدال ورش أیضا و تحقیق الباقین و إدخال قالون و البصری و هشام و تركه للباقین جلی.
4- الْمَأْوی* معا و فِیمَ* جلی و ضُحاها* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی الربع لجماعة، و قیل المأوی الثانیة و قیل غیر ذلك.

الممال‌

فواصلة الممالة (ل) موسی و طوی لدی الوقف علیه و طغی و تزكی و فتخشی و الكبری و عصی و یسعی و فنادی و الأعلی و الأولی و یخشی و الكبری و سعی و یؤتی و من طغی و الدنیا و المأوی معا و الهوی و ذكراها لهم و بصری هذا إذا قلنا إن البصری یعتبر عدد بلده و إن قلنا إنه یعتبر عدد المدنی الأول فلا یمیل من طغی و علی هذا عمل شیوخنا المغاربة لأنه لم یعده فیه و لا فی المدنی الأخیر و لا المكی و إنما عده البصری و الشامی و الكوفی كما تقدم بناها و فسواها و ضحاها و مراعاها و أرساها مرساها و منتهاها و یخشاها و ضحاها لهم و بصری إنه اختلف عن ورش فذهب جماعة كالمهدوی و ابن سفیان و مكی و ابن غلبون و ابن شریح و بلیمة إلی الفتح، و ذهب غیرهم كالسوسی و أبی الطاهر ابن خلف و الخاقانی إلی التقلیل و أجروها مجری غیرها من الفواصل و قرأ الدانی بهما و لأجل هذا الخلاف لورش فصلتها عما قبلها دحاها لهما و علی و لا یمیل حمزة ما لیس برأس آیة شاء و جاءت لحمزة و ابن ذكوان خاف لحمزة أتاك و ناداه و نهی لدی الوقف علیه لهم فأراه لهم و بصری «1».
______________________________
(1) هو أبو عمرو البصری أحد القراء السبعة.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 618

المدغم‌

فَكانَتْ سَراباً لبصری و الأخوین، اللَّیْلَ لِباساً* الْمَلائِكَةُ صَفًّا أذن له و السابحات سبحا فالسابقات سبقا الراجفة تتبعها و لا إدغام فی كنت ترابا لكونه تام متكلم و لا فی بعد ذلك لفتحها بعد ساكن، و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة و لا صغیر و مدغمها ثلاث.

سورة عبس‌

مكیة و آیها أربعون دمشقی و واحد بصری و حمصی و أبو جعفر و اثنتان فی الباقی.
1- فَتَنْفَعَهُ قرأ عاصم بنصب العین و الباقون برفعها و تَصَدَّی قرأ الحرمیان بتشدید الصاد، و الباقون بتخفیفها و عَنْهُ تَلَهَّی قرأ البزی بتشدید التاء و أثبت الصلة فی عنه فهو مستثنی من قاعدة قولهم لا یجوز صلة الضمیر إذا وقع قبل ساكن، و لیس له نظیر و حیث اجتمع واو الصلة و التشدید فلا بد من المد الطویل لالتقاء الساكنین.
2- كَلَّا* معا یجوز فی كل منهما الوقف علی ما قبله و الابتداء به و الوقف علیه الابتداء بما بعده و الأحسن أن لا یوقف علی الثانیة بل علی ما قبلها و یبتدأ بها.
3- شاءَ أَنْشَرَهُ جلی أَنَّا* قرأ الكوفیون بفتح الهمزة، و الباقون بكسرها و شَأْنٌ* إبداله لسوسی جلی و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة و لا إدغام.

سورة التكویر

اشارة

مكیة بإجماع جلالاتها واحدة و آیها عشرون و ثمان لأبی جعفر و تسع لغیره.
1- سُجِّرَتْ قرأ المكی و البصری بتخفیف الجیم، و الباقون بالتشدید و الْمَوْؤُدَةُ لا خلاف عن ورش فی قصر الواو فخالف أصله من أن الهمزة إذا وقع بعد حرف اللین و كانا فی كلمة واحدة كسوء ففیه المد
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 619
الطویل و التوسط و حجته أن السكون عارض و أصل الواو الحركة من واد و إنما سكنت لدخول المیم علیها و أما الواو الثانیة فورش فیها علی أصله من القصر و التوسط و المد.
2- سُئِلَتْ فیه لحمزة إن وقف علیه وجهان التسهیل بین الهمزة و الیاء علی مذهب سیبویه و هو قول الجمهور و الثانی إبدال الهمزة واوا علی مذهب الأخفش.
3- نُشِرَتْ قرأ نافع و عاصم و الشامی بتخفیف الشین، و الباقون بالتشدید و سُعِّرَتْ قرأ نافع و ابن ذكوان و حفص بتشدید العین و الباقون بالتخفیف.
4- بِضَنِینٍ قرأ المكی و النحویان بالظاء المشالة بمعنی المنهم، و الباقون بالضاد الساقطة و اجتمعت المصاحف العثمانیة علی رسمه بالضاد الساقطة و إلیه أشار فی العقیلة حیث قال: الضّاد فی بضنین تجمع البشرا و إنما رسمت بالظاء فی مصحف عبد اللّه بن مسعود- رضی اللّه عنه- و قال الجعبری لكن فی الرسم الكوفی یرفع الضاد خطیط یشبه خط الظاء و هو معنی قولنا فی العقود و الضاد فی كل الرسوم تصورت و هما لدی الكوفی مشتبهان.
5- الْعالَمِینَ* تام و فاصلة بلا خلاف و منتهی نصف الحزب علی المشهور و قیل أحضرت قبله و قیل آخر الانفطار.

الممال‌

فواصلة الممالة (ی) و تولی و الأعمی و یزكی معا و الذكری و استغنی و تصدی و یسعی و یخشی و تلهی لهم و بصری و ما لیس برأس آیة: شاء الأربعة و جاءه و جاءك و جاءت لحمزة و ابن ذكوان الجوار لدوری علی رآه تقدم بالنجم.

تنبیه:

لو وقف علی أبا فلا إمالة فیه لأن ألفه بدل من التنوین و الألف المبدلة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 620
من التنوین لا تمال.

المدغم‌

النُّفُوسُ زُوِّجَتْ الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ أقسم بالخنس لقول رسول الغیب بضنین و لا إدغام فی الأرض شقا لأن الضاد لا تدغم فی الشین إلا فی موضع واحد و هو لبعض شأنهم، و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة و لا صغیر و مدغمها خمس.

سورة الانفطار

مكیة جلالاتها واحدة و آیها تسع عشرة للجمیع.
1- فَعَدَلَكَ قرأ الكوفیون بتخفیف الدال و الباقون بالتشدید و كَلَّا* یجوز الوقف علیها و الابتداء بما بعدها و علی ما قبلها، و الابتداء بها رجح كل منهما.
2- یَوْمَ لا تَمْلِكُ قرأ المكی و البصری برفع میم یوم خبر مبتدأ مضمر، أی هو یوم، و الباقون بالنصب ظرفا لمحذوف أی الجزاء یوم لا تملك، و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة و مدغمها واحد و الصغیر كذلك.

سورة المطففین‌

اشارة

مكیة و قیل مدنیة إما لأنها نزلت بهما أو بینهما أو بعضها مكی و بعضها مدنی و آیها ست و ثلاثون للجمیع.
1- كَلَّا* الأربعة قال أبو حاتم لا یوقف علیها و جوز الدانی و الوقف علیها و المختار أن الثانی منها و هو إِذا تُتْلی عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ كَلَّا الوقف علیه تام فهی حرف ردع و زجر و الثلاثة یوقف علی ما قبلها و یبتدأ بها فیها بمعنی حقّا أو إلا.
2- بَلْ رانَ قرأ حفص بسكتة لطیفة علی اللام و من لازمه إظهار اللام له و غیره یدغمه فی الراء من غیر خلاف.
3- خِتامُهُ قرأ علی بفتح الخاء و ألف بعدها من غیر ألف بعد
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 621
التاء، و الباقون بكسر الخاء و بالألف بعد التاء و لا خلاف بینهم فی فتح التاء.
4- أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا قرأ البصری بكسر الهاء و المیم و الأخوان بضمهما و الباقون بكسر الهاء و ضم المیم و فَكِهِینَ قرأ حفص بغیر ألف بعد الفاء و الباقون بالألف.
5- یَفْعَلُونَ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع لجماعة و هو الأقرب، و قال (بعض) «1» الْمُتَنافِسُونَ و قیل: بَصِیراً* بالانشقاق.

الممال‌

فسواك و تتلی لهم شاء بین إدراك لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه الناس لدوری الفجار و الكفار لهما و دوری ران لشعبة و الأخوین الأبرار لورش و حمزة صغری و لبصری و علی كبری و لا یمنع إدغام راء الأبرار و الفجار فی لام لفی من الإمالة لأن التسكین للإدغام كالتسكین للوقف عارض فلا یعتد به و كأن الكسرة التی لأجلها الإمالة موجودة.

المدغم‌

بَلْ تُكَذِّبُونَ و هَلْ ثُوِّبَ لهشام و الأخوین، ركبك كلا الفجار لفی یكذب به الأبرار لفی تعرف فی یشرب بها و لا إدغام فی إن الأبرار لفی و إن الفجار لفی الفتح الراء بعد ساكن، و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة و مدغمها خمس و الصغیر واحد.

سورة الانشقاق‌

مكیة جلالاتها واحدة و آیها عشرون و ثلاث دمشقی و بصری و أربع حمصی و خمس لمن بقی.
1- وَ یَصْلی قرأ الحرمیان و الشامی و علی بضم الیاء و فتح الصاد و تشدید اللام و الباقون بفتح الیاء و إسكان الصاد و تخفیف اللام و لَتَرْكَبُنَ قرأ المكی و الأخوان بفتح الباء علی الخطاب الواحد إما للإنسان المتقدم أو للرسول- صلی اللّه علیه و سلّم- و الباقون بالضم علی الخطاب الجمیع روعی
______________________________
(1) كذا جاءت بالأصل و المعنی بعضهم.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 622
فیه معنی الإنسان إذ المراد به الجنس و عَلَیْهِمُ الْقُرْآنُ جلی و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة و لا صغیر و مدغمها أربع.

سورة البروج‌

مكیة جلالاتها ثلاث، و آیها اثنتان و عشرون 1- وَ هُوَ* جلی و الْمَجِیدُ* قرأ الأخوان بكسر الدال نعت للعرش أو لربك، و الباقون بالرفع خبر بعد خبر.
2- قُرْآنٌ* جلی و مَحْفُوظٍ قرأ نافع برفع الظاء صفة قرآن و الباقون بالخفض صفة لوح و لا یاء فیها و لا صغیر و مدغمها ثلاث.

سورة الطارق‌

اشارة

مكیة فی قول الجمهور و آیها ست عشرة مدنی أول و سبع عشرة لغیره.
لَمَّا* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بتشدید المیم، و الباقون بالتخفیف و مِمَّ* جلی و رُوَیْداً تام و فاصلة و ختام الحزب التاسع و الخمسین باتفاق.

الممال‌

یَصْلی* و بلی و آتاك و تبلی لدی الوقف لهم إلا أن ورشا إذا فتح و یصلی فخم اللام و إذا قلل رقق اللام النار و الكافرین لهما و دوری أدراك تقدم قریبا.

المدغم‌

إِنَّكَ كادِحٌ إِلی رَبِّكَ كَدْحاً أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ أَعْلَمُ بِما* وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَ إِنَّهُ هُوَ* الْوَدُودُ ذُو، و لا إدغام فی وَ الْأَرْضِ ذاتِ لما تقدم و لا مدغم فیها و لا یاء و كذلك الأعلی و الغاشیة الإبل تؤثرون بالأعلی.

سورة الأعلی‌

مكیة فی قول الجمهور و قال الضحاك مدنیة جلالتها واحدة و آیها تسع عشرة إجماعا و ما بینها و بین سابقتها جلی. قدر قرأ علی بتخفیف الدال و الباقون بالتشدید، و بَلْ تُؤْثِرُونَ قرأ البصری بالیاء التحتیة علی الغیب،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 623
و الباقون بالتاء الفوقیة علی الخطاب و إبداله لورش و سوسی جلی.

سورة الغاشیة

مكیة جلالاتها واحدة و آیها ست و عشرون، و ما بینها و بین سابقتها جلی.
1- تَصْلی قرأ البصری و شعبة بضم التاء و الباقون بفتحها.
2- لا تَسْمَعُ فِیها لاغِیَةً قرأ نافع تسمع بتاء مضمومة علی التأنیث و لاغیة بالرفع و المكی و البصری بیاء مضمومة علی التذكیر و لاغیة بالرفع، و الباقون بالتاء مفتوحة و لاغیة بالنصب.
3- عَلَیْهِمْ* جلی و بمصیطر قرأ هشام بالسین و حمزة بخلف عن خلاد بإشمام الصاد الزای و الباقون بالصاد الخالصة و هو الطریق الثانی لخلاد.

سورة و الفجر

اشارة

مكیة فی قول الجمهور و قال ابن طلحة مدنیة و آیها تسع و عشرون بصری و ثلاثون شامی و كوفی و اثنتان حجازی.
1- وَ الْوَتْرِ قرأ الأخوان بكسر الواو و الباقون بالفتح لغتان كالحبر و الفتح لغة قریش من والاها و الكسر لغة تمیم.
2- یَسْرِ* قرأ نافع و البصری بزیادة یاء بعد الراء وصلا لا وقفا و المكی بزیادتها وصلا و وقفا، و الباقون بغیر یاء وصلا و وقفا و الأصل إثباتها لأنها لام الفعل و حذفها لسقوطها فی الرسم لموافقة الفواصل لجریانها مجری القوافی و من فرق بین الوصل و الوقف فلأن الوقف محل الاستراحة و من وقف بغیر یاء فخم الراء و من وقف بالیاء رققها.
3- إِرَمَ ورش فیه كغیره بتفخیم الراء و إن كان قبلها كسرة لازمة متصلة إما لأنه أعجمی ففخم كالأسماء الأعجمیة و لهذا منع من الصرف بلا خلاف و إما للتعریف و العجمیة أو للتعریف و التأنیث. و اختلف فی مسماه فقیل قبیلة من عاد و قیل بلدة قوم عاد و قیل عاد الأولی و قیل سام ابن نوح علیهما السلام و قیل إن شداد بن عاد لما انفرد بالملك بعد أخیه
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 624
شدید و ملكه اللّه معمور الأرض و دانت له ملوكها و سمع بالجنة فبنی علی مثالها فی زعمه فی بعض صحاری عدن و سماها إرم فلما تمت سار إلیها بأهله فلما كان منها علی مسیرة یوم و لیلة بعث اللّه علیه و علی من معه صیحة من السماء فهلكوا جمیعا.
4- بِالْوادِ* قرأ ورش بإثبات یاء بعد الدال وصلا لا وقفا و البزی بإثباتها مطلقا و قنبل فی الوصل و اختلف عنه فی الوقف فروی الجمهور عنه حذفها فیه علی غیر أصله و به قرأ الدانی علی أبی الحسن ابن غلبون و قطع له غیر واحد كابن فارس و ابن مجاهد بإثباتها فیه علی أصله و به قرأ الدانی علی فارس بن أحمد و عنه أسند روایة قنبل فی التیسیر قال المحقق: و كلا الوجهین صحیح عن قنبل نصّا و أداء حالة الوقف بهما قرأت و بهما آخذ.
5- عَلَیْهِمْ* جلی و سَوْطَ هو بالطاء و قراءته بالتاء لحن فظیع و لَبِالْمِرْصادِ راؤه مفخم للجمیع و رَبِّی أَكْرَمَنِ و رَبِّی أَهانَنِ قرأ الحرمیان و البصری بفتح یاء ربی فیهما و الباقون بالإسكان و أما أكرمن و أهانن فقرأ نافع بإثبات الیاء فیهما وصلا لا وقفا و البزی بإثباتها فیهما مطلقا، و الباقون بحذفها فیهما فی الحالین و هو الأشهر للبصری.
6- فَقَدَرَ قرأ الشامی بتشدید الدال، و الباقون بالتخفیف و كَلَّا* معا قال الدانی: الوقف علیهما تام و المختار أن الوقف علی الأول تام و أما الثانی فیوقف علی قبله و یبتدأ به.
7- تُكْرِمُونَ وَ لا تَحَاضُّونَ و تَأْكُلُونَ* و تُحِبُّونَ* قرأ البصری بیاء الغیب فی الأربعة، و الباقون بتاء الخطاب و قرأ الكوفیون تحاضون بفتح الحاء و ألف بعدها و یمدون للساكن و الأصل (تتحاضون) بتاءین حذفت إحداهما تخفیفا، و الباقون بضم الحاء من غیر ألف فالحرمیان و الشامی بالخطاب و القصر و البصری بالغیب و القصر و الكوفیون بالخطاب و المد.
8- وَ جِی‌ءَ* قرأ هشام و علی بإشمام كسر الجیم، و الباقون بإخلاص
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 625
الكسر و لا یُعَذِّبُ و لا یُوثِقُ قرأ علی بفتح الذال و الثاء و هی قراءة یعقوب و الحسن و الباقون بكسرهما.
9- جَنَّتِی تام و فاصلة و تمام الربع بلا خلاف و جعل آخر الربع آخر الغاشیة لیس بشی‌ء.

الممال‌

فواصله الممالة (یط) الأعلی لدی الوقف و فسوی و فهدی و المرعی و أحوی و تنسی و یخفی و للیسری و الذكری و یخشی و الأشقی لدی الوقف و الكبری و یحیی و فصلی و الدنیا و أبقی و الأولی و موسی لهم و بصری و لیس لورش فی فصلی تفخیم لأنه فاصلة و كذا حكم إذا صلی بالعلق ما لیس برأس آیة شاء و جاء لحمزة و ابن ذكوان یصلی لدی الوقف و أتاك و تصلی و تسقی و تولی و ابتلاه معا لهم و لا یخفی أن ورشا فی یصلی و تصلی إن فتح فخم و إن قلل رقق آنیة لهشام و الإمالة فی الهمزة و الألف بعدها و یفتح بعدها و یفتح الیاء و الهاء و علی لدی الوقف علیه بالعكس فیمیل الیاء و الهاء و یفتح الهمزة و الألف فإن اعتبرتهما معا فحروفها كلها ممالة إلا النون و لیس لها نظیر أنی لهم و دوری الذكری لهم و بصری.

المدغم‌

بَلْ تُؤْثِرُونَ لهشام و الأخوین، ذلِكَ قَسَمٌ كَیْفَ فَعَلَ* فَعَلَ رَبُّكَ* فَیَقُولُ رَبِّی معا، و فیها من یاءات الإضافة اثنتان ربی معا و من الزوائد أربع یسر و بالواد و أكرمن و أهانن و مدغمها خمسة، و لا صغیر فیها.

سورة البلد

مكیة و آیها عشرون.
1- أَ یَحْسَبُ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین و الباقون بالكسر.
2- یَرَهُ أَحَدٌ السبعة بصلة الهاء و هم علی أصولهم من المد و القصر و مراتبه و روی عن هشام الإسكان إلا أنه لیس من طرقنا.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 626
3- فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ قرأ المكی و النحویان بفتح كاف فك و نصب تاء رقبة و فتح همزة إطعام و میمه من غیر تنوین فیها و لا ألف قبلها و الباقون برفع الكاف و جر التاء و كسر الهمزة و رفع المیم مع التنوین و ألف قبلها.
4- عَلَیْهِمْ* جلی و مُؤْصَدَةٌ* قرأ البصری و حفص و حمزة بهمزة ساكنة بعد المیم و الباقون بإبدالها واوا و حمزة مثلهم إن وقف و لا یبدله السوسی و لا یاء إضافة فیها و لا زائدة و لا صغیر، و مدغمها واحد.

سورة الشمس‌

مكیة جلالاتها اثنتان و آیها ست عشر لمدنی أول قیل و مكی خمس عشرة لمن بقی.
1- فلا یخاف* قرأ نافع و الشامی فلا بالفاء و هو كذلك فی مصاحف المدینة و الشام، و الباقون بالواو و هو كذلك فی مصاحفهم و لا یاء فیها، و مدغمها واحد و الصغیر مثله و به انتهی عدد الإدغام الصغیر الجائز المختلف فیه بین القراء و جملة ما فی كتاب اللّه العزیز منه ثلاثمائة و ستة عشر حرفا هذا ما ثبت عندنا و تحرر.

سورة اللیل‌

مكیة و آیها إحدی و عشرون بالإجماع.
1- لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولی لیس فیه ما فی غیره من التحریر لورش لأن و الأولی فاصلة، لیس فیها إلا التقلیل.
2- ناراً تَلَظَّی قرأ البزی بتشدید التاء وصلا، و الباقون بالتخفیف، و لا یاء فیها و مدغمها واحد.

سورة الضحی‌

اشارة

مكیة و آیها إحدی عشرة باتفاق و ما بینها و بین و اللیل جلی إلا أن هنا زیادة التكبیر و الكلام علیه من أوجه الأول فی سبب وروده و قد اختلفوا فی ذلك فقال الجمهور من المفسرین و القراء الأصل فی ذلك أن الوحی أبطأ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 627
و تأخر عن رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- فقال المشركون بغیا و عدوانا إن محمدا ودعه ربه و قلاه فنزل وَ الضُّحی وَ اللَّیْلِ السورة فقال النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- عند قراءة جبریل لها: اللّه أكبر شكر اللّه لما كذب المشركین و أقسم علی تكذیبهم و لا یحتاج عزّ و جلّ إلی قسم و عادة العرب التكبیر عند الأمر العظیم أو الهول و هذا یحتملهما إذ لا قسم أعظم من قسم للّه و لا أهول من أمر أحوج رب السموات العلا و الأرضین السفلی و ما فیهن و ما بینهن إلی القسم و أمر- صلی اللّه علیه و سلّم- أن یكبر إذا بلغ و الضحی مع ختامه كل سورة حتی یختم، و اختلف فی سبب تأخر الوحی فقیل لتركه الاستثناء حین قالت الیهود لقریش: سلوه عن الروح و أصحاب الكهف و ذی القرنین فسألوه فقال ائتونی غدا أخبركم و نسی أن یقول إن شاء اللّه، و قال زید بن أسلم: لأجل جرو میت كان فی بیته و لم یعلم به و الملائكة لا تدخل بیتا فیه كلب و لا صورة و فیه نظر لأنه علیه الصلاة و السلام غیر ملازم للبیت فینزل علیه فی موضع آخر لا كلب فیه كالمسجد و یمكن أن یجاب بأن ذلك رأفة من اللّه و لطف به علی وجود الكلب فی بیته و إن لم یعلم به كعادته تبارك و تعالی فی اعتنائه بحسن تربیة خواص عباده، و قیل لزجره سائلا و ذلك أن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- أهدی إلیه قطف عنب بكسر القاف أی عنقود جاء قبل أو أنه فهمّ أن یأكل منه فجاءه سائلا فقال: أطعمونی مما رزقكم اللّه فأعطاه العنقود فلقیه بعض أصحاب الرسول- صلی اللّه علیه و سلّم- فاشتراه منه و أهداه لرسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- فعاد السائل إلی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- فسأله فأعطاه إیاه فلقیه رجل آخر من الصحابة فاشتراه منه و أهداه للنبی- صلی اللّه علیه و سلّم- فعاد السائل فسأله فانتهره و قال إنك ملح و هو غریب جدا و معضل أیضا كما قال المحقق و علی تقدیر صحته فالواجب أن یفهم أن انتهاره- صلی اللّه علیه و سلّم- للسائل إنما هو تأدیب له و تهدید علی ما لا ینبغی من
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 628
السؤال لا سیما كثرته و الإلحاح فیه لا بخلا بالعنقود إذ لو كانت حباته یواقیت ما بخل به- صلی اللّه علیه و سلّم- إذ لا ریب و لا شبه أنه- صلی اللّه علیه و سلّم- أكرم الناس و أسخاهم و أجودهم. و روینا فی الصحیح عن جابر بن عبد اللّه- رضی اللّه عنهما- و غیره: أنه- صلی اللّه علیه و سلّم- ما سئل عن شی‌ء قط فقال لا.
و اختلفوا فی مدة احتباس الوحی فقال ابن جریج: اثنا عشر یوما، و قال ابن عباس- رضی اللّه عنهما-: خمسة عشر یوما، و قال مقاتل: أربعون فلما جاء جبریل إلی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- قال له: یا جبریل ما جئت حتی اشتقت إلیك فقال جبریل علیه السلام: إنی كنت إلیك أشوق و لكنی عبد مأمور و أنزل اللّه هذه الكلمة: وَ ما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ و قیل: كبر رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- فرحا و سرورا بالنعم التی عددها اللّه علیه فی سورة و الضحی لا سیما نعمة قوله: وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی و قد قال أهل البیت هی أرجی آیة فی كتاب اللّه، و قال- صلی اللّه علیه و سلّم- لما نزلت: «إذن لا أرضی و واحد من أمتی فی النار» و قیل كبر- صلی اللّه علیه و سلّم- من صورة جبریل علیه السلام التی خلقه اللّه علیها عند نزوله بهذه السورة علیه و هو الأبطح، و قیل كبر زیادة فی تعظیم اللّه تعالی مع التلاوة لكتابه و التبرك بختم وحیه و تنزیله.
الثانی: فی حكمه لا خلاف بین مثبتیه أنه لیس بقرآن و إنما هو ذكر جلیل أثبته الشرع علی وجه التخییر بین سور آخر القرآن كما أثبت الاستعاذة فی أول القراءة و لهذا لم یرسم فی جمیع المصاحف المكیة و غیرها و قد اتفق الحفاظ الذهبی و غیره بأن حدیث التكبیر لم یرفعه إلی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- إلا البزی فروینا عنه بأسانید متعددة أنه قال: سمعت عكرمة ابن سلیمان یقول قرأت علی إسماعیل بن عبد اللّه المكی فلما بلغت و الضحی قال لی: كبر عند خاتمة كل سورة حتی تختم فإنی قرأت علی عبد اللّه بن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 629
كثیر فلما بلغت و الضحی قال لی: كبر عند خاتمة كل سورة حتی تختم و أخبره أنه قرأ علی مجاهد فأمره بذلك، و أخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك و أخبره ابن عباس أن أبی بن كعب أمره بذلك، و أخبره أبیّ أن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- أمره بذلك و رواه أبو عبد اللّه الحاكم فی «مستدركه» علی الصحیحین عن أبی یحیی محمد بن عبد اللّه بن یزید الإمام بمكة عن محمد ابن علی بن یزید الصائغ عن البزی، و قال: هذا حدیث صحیح الإسناد و لم یخرجه البخاری و لا مسلم و أما غیر البزی فإنما رووه موقوفا عن ابن عباس و مجاهد. الثالث: فیمن ورد عنه. قال المحقق: اعلم أن التكبیر صح عند أهل مكة قرائهم و علمائهم و أئمتهم. و من روی عنهم صحة استفاضت و اشتهرت و ذاعت و انتشرت حتی بلغت حد التواتر انتهی، و صح أیضا عن غیرهم إلا أن اشتهاره عنهم أكثر لمداومتهم علی العمل علیه بخلاف غیرهم من أئمة الأمصار و سبب ذلك كما قاله الدانی أن استعمال النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- إیاه كان قبل الهجرة بزمان فاستعمل ذلك المكیون و حمله خلفهم عن سلفهم فلم یستعمله غیرهم لأنه- صلی اللّه علیه و سلّم- ترك ذلك بعد فأخذوا بالآخرة من فعله. فإن قلت: لما هاجر- صلی اللّه علیه و سلّم- و هاجر قبله أصحابه كانت مكة إذ ذاك دار كفر فمن كان یقرأ فیها القرآن و یتلقی عنه؟ فالجواب: بقی فیها المستضعفون المشار إلیهم بقوله تعالی: وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ الآیة، و بقوله تعالی: وَ لَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ الآیة، و منهم ابن عباس و هو ممن روی عنه التكبیر و أجمع أهل الأداء علی الأخذ به للبزی، و اختلفوا فی الأخذ به لقنبل فالجمهور من المغاربة علی تركه له كسائر القراء و هو الذی فی التیسیر و العنوان لأبی الطاهر إسماعیل بن خلف و الكافی لابن شریح، و التذكرة لأبی الحسن طاهر بن غلبون، و التبصرة لأبی محمد مكی، و تلخیص العبارات لابن بلیمة و غیرهم، و أخذ له جمهور العراقیین و بعض المغاربة بالتكبیر و هو الذی فی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 630
الجامع لأبی الحسین نصر بن عبد العزیز الفارسی، و المستنیر لأبی طاهر أحمد ابن علی البغدادی، و الوجیز لأبی علی الحسین بن علی الأهوازی، و أخذ له بعضهم كالأستاذ المقرئ المفسر أبی العباس أحمد بن عمار المهدوی، و أبی القاسم عبد الرحمن بن إسماعیل الصفراوی بالوجهین، و علیه عملنا و عمل شیوخنا و صح أیضا التكبیر للبصری من طریق السوسی لكن إذا بسمل لأن راوی التكبیر لا یجیز بین السورتین سوی البسملة، و كان ابن حبش و أبو الحسین الخبازی یأخذان به لجمیع القراء لكن لا یؤخذ بهذا من طرقنا و المأخوذ به منها اختصاصه بالمكی بخلف عن قنبل كما تقدم.
الرابع: فی صیغة التكبیر اختلف المثبتون له فی لفظه لقال الجمهور كابن شریح، و ابن سفیان، و صاحب العنوان: هو اللّه أكبر من غیر زیادة التهلیل و لا التحمید لكل من البزی و قنبل فتقول: اللّه أكبر بسم اللّه الرحمن الرحیم. و روی آخرون عنهما زیادة التهلیل قبل التكبیر فتقول: لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر بسم اللّه الرحمن الرحیم قال الحسن بن الحباب: سألت البزی عن التكبیر كیف هو فقال: لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر، و قطع به العراقیون من طریق ابن مجاهد، و زاد بعضهم لهما التحمید بعد التكبیر فتقول: لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد بسم اللّه الرحمن الرحیم. و هذه طریق أبی طاهر عبد الواحد بن أبی هاشم عن ابن الحباب، و من طریق ابن فرج عن البزی و كذا رواه العضاری عن ابن فرج عن البزی و ابن صباح عن قنبل و كذا ذكره أبو الفضل الرازی و قال فی كتاب الوسیط. و قد حكی لنا علی بن أحمد یعنی الأستاذ أبا الحسن الحمامی عن زید و هو أبو القاسم زید بن علی الكوفی عن ابن فرج عن البزی و التهلیل قبلها و التحمید بعدها بمقتضی قول علی- رضی اللّه عنه-: إذا قرأت القرآن فبلغت قصار المفصل فاحمد اللّه و كبر انتهی.

تنبیه:

جری عمل شیوخنا و شیوخهم فی هذا التكبیر بقراءة ما صح فیه و إن
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 631
لم یكن من طرق الكتاب الذی قرءوا فیه و تبعناهم علی ذلك لأن المحل محل إطناب للتلذذ بذكر اللّه تعالی عند ختم كتابه فلا یرد علینا ما خرجنا فیه عن طرق كتابنا و اللّه الموفق.
الخامس: فی محل ابتدائه و انتهائه اختلف أیضا مثبتوه من أی موضع یبتدأ به و إلی أین ینتهی بناء منهم هل علی أنه هو لأول السورة أو لآخرها، و مثار هذا الخلاف أن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- لما قرأ علیه جبریل علیه السلام سورة و الضحی كبر ثم شرع فی قراءتها فهل كان تكبیره لختم قراءة جبریل علیه السلام فیكون لآخر السورة أو لقراءته- صلی اللّه علیه و سلّم- فیكون لأول السورة فذهب جماعة كالدانی إلی أن ابتداءه لآخر و الضحی و انتهاؤه آخر الناس، و ذهب آخرون إلی أن ابتداءه من أول سورة أَ لَمْ نَشْرَحْ و قال آخرون: هو من أول و الضحی و كلا الفریقین یقول انتهاؤه أول سورة الناس و لم یقل أحد أن ابتداءه من أول السورة و منتهاه آخر الناس، و من أوهمت عبارته خلاف هذا فكلامه مؤول أو مردود و كذا لم یقل أحد إن ابتداءه من آخر اللیل و من أطلقه فإنما یرید به أول الضحی فإن قلت: ما ذكرت أنه مثار الخلاف حجة للقائلین أنه من أول و الضحی أو من آخرها و ما حجة من قال إنه من أول أ لم نشرح. قلت: هذا وارد و لم أر من تعرض له صریحا إلا المحقق و أجاب عنه بأن قال: یحتمل أن یكون الحكم الذی لسورة و الضحی انسحب للسورة التی تلیها و جعل حكم ما لآخر و الضحی لأول أ لم نشرح و یحتمل أنه لما كان ما ذكر فیها من النعم علیه- صلی اللّه علیه و سلّم- هو من تمام تعداد النعم علیه فأخر إلی انتهائه، فقد روی ابن أبی حاكم بإسناد جید عن ابن عباس رضی اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم: «سألت ربی مساءلة وددت أنی لم أكن سألته قلت: قد كانت قبلی أنبیاء منهم من سخرت له الریح، و منهم من یحیی الموتی فقال: یا محمد أ لم أجدك یتیما فآویتك؟ قلت: بلی یا رب. قال:
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 632
أ لم أجدك ضالا فهدیتك؟ قلت: بلی یا رب. قال: أ لم أجدك عائلا فأغنیتك؟
قلت: بلی یا رب. قال: أ لم نشرح لك صدرك؟ أ لم أرفع لك ذكرك؟ قلت:
بلی یا رب».
فكان التكبیر عند نهایة ذكر النعم أنسب انتهی، و هو عجب إلا أن قوله: فأخر إلی انتهائه و قوله: فكان التكبیر الخ فیه نظر لا یخفی و اللّه أعلم.
السادس: یأتی علی ما تقدم من كون التكبیر لأول السورة أو لآخرها حال وصل السورة بالسورة ثمانیة أوجه: یمتنع منها وجه واحد و هو وصل التكبیر بآخر السورة و بالبسملة مع القطع علیها لأن البسملة لأول السورة إجماعا فلا یجوز أن تنفصل عنها و تتصل بآخر السورة، و تبقی سبعة كلها جائزة و لا التفات إلی من منع شیئا منها قال المحقق بعد أن عزا كل واحدة منها إلی قائله قرأت بها علی كل من قرأت علیه من الشیوخ و بها آخذ و نص علیها كلها الأستاذ أبو محمد عبد اللّه بن عبد المؤمن الواسطی فی كنزه و هی ثلاثة أقسام اثنان منها علی تقدیر أن یكون التكبیر لأول السورة، و اثنان علی تقدیر أن یكون لآخرها و ثلاثة محتملة علی التقدیرین فاللذان علی تقدیر أن یكون لأول السورة أولهما قطعه عن آخر السورة و وصله بالبسملة و وصلها بأول السورة. ثانیهما قطع التكبیر عن آخر السورة و وصله بالبسملة مع الوقف علیها الابتداء بأول السورة و أما اللذان علی تقدیر أن یكون لآخر السورة أولهما وصل التكبیر و الوقف علی تقدیر أن یكون لآخر السورة أولهما وصل التكبیر و الوقف علیه و وصل البسملة بأول السورة ثانیهما وصله بآخر السورة و الوقف علیه و علی البسملة أیضا. و أما الثلاثة المحتملة الجائزة علی كلا التقدیرین أولهما: وصل الجمیع أعنی وصل التكبیر بآخر السورة و البسملة و بأول السورة. ثانیهما قطعه عن الآخر و عن البسملة و وصلها بأول السورة. ثالثها قطع الجمیع أی التكبیر عن آخر السورة و عن البسملة و قطعها عن أول السورة فهذه السبعة جائزة بین
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 633
و الضحی و أ لم نشرح و هكذا إلی الفلق و الناس. و یجوز بین اللیل و الضحی خمسة فقط بإسقاط الوجهین اللذین لآخر السورة إذ لم یقل أحد أنه لآخر اللیل و بین الناس و الفاتحة خمسة أوجه بإسقاط الوجهین اللذین لأول السورة إذ لم یقل أحد إنه لأول الفاتحة و سأبین إن شاء اللّه جمیع ذلك بیانا شافیا عند كلامنا علی ما بین كل سورتین و اللّه الموفق.
السابع: فیه تنبیهات تتعلق بالأبواب المتقدمة الأول المراد بالقطع و السكت فی هذه الأوجه هو الوقف المعروف لا القطع الذی هو الإعراض و لا السكت الذی هو دون التنفس. هذا هو الصواب و صرح به غیر واحد كالمهدوی و قول الجعبری: المراد بالقطع السكت رده المحقق بأنه مما انفرد به و لم یوافقه علیه أحد. الثانی: قال المحقق: لیس الاختلاف فی هذه الأوجه السبعة اختلاف روایة یلزم الإتیان بها كلها بین كل سورتین و إن لم یفعل ذلك كان إخلالا فی الروایة بل هو اختلاف التخییر نعم الإتیان بوجه مما یختص بكونه لآخر السورة و بوجه مما یختص بكونه لأولها أو بوجه مما یحتمل متعین إذ الاختلاف فی ذلك باختلاف روایة فلا بد من التلاوة به إذا قصد جمع تلك الطرق و قد كان الحاذقون من شیوخنا یأمروننا بأن نأتی كل سورتین بوجه من السبعة لأجل حصول التلاوة بجمیعها و هو حسن و لا یلزم بل التلاوة بوجه منها إذا حصل معرفتها من الشیوخ كاف. الثالث: من قال بالجمع بین التهلیل و التكبیر و التحمید فلا بد أن یكون بهذا اللفظ و علی الترتیب: لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد لا یفصل بعضه من بعض مع تقدم ذلك علی البسملة بذلك وردت الروایة و ثبت الأداء قال المحقق: و ما ذكره الهذلی عن قنبل من طریق نظیف من تقدیم التسمیة علی التكبیر فهو غیر معروف و لا یصح و لا تجوز الحمدلة مع التكبیر إلا أن یكون التهلیل معها و یجوز التهلیل مع التكبیر من غیر تحمید.
الرابع: إذا وصلت التكبیر بآخر السورة كسرت ما آخره ساكن نحو
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 634
فحدث اللّه أكبر أو متحرك لحقه التنوین سواء كان منصوبا نحو توّابا اللّه أكبر أو مرفوعا نحو لخبیر اللّه أكبر أو مجرورا نحو من مسد اللّه أكبر و إن تحرك بلا تنوین بقی علی حاله نحو: الأبتر اللّه أكبر، الفجر اللّه أكبر، الحاكمین اللّه أكبر، حسد اللّه أكبر. و إن كان آخر السورة هاء ضمیر موصولة بواو لفظا حذفت صلتها للساكنین نحو خشی ربه للّه أكبر و ألف الوصل التی فی أول الجلالة ساقطة فی جمیع ذلك الدرج، و لا یخفی أن اللام مع الكسرة مرققة و مع الضمة و الفتحة مفخمة و إن وصلت التهلیل بآخر السورة أبقیت أواخر السور علی حالها سواء كان متحركا أو ساكنا إلا أن یكون تنوینا فإنه یدغم نحو ممددة لا إله إلا اللّه و یجوز فی لا إله إلا اللّه المد و القصر لأن إتیاننا به علی أنه ذكر و هما جائزان فیه و إن أجریناه له مجری القرآن و هو لا یمد المنفصل فمدّه للتعظیم، و قد قال به كل من قصر المنفصل و إن و لم یكن من طریقنا فلا بأس به عند الختم. الخامس: إذا قرأت بالتكبیر وحده أو مع غیره من تهلیل و تحمید و أردت قطع القراءة علی آخر سورة من سور التكبیر فعلی مذهب من جعل التكبیر لآخر السورة كبّرت و قطعت القراءة و إن أردت البداءة بالسورة بسملت من غیر تكبیر. و علی مذهب من جعله لأول السورة قطعت عن آخر السورة من غیر تكبیر فإذا ابتدأت بالسورة كبّرت قبل التسمیة و لهذا كان من یكبر فی صلاة التراویح یكبرون إثر كل سورة ثم یكبرون للركوع. و منهم من كان إذا قرأ الفاتحة و أراد الشروع فی السورة كبر إجراء علی هذا و اللّه أعلم. و سیأتی عدد الأوجه فی الابتداء و كیفیتها مع التعوذ إن شاء اللّه تعالی. و لنرجع إلی ما نحن بصدده فنقول و باللّه تعالی التوفیق و منه الإعانة: اعلم أولا أنی أشیر إلی القطع بصورة (ع) و إلی الوصل بصورة (ل) فإذا قصدت جمیع ما بین آخر اللیل و أول الضحی من قوله تعالی: وَ لَسَوْفَ یَرْضی و الوقف علی ما قبله كاف مختلف فیه إلی قوله: وَ ما قَلی و الوقف علیه تام وقی كاف فمن المعلوم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 635
أن أوجه البسملة ثلاثة قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی، و وصل الجمیع و أن المبسملین بلا خلاف قالون و المكی و عاصم و علیّ و بخلاف و ورش و البصری و الشامی و لهم مع تركها و الوصل و حمزة له الوصل و لا بسملة له فتبدأ لقالون بقطع الجمیع فتقف علی آخر السورة و علی البسملة ثم بقطع الأول و وصل الثانی فتقف علی آخر السورة و تصل البسملة بأول السورة الثانیة و إن شئت تختصر فلا تعید آخر السورة اعتمادا علی القطع الأول و علیه العمل و اندرج معه قنبل علی روایة عدم التكبیر و الشامی علی البسملة و عاصم ثم تعطف البزی و تقدم أن الأوجه التی بین آخر اللیل و الضحی خمسة فتأتی له بأربعة أوجه الأول قطع التكبیر عن آخر السورة و عن البسملة و قطعها عن أول السورة فتقول: و لسوف یرضی (ع) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) و الضحی الآیة. الثانی: قطع التكبیر عن آخر السورة و عن البسملة و وصلها بأول السورة فتقول: و لسوف یرضی (ع) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) و الضحی الآیة، و هذان من الثلاثة المحتملة. الثالث: قطعه عن آخر السورة و وصله بالبسملة و الوقف علیها فتقول: و لسوف یرضی (ع) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) و الضحی الآیة. الرابع: قطع التكبیر عن آخر السورة و وصله بالبسملة و وصلها بأول السورة فتقول: و لسوف یرضی (ع) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) و الضحی الآیة و هذان الوجهان اللذان لأول السورة و اشتركت الأوجه الأربعة فی القطع علی آخر السورة، و ترتیب التكبیر مع البسملة و السورة كترتیب الاستعاذة معهما قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی و عكسه و وصل الجمیع ثم تعطفه بالتهلیل مع الأوجه الأربعة فتقول:
و لسوف یرضی (ع) لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) و الضحی الآیة، و هكذا إلی آخر الأربعة و تقدم أنه یجوز فی لا إله إلا اللّه القصر و المد ثم تعطفه بالتحمید مع الأوجه الأربعة فتقول و لسوف (ع) لا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 636
إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) و الضحی الآیة، و هكذا إلی آخر الأوجه الأربعة، و یندرج معه قنبل فی الجمیع علی روایة من أثبت له ذلك، و استحضر هذه الأوجه الأربعة و اجعلها نصب عینیك فإنی أحیل علیها فیما یأتی روما للاختصار و تبعت فی زیادة التحمید هنا و فی الوجهین اللذین لآخر السورة بعد الناس بعض المشایخ و ذكره أستاذ شیخنا فیما كتبه فی التكبیر فقال: و كذلك تأتی بروایة التحمید مع التهلیل مع أنها لیست طریق الشاطبی لأن ختم القرآن ینبغی تعظیمه بما ورد فی الجملة انتهی. و یحققه أنه ذكر وردت به الروایة و ثبت فیه من الفضل ما هو معلوم و إذا فقد قال المحقق: لا أعلم أنی قرأت بالحمدلة بعد سورة الناس و مقتضی ذلك أنه لا یجوز مع وجه الحمدلة من أول و الضحی لأن صاحبه لم یذكره فیه انتهی. ثم تعطف قالون بوصل الجمیع و یندرج معه من اندرج أولا ثم ورشا بالسكت و الوصل و أوجه البسملة الثلاثة مع تقلیل یرضی و الضحی و سجی و قلی، و لیس له فیها فتح لأنها من الفواصل كما تقدم، و یندرج معه البصری ثم تعطف البزی بوصل الجمیع أی وصل التكبیر بآخر السورة و البسملة به و بأول السورة فتقول و لسوف یرضی (ل) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) و الضحی الآیة ثم بالتكبیر مع التهلیل فتقول و لسوف یرضی (ل) لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) و الضحی الآیة ثم مع التهلیل و التحمید فتقول و لسوف یرضی (ل) لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) و الضحی الآیة، و یندرج معه قنبل فی جمیع ذلك علی روایته عنه ثم تعطف الشامی بالوصل السكت و تقدم أن أوجه البسملة له اندرجت مع قالون ثم تعطف حمزة بالإمالة الكبری فی یرضی و الضحی و سجی و قلی مع الوصل ثم علیّا بالإمالة الكبری مع أوجه البسملة الثلاثة، و لا یخفی أربعة الرحیم و ثلاثة أكبر و الحمد لدی الوقف علیها و أنت مخیّر فیها و ما یأتی علی ذلك من الأوجه فلا نطیل به.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 637
ضَالًّا ضاده ساقط و مده لازم و فَحَدِّثْ تام و منتهی النصف علی المشهور لبعضهم آخر اللیل و لبعض آخر التین.

الممال‌

فواصلة الممالة (مد) و ضحاها و تلاها و جلاها و یغشاها و بناها و سواها و تقواها و زكاها و دساها و بطغواها و أشقاها و سقیاها و فسواها و عقباها و یغشی و تجلی و الأنثی و لشتی و اتقی و بالحسنی معا و للیسری و استغنی و للعسری و تردّی و للهدی و الأولی و تلظی و الأشقی لدی الوقف و تولی و الأتقی لدی الوقف و یتزكی و الأعلی و یرضی، و الضحی و قلی و الأولی و فترضی و فآوی و فهدی و أغنی لهم و بصری و قد تقدم أن لورش فیما فیه هاء وجهین التقلیل و الفتح تلاها و طحاها و سجی لهما و علی و لا یمیله حمزة فهن مما انفرد به علیّ عنه.
ما لیس برأس آیة: أدراك لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه و النهار معا لهما و دوری خاب لحمزة أعطی و لا یصلاها لهم و ورش إن قلل و إن فخم فتح.

المدغم‌

كذبت ثمود لبصری و شامی و الأخوین، لا أُقْسِمُ بِهذَا فَقالَ لَهُمْ* وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنی و لیس فیها یاء إضافة و لا زائدة و لا مدغم و كذلك أ لم نشرح و التین.

سورة أ لم نشرح‌

مكیة، و آیها ثمان و إذا جمعت أولها مع آخر و الضحی من قوله تعالی:
وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ و الوقف علی ما قبله جائز لأنه فاصلة و قیل كاف إلی صدرك و الوقف علیه جائز لأنه رأس آیة فتبدأ لقالون بقطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی و یندرج معه ورش و البصری و الشامی علی البسملة و قنبل علی عدم التكبیر و عاصم و علیّ ثم تعطف البزی بالتكبیر مع
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 638
الأوجه الأربعة المتقدمة علی ترتیبها المتقدم ثم بالتكبیر مع التهلیل ثم بالتكبیر مع التهلیل و التحمید علی صورة ما تقدم و اندرج معه قنبل ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون و هو الوجه الثالث من وجوه البسملة و اندرج معه من تقدم ثم تعطف ورشا بالسكت و اندرج معه فیه البصری و الشامی و كذا حمزة فی وجه سكنه علی الهمز و لا یضرنا اختلاف المدركین حیث حصل التوافق اللفظی: قال المحقق: إنی أخرجت وجه حمزة مع وجه ورش بین سورتی و الضحی و أ لم نشرح علی جمیع من قرأت علیه من شیوخی و هو الصواب انتهی، ثم تعطفه بالوصل مع النقل علی أصله و لهذا لم یندرج معه البصری و الشامی و حمزة ثم تعطف البزی بالتكبیر علی الوجهین اللذین علی تقدیر كونه لآخر السورة فالأول منهما وصل التكبیر بآخر السورة و القطع علیه، و علی البسملة فتقول فحدث (ل) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) أ لم نشرح الثانی وصل التكبیر بآخر السورة و القطع علیه و وصل البسملة بأول السورة فتقول فحدث (ل) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) أ لم نشرح لك صدرك، و تكسر الثاء فی جمیعها لالتقاء الساكنین كما تقدم و استحضر هذه الأوجه الثلاثة كالأربعة فإنی أحیلك علیها أیضا خوفا من التطویل ثم تأتی بهذه الأوجه الثلاثة مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید و اندرج معه قنبل فی الجمیع و ترتیب هذه الأوجه الثلاثة كترتیب أوجه البسملة بین السورتین بأن تقدیر التكبیر آخر السورة لأنه موصول بها فی الجمیع ثم تعطف البصری بالوصل بین السورتین و اندرج معه الشامی و حمزة فی وجه عدم السكت.
وِزْرَكَ و ذِكْرَكَ* ترقیق الراء فیهما لورش جلیّ و اختاره الدانی و ذهب كثیر من أهل الأداء كالمهدوی و ابن سفیان إلی التفخیم لمناسبة رءوس الآی و المأخوذ به لمن قرأ بما فی التیسیر و نظمه الأول.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 639

سورة و التین‌

مكیة جلالاتها واحدة و آیها ثمان للجمیع فإن جمعتها مع آخر أ لم نشرح من قوله تعالی: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ و الوقف علی ما قبله تامّ و قیل كاف إلی تقویم و هو كاف فتبدأ لقالون بقطع البسملة عن السورتین مع قصر المنفصل و مده ثم بوصلها بالثانیة كذلك و اندرج معه قنبل علی ترك التكبیر و ورش و البصری و الشامی علی البسملة و عاصم و علی فتعطف ورشا فی الوجهین بالنقل و المد الطویل ثم تعطف البزی بالأوجه الأربعة المتقدمة بالتكبیر ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید، و اندرج معه قنبل فی الجمیع ثم تعطف قالون بوصل الجمیع و اندرج معه من تقدم و لا یخفی أنك تأتی بالقصر أولا ثم بالمد و تعطف ورشا بالنقل و المد الطویل، ثم تعطف ورشا بالسكت و الوصل و یندرج معه البصری و الشامی فیهما فتعطفهما بعده بعدم النقل و المد المتوسط و حمزة فی الوصل فتعطفه بعد البصری و الشامی بالمد الطویل علی ترك السكت لخلاد ثم تعطفه بالسكت و المد الطویل ثم تعطف البزی بالأوجه الثلاثة مع التكبیر، ثم مع التهلیل، ثم مع التهلیل و التحمید و اندرج معه قنبل فی الجمیع.
غَیْرِ* ترقیق رائه لورش جلی.

سورة العلق‌

مكیة جلالاتها واحدة و آیها ثمانی عشرة دمشقی و تسع عشرة بصری و كوفی و حمصی و عشرون لمن بقی و إذا جمعتها مع و التین من قوله تعالی:
أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِینَ و الوقف علی ما قبله تامّ و قیل كاف إلی خلق و هو تام و قیل كاف فتبدأ لقالون بقطع الجمیع ثم بقطع الأول و وصل البسملة بأول السورة و اندرج معه ورش و قنبل و البصری و الشامی و عاصم و علی ثم تعطف البزی بالتكبیر بالأوجه الأربعة، ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید و اندرج معه قنبل ثم تعطف قالون بالوجه الثالث من
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 640
وجوه البسملة و اندرج معه من ذكر ثم ورشا بالسكت و الوصل و اندرج معه البصری و الشامی فیهما و حمزة فی الوصل ثم تعطف المكی بالأوجه الثلاثة.
1- اقْرَأْ* معا بتحقیق الهمزة للسبعة.
2- كَلَّا* الثلاثة المختار الوقف علی الثانی دون الأول و الثالث فالأولی الوقف علی ما قبلها و الابتداء بهما.
3- أَنْ رَآهُ قرأ قنبل بخلف عنه بقصر الهمزة أی بحذف الألف بین الهمزة و الهاء فیصیر بوزن «رعه» و الباقون بإثبات الألف و الهمزة قبله و هو الطریق الثانی لقنبل و ضعف بعضهم القصر عملا بقول ابن مجاهد فی كتاب السبعة قرأت علی قنبل أن رآه قصرا بغیر ألف بعد الهمزة و هو غلط و لا وجه لتضعیفه فإنه صحیح ثابت قطع به الدانی فی التیسیر و غیره، و قرأ به غیر واحد علی ابن مجاهد نفسه كصالح المؤدب و بكار بن أحمد و المطوعی و الشنبوذی و عبد اللّه بن الیسع الأنطاكی و زید بن أبی بلال قال المحقق: و لا شك أن القصر أثبت عن قنبل من طریق الأداء و المد أقوی من طریق النص و بهما آخذ من طریقه جمعا بین النص و الأداء و من زعم أن ابن مجاهد لم یأخذ بالقصر فقد أبعد فی الغایة و خالف فی الروایة انتهی، و ثلاثة ورش فیه جلیة و إمالته ستأتی إن شاء اللّه تعالی.
4- أَ رَأَیْتَ* الثلاثة قرأ نافع بتسهیل الهمزة الثانیة و عن ورش أیضا إبدالها ألفا مع المد الطویل و علیّ بإسقاطها، و الباقون بتحقیقها، و لا یاء إضافة فیها، و مدغمها واحد.

سورة القدر

مدنیة فی قول ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و مجاهد و الأكثرین قال الواحدی: هی أول سورة نزلت بها و قال قتادة مكیة و آیها خمس مدنی و عراقی و ست للباقی اختلافها القدر، الثالث و إن جمعتها مع آخر العلق من
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 641
قوله تعالی: كَلَّا لا تُطِعْهُ و الوقف علی ما قبله تام عند أبی حاتم و غیره إلی قول القدر الأول و هو كاف فابدأ لقالون بعدم صلة لا تطعه و أنزلناه و قصر المنفصل مع قطع الجمیع و تعطفه بمد المنفصل و اندرج معه البصری و الشامی علی البسملة و عاصم و علیّ علی ما اخترناه من القراء بمرتبتین و ورش أیضا إلا أنه تخلف فی المنفصل فتعطفه منه ثم بقطع الأول و وصل الثانی ثم بوصل الجمیع و اندرج معه من تقدم فی الجمیع ثم تأتی بورش بالسكت بین السورتین و اندرج معه حمزة فی السكت علی الهمزة و المد الطویل ثم بالوصل مع النقل علی أصله ثم تأتی بالبصری بالسكت و الوصل و اندرج معه الشامی. فإن قلت: عدم اندراجهما مع ورش فی الوصل ظاهر لأنه یقرأ بالنقل و هما بالتحقیق و ما المانع من إدراجهما معه فی السكت.
قلت: لما كان السكت بین اقترب و إنا و هما متخلفان فی إنا لأن مده أطول منهما لم یندرجا معه ثم بحمزة بالوصل بلا سكت ثم تأتی بالبزی من لا تطعه بصلة الهاء فیه و هذا المانع من عطفه علی قالون و فی أنزلناه مع أوجه التكبیر الأربعة فتقول: كلا لا تطعه و اسجد و اقترب (ع) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) إنا أنزلناه فی لیلة القدر، و اقترب (ع) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) إنا أنزلناه فی لیلة القدر و اقترب (ع) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) إنا- الآیة- و اقترب (ع) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل)- الآیة- ثم تأتی بها مع التهلیل ثم معه و مع التحمید ثم تأتی بالأوجه الثلاثة فتقول و اقترب (ل) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) إنا و اقترب (ل) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) إنا، و اقترب (ل) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) إنا- إلی آخره- ثم تأتی بها مع التهلیل ثم معه و مع التحمید و اندرج معه قنبل ثم تعطفه بأوجه البسملة الثلاثة علی روایة عدم التكبیر له.
تَنَزَّلُ* قرأ البزی بتشدید التاء وصلا و الباقون بالتخفیف
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 642
و مَطْلَعِ* قرأ علی بكسر اللام و الباقون بفتحها لغتان، و لا یاء فیها، و مدغمها اثنان.

سورة لم یكن‌

مدنیة بإجماع جلالاتها ثلاث و آیها ثمان لغیر البصری و الشامی و تسع فیهما فإن جمعتها مع آخر القدر من قوله تعالی سَلامٌ هِیَ و الوقف علی أمر كاف إلی قوله البینة و هو تام علی أن رسول مرفوع بمبتدإ مضمر كأنه قیل و ما البینة؟ قال هی رسول و إن جعلته بدلا من البینة فلا یحسن الوقف علیه إذ فیه الفصل بین البدل و المبدل منه و الأول أظهر فتبدأ بقالون بقطع الجمیع و لا تخفی أحكامه و یندرج معه قنبل علی عدم التكبیر و البصری و الشامی علی البسملة و عاصم فتعطف السوسی بالبدل فی تأتیهم ثم بقطع الأول و وصل الثانی و اندرج معه من تقدم فتطعف السوسی كذلك ثم تعطف البزی بالأوجه الأربعة مع التكبیر ثم بالتكبیر مع التهلیل ثم معه و مع التحمید و یندرج معه قنبل فی الجمیع ثم تأتی بقالون بوصل الجمیع و یندرج معه من تقدم فتعطف السوسی بالإبدال ثم البزی بالوجوه الثلاثة ثم التكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بالسكت و الوصل للبصری مقدما الدوری و یندرج معه الشامی فیهما و السوسی فی السكت فتعطفه بالإبدال فی تأتیهم و حمزة فی الوصل تعطفه بالسكت فی من أهل تعطف السوسی بالوصل مع إدغام راء الفجر فی لام ثم تأتی بورش بتغلیظ لام مطلع مع السكت و الوصل و وجوه البسملة الثلاثة مع نقل من أهل و إبدال تأتیهم ثم تأتی بعلی بكسر لام مطلع مع أوجه البسملة الثلاثة و تمیل هاء التأنیث من البینة له لدی الوقف علیها.
الْبَرِیَّةِ* معا قرأ نافع و ابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد یاء ساكنة من برأ اللّه الخلق: أوجدهم فهی بمعنی فعیلة بمعنی مفعولة، و الباقون بیاء مشدّدة بعد الراء مفتوحة فی الكلمتین یقلب الهمزة یاء و إدغام الیاء فیها، و لا یاء فیها، و مدغمها واحد.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 643

سورة الزلزلة

مدنیة و قیل مكیة و آیها ثمان مدنی أول و كوفی و تسع لمن بقی فإن جمعتها مع آخر لم یكن من قوله تعالی: ذلِكَ لِمَنْ خَشِیَ رَبَّهُ و الوقف علی ما قبله كاف، و قیل تام إلی زلزالها و سوغ الوقف علیه كونه فاصلة فتبدأ لقالون بقطع الجمیع. ثم بقطع الأول و وصل الثانی، و اندرج معه فیهما قنبل و ورش و البصری و الشامی و عاصم و علی فتعطف ورشا بالنقل فیهما ثم تعطف البزی بأوجه التكبیر الأربعة ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید و اندرج معه قنبل ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون و اندرج معه من تقدم فتعطف ورشا بالنقل فی الأرض ثم تأتی لورش بالسكت و اندرج معه البصری و الشامی فتعطفهما بترك النقل ثم بالوصل مع مد المنفصل طویلا و هو ربه إذا، و اندرج معه حمزة فتعطفه بالسكت و عدم السكت فی الأرض ثم تأتی للبزی بالأوجه الثلاثة مع التكبیر ثم التكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید و اندرج معه قنبل ثم تأتی بالوصل للبصری مع قصر المنفصل ثم مع مده و یندرج معه فیه الشامی.
یَصْدُرُ* قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزای، و الباقون بالصاد الخالصة و یَرَهُ* معا قرأ هشام بإسكان الهاء، و الباقون بضم الهاء و صلته بواو فی اللفظ، و لا یاء فیها و لا مدغم.

سورة و العادیات‌

اشارة

مكیة إجماعا و آیها إحدی عشرة للجمیع فإن جمعت بینها و بین آخر الزلزلة من قوله تعالی: فَمَنْ یَعْمَلْ* إلی قوله: صُبْحاً و الوقف علی ما قبل فمن كاف، و علی صبحا جائز لأنه فاصلة فتأتی لقالون بوجهی البسملة: قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی بالثالث، و اندرج معه فی الوجهین قنبل و البصری و ابن ذكوان و عاصم و علیّ فتعطف السوسی بإدغام التاء فی الضاد فی الصاد ثم تأتی للبزی بالأوجه الأربعة بالتكبیر و مع التهلیل،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 644
و مع التهلیل و التحمید ثم لقالون بوصل الجمیع و اندرج معه من تقدم فتعطف السوسی بالإدغام ثم تأتی بالبزی بالأوجه الثلاثة مع التكبیر و غیره و اندرج معه قنبل ثم بالدوری بالسكت بین السورتین ثم الوصل و اندرج معه ابن ذكوان و السوسی فتعطفه بالإدغام فیهما و خلاد فی الوصل فتعطفه بالإدغام علی أحد وجهیه فَالْمُغِیراتِ صُبْحاً مع المد الطویل و لا یجوز له غیره ثم بهشام بإسكان هاء یره فی الموضعین مع السكت و الوصل بالبسملة مع أوجهها الثلاثة ثم بورش بترقیق راء خیرا مع السكت و الوصل و أوجه البسملة الثلاثة ثم بخلف بعدم غنة النون و التنوین فی الیاء مع الوصل بین السورتین فَالْمُغِیراتِ صُبْحاً قرأ خلاد بخلف عنه بإدغام التاء فی الصلة مع المد الطویل كما تقدم وجهه و الباقون إلا السوسی بالإظهار و هو الطریق الثانی لخلاد.
لَخَبِیرٌ* تام و فاصلة بلا خلاف، و منتهی الربع لجماعة و عند بعضهم آخر لم یكن، و لبعضهم آخر اللیل، و لبعضهم آخر القارعة.

الممال‌

فواصله الممالة (ط) لیطغی و استغنی و الرجعی و ینهی و صلی و الهدی و بالتقوی و تولی و یری لهم و بصری ما لیس برأس آیة: رَآهُ* لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه و لا یخفی أن إمالة ورش تقلیل و الأخوین إضجاع، و إمالة البصری فی الهمزة فقط و الأخوین فی الراء و الهمزة، و الطریق الآخر لابن ذكوان الفتح أَدْراكَ* لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه جاءتهم لحمزة و ابن ذكوان نار لهما و دوری أوحی لهم.

المدغم‌

عَلَّمَ بِالْقَلَمِ القدر لیلة الفجر لم البریة جزاؤهم. وَ الْعادِیاتِ ضَبْحاً فَالْمُغِیراتِ صُبْحاً و وافقه فی هذا خلاد بخلف عنه و مده لازم كما تقدم فی نظائره الْخَیْرِ لَشَدِیدٌ و لا إدغام فی أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 645
لأن الضاد لا تدغم إلا فی موضع واحد و هو لبعض شأنهم بالنور لا غیر، و لا یاء فیها، و مدغمها ثلاث.

سورة القارعة

مكیة اتفاقا و آیها ثمان بصری و شامی و عشر حجازی و إحدی عشرة كوفی، و كیفیة الجمع بینها و بین و العادیات من قوله: إن ربهم إلی قوله القارعة الثانیة و الوقف علی الصدر تام و قیل كاف و علی القارعة كاف و قیل لا یوقف علیه بل یتعدی إلی القارعة الثالثة و كلاهما رأس آیة أن تبدأ لقالون بأوجه البسملة الثلاثة و اندرج معه البصری و الشامی و عاصم و علی فتعطفه بإمالة ما قبل هاء التأنیث علی أحد الوجهین له و وجه الفتح اندرج و ورش فی وجه قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی، و لا یندرج فی وجه وصل الجمیع لأنه یرقق الراء و قالون یفخمه فتعطفه به ثم بالسكت مع ترك البسملة و یندرج معه البصری و الشامی ثم بالوصل مع تركها أیضا و لا یندرجان معه لانفراده عنهما بالترقیق فتعطفهما بعده بالوصل مع التفخیم و یندرج معهما حمزة ثم تأتی بصلة المیم لقالون مع قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی ثم تعطف البزی بالأوجه الأربعة مع التكبیر ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون ثم تعطف البزی بالأوجه الثلاثة مع التكبیر ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید و اندرج قنبل مع قالون و مع البزی.
فَهُوَ* قرأ قالون و النحویان بإسكان الهاء و الباقون و بالضم و ما هِیَهْ قرأ حمزة بحذف الهاء الثانیة الساكنة فی الوصل و أثبتها فی الوقف، و الباقون بإثبات الهاء وقفا و وصلا، و لا یاء فیها، و مدغمها واحد.

سورة التكاثر

مكیة بلا خلاف و آیها ثمان للجمیع و كیفیة جمعها مع آخر القارعة من قوله تعالی: نارٌ حامِیَةٌ و الوقف علی ما قبله كاف و قال أبو حاتم: هو
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 646
وقف جید فنار مرفوع بمبتدإ محذوف أی هی نار إلی قوله المقابر و هو تام، و قیل كاف، أو كلا و هو أتم و أكفی أن تبدأ بقطع الجمیع لقالون و اندرج معه قنبل و البصری و الشامی و عاصم و ورش فتعطفه بتقلیل ألهاكم ثم بقطع الأول و وصل الثانی، و دخل معه من ذكر فتعطف ورشا بالتقلیل ثم تأتی بأوجه التكبیر الأربعة ثم بالتكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید للبزی و اندرج معه قنبل ثم بوصل الجمیع لقالون و اندرج معه من ذكر فتعطف ورشا بالتقلیل و دخل معه أیضا علیّ فتعطفه أیضا بالإمالة ثم تأتی بالسكت بین السورتین لورش مع فتح ألهاكم و تقلیله و دخل معه فی الفتح البصری و الشامی ثم بالوصل مع نقل حركة همزة ألهاكم إلی تنوین حامیة ثم تأتی بالأوجه الثلاثة مع التكبیر ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید للبزی و اندرج معه قنبل ثم تأتی بالوصل للبصری و الشامی ثم به لحمزة مع عدم السكت علی الهمز ثم مع السكت لخلف و إنما لم یندرج فی السكت مع من سكت لأن سكتهم حكم الوقف فیكون بإبدال تاء التأنیث هاء و سكته حكمه حكم الوصل فیسكت علی التنوین فاختلفوا فی الوصل و اللفظ بخلاف ما تقدم فلم یختلفوا فی اللفظ ثم تأتی بعلی بإمالة حامیة و ألهاكم مع قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی و قد اندرج فی وصل الجمیع مع قالون كما تقدم و كَلَّا* الثلاثة الوقف علی الأول راجع و علی الثانی مرجوح و علی الثالث لا یجوز و لَتَرَوُنَ قرأ الشامی و علی بضم التاء الفوقیة و الباقون بالفتح، و لا خلاف فی الفتح فی لترونها و لا مدغم و لا یاء إضافة و لا زائدة.

سورة و العصر

مكیة و آیها ثلاث للجمیع فإن جمعتها مع آخر التكاثر من قوله تعالی ثم لتسألن و الوقف علی الیقین كاف، و اقتصر علیه القسطلانی إلی قوله بالصبر إذ لا وقف فیها إلا فی آخرها كما صرح به الدانی و ابن الأنباری
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 647
و العمانی و غیرهم و هو ظاهر فتبدأ بقطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی لقالون و یندرج معه المبسملون وفاقا و خلاف فیهما فتعطف ورشا بالنقل مع ثلاثة آمنوا معهما ثم تأتی بأوجه التكبیر الأربعة ثم بالتكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید للبزی و دخل معه قنبل و تكبر أیضا فی آخر الثلاثة كما كبرت بین السورتین من إفراد التكبیر و جمعه مع التهلیل أو مع التهلیل و التحمید لكن لا یأتی هذا إلا علی الوجهین اللذین علی تقدیر كونه لآخر السورة و علی الثلاثة المحتملة و لا یجوز علی الوجهین اللذین علی تقدیر كونه لأول السورة لما فی ذلك من التدافع و لا یخفی علیك أنهما الثالث و الرابع من هذه الأربعة ثم وصل الجمیع لقالون و اندرج معه من ذكر فتعطف و رشا بما ذكر ثم تأتی بسكته و وصله، و دخل معه البصری و الشامی فیهما و حمزة فی الوصل فتعطفهم بأحكامهم و هی لا تخفی ثم بأوجه التكبیر الثلاثة ثم التكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید للبزی و دخل معه قنبل و لا مدغم فیها و لا یاء.

سورة الهمزة

مكیة للجمیع جلالاتها واحدة، و آیها تسع باتفاق، و أما حكم الابتداء بها إنما كان ابتداء لأنك وقفت علی التی قبلها و هذا وقف جر إلیه الحكم و لو فعله قارئ عمدا فلا حرج علیه. قال المحقق: و لقد كان بعض شیوخنا المعتبرین إذا وقف القارئ علیه فی الجمع إلی قصار المفصل و خشی التطویل بما یأتی بین السورتین من الأوجه یأمر القارئ بالوقف لیكون مبتدئا فتسقط الأوجه التی تكون للقراء من الخلاف بین السورتین و لا أحسبهم إلا آثروا ذلك عمن أخذوا عنه انتهی فتبدأ لقالون بقطع البسملة عن السورة ثم بوصلها معها و تقف علی و عدّده و هو كاف و كلهم اندرج معه إلا البزی فتعطف الأخوین و الشامی بتشدید جمع و تقدم الشامی بإدغام تنوین مالا فی واو و عدده مع الغنة و اندرج معه خلاد و علی ثم تعطف خلفا بالإدغام
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 648
الخالص من غیر غنة ثم تأتی بالتكبیر للبزی و له أربعة أوجه اثنان من الثلاثة المحتملة و اللذان لأول السورة فتقول: اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) ویل لكل الآیة اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) ویل لكل الآیة اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) ویل لكل الآیة اللّه أكبر (ل) بسم الله الرحمن الرحیم (ل) ویل لكل ... الآیة و ترتیبها كترتیب أوجه الاستعاذة مع البسملة، و لا یخفی أن الأولین من المحتملة و الأخیرین اللذین لأول السورة تأتی بالأوجه الأربعة مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید و اندرج معه قنبل فی الجمیع و معلوم كما تقدم أن صیغة التكبیر مع التهلیل لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر، و صیغته مع التهلیل و التحمید لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر، و صیغته مع التهلیل و التحمید لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد. قال المحقق:
التهلیل مع التكبیر و مع الحمدلة عند من رواه حكمه حكم التكبیر لا یفصل بعضه من بعض بل یوصل جملة واحدة كذا وردت الروایة و كذا قرأنا لا نعلم فی ذلك خلافا انتهی.
جَمَعَ* قرأ الشامی و الأخوین بتشدید المیم علی المبالغة و التكثیر، و لیناسب و عدده، و الباقون بالتخفیف طلبا للتخفیف و یَحْسَبُ* قرأ الشامی و عاصم و حمزة بفتح السین، و الباقون بالكسر.
كَلَّا* یجوز الوقف علیها و الابتداء بما بعدها و یجوز الوقف علی ما قبلها و الابتداء بها و كل اختاره جماعة و المعنی یقتضیها و الْأَفْئِدَةِ* إن وقف علیه و هو تام و قیل كاف ففیه لحمزة فی الهمزة الثانیة وجه واحد و هو النقل و یأتی علی كل واحد من التحقیق مع السكت و النقل فی الأولی و حكی فیه وجه ثالث و هو تسهیل الثانیة و هو ضعیف جدا و مُؤْصَدَةٌ* قرأ البصری و حفص و حمزة بهمزة ساكنة بعد المیم، و الباقون بالواو و حمزة مثلهم إن وقف و هو مستثنی من قاعدة السوسی فلا یبدله.
عَمَدٍ* قرأ شعبة و الأخوان بضم العین و المیم جمع عمود نحو رسول
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 649
و رسل، و الباقون بفتحهما فقیل اسم جمع لعمود، و قیل جمع كأدیم و أدم، و لا یاء فیها، و مدغمها واحد.

سورة الفیل‌

مكیة و آیها خمس بإجماع و كیفیة جمعها مع آخر الهمزة من قوله تعالی:
إِنَّها عَلَیْهِمْ إلی قوله الفیل، و الوقف علی الأفئدة كاف و قیل تام و علی الفیل كاف و قال ابن الأنباری حسن و هو فاصلة: أن تبدأ لقالون بقطع الجمیع ثم بقطع الأول و وصل الثانی ثم بوصل الجمیع، و اندرج معه ورش و الشامی ثم تأتی بالسكت لورش و اندرج معه الشامی ثم بالوصل مع النقل، و لا یندرج معه الشامی فتعطفه بالوصل من غیر نقل ثم تأتی بشعبة بضم العین و المیم من عمد مع أوجه البسملة الثلاثة و اندرج معه علی فی وصل الجمیع لا فی الوجهین قبله لإمالة عدده فتعطفه بقطع الجمیع ثم بقطع الأول و وصل الثانی مع إمالة ممدوده فیهما ثم تأتی بالسكت و الوصل و أوجه البسملة الثلاثة للدوری و لا تخفی قراءته فی مؤصدة و عمد و اندرج معه السوسی فتعطفه بإدغام فاء كیف فعل و لام فی راء ربك فی الأوجه الخمسة و اندرج معه أیضا حفص فی أوجه البسملة ثم تأتی بضم میم علیهم لقالون مع قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی و تعطف البزی بأوجه التكبیر الأربعة ثم التكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید، و اندرج معه قنبل ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون و اندرج معه قنبل كما اندرج فی الوجهین الأولین ثم تأتی بالأوجه الثلاثة مع التكبیر ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید للبزی و اندرج معه قنبل ثم تأتی بضم هاء علیهم مع الوصل من غیر سكت ثم مع السكت علی تنوین ممدودة لأجل الهمز بعدها و لا یخفی أن الأول لحمزة و الثانی لخلف وحده.
عَلَیْهِمْ طَیْراً قرأ حمزة بضم الهاء، و الباقون بالكسر و قرأ ورش بترقیق الراء، و الباقون بالتفخیم و مَأْكُولٍ اختلفوا فی الوقف علیه فقال
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 650
أبو حاتم: لیس فی سورة الفیل وقف و لیس آخرها بوقف و علیه فلیغز به فیقال سورة فی القرآن لیس فیها وقف حتی فی آخرها و خالفه غیره و جعله خطأ قال الدانی بعد أن نقل عن الأخفش ما یقتضی مقالة أبی حاتم و فی إجماع المسلمین علی الفصل بینهما و أنهما سورتان دلیل علی خطئه و أصل هذا الخلاف مبنی علی الخلاف فیما تتعلق به لام لإیلاف، فإن قلنا تتعلق بفعل مقدر و التقدیر عجبوا أو بفلیعبدوا فآخرها تمام و إن قلنا متعلق بفجعلهم فلا تمام و إبداله لورش و سوسی جلیّ و لا یاء فیها و مدغمها اثنان.

سورة قریش‌

مكیة و آیها أربع دمشقی و عراقی و خمس فی الباقی و كیفیة جمعها مع آخر الفیل من قوله فجعلهم و سوغ الوقف علی ما قبله كونه فاصلة إلی قوله و الصیف و هو كاف أن تبدأ لقالون بأوجه البسملة الثلاثة و اندرج معه الدوری و الشامی و عاصم و علی ما قبله كونه فاصلة إلی قوله و للصیف و هو كاف أن تبدأ لقالون بأوجه البسملة الثلاثة و اندرج معه الدوری و الشامی و عاصم و علی فتعطف الشامی فی كلها بحذف الیاء من لإیلاف ثم تعطف ورشا بإبدال همزة مأكول مع السكت و الوصل و أوجه البسملة الثلاثة و لا تغفل عن الثلاثة و هی القصر و التوسط و المد فی لإیلاف و إیلافهم و عن النقل مع كل وجه و اندرج معه السوسی مع القصر فی السكت و الوصل و أوجه البسملة فتعطفه بعدم النقل و مد الشتاء فی الجمیع ثم تعطف الدوری بالسكت و الوصل و اندرج معه فی الوصل حمزة فتعطفه بمد الشتاء طویلا ثم الشامی بهما مع حذف یاء لإیلاف، ثم تأتی بصلة میم فجعلهم لقالون مع قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی ثم تعطف البزی بأوجه التكبیر الأربعة ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بوصل لقالون ثم البزی بأوجه التكبیر الثلاثة و اندرج قنبل علی ترك التكبیر مع قالون و علی التكبیر مع البزی و لِإِیلافِ قرأ الشامی بغیر یاء بعد الهمزة، و الباقون بیاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 651
ساكنة بعد الهمزة و اتفق السبعة علی إثبات الیاء فی الثانی، و ورش علی أصله فی الثلاثة فیهما. قال فی اللطائف و من الغرائب أنهم اختلفوا فی سقوط الیاء و إثباتها فی الأول مع اتفاق المصاحف علی إثباتها خطّا و اتفقوا علی إثبات الیاء فی الثانی إلا ما ذكر عن أبی جعفر مع اتفاق المصاحف علی سقوطها فیها خطّا فهو أدل دلیل علی أن القراء متبعون الأثر و الروایة لا مجرد الخط انتهی، و لا یاء فیها، و مدغمها واحد.

سورة الماعون‌

مكیة و آیها سبع حمصی و ست فی الباقی و خلافها یراءون، و كیفیة جمعها مع قریش من قوله فلیعبدوا إلی قوله المسكین و هو تام و لیس بعده وقف إلا آخر السورة: أن تبدأ لقالون بقصر المنفصل و إسكان میم الجمع و تسهیل أ رأیت مع أوجه البسملة الثلاثة و اندرج معه البصری و تخلف فی أ رأیت فتعطفه بتحقیق الهمزة مع كل وجه و یتخلف السوسی فی إظهار المثلین فتعطفه بالإدغام ثم تأتی بالسكت و الوصل للدوری علی القصر فی المنفصل و اندرج معه السوسی فتعطفه بالإدغام فیهما ثم تأتی بصلة المیم لقالون مع قطع الجمیع ثم مع قصر الأول و وصل الثانی و اندرج معه فیهما قنبل علی ترك التكبیر فتعطفه بتحقیق أ رأیت ثم تعطف البزی بأوجه التكبیر الأربعة ثم بالتكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید، ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون و اندرج معه قنبل فتعطفه بتحقیق أ رأیت ثم تعطف البزی بأوجه التكبیر الأربعة ثم بالتكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون و اندرج معه قنبل فتعطفه بتحقیق أ رأیت ثم تعطف البزی بأوجه التكبیر الثلاثة ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید، و اندرج معه قنبل فیها و فی الأربعة قبلها ثم تأتی بمد المنفصل لقالون مع أوجه البسملة الثلاثة، و اندرج معه الدوری و الشامی و عاصم و علی فتعطف الدوری و الشامی و عاصما بتحقیق أ رأیت و علیّا ثم تأتی بالسكت و الوصل للدوری
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 652
و اندرج معه الشامی ثم تأتی بصلة المیم لقالون مع أوجه البسملة الثلاثة ثم تأتی بمد المنفصل طویلا لورش مع السكت و الوصل مع النقل و أوجه البسملة الثلاثة مع تسهیل همزة أ رأیت الثانیة و إبدالها ألفا مع المد الطویل لالتقاء الساكنین مع كل وجه من الخمسة و هذا مع القصر فی مد البدل و هو آمنهم و یأتی مثله علی كل من التوسط و المد و اندرج معه مع القصر خلاد و یتخلف فی النقل فتعطفه من غیر نقل و بتحقیق همزة أ رأیت ثم تعطف خلفا بإدغام تنوین جوع فی واو و آمنهم من غیر غنة مع الوصل من غیر سكت و بالسكت لأجل الهمز و لا تغفل عما تقدم إن سكت حمزة حكمه حكم الوصل فیكون علی التنوین من فاء خوف و سكت غیره حكمه حكم الوقف فیكون بإسكان فاء خوف و یجوز معه القصر و التوسط و المد و الروم مع القصر.
أَ رَأَیْتَ* جلیّ و یحض بالضاد الساقطة و صَلاتِهِمْ* و یُراؤُنَ* تفخیم الأول و ثلاثة الثانی واضح و الْماعُونَ إن وقفت علیه و هو تام فی أنهی درجاته فتصل به التكبیر فتقول الماعون اللّه أكبر ثم التكبیر مع التهلیل فتقول الماعون لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر ثم التكبیر مع التهلیل و التحمید فتقول: الماعون لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد، و لا یخفی علیك أنك إذا وقفت علیه للجماعة ففیه الثلاثة و إن وصلت به التكبیر أو هو و ما معه للبزی و قنبل علی أحد وجهیه ففیه القصر فقط و لا یاء فیها و مدغمها واحد.

سورة الكوثر

مكیة و آیها ثلاث فإذا ابتدأت بها فقف علی و انحر و الوقف علیه كاف، و قیل تام و علیه الدانی و ابن الأنباری، و منع الجمهور الوقف علی الكوثر، و من المعلوم أن المبتدئ بشی‌ء من القرآن أول سورة أو غیره مطلوب بالاستعاذة، و من المعلوم أیضا أن أوجهها مع البسملة و أول السورة أربعة:
قطع الجمیع، و قطع الأول و هو التعوذ، و وصل الثانی و هو البسملة بأول
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 653
السورة و عكسه و هو وصل الأول و قطع الثانی و وصل الجمیع فتبدأ لقالون بالوجه الأول و هو قطع الجمیع ثم بالوجه الثانی و هو قطع الأول و وصل الثانی مع قصر المنفصل و مده فیها و اندرج معه فی القصر أصحاب القصر إلا من له التكبیر و فی المد أصحاب المد إلا من مده أطول منه فتعطفه بعده ثم تأتی بأوجه التكبیر الأربعة ثم التكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید للبزی و اندرج معه قنبل و لا یخفی علیك أن أوجه التكبیر مع البسملة كأوجه الاستعاذة معها مع القطع عن الاستعاذة لأن تعریفنا علی الأول و الثانی من أوجهها و هی مقطوعة فیها فتقول أعوذ باللّه من الشیطان الرجیم (ع) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) إنا أعطیناك الكوثر إلی آخرها أعوذ باللّه من الشیطان الرجیم (ع) اللّه أكبر (ع) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) إنا الخ أعوذ باللّه من الشیطان الرجیم (ل) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) إنا الخ أعوذ باللّه من الشیطان الرجیم (ع) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) إنا الخ و هكذا مع التهلیل و مع التهلیل و التحمید ثم تأتی لقالون بالوجه الثالث و هو وصل الاستعاذة بالبسملة و قطعها عن أول السورة ثم بوصل الجمیع مع المد و القصر فی المنفصل فیهما و اندرج معه من اندرج أولا و من لم یندرج تعطفه ثم تعید هذین الوجهین مع إدخال التكبیر بین الاستعاذة و البسملة و تقف علیها فی الوجه الأول و تصلها بالسورة فی الوجه الثانی فتقول أعوذ باللّه من الشیطان الرجیم (ل) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ع) إنا الخ أعوذ باللّه من الشیطان الرجیم (ل) اللّه أكبر (ل) بسم اللّه الرحمن الرحیم (ل) إنا الخ ثم بالتكبیر مع التهلیل ثم بالتكبیر مع التهلیل و التحمید، و لیس لك أن تصل التكبیر أو التكبیر و ما معه من التهلیل و التحمید بالاستعاذة و تقف علیه كما تصله بآخر السورة و تقف علیه لأن التكبیر إما لآخر السورة أو لأولها و لیست الاستعاذة واحدا منهما و لو ابتدأت بغیر الكوثر من سائر سور التكبیر لكان حكم التكبیر أو التكبیر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 654
مع غیره مع الاستعاذة و البسملة كهذا، و اللّه أعلم.

تكمیل:

جری عمل كثیر من الناس علی ابتداء الختم من الكوثر و هذا لا حرج فیه و إنما الحرج فی أمور یفعلها حال الختم بعض من لا ینظر فی خلاص نفسه لا یشك ذو بصیرة أنها لم یقصد بها وجه اللّه تعالی و ذلك أنهم یرسلون طلبتهم و معارفهم یدعون الناس إلی حضور ختمهم و من لم یجب داعیهم وجدوا علیه و یعظم فرحهم إن كثر الناس لا سیما إن كانوا من الأكابر و أصحاب المناصب و الأغنیاء و یطرقون رءوسهم و یخفضون أصواتهم و یمنعون جوارحهم من الحركة و لو طال بها المجلس و لم یكونوا یفعلون مثل ذلك قبل لرؤیة اللّه الملك الخالق الرازق العظیم المتعالی، و یأمرون الطالب الذی یقرأ علیهم بالنظر المرة بعد المرة و ربما اجتمعوا معه فی محل غیر محل القراءة و قرأ علیهم المرة بعد المرة و یأمرونه بالتثبت التام كل ذلك خوفا من الغلط بحضرة الناس و ربما أقرءوه بالوجوه الجائزة فی الوقف لما فیه من الإغراب علی الحاضرین، و ربما أخروا القراءة عن وقتها المعتاد حتی یحضر فلان و فلان و غیر ذلك من الأغراض و فی هذا من سوء الأدب مع اللّه و عدم الاهتمام بنظره ما لا یخفی.
و إذا كان هذا التصنع و متابعة هوی النفس و تحصیل غرض الشیطان حصل عند الختم فما فائدة زواجر القرآن و تشدیداته التی مرت علیه و قد مات من سماعها خلق كثیر و یكفینا فی قبیح هذا أنه أمر محدث و لم یكن من فعل من مضی قال الشیخ الجلیل الصالح العارف المفاض علیه بحور من العلوم و المعارف سیدی عبد الوهاب الشعرانی فی كتابه «البحر المورود فی المواثیق و العهود»: أخذ علینا العهد أن لا نجیب قط من دعانا إلی المحافل التی یحضر فیها الأكابر حتی ختم الدروس التی أحدثها الناس فی الجامع الأزهر و غیره، لما هی محتفة به القرائن التی یشهد غالب الحاضرین أن جمیعها ما أرید بها
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 655
وجه اللّه و لم یبلغنا أن أحدا من السلف الصالح كان یفعل ذلك و إنما كان الرجل إذا طلب أن یأذنوا له فی الفتیا یجمع له ثمانیة من العلماء كل واحد یسأله عن خمس مسائل من غامضات المسائل فإن أجاب عنها من غیر كشف فی كتاب أذنوا له فی الفتیا و إلا قالوا له اشتغل حتی تتأهل لذلك هذا الذی بلغنا، فما كانوا یفعلون ذلك إلا نصیحة و احتیاطا للأمة لا فخرا و عجبا و مباهاة بالعلم انتهی.
فإن قلت: سیأتی أن حضور الختم مستحب و أن السلف كانوا یحضرونه و بعضهم یأمر بحضور أهله. فالجواب: نعم لكن لیس الحضور كالحضور و لا النیات كالنیات فإن أكثر ختمهم ختم تلاوة و لیس بمستغرب فی زمانهم لكثرة وقوعه لیلا و نهارا فلا یدخل النفس ما یدخل فی هذا الختم المحدث و لا یحضرهم فی الغالب إلا من لا یراءون به لكثرة خلطتهم له كأهلیهم فحكمهم معهم كحكم راعی الحیوان یعبد اللّه طول نهاره بحضرتها و لا یقع فی قلبه من رؤیتها شی‌ء و علی تقدیر لو حضرهم أحد من الأكابر كما كان ابن عباس- رضی اللّه عنهما- یجعل رجلا یراقب قراءة بعض السلف فإذا أراد الختم أعلمه ذلك الرجل فیشهد الختم لكان و دهم أن لا یحضر و یكرهون ذلك غایة الكراهة و اللّه یعلم منهم صدق ذلك، و قد كان الأقویاء فی دین اللّه الذین هم كالجبال الرواسی السالمین من أمراض القلوب الذین لا یمیلون من العمل بما عملوا یتحرزون التحرز التام مما ربما یدخل علیهم شوائب الریاء و مع ذلك یتهمون أنفسهم أنها لم تخلص فی أعمالها فكان الحسن البصری- رضی اللّه عنه- یقول فی معاتبته لنفسه تتكلمین بكلام الصالحین القانتین العابدین و تفعلین فعل الفاسقین المنافقین المرائین و اللّه ما هذه صفات المخلصین. و كان مثل الفضیل بن عیاض رحمه اللّه یقول: من لم یكن فی أعماله أكیس من ساحر وقع فی الریاء و كان یقول: ما دام العبد یستأنس بالناس فلا یسلم من الریاء و كان یقول: خیر
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 656
العلم ما أخفی من الناس، و قال سفیان الثوری رحمه اللّه: كل شی‌ء أظهرته من عملی فلا أعده شیئا لعجز أمثالنا عن الإخلاص إذا رآه الناس و قال: كل عالم تكبر حلقة درسه طرأ له العجب بنفسه و كان لا یترك أحدا یجلس إلیه إلا نحو ثلاثة فغفل یوما فرأی الحلقة قد كبرت فقام فزعا و قال: أخذنا و اللّه و لم نشعر، و لما ترك التحدیث قالوا له فی ذلك فقال: و اللّه لو علمت أن أحدا منهم یطلب العلم للّه عزّ و جلّ لذهبت إلی منزله و علمته و لم أحوجه للمجی‌ء إلیّ و مرّ الحسن البصری علی طاوس و هو یملی الحدیث فی الحرم فی حلقة كبیرة فقال له فی أذنه: إن كانت نفسك تعجبك فقم من هذا المجلس فقام فورا.
و مرّ إبراهیم بن أدهم علی حلقة بشر الحافی فأنكر علیه و قال: لو كانت هذه الحلقة لأحد من أصحاب رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- ما أمن علی نفسه العجب، و قال حاتم الأصم: لا یجلس لتعلیم العلم فی المساجد إلا جامع للدنیا أو جاهل بما علیه فی ذلك من الواجبات. و كان الإمام النووی رحمه اللّه إذا دخل علیه أمیر غفلة و هو یدرس العلم یتكدر لذلك، و إذا بلغه أن أحدا من الأكابر عزم علی زیارته فی یوم درسه لا یدرس العلم ذلك الیوم خوفا من أن یراه ذلك الأمیر و هو فی محل محفله و درسه و یقول:
إن من علامات المخلص أن یتكدر إذا اطلع الناس علی عمله كما یتكدر إذا اطلعوا علیه و هو یمضی فإنّ فرح النفس بذلك معصیة و ربما كان الریاء أشد من كثیر من المعاصی و قیل لیحیی بن معاذ: متی یكون الرجل مخلصا فقال:
إذا صار خلقه خلق الرضیع لا یبالی من مدحه أو ذمه.
و قیل لذی النون المصری: متی یعلم العبد أنه من المخلصین؟ فقال: إذا بذل المجهود فی الطاعة و أحب سقوط المنزلة عند الناس، و قال الأنطاكی: من طلب الإخلاص فی أعماله الظاهرة و هو یلاحظ الخلق بقلبه فقد رام المحال.
و قال یوسف بن أسباط: ما حاسبت نفسی قط إلا و ظهر لی أنی مراء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 657
خالص. و قال: أوحی اللّه إلی نبی من الأنبیاء علیهم الصلاة و السلام قل لقومك یخفوا أعمالهم عن الخلق و أنا أظهرها لهم. و قال إبراهیم بن أدهم: ما اتقی اللّه من أحب أن یذكره الناس بخیر و لا إخلاص له. و كان إبراهیم التمیمی یقول: المخلص یكتم حسناته كما یكتم سیئاته. و كان ابن عباس- رضی اللّه عنهما- مع جلالته و تأییده و تسدیده ببركة دعاء رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- له إذا فرغ من مجلس تفسیره للقرآن العظیم یقول:
اختموا مجلسنا بالاستغفار. و كان بشر الحافی یقول: لا ینبغی لأمثالنا أن یظهر من أعماله الصالحة ذرة فكیف بأعمالنا التی دخلها الریاء و الأولی بأمثالنا الكتمان. قال: و قد بلغنا أن عیسی علیه الصلاة و السلام كان یقول للحواریین إذا كانوا یوم صوم أحدكم فلیدهن رأسه و لحیته و یمسح شفتیه لئلا یری الناس أنه صائم، و مرّ أبو أمامة علی شخص ساجد و هو یبكی فقال له: نعم هذا لو كان فی بیتك حیث لا یراك الناس. فإذا كان هذا حال عباد اللّه الصالحین العلماء العاملین فما بالك بالمخلطین أمثالنا الغارقین فی بحر الشهوات بشهوات بطونهم و فروجهم المتخذین علمهم شبكة یصطادون بها الدنیا، فإیاك ثم إیاك ثم إیاك و اللّه الموفق و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلی العظیم، و لا یاء إضافة فیها و لا زائدة و لا إدغام.

سورة الكافرون‌

مكیة و آیها ست للجمیع و إذا جمعتها مع آخر الكوثر من قوله تعالی:
إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ إلی قوله: ما أَعْبُدُ* الأول و الوقف علیه كاف فتبدأ بقالون بقطع الجمیع و اندرج معه البصری علی البسملة ثم تعطف قالون بصلة میم أنتم و اندرج معه قنبل علی ترك التكبیر ثم تعطفه بمد المنفصل مع تسكین المیم و اندراج معه الدوری و شامی و عاصم و علی فتعطف هشاما بإمالة عابدون ثم تعطف قالون بصلة المیم ثم تأتی له بالوجه الثانی من أوجه البسملة و هو قطع البسملة علی السورة الأولی و وصلها
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 658
بالثانیة و اندرج معه من اندرج علی التفصیل المتقدم ثم تعطف البزی بأوجه التكبیر الأربعة ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بقالون بوصل الجمیع و اندرج معه من تقدم علی التفصیل المتقدم ثم تأتی بورش بنقل الأبتر مع السكت و الوصل ثم بأوجه البسملة الثلاثة، و لا تغفل فی جمیع الوجوه عن ترقیق راء الكافرون، ثم تعطف البزی بأوجه التكبیر الثلاثة ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید و اندرج معه فیها و فی الأربعة السابقة قنبل ثم تأتی بالدوری بالسكت بین السورتین مع قصر المنفصل و اندرج مع السوسی ثم تعطفه بمد المنفصل و اندرج معه الشامی فتعطف هشاما بإمالة عابدون ثم بالوصل و اندرج معه من ذكر و اندرج معه أیضا خلاد علی عدم السكت فی الأبتر فتعطفه بالمد الطویل ثم تأتی بحمزة بالسكت علی لام التعریف مع الوصل و المد الطویل و لو قرأت بالأوجه الجائزة فی الوقف أو بعضها مع إصلاح النیة فلا یخفی علیك أن المرفوع نحو الأبتر و اعبدوا فیه لكل القراءة ثلاثة أوجه الإسكان و الإشمام و الروم و نحو الْكافِرُونَ* فیه المد و التوسط و القصر مع الإسكان و نحو دین فیه الثلاثة و الروم مع القصر و حكم السكت بین السورتین حكم الوقف فیجوز معه ما یجوز مع الوقف.
وَ لِیَ دِینِ قرأ نافع و هشام و حفص و البزی بخلف عنه بفتح یاء ولی، و الباقون بالإسكان و هو الطریق الثانی للبزی و فیها من یاءات الإضافة واحدة ولی دین، و لا زائدة فیها و لا إدغام.

سورة النصر

مدنیة اتفاقا جلالاتها اثنتان و آیها ثلاث فإن جمعتها مع الكافرون من قوله تعالی: لَكُمْ دِینُكُمْ* إلی قوله: وَ اسْتَغْفِرْهُ و هو كاف، فكیفیة قراءة ذلك أن تبدأ بقالون فتأتی له بأوجه البسملة الثلاث و اندرج معه ورش و هشام و حفص فتعطفه ورشا بالمد الطویل فی جاء مع الأوجه الثلاثة ثم تأتی بالسكت و الوصل لورش و یندرج معه فیهما هشام فتعطفه بمد جاء ثم تأتی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 659
بإسكان یاء ولی للبصری مع السكت و الوصل و أوجه البسملة الثلاثة و اندرج معه ابن ذكوان فی الجمیع فتعطفه بإمالة جاء و شعبة و علی فی أوجه البسملة و حمزة فی الوصل فتعطفه بإمالة جاء مع المد الطویل ثم تأتی بصلة المیم لقالون مع الأول من أوجه البسملة و هو قطع الجمیع و الثانی و هو قطع الأول و وصل الثانی ثم تعطف البزی بالأوجه الأربعة. ثم التكبیر مع التهلیل ثم التكبیر مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بالوجه الثالث من أوجه البسملة و هو وصل الجمیع لقالون ثم تعطف البزی بالأوجه الثلاثة مع التكبیر ثم مع التكبیر و التهلیل ثم مع التكبیر و التهلیل و التحمید و هذا الحكم كله للبزی علی فتح یاء ولی ثم تأتی له بإسكانها مع أوجه التكبیر الأربعة مفردا و مع غیره ثم تأتی له بأوجه التكبیر الثلاثة مفردا و مع التهلیل و مع التهلیل و التحمید و اندرج معه فی الأوجه السبعة قنبل علی روایة التكبیر ثم تعطفه بأوجه البسملة الثلاثة علی روایة ترك التكبیر و إن عطفت له وجهی البسملة و هما قطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی بعد أوجه التكبیر الأربعة و الوجه الثالث و هو وصل الجمیع بعد الأوجه الثلاثة فلا بأس و الأول أیسر و اللّه أعلم، و قد تقدم أن دین یجوز فیه حال الوقف و القطع و السكت لكل القراء المد و التوسط و القصر و الروم مع القصر و أما آخر و استغفره فلا شك أنه هاء ضمیر. و قد اختلفوا فی الوقف علیها، فذهب كثیر من أهل الأداء إلی أنه یجوز فیها ما یجوز فی غیرها من الإشارة بالروم و الإشمام من غیر تفصیل، و ذهب آخرون إلی المنع مطلقا و لا یجیزون فیها إلا الإسكان فقط، و ذهب جماعة من المحققین كأبی محمد مكی و ابن سریج و الحافظ أبی العلاء الهمدانی إلی التفصیل فمنعوا الإشارة بالروم و الإشمام فیها إذا كان قبلها ضم أو واو ساكنة أو كسر أو یاء ساكنة نحو یؤده و عقلوه و لیرضوه و بربه و فیه و إلیه و أجازوا الإشارة فیها إذا لم یكن قبلها ذلك بأن كانت بعد فتح نحو خلقه و لن تخلفه أو ألف نحو اجتباه و هداه أو ساكن صحیح نحو منه و استغفره
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 660
و بهذا التفصیل نقول و علیه فیجوز فی و استغفره لدی الوقف علیه السكون و الإشمام و اللّه أعلم، و لیس فیها و لا فی الأربعة بعدها یاء، و لا إدغام.

سورة تبت‌

مكیة و آیها خمس اتفاقا و قال عطاء ست للشامی و إذا جمعتها مع آخر النصر من قوله تعالی: إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً إلی قوله: وَ تَبَّ* و هو كاف و قال العمانی تام فتبدأ لقالون بقطع الجمیع مع قصر المنفصل و اندرج معه قنبل و البصری فتعطف قنبلا بإسكان هاء لهب ثم تمد المنفصل لقالون و اندرج معه الدوری و الشامی و عاصم و علیّ ثم تعطف و رشا بمد المنفصل طویلا. ثم تأتی بالوجه الثانی من أوجه البسملة و هو قطع الأول و وصل الثانی لقالون و اندرج معه من تقدم علی المنفصل المتقدم ثم تأتی بأوجه التكبیر الأربعة ثم التكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تسكین هاء أبی لهب للبزی و اندرج معه قنبل ثم تأتی بالوجه الثالث من أوجه البسملة و هو وصل الجمیع لقالون و اندرج معه من تقدم علی تفصیل ما تقدم ثم تأتی بالسكت لورش و اندرج معه البصری و الشامی فتعطف البصری بقصر المنفصل ثم الدوری و الشامی بالمد المتوسط ثم بالوصل لورش و اندرج معه من ذكر فتعطفهم علی تفصیل ما ذكروا و اندرج معه أیضا حمزة فتعطف خلفا بإدغام تنوین لهب فی واو و تب و هو مقدم فی العطف علی غیره لأنه اندرج معه فی المد و تخلفوا ثم فیه تأتی للبزی بأوجه التكبیر الثلاثة ثم التكبیر من غیره علی ما تقدم مرارا و اندرج معه قنبل أَبِی لَهَبٍ قرأ المكی بإسكان الهاء و الباقون بالفتح لغتان كالشعر و الشعر و النهر و النهر و لا خلاف بینهم فی فتح الثانی هو ذات لهب لأنها فاصلة و السكون یخرجها عن مشابهة الفواصل قبلها و بعدها حَمَّالَةَ قرأ عاصم بنصب التاء علی الذم أو الحال و الباقون بالرفع خبر و امرأته أو مبتدأ محذوف إن قلنا إن رفع امرأته بالعطف علی الضمیر المستكن فی سیصلی و سوغه وجود الفصل بالمفعول وصفته.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 661

سورة الإخلاص‌

مكیة فی قول الحسن و مجاهد و قتادة مدنیة فی قول ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و غیره، جلالاتها اثنتان و بها انقضت جلالات سور القرآن و جملة ذلك ألفان و سبعمائة و ثلاث إن لم نعدّ جلالات البسملة و ألفان و ثمانمائة و ست عشر إن عددناها. هذا ما تحقق و تحرر فی إمعان النظر و الحمد للّه رب العالمین و آیها خمس لمكی و شامی و أربع لغیرهما اختلافها لم یولد و إن جمعتها مع آخر تبت من قوله تعالی: وَ امْرَأَتُهُ* إن وقفت علی لهب أو من حمالة إن وقفت علی و امرأته و قال بكل جماعة و الثانی أكثر و علی قراءة النصب فی حمالة أظهر إلی قوله اللَّهُ أَحَدٌ* و هو كاف فتبدأ لقالون بقطع الجمیع ثم قطع الأول و وصل الثانی و اندرج معه ورش و قنبل و البصری و الشامی و علی ثم تأتی بأوجه التكبیر الأربعة مفردا و مع غیره للبزی و اندرج معه قنبل ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون و اندرج معه من اندرج فی الوجهین قبله ثم تأتی بالسكت و الوصل لورش و اندرج معه البصری و الشامی فیهما و حمزة فی الوصل ثم تأتی بأوجه التكبیر الثلاثة للبزی ثم التكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بعاصم بنصب حمالة مع أوجه البسملة الثلاثة.
كُفُواً* قرأ حمزة بإبدال الهمزة واوا وصلا و وقفا، و الباقون بالهمزة و قرأ حمزة بإسكان الفاء و الباقون بالضم لغتان فإن وقفت علیه و لیس بموضع وقف ففیه لحمزة وجهان النقل علی الأصل المطرد و هو المختار لجماعة و إبدال الهمزة واوا مع إسكان الفاء علی اتباع الرسم و حكی فیها وجه ثالث و هو التسهیل و وجه رابع و هو التشدید علی الإدغام و كلاهما ضعیف و وجه خامس و هو ضم الفاء مع إبدال الهمزة واوا قال الدانی و العمل بخلاف ذلك.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 662

سورة الفلق‌

مدنیة قول ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و غیره و صحح، و مكیة فی قول الحسن و جابر- رضی اللّه عنهما- و عطاء و عكرمة، و آیها خمس للجمیع فإن جمعتها مع الإخلاص من قوله تعالی و لم یكن له كفوا أحد و الوقف علی یولد كاف إلی قوله خلق و استحسن بعضهم الوقف علیه و وصفه بعضهم بالتمام و مذهب الجمهور كالأخفش و أبی حاتم و ابن الأنباری و ابن عبد الرزاق أن لا وقف إلا فی آخرها و علیه اقتصر العمانی و الدانی و علل ذلك بأن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- أمر أن یقول ذلك كله انتهی.
و یجاب بأن حاصل و إن وقف و إنما العلة تعلق اللاحق بالسابق من جهة العطف، فتبدأ لقالون بقطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی و اندرج معه فیهما قنبل و البصری و الشامی و شعبة و علی ثم تعطف بالبزی بالأوجه الأربعة و اندرج معه قنبل ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون و اندرج معه من تقدم ثم تعطف البزی بأوجه التكبیر الثلاثة ثم التكبیر مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بالسكت و الوصل للبصری و اندرج معه الشامی ثم تأتی بالسكت و الوصل و أوجه البسملة الثلاثة لورش مع النقل فی كفوا أحد و قل أعوذ، ثم بخفض بإبدال همزة كفوا واوا مع أوجه البسملة الثلاثة ثم تأتی بحمزة بإسكان فاء كفوا مع الوصل بین السورتین ثم بخلف بالسكت علی همزة أحد و قل أعوذ مع الوصل أیضا.

سورة الناس‌

اشارة

مدنیة فی قول ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و مجاهد، مكیة فی قول قتادة، و آیها ست مدنی و عراقی و سبع فی الباقی خلافها الوسواس فإن جمعتها مع آخر الفلق من قوله تعالی: وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إلی قوله:
الْخَنَّاسِ و الوقف علی العقد و الخناس وصفه الجعبری بالتمام و بعضهم استحسنه و مذهب الجمهور و هو المختار أن لا وقف إلا فی آخرها لأنهما
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 663
فاصلتان فتبدأ بقطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی لقالون و یندرج معه قنبل و البصری و الشامی و عاصم و علی فتعطف الدوری بإمالة الناس إمالة محضة ثم البزی بأوجه التكبیر الأربعة ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون، و یندرج معه من تقدم فتعطف الدوری بإمالة، ثم البزی بأوجه التكبیر الثلاثة ثم مع التهلیل، ثم مع التهلیل و التحمید و یندرج معه قنبل ثم بالسكت و الوصل للدوری و یندرج معه السوسی و الشامی فیهما و حمزة فی الوصل فتعطفهم بترك إمالة الناس ثم تأتی بالنقل فی حاسد إذا حسد و قل أعوذ لورش مع السكت و الوصل و أوجه البسملة الثلاثة ثم بالسكت لخلف.
وَ النَّاسِ* تام و فاصلة و ختام القرآن العظیم و منتهی الحزب الستین بلا خلاف.

الممال‌

أدراك الثلاثة لهم و بصری و شعبة و ابن ذكوان بخلف عنه فله الإضجاع و له الفتح ألهاكم و أغنی و سَیَصْلی لهم و الفتح لورش فی سیصلی مع تفخیم اللام و التقلیل مع الترقیق عابدون معا و عابد لهشام جاء و ابن ذكوان الناس الخمسة لدوری.

المدغم‌

فَأُمُّهُ هاوِیَةٌ تطلع علی كیف فعل، فعل ربك و الصیف فلیعبدوا یكذب بالدین، و لا إدغام فی مأكول لإیلاف لتنوینه و وهم فیه الجعبری فعده، قال المحقق: و سبقه إلی ذلك الهذلی و لا فی فصلّ لربك لتثقیله.

تنبیهات:

الأول: تحصل لنا بعد السبر التام أن جمیع ما فی القرآن العظیم من الإدغام للسوسی ألف حرف و ثلاثمائة و سبعة أحرف و دخل فی ذلك المثلان و المتقاربان و المتجانسان من كلمة أو كلمتین ما اتفق علیه جمیع طرق
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 664
السوسی و ما اختلفوا فیه و هذا علی روایة البسملة و وصلها بآخر السورة و إلا فیسقط آخر الرعد مع بسملة إبراهیم و آخر إبراهیم مع بسملة الحجر و علی روایة ترك البسملة و وصل السورة بالسورة و إلا فیسقط آخر القدر مع لم یكن.
الثانی: بقی من هذا الباب ثلاث كلمات حَیَ بالأنفال و تَأْمَنَّا بیوسف و مَكَّنِّی بالكهف و علیه فالمدغم عشرة و ثلاثمائة و ألف، و كان الأولی عدها مع المدغم فیما تقدم لرفع توهم أنها لیست منه لكن ذكرناها فی الفرش تبعا لجماعة منهم الدانی و لأنها لم ینفرد بها السوسی بل شاركه فیها غیره فحسن ذكرها فی مسائل الخلاف و بیت طائفة مثلها إلا أنه قیل إنها من الصغیر فحسن ذكرها مع الكبیر تنبیها علی هذا و بقی من الكبیر أیضا حرفان أَ تُمِدُّونَنِ بالنمل و أَ تَعِدانِنِی بالأحقاف إلا أن البصری لم یدغمها فلا دخل لها فی العدد.
الثالث: المختلف فیه ثمانیة و عشرون حرفا عشرون من المثلین و هی واو هو المضموم الهاء نحو هو و الذین وقع فی ثلاثة عشر موضعا و آل لوط فی أربعة مواضع و یبتغ غیر وقع بآل عمران و یخل لكم بیوسف، و إن یك كاذبا بغافر، و ثمانیة من المتقاربین و آتوا الزكاة ثم بالبقرة و لتأت طائفة بالنساء، و آت ذا القربی بسبحان و الروم و الرأس شیبا و جئت شیئا بمریم و التوراة ثم بالجمعة و طلقكن بالتحریم، و المأخوذ به عندنا فی هو و آل الإدغام فقط و فی الأحد عشر الباقیة الإدغام و الإظهار فتدخل فی العدد المذكور علی الأول و تسقط علی الثمانی.
الرابع: وقع فی كلام أئمتنا اضطراب فی عدد المدغم كما یعلم ذلك من وقف علی تآلیفهم و الصواب و اللّه أعلم ما ذكرناه علی التفصیل الذی حررناه فشدّ یدك علیه ودع ما سواه و اللّه الموفق و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلی العظیم. و إذا ختمت فتقرأ الفاتحة و إلی المفلحون من أول البقرة و هو
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 665
خمس آیات علی العدد الكوفی لأنهم یعدون الم آیة و أربع علی غیره لما ورد فی ذلك من الأخبار و الآثار كما سیأتی إن شاء اللّه تعالی فتجمع من قوله تعالی الذی یوسوس فی صدور الناس إلی العالمین و قد تقدم أن الكل حمزة و غیره یبسملون هنا، و لیس لأحد منهم وصل و لا سكت لأن الفاتحة أول القرآن فالابتداء معها حاصل حقیقة أو حكما فتبدأ بقطع الجمیع و قطع الأول و وصل الثانی لقالون و اندرج معه كل القراء إلا البزی و الدوری فتعطف البزی بوجهین من أوجه التكبیر الأربعة و هما قطع التكبیر عن الناس و الوقف علیه و علی البسملة ثم القطع علی آخر السورة و علی التكبیر و وصل البسملة بأول السورة ثم مع التكبیر و التهلیل كذلك ثم مع التهلیل و التحمید إذ لیس له بین الناس و الفاتحة إلا خمسة أوجه بإسقاط الوجهین اللذین لأول السورة لأن أول الفاتحة لا تكبیر فیه و هذان الوجهان من الثلاثة المحتملة و هما هنا علی تقدیر أن یكون لآخر السورة و هما الأولون من الأربعة المتكررة مرارا ثم تأتی بوصل الجمیع لقالون ثم البزی بأوجه التكبیر الثلاثة المتقدمة مرارا ثم مع التهلیل ثم مع التهلیل و التحمید ثم تعطف الدوری بإمالة الناس معا مع أوجه البسملة الثلاثة ثم تقرأ الفاتحة و تجمع بین الفاتحة و أول البقرة إلی المفلحون و تقدم حكم جمیع ذلك أول الكتاب و لا حاجة إلی إعادته و اللّه الموفق.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 666

تكمیل فی مسائل تتعلق بالختم‌

الأولی: ثبت النص عن المكی من روایة البزی و قنبل و غیرهما أن من قرأ و ختم إلی آخر الناس قرأ الفاتحة و إلی المفلحون من أول البقرة و شاع العمل بهذا فی سائر بلاد المسلمین فی قراءة العرض و غیرها للمكی و غیره سواء أنوی ختم ما شرع فیه أم لا و لهم علی ذلك أدلة منها ما هو مأثور عن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- و منهما ما هو عن السلف و منها ما هو عن المقتدی بهم من الخلف فقد روی عن المكی من طرق عن درباس مولی ابن عباس عن عبد اللّه بن عباس عن أبیّ بن كعب- رضی اللّه عنهم- عن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- أنه كان إذا قرأ قل أعوذ برب الناس افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلی أولئك هم المفلحون ثم دعا دعاء الختم ثم قام، و روی مسندا و مرسلا أن رجلا قال للنبی- صلی اللّه علیه و سلّم-: أی العمل أحب إلی اللّه تعالی؟ قال: «الحال المرتحل» و هو علی حذف مضاف أی عمل الحال و روی مسندا و مفسرا عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- بلفظ أن رجلا قال: یا رسول اللّه، أی الأعمال أفضل؟ قال: «علیك بالحال المرتحل» قال: و ما الحال المرتحل؟ قال: صاحب القرآن كلما حل ارتحل أی كلما فرغ من ختمه شرع فی أخری شبه بمسافر فرغ من سفره و حل منزله ثم ارتحل بسرعة لسفر آخر و عكس بعضهم كالسخاوی هذا التفسیر فقال: الحال المرتحل الذی یحل فی ختمه عند فراغه من أخری و الأول أظهر و یشهد له تفسیره فی الحدیث بهذا و القصد بهذا الحث علی كثرة التلاوة و أنه مهما فرغ من ختمة شرع فی أخری من غیر تراخ كما كان الصالحون فكانوا لا یفترون عن تلاوته لیلا و نهارا حضرا و سفرا صحة و سقما، و لهم عادات مختلفات فی قدر ما یختمون فیه فكان بعضهم یختم فی شهرین و بعضهم فی شهر، و بعضهم فی عشر، و بعضهم فی ثمان و بعضهم فی سبع و هم الأكثرون و بعضهم فی ست و بعضهم فی خمس و بعضهم فی أربع،
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 667
و بعضهم فی ثلاث و بعضهم فی اثنین و بعضهم فی یوم و لیلة و منهم عثمان بن عفان و تمیم الداری- رضی اللّه عنهما- و سعید بن جبیر و مجاهد و الشافعی و بعضهم فی كل یوم و لیلة ختمتین و هكذا كان یفعل البخاری فی شهر رمضان فكان یصلی بأصحابه كل لیلة إلی أن یختم و یقرأ فی النهار ختمة یختمها عند الإفطار، و منهم من كان یختم ثلاثا، و منهم من كان یختم أربعا باللیل و أربعا بالنهار، و هذا ممن خرقت له العادة و بعضهم من أكرمه اللّه بأكثر من هذا أو أكثر ما بلغنا فیه ما وقع لسیدی علی المرصفی- رضی اللّه عنه-، و أفاض علینا من مدده و مدد أمثاله فقد مكث أیام سلوكه یقرأ فی كل درجة ألف ختمة ففی الیوم و اللیلة ثلاثمائة ألف ختمة و ستون ألف ختمة قال له تلمیذه العارف الشعرانی لما سمع هذا منه: تقرؤه بالحرف و الصوت قال: نعم مد اللّه لی الزمان إكراما لرسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- لأنی من أتباعه و هذا أمر لا تسعه العقول و حظنا من ذلك التصدیق و اللّه یهب ما یشاء بفضله و كرمه «1».
الثانی: جری عمل كثیر من الناس بتكریر سورة الإخلاص عند الختم ثلاث مرات حتی أن بعضهم یفعله فی صلاة التراویح قال بعضهم و الحكمة فی ذلك أنه ورد أنها تعدل ثلث القرآن فیحصل بذلك ثواب ختمة فهو جبر لما لعله حصل فی القراءة من خلل قال المحقق: و هذا شی‌ء لم یقرأ به و لا أعلم أحدا نص علیه من أصحابنا القراء و لا الفقهاء سوی حامد القزوینی قال فی كتابه حلیة القراء: و القراء كلهم قرءوا سورة الإخلاص مرة واحدة غیر الهروانی بفتح الهاء و الراء عن الأعشی فإنه أخذ بإعادتها ثلاث
______________________________
(1) قلت: و هذا مما لا تسعه العقول، و لقد قال شیخ الإسلام ابن تیمیة و غیره أن ثمة فرق بین أولیاء الرحمن و أولیاء الشیطان و هو اتباع القرآن و السنة فمن ظهرت علی یدیه كرامة و هو متبع للكتاب و السنة فهو من أولیاء الرحمن، و أما إن لم یكن من أهلهما فهو من أولیاء الشیطان.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 668
دفعات و المأثور دفعه واحدة انتهی، و الظاهر أن ذلك كان اختیارا من الهروانی فإن هذا لم یعرف من روایة الأعشی، و لا ذكره أحد من علمائنا عنه، و الصواب ما علیه السلف انتهی مختصرا.
الثالثة: یستحب أن یكون الختم أول اللیل أو أول النهار فمن ختم أول اللیل صلت علیه الملائكة إلی أن یصبح، و من ختم أول النهار صلت علیه الملائكة إلی أن یمسی كذا ورد و قاله غیر واحد من الصحابة و التابعین و قد روی الدارمی فی مسنده بسند عن سعد بن أبی وقاص- رضی اللّه عنه- قال: إذا وافق ختم القرآن أول اللیل صلت علیه الملائكة إلی أن یصبح و إذا وافق ختمه آخر اللیل صلت علیه الملائكة إلی أن یمسی و عن طلحة بن مصرف التابعی قال: من ختم القرآن آیة ساعة كانت من النهار صلت علیه الملائكة حتی یمسی و آیة ساعة كانت من اللیل صلت علیه الملائكة حتی یصبح و عن مجاهد نحوه و یستحب ختم غیر الروایة فی الصلاة قال فی الإحیاء و الأفضل أن یختم ختمة باللیل و ختمة بالنهار و یجعل ختمه بالنهار یوم الاثنین فی ركعتی الفجر أو بعدهما و یجعل ختمه باللیل لیلة الجمعة فی ركعتی المغرب أو بعدهما.
و استحب بعضهم صیام یوم الختم إلا أن یصادف یوم نهی فقد صح عن طلحة بن مصرف و المسیب بن رافع و حبیب بن ثابت و كلهم إمامی تابعی جلیل أنهم كانوا یصبحون صیاما فی الیوم الذی یختمون فیه.
الرابعة: یستحب حضور مجلس الختم لما فی ذلك من التعرض لنزول رحمة اللّه علیه فقد ورد أن الرحمة تنزل عند ختم القرآن و قبول دعائه لما یحضره من الملائكة لعلهم یؤمنون علی دعائه و ورد من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد الغنائم و من شهد الغنائم لا بد أن یأخذ منها، و كان أنس ابن مالك و عبد اللّه بن عمر- رضی اللّه عنهم- إذا ختم كل واحد منهم القرآن جمع أهله لختمه.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 669
الخامسة: الخاتمون لكتاب اللّه علی ثلاثة فرق فمنهم فرقة كیوسف ابن أسباط إذا ختموا اشتغلوا بالاستغفار مع الخجل و الحیاء و هؤلاء قوم غلب علیهم الخوف لما عرفوا من شدة سطوة اللّه و قهره و بطشه و رأوا أعمالهم لما احتوت علیه من التقصیر بالنسبة لجانب الربوبیة إلی العقوبة أقرب فأیقنوا أنهم لا یلیق بهم إلا الاستغفار إظهارا للفقر و الفاقة و الاعتذار و غابوا عن رؤیة طلب الثواب و قنعوا أن یخرجوا من العمل كفافا لا لهم و لا علیهم، و فرقة أخری یصلون الختمة الثانیة بالختمة الأولی من غیر اشتغال بدعاء و لا استغفار إما تقدیما لمحابّ اللّه علی محابهم أو خوفا أن یكون فی ذلك حظ من حظوظ النفس أو لیتحقق لهم عمل الحال المرتحل و هو من أحب الأعمال إلی اللّه كما تقدم أو عملا بحدیث رواه الترمذی عن أبی سعید- رضی اللّه عنه- أن رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- قال: «یقول اللّه تبارك و تعالی من شغله القرآن عن دعائی و مسألتی أعطیته أفضل ما أعطی السائلین و فضل كلام اللّه علی سائر الكلام كفضل اللّه علی خلقه» و علی هذا یحمل ما فی المستخرجة عن ابن القاسم سئل مالك عن الذی یقرأ القرآن فیختمه ثم یدعو قال: ما سمعت بدعاء عند ختم القرآن و ما هو من عمل الناس و عنه فی العتبیة و مختصر ما لیس فی المختصر كراهته، و فرقه أخری و هم الأكثرون إذا ختموا اشتغلوا بالدعاء و ألحوا فیه لما ثبت عندهم من أدلة ذلك فقد روی الترمذی و قال حدیث حسن عن عمران بن حصین- رضی اللّه عنه- أنه مرّ علی قارئ یقرأ القرآن ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- یقول: «من قرأ القرآن فلیسأل اللّه به فإنه سیجی‌ء أقوام یسألون به الناس». و روی هو و غیره عن أنس- رضی اللّه عنه- أن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- قال له: «عند ختم القرآن دعوة مستجابة و شجرة فی الجنة»، و كان أنس بن مالك و عبد اللّه بن مسعود و عبد اللّه بن عمر- رضی اللّه عنهم- یفعلون ذلك، و صح عن الحكم بن عتیبة بفتح التاء بعدها یاء
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 670
مثناة ساكنة التابعی الجلیل أنه قال أرسل إلیّ مجاهد و عنده ابن أبی لبابة فقالا: إنا أرسلنا إلیك لأنا أردنا أن نختم القرآن و الدعاء یستجاب عند ختم القرآن فلما فرغوا من ختم القرآن دعا بدعوات و فی بعض روایاته: و أنه كان یقال: إن الرحمة تنزل عند خاتمة القرآن، و روی الدارمی فی مسنده عن حمید الأعرج قال من قرأ القرآن ثم دعا أمّن علی دعائه أربعة آلاف ملك، و نص جماعة من العلماء المقتدی بهم كأحمد بن حنبل علی استحباب الدعاء عند الختم و قال النووی: و یستحب الدعاء عند الختم استحبابا متأكدا تأكیدا شدیدا، و قال المحقق: و أهم الأمور المتعلقة بالختم الدعاء و هو سنة تلقاه الخلف عن السلف انتهی، و اختار ابن عرفة الجواز لما ورد فیه و شاع العمل به فی المشرق و المغرب فینبغی الاعتناء به إذ العبد و لو عظمت ذنوبه لا یمنعه ذلك من الرجوع إلی ربه إذ لا یجد مولی آخر یقف علیه و لا ملجأ و لا منجی من اللّه إلا إلیه لا سیما بعد أمره لنا بالدعاء و السؤال و أنه یغضب علی من لم یمش علی هذا المنوال. و ینبغی للداعی مراعاة أركان الدعاء و شروطه و آدابه و قد بیناها فی كتابنا «مغنی السائلین من فضل رب العالمین» فلا نطیل بها فمنها اختیار الأدعیة المأثورة و الثناء علی اللّه تعالی قبل الدعاء و بعده و كذلك الصلاة و السلام علی النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- و المبالغة فی الخضوع و التذلل و الخشوع و إظهار الفقر و الفاقة و ذل العبودیة للرب القادر الغنی الكریم و من تأمل فی أدعیة أحباب اللّه و خواصه من خلقه عرف كیف یدعو ربه فمن دعاء آدم و حواء علیهما السلام: ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرین، و من دعاء سلیمان علیه السلام: رب أوزعنی أن أشكر نعمتك التی أنعمت علیّ و علی والدی و أن أعمل صالحا ترضاه و أدخلنی برحمتك فی عبادك الصالحین، و من دعاء موسی علیه السلام: رب إنی لما أنزلت إلی من خیر فقیر، قال المحقق الحافظ ابن عبد الرحیم الحسین العراقی فی تخریج أحادیث الإحیاء و من خطه نقلت:
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 671
روی أبو منصور المظفر بن الحسین الأرجانی فی كتابه فضائل القرآن و أبو بكر بن الضحاك فی الشمائل كلاهما من طریق أبی ذر الهروی من روایة أبی سلیمان داود بن قیس- رضی اللّه عنه- قال كان رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- یقول عند ختم القرآن: «اللهم ارحمنی بالقرآن و اجعله لی إماما و هدی و نورا و رحمة، اللهم ذكرنی منه ما نسیت و علمنی منه ما جهلت و ارزقنی تلاوته آناء اللیل و النهار و اجعله لی حجة یا رب العالمین» حدیث معضل زاد المحقق: لأن دواد بن قیس هذا من تابعی التابعین و كان ثقة صالحا عابدا من أقران مالك بن أنس خرج له مسلم فی صحیحه انتهی.
و روی البیهقی فی «الشعب» و قال: منقطع و إسناده ضعیف عن الإمام أبی جعفر محمد الباقر عن أبیه علی بن الحسین زید العابدین بذكر أن النبی- صلی اللّه علیه و سلّم- كان إذا ختم القرآن حمد اللّه بمحامد و هو قائم ثم یقول: الحمد للّه رب العالمین و الحمد للّه الذی خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور ثم الذین كفروا بربهم یعدلون لا إله إلا هو و كذب العادون باللّه و ضلوا ضلالا بعیدا لا إله إلا هو و كذب المشركون باللّه من العرب و المجوس و الیهود و النصاری و الصابئین و من دعا للّه ولدا أو صاحبة أو ندّا أو شبیها أو سمیّا أو عدلا فأنت أعظم من أن تتخذ شریكا فیما خلقت و الحمد للّه الذی لم یتخذ صاحبة و لا ولدا و لم یكن له شریك فی الملك و لم یكن له ولیّ من الذل و كبره تكبیرا اللّه أكبر كبیرا و الحمد للّه كثیرا و سبحان اللّه بكرة و أصیلا و الحمد للّه الذی أنزل علی عبده الكتاب و لم یجعل له عوجا قیما إلی قوله كذبا الحمد للّه الذی له ما فی السموات و ما فی الأرض و له الحمد فی الآخرة إلی الغفور الحمد للّه فاطر السموات و الأرض الآیتین الحمد للّه و سلام علی عباده الذین اصطفی الآیة بل اللّه خیر و أبقی و أحكم و أكرم و أجل و أعظم مما یشركون و الحمد للّه بل أكثرهم لا یعلمون صدق اللّه و بلغت رسله و أنا علی ذلكم من الشاهدین اللهم صل علی جمیع الملائكة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 672
و المرسلین و ارحم عبادك المؤمنین من أهل السموات و الأرضین و اختم لنا بخیر، و افتح لنا بخیر و بارك لنا فی القرآن العظیم و انفعنا بالآیات و الذكر الحكیم ربنا تقبل منا إنك أنت السمیع العلیم بسم اللّه الرحمن الرحیم ثم إذا افتتح القرآن قال مثل هذا و لكن لیس أحد یطیق ما كان نبی اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- یطیقه، و ذكر هذا و الذی قبله فی التحفة لأبی القاسم ابن علی السبتی الأندلسی. و زاد أیضا أنه كان یقول عند الختم: اللهم إنی أسألك إخبات المخبتین و إخلاص الموقنین و مرافقة الأبرار و استحقاق حقیقة الإیمان اللهم انفعنا بما علمتنا و علمنا ما ینفعنا و زدنا علما تنفعنا به، اللهم إنی أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و الغنیمة من كل بر و السلامة من كل إثم و الفوز بالجنة و النجاة من النار برحمتك یا أرحم الراحمین. و قال البرزالی فی جامعه: و روینا فی صفة الدعاء عند الختم صدق اللّه الذی لا إله إلا هو و بلغت الرسل و نحن علی ما قال ربنا من الشاهدین اللهم انفعنا بالقرآن العظیم و الآیات و الذكر الحكیم اللهم اجعل القرآن العظیم ربیع قلوبنا و جلاء أحزاننا و ذهاب غمومنا و قائدنا و سائقنا إلی جنات النعیم اللهم إنك أنزلته شفاء لأولیائك و شقاء علی أعدائك و غمّا علی أهل معصیتك فاجعله لنا دلیلا علی عبادتك و عونا علی طاعتك و اجعله لنا حصینا من عذابك و حرزا منیعا من سخطك و نورا یوم لقائك نستضی‌ء به فی خلقك و نجوز به علی صراطك و نهتدی به إلی جنتك اللهم انفعنا بما صرفت فیه من الآیات و ذكرنا بما ضربت فیه من المثلات و كفر بتلاوته السیئات إنك مجیب الدعوات اللهم اجعله أنیسنا فی الوحشة و مصاحبنا فی الوحدة و مصباحنا فی الظلمة، و دلیلنا فی الحیرة و منقذنا فی الفتنة، و اعصمنا به من الزیغ و الأهواء و كید الظالمین و معضلات الفتن إنك عفوّ كریم تحب العفو فاعف عنا و اهدنا و عافنا و ارزقنا و توفنا مسلمین و ألحقنا بالصالحین یا أرحم الراحمین و صل اللهم علی سیدنا محمد خاتم النبیین و إمام المرسلین و آله الطیبین و سلّم
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 673
علیه فی العالمین آمین انتهی بزیادة آمین، و لا أدری عمن رواه. و قد رأیت أن أذكر هنا أدعیة مأثورة عن رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- بعد تقدیم الثناء علی اللّه تبارك و تعالی و الصلاة و السلام علی رسول اللّه- صلی اللّه علیه و سلّم- لمن أراد الزیادة علی ما تقدم إذ شرف العبد و عزه فی كثرة التذلل للّه عزّ و جلّ و ربما أذكر فی آخرها أدعیة غیر مأثورة تدعو الضرورة إلیها و لم أر فی معناها ما هو مأثور كالدعاء للمسلمین و سلطانهم و ولاة أمورهم فی توفیقهم و تسدیدهم و تعاونهم علی الجهاد و إظهار الدین و حمایة المسلمین فقد نص النووی علی تأكید ذلك و إن كان خیر دنیا و أخری داخلا فی ضمن دعائه- صلی اللّه علیه و سلّم- و كان عبد اللّه بن المبارك أكثر دعائه إذا ختم القرآن للمسلمین و المسلمات، فنقول و باللّه التوفیق و نسأله القبول: الحمد للّه حمدا یلیق بجلاله و إكرامه علی عموم جوده و واسع عطائه و كثرة إنعامه تفضل علینا قبل أن تسأله فأعطی و أكثر و تعطف علینا بجمیل الإحسان فلا تعدّ نعمه و لا تحصر، تنزه عن سمات الحوادث فهو الموجد الرازق و كل ما سواه مخلوق مرزوق فكیف یشبه المخلوق الخالق انقطعت العقول فی بیداء كبریائه و أحدیته و كلّت الأفكار فی مهابة جلاله و عظمته نحمده علی ما أرانا من عجائب ملكه و صنعته و أخبرنا به من غرائب ملكوته و كل ذلك من آثار إرادته و قدرته و نشكره علی ما تفضل به علینا من الإیمان و المعرفة و أكرمنا به من إرسال سیدنا محمد- صلی اللّه علیه و سلّم- و فضّله و شرفه شكر عبد معترف بالعجز عن شكر أقل نعمائه مقر بأن الشكر أیضا من توفیقه و فضله و عطائه و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شریك له إله لا ینقص خزائن ملكه العطاء و لو كثر السائل فكل عباده طلبوه و أناخوا علی أبواب فضله الرواحل و أشهد أن سیدنا محمدا- صلی اللّه علیه و سلّم- عبده و رسوله أنزل علیه كتابه المبین و أقام به منار الدین و فرق به بین الشك و الیقین و جعله أفضل الخلق أجمعین- صلی اللّه علیه و سلّم و علی آله
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 674
و أصحابه و أزواجه و ذریته- إلی یوم الدین اللهم صل و سلّم علی سیدنا محمد النبی الأمی و أزواجه أمهات المؤمنین و أهل بیته كما صلیت علی سیدنا إبراهیم إنك حمید مجید ربنا آتنا فی الدنیا حسنة و فی الآخرة حسنة و قنا عذاب النار، ربنا لا تؤاخذنا إن نسینا أو أخطأنا، ربنا و لا تحمل- إلی- الكافرین ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هدیتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك- إلی- المیعاد ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما- إلی- إماما، رب أوزعنی أن أشكر نعمتك التی أنعمت علیّ و علی والدی و أن أعمل صالحا ترضاه و أدخلنی برحمتك فی عبادك الصالحین و هو كثیر مشهور.
و من الأدعیة المأثورة عنه- صلی اللّه علیه و سلّم-: یا حی یا قیوم برحمتك أستغیث لا تكلنی إلی نفسی طرفة عین و أصلح لی شأنی كله یا أرحم الراحمین، و منها: اللهم إنی أسألك العفو و العافیة فی دینی و دنیای و أهلی اللهم استر عوراتی و آمن روعاتی و أقل عثراتی و احفظنی من بین یدیّ و من خلفی و عن یمینی و عن شمالی و من فوقی و أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتی، و منها: اللهم إنی أسألك الهدی و التقی و العفاف و الغنی، و منها: اللهم مصرّف القلوب صرّف قلوبنا فی طاعتك، و منها: اللهم أصلح لی دینی الذی هو عصمة أمری و أصلح لی دنیای التی فیها معاشی و أصلح لی آخرتی التی فیها معادی و اجعل الحیاة زیادة لی فی كل خیر، و اجعل الموت راحة لی من كل شر، و منها: اللهم اغفر لی و ارحمنی و عافنی و ارزقنی، و منها: اللهم اجعل خیر عمری آخره و خیر عملی خواتمه، و خیر أیامی یوم ألقاك فیه، و منها:
رب أعنی و لا تعن علی و انصرنی و لا تنصر علی و امكر لی و لا تمكر علی و اهدنی و یسر الهدی لی و انصرنی علی من بغی علیّ اللهم اجعلنی لك شكّارا لك رهّابا لك مطواعا لك مخبتا إلیك أوّاها منیبا رب تقبل توبتی و اغسل حوبتی و ثبت حجتی، و سدد لسانی و اهد قلبی و اسلل سخیمة
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 675
صدری، و الحوبة بفتح الحاء كل ما یتحرج من فعله و السخیمة الحقد، و منها: اللهم إنی عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ناصیتی بیدك ماض فیّ حكمك عدل فیّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سمیت به نفسك أو أنزلته فی كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به فی علم الغیب عندك أن تجعل القرآن العظیم ربیع قلبی و نور صدری و جلاء حزنی و ذهاب همی اللهم إنی أسألك عیشة نقیة و میتة سویة و مردّا غیر مخز و لا فاضح، و منها: اللهم اغفر لنا و ارحمنا و ارض عنا و تقبل منا و أدخلنا الجنة و نجنا من النار و أصلح لنا شأننا كله، و منها: اللهم ألف بین قلوبنا و أصلح ذات بیننا و اهدنا سبیل الرشاد و نجنا من الظلمات إلی النور و جنبنا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و بارك لنا فی أسماعنا و أبصارنا و قلوبنا و أزواجنا و ذریتنا و تب علینا إنك أنت التواب الرحیم و اجعلنا شاكرین لنعمتك مثنین لها قابلیها و أتمها علینا، و منها: اللهم إنی أسألك خیر المسألة و خیر الدعاء و خیر النجاح و خیر العمل و خیر الثواب و خیر الحیاة و خیر الممات و ثبتنی و ثقل موازینی و حقق إیمانی و ارفع درجاتی و تقبل صلاتی و اغفر خطیئتی و أسألك الدرجات العلی من الجنة آمین، و منها: اللهم إنی أسألك الثبات فی الأمر و أسألك عزیمة الرشد و أسألك شكر نعمتك و حسن عبادتك و أسألك لسانا صادقا و قلبا سلیما و أعوذ بك من شر ما تعلم و أسألك من خیر ما تعلم و أستغفرك مما تعلم إنك علام الغیوب، و منها: اللهم اقسم لنا من خشیتك ما تحول به بیننا و بین معاصیك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك و من الیقین ما تهون به علینا مصائب الدنیا و متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما أحییتنا و اجعله الوارث منا و اجعل ثأرنا علی من ظلمنا، و انصرنا علی من عادانا و لا تجعل مصیبتنا فی دیننا و لا تجعل الدنیا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا تسلط علینا من لا یرحمنا، و منها: اللهم ألهمنی رشدی و أعذنی من شر نفسی، و منها: اللهم أحسن عاقبتنا فی الأمور كلها و أجرنا من خزی الدنیا
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 676
و عذاب الآخرة، و منها: اللهم إنی أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و السلامة من كل إثم و الغنیمة من كل بر و الفوز بالجنة و النجاة من النار، و منها: اللهم انفعنی بما علمتنی و علمنی ما ینفعنی و زدنی علما، الحمد للّه علی كل حال و أعوذ باللّه من أحوال أهل النار، و منها اللهم بعلمك الغیب و قدرتك علی الحق أحینی ما كانت الحیاة خیرا لی و توفنی إذا كانت الوفاة خیر لی أسألك خیر الحیاة و بركة الحیاة و أعوذ بك من شر الوفاة و أسألك خیر ما بینها و خیر ما بعد ذلك أحینی حیاة السعداء حیاة من تحب لقاءه و توفنی وفاة الشهداء وفاة من یحب لقاءك یا أحسن الرازقین و أرحم الراحمین و أسألك خشیتك فی الغیب و الشهادة و كلمة العدل فی الرضا و الغضب و أسألك نعیما لا ینفد و قرة عین لا تنقطع و أسألك الرضا بالقضاء و برد العیش بعد الموت و لذة النظر إلی وجهك و الشوق إلی لقائك و أعوذ بك من ضراء مضرة و فتنة مضلة، اللهم زینا بزینة الإیمان و اجعلنا هداة مهتدین، و منها: اللهم إنی أسألك من الخیر كله عاجله و آجله ما علمت منه، و ما لم أعلم و أعوذ بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم، اللهم إنی أسألك من خیر ما سألك عبدك و نبیك محمد- صلی اللّه علیه و سلّم- و أعوذ بك من شر ما عاذ بك منه عبدك و نبیك محمد- صلی اللّه علیه و سلّم-، اللهم: إنی أسألك الجنة و ما قرب إلیها من قول أو عمل و أعوذ بك من النار و ما قرب إلیها من قول أو عمل، و أسألك أن تجعل كل قضاء قضیته لی خیرا، و منها: اللهم إنی أسألك فواتح الخیر و خواتمه و جوامعه و أوله و آخره و باطنه و ظاهره و الدرجات العلی من الجنة آمین، و منها: اللهم إنی أسألك أن ترفع ذكری و تضع وزری و تصلح أمری و تطهر قلبی و تحصن فرجی و تنور قلبی و تغفر ذنبی و أسألك الدرجات العلی من الجنة آمین، و منها: رب اغفر لی و لوالدیّ و ارحمهما كما ربیانی صغیرا و اغفر للمؤمنین و المؤمنات و المسلمین و المسلمات الأحیاء منهم و الأموات. انتهی ما هو
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 677
مأثور، و منها: اللهم یا الله یا رب یا حی یا قیوم یا رحمن یا بدیع یا ذا الجلال و الإكرام یا علیم یا قادر أدعوك و أنت البر الرحیم أسألك بأسمائك كلها ما علمت منها و ما لم أعلم أن تغفر لی و ترحمنی و ترزقنی الصبر و الیقین و تثبتنی علی دینك فی حیاتی و عند مماتی مع الرضا منك و العافیة یا رب آمین.
و افعل ذلك اللهم بوالدینا و بمن علمنا خیرا أو أعاننا علیه و أحسن إلینا و أسأنا إلیه من جمیع المسلمین اللهم أصلح أحوال ولاة أمور المؤمنین و وفقهم لما فیه صلاحهم و صلاح المسلمین من أمر الدنیا و الدین و أبعد عنهم وسائط السوء المزینین لهم ما تزین لهم الشیاطین، اللهم اجعل بأسهم و شدّتهم و شوكتهم علی الكافرین و انصرهم علیهم أجمعین و اجعلهم من المغلوبین المقهورین، اللهم اجعل رشدهم و رفقهم و رحمتهم فی المسلمین خصوصا العلماء العاملین و الفقراء و المساكین و الأرامل و الیتامی و الضعفاء و العاجزین و أهل الحاجات الملهوفین و أهل الطاعة أجمعین اللهم انظر لی و لجمیع أمة سیدنا محمد بعین الرحمة، و أسبغ علینا كل فضیلة و نعمة و اصرف عنا كل بلیة و فتنة و نقمة اللهم أزل الغل من قلوبنا و وفقنا لتوبة صادقة تمحو بها ذنوبنا و فرج غمومنا و همومنا، اللهم ثبتنا علی دینك فی حیاتنا و عند شرب كأس المنیة وهب لنا جمیعا غایة الأمان و الأمن و الأمنیة، اللهم وفقنی و إیاهم إلی الأمر الذی یسوقنا إلی جوارك و یمضی بنا إلی رضاك و مرضاتك، اللهم تعطف علیّ و علیهم بالعفو و المغفرة و تفضل علینا بالرحمة و الرؤیة فی الآخرة اللهم إنا عبیدك الفقراء الضعفاء المذنبون المعترفون قد وقفنا ببابك و لذنا بمنیع حرمك و رفیع جنابك توسلنا إلیك بجمیع أحبابك خصوصا یتیمة عقدهم «1» و یاقوتة خاتمهم سیدنا محمد صلی اللّه علیه و سلّم صفوة أولیائك فلا تردنا
______________________________
(1) قلت التوسل بأی من المخلوقین لا یجوز كما قال جمهور أهل العلم فانتبه.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 678
اللهم من بحار فضلك التی لا ساحل لها خائبین و لا من خزائن رحمتك و غفرانك الواسعة محرومین و لا من أبواب جودك و كرمك مطرودین، و تعطف علینا و علی والدینا دینا و نسبا یا أرحم الراحمین یا أكرم الأكرمین یا رب العالمین اللهم صل و سلّم و بارك علی سیدنا محمد و علی آله الطاهرین و أزواجه أمهات المؤمنین و أصحابه الأبرار الصالحین صلاة و سلاما دائمین مستمرین إلی یوم الدین.
هذا ما یسره اللّه القوی القادر و أجراه علی فكری الفاتر و عقلی القاصر فله الشكر علی ما أنعم، و المنة و الطول علی ما تفضل به و تمم، فو اللّه لست أهلا لشی‌ء لو لا فضله العمیم و أحقر من أن أذكر لو لا رفده الجسیم فأستغفر اللّه و استعذره مما زلت به القدم أو طغی به القلم و أستعینه و أستنصره علی كل حاسد سد باب الاعتذار، و ظلم فتكلم بما لم یعلم و خاض فیما لم یفهم، و أما من كمل ما نقصنا و بین ما أبهمنا و أصلح ما فیه ذهلنا و نبه علی ما عنه غفلنا فاللّه یختم لنا و له و لجمیع محبینا بالحسنی و یمنحنا جمیعا ما یلیق بفضله فی المقام الأسنی آمین، و أضرع إلی اللّه سریع الحساب أن ییسره للطلاب و یرینی و إیاهم بركته فی دار الرضا و الثواب فهو حسبی و نعم الوكیل، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلی العظیم، و آخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمین.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 679

مراجع و مصادر التحقیق‌

1- الإیضاح فی القراءات لأبی عبد اللّه أحمد بن أبی عمر الأندرانی مخطوط.
2- إیضاح الوقف و الابتداء لمحمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الأنباری أبی بكر (271- 328) مخطوط.
3- الإقناع فی القراءات السبع لأبی جعفر أحمد بن علی بن أحمد بن خلف الباذش الأنصاری الغرناطی المتوفی سنة 540 ه.
4- مختصر فی مذاهب القراء السبعة بالأمصار لأبی عمرو عثمان عمرو بن سعید الدانی ط: دار الكتب العلمیة بیروت و هو من تحقیقنا.
5- المبسوط فی القراءات العشر لأبی بكر أحمد بن الحسین بن مهران الأصبهانی (295- 381 ه) ط: مؤسسة علوم القرآن.
6- الكافی فی القراءات السبع لأبی عبد اللّه محمد بن شریح الرعینی الأندلسی.
7- النشر فی القراءات العشر لابن الجزری.
8- الإرشادات الجلیة تألیف: محمد محمد محمد محیسن ط: مكتبة الكلیات الأزهریة.
9- المبهج فی القراءات السبع لسبط الخیاط مخطوط.
10- المهذب فی القراءات العشر للدكتور/ محمد محمد سالم محیسن.
11- الوافی فی شرح الشاطبیة لعبد الفتاح القاضی.
12- شرح الشاطبیة المسمی بإرشاد المرید إلی مقصود القصید لعلی محمد الضباع.
13- الكوكب الدری فی شرح طیبة ابن الجرزی: شرح مختصر الطیبة للنووی تألیف محمد الصادق قمحاوی.
14- حرز الأمانی و وجه التهانی فی القراءات السبع (متن).
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 680
15- طیبة النشر فی القراءات العشر (متن).
16- قلائد الفكر فی توجیه القراءات العشر بقلم الأستاذین: قاسم أحمد الدجوی، محمد صادق قمحاوی.
17- البدور الزاهرة فی القراءات العشر للشیخ عبد الفتاح القاضی.
18- إتحاف فضلاء البشر فی القراءات الأربع عشر/ أحمد الدمیاطی.
19- سراج القارئ المبتدئ و تذكار المقرئ المنتهی لأبی القاسم علی ابن عثمان المعروف بابن القاصح ط: القاهرة.
20- المكرر فیما تواتر من القراءات السبع و تحرر للإمام أبی حفص الأنصاری المصری النشار.
21- القول المعتبر فی الأوجه التی بین السور للأستاذ علی بن محمد الضباع.
22- الحجة فی شرح القراءات السبع لأبی بكر ابن مجاهد.
23- موجز فی القراءات من طریق السبعة تألیف أبی الحسن علی بن إبراهیم المعروف بالأهوازی المتوفی سنة 446 ه.
24- المفتاح فی اختلاف القراء السبعة تألیف الحافظ عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب القرطبی المتوفی سنة 461 ه.
25- معانی القراءات تألیف أبی منصور محمد بن أحمد الأزهری الهروی.
26- لطائف الإشارات فی علم القراءات تألیف الحافظ شهاب الدین أبی العباس أحمد بن محمد القسطلانی المتوفی سنة 923 ه.
27- الكشف عن وجوه القراءات و عللها تألیف أبی محمد مكی بن أبی طالب المتوفی 437 ه.
28- قراءات النبی صلی اللّه علیه و سلّم تألیف أبی عمرو حفص بن عمرو الدوری.
29- القراءات العشر تألیف أبی العز محمد بن الحسین الواسطی
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 681
القسطلانی المعروف بابن بندار المتوفی سنة 521 ه.
30- فتح الوصید، فی شرح القصید و هو شرح علی الشاطبیة: تألیف علم الدین السخاوی.
31- العنوان فیما اختلف فیه القراء السبعة تألیف أبی طاهر إسماعیل ابن خلف بن سعید الأنصاری الصقلی النحوی المتوفی سنة 455 ه.
32- شرح الغایة فی القراءات العشر و عللها تألیف أبی الحسن علی ابن محمد الفارسی.
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 682

فهرس الموضوعات‌

م الموضوع الصفحة 1 مقدمة المحقق 6 2 رموز خاصة بالكتاب 8 3 مقدمة المؤلف 9 4 تكمیل: فی حكم القراءة بالشاذ فی حكم ما إذا قلنا بهذا الجمع علی ما فیه الخ 15 5 مصطلح الكتاب 25 6 باب الاستعاذة 31 7 البسملة 34 8 مسألة: فیما لو قرأ القارئ آخر السورة بأولها 36 9 سورة الفاتحة 38 تفریغ: فیما إذا وصلت سورة البقرة بالفاتحة 42 10 سورة البقرة 46 11 تنبیه: فیما ذهب إلیه جماعة من القراء 52 12 تتمیم: فی طعن الزمخشری فی روایة الأبدال الخ 53 13 تنبیه: فی إمالة الناس المجرور للدوری 63 14 فوائد: الأولی الإدغام الكبیر الخ 64 15 تنبیه: فی كل ما یذكر من تخفیف إحدی الهمزتین الخ 67 16 تكمیل فی كل ما یمال فی الوصل الخ 72 17 تنبیهات: الأول لم یدغم باء یضرب فی میم مثلا 73 18 تنبیه: أجمعوا علی الفتح إذا حذفت الألف 77 19 فائدة: فی حذف التنوین من المنون 88 20 تنبیهات: الأول جری فی كلامنا عد یحكم بینهم الخ 90 21 تنبیهات: الأول إن قلت ذكرت فی الممال ابتلی الخ 95
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 683
22 تنبیه: لا إخفاء فی میم إبراهیم عند باء بنیه الخ 96 23 تنبیهات: الأول لا إدغام فی بعد ذلك الخ 103 24 فائدتان: الأولی ذكر الدانی و غیره أن جمیع ما یمیله الأخوان 110 سورة آل عمران 129 25 تنبیه: مولی مفعل فلا یمیله البصری الخ 133 26 تنبیهات: الأول فیما جری علیه عمل شیوخ المغرب الخ. 149
27 سورة النساء 164 28 سورة المائدة 186 29 سورة الأنعام 205 30 تنبیهات: الأول من المعلوم أن ورشا یبدل همزة الهدی ائتنا ألفا الخ 213 31 سورة الأعراف 235 32 سورة الأنفال 263 33 سورة التوبة 270 34 سورة یونس (علیه السلام) 284 35 سورة هود (علیه السلام) 304 36 سورة یوسف (علیه السلام) 318 37 تنبیه: ذكره الخلاف لقنبل فی إثبات الیاء الخ 320 38 فائدة فی قراءة التخفیف 332 39 سورة الرعد 334 40 سورة إبراهیم (علیه السلام) 340 41 سورة الحجر 346 42 سورة النحل 351 43 سورة الإسراء 360 44 تنبیه الإدغام فی العرش سبیلا 363
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 684
45 تنبیه: لم أذكر للسوسی الخلاف فی إمالة الهمزة 366 46 سورة الكهف 368 47 تنبیه: لم نذكر فی الممال كلتا إن وقف علیها 372 48 تنبیه: فی ذكر الاختلاس لشعبة زیادة علی الشاطبی 376 49 سورة مریم علیها السلام 380 50 تنبیه: فیما جری علیه عمل شیوخنا المغاربة علی قراءة جِئْتَ شَیْئاً* بالإدغام 384 51 سورة طه 387 52 تنبیه: فیما قبل همزة الوصل نحو العلی الرحمن 392 53 تنبیه: ذكرنا حذف الصلة لهشام 394 54 سورة الأنبیاء علیهم الصلاة و السلام 400 55 سورة الحج 406 56 سورة المؤمنون 414 57 سورة النور 420 58 تنبیه: فی أن زكا واوی لا إمالة فیه 423 59 تفریع: قیما إذا ركبت دریّ مع یوقد و قرأت من الزجاجة كأنها الخ 423 60 تنبیه: «سنا و یخش اللّه لدی الوقف علیه إمالة فیهما» 425 61 فائدة: لم یقع إدغام الضاد فی مثل و لا فی مقارب الخ 427 62 سورة الفرقان 428 63 سورة الشعراء 433 64 سورة النمل 443 65 سورة القصص 451 66 تنبیه: علا واوی یقول علوا لا إمالة فیه الخ 452 67 فائدة: إذا وقف علی یصدر للبصری 452
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 685
68 سورة العنكبوت 458 69 سورة الروم 463 70 سورة لقمان 469 71 سورة السجدة 471 72 سورة الأحزاب 473 73 سورة سبأ 480 74 سورة فاطر 485 75 تنبیه: تخصیصنا البدل بالسوسی دون الدوری الخ 486 76 سورة یس 490 77 فائدة: فی قراءة البصری (ما لی لا أری الهدهد) بسكون الیاء 490 78 فائدة: فی الوقف علی مرقدنا 492 79 سورة الصافات 495- تنبیه: فی الإشارة إلی حركة التاء المدغمة 496- تنبیه: فی إمالة للشاربین لابن ذكوان 497 80 سورة ص 500- تنبیه: أخذ من قولنا إن ذكری من ذكری الدار تقلل لورش فی الوقف 502 81 سورة الزمر 505 82 سورة غافر 510 83 سورة فصلت 516 تنبیه: فی أن نحسات لا إمالة فیه لأحد 517 84 سورة الشوری 520 85 سورة الزخرف 529 86 سورة الدخان 535
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 686
87 سورة الجاثیة و هی سورة الشریعة 537 88 سورة الأحقاف 540 89 سورة سیدنا محمد- صلی اللّه علیه و سلّم- 543 90- فائدة: أولی جاء فی القرآن فی تسع مواضع 546 91 سورة الفتح 548 92 سورة الحجرات 551 93 سورة ق 553 94 سورة الذاریات 556 95 سورة الطور 558 96 سورة النجم 561 97 سورة القمر 565 98 سورة الرحمن تبارك و تعالی 568 99 سورة الواقعة 571 100 سورة الحدید 574 101 سورة المجادلة 577 102 سورة الحشر 579 103 سورة الممتحنة 581 104 سورة الصف 583 105 سورة الجمعة 585 106 سورة المنافقین 586 107 سورة التغابن 588 108 سورة الطلاق 589 109 سورة التحریم 592 110 سورة الملك 594 111 سورة ن 596
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 687
فائدة فی أن هذه الآیة «و إن یكاد» إلی آخرها دواء لمن أصابته العین 597 112 سورة الحاقة 598 113 سورة سأل 600 114 سورة نوح علیه السلام 603 115 سورة الجن 605 116 سورة المزمل علیه الصلاة و السلام 606 117 سورة المدثر علیه الصلاة و السلام 607 118 سورة القیامة 608 119 سورة الإنسان 611 120 سورة و المرسلات 614 121 تنبیهان: الأول فی كلام مكی رحمه اللّه شبه تدافع 615 122 سورة النبأ 616 123 سورة النازعات 616 124 سورة عبس 618 125 سورة التكویر 618 126 سورة الانفطار 620 127 سورة المطففین 620 128 سورة الانشقاق 621 129 سورة البروج 622 130 سورة الطارق 622 131 سورة الأعلی 622 132 سورة الغاشیة 623 133 سورة و الفجر 623 134 سورة البلد 625 135 سورة الشمس 626
غیث النفع فی القراءات السبع، ص: 688
136 سورة اللیل 626 137 سورة الضحی 626 138 سورة أ لم نشرح 637 139 سورة و التین 639 140 سورة العلق 639 141 سورة القدر 640 142 سورة لم یكن 642 143 سورة الزلزلة 643 144 سورة العادیات 643 145 سورة القارعة 645 146 سورة التكاثر 645 147 سورة و العصر 646 148 سورة الهمزة 647 149 سورة الفیل 649 150 سورة قریش 650 سورة الماعون 651 151 سورة الكوثر 652- تكمیل: فیما جری علیه عمل كثیر من الناس علی ابتداء الختم من الكوثر الخ 654 152 سورة الكافرون 657 153 سورة النصر 658 154 سورة تبت 660 155 من سورة الإخلاص إلی الناس 661- 662 156 تنبیهات: الأول فیما تحصل لنا بعد السبر التام الخ 663 تكمیل: فی مسائل تتعلق بالختم 666

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.